
أفيقوا أيها اللبنانيّون من سباتكم العميق!
توم برّاك، المبعوث الأميركيّ إليكم، لا يمثل إلا الوجه الأسود لأقبح وأحطّ سياسة خارجيّة حيال الدول المستضعفة، تتبعها دولة عظمى جسّدت في داخلها أقذر سياسات الاستعمار القديم والجديد، وأكثرها نفاقاً، وظلماً، واستبداداً، وقهراً، وغدراً.
في كلماته المقتضبة، اختزل برّاك دولة مستقلة، غير عابئ بحكام لبنان وشعبه، ولا بالذين ارتموا في أحضان واشنطن، وراهنوا عليها، واستنجدوا بها، واعتبروها «المخلّص» العتيد، و»الوسيط النزيه»، وهي التي لا تعرف إلا مصالحها، وإنْ أدّى ذلك إلى سحق دول، وإلحاق القهر، والفقر، والاستبداد، والجوع بشعوبها.
متى يدرك اللبنانيون، كلّ اللبنانيين، لينهضوا، وينتفضوا بقادتهم، وأحزابهم، وطوائفهم، وقواعدهم الشعبيّة، وهم أمام خطر يهدّد وجودهم في الصميم، ويضعهم أمام تحدّ كبير، واستحقاق مصيريّ، جراء ما تحضره وتبيّته كلّ من واشنطن وتل أبيب، وعملاؤهما في المنطقة للبنان واللبنانيّين؟!
بريطانيا بلفور، بسياستها القذرة، ووعدها المشؤوم، وإرثها اللاأخلاقي، واللاإنساني اختزلت عام 1917 فلسطين وشعبها، لحين أن شهد العالم العربي نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948! وعد بريطانيّ جاء بعد اتفاق السيّئي الذكر سايكس وبيكو عام 1916، الذي قسّم دول المشرق بين الدولتين الاستعماريّتين، بريطانيا وفرنسا، ورسم حدودها.
ها هي الولايات المتحدة بعد مئة عام بقليل تريد أن تعيد رسم خريطة جديدة لدول المنطقة التي تصوّب عليها منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية، بما يخدم أهدافها الاقتصاديّة، والطاقويّة، والأمنيّة، والاستراتيجيّة، ويلبّي أهداف «إسرائيل»، ومطامعها التوسعية!
مَن يستعرض سياسات الولايات المتحدة وتدخلها السافر في العديد من دول العالم، يجد أنّ الحلّ السياسيّ الذي نفذته على دولة ما، لم يترك وراءه إلا الفوضى، والانقسامات، والخلافات، والأحقاد بين الشعب الواحد. إذ لا يهمّ الولايات المتحدة، من يحكم الدول، ولا يهمّها نوع أنظمتها، أكانت ديمقراطية أو دكتاتورية، أو عائلية، أو أوتوقراطية، أو ثيوقراطية، طالما أنّ حكامها يسيرون في الفلك الأميركي.
في كلّ بلد تدخلت فيه الولايات المتحدة، غرق لاحقاً في الفوضى العارمة، لتتركه بعد ذلك عن عمد، يتخبّط في حالة من عدم الاستقرار السياسي، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والمعيشية، والمالية فيه! أنظروا إلى أفغانستان، والصومال، واليمن، وليبيا، والسودان، والعراق، ولبنان، وسورية! هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق قال يوماً: «ليس من صالح الولايات المتحدة أن تحلّ مشكلة في العالم. من صالحها أن تمسك بخيوط المشكلة، وتدير هذه الخيوط وفق مصالحها الأمنية والاستراتيجية».
للبنانيين نقول: اعلموا أنّ خيوط المشكلة في لبنان يمسكها الأميركي، لكن ليس لحلها، وإنما ليديرها وفق المصالح الأمنية والاستراتيجية لواشنطن وتل أبيب! لا يهمّ الولايات المتحدة و»إسرائيل» إنْ بقي لبنان أو قسّم، أو أزيل عن خريطته السياسية! ألم تقسّم بولندا قبيل بداية الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية عملاً باتفاقية مولوتوف – ريبنتروب السرية عام 1939، التي بموجبها احتلّ السوفيات ثلث أراضي بولندا، والألمان الثلثين الباقيين.
ألم تختفِ بولندا عن الخريطة السياسية لأوروبا بسبب ثلاثة تقسيمات متتالية أعوام 1772، و1793، و1795؟!
