logo
مصادر إيرانية: طهران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم بشرط تلبية واشنطن لمطالب محددة

مصادر إيرانية: طهران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم بشرط تلبية واشنطن لمطالب محددة

صدى البلدمنذ يوم واحد

في تطور لافت في ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، كشفت مصادر إيرانية مقربة من فريق التفاوض عن استعداد طهران لتعليق تخصيب اليورانيوم، بشرط تلبية واشنطن لمطالب محددة.
وتتمثل هذه المطالب في الاعتراف بحق إيران في التخصيب لأغراض مدنية، والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.
ووفقًا لتقارير إعلامية، قدمت إيران للولايات المتحدة خلال محادثات عُقدت في سلطنة عمان "خطة من ثلاث مراحل" تهدف إلى خفض التوترات النووية. تتضمن المرحلة الأولى خفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%، في حال حصول طهران على أموالها المجمدة وسُمح لها ببيع النفط.
أما المرحلة الثانية، فتشمل وقف التخصيب عند المستويات العالية واستئناف عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا تمكنت الولايات المتحدة من إقناع الترويكا الأوروبية بعدم تفعيل "آلية الزناد" وقامت بإلغاء جزء من العقوبات.
وفي المرحلة الثالثة، توافق إيران على نقل اليورانيوم المخصّب إلى دولة ثالثة، بشرط التصديق على الاتفاق النهائي في الكونغرس الأميركي وإلغاء جميع العقوبات الأولية والثانوية.
ومن جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض"، مؤكدًا استعداد طهران لبناء الثقة بشأن المخاوف المحتملة، ولكن دون المساس بحقها السيادي في التخصيب.
وتأتي هذه التطورات في ظل محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عمانية، تهدف إلى التوصل لاتفاق نووي جديد. وتسعى طهران من خلال هذه المفاوضات إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق، كما حدث عام 2018.
يُذكر أن إيران طالبت خلال هذه المحادثات بإنهاء تجميد مليارات الدولارات من أموالها في الخارج، والسماح لها ببيع النفط بحرية، كجزء من تخفيف أوسع للقيود.
وفي المقابل، أبدت استعدادها للعودة لمستويات التخصيب النووي المسموح بها بموجب اتفاق عام 2015.
في ظل هذه المعطيات، يبقى مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة، والتوصل إلى تفاهمات تضمن مصالحهما، وتخفف من حدة التوترات في المنطقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع عوائد السندات الأميركية واليابانية: توترات ائتمانية وتغيرات نقدية تُربك الأسواق
ارتفاع عوائد السندات الأميركية واليابانية: توترات ائتمانية وتغيرات نقدية تُربك الأسواق

النهار

timeمنذ 34 دقائق

  • النهار

ارتفاع عوائد السندات الأميركية واليابانية: توترات ائتمانية وتغيرات نقدية تُربك الأسواق

