logo
"تحوّل عميق" في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على "محور المقاومة"؟

"تحوّل عميق" في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على "محور المقاومة"؟

ليبانون 24منذ يوم واحد

ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "يبدو أن قبضة طهران على لبنان تتراخى، وقد ظهر هذا التحول بشكل واضح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى بيروت. ففي حين أكد عراقجي علناً على العلاقات بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية خلال اجتماعاته مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن جهوده تعكس جهود إيران الرامية إلى التكيف مع تراجع نفوذها وتراجع قوة حزب الله بعد حربه القاسية مع إسرائيل في الخريف الماضي".
وبحسب الموقع، "كانت تفاصيل التحول الإيراني واضحةً في برنامج عراقجي، فقد تجنبت تصريحاته العلنية الإشارة المباشرة إلى حزب الله، في انحرافٍ ملحوظ عن خطاباته السابقة التي احتفت بمركزية الحزب في "محور المقاومة". كما أعرب عن استعداد طهران لمشاركة شركاتها في إعادة إعمار لبنان، كما وشدد على موقف بيروت الثابت بأن تتدفق كل مساعدات إعادة الإعمار عبر القنوات الحكومية، ملمحًا إلى تكيف إيران مع موقف الدولة اللبنانية المتنامي. واللافت أن عراقجي التقى لأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في لقاء وصف بالرمزي، ووضع إكليلا من الزهور على ضريح الأمين العام السابق حسن نصر الله. وهنا عاد خطاب عراقجي إلى ما كان عليه في السابق، حيث قال: "أنا على يقين بأن النصر النهائي للشعب اللبناني والمقاومة، وأن هزيمة النظام الصهيوني أمر لا مفر منه"."
وتابع الموقع، "إن هذا النهج المزدوج، إظهار الاعتدال للقيادة اللبنانية والمجتمع الدولي مع إعادة التأكيد على الالتزام الأيديولوجي الثابت تجاه حليفها الرئيسي ، يشير إلى إعادة تقييم كبيرة وليس التخلي التام. إن المحفز لهذا التحول هو بلا شك الحرب الوحشية والمستمرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، والتي توسعت بسرعة إلى صراع أوسع مع الفصائل المتحالفة مع حماس في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تكبد حزب الله خسائر فادحة، بما في ذلك تدمير جزء كبير من ترسانته من الأسلحة واغتيال نصرالله ونائبه هاشم صفي الدين في غارات جوية إسرائيلية".
وأضاف الموقع، "بعيدا عن الاستنزاف العسكري، فإن شريان الحياة اللوجستي التقليدي لحزب الله، وهو الممر البري عبر سوريا ، والذي استخدمته إيران لنقل الأسلحة والأموال إلى الحزب عبر العراق، قد انقطع مع انهيار نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024. وفي تحول مهم، انخرطت الحكومة السورية الجديدة في ترسيم الحدود والتعاون الأمني مع لبنان، بهدف واضح هو إغلاق المعابر غير الشرعية وتشديد الرقابة على التهريب. وقد أدى هذا التقارب اللبناني السوري، والذي تدعمه على وجه الخصوص الوساطة السعودية ، إلى تسهيل التقارب الاستراتيجي غير المسبوق بين بيروت ودمشق ضد حزب الله. وبالتالي، فإن خطة إيران لفرض قوتها من خلال شحنات الأسلحة البرية السرية إلى حزب الله لم تعد قابلة للتطبيق كما في السابق".
