
رسوم ترامب تؤجّل إطلاق «أبل» و«علي بابا» للذكاء الاصطناعي بالصين
زيجينغ وو - تشانغ لينغ - مايكل أكتون
تأخر إطلاق شركة «أبل» لخدمات الذكاء الاصطناعي في الصين، بالتعاون مع «علي بابا»، إثر تدخل من هيئة رقابية في بكين، لتُصبح هذه الشراكة التكنولوجية أحدث ضحايا الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكانت الشركتان العملاقتان تعملان على طرح «أبل إنتليجنس»، وهي حزمة من خدمات الذكاء الاصطناعي صممتها الشركة الأمريكية خصيصاً للمستخدمين في الصين، على أن يجري دعم هذه الخدمات بأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التي طورتها «علي بابا».
وقدمت الشركتان خلال العام الجاري عدة منتجات قائمة على الذكاء الاصطناعي إلى هيئة الإنترنت الصينية، بعد أن ساهمتا معاً في تطويرها، غير أن هذه الطلبات تعطلت لدى إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، وفق ما أفاد به مصدران مطلعان، مشيرين إلى أن حالة عدم اليقين الجيوسياسية بين بكين وواشنطن تلقي بظلالها على سير الإجراءات التنظيمية.
وتضررت «أبل» على وجه الخصوص جراء تزايد التوترات بين واشنطن وبكين، على الرغم من جهود تيم كوك، الرئيس التنفيذي، لكسب تأييد البيت الأبيض قبل بداية الفترة الرئاسية الثانية لترامب. وضغط الرئيس الأمريكي على «أبل»، التي أدت عملياتها التصنيعية في الصين بالشركة إلى أن تكون واحدة من أعلى الشركات العالمية قيمة، لإعادة الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي، هدد ترامب كلاً من «أبل» و«سامسونغ» بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الأجهزة التي يبيعاها، ما لم تُعِد الشركتان أعمال التصنيع إلى داخل البلاد.
كما تضررت أسعار أسهم «أبل» هذا العام بسبب بطء طرحها لميزات الذكاء الاصطناعي عالمياً، وهي الميزات التي روّجت لها لشركة باعتبارها ميزة تنافسية مهمة في أحدث نماذج هواتف «آيفون»، علاوة على الإجراءات التنظيمية والقانونية التي تهدد أعمالها الخدمية ذات هوامش الأرباح العالية.
كما أسفر تأخير طرح «أبل إنتليجنس» في الصين عن إعاقة الشركة الأمريكية في مواجهتها لمنافسة متزايدة من جانب منافسين صينيين، في مقدمتها «هواوي»، و«شاومي»، و«أوبو»، و«فيفو». ويأتي التأخير الذي يواجه الشراكة بين «أبل» و«علي بابا»، في وقت تنخرط فيه الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين على مستوى العالم، في مفاوضات تهدف إلى تقليل التعريفات الجمركية التبادلية التي قفزت لما يصل إلى 145%.
وتُعد عملية موافقة إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، التي عادة ما تنطوي على اختبار المسؤولين لنماذج الذكاء الاصطناعي، ضرورية لكافة الشركات الساعية إلى تقديم خدمات تقوم على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الجمهور في الصين. ووافقت إدارة الفضاء الإلكتروني، على أكثر من 300 نموذج ذكاء اصطناعي محليين في الصين يمكن استخدامهم حتى الآن.
وعلى الرغم من إبرام «أبل» لشراكة مع «علي بابا» لشراكة في محاولة لنيل موافقة إدارة الفضاء الإلكتروني، إلا أن هذه العلاقة رفيعة المستوى جذبت تدقيقاً تنظيمياً، مع تصاعد وتيرة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. كما سعت بكين إلى كسب نفوذ في المفاوضات التجارية، عن طريق إعادة فتح تحقيقيات تشمل عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، مثل «إنفيديا» و«غوغل».
وأفاد مصدر على اطلاع بتفاصيل الشراكة بين «أبل» و«علي بابا»، بأن مراجعة بكين لأي اتفاقيات أو شراكات مرتبطة بالولايات المتحدة، خاصة في المجالات المهمة مثل الذكاء الاصطناعي، صارت تستغرق وقتاً أطول.
وتحتاج الموافقات النهائية إلى مصادقة من جانب الجهة الأعلى في الحكومة الشعبية المركزية، وتشارك هي الأخرى في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن هذا المصدر أضاف، أن كل هذه التأجيلات عُرضة للتغيير، وأن الطلبات يمكن فحصها بسرعة بمجرد مصادقة الحكومة الشعبية المركزية.
كما أعرب مكتب الصناعة والأمن في وزارة التجارة الأمريكية، عن قلقه بشأن الشراكة بين «أبل» و«علي بابا»، بحسب ما جاء عن مصدر آخر على دراية بالمناقشات، غير أن المكتب لا تتوفر لديه أي أدوات قانونية لمنعها.