شهدت الأسواق المالية الأسبوع الماضي تقلبات ملحوظة في سوق السندات، حيث ارتفعت عوائد السندات الأميركية واليابانية بشكل لافت نتيجة مزيج من العوامل السياسية، الائتمانية والنقدية التي دفعت المستثمرين إلى إعادة تسعير المخاطر والتخلي عن أدوات الدين ذات العوائد المخفوضة، والتوجه نحو السندات الطويلة الأجل التي تتطلب علاوة مخاطرة أكبر في ظل الضبابية الراهنة. في هذا الإطار، تلقت أسواق الدخل الثابت صدمة من الاتجاه المتغير في تصورات المستثمرين حول ما إذا كانت السندات الأميركية أو اليابانية، يمكن أن تستمر في لعب دور "الملاذ الآمن" في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية. الولايات المتحدة: ضغوط سياسية ومخاوف ائتمانية جاء ارتفاع عوائد السندات الأميركية مدفوعاً بمزيج من العوامل السلبية، أبرزها قرار وكالة "موديز" خفض النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، في ظل استمرار اتساع العجز المالي وارتفاع مستويات الدين العام. هذا القرار سلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استدامة المالية العامة الأميركية على المدى الطويل، ما دفع المستثمرين الى المطالبة بعلاوة مخاطر إضافية للاحتفاظ بالسندات الحكومية. الأمر لم يتوقف هنا، فقد ساهمت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إمكان فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية في زيادة التوترات التجارية، رغم أنه تم لاحقاً تأجيل تنفيذ هذه الرسوم، مما خفف جزئياً من حدة المخاوف في الأسواق. وفي الوقت نفسه، يستمر الجدل الداخلي في الكونغرس حول بنود مشروع قانون الضرائب الجديد، والذي قد يؤدي إلى تقليص الإيرادات الحكومية على المدى المتوسط. كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً إلى 5%، وهو أعلى مستوى منذ 2007، وارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.5%. كما أدى الضغط البيعي إلى اتساع الفارق بين السندات القصيرة والطويلة الأجل، في إشارة إلى تصاعد حالة القلق بشأن الآفاق الاقتصادية على المدى البعيد. بالتوازي، أظهر تراجع الدولار الأميركي في مقابل سلة العملات الرئيسية أن الأسواق لم تعد ترى في العملة الأميركية ملاذاً آمناً كما في السابق، ما يُضعف من مركزية الدولار في النظام المالي العالمي ويزيد الضغط على تكلفة الاقتراض الأميركية. على الجانب الآخر، سجلت عوائد السندات اليابانية قفزة جديدة، مدفوعة بارتفاع التوقعات بأن بنك اليابان المركزي سيتخلى قريباً عن سياسته الفائقة التيسير، مع تزايد الضغوط التضخمية، وصدور بيانات تشير إلى نمو في الأجور وأكلاف المعيشة. بلغت عوائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات 1.575%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، في حين ارتفعت عوائد السندات لأجل 30 عاماً إلى 2.495%، ولأجل 40 عاماً إلى 2.845%، ما يشير إلى أن السوق باتت تتوقع تعديلاً فعلياً في الفائدة خلال النصف الثاني من هذا العام. ومما زاد الضغط على السوق، نتائج المزادات الحكومية الأخيرة التي أظهرت ضعفاً ملحوظاً في الطلب على السندات الطويلة الأجل، ما دفع العوائد إلى مستويات مرتفعة غير معتادة في السوق اليابانية المعروفة بثبات عوائدها. لكن مع نهاية الأسبوع، شهدت العوائد تراجعاً عقب تقارير إعلامية أفادت أن وزارة المالية اليابانية تدرس تقليص حجم إصدار السندات الفائقة الطول، مثل سندات الثلاثين والأربعين عاماً، في محاولة لتخفيف الضغوط على منحنى العائد وضبط التوازن بين العرض والطلب في السوق. الأسواق تعيد تسعير الأمان يُظهر التباين بين تراجع الدولار الأميركي وارتفاع عوائد السندات الأميركية أن المستثمرين أصبحوا أقل ثقة بالأصول الأميركية كملاذ آمن تقليدي. في الوقت ذاته، تشير التحركات في اليابان إلى نهاية محتملة لحقبة التيسير المطلق، التي استمرت عقوداً، وربما بداية عهد جديد لسياسة نقدية أكثر مرونة وتجاوباً مع المتغيرات التضخمية. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، من الرسوم الجمركية المحتملة إلى إعادة تشكيل العلاقات بين كبريات الاقتصادات، والضبابية حول مستقبل السياسات المالية والنقدية في أبرز الاقتصادات المتقدمة، تبدو الأسواق في طور إعادة التوازن. العالم يدخل مرحلة جديدة لم تعد فيها أدوات الدين الحكومية والعُملات الاحتياطية محصّنة من المخاطر، ولم يعد "الأمان" مضموناً فيه كما كان من قبل.

أسرار الصحف الصادرة في بيروت يوم الجمعة 30 أيار 2025
أسرار الصحف الصادرة في بيروت يوم الجمعة 30 أيار 2025