وبحسب الموقع، "بالإضافة إلى ذلك، شددت الحكومة اللبنانية الجديدة السيطرة على مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والذي كان تاريخيا قناة رئيسية أخرى لنقل الأموال غير المشروعة إلى الحزب. ومنذ شباط، تم تعليق الرحلات الجوية الإيرانية إلى أجل غير مسمى، في أعقاب تهديدات إسرائيلية صريحة باستهداف الرحلات الجوية القادمة من إيران بسبب الاشتباه في أنها تحمل أموالاً أو أسلحة إلى حزب الله. ولجعل الأمور أسوأ، تعاني موارد حزب الله من ضغوط شديدة، مع ورود تقارير عن مشاكل في التدفق النقدي وتأخير في تعويض المجتمعات المتضررة من الحرب في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم أن شعبية الحزب لا تزال قوية استناداً إلى نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، فإنه اعتمد لفترة طويلة على قدرته على تقديم التعويضات والخدمات بسرعة، الأمر الذي ساعد في تهدئة السخط إزاء الصعوبات التي سببتها الحرب مع تعزيز صورته كمدافع عن سيادة لبنان وداعم ثابت للقضية الفلسطينية. ولكن التأخير المستمر في تسليم المساعدات إلى ناخبيه قد يثير تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على الولاء على المدى الطويل".
وتابع الموقع، "مع تراجع قدرة كل من الراعي والوكيل، يبدو أن إيران أدركت حدودها وحدود حزب الله في تمويل إعادة الإعمار. علاوة على ذلك فإن ظهور قيادة سياسية لبنانية جديدة، مدعومة بجبهة دولية وإقليمية موحدة، يزيد من تعقيد موقف إيران. التزم كل من عون وسلام صراحةً بإعادة تأكيد سيادة الدولة وترسيخ "احتكار السلاح". وفي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، صرّح سلام، مُستهدفًا النفوذ الإيراني مباشرةً، بأن "عصر تصدير الثورة الإيرانية قد ولّى". ومن الأهمية بمكان أن القوات المسلحة اللبنانية انخرطت في تعاون غير مسبوق، وإن كان غير مباشر، مع إسرائيل، بتسهيل من الولايات المتحدة ، بهدف مساعدة الجيش اللبناني في تحديد مواقع مخازن أسلحة حزب الله وتفكيكها في جنوب لبنان. وعلاوة على ذلك، تعمل الدول المانحة بشكل نشط على إعطاء الأولوية للمساعدات العسكرية وبناء القدرات للقوات المسلحة، مما يجعل تأكيد سيطرة الدولة الشرط الأساسي قبل صرف تمويل إعادة الإعمار على نطاق واسع".
وأضاف الموقع، "تتفق الولايات المتحدة ودول الخليج في المطالبة بتفكيك البنية التحتية الدفاعية لحزب الله، حيث حذرت إسرائيل في السادس من حزيران من أنها ستواصل قصف لبنان حتى يتم نزع سلاح الحزب. إن شدة هذه المقاومة والإجماع تجعل إيران تواجه عقبات هائلة في الحفاظ على نفوذها في لبنان. وتأتي المحادثات النووية الجارية بين إيران وإدارة ترامب لتزيد التعقيدات بالنسبة لطهران. يواجه اقتصادها مزيجًا قابلًا للاشتعال من التضخم الجامح وتراجع القدرة الشرائية، ودفع هذا الوضع إيران نحو الدبلوماسية كوسيلة لتخفيف أزمتها الاقتصادية. ومما يزيد من تفاقم هذا المأزق أن إسرائيل تظل تضغط على إيران، وتستعد بنشاط لشن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن التوصل إلى اتفاق نووي جديد".
وبحسب الموقع، "إن ضعف حزب الله على المستوى المحلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحديات المتزايدة التي تواجهها راعيته الرئيسية، إيران، التي أصبحت مضطرة إلى إعادة النظر في نهجها بعد أن أصبحت قنوات الإمداد التقليدية محدودة للغاية أو معطلة تماماً. وبالإضافة إلى فقدان الممر البري عبر سوريا، فإن التحويلات المصرفية تعاني من اختناق بسبب العقوبات الأميركية الصارمة والتدابير المحتملة من الحكومة اللبنانية والبنك المركزي والتي قد تستهدف الوصول المالي لحزب الله. ومع ربط مساعدات إعادة الإعمار الدولية الآن صراحة بإضعاف نفوذ حزب الله، فإن المساحة المتاحة له لاستعادة مكانته المالية والعملياتية السابقة أصبحت محدودة. إن علاقة إيران مع جوهرة تاج "محور المقاومة" تمر الآن بتحول عميق، حيث تعترف طهران الآن صراحة بأن حتى المثل الثورية الثابتة يجب أن تستسلم للواقع القاسي المتمثل في البقاء الاقتصادي وتراجع القوة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس دانت العدوان الإسرائيلي على إيران: معركة مصير تتطلب وحدة الصف
حماس دانت العدوان الإسرائيلي على إيران: معركة مصير تتطلب وحدة الصف

