
محاولة قراءة ترامب اقتصاديا
في الاقتصاد دائما يقال قبل السؤال عن التوجهات والسياسات المقترحة ما هي الحالة والهيئة العامة والشروط الموضوعية التي تدفع وتمكن التوجهات الجديدة؟. فحين لا يكون هناك إجماع على توصيف الحالة اليوم لن يكون هناك ضبط للخيارات المقبلة. ليس لدي تنبؤات ولكن محاولة لرصد الحالة اليوم وتلمس الخيارات الممكنة والسياسات من التموضعات الجديدة عالميا في ظل ما ينادي به ترامب. تتشكل الحالة الأميركية في دائرة الاقتصاد السياسي من خلال عدة عناصر.
أولا: التميز بالنمو المقبول مقارنة بأوروبا واليابان والصين (لأن الأمور دائما نسبية النمو في الصين أعلى من أميركا ولكن هناك تلكؤ في التحول الاقتصاد الصيني من معتمد على التصدير إلى اقتصاد أكثر توازن بين التصدير والاستهلاك)، بينما بقية دول البركس ليست في تجانس اقتصادي أو سياسي في ما بينها أو في علاقتها مع أميركا.
ثانيا: هناك عجز مبرر من عجز تجاري وميزاني على مدى سنوات طويلة، لذلك جاء تأسيس وزارة يترأسها إليون ماسك في وضع استثنائي للتعامل مع تكلفة وترشيد الإنفاق العام الذي بدأ يتصادم مع جهات عديدة.
ثالثا، وصل الدين العام في وقت السلم إلى مستويات لم يصلها منذ الحرب الثانية، مستوى مخيف حين تصل خدمة الدين إلى مستوى ما تنفق الحكومة على خدمات التعليم والصحة، حيث حذر Ray Dalio في كتابة كيف تفلس الدول من خلال شرحه عن دورات الدين على مدى الخمسة القرون الماضية.
رابعا، أحد أسباب نجاح ترامب في الانتخابات، التضخم ولكن طرح ترامب في رفع التعرفة الجمركية وتهجير عمال أجانب أغلبهم في الزراعة أو الإنشاءات والفندقة قد يرفع التضخم (بل كما شهدنا في آخر الأرقام أن التضخم في ارتفاع محدود حتى قبل تطبيق سياسات ترامب).
خامسا، لدى ترامب حماس لمصلحة قطاع الوقود الأحفوري إذ يرغب في استغلال الميزة النسبية لدى أميركا في النفط والغاز الأحفوري وبالتالي تذليل العقبات التنظيمية للصناعة والحد من الاندفاع نحو المبالغة في السياسات البيئية، مقابل أن قرار رفع الإنتاج غالبا لدى الشركات خاصة أن خفض الأسعار لا يحفز الشركات لرفع الإنتاج.
سادسا، يعرف عن ترامب وربما لأنه مطور عقاري سابق رغبة في خفض الفائدة لتشجيع الاستثمارات وربما خفض تكلفة الدين ولكن هذا غالبا يتعارض مع السيطرة على التضخم كما أن له تأثير مباشر في الدولار وبالتالي على تكلفة الواردات وبالتالي التضخم وجذب الاستثمارات.
سابعا، طرح ترامب يدغدغ الناحية "الانعزالية" في السياسة الأميركية وبالتالي عدم الرغبة في الحروب وبالتالي ربما رغبة في تخفيض نفقات الدفاع خاصة أن مصروفات الدفاع الأميركية أعلى من الـ8 دول التي بعدها مجتمعه، ربما انخفاض أسهم شركات الدفاع مؤشر على هذه التوجهات.
ثامنا، هناك لهفه على الاستثمارات الأجنبية لأن أميركا لديها قناعه بمدى تخلف البنية التحتية مقارنه بشرق آسيا ومناطق أخرى مثل الخليج.
تاسعا، هناك قلق أميركي وربما غربي من خسارة القيادة الحضارية مقابل الصين و خاصة في التقنية مثل الذكاء الاصطناعي والصناعات المستقبلية الأخرى.
