logo
"أكسيوس": إدارة ترامب تراجع سياساتها بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل

"أكسيوس": إدارة ترامب تراجع سياساتها بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل

العربي الجديدمنذ 2 أيام
قال موقع "أكسيوس" الإخباري إنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكف حالياً على مراجعة سياساتها بخصوص
غزة
، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ذكر "نحن بحاجة ماسة إلى إجراء عملية إعادة تفكير جدية"، وذلك نقلاً عن مصدرين حضرا لقاءاً عقده، أمس الجمعة، مع مجموعة من عائلات المحتجزين الإسرائيليين بعد إعلان واشنطن عن انهيار محادثات وقف إطلاق النار، وإلقائها باللوم في ذلك على حركة حماس.
ولفت "
أكسيوس
" إلى أنه "بعد مضي نحو ستة أشهر على عودته إلى البيت الأبيض أصبح ترامب أكثر من أي وقت مضى أبعد من التوصل إلى إنهاء الحرب في غزة"، وذلك وسط تفاقم أزمة التجويع التي وصلت إلى مستويات لم تشهدها من قبل، إذ أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات التجويع وسوء التغذية إلى 127 حالة وفاة، من بينهم 85 طفلاً.
وأضاف التقرير الإخباري أن تل أبيب وواشنطن "أصبحتا أكثر فأكثر في عزلة على الصعيد الدولي"، بسبب استمرار حرب الإبادة، مستحضراً أن ترامب جعل إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين الإسرائيليين أحد أبرز عناوين حملته الانتخابية قبل وصوله إلى الرئاسة مجدّداً، وأضاف أنه "بينما تتواصل (الحرب)، وتنتشر صور الفلسطينيين
الذين يعانون الجوع
في مختلف أنحاء العالم، بدأت تبرز انشقاقات في قاعدة ترامب "ماغا"، بسبب دعمه لحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشاملة على غزة".
واعتبر موقع "أكسيوس" أن "انهيار محادثات وقف إطلاق النار" في غزة "يمكن أن يكون نقطة تحوّل على صعيد سياسة الإدارة" الأميركية. وقالت حركة حماس، اليوم السبت، إن تصريحات ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي زعمت رفض الحركة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار "تتعارض مع تقييم الوسطاء ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي الذي كان يشهد تقدماً فعلياً". وزعم الرئيس الجمهوري أن حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحافيين قبيل توجهه أمس إلى اسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضاً "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية".
وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أيّ اتفاق"، وتابع ترامب "قلت لكم... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها"، وأكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
من ناحية أخرى، لفت "أكسيوس" إلى أن المسؤولين الإسرائيليين ليسوا متأكدين تماماً إن كانت تصريحات ترامب "مجرد تكتيك في عملية التفاوض أو إنّها تحولٌ لافت في موقفه"، معتبراً أنه إن كان تحولاً فعلياً فهو "ضوء أخضر" لنتنياهو "للمضي باتخاذ إجراءات عسكرية أكثر تطرفاً". وأضاف نقلاً عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن ترامب أخبر نتنياهو خلال معظم المحادثات الهاتفية واللقاءات بينهما "بالقيام بما عليك فعله في غزة". وفي بعض الحالات، يقول المسؤول ذاته "ذهب إلى حد تشجيع نتنياهو على استهداف حماس على نحوٍ أكثر ضراوة".
تقارير عربية
التحديثات الحية
تهديدات ترامب لـ"حماس".. انقلاب أميركي إسرائيلي على مباحثات غزة
وبالعودة إلى الاجتماع الذي عقده
روبيو
مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين في مقرّ وزارة الخارجية أمس، أوضح تقرير "أكسيوس" نقلاً عن مصادره أن وزير الخارجية كرّر مرات عدّة بأن الإدارة بحاجة إلى "إعادة النظر" في استراتيجيتها بخصوص غزة "وتقديم خيارات جديدة للرئيس".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات لغزة
ترامب: الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات لغزة