المنار

timeمنذ 29 دقائق

  • المنار

حماس دانت العدوان الإسرائيلي على إيران: معركة مصير تتطلب وحدة الصف

دانت حركة حماس في بيان لها الجمعة 'العدوان الواسع الذي شنّه كيان الاحتلال ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية'. وأكدت حماس أن 'العدوان الإسرائيلي تصعيد خطير يُنذر بانفجار المنطقة ويعكس إصرار حكومة نتنياهو على جرّ الإقليم إلى مواجهات مفتوحة خدمة لأوهامها التلمودية ومساعيها للهيمنة على شعوب الأمة'. وقالت حماس إن 'هذا العدوان الغاشم يُعدّ انتهاكًا صارخًا للأعراف والمواثيق الدولية، ويؤكد مجددًا أن المشروع الصهيوني يمثّل خطرًا وجوديًا على المنطقة بأسرها، لا على فلسطين وحدها، ويستهدف كل من يرفض الخضوع ويصرّ على دعم قضايا الأمة وفي مقدّمتها قضية فلسطين'. وأعربت حماس عن 'تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران، متقدمة بأحرّ التعازي إلى القيادة والشعب الإيراني، باستشهاد عدد من كبار القادة، وفي مقدّمتهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، والفريق محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني، وعدد من العلماء النوويين، سائلين الله لهم الرحمة، وللجرحى الشفاء العاجل'. وأضافت حماس ان 'إيران تدفع اليوم ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها وثمن تمسّكها بقرارها الوطني المستقل، ما يستدعي من الأمة وقواها الحيّة موقفًا موحّدًا في وجه هذا العدوان الخطير'، وشددت على ان 'الكيان الصهيوني هو العدو المركزي للأمة والمعركة معه معركة مصير تتطلب وحدة الصف وتكامل الجهود لحماية شعوبنا من جرائمه ومخططاته التوسعية'.

وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها
وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها

على وقع الهجوم الاسرائيلي غير المسبوق على ايران، ودخول المنطقة في مرحلة خطيرة جدا بصعب التكهن بما ستحمله من مفاجآت، تتركز الجهود اللبنانية الرسمية وغير الرسمية على احتواء مفاعيل التعديات على قوات "اليونيفيل" لئلا يصار إلى استغلالها عند طلب لبنان التجديد لهذه القوة. ووفق المعلومات، فإن لبنان لم يتقدم بعد بطلب رسمي، كما أنه لم يتلق أي موقف أميركي واضح في شأن أي تعديلات مقترحة. وهذا يعطي لبنان وديبلوماسيته الوقت الكافي للتحرك واحتواء التعديات الاخيرة، بعدما ادرك "حزب الله" ، بحسب مصادر معنية ، تداعيات ما حصل عليه ، ولا سيما أنه يدرك تماماً أن ما تقوم به دوريات "اليونيفيل" لا يخرج عن إطار مهماتها تنفيذا للقرار الدولي 1701 واتفاق وقف النار، وقد وافق الحزب على كليهما، والتزم تنفيذهما! وأكد أكثر من مصدر رفيع في الأمم المتحدة " أن "عدم يقين كبيرا" يخيّم على مصير قوة اليونيفيل المتوقّع التجديد لها في نهاية آب المقبل. وثمة جهات من الإسرائيليين تريد سحبها من الجنوب اللبناني، فيما الولايات المتحدة تشترط تغيير مهمتها وإعطائها حرية تحرك كاملة، على أن تكون مهمتها أقوى للتدخل وإلا لا حاجة لانتشارها حسب إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تبحث عن تقليص تكاليف المساهمة في قوات الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يزور لبنان الأسبوع المقبل وفد مسؤول عن قوات حفظ السلام للأمم المتحدة للاطلاع عن كثب على وضع اليونيفيل. وأكدت المصادر الرفيعة أن النقاش حول تجديد مهمة اليونيفيل سيكون صعباً ومعقداً في هذه الظروف. وفي سياق متصل، دخلت الصين على خط نادي المؤثّرين، مطالبة بتولّيها مراكز قيادية في "اليونيفل". وبحسب المعلومات المتداولة، فإن أي أوراق رسمية لم توضع بين يدي الجهات المعنية حول الاقتراحات الصينية، لكنّ التسريبات جاءت من مصادر القوة الصينية في الجنوب. ويجري الحديث عن مساعي بكين، لاستغلال الأزمة المالية في موازنة القوات الدولية، من أجل عرض توفير تمويل إضافي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، لتعويض أي نقص ينتج من قرار أميركي بتقليص دعم المنظمة الدولية. لكنّ الصين، تطالب في المقابل، بأن يتم تعزيز دورها في القوة المنتشرة في لبنان. وتردّد أن الصين طالبت بدور قيادي في بحرية "اليونيفل" إذا كان الأمر متعذّراً في قيادة الأركان والعمليات. وتشير المعلومات إلى أن الصين تعرض إرسال قطع بحرية متطورة إلى سواحل لبنان، مصحوبة بمنظومة من المُسيّرات الاستطلاعية والرادارات التي تعزّز الدور الرقابي للقوات الدولية. كما أشارت المعلومات إلى أن الصين مستعدّة لتعزيز قواتها التي تتشكّل من حوالي 500 جندي ينتشرون بين القطاعين الغربي والشرقي ويضطلعون بمهام لوجستية وطبية وإنسانية، علماً أن مشاركة الصين في "اليونيفل" بدأت عام 2008 من خلال فرق تخصّصت بشكل رئيسي في نزع الألغام ومعالجة الحروق. ولدى الكتيبة ثلاثة مراكز في الحنية وشمع وإبل السقي. لكن يبدو أن الصين تواجه معارضة كبيرة، مصدرها الرئيسي الولايات المتحدة الأميركية، مع استنفار فرنسي وإيطالي وإسباني وألماني معارض بقوة لتعزيز الحضور الصيني في القوات الدولية. في المقابل، لا يزال عدم تعيين الإدارة الأميركية أي بديل عن نائبة المبعوث الأميركي الى لبنان مورغان أورتاغوس، لا سيما بعد تعليق عملها في منصبها الحالي، والدليل عدم قيامها بزيارتها التي كانت مرتقبة الى لبنان والمنطقة في أوائل حزيران الجاري، يشكّل مصدر قلق وتساؤلات من قبل المسؤولين اللبنانيين. أمّا القلق فيعود الى عدم إيلاء الولايات المتحدة الأميركية، على ما تقول مصادر سياسية مواكبة للساحتين اللبنانية والغربية، أي اهتمام بلبنان في الوقت الراهن، وهو أمر غير مطمئن. المصدر: لبنان 24 انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها
وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

