
مؤشر ترامب الاقتصادي.. اقـتـصـاد تـحـت الـتـغـريـد*حسام عايش
في خضم التشابك المعقد بين السياسة والاقتصاد، تبرز تصريحات الرئيس ترامب بوصفها محركات مؤثرة في الاقتصاد العالمي، اذ منذ عودته إلى البيت الابيض، عادت لغة التصعيد التجاري، والرسوم الجمركية، والتدخل في السياسة النقدية، لتشكل سلوكا رئاسيا يوميا، يؤثر مباشرة على الدول والاسواق والتجارة والاقتصاد.
من هنا، يصبح من الضروري اقتراح إيجاد أداة تنبؤية-لا فقط وصفية- لرصد وتحليل وتقييم وبلورة أثر تصريحات ترامب على الاقتصاد العالمي؛ ضمن مؤشر يحمل اسمه، للسماح للمستثمرين وصناع القرار والباحثين ورجال الأعمال والحكومات، لقراءة المشهد الاقتصادي العالمي والمحلي من خلال «مزاج الرئاسة الأميركية».
لكن لماذا تصريحات ترامب؟ لأنها سريعة، مباشرة، وغير تقليدية، تحمل تهديدات أو وعودا، تؤثر فورا في تحركات الأسواق، تؤدي الى ردود فعل متقلبة، وتوجد بيئة من عدم اليقين؛ ما يحول أثرها من مجرد «انطباعات إعلامية»، إلى حالات قابلة للقياس.
آلية عمل المؤشر المقترح، تتضمن رصد تصريحات الرئيس ونتائج تأثيرها على مؤشرات فرعية كحركة الاسهم، ومؤشر الخوفVIX –يقيس مستوى التقلب المتوقع في سوق الأسهم الامريكية، فارتفاعه يعني توقع تقلبات عالية أو مخاطر منتظرة، وانخفاضه يعني توقع استقرار نسبي-العملات المشفرة والمستقرة، الدولار، العملات الكبرى، اتجاهات التضخم، الركود، الفائدة، النمو، سلاسل الإمداد -تكلفة الشحن- تدفقات الاستثمار نحو الملاذات الآمنة او الأصول الخطرة، وذلك خلال 24 إلى 72 ساعة التالية للتصريحات؛ مع منح كل مؤشر منها درجة تأثير من -5 إلى +5، وضرب العلامة في الوزن النسبي له-مقدار التأثير والأهمية اللذين يمثلهما كل مؤشر فرعي ضمن المؤشر العام معبرا عنه بنسبة مئوية من الإجمالي- وجمع النتائج للحصول على درجة كلية توضح «مستوى تأثير التصريح على الاقتصاد العالمي».
استخدامات عديدة لمؤشر ترامب المقترح: في الإعلام الاقتصادي، لتفسير ردات فعل الأسواق بطريقة علمية. لصناع القرار والمستثمرين، لرصد التحولات السوقية وربطها مباشرة بالرئاسة الأميركية. في التحليل الاستراتيجي العالمي، لتقييم استمرار أو تغير وزن الولايات المتحدة في النظام الاقتصادي العالمي. كأداة بحثية، في دراسات الاقتصاد السياسي وسلوك الاسواق. في الدول لرصد اثر تلك التصريحات على اوضاعها الاقتصادية والنقدية والاستثمارية والتجارية.
الأردن، الذي يعتمد إلى حد كبير على التجارة الخارجية وبالذات مع الولايات المتحدة وشركائها، وعلى تدفقات الاستثمار الخارجي، وعلى أسعار السلع الاأولية مثل النفط والقمح، وعلى تحويلات المغتربين، يمكنه تصميم مؤشر ترامب محلي لقياس مدى تاثره بتداعيات تصريحات ترامب من خلال رصد مؤشر حركة البورصة. سعر الدينار مقابل العملات الاخرى غير الدولار. حجم الصادرات للولايات المتحدة-بعد رفع الرسوم الجمركية الى 20%- أسعار السلع الأساسية المستوردة: النفط، القمح، حركة الاستثمار الأجنبي المباشر، ثقة المستثمرين المحليين، الاحتياطي من الذهب والعملات الأجنبية، الفائدة على الدين الخارجي، معدل البطالة بين العاملين في المؤسسات الدولية- على خلفية حل وكالة التنمية الأميركية - معدل التضخم وأسعار الفائدة المحلية.. الخ.