القدس العربي

timeمنذ 28 دقائق

  • القدس العربي

ترامب: الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات لغزة

اسكتلندا: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين إن الأولوية القصوى في غزة هي إطعام الناس لأن 'هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا'، مضيفا أنه لن يتخذ موقفا بشأن دولة فلسطينية في الوقت الحالي. وقال ترامب، متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في تيرنبري باسكتلندا، إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، وسيتعين على الدول الأخرى زيادة مساهماتها. وأضاف أنه ناقش هذه القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأحد، وأبلغته أن الدول الأوروبية ستزيد مساعداتها بشكل كبير. وذكر أنه يعتزم أيضا مناقشة الوضع الإنساني مع ستارمر خلال زيارته اليوم. وقال ترامب 'نقدم الكثير من المال والكثير من الطعام، والدول الأخرى تزيد مساهماتها الآن. إنها فوضى عارمة. يجب أن يحصلوا على الغذاء والأمان الآن'. وقال ترامب إنه لن يعلق على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم قيام دولة فلسطينية. وانتقد ترامب أيضا حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لعدم موافقتها على إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بين أحياء وأموات، وقال إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نهج إسرائيل يجب أن يتغير على الأرجح. وكرر ترامب تعليقات مماثلة أدلى بها أمس، وقال 'لقد أخبرت بيبي أنه ربما يتعين عليك القيام بذلك بطريقة مختلفة'. وعندما سُئل عما إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، قال ترامب 'نعم، وقف إطلاق النار ممكن، ولكن عليك التوصل له، عليك إنهاؤه'. ولم يوضح ما يعنيه. ستارمر: ما ينبغي لحماس أن تلعب دورا في أي حكومة فلسطينية مستقبلية من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه ما ينبغي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن تلعب أي دور في أي حكومة مستقبلية لدولة فلسطينية. جاء ذلك خلال مناقشة ستارمر ضرورة وقف إطلاق النار في غزة. (وكالات)

بينيت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة
بينيت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

بينيت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة

القدس المحتلة: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، إن 'وضع إسرائيل في انهيار'، داعيا إلى تغيير حكومة بنيامين نتنياهو في أسرع وقت ممكن. جاء ذلك في منشور لبينيت على منصة 'إكس'، الأحد، من واشنطن حيث يجري زيارة. وقال بينيت الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين يونيو/ حزيران 2021 إلى يونيو 2022: '(أحدثكم) من واشنطن دي سي. وضع إسرائيل في انهيار'. وأضاف: 'أحارب هنا ضد تسونامي من الاتهامات، حملة التجويع التي تقودها حماس والأمم المتحدة، وصور مزيفة وأكاذيب ضد إسرائيل'، على حد زعمه. وأكد بينيت أن 'حكومة إسرائيل انهارت في الجبهة السياسية والإعلامية، كما انهارت في مذبحة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023'. وفي ذلك اليوم هاجمت 'حماس' 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على 'جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى'، وفق الحركة. واعتبر مسؤولون إسرائيليون هذا الهجوم إخفاقا سياسيا وأمنيا وعسكريا واستخباريا، وأجبر مسؤولين عسكريين واستخباراتيين على الاستقالة لفشلهم في توقعه ومواجهته. وهاجم بينيت الحكومة الإسرائيلية الحالية قائلا: 'وزراء الحكومة يتسببون لنا بأضرار رهيبة من خلال سلسلة من التصريحات الغبية التي أقتبسها هنا مثل 'سنمحو غزة'، و 'قنبلة نووية على غزة'، في محاولة لجني مكاسب سياسية في القاعدة الانتخابية'. وقال: 'حتى محاولة تمديد الحرب في غزة، وكأن لدينا كل الوقت في العالم، تسبب لنا أضرارا جسيمة'. ومطلع مارس الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين 'حماس' إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من الاستمرار بالاتفاق، واستأنف الإبادة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري. وتساءل بينيت: 'كيف بعد ما يقارب السنتين من السابع من أكتوبر، لا تزال حماس قادرة على فرض شروط علينا؟'. ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. ولا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات، غداة إعلان إسرائيل والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقي بلديهما للتشاور من الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ'عدم الرغبة' في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها 'باستكمال المفاوضات'. وأضاف بينيت: 'سأواصل النضال من أجل إسرائيل بكل قوتي، لكن الاستنتاج واضح: الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الحفرة هي استبدال هذه الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن، والشروع في مسار جديد'. وتشن إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)