وزارة الإعلام

timeمنذ 2 ساعات

  • وزارة الإعلام

أسرار الصحف الصادرة في بيروت يوم الجمعة 30 أيار 2025

النهار تتكرّر ظاهرة تصاريح وزراء من خارج السياق العام للبيان الوزاري ولخطاب القسم بعدما ارتضوا دخول الحكومة وفق مسار وأفكار معروفة مسبقاً. لوحظ أنّ أكثر من نائب قدّم مشروع قانون انتخابي جديد، فيما ترفض الأحزاب المسيحية أيّ تعديل على القانون الانتخابي الحالي لمجلس النواب لكنها تؤثّر ذلك في البلديات. قال خبير في مجال الاتصالات إنّ الشركات الوسيطة، أي التي تشتري الانترنت من 'أوجيرو' بأسعار زهيدة قبل إعادة بيعها من الناس والشركات بأسعار مرتفعة، تعترض حالياً على 'ستارلينك'، لأنّ الاخيرة ستقاسمها السوق وبالتالي الأرباح. في سياق جلسة سياسية، قال وزير سابق إنّ المحاولات التي يبذلها نواب بيروتيون لخلق زعامات، تذهب سدىً فيما لو أعلن الرئيس سعد الحريري استناف عمله السياسي والانتخابي. الجمهورية علّق قطب سياسي على الخسارة اللافتة لأحد الأحزاب في منافسة ، بالإشارة إلى أنّ الأمر ليس غريباً، بل هو امتداد لتاريخ هذا الحزب. سجّلت بلدية شمالية استقالة أعضاء فائزين لتَوّهم، بعد فشل محاولات نائب داعم لهم في استمالة عضو من المنافسين، لينقضّ على رئاسة البلدية وربما الإتحاد. يعمل أفراد ومؤسسات وشركات على تجهيز بنية تحتية إلكترونية لعدة وزارات من دون أي مقابل مادي تدفعه الدولة اللبنانية. اللواء وضع ملف الزيادات على الرف، بعد المنحة التي أُعطيت للعسكريين (في الخدمة ومتقاعدين)، بمعنى أنها ستُدرس بهدوء، بعيداً عن ضجيج الشارع. لتاريخه، لم تتمكن الجهات المالية المحلية والدولية من وضع تصور متقارب للخروج مما يُسمَّى «بإلفجوة المالية» التي على ردمها يمكن معالجة أموال المودعين.. تقدمت أكثر من 500 شركة أجنبية لتنفيذ استثمارات في سوريا، ولم يُعرف ماذا سيكون وضع لبنان في عمليات التحفيز الاقتصادي في سوريا. نداء الوطن وصف مصدر دبلوماسي المواقف التصعيدية لقادة ونواب 'حزب الله' بأنها 'العدوة' للآمال المعقودة على موسم السياحة، وذكَّر المصدر بما أقدم عليه 'الحزب' في تموز 2006، والذي أدى إلى حرب وإلى تطيير موسم السياحة. يُسجِّل مراقبون اقتصاديون أن قطاعات استثمارية عدة يصيبها الشلل، وذلك عائدٌ إلى التردّد من جانب المستثمرين في انتظار بلورة المعالجات التي وعدت بها الحكومة، ولم تظهر مفاعيلها بعد. سألت مصادر نيابية: لماذا خفت الحديث عن مطار القليعات؟ ولماذا لا تحدَّد مهلة زمنية لتشغيله؟ البناء قالت مصادر متابعة لمفاوضات الملف النووي الإيراني إن المواقف التي تصدر من واشنطن سواء عن الرئيس دونالد ترامب أو وزارة الخارجية حول تفاصيل التفاوض وبنوده، خصوصاً ما يتّصل بتخصيب اليورانيوم هي رسائل تفاوضيّة أكثر مما هي توصيف للواقع الراهن. فالخلاف حول تخصيب اليورانيوم لا يزال قائماً ويشكل عقدة تهدّد بنسف المفاوضات ما لم يتمّ التوصل إلى توافق حولها وبالنسبة لإيران لا يمكن تحقيق توافق على إطار يحجب عنها حقها بالتخصيب، ولكن هناك انفتاح على الحلول التي يعمل عليها الوسيط العماني لتثبيت هذا الحق ووضع عناصر الاطمئنان التي تضمن سلميّة البرنامج والاستخدام التي يفترض أنها جوهر الطلب الأميركي. تؤكد مصادر فلسطينية أن الصيغة التي عرضت على قيادة المقاومة وقبلت بها تختلف عن الصيغة النهائية التي تسلّمتها والتي تعتبرها المقاومة استجابة للضغوط الإسرائيلية ومراعاة غير مناسبة لشروط بنيامين نتنياهو، لكنها رغم ذلك لا تقابلها بالرفض بل تقوم بدراستها وإعداد نقاط تفاوضيّة حولها سوف تقوم بتسليمها للوسطاء لمتابعة التفاوض سواء عبر إدخال تعديلات على النص أو إرفاقه بنصوص تفسيرية وضمانات تتصل بإنهاء الحرب التي كانت هدفاً واضحاً في الصيغة الأولى وغابت عن الصيغة النهائيّة.