بذلك، ومن خلال المؤشر المقترح، يمكن تقدير مدى تأثير تصريحات ترامب: إيجابي أو سلبي، مباشر أو متأخر، مؤقت او طويل الأمد، ما يعطي صناع القرار أداة لتحليل المخاطر الاقتصادية، والتخطيط الاستراتيجي، في بيئة دولية متقلبة.
اقتراح مؤشر متخصص لقياس أثر تصريحات ترامب ليس رفاهية تحليلية، بل ضرورة منهجية لفهم سلوك الاقتصاد العالمي والمحلي في ظل رئاسة تصنع الحدث قبل أن تصنع السياسات.
وعليه، وفي عصر السيولة المعلوماتية، والتقلبات السوقية المرتبطة بالخطاب السياسي، يصبح المؤشر المقترح، اداة لا تقدر بثمن لقراءة بيئة اقتصاد عالمي ومحلي يتنفس عبر تويتر، وتروث سوشال، أكثر من التقارير الرسمية، حيث الأسواق العالمية تتحرك أحيانا بسرعة الكلمة، وتغدو تصريحات الرئيس ترامب، أدوات اقتصادية غالبا ما تحدث تقلبات سريعة ومؤثرة في الأسواق العالمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 20 دقائق
- عمون
إدارة ترامب تتجه لتغيير اختبار الحصول على الجنسية الامريكية
عمون - تخطّط إدارة المواطنة والهجرة الأمريكية التي أجرى الرئيس دونالد ترامب تغييرات كبيرة في قيادتها طالت كبار مسؤوليها، لتغيير اختبار الحصول على الجنسية الأمريكية، بما في ذلك تغيير نظام تأشيرات العمالة الماهرة الأجنبية الذي يُعدّ نقطة خلاف كبيرة مع شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقال جوزيف إدلو، المدير الجديد لدائرة خدمات المواطنة والهجرة (يو إس سي آي إس)، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن اختبار الحصول على الجنسية «سهل للغاية»، ويجب تغييره. وأضاف أن «الاختبار كما هو مُوضّح حالياً ليس صعباً للغاية. من السهل جداً حفظ الإجابات. لا أعتقد أننا نلتزم بروح القانون حقاً». تشديد أسئلة الجنسية وتندرج تصريحات إدلو حول تعديل اختبار الجنسية تحت سياسة تشديد معايير الهجرة والجنسية التي تتّبعها إدارة ترامب. وقال إدلو إن الإدارة أرادت تغيير اختبار التجنس المطلوب من المواطنين الأمريكيين المحتملين. ويدرس المهاجرون حالياً 100 سؤال في التربية المدنية، ثم يتعين عليهم الإجابة بشكل صحيح عن 6 من أصل 10 أسئلة لاجتياز هذا الجزء من الاختبار. وخلال إدارة ترامب الأولى، زادت الوكالة عدد الأسئلة، وطلبت من المتقدمين الإجابة بشكل صحيح عن 12 من أصل 20 سؤالاً. وقال إدلو إن الوكالة تخطط لاعتماد نسخة جديدة من هذا الاختبار قريباً. وسبق لإدلو، المدير الحالي لدائرة المواطنة والهجرة، أن قضى فترة وجيزة في قيادة الدائرة بالوكالة عام 2020. لكن مجلس الشيوخ أكد تعيينه بالأصالة أخيراً، مع الاضطلاع بدور في إصدار شهادات المواطنة وتأشيرات العمل، وجهاز شؤون اللاجئين واللجوء. وقال إدلو عن الهجرة إلى أميركا: «أعتقد أنه ينبغي أن يكون لها تأثير إيجابي صافٍ». وأضاف: «إذا نظرنا إلى القادمين، وخاصة أولئك الذين يأتون لتحقيق أجندات اقتصادية معينة لدينا، ولصالح المصلحة الوطنية، فهذا ما يجب علينا الاهتمام به تماماً». في إدارة ترامب الأولى، صعّبت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميريكية على المهاجرين الذين يستفيدون من المزايا العامة، الحصول على بطاقات الإقامة الدائمة، المعروفة باسم «البطاقات الخضراء»، وهو ما نفى إدلو التخطيط للعودة إليه. وقد عارض مسؤولو اللجوء في الدائرة التغييرات التي أُدخلت على نظام اللجوء، لتقييد الحماية، والتي عرقلتها المحاكم الفيدرالية في بعض