وصرح جوزيف تساي، رئيس مجموعة «علي بابا»، في فبراير الماضي، بأن الشركة ستوفر التكنولوجيا لنماذج «آيفون» القادرة على تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي والمُباعة في الصين، مؤكداً بذلك التقارير عن شراكة بين الشركتين وتسببت في مكاسب لأسهم المجموعة الصينية.
وفي الوقت ذاته، تشهد الحصة السوقية لـ«أبل» تراجعاً في الصين. ففي أوائل عام 2023، تمتعت «أبل» بحصة قدرها 70% من سوق الهواتف الذكية الفاخرة في الصين، بينما امتلكت «هواوي» حصة سوقية قدرها 13%، وفق مؤسسة البيانات الدولية. وبحلول الربع الأول من العام الجاري، انخفضت نسبة «أبل» إلى 47%، بينما ارتفعت نسبة «هواوي» إلى 35%.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 31 دقائق
- صحيفة الخليج
«وول ستريت» ترقص على أمل صفقة تجارية... والأنظار تتجه إلى لندن
حقّقت الأسهم الأمريكية مكاسب أسبوعية لافتة، دعمها تقريرٌ أفضل من المتوقع للوظائف هدّأ المخاوف حيال تباطؤ وشيك للاقتصاد، وانتعاش جزئي لسهم «تيسلا»، معوضاً بعض خسائره التي تكبدها في الجلسة السابقة. ورحب المستثمرون بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اجتماع الاثنين في لندن بين مسؤولين من حكومته ونظراء صينيين لمناقشة صفقة تجارية متوقعة. وقال جيمي كوكس، الشريك الإداري لدى مجموعة «هاريس» المالية: «ستسعى السوق وراء أي فرصة لإبرام اتفاق تجاري في أي وقت تتاح فيه أنباء عن ذلك، لكن ما يهم فعلاً الآن هو ما إذا كان سيحدث ذلك فعلياً أم لا». وخلال الأسبوع، كسب مؤشر «ستاندرد آند بورز» 2.1%، وكذلك «داو جونز» بواقع 1.93%، ومثلهما «ناسداك» بـ2.6%. أما جلسة الجمعة، فقد اختتمها مؤشر «إس آند بي» بنمو 1.03% إلى 6000.36 نقطة، متجاوزاً مستوى الـ6 آلاف نقطة لأول مرة منذ أواخر فبراير/ شباط. كما أضاف «داو» أكثر من 400 نقطة إلى الرصيد، أو ما يعادل 1.05%، لينهي تداولاته عند 42762.87 نقطة. فيما زاد «ناسداك» المركب 1.2%، مسجلاً 19529.95 نقطة. وقال مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، إن الوظائف غير الزراعية زادت 139 ألف وظيفة في مايو/ أيار، بعد أن ارتفعت 147 ألف وظيفة في إبريل/ نيسان. مقابل 130 ألفاً توقعها اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم. في المقابل، صعدت أسهم «تيسلا» بنحو 3.7%، وسط خلاف بين الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك وترامب، الذي هدد بإلغاء عقود حكومية مع شركات الملياردير الشاب. الأسواق الأوروبية صعدت أسواق الأسهم الأوروبية هذا الأسبوع بعد أنباء خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، مصحوبة بارتفاع توقعات الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو للربع الأول. وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنحو 0.32% الجمعة، و1.62 للأسبوع، إلى 553.64 نقطة. وتقدم «فوتسي» البريطاني 0.3%، و0.75% للأسبوع، إلى 8837.91 نقطة مدعوماً بتقدم أسهم النفط والغاز وسط ارتفاع أسعار الخام. كما أضاف «كاك» الفرنسي 0.19%، و1.74% للأسبوع، ليصير إلى 7804.87 نقطة. فيما تراجع «داكس» الألماني 0.07% في ختام التداولات إلى 24304.46 نقطة، مع نمو أسبوعي قدره 2.18%. آسيا والمحيط الهادئ تباين أداء أسواق آسيا والمحيط الهادئ مع تقييم المستثمرين للمكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والصيني، اللذين اتفقا إثرها على اجتماع مسؤولين من البلدين لمواصلة المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب التجارية الدائرة. وارتفع مؤشر «نيكاي» القياسي الياباني بنسبة 0.5%، و0.58% للأسبوع، ليغلق عند 37741.61 نقطة، وصعد نظيره «توبكس» بنسبة 0.47% إلى 2769.33 نقطة، مع تراجع أسبوعي 0.37%. وانخفض مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.48% الجمعة، مقابل نمو أسبوعي قوامه 3.25%، ليسجل 23792.54 نقطة. في حين استقر مؤشر «سي إس آي 300» في البر الرئيسي عند 3873.98 نقطة، مع تقدم 0.61% خلال الأسبوع. وفي أستراليا، انزلق مؤشر «ستاندرد آند بورز/ أيه إس إكس 200» في نهاية التداولات اليومية بنسبة 0.27% ليغلق عند 8515.7 نقطة، محققاً قفزة أسبوعية بـ1.05%. أما بخصوص أسواق كوريا الجنوبية، فكانت مغلقة بمناسبة عطلة رسمية.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