ألم تسلخ الولايات المتحدة عام 1904 مقاطعة بنما عن كولومبيا، لتعترف بها كدولة مستقلة، ما أتاح لواشنطن في ما بعد التحكّم بها، والسيطرة على قناة بنما؟!
هل يتوهّم اللبنانيون في هذا الظرف الحرج الذي يتقرّر فيه مصيرهم، أنّ واشنطن حريصة على لبنان، دولة، وسيادة، وأرضاً، وشعباً؟! هل يدرك اللبنانيون حقاً، وهم في مستنقع خلافاتهم، وتناحرهم ونكاياتهم، واستخفافهم بما يُحاك ضدّهم، أنهم جميعاً مستهدفون، وأنّ حلّ المشاكل الشائكة، والتسويات الكبرى، لا تتمّ إلا على حساب الضعفاء، والمغفلين، والمشرذمين، والمنقسمين على أنفسهم، الباحثين وهماً عن مصالحهم ومصالح وطنهم في أحضان الأميركان! لا تدعوا سايكس بيكو يتجدّد ويتكرّر على يد ترامب – نتنياهو، كلاهما يجسّدان مفهوم التسلط، والعنجهية، والاستبداد، والسيطرة، والاستغلال، مفهوم مبني على استخدام القوة الغاشمة، وسياسة الإكراه والابتزاز، والتسويف، وإنً أدى ذلك إلى تقسيم الدول، وقتل شعوبها، وتشتيتها، وتهجيرها ومحوها من على خريطتها الجغرافية والسياسية والديموغرافية!
إنّ الدولة اللبنانية بكلّ قياداتها وشعبها، وطوائفها، مدعوة اليوم، كي تقف وقفتها التاريخية بكلّ جرأة ومسؤولية وطنية عالية، لاتخاذ قرار شجاع، وأن تهبّ هبة رجل واحد للوقوف في وجه المؤامرة الكبرى لإجهاضها، والتي يبشر بها ويمهّد لها المبعوث الأميركي بكلّ خبث ووقاحة، غير مكترث مطلقاً بوجود لبنان ودولته، وسيادته، وغير مبال بقياداته وأحزابه وشعبه.
لو كانت الولايات المتحدة تتصف فعلاً بالنزاهة، والصدقية، والأخلاقية، لأعلنت على الملأ أنها حريصة على سيادة لبنان وشعبه، وأنها لن تسمح مطلقاً بالاعتداء على لبنان، أو تغيير هويته، وحدوده، أو سلخ أجزاء منه وضمّها للآخرين.
الدولة والزعماء والشعب اللبناني برمّتهم أمام مسؤوليتهم الوطنية والتاريخية، فلا مجال أمامهم بعد الآن، تجاهل ما يخطط للبنان، أو استمرارهم في تراشقهم السياسي، وسجالاتهم العقيمة، وخلافاتهم الداخلية المدمّرة، إذ انّ الحفاظ على وجود لبنان وبقاء شعبه مسؤولية الجميع دون استثناء، لأنّ الأميركي والإسرائيلي كلاهما يريدان معاً ترسيم الشرق الأوسط الجديد انطلاقاً من لبنان وسورية، برعاية أميركية كلية، حتى يصبّ الترسيم الجديد للبلدين في خدمة ومصالح واشنطن، وتل أبيب وأنقرة، ويمهّد في ما بعد، إلى تعديل وترسيم حدود الدول الأخرى في المنطقة، ووضعها على مشرحة التقسيم، وإنْ كانت تدور في الفلك الأميركي!
«إذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام»، جملة متفجّرة قالها برّاك ومشى، دون أن يوضح ما تخبّئه واشنطن للبنان. هل الولايات المتحدة خيال المآتة في هذا الشرق حتى يترك لبنان للعودة القسرية إلى بلاد الشام؟! وهل هذا سيتمّ بفعل فاعل، بعيدة عنه الولايات المتحدة كلّ البعد؟! وهل يحصل هذا دون موافقة ومباركة مسبقة، مشبعة بالخبث، والتواطؤ، والنفاق، والخداع من قبل الإمبراطورية المستبدة، التي نصّبت نفسها زوراً على العالم، كحامية لسيادة الدول، وحرية شعوبها، وحقوقها، وتقرير مصيرها؟!
الدولة اللبنانية برئيس جمهوريتها، وحكومتها، ومجلس نوابها وشعبها على المحك، وهم جميعاً أمام الله والتاريخ. هل يجرؤ حكام لبنان، على رفع الصوت عالياً في وجه القرصان العالمي، ويتوحّدوا كي يحبطوا ما يهدّد وجودهم، وأرضهم، وحتى لا يشهد لبنان مأساة نكبة كبرى كمأساة نكبة فلسطين!