عاشرا، أميركا تمر بحالة التباس داخلي بين السياسات التي قامت على الإنفاق العام واسقطاته الاجتماعية والإعلامية من ناحية و بين التركيبة الأميركية في المخيلة والشخصية العامة بأن أميركا بلد استثنائي يتميز بالحرية والفرص والمنافسة الشريفه.
هذه العناصر تشكل بيئة قد تشرح الجدل والتناقض ومحاولات تفسير وقراءة تصرفات ترامب. لكن المتبصر في هذه العناصر سيجد ثمة صعوبات وتناقضات في سلم الخيارات الممكنة وتأثير تراكم الزمن وتغير البيئة العامة عالميا ودور الدورات السياسية الانتخابية في أميركا وعمر الرئيس والتناقص السكاني وعدم الانسجام والانضباط الحزبي لأسباب تخص طبيعة التركيبة والتاريخ السياسي في أميركا. يقابل هذه التحليل محاولة لقراءة سيكولوجية شخصية ترامب وهذه تحتاج عمود آخر، فهي من ناحية دليل على تفرد أميركا بتشكيل سياسي يسمح للفرد أكثر من الحزب بمساحة بالمقارنة مع ديمقراطيات أوروبا واليابان وحتى الهند، و من ناحية اثبتت أميركا القدرة على التجديد لإعادة التموضع بالرغم من الأخطاء واختلافات الطرح بين الرؤساء، إذ أن هناك مكونات مستدامه وأخرى عابره. تقييم الإدارة من خلال تحليل وقياس وتفاعل هذه العناصر العشرة بعد أول عام.
*نقلا عن صحيفة " الاقتصادية" السعودية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموقع بوست
منذ 21 دقائق
- الموقع بوست
تحليل بريطاني: الحوثيون يذلون أمريكا عسكريا.. هل أيامها كقوة عسكرية مهيمنة بدأت تقترب من نهايتها؟ (ترجمة خاصة)
سلطت وسائل إعلام بريطانية الضوء على تجربة حرب أميركا الفاشلة ضد جماعة الحوثي في اليمن، وقالت إن أميركا لا تستطيع حتى الاقتراب من النصر في اليمن". وقال موقع " UnHerd" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي كشفت عن إذلال أمريكا العسكري وتراجع قوتها في إطار المواجهات التي اندلعت في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية. وأضاف "في عالمنا الحالي، لا تملك أميركا سلاحاً جديداً يمكنه حتى الاقتراب من تحقيق النصر في اليمن". وتابع "عندما بدأ الحوثيون في اليمن، ردًا على حرب غزة، بفرض حصارهم على البحر الأحمر، اعتُبر ذلك علامة أكيدة على تراجع القوة الأمريكية: قوة عالمية مهيمنة تسمح بالتنافس على سيطرتها على طريق بحري حيوي. وفي خضم اندفاعهم لفهم سبب حدوث ذلك، زعم منتقدو الرئيس آنذاك أنه ببساطة ضعيف للغاية، ومُهادن للغاية، لدرجة أنه لا يستطيع استخدام كامل القوة العسكرية الأمريكية للقضاء على المشكلة". وأردف "في الواقع، ردًا على ذلك، أذن بايدن بحملتين عسكريتين. الأولى كانت عملية "حارس الرخاء"، التي هدفت إلى الجمع بين القوة البحرية الأمريكية وتحالف من الدول الراغبة في حماية الملاحة وكسر الحصار. تحول ذلك إلى كارثة محرجة، حيث انسحب معظم شركاء التحالف، واستمرت صواريخ الحوثيين في قصف السفن. وهكذا، في يناير 2024، أُطلقت عملية "رامي بوسيدون"، والتي شملت طائرات بريطانية وأمريكية حاولت قصف الحوثيين لإخضاعهم". وزاد "هنا أيضًا، باءت العملية بالفشل، ولم تُحقق أي تقدم