البناء: ويتكوف ينقلب على ورقته التي قبلتها حماس بعدما سمح لدريمر بإدخال التعديلات.. الخارجيّة الأميركيّة تتحدّث عن تخلّي إيران عن التخصيب… وخارجية إيران تنفي.. عون إلى العراق الأحد: الانتهاكات الإسرائيليّة مستمرّة وانتخابات الجنوب تحدٍّ لها
البناء: ويتكوف ينقلب على ورقته التي قبلتها حماس بعدما سمح لدريمر بإدخال التعديلات.. الخارجيّة الأميركيّة تتحدّث عن تخلّي إيران عن التخصيب… وخارجية إيران تنفي.. عون إلى العراق الأحد: الانتهاكات الإسرائيليّة مستمرّة وانتخابات الجنوب تحدٍّ لها

وزارة الإعلام

timeمنذ 2 ساعات

  • وزارة الإعلام

البناء: ويتكوف ينقلب على ورقته التي قبلتها حماس بعدما سمح لدريمر بإدخال التعديلات.. الخارجيّة الأميركيّة تتحدّث عن تخلّي إيران عن التخصيب… وخارجية إيران تنفي.. عون إلى العراق الأحد: الانتهاكات الإسرائيليّة مستمرّة وانتخابات الجنوب تحدٍّ لها