ترامب يطلق «ثلاثية السيادة الجوية».. استراتيجية ترسم «سماء القرن»
تم تحديثه السبت 2025/6/7 02:05 م بتوقيت أبوظبي في تحوّل استراتيجي بالعقيدة الجوية الأمريكية، أطلق الرئيس دونالد ترامب ما وصف بـ«ثلاثية السيادة الجوية»، من ولاية أريزونا، معلنًا عن سلسلة أوامر تنفيذية تعيد توجيه بوصلة الأمن القومي والتفوق التكنولوجي نحو السماء. التحركات جاءت وسط حشد من الصناعيين والمسؤولين الأمنيين، تضع الطيران والفضاء الجوي في صدارة أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة، في إطار رؤية أشمل تعكس شعار ترامب التقليدي: «أمريكا أولًا»… ولكن في السماء هذه المرة. الطائرات دون طيار في أول الأوامر التنفيذية، وجّه ترامب ببدء خطة شاملة لتحفيز وتصنيع الطائرات بدون طيار داخل الولايات المتحدة، بعد تحذيرات متزايدة من توسّع استخدام المنصات الأجنبية، خاصة الصينية، في السوق الأمريكي، وما تحمله من مخاطر أمنية واختراقات للبيانات. الرئيس الأمريكي أمر الوكالات الفيدرالية بالإسراع في دمج هذه الطائرات ضمن البنى التحتية الحيوية، وخصوصًا في خدمات الطوارئ، النقل الطبي، والتسليم السريع، مع تشديده على أن «السماء الأمريكية لا يجب أن تحتوي إلا على طائرات أمريكية الصنع». كما يشمل القرار دعم مشاريع الطائرات العمودية الكهربائية (eVTOL)، التي يُنتظر أن تحدث ثورة في النقل الحضري، ما يمنح الشركات الأمريكية فرصة ريادة هذا القطاع عالميًا. قال ترامب: «لن نسمح لطائرات أجنبية بالتجسس على بياناتنا، أو التحليق فوق منشآتنا... السماء الأمريكية يجب أن تكون محمية بالكامل، ومنصاتها يجب أن تكون وطنية». درع السماء الداخلي الأمر التنفيذي الثاني يركّز على ملف بالغ الحساسية: الحماية من الطائرات الصغيرة المعادية. ترامب أعلن عن إطلاق «الدرع الداخلي» لرصد واعتراض الطائرات غير المرخصة، بعد تسجيل حوادث تسلل بالطائرات المسيّرة قرب مطارات ومواقع نووية، ومحاولات تجسس على منشآت عسكرية. وبموجب القرار، سيتم تشكيل فرقة وطنية دائمة من وزارات الأمن الداخلي والعدل وهيئة الطيران الفيدرالية، لتطوير منظومات رصد وتشويش واعتراض فوري للطائرات المعادية، خاصة تلك التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، والتي تُعد من التهديدات الصاعدة غير التقليدية. لأول مرة، تُدرج هذه التهديدات رسميًا تحت عنوان الأمن القومي، في مؤشر واضح على أن الإدارة الأمريكية بصدد إعادة تعريف مفهوم المجال الجوي المحمي. الطيران الأسرع من الصوت في قراره الثالث، أعلن ترامب رفع الحظر الذي كان مفروضًا منذ السبعينيات على تحليق الطائرات الأسرع من الصوت فوق الأراضي الأمريكية، وهو حظر فرضته مخاوف بيئية وصوتية في ذلك الوقت. الرئيس الأمريكي كلّف هيئة الطيران الفيدرالية ووكالة ناسا بوضع معايير جديدة تسمح بإطلاق طائرات تجارية خارقة للصوت، تقلل من الضوضاء والانبعاثات، وتُعيد أمريكا إلى واجهة السباق العالمي الذي تقوده حاليًا الصين والمملكة المتحدة. وتساءل ترامب في خطابه: «لماذا نسافر 6 ساعات من نيويورك إلى لوس أنجلوس بينما يمكن اختصار الرحلة إلى ساعتين؟ لماذا نتراجع بينما الآخرون يتقدمون؟» في إشارة واضحة إلى طموح استعادة الريادة الأمريكية في الطيران عالي السرعة. السماء كمسرح سيادي وتجمع «ثلاثية السيادة الجوية» بين الأبعاد الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية، في إطار استراتيجية واحدة: أمنيًا: تعزيز الحماية الداخلية من التهديدات الجديدة مثل الطائرات المسيّرة المعادية، واقتصاديًا: تحفيز الصناعات الوطنية المتقدمة، وخلق آلاف الوظائف الجديدة، وتكنولوجيًا: قيادة الجيل المقبل من الطيران، وفرض المعايير الأمريكية على الأسواق العالمية. aXA6IDgyLjIzLjIxOS4xNDQg جزيرة ام اند امز PL


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
الخلاف بين دونالد ترامب وإيلون ماسك يتفاعل
أبوظبي - سكاي نيوز عربية قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الملياردير إيلون ماسك "فَقَدَ عقله"، معبّرا عن عدم اهتمامه بالتحدث إليه، وذلك في أعقاب الخلاف العلني بين الطرفين.