
نصيحة الثعلب العجوز
عاش كيسنجر مائة عام وخمسة أشهر، منها 70 عاما فى العمل الدبلوماسى الذى ستظل مآثره لمئات السنين. ساهم خلالها فى التعايش السلمى بين أمريكا والاتحاد السوفيتى والتقارب والتهدئة مع الصين ومهد لكامب ديفيد. ساعدته دراسته فى هارفارد طالبا فى العلوم السياسية والتاريخ، ثم عمله أستاذا لتحقيق التفرد. كانت آخر مساهماته العبقرية قبل موته بعام اقتراح حل وقف الحرب الأوكرانية الروسية، فسخر منه الكثيرون وقالوا عجوز ومن الخرفين، رغم أنها حقيقة جلية للجميع الآن. بدأت هذه الحرب بتاريخ 24 فبراير 2022, بعد سنوات من القلق الروسى ومحاولات التضييق من قبل حلف شمال الأطلنطى وزيادة جرأته فى إجراء مناورات عسكرية بدعوة من أوكرانيا التى كانت ترغب فى عضوية الحلف وترغب أيضا فى عضوية الاتحاد الأوروبى وهما الأمران اللذان يهددان روسيا تهديدا مباشرا. كانت روسيا تظن أن الحرب ستكون نزهة، ولكنها فوجئت بتحالف أمريكى أوروبى، يقوده الرئيس الأمريكى السابق بايدن وإدارته ظنا منهم أن الفرصة سانحة لتفكيك روسيا كما فكك الاتحاد السوفيتى من قبل، وبالتالى بدأت حربا تكاد تكون عالمية فى عنفها، حيث تم إمداد أوكرانيا بكل الأسلحة المتقدمة المعروفة وغير المعروفة من صواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن إضافة الى كل العمليات الاستخبارية الأوروبية والأمريكية، وإضافة أيضا إلى الدعم الاقتصادى غير المسبوق. بدأت أيضا أكبر عمليات دعايات مضادة وشائعات ضد روسيا تهدف الى تعبئة الرأى العام العالمى ضدها، وتجميد أرصدتها وممتلكاتها بالخارج. أنفقت أمريكا 350 بليون دولار يطالب بها ترامب الآن هى حجم المساهمة الأمريكية العسكرية والاقتصادية الأمريكية لأوكرانيا منذ بداية الحرب. كانت هناك أيضا المساهمات الأوروبية التى تزيد عما أنفقته أمريكا، وكانت هناك الخسائر الفادحة لغالبية اقتصاديات دول العالم والتى عانت الأمرين نتيجة تلك الحرب، التى أتت مباشرة عقب وباء كوفيد الذى أنهك اقتصاديات العالم. شملت الخطة الأمريكية الأوروبية محاولات دائمة لتلميع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى ومنحه الفرص ليلقى خطبا على العالم كله من عقر البرلمانات الغربية لدرجة مقارنته مع تشرشل، وأنه سينتصر. كان هناك الكثيرون فى العالم يدركون خطورة ما يحدث، وأن الأمر ينذر بعواقب وخيمة، وكان على رأسهم ثعلب السياسة هنرى كيسنجر الذى أدرك من خلال خبراته وتجاربه أن الغرب يسلك طريقا خطرا، وأن حلمه فى تفكيك الاتحاد الروسى مثلما تحقق الحلم الغربى فى تفكيك الاتحاد السوفيتى من قبل، أمر صعب المنال. فى حديث له عقب نشوب الحرب بثلاثة أشهر عبر الفيديو مع كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس بتاريخ 23 مايو 2022, سأله كلاوس عن الحرب الروسية الأوكرانية: هل تصف العالم الجديد الذى قد ينشأ بعد هذه النقطة التحولية التى نعيشها فى هذه اللحظة؟ أجاب كيسنجر إجابة لابد أن أوردها كاملة فى هذا المقال، لأنها كانت تشبه النبوءة التى تحققت بالكامل والتى أراد من خلالها لفت نظر الغرب الى خطورة ردود فعله تجاه روسيا قائلا: نتيجة هذه النقطة التحولية ليست واضحة بعد، لأن هناك عددا من القضايا التى لا تزال قيد النظر داخل نطاق صناع القرار. إن أكثر هذه القضايا حيوية فى الوقت الراهن هى الحرب فى أوكرانيا، وسوف تؤثر نتائج تلك الحرب، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية على العلاقات بين كثير من الدول. قبل نحو ثمانى سنوات، عندما ظهرت فكرة انضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلنطى، كتبت مقالا قلت فيه إن النتيجة المثالية ستكون تشكيل أوكرانيا كدولة محايدة كجسر بين روسيا وأوروبا. أعتقد أن الفرصة متاحة الآن، ولايزال من الممكن تصورها كهدف نهائى، وفى رأيى يجب أن تبدأ الحركة نحو المفاوضات بشأن السلام فى الشهرين المقبلين حتى يتم تحديد نتائج الحرب وقبل أن تتسبب تلك الحرب فى اضطرابات وتوترات سيكون التغلب عليها أكثر صعوبة، خاصة العلاقة النهائية بين روسيا وجورجيا وأوكرانيا تجاه أوروبا. من الناحية المثالية، يجب أن يعود الخط الفاصل إلى الوضع السابق. أعتقد أن الانضمام إلى الحرب خارج بولندا من شأنه أن يحولها إلى حرب لا تدور حول حرية أوكرانيا، والتى خاضها حلف شمال الأطلنطى بتماسك كبير، بل ضد روسيا ذاتها، وهذا يبدو لى بمثابة الخط الفاصل الذى من المستحيل تحديده، وسوف يكون من الصعب على أى شخص أن يقيس ذلك، وقد تحدث تعديلات على ذلك أثناء المفاوضات، التى لم تحدد بعد بطبيعة الحال، ولكن من المفترض أن تبدأ عودة المشاركين الرئيسيين مع تطور الحرب، وقد قدمت مخططا للنتيجة العسكرية المحتملة. ولكن أود أن أضع فى اعتبارى أن أى تعديلات على ذلك من شأنها أن تعقد المفاوضات التى يحق لأوكرانيا أن تكون مشاركا فيها من أجل تحقيق التوازن فى أوروبا والعالم أجمع.يتعين علينا أيضا أن ننظر الى العلاقة بين أوروبا وروسيا على مدى فترة أطول وبطريقة منفصلة عن القيادة الحالية التى سوف تتأثر مكانتها داخليا على مدى فترة من الزمن بأدائها فى هذه الفترة. وإذا نظرنا إلى الأمر من منظور بعيد المدى، فسوف نجد أن روسيا كانت على مدى 400 عام جزءا أساسيا من أوروبا، وأن السياسة الأوروبية على مدى تلك الفترة تأثرت بشكل أساسى بتقييمها الأوروبى لدور روسيا. أحيانا بطريقة مراقبة، وباعتبارها الضامن، أو الأداة التى يمكن من خلالها إعادة إرساء التوازن الأوروبي. وينبغى للسياسة الحالية أن تضع فى اعتبارها أن استعادة هذا الدور أمر بالغ الأهمية، حتى لا تدفع روسيا الى تحالف دائم مع الصين».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
نادى العاصمة" يستعرض نتائج زيارة الرئيس الأمريكي لدول الخليج العربى
أكد الدكتور علاء علي الخبير المصرفى أن هناك مؤشرات عديدة لزيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى الدول الخليجية أبرزها على الصعيد الاقتصادى ، مشيرا إلى أن ترامب نجح فى جلب استثمارات لواشنطن بلغت قيمتها أربعة تريليون دولار وشملت مجالات الطيران والدفاع والذكاء الاصطناعى والعديد من المجالات المختلفة ، موضحا أن الصفقات الامريكية الاماراتية وصلت إلى 200 مليار دولار وكان أبرزها شراء 28 طيارة بيونج وبناء أكبر مركز معلومات للذكاء الاصطناعى. أضاف