الأحيان. تأشيرة «إتش-1 بي» أوضح إدلو كيفية عمل الوكالة التي تُعدّ جوهر نظام الهجرة في البلاد، خلال ولاية الرئيس ترامب الثانية، في وقت أمر فيه الرئيس بشن حملة قمع شاملة على الهجرة، وحملة ترحيل جماعي. وفي حين كان برنامج تأشيرة «إتش-1 بي» للعمال الأجانب موضع نقاش حاد داخل الحزب الجمهوري، قال إدلو إنه ينبغي أن تُفضّل الشركات التي تُخطط لدفع أجور أعلى للعمال الأجانب، وذلك بهدف خفض اعتراضات الجناح اليميني المتشدد في الحزب. وينتقد هذا الجناح البرنامج الحالي بحجة أنه يوظّف عمالاً على استعداد لقبول رواتب أقل من العمال الأمريكيين. وهو ما أشار إليه هذا الأسبوع نائب الرئيس جي دي فانس، منتقداً الشركات التي تُسرّح موظفيها، ثم تُوظّف عُمّالاً أجانب برواتب أقل. شركات التكنولوجيا تعترض غير أن التغييرات التي تطمح إدارة ترامب لإجرائها على برنامج تأشيرة «إتش-1 بي»، أثارت حفيظة بعض أبرز داعمي الرئيس في قطاع التكنولوجيا، الذين قالوا إنهم يعتمدون على البرنامج لعدم قدرتهم على إيجاد عدد كافٍ من العمال الأمريكيين المؤهلين. وتُمنح التأشيرة سنوياً لتوظيف 85 ألف شخص ممن يُسمون بالعمال الأجانب ذوي المهارات العالية في الشركات من خلال عملية قرعة. وتعد من قبل العديد من الشركات الوسيلة الوحيدة التي تُمكّنها من توظيف أفضل وألمع الخريجين الدوليين من الجامعات الأمريكية. كما أن الكونغرس لم يسمح لوزارة الأمن الداخلي بالتدخل في عملية التوظيف بناء على الراتب. لكن إدلو قال: «أعتقد أن طريقة استخدام تأشيرة (إتش-1 بي)، هي أن تُكمّل، إلى جانب العديد من جوانب الهجرة الأخرى، الاقتصاد الأمريكي والشركات الأمريكية والعمال الأمريكيين، لا أن تحل محلهم». الشرق الأوسط

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
إدارة ترامب تبدأ إعادة تقييم استراتيجيته تجاه غزة
سرايا - نقل موقع "إكسيوس" الأميركي عن مصادر مطلعة قولها إن فريق الأمن القومي في إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأ بإعادة تقييم استراتيجيته تجاه قطاع غزة بعد مرور ستة أشهر من الفشل في تحقيق تقدم ملموس. ووفق الموقع فإنه منذ وصوله إلى البيت الأبيض، تبنت إدارة ترامب سياسة دعم قوية لإسرائيل، مما منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرية واسعة في اتخاذ القرارات العسكرية وفرض قيود على المساعدات. وأضاف: " أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، حيث قوبل هذا التوجه بانتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية". وكان ترامب أكد أمس الجمعة، دعمه لإسرائيل في القضاء على حركة حماس، مشيرًا إلى أن "حماس تريد الموت" وأن الوقت قد حان لـ"إنهاء المهمة". هذه التصريحات تأتي بعد انهيار آخر جولة من المفاوضات التي تمت بوساطة أميركية لوقف إطلاق النار في غزة. وفي أعقاب هذه التطورات، أقر وزير الخارجية ماركو روبيو بضرورة إعادة التفكير في السياسة الأميركية تجاه غزة، مشيرًا إلى أن الإدارة بحاجة إلى نهج جديد بعد فشل المفاوضات الأخيرة. ومع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية وفق "إكسيوس"، فإنه لا يزال المسؤولون الأميركيون يستكشفون خيارات استراتيجية جديدة. وأضاف: "على الرغم من التصعيد العسكري ضد حماس، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستتبنى سياسة أكثر توازنًا تأخذ في الاعتبار الأبعاد الإنسانية والسياسية للأزمة في غزة".