كتبت صحيفة 'البناء': بينما كان ملايين المستوطنين يهرعون مذعورين إلى الملاجئ هرباً من صاروخ يمنيّ جديد استهدف مطار بن غوريون، بعدما بات روتيناً يومياً متوقعاً في منتصف الليل أو ساعات الفجر أو وسط النهار، كانت المقاومة في غزة تصعّد عملياتها وتوسّع نطاقها من الشمال والجنوب والوسط فتسقط ضباط وجنود الاحتلال قتلى وجرحى وتدمر آليّاته، وكان المبعوث الأميركيّ ستيف ويتكوف ينقلب على الورقة التي قدّمها لحركة حماس ونال موافقتها عليها، فيمنح لوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو صلاحيّة تعديلها وفقاً لمطالب نتنياهو، ويعلن أنه أرسلها لحماس بعد الحصول على موافقة نتنياهو في انحياز مكشوف خارج مفهوم دور الوسيط، وكانت حماس تأخذ الانقلاب بروية وتعلن أنها تدرس الورقة بمسؤولية وطنية، والتعديلات الجديدة تلغي استمرار وقف النار مع نهاية مهلة الستين يوماً للهدنة المفترضة في الورقة إذا لم يصل التفاوض إلى اتفاق على إنهاء الحرب، فيصبح هدف الورقة هدنة مؤقتة لا ضمانات بعدم العودة إلى الحرب بعدها، بل ربما في أولها بعدما تمّ استبدال صيغة الإفراج عن عشرة أسرى مناصفة في أول يوم وآخر يوم من الهدنة، بصيغة تصبح عملية الإفراج في اليومين الأول والسابع ما يعني احتمال العودة للحرب في اليوم الثامن . في مفاوضات الملف النووي الإيراني روّجت وزارة الخارجية الأميركية لرواية تقول إن الاتفاق مع إيران بات قريباً، وفقا لرؤية الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك امتناع إيران عن تخصيب اليورانيوم، وقد نفت الخارجية الإيرانية أي تبدل في مواقف إيران المتمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إنه لا يجد ما يتيح التحدث عن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق . لبنانياً، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بغداد الأحد، في زيارة مبرمجة مسبقاً للتشاور في الكثير من العناوين السياسية والاقتصادية والتعاون الثنائي، وشكر العراق على مساهماته لمساعدة لبنان قبل الحرب وخلالها، خصوصاً في تأمين شحنات الفيول لكهرباء لبنان أو في استضافة آلاف النازحين اللبنانيين وتأمين إيوائهم والعناية بهم، وكان الرئيس عون قد تحدّث في مجلس الوزراء عن الكثير من القضايا ومنها قال «في موضوع الانتهاكات الإسرائيلية، إنّها للأسف ما زالت قائمة إن كانت للأرض أو للأجواء اللبنانية من خلال الغارات المتكرّرة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أبناء الجنوب من الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم المخاطر الموجودة ». وفيما تصل المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أواخر الأسبوع المقبل، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فشنّ سلسلة غارات على الجنوب والبقاع في تصعيد جديد يهدف وفق مصادر متابعة لزيارة أورتاغوس بالضغط العسكري التفاوضي لحث الدولة على اتخاذ قرار ضد المقاومة لنزع سلاحها بالتوازي مع حملة سياسية داخلية موجهة ضد المقاومة . في التفاصيل استُشهد مواطنان وأُصيب ثالث بالاعتداءات الصهيونية على بلدات في جنوب لبنان، حيث أغار طيران الاحتلال الحربي والمُسيَّر على بلدات جنوبية عدّة، في حين قصف جيش الاحتلال بقذائف المدفعية بلدات أخرى. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان، عن «ارتقاء شهيد جراء إطلاق نار من العدو «الإسرائيلي» على بلدة كفركلا الحدودية في الجنوب»، مشيرًا في بيان آخر، إلى «إلقاء العدو «الإسرائيلي» قنبلة صوتيّة على بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل، أدّت إلى إصابة مواطن بجروح ». وارتقى شهيد ثانٍ هو الموظّف في بلدية النبطية الفوقا، محمود عطوي، بغارة نفّذتها مُسيَّرة صهيونية استهدفته أثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر . وكان عطوي قد توجَّه إلى البئر الموجودة في حرج علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل، عندما استهدفته المُسيَّرة الصهيونية بصاروخ وهو على دراجته النارية، فاستُشهد إثر ذلك . في سياق متصل، شنّت الطائرات الحربية للاحتلال 6 غارات استهدفت أطراف بلدة القطراني. كما شّنت الطائرات عددًا من الغارات استهدفت وادي برغز في قضاء حاصبيا، وأغارت على أطراف بلدة كفرفيلا وعلى بلدة البيسيرية. واستهدف الطيران الصهيوني المُسيَّر منطقة الصالحاني في أطراف بلدة رامية . وأطلق جيش الاحتلال ثلاثَ قذائف مدفعية مستهدِفًا بها منطقة وادي مظلم عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، كما أطلق 4 قذائف استهدفت منطقة الصالحاني عند أطراف بلدة راميا. كذلك، استهدف قصف جيش الاحتلال بلدتَي عين عرب والوزاني . من جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانًا قال فيه، إنّ وحدة منه «عملت، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفيل»، على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرق في خراج بلدة العديسة في مرجعيون، كان العدو «الإسرائيلي» قد أغلقها بواسطة السواتر». وأشار بيان الجيش إلى أنّه «في أثناء عمل الوحدة، حاولت عناصر من قوات العدو، تُرافقها دبابة، منع الجيش من متابعة العمل، دون أنْ تتمكّن من ذلك ». وفي ظل صمت رسميّ حيال العدوان الإسرائيلي الجديد وعجز عن ردعه وحماية الجنوب ولبنان، نفذ عدد من أهالي بلدة كفركلا وقفة احتجاجية أمام مفرق دير ميماس – كفركلا، استنكارًا لاستمرار إسرائيل بإطلاق النار على كل مَن يتنقل داخل البلدة. وطالب المحتجون «الدولة ممثلة برئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالتدخل ومعالجة المشكلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم وأرزاقهم». وهدّدوا بـ»اتخاذ خطوات تصعيدية وصولاً الى إقفال طريق مرجعيون النبطية بالاتجاهين إذا لم تتخذ إجراءات لحمايتهم». وعقد المحتجون لقاء مع قائد اللواء السابع في الجيش العميد طوني