على خلال لقائه لبرنامج (نادى العاصمة) أن الصفقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية قد وصلت إلى 600 مليار دولار منها 142 مليار دولار صفقات عسكرية تشتمل على تزويد الممكلة العربية السعودية بأحدث المعدات الدفاعية وخدمات القتال وتطوير القوات الجوية ، وقدرات الفضاء، والدفاع الجوي والصاروخي، والأمن البحري والساحلي، وأمن الحدود وتحديث القوات البرية، وتحديث أنظمة المعلومات والاتصالات ، أما بالنسبة لقطر فقد وقع الرئيس الامريكي مع دولة قطر ثلاث اتفاقيات هامة لتعزيز التعاون فى صناعة الطيران وتطوير الأسطول الجوى القطري بجانب اتفاقيتين فى التعاون العسكري وتطوير مجالات تكنولوجيا المعلومات . أوضح علي أن القيادة الأمريكية تسعى بشكل كبير لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني الذى استمر لعدة سنوات كما أن الرئيس الامريكي يسعى لزيادة نفوذ دولته فى الشرق الاوسط على حساب النفوذ الصيني ، مشيرا إلى أن إنهاء الصراع الروسي الاوكرانى سيؤثر بشكل مباشر على منطقة الشرق الاوسط ، كما أن إنهاء أزمة قطاع غزة ستؤدى إلى القضاء على الأوضاع الملتهبة فى مضيق باب المندب والذى يؤثر سلبا على الاقتصاد المصرى. " نادى العاصمة " يذاع اسبوعيا على شاشة الفضائية المصرية


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
«العمى العظيم» والمقاومة تحت السيطرة!
فى كتابه الذى نشر أول مرة عام 2009، تحت عنوان «العمى العظيم» وأعيد طباعته مؤخرا، يشرح تشارلز إندرلان مراسل التليفزيون الفرنسى فى اسرائيل 25 عاماً، كيف ان بنيامين نيتانياهو شخص يحب اللعب بالنار. ويواصل استراتيجية أسلافه منذ عودته إلى السلطة عام 2009، فى منع إنشاء دولة فلسطينية، وهى سياسة وافقت هوى الراديكالية اليهودية وقادة الاستيطان، وقادت إسرائيل إلى أكبر هزيمة عسكرية وسياسية منذ إنشائها بعد هزيمة السادس من أكتوبر 1973. الكتاب يشمل عددا ضخما من المواقف والقصص الحصرية التى عايشها شخصياً المؤلف توضح الحسابات الخاطئة، و»العمى» الذى أصاب القادة الإسرائيليين فى مواجهة العدو، الذى أسسوا قواعده، وبدأ العمى عندما اعتقد الإسرائيليون أن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس عام 1987، يمكن أن يكون «الترياق لمنظمة التحرير الفلسطينية»، تماماً كما كانت وكالة المخابرات المركزية فى واشنطن مقتنعة بأن أسامة بن لادن وطالبان يمكن أن يكونا بمثابة حصن ضد الشيوعية. وبمنتهى الصراحة فى 2019 أعلن نيتانياهو أمام نوابه أن أى شخص يريد منع قيام دولة فلسطينية عليه أن يدعم تقوية حماس وتحويل الأموال إليها، وعندما اجتمع رئيس مكافحة أموال الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية مع مسئول الملف بالحكومة الإسرائيلية، وأخبره بأننا نهتم بأموال حماس فيرد المسئول الإسرائيلى بأنه ليس لديه الحق فى أطلاعه على البيانات، لكن الموساد اكتشف عام 2014 أن حماس لديها شركة عقارية عملاقة فى إسطنبول تجنى أموالاً طائلة ومدرجة فى البورصة، ولكن نيتانياهو منعهم من الإعلان عنها، ويأخذ الأمريكيون المعلومة، كما اكتشف الإسرائيليون فى أحد الأنفاق