وفد أممي في بيروت للاطلاع على وضع "اليونيفيل".. ونقاش صعب متوقع بشأن التمديد لها

على وقع الهجوم الاسرائيلي غير المسبوق على ايران ، ودخول المنطقة في مرحلة خطيرة جدا بصعب التكهن بما ستحمله من مفاجآت، تتركز الجهود اللبنانية الرسمية وغير الرسمية على احتواء مفاعيل التعديات على قوات "اليونيفيل" لئلا يصار إلى استغلالها عند طلب لبنان التجديد لهذه القوة. ووفق المعلومات، فإن لبنان لم يتقدم بعد بطلب رسمي، كما أنه لم يتلق أي موقف أميركي واضح في شأن أي تعديلات مقترحة. وهذا يعطي لبنان وديبلوماسيته الوقت الكافي للتحرك واحتواء التعديات الاخيرة، بعدما ادرك " حزب الله" ، بحسب مصادر معنية ، تداعيات ما حصل عليه ، ولا سيما أنه يدرك تماماً أن ما تقوم به دوريات "اليونيفيل" لا يخرج عن إطار مهماتها تنفيذا للقرار الدولي 1701 واتفاق وقف النار، وقد وافق الحزب على كليهما، والتزم تنفيذهما! وأكد أكثر من مصدر رفيع في الأمم المتحدة" أن "عدم يقين كبيرا" يخيّم على مصير قوة اليونيفيل المتوقّع التجديد لها في نهاية آب المقبل. وثمة جهات من الإسرائيليين تريد سحبها من الجنوب اللبناني، فيما الولايات المتحدة تشترط تغيير مهمتها وإعطائها حرية تحرك كاملة، على أن تكون مهمتها أقوى للتدخل وإلا لا حاجة لانتشارها حسب إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تبحث عن تقليص تكاليف المساهمة في قوات الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يزور لبنان الأسبوع المقبل وفد مسؤول عن قوات حفظ السلام للأمم المتحدة للاطلاع عن كثب على وضع اليونيفيل. وأكدت المصادر الرفيعة أن النقاش حول تجديد مهمة اليونيفيل سيكون صعباً ومعقداً في هذه الظروف. وفي سياق متصل، دخلت الصين على خط نادي المؤثّرين، مطالبة بتولّيها مراكز قيادية في "اليونيفل". وبحسب المعلومات المتداولة، فإن أي أوراق رسمية لم توضع بين يدي الجهات المعنية حول الاقتراحات الصينية، لكنّ التسريبات جاءت من مصادر القوة الصينية في الجنوب. ويجري الحديث عن مساعي بكين، لاستغلال الأزمة المالية في موازنة القوات الدولية، من أجل عرض توفير تمويل إضافي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، لتعويض أي نقص ينتج من قرار أميركي بتقليص دعم المنظمة الدولية. لكنّ الصين، تطالب في المقابل، بأن يتم تعزيز دورها في القوة المنتشرة في لبنان. وتردّد أن الصين طالبت بدور قيادي في بحرية "اليونيفل" إذا كان الأمر متعذّراً في قيادة الأركان والعمليات. وتشير المعلومات إلى أن الصين تعرض إرسال قطع بحرية متطورة إلى سواحل لبنان، مصحوبة بمنظومة من المُسيّرات الاستطلاعية والرادارات التي تعزّز الدور الرقابي للقوات الدولية. كما أشارت المعلومات إلى أن الصين مستعدّة لتعزيز قواتها التي تتشكّل من حوالي 500 جندي ينتشرون بين القطاعين الغربي والشرقي ويضطلعون بمهام لوجستية وطبية وإنسانية، علماً أن مشاركة الصين في "اليونيفل" بدأت عام 2008 من خلال فرق تخصّصت بشكل رئيسي في نزع الألغام ومعالجة الحروق. ولدى الكتيبة ثلاثة مراكز في الحنية وشمع وإبل السقي. لكن يبدو أن الصين تواجه معارضة كبيرة، مصدرها الرئيسي الولايات المتحدة الأميركية، مع استنفار فرنسي وإيطالي وإسباني وألماني معارض بقوة لتعزيز الحضور الصيني في القوات الدولية. في المقابل، لا يزال عدم تعيين الإدارة الأميركية أي بديل عن نائبة المبعوث الأميركي الى لبنان مورغان أورتاغوس، لا سيما بعد تعليق عملها في منصبها الحالي، والدليل عدم قيامها بزيارتها التي كانت مرتقبة الى لبنان والمنطقة في أوائل حزيران الجاري، يشكّل مصدر قلق وتساؤلات من قبل المسؤولين اللبنانيين. أمّا القلق فيعود الى عدم إيلاء الولايات المتحدة الأميركية، على ما تقول مصادر سياسية مواكبة للساحتين اللبنانية والغربية، أي اهتمام بلبنان في الوقت الراهن، وهو أمر غير مطمئن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store