
ماذا يعني اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران للاقتصاد العالمي؟
مع استمرار المواجهة بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف من أن يمتد الصراع إلى واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط والغاز في العالم.
وشهدت أسواق الأسهم اضطرابًا في البداية بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل يوم الجمعة الماضي، لكنها استقرت منذ ذلك الحين.
وفي اليوم التالي لمقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين وتضرر بعض المواقع النووية، استهدفت إسرائيل قطاع الوقود الأحفوري الإيراني السبت الماضي، وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية باندلاع حريق في حقل غاز بارس الجنوبي، ووفقًا للسلطات الإيرانية، قُتل أكثر من 220 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية، من بينهم ما لا يقل عن 70 امرأة وطفلا.
وردت إيران بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، اخترق جزء منها الدفاعات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا.
تحذير
وعلى منصة "تروث سوشيال"، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران من أن "الهجمات المخطط لها مسبقًا" ستكون أعنف، مضيفا "يجب على إيران التوصل إلى اتفاق (بشأن برنامجها النووي) قبل ألا يبقى شيء".
ومع تصاعد الصراع بين أقوى جيشين في الشرق الأوسط نحو حرب شاملة، تتأثر الأسواق المالية وقطاع الطيران بشكل كبير، ويراقب المحللون أسعار النفط، في حين يتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب.
وقد يؤدي اندلاع حرب شاملة إلى تفاقم الأمور بشكل كبير، وفق تحذيرات الخبراء.
ويرصد تقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزي (الجزيرة دوت كوم) تأثير اندلاع المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران على الاقتصاد العالمي.
ما الذي حدث لأسعار النفط؟
ارتفع سعر برميل خام برنت 2.38% في أحدث تعاملات إلى 74.99 دولارا للبرميل بزيادة تقارب 8.11% عن يوم الخميس الماضي، أي قبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ.
وتمر نسبة كبيرة من نفط العالم وسلع رئيسية أخرى مثل الغاز الطبيعي عبر ممرات بحرية مزدحمة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مضيق هرمز.
يربط المضيق، وهو ممر مائي ضيق يفصل إيران عن دول الخليج، بحر العرب بالمحيط الهندي، ويُعد ممرًا لثلث إمدادات النفط المنقولة بحرًا في العالم، أي نحو 21 مليون برميل يوميا.
وفي أضيق نقطة له، يبلغ عرضه 33 كيلومترًا، في حين تكون ممرات الشحن أضيق، مما يجعلها عرضة للهجوم.
وأعاد الصراع بين إسرائيل وإيران طرح السؤال القديم حول ما إذا كانت طهران ستغلق هذا الممر البحري، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
ونقلت شبكة الأخبار الإيرانية (إيرين) عن النائب المحافظ البارز إسماعيل كوثري أن طهران تدرس إغلاق المضيق مع تصاعد الصراع مع إسرائيل.
ووفقًا لمصرف غولدمان ساكس، فإن أسوأ سيناريو يشمل حصارًا في مضيق هرمز قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل.
ومع ذلك، خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، التي استهدفت فيها الدولتان السفن التجارية في الخليج، لم يُغلق المضيق بالكامل.
كما أن محاولات إغلاق المضيق قد تعطل صادرات إيران نفسها، خاصة إلى الصين، مما يحرمها من إيرادات كبيرة.
وقال المحلل الاقتصادي في شركة "تي إس لومبارد" حمزة القعود إن "عواقب إغلاق المضيق ستكون وخيمة على طهران نفسها".
هل تأثرت معدلات التضخم العالمية؟
عندما ترتفع أسعار النفط ترتفع تكاليف الإنتاج، مما ينعكس في النهاية على المستهلكين، خاصة في السلع الكثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الغذاء والملابس والمواد الكيميائية.
وقد تواجه الدول المستوردة للنفط حول العالم تضخمًا أعلى ونموًا اقتصاديا أبطأ إذا استمر الصراع.
وحذر المحللون من أن البنوك المركزية ستواجه مرونة أقل في سياساتها للسيطرة على الأسعار المتزايدة.
وقال حمزة القعود لموقع الجزيرة الإنجليزي إن "البنوك المركزية في مجموعة السبع تمر حاليًا بدورة خفض أسعار الفائدة، لذا ستكون قلقة من صدمة محتملة في أسعار الطاقة".
وخفض بنك إنجلترا مؤخرا سعر الفائدة الأساسي في بريطانيا إلى 4.25%، في حين امتنع الاحتياطي الاتحادي الأميركي عن خفض الفائدة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
استجابة الأسواق
تأثرت مؤشرات الأسهم الأميركية سلبًا يوم الجمعة الماضي حيث انخفض ستانردر آند بورز 500 وناسداك 1.1% و1.3% على التوالي.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية بعد أنباء الهجمات الإسرائيلية، وانخفض مؤشرا داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي بأكثر من 1.1%، في حين أنهى مؤشر فوتسي البريطاني الأسبوع بانخفاض 0.5%.