ملايين اليوروهات والدولارات، وأوراقا توضح أن ميزانية بناء نفق خرسانى بطول 1 كم، تبلغ 100 ألف دولار وقتها، وكان يحيى السنوار قد أوضح لاحقاً أن لديه 500 كيلومتر من الانفاق، نيتانياهو ترك كل هذا يحدث على نطاق واسع، فهو بالفعل ومنذ بداية التسعينيات تحالف مع أعداء عملية أوسلو، وفى عام 1994 يغتال الإرهابى جولدشتاين 29 مسلما يصلون فى الحرم الإبراهيمي، وانفجرت حملة انتحارية إنتقامية، وأدت سياسة إسحاق رابين المرنة ضد المتطرفين اليهود، إلى اغتياله على يد متطرف صهيونى عام 1995، وانحدرت عملية السلام إلى الجحيم. وقامت الجماعات الجهادية بهجمات انتحارية حولت الجمهور الإسرائيلى إلى معارضة أوسلو. وأضافت فكرة آرييل شارون الانسحاب الأحادى من غزة، صورة انتصار حماس، من ثم كانت فكرة الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتساءل الجميع، هل نسمح لحماس بتقديم مرشحين؟ وقال رجال شارون لندع حماس تقدم مرشحين للإنتخابات وكأننا ندعم عملية أوسلو، وسُمح لهم بالتقدم رغم ان استطلاعات وصلت لشارون بأن حماس ستفوز بالانتخابات، لكنه تركهم، بل وساهم فى نجاح انقلاب حماس على السلطة فى غزة 2007 وقُتل مئات من مسلحى فتح والسيطرة على كل مواقع السلطة الفلسطينية. والعقلية الاسرائيلية كانت دائماً تعتبر السلطة الفلسطينية هى العدو وليس حماس، وبالتالى استطاع شارون النجاح فى تعزيز الانقسام. يختتم الكتاب على قدوم 7 أكتوبر لتحدث حالة من الارتباك فى الدولة الإسرائيلية الذى بدأ عام 2018، مع صدور قانون نيتانياهو «إسرائيل أمة الشعب اليهودي» العنصرى ضد المجتمعات غير اليهودية فى إسرائيل، والذى شكل حدثاً كارثيا، كونه يمنع الطوائف غير اليهودية فى إسرائيل من التمتع بنفس حقوق اليهود، ومنها البناء على أرض إسرائيل، وإعطاء الأولوية للمستوطنات فى إسرائيل نفسها، دون التحدث عن الأراضى الفلسطينية، التى اصبحت متاعا بلا صاحب! هذا القانون مر فى صمت عالمى كامل لم تعلق عليه أى حكومة أو مؤسسة حقوقية!. ثم جاءت المظاهرات المضادة للحكومة الراديكالية وتجاوزات نيتانياهو، وجاء دور جنود الاحتياط الذين هددوا بعدم خدمة حكومة اليمين المتطرف الحالية، ضاربين فى عمق فكرة أن تحتفظ إسرائيل بجيش قوي، متعللين بانه فى وقت ليس على الجميع نفس الالتزامات، والجيش يؤثر عليهم بطريق مختلفة، ولا يجب مطالبتهم بالخدمة الالزامية، ومع فقدان الجيش الإسرائيلى منذ بداية الحرب عشرات الآلاف من الرجال، سواء وفيات او إصابات أو أشخاص احتياطيين لا يريدون الانضمام، فالشاب الإسرائيلى على سبيل المثال الذى أكمل 3 أو 4 سنوات من الخدمة العسكرية، والذى يتم تعبئته اليوم 3 أشهر و3 أشهر أخرى يترك عمله جانبًا، وعائلته ويدفع الضرائب، ويرى أن هذا تمييز فى المجتمع الإسرائيلي، على الجانب الآخر هناك 160 ألف من المتشددين الذين لا يخدمون فى الجيش فحسب، بل يدفعون ضرائب قليلة جدًا، بل يساهمون فى انهيار التعليم العلمانى الذى يتلقى ميزانية أقل من التعليم أو الديني، هذا المستوى من التفاوت ربما يكون أحد أكبر المخاطر التى تواجه إسرائيل. كتاب العمى العظيم، كتاب غربي، يعترف بالحقائق والأرقام أن