يُذكر. كبح هجمات الحوثيين أو فتح البحر الأحمر أمام حركة الملاحة. ولكن حتى في ذلك الوقت، أُلقي باللوم على بايدن؛ إذ كان الجيش الأمريكي الجبار يُعاق بطريقة ما. وهكذا، كان الاستنتاج الطبيعي أنه بمجرد تولي ترامب منصبه، ستُنزع القفازات". وقال "كان منتقدو بايدن مُحقين جزئيًا. فبمجرد تولي ترامب منصبه، سُحبت القفازات. أعقبت عملية "بوسايدون آرتشر" عملية "راف رايدر"، في مارس من هذا العام، والتي حاولت إظهار رد عسكري أمريكي جديد وأكثر قوة ضد أهداف الحوثيين في اليمن - لمدة ستة أسابيع فقط". وأضاف "لمدة ستة أسابيع، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية اليمن على مدار الساعة، مع قاذفات شبح نادرة وباهظة الثمن تُحلق في مهمات من دييغو غارسيا لدعم الطائرات الموجودة على حاملات الطائرات. ومع ذلك، بمجرد انتهاء تلك الأسابيع الستة، أعلن ترامب بفخر أن اليمن "استسلم" وأنه لم تعد هناك حاجة للولايات المتحدة لمواصلة القصف. وقد توسطت عُمان في وقف إطلاق النار. وقد تم الترويج لهذا على أنه انتصار مجيد للجيش الأمريكي، حيث وعد الحوثيون أخيرًا بعدم مهاجمة السفن الأمريكية بعد الآن، وأعادت أمريكا بلطف... لفتة. بالطبع، لم يذكر ترامب شروط "الاستسلام". واستدرك "كان على الحوثيين فقط التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية مقابل توقف أمريكا عن القصف؛ وكانوا أحرارًا في مواصلة حصار البحر الأحمر أو إطلاق الصواريخ على إسرائيل. بمعنى آخر، منحت أمريكا الحوثيين حرية مطلقة لمواصلة السلوك الذي كان سببًا لشن الحرب في المقام الأول. لذا، كان وصف هذه الصفقة بالاستسلام أمرًا مناسبًا تمامًا؛ لكن الحوثيين لم يكونوا هم من يرفعون الراية البيضاء". وقال الموقع البريطاني "من الشائع جدًا إلقاء اللوم على الانتكاسات وحتى الهزائم في حروب أمريكا الاختيارية المختلفة على أنها مجرد مسألة نقص في الإرادة. إذا أرادت أمريكا حقًا الفوز، فستفوز، كما تقول القصة؛ إن فشل الولايات المتحدة هو مجرد فشل لم تبذل فيه القوة اللازمة لإنهاء القتال. لكن اليوم، يبدو هذا العذر واهٍ". وأشار إلى أن عملية ترامب "الراكب الخشن"، على عكس عمليات بايدن، استخدمت العديد من الأسلحة الأمريكية الأكثر محدودية وتكلفة وتطورًا في محاولة لإخضاع الحوثيين. ومع ذلك استسلمت. وبالتالي، فإن الدروس هنا قاتمة للغاية. لم تعد طريقة الحرب المفضلة لأمريكا والوحيدة القابلة للتطبيق بشكل متزايد - الحرب الجوية - فعالة من حيث التكلفة ولا عملية". وخلص التحليل إلى القول "لكن الولايات المتحدة ليس لديها أساليب حرب بديلة تعتمد عليها، مما يعني أن أيامها كقوة عسكرية مهيمنة ربما تقترب من نهايتها. لفهم مدى ضخامة الفوضى التي تحولت إليها الحرب الجوية ضد الحوثيين، من المهم فهم قاعدة أساسية للغاية للمخزونات العسكرية الأمريكية. في حين أن أمريكا تمتلك نظريًا 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وهو رقمٌ هائلٌ يفوق بكثير أي دولة أخرى في العالم، إلا أن هذا العدد الإجمالي لا يُذكر عمليًا".