ومع ذلك، ارتفعت أسهم بعض الشركات البريطانية مثل "بي إيه إي سيستمز" بنسبة تقارب 3% في ظل مخاوف من تصاعد التوترات.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت أسهم شركات الدفاع مثل لوكهيد ونورثورب غرومان وآر تي إكس.
وقال حمزة القعود "يبدو أن الأسواق تتوقع أن يظل الصراع محدودًا نسبيا، والأهم من ذلك أن إيران لم تهاجم أي أصول عسكرية أميركية في المنطقة".
قطاع الطيران
أوقفت عدة شركات طيران رحلاتها أو ألغتها في الشرق الأوسط، كما أغلقت بعض الدول مجالها الجوي، وهذه قائمة ببعض الرحلات المعلقة أو المعاد توجيهها:
شركة طيران إيجه اليونانية
ألغت الشركة جميع رحلاتها من تل أبيب وإليها بما في ذلك رحلة الصباح المبكرة حتى يوم 12 يوليو/تموز المقبل، بالإضافة إلى جميع رحلاتها من بيروت وعمّان وأربيل وإليها حتى صباح يوم 28 يونيو/حزيران الجاري.
إير بالتيك
قالت شركة الطيران من لاتفيا إنها ألغت رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 23 يونيو/حزيران الحالي.
إيرفلوت
قالت الشركة الروسية إنها ألغت رحلاتها بين موسكو وطهران، وأجرت تغييرات على مسارات أخرى تمر عبر الشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية على إيران.
إير يوروبا
قالت شركة الطيران الإسبانية إنها ألغت رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 31 يوليو/تموز المقبل.
إير فرانس – كيه إل إم
قالت إير فرانس إنها علقت رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى إشعار آخر.
وأعلنت "كيه إل إم" أنها ألغت جميع رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى الأول من يوليو/تموز المقبل على أقل تقدير، وأضافت أن بعض الرحلات من مطار بيروت وإليه وعبره قد تتعطل.
شركة ترانسافيا
قالت شركة ترانسافيا إنها ألغت الرحلات من تل أبيب وعمّان وبيروت وإليها حتى يونيو/حزيران الحالي.
إير إنديا
أعلنت شركة إير إنديا أن العديد من الرحلات الجوية تم تحويلها أو إعادتها إلى المدن التي أقلعت منها.
أركيا
أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "أركيا" أنها ألغت جميع رحلاتها حتى 21 يونيو/حزيران الحالي.
قالت شركة بلوبيرد إيرويز اليونانية إنها ألغت جميع رحلاتها من إسرائيل وإليها من 13 إلى 21 يونيو/حزيران الحالي، وأوقفت الحجز للرحلات بين 22 و30 يونيو/حزيران الجاري لحين اتضاح الوضع الأمني.
قالت شركة الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز على موقعها الإلكتروني إن السفر من تل أبيب وإليها أو عبرها قد يتأثر في الفترة من 12 يونيو/حزيران الحالي إلى 31 أغسطس/آب المقبل.
شركة طيران إلعال الإسرائيلية
أعلنت شركة طيران إلعال الإسرائيلية إلغاء جدول رحلاتها بالكامل لشركتي إلعال وسوندور حتى يوم الخميس 19 يونيو/حزيران الحالي.
إسرائيل إير
أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية إلغاء جميع رحلاتها من إسرائيل وإليها حتى 30 يونيو/حزيران الحالي.
أعلنت الاتحاد للطيران أنها ألغت رحلاتها بين أبو ظبي و تل أبيب حتى 22 يونيو/حزيران الحالي.
طيران الإمارات
قالت الشركة إنها علقت مؤقتا جميع رحلاتها إلى الأردن (عمّان) ولبنان (بيروت) حتى يوم الأحد 22 يونيو/حزيران الجاري، وإلى إيران (طهران) والعراق (بغداد و البصرة) حتى يوم 30 يونيو/حزيران الجاري.
فلاي دبي
أعلنت فلاي دبي تعليق رحلاتها إلى الأردن ولبنان حتى 16 يونيو/حزيران الحالي، ومينسك وسان بطرسبرغ حتى 17 يونيو/حزيران الجاري، وإلى إيران والعراق وإسرائيل و سوريا حتى 20 يونيو/حزيران الحالي.