الإرهاب فى المنطقة صناعة إسرائيلية برعاية أمريكية، ويؤكد عدم الاعتقاد بأن إيران وحزب الله وحماس يمثلون تهديدا وجوديا لإسرائيل لكن الوضع الداخلى هو الأخطر، ففى عام 2023، غادر55 ألف إسرائيلى ولم يعودوا، خروج هؤلاء الأشخاص عالى التأهيل من أطباء ومهندسين،من الدولة سيساهم فى تحولها لبلد متدينة صغيرة فى حالة حرب مع الجيران، بالتأكيد هذا الوضع يحتاج استراتيجيات جديدة مع شركاء جدد، لمواجهة هذا الخطر الدائم الذى تظهرلنا اليوم صورته الوحشية الدنيئة أكثر وضوحاً، والأمر لم يعد متروكا للمجتمع الدولى بل لنا نحن أصحاب المواجهة مع هذه الدولة، لوقف هذه المسيرة الحمقاء نحو مآس جديدة. ----------------- ◙ أستاذ ريادة الأعمال


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
قبل ساعات من تبادل الأسرى.. كييف فى حالة تأهب بعد قصف روسى كبير
فى الوقت الذى تواصل فيه موسكو إحراز تقدم ملحوظ فى مقاطعة دونيتسك، أعلن رئيس بلدية كييف فيتالى كليتشكو عن وضع العاصمة الأوكرانية فى حالة تأهب، إثر تعرضها لواحدة من أكبر هجمات الطائرات الروسية المسيرة والصواريخ الباليستية حتى الآن، مشيرا إلى تفعيل الدفاعات الجوية بعد سماع انفجارات. وجاءت الضربات قبل ساعات من عملية تبادل الأسرى التى ستكون الأكبر فى حال اكتمالها منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات. وذكرت الإدارة العسكرية بالعاصمة كييف أن 14 شخصا على الأقل أصيبوا فى واحدة من أكبر الهجمات الروسية حتى الآن على المدينة. وأوضحت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 14 صاروخا باليستيا على البلاد خلال الليل، إضافة إلى 250 طائرة مسيرة بعيدة المدى. فى المقابل، أفادت تقارير عسكرية بأن القوات الروسية حققت تقدماً بالقرب من ثلاث بلدات فى مقاطعة دونيتسك، وهي: (بوبوفى يار، داتشنه، ورومانيفتسي)، مشيرة إلى أن الجبهة شهدت خلال الساعات الماضية، نحو 150 اشتباكاً عسكرياً. من جانبها، أعلنت القوات الروسية أن أوكرانيا استهدفتها بـ788 طائرة مسيرة وصاروخ منذ الثلاثاء الماضى، جرى إسقاط 776 منها. وجاء فى بيان لاحق لوزارة الدفاع الروسية، أن وحدات الدفاع الجوى أسقطت جنوب غرب البلاد 94 مسيرة، منها 64 فى مقاطعة بيلجورود، و24 فى مقاطعة بريانسك، و2 فى مقاطعة كورسك، و2 فى مقاطعة ليبيتسك، و1 فى مقاطعة فورونيج، و1 فى مقاطعة تولا. فى الوقت نفسه، دعا الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا، والتى من شأنها إجبار موسكو على القبول بوقف إطلاق النار، مضيفا أن «سبب إطالة أمد الحرب يكمن فى موسكو». وفى تطور منفصل، كشف موقع «أو إس فى نيوز» الإخبارى عن رفض روسيا عرض الفاتيكان استضافة محادثات لإنهاء الحرب فى أوكرانيا، على الرغم من الدعم الدولى للفكرة. وعلى صعيد آخر، يدرس الاتحاد الأوروبى استبعاد أكثر من 20 بنكا من نظام سويفت للمدفوعات الدولية، بالإضافة إلى خفض سقف سعر النفط الروسى وحظر خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، كجزء من حزمة عقوبات جديدة، تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو لإنهاء حربها ضد أوكرانيا.