الشرق السعودية
منذ 33 دقائق
- الشرق السعودية
إيلون ماسك يعلن اقتراب نهاية فترة عمله الحكومي
أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الأربعاء، اقتراب انتهاء فترة عمله المحددة كموظفي حكومة خاص والتي ترأس خلالها مكتب كفاءة الحكومة. وكتب ماسك على منصته "إكس": "مع اقتراب انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص أود أن أتوجه بالشكر إلى الرئيس دونالد ترمب على منحي الفرصة للعمل على تقليص الهدر في الإنفاق الحكومي". وأضاف أنه يؤمن بأن مهمة مكتب كفاءة الحكومة "ستزداد رسوخاً مع مرور الوقت، لتصبح نهجاً ثابتاً يعتمد عليه في مختلف مؤسسات الدولة". وفي وقت سابق الأربعاء، انتقد ماسك مشروع قانون الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي حمل اسم مشروع "القانون الموحد والجميل والكبير"، وقال إنه "يشعر بخيبة أمل"، وهو ما يشكل "شرخاً كبيراً" في شراكة بين الرجلين كان ينتظر أن تعيد تشكيل السياسة الأميركية والحكومة الفيدرالية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس". وقال ماسك، في حديثه مع شبكة CBS، إنه "مشروع قانون إنفاق ضخم" يزيد العجز الفيدرالي و"يقوض عمل" وزارة كفاءة الحكومة التابعة له، والمعروفة باسم DOGE. وأضاف ماسك الذي دعم ترشيح ترمب بما لا يقل عن 250 مليون دولار خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعمل في إدارته كمستشار كبير: "أعتقد أن مشروع القانون قد يكون كبيراً أو جميلاً، لكن لا أظن أنه يمكن أن يكون الاثنين معاً". ودافع ترمب الذي كان يتحدث في المكتب البيضاوي، الأربعاء، عن أجندته بالحديث عن الجوانب السياسية الدقيقة المتعلقة بالتفاوض على التشريع. وقال:"أنا لست سعيداً ببعض جوانبه، لكنني سعيد بجوانب أخرى منه". وذكر أيضاً أنه من الممكن إجراء المزيد من التغييرات، وقال: "سنرى ما سيحدث، لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه".


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
القضاء الأمريكي يلغي قرار ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة
حظرت محكمة التجارة الأمريكية، الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي فرضها الرئيس "دونالد ترامب"، ووصفتها بأنها "غير قانونية"، في ضربة قاصمة لأحد ركائز الأجندة الاقتصادية للحزب الجمهوري. وأصدرت هيئة من ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأمريكية في مانهاتن، حكمها في وقت مبكر من صباح الخميس، والذي يعد انتصارًا للولايات التي يقودها الديمقراطيون ومجموعة من الشركات الصغيرة. وقالت هذه الشركات والولايات في دعواها إن "ترامب" استغل قانون الطوارئ بشكل خاطئ لتبرير الرسوم، ومع ذلك، لا يزال بإمكان إدارة الرئيس الجمهوري استئناف القرار أمام المحكمة الفيدرالية. ويُعد هذا القرار أحد أكبر الهزائم القانونية والسياسية التي يتعرض لها "ترامب" حتى الآن، وسط موجة من الدعاوى القضائية بشأن الأوامر التنفيذية التي أصدرها منذ توليه القيادة في يناير. وشهدت الأسواق العالمية تقلبات حادة عندما أعلن "ترامب" عن فرض الرسوم الشاملة في الثاني من أبريل، وخسرت تريليونات الدولارات من قيمتها السوقية، قبل أن تستعيدها بعد أسابيع من تعليق الرسوم المرتفعة وبدء مفاوضات تجارية. وقضت المحكمة بأن الرئيس "ترامب" لا يملك سلطة فرض رسوم جمركية شاملة على أغلب دول العالم، وهو قرار يلغي الرسوم التي أشعلت حربًا تجارية عالمية وهددت بزعزعة الاقتصاد العالمي. وكتبت هيئة المحكمة في حيثيات قرارها: "لا ترى المحكمة أن قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية يمنح مثل هذه السلطة المطلقة، وتُلغي الرسوم الجمركية المطعون فيها المفروضة بموجبه".