قررت شركة الطيران الإيطالية تمديد تعليق الرحلات الجوية من تل أبيب وإليها حتى 31 يوليو/تموز المقبل بما في ذلك رحلتان يوم الأول من أغسطس/آب القادم.
مجموعة لوفتهانزا
أعلنت لوفتهانزا تعليق جميع رحلاتها من تل أبيب وإليها و طهران حتى 31 يوليو/تموز المقبل، ومن عمّان وأربيل وبيروت وإليها حتى 20 يونيو/حزيران الحالي، وأضافت أنها ستتجنب أيضا المجال الجوي الإيراني والعراقي والإسرائيلي في الوقت الحالي.
أعلنت شركة الطيران التركية أنها ألغت رحلاتها إلى إيران حتى 19 يونيو/حزيران الحالي، ورحلاتها إلى العراق و الأردن حتى 16 يونيو/حزيران الجاري، وأضافت أنها ستُسيّر رحلاتها إلى لبنان خلال ساعات النهار فقط.
الخطوط الجوية القطرية
أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها ألغت رحلاتها مؤقتا من العراق وإيران وسوريا وإليها.
رايان إير
ألغت أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في أوروبا رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 30 سبتمبر/أيلول المقبل.
أعلنت الشركة تعليق جميع رحلاتها التجارية من تل أبيب وإليها حتى 23 يونيو/حزيران، وإلى بيروت وعمّان حتى 20 يونيو/حزيران الجاري.
قال وزير النقل التركي إن الخطوط الجوية التركية وشركات طيران تركية أخرى ألغت رحلاتها إلى إيران و العراق وسوريا والأردن حتى 16 يونيو/حزيران الجاري.
يونايتد إيرلاينز
قالت الشركة الأميركية إن السفر من تل أبيب وإليها ربما يتأثر بين 13 يونيو/حزيران الحالي والأول من أغسطس/آب المقبل.
إعلان
أعلنت الشركة تعليق عملياتها من تل أبيب وعمّان وإليهما حتى 20 يونيو/حزيران الجاري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
مدير مكتب الجزيرة بطهران: الساعات الـ72 المقبلة حاسمة في تحديد شكل المواجهة
أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكلها القائم منذ خلع الشاه نهاية سبعينيات القرن الماضي تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما الاستسلام أو القتال حتى الرمق الأخير، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز. فقد رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤشر التهديد إلى سقف غير مسبوق، حيث طالب إيران بالاستسلام غير المشروط، مؤكدا إمكانية قتل المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي ، الذي قال إن الولايات المتحدة تعرف أين يعيش. في الوقت نفسه تزايدت المؤشرات على قرب اتخاذ ترامب قرارا بالدخول المباشر في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وتحديدا من أجل تدمير منشأة فورد النووية. وحركت الولايات المتحدة العديد من قطعها العسكرية الإستراتيجية إلى المنطقة أو بالقرب منها، ووضعت أخرى في حالة تأهب بما في ذلك القاذفة الإستراتيجية "بي 52″، حسب ما أكدته الصحافة الأميركية. خياران لا ثالث لهما هذه التطورات تعني أن إيران لم تعد مطالبة بالتخلي عن برنامجها النووي أو الصاروخي فقط كما كانت قبل أيام، لكنها أصبحت مطالبة بالاستسلام كدولة كاملة، وفق ما قاله فايز في مقابلة مع الجزيرة. وقال فايز إن المعادلة على الطاولة حاليا يمكن تلخيصها في أنها تعني "الكل أو اللاشيء"، خصوصا بعدما أكد قائد أركان الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده لم ولن تستسلم أبدا. ونقل مدير مكتب الجزيرة عن مصادر قال إنها قريبة جدا من دوائر صُنع القرار الإيراني أن الأيام الثلاثة المقبلة ستحدد شكل المواجهة، التي قد تتحول لمعركة كسر عظم حرفيا مع تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في العمليات. ووفقا لفايز، فإن هذه المعلومات تشي بوجود مقترح ما على الطاولة خلال هذه اللحظات، وإن القوات الإيرانية الضاربة ومنها البحرية التي لم يصدر عنها أي تصريح أو تحرك حتى اللحظة، ستدخل على خط المواجهة ما لم يتم التوصل لاتفاق. وتتحرك هذه القوات -وفق فايز- في المياه الخليجية ومضيق هرمز وصولا إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر وباب المندب، ولم تتدخل هذه القوات حتى اللحظة في الحرب. لا نية للاستسلام لكن حديث ترامب عن إمكانية اغتيال المرشد الأعلى وتدمير منشأة " فوردو" النووية بشكل كامل، وتغيير النظام الإيراني كليا، يعني أن نظام الجمهورية الإسلامية لم يعد أمامه إلا الاستسلام أو المواجهة، حسب فايز، الذي أشار إلى أن الحديث الإيراني يؤكد أن نية الاستسلام غير حاضرة حتى اللحظة. وقال إن هناك العديد من الدول التي تحاول التدخل لاحتواء ما يجري ومنها قطر وتركيا ودول أوروبية وربما روسيا والصين، لكن لا يوجد شيء واضح حتى الآن، مضيفا "لا يوجد ما يشي بأن إيران ستقدم تنازلا على بياض حتى اللحظة". وفي وقت سابق اليوم، قال ترامب إن صبره ينفد، وإنه يتطلع لإذعان كامل من إيران، وإنه يريد نهاية حقيقية للصراع لا مجرد وقف لإطلاق النار. وعلى الجهة الأخرى، قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي إن العمليات السابقة ضد العدو كانت ردعية، وإن بلاده ستنفذ عملياتها العقابية ضده قريبا. ودعا سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا لمغادرتها للحفاظ على أرواحهم.