ما أنجزه الأوروبيون من الاتفاق التجاري مع الأميركيين: كأس ترامب المرّة ولا حرب مع أكبر شريك
ما أنجزه الأوروبيون من الاتفاق التجاري مع الأميركيين: كأس ترامب المرّة ولا حرب مع أكبر شريك

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

ما أنجزه الأوروبيون من الاتفاق التجاري مع الأميركيين: كأس ترامب المرّة ولا حرب مع أكبر شريك

يمثّّل الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسالة طمأنة مؤقتة للأسواق المالية والمستثمرين، بعدما نجح في نزع فتيل حرب تجارية كان يستعد لها الجانبان لو مضى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدماً في تهديده بفرض رسوم جمركية بقيمة 30% على الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية في أول أغسطس/آب. فالحاصل أن الاتحاد الأوروبي، الطرف الأضعف في تلك العلاقة، كان يلوح برسوم عقابية، تدعو لها فرنسا وتعارضها ألمانيا، بفاتورة تزيد عن 100 مليار دولار ضدّ الصادرات الأميركية، التي كانت وستظل معفاة من الضرائب في الأسواق الأميركية. ومن شأن الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأميركي بـ"أعظم الصفقات" أن يوفر للخزانة الأميركية حوالي 90 مليار دولار يمكن للإدارة أن توظفها في التخفيضات الضريبية التي يعتزمها ترامب لتعزيز شعبيته، وإظهار أن سياسته "التفاوضية" تسير على الطريق الصحيح، لكنه قبل ذلك سيضمن استمرار التدفق التجاري عبر الأطلسي والذي تبلغ قيمته 1.7 تريليون دولار سنوياً، مضفياً حالة من الوضوح والقدرة على التخطيط للمستقبل تحتاجه التجارة والاستثمارات بشدة. اقتصاد دولي التحديثات الحية ألزمها استثمار 550 مليار دولار... رسوم ترامب الجمركية تُخضع اليابان وبالفعل، تنفست الأسواق المالية، والأوروبية خاصة، الصعداء بعد الاتفاق، وتجلى ذلك في انتعاش سريع خلال التعاملات الصباحية ليوم الاثنين، حيث سجلت البورصات المالية في فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ارتفاعات تراوحت بين 0.4% و0.8%، كما سجلت أسعار أسهم شركات السيارات والصناعات الدوائية الأوروبية تحسناً ملحوظاً وتقدم اليورو على العملات المنافسة مثل الدولار والجنيه الإسترليني والين. رغم ذلك، يتفق محللون كثيرون على أن الاتفاق لا يعكس قواعد التبادل التجاري المتعارف عليها بين الجانبين منذ عقود، قدر ما يعكس ميزان القوى الفج الذي يطبقه ترامب دون هوادة. الاتفاق في الميزان ربما تكشف ردود الأفعال الأوروبية المنقسمة حيال الاتفاق تلك الحالة من عدم الرضا، وكأنها تشير إلى تسليم المغلوب للغالب وليس المخاض الطبيعي لتفاوض متكافئ. والمغلوب بالتأكيد، هنا، هو الاتحاد الأوروبي الذي ستتعرض كل صادراته لرسوم جمركية تبلغ 15% لدخولها إلى السوق الأميركية نزولا من 30% كانت موضع التهديد، إضافة إلى 50% على صادرات الحديد والألومنيوم، واستثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي ومشتريات أسلحة ومنتجات طاقة بقيمة 750 مليار دولار. في المقابل، لن تتعرض الصادرات الأميركية إلى الأسواق الأوروبية إلى أي ضرائب أو قيود، كان من الطبيعي في مرحلة ما قبل ترامب أن يتوقع الأوروبيون علاقة المثل بالمثل، أي صفر رسوم على الجانبين، لكن الرئيس الأميركي، الذي يتبع في مفاوضاته سياسة حافة الهاوية، لا يكترث كثيراً بما يتوقع الأوروبيون. إن الاتفاق "يبعث على الراحة وليس على الاحتفال ورغم تأكيدات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بأن الاتفاق هو "أفضل ما يمكن التوصل إليه"، فإن زعماء أوروبيين آخرين انتقدوه