الولايات المتحدة تريد ابتزاز لبنان وتخيّره بين اثنين: إما الاعتراف بـ «إسرائيل» والتطبيع الكامل معها، دون قيد أو شرط، وإما البديل بإزالة لبنان عن الخريطة السياسيّة للمنطقة، وضمّه إلى مَن ترعاهم واشنطن، وترعرعوا في أحضانها!
إلى كل الذين عاهدوا واشنطن وراهنوا عليها، واعتمدوا على سياساتها، و»صدقيّتها» و»غيرتها» عليهم وعلى لبنان، علهم يتّعظون من كلام توم برّاك، الذي لخص موقف الولايات المتحدة المستقبلي من لبنان، بكلمات تهزّهم هزاً، وتهزّ معهم «السيادة» التي يتبجّحون بها ليلاً ونهاراً.
ترى ماذا هم فاعلون حيال واشنطن حتى لا يتحوّل كلّ لبنان إلى حائط مبكى تذرف عليه دموع الخانعين، المتخاذلين، وما هو خيارهم بعد اليوم؟! أبالقبول بشروط الأمر الواقع الأميركي – الاسرائيلي، أم بالنحيب على حائط البيت الأبيض الأميركي، أم بالوقوف وقفة رجل واحد يستميت في الدفاع عن الوطن النهائي لأبنائه، وإحباط المؤامرة الكبرى، وإنقاذ وطن من براثن المحتلين !
كلام براك. يؤكد مرة أخرى، أنّ الدبلوماسية لا تكفي وحدها لتحرير لبنان من المحتلين، ومواجهة ما يُحاك من مشاريع تقوّض وجوده، دون قوة السلاح التي يجب أن تكون في قبضة جيش، ومقاومة شعب لتحرير الأرض، ومواجهة المعتدين، وإحباط مشاريعهم المدمّرة بحق لبنان ووجوده.
*وزير الخارجية والمغتربين الأسبق
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
المركز العربي الدولي: قرار الإفراج عن جورج عبد الله انتصار جديد لقضيته ولأحرار العالم
صدر عن المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن حول قرار الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله، بيان، أشار الى ان 'المناضل الكبير جورج إبراهيم عبد الله لم يكن قط أسيرا في السجون الفرنسية على مدى 41 عاما، بل كان كامل الحرية يشير بأصبعه، متهما الحكومة الفرنسية التي أثبتت التزامها الأوامر الأميركية و 'الإسرائيلية' في الاستمرار في سجن المناضل عبد الله 26 عاما بعد انتهاء مدة محكوميته الأصلية وهي 15 عاما'. أضاف البيان :'إن أي متابع للرحلة النضالية لابن بلدة القبيات العكارية، يدرك أن فلسطين قضية الأمة كما الإنسانية جمعاء، بغض النظر عن الجنسية أو الدين أو الفكر السياسي. لقد أرادت الدول الإستعمارية، منذ معاهدة سايكس – بيكو، بل قبلها، أن توحي أن لا شيء يجمع بين اللبناني والفلسطيني والسوري والعراقي والمصري وكافة إخوانهم العرب، فإذ بابن عكار اليساري اللبناني بانتصاره لفلسطين وفي قلب باريس يكذب بالدليل الملموس هذه الإدعاءات، ويؤكد أن فلسطين قضية الأمة كلها من المحيط إلى الخليج، كما هي قضية أحرار العالم كلهم كما تشهد الشوارع في عواصم العالم ومدنه'. وتابع البيان :'وعلى الرغم من تخوفنا أن يكون مصير القرار الجديد للقاضي الفرنسي مشابها للقرارات في حالات سابقة، فأن مجرد صدور قرار قضائي فرنسي اليوم يرى أنه لا مبرر لاستمرار توقيف عبد الله هو انتصار جديد للمناضل الكبير ولكل من وقف إلى جانبه من محامين ومناضلين على امتداد الوطن العربي والعالم. إن مهلة الأيام الثمانية التي تفصلنا عن موعد إطلاق سراح المناضل الصلب، يجب أن تكون مليئة بالتحركات الشعبية والرسمية المتواصلة في لبنان وعلى امتداد الوطن العربي والعالم لكي يكون قرار القاضي الفرنسي نافذا هذه المرة، وأن يعود المناضل العريق إلى أهله وبيته في لبنان مزهوا بالانتصار الشخصي من جهة، ومدركا أن انتصار القضية لم يعد بعيدا، وأن هزيمة المشروع الصهيوني باتت في مرمى النظر، خصوصا مع تصاعد المقاومة المجيدة في عزة وعموم فلسطين وحول فلسطين'.