فارس للبحث في الخطوات الآيلة إلى إزالة المخاطر التي تهدد حياة أبناء كفركلا . وتخوّف خبراء في الشأن السياسي والعسكري من نيات «إسرائيل» العدوانية تجاه لبنان وتوسيع أعمالها الحربية ضد لبنان لأسباب عدة: الأول إعادة شد العصب في داخل الكيان الإسرائيلي في ظل التفكك والانقسام الحكومي وفي الرأي العام حول الحكومة وعملها وجدوى استمرار الحروب، والثاني الضغط الأقصى على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، والثالث التأثير على مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية . واستبعد الخبراء عبر «البناء» قيام «إسرائيل» باجتياح بري كبير إلى حدود الليطاني أو الأولي، لأنها لا تضمن النتائج والكلفة البشرية والمادية على جيشها المنهك في الحرب خلال عام ونصف العام على جبهات عدة، وخاصة أن «إسرائيل» جربت الاجتياح في الحرب الأخيرة ولم تستطع تجاوز مدينة الخيام فكيف الى الأولي؟ علماً أن الجيش اللبناني موجود في جنوب الليطاني وبطبيعة الحال سيتصدّى لأي تقدم بري إسرائيلي وسيكون حينها تدخل المقاومة مشروعاً ومشرعاً لمساندة الجيش، إضافة الى عدم حاجة إسرائيل للعمل البرّي في ظل وجود وسائل تكنولوجية متطورة جوية تقوم بالمهمة من دون الحاجة الى الخيار البرّي، كما أن الأميركيّين ليسوا بوارد تغطية اجتياح بري للبنان وهم الذين ضغطوا على حكومة نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، لكن الخبراء يتوقعون توسيعاً للعمليات الجوية الإسرائيلية وتنفيذ عمليات اغتيال وتقدّم محدود في الجنوب للضغط على الدولة لحل مسألة سلاح حزب الله . وأفادت معلومات قناة «الجديد»، بأن «نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس سوف تصل إلى بيروت في نهاية الأسبوع المقبل، حاملةً سلة مقترحات شاملة لحل عدد من الملفات الشائكة، في مقدّمها ملفا النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين». وقالت إن أورتاغوس ستطرح «مقترحات تتعلق بالإصلاحات، وترسيم الحدود، وحصرية سلاح حزب الله والمخيمات بيد الدولة، وملف إعادة الإعمار، فضلاً عن التحاق لبنان بسورية باتفاقات السلام مع «إسرائيل»». كما أفادت المعلومات بأن «المقترحات الأميركيّة ستُقدَّم بسقف عالٍ، مع مهلة زمنية محددة للبنان لتنفيذ ما يتوافق عليه، تحت طائلة المسؤولية في المرحلة المقبلة ». في المقابل ربطت أوساط في فريق المقاومة بين التصعيد الإسرائيلي وتصعيد بعض المسؤولين اللبنانيين ضد حزب الله وبين الزيارة المرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى لبنان، وأوضحت لـ»البناء» أن لا مانع من الحوار مع رئيس الجمهورية حول استراتيجية الأمن الوطني وكيفية حماية لبنان، لكن الحديث عن نزع السلاح من دون رؤية ومسار وضمانات وبدائل لحماية الجنوب ولبنان وردع العدوان وتحرير الأرض، فهذا ضرب من الجنون لا يلجأ إليه إلا الضعفاء والمتآمرين والخائفين على مناصبهم ومصالحهم، لكن المقاومة كما كانت منذ السبعينيات والثمانينيات لن تسلّم ولن تستسلم بل ستبقى اليد على الزناد لمواجهة أي عدوان أو اجتياح بري . وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، على أن «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه»، مضيفاً أنه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات ». وكان رئيس الحكومة نواف سلام شدد على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية. وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كشف سلام أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد. وأضاف رئيس الحكومة: «لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية، ولكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها». توازياً، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم: «فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله» كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية في مطار بيروت . وفيما ربطت جهات مطلعة لـ»البناء» بين تصعيد سلام وبين لقاء رئيس الجمهورية وفد كتلة الوفاء للمقاومة في بعبدا والإيجابية التي ظللت اللقاء والكلام الإيجابي المتفهم للواقع الصادر عن رئيس الجمهورية، الأمر الذي استفز رئيس الحكومة، علمت «البناء» أن اللقاء بين رئيس الجمهورية وكتلة الوفاء للمقاومة لن يكون الوحيد، بل ستتفعل الاتصالات واللقاءات على خط بعبدا – حارة حريك خلال الأيام المقبلة أكانت مباشرة أو عبر قنوات تواصل صديقة . على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية ان ليس هدفه ان ينظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة، مشددا على ضرورة أن يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه. وقال: «لم ننجز كثيراً قياساً لما هو مطلوب إلا أن ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح ». وشدّد الرئيس عون على أن مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز أزماته السياسية والاقتصادية من دون أن تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه. موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد الجمعيّة المصرية – اللبنانية لرجال الأعمال . وكان مجلس الوزراء عقد جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، وأقر البند المتعلق بالمنح المالية للعسكريين (١٤ مليوناً) لمن هم في الخدمة، و(١٢ مليوناً) للمتقاعدين، على ان يعمل به بدءاً من أول تموز. كما تم تعيين جورج معرّاوي مديراً عاماً لوزارة المالية بالأصالة. وتم تعيين غسان خيرالله أميناً عاماً لمجلس الإنماء والإعمار ويوسف كرم وإبراهيم شحرور نائبين للرئيس، وحسام عيتاني، جورجيو كلاس وفراس أبو دياب (أعضاء غير متفرّغين) وزياد نصر مفوض الحكومة لدى المجلس كما عُيّن مجلس الوزراء أحمد عويدات مديراً عاماً لهيئة «أوجيرو ».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store