بشدة، منهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي اعتبر الاتفاق نتيجة حتمية لمفاوضات بين "مفاوض من الوزن الثقيل مثل ترامب، ومفاوضة من وزن الريشة مثل فون ديرلاين". أما رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فيفر، فاعتبر في تعليق على منصة "إكس" أن الاتفاق "يبعث على الراحة وليس على الاحتفال". وتحذر وكالة بلومبيرغ من أن الرسوم الجمركية المتفق عليها سوف تؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة مبدئية تبلغ 0.4% قد ترتفع إلى 0.7% في حال ظهور مفاجآت في ثنايا الاتفاق. كما تشير الوكالة إلى أن أوروبا اختارت وضع حد للمخاوف تجنباً للمواجهة، فوافقت على دفع الكثير مقابل القليل من الجانب الأميركي. بدورها، لم تخف إدارة ترامب ابتهاجها بالاتفاق معتبرة إياه دليلاً على براعة "ترامب مفاوضاً". نائب الرئيس دي جي فانس كتب على منصة إكس يقول: "كل الصحف الأوروبية تمتلئ بالمديح للرئيس، إنني سعيد للغاية بالاتفاق الذي تفاوض عليه نيابة عن الأميركيين". لكن الحقيقة أن من امتدح دور ترامب مفاوضاً هم الأقلية التي شعرت بارتياح لزوال شبح حرب تجارية قد تكون فادحة على الاتحاد الأوروبي، في حين تؤكد الأغلبية أن ما يقوم به الرئيس الأميركي هو نوع من سياسة "لي الذراع" مع شركائه التجاريين بعيداً عن قواعد التجارة الحرة. الأرشيف التحديثات الحية الصلب الزائد يثير مخاوف أوروبا وأميركا وكان ترامب قد بدأ التهديد بفرض سياسات حمائية في تجارة أميركا منذ بداية فترته الرئاسية الثانية، معتبراً أن شركاء بلاده التجاريين يستغلونها منذ عقود وأنه سيضع حداً لذلك. وبالفعل، كشف ترامب في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي تحت ما سماه بـ"يوم التحرير" عن رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على صادرات جميع الدول إلى السوق الأميركية، وعززها برسوم متزايدة على كل دولة حسب حجم الفارق في الميزان التجاري لها مع الولايات المتحدة. وكان الاتحاد الأوروبي يتمتع بفائض يزيد عن 250 مليار دولار في ميزانه التجاري مع الولايات المتحدة رغم أنه يفتح أبوابه أمام السلع الأميركية، لكنها، ومن بينها السيارات والأدوية، لا تلقى قبولاً في الأسواق الأوروبية على عكس السلع الأوروبية التي تلقى رواجاً في السوق الأميركية. ويسود اعتقاد في الدوائر الأوروبية بأن الاتفاق الأخير هو نتيجة طبيعية لـ"علاقات القوة" بين الجانبين خاصة القوة السياسية والعسكرية، إذ كشفت الحرب في أوكرانيا والمواجهة مع روسيا أن العملاق التجاري الأوروبي ليس لديه ما يكفي من العضلات السياسية أو العسكرية، وأن بحوزة واشنطن الكثير من الأوراق التي قد تزعزع استقرار أوروبا سياسياً وهو ما سينعكس بالتأكيد على استقرارها التجاري والاقتصادي، مثل سحب القوات الأميركية التي تُعد ضماناً لأمن أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو الانسحاب من الناتو أو وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، إذا ما قرر ترامب "تركيع" خصمه الأوروبي. من ثم، فإن وجهة النظر الأوروبية، كما تعكسها تصريحات رئيس وزراء بلجيكا وفرنسا ومستشار ألمانيا، هي ضرورة إصلاح البيت الأوروبي من الداخل بحيث يصبح قادراً على الصمود أمام تحديات مشابهة لما يفعله ترامب. لكن حتى حدوث ذلك، يفضل الأوروبيون تجرع كأس ترامب المرّة على الدخول في حرب مفتوحة مع أكبر شريك تجاري لهم في وقت تسيطر فيه على الاقتصاد العالمي حالة من التوجس وعدم اليقين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store