المركزية
منذ 3 ساعات
- المركزية
إسرائيل تدفع والفصائل في سوريا للتقسيم...ماذا عن مناعة لبنان؟
المركزية – يتابع المراقبون لمسار الأوضاع في لبنان بقلق كبير مشروع تغيير الجغرافيا في المنطقة وفق ما يخطط له رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مدعوماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقائم على تفتيت الكيانات وتحويلها الى دول متصارعة لها ثقافات وطوائف متعددة والذي لم يعد سرياً في ظل تصريحات الموفد الأميركي الى لبنان وسوريا توم برّاك عن سايكس - بيكو وضرورة تغييره، مشيرا الى ان ما يحصل في سوريا شرقا وجنوبا من تعقيدات تتعلق بالمكونين الكردي والدرزي قد يؤدي الى تفجير الوضع السوري برمته وجر سوريا ومعها المنطقة الى مكان اخر . ويرى هؤلاء ان الطريقة الوحيدة لابقاء لبنان بمنأى عما يحصل وتحصينه يكون عبر التفاهم الداخلي الجاد حول المخاطر المحدقة وان يكون حزب الله حقيقة جزءا من التركيبة اللبنانية في ظل وضع داخلي ملغوم من انتشار المخيمات سواء الفلسطينية او السورية دون اسقاط عامل التهديد الإسرائيلي القائم والمتصاعد والذي يراكم اطماعه الجغرافية والاستراتيجية، ما يضعف قدرة الدولة على حماية نفسها من التهديدات الخارجية . علما ان الخشية تتفاقم مما قد تحمله الأيام المقبلة، باعتبار ان تأثير هذه الاحداث على الساحة اللبنانية بدأ يأخذ منحى خطيرا . فبعد المواقف السياسية الدرزية المتفاوتة تم قطع طريق عاليه – صوفر احتجاجا على احداث السويداء وتكسير سيارات سورية ، قوبل بقطع طريق المصنع من قبل مؤيدين للنظام الجديد في سوريا . الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية" : واضح ان إسرائيل لا تريد بقاء المنطقة بجغرافياتها وتكويناتها الطائفية والمذهبية على حالها . منذ زمن بعيد لا تخفي رغبتها في خلق دول مجاورة لها على مثالها عنصريا وعقائديا غير متصالحة ان لم تكن متناحرة تكون لها بمثابة مناطق عازلة. إسرائيل غير مطمئنة لمستقبل الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع ، وتعتبر ان حكمه سيجنح نحو التطرف عاجلا ام اجلاً . تعاونها مع الدروز نتيجة الخبرة وعلى مدى عقود من الزمن كان مثاليا ، الامر الذي يدفعها راهنا الى اشعال الفتن المذهبية والرهان على طلب الدروز والأقليات طلب حمايتها . هو ما يسري أيضا على الاكراد والعلويين ،علما ان فصائل الحكم الجديد في دمشق يقومون عن قصد او جهل بتنفيذ الاجندة الإسرائيلية من حيث دفع المكونات السورية وتحديدا الأقليات الى طلب الحماية الخارجية ان لم يكن الإسرائيلية . المطلوب من الدولة السورية حماية أبنائها وان تضع حدا نهائيا لتلك الفصائل او الجماعات التي ترتكب الفظائع في حق الآمنين بغية قطع دابر المخططات الرامية الى تقسيم سوريا وشرذمتها .وهو ما تحدث عنه نتنياهو عن شرق أوسط جديد ويخفي تحته اطماعه التوسعية . اما بالنسبة الى لبنان وعلى رغم كلام برّاك عن بلاد الشام والحديث عن ضم طرابلس وعكار وسواهما الى سوريا فهو يدرك بكافة مكوناته خطورة الانزلاق الى مثل هذه المشهدية ولديه على رغم ضعف الدولة ما يكفي من المناعة لمواجهة هذه المخططات التي خبر بشاعتها على مدى عقود .


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
دعوة مفاجئة من الموفد الأميركي برّاك لسوريا… ماذا يحدث؟
اعتبر الموفد الاميركي توم برّاك أنه 'على الدولة السورية اتخاذ إجراءات لإنهاء العنف وحماية جميع السوريين'. وجاء ذلك في منشور له على منصة 'اكس'، تعليقاً على الأحداث الأخيرة في سوريا. 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.