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
أكسيوس: إدراة ترامب تدرس "تغيير استراتيجيتها" في غزة
جفرا نيوز - ذكر موقع "أكسيوس"، السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدرس تغيير استراتيجيتها في التعاطي مع ملف غزة. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وهو يبدو محبطا، لعائلات الرهائن خلال اجتماع عقد يوم الجمعة: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بشكل جدي"، وذلك عقب فشل الجولة الأخيرة من محادثات غزة، بحسب ما أفاد به شخصان حضرا الاجتماع لـ"أكسيوس". وأوضح الموقع الأميركي: "بعد مرور ستة أشهر على توليه الرئاسة، لا يبدو أن الرئيس ترامب قد اقترب من إنهاء الحرب في غزة. فالأزمة الإنسانية أصبحت أسوأ من أي وقت مضى، والمفاوضات متوقفة، فيما تتزايد عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل على الساحة الدولية". وأشار إلى أن استمرار القتال في غزة وتداول صور الفلسطينيين الجائعين حول العالم، أحدث تصدعات داخل حركة "ماغا" المؤيدة لترامب، بسبب دعمه استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشددة في الحرب. وذكر أن انهيار المحادثات ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد رفض هذه الأخيرة للعرض الإسرائيلي الأخير وانسحاب المفاوضين الإسرائيليين، قد يشكل نقطة تحول محتملة في سياسة الإدارة الأميركية. وأصبحت إسرائيل والولايات المتحدة معا في عزلة دبلوماسية، وينظر إليهما من قبل العديد من حلفائهما على أنهما مسؤولتان بشكل مشترك عن الوضع الكارثي، بحسب تعبير "أكسيوس". وأضاف: "يقر بعض أفراد الإدارة الأميركية بشكل خاص بأن استراتيجيتهم لم تنجح، لكن لم يتقرر بعد ما إذا كانوا سيغيرونها أو كيف". خلال لقائه بعائلات الرهائن في وزارة الخارجية، الجمعة، كرر روبيو عدة مرات أن الإدارة بحاجة إلى "إعادة التفكير" في استراتيجيتها بشأن غزة و"تقديم خيارات جديدة للرئيس"، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"أكسيوس". وكان ترامب قد صرح الجمعة أن الوقت قد حان لتصعد إسرائيل حربها من أجل "التخلص" من "حماس" و"إنهاء المهمة". وقال ترامب للصحفيين بعد وصوله إلى اسكتلندا، يوم الجمعة: "ما حدث مع حماس أمر فظيع. إنهم يماطلون الجميع. سنرى ماذا سيحدث، وسنرى كيف سيكون رد إسرائيل. لكن يبدو أن الوقت قد حان". وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"أكسيوس" إنهم غير متأكدين ما إذا كانت تصريحات ترامب تكتيكا تفاوضيا أم تغييرا حقيقيا في موقفه، وضوءا أخضر لنتنياهو لاستخدام وسائل عسكرية أشد تطرفا. وكشف الموقع الإخباري أن ترامب أعطى لنتنياهو في الأشهر الستة الماضية حرية شبه كاملة في غزة، من العمليات العسكرية إلى مفاوضات الرهائن، مرورا بتوزيع المساعدات الإنسانية. وكان مسؤولون في البيت الأبيض قد صرحوا أن ترامب منزعج من قتل المدنيين الفلسطينيين، ويريد إنهاء الحرب، إلا أنه لم يمارس ضغطا حقيقيا على نتنياهو لإنهائها خلال الأشهر الأخيرة، بحسب مسؤولين إسرائيليين. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين لموقع "أكسيوس": "في معظم المكالمات والاجتماعات، كان ترامب يقول لبيبي (نتنياهو): 'افعل ما عليك فعله في غزة'. وفي بعض الحالات، شجعه حتى على أن يكون أكثر شدة تجاه حماس".