الجزيرة
منذ 21 دقائق
- الجزيرة
مواجهة إسرائيل وإيران تعرقل الطيران في دول عربية
تصاعدت حدة الاستهدافات في المواجهة التي أشعلتها إسرائيل الجمعة الماضية مع إيران، واستمر القصف المتبادل، مما أحدث اضطرابا واسعا في حركة الطيران في المنطقة. وتضطر دول المنطقة الواقعة بين الطرفين المتقاتلين إلى إغلاق مجالاتها الجوية في أوقات معينة من اليوم، الأمر الذي يستلزم مراجعة دائمة ومراقبة لصواريخ من إيران إلى إسرائيل أو تحرك طائرات إسرائيلية صوب الشرق. الأردن تقيّم هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن بشكل دوري المخاطر على حركة الطيران المدني ومتابعة التطورات الجارية من خلال إغلاق أو إعادة فتح الأجواء، ويأتي هذا الأمر تبعا للتطورات الجارية ومدى تأثيرها على حركة الطيران المدني، وفق قول رئيسها هيثم مستو. ويفتح الأردن الأجواء للطيران ذهابًا وإيابًا طيلة النهار، ويقوم بشكل مؤقت وجزئي بإغلاق الأجواء حينما تبدأ إيران بالرد عبر المسيرات من فوق الأجواء الأردنية في الفترة المسائية. وقالت مصادر لمراسل الجزيرة نت حبيب أبو محفوظ إن حركة الطيران كانت اعتيادية وطبيعية في مطار الملكة علياء خلال الساعات الـ24 الماضية، وتفرض السلطات إغلاقًا على الأجواء الأردنية ومواعيد الرحلات في موعدها المحدد، في حين لا يوجد عالقون داخل المطار، كما أنه لا يوجد عالقون أردنيون في مطارات الدول الأخرى. سوريا قال المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا مصطفى كاج لمراسلة الجزيرة نت في دمشق شام السبسبي إن الأجواء السورية مفتوحة للرحلات ما عدا الأوقات التي يُعلن فيها عن إغلاق المجال الجوي. وأضاف "الأوضاع في مطار دمشق الدولي تحت السيطرة، والرحلات التي تمر فوق البحر إلى أوروبا و تركيا لم تتوقف، أما رحلات العائدين من الحج فهبط مسافروها في مطار غازي عنتاب التركية ودخلوا إلى البلاد برا عبر معبر الراعي في ريف حلب، لكن من المتوقع أن تهبط الرحلة القادمة من مكة المكرمة فجر اليوم في مطار دمشق". إعلان وفي العموم لم يتم إلغاء أية حجوزات على الرحلات في اليومين الأخيرين، لأن توقيت فتح وإغلاق الأجواء معروف ومحدد سلفا، لكن تم التغيير في المواعيد، وفق كاج. وأكد عدم وجود مسافرين عالقين في مطارات سوريا. من جهتها ألغت الخطوط الجوية السورية أمس الاثنين عددًا من الرحلات الجوية من وإلى مطار دمشق الدولي، وذلك بسبب إغلاق الأجواء في توقيت تنفيذ بعض الرحلات. وأوضحت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن رحلتي الذهاب والإياب بين دمشق والشارقة، اللتين كانتا مقررتين أمس الاثنين (رحلتي رقم 501 و502)، قد تم إلغاؤهما نتيجة الظروف الجوية المرتبطة بإغلاق المسارات الجوية، مشيرة إلى أن رحلات اليوم الثلاثاء لا تزال قائمة حتى اللحظة، مع احتمال وجود تعديلات على مواعيد الإقلاع سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وأكدت السورية للطيران أن رحلة السبت الماضي القادمة من الشارقة والمتجهة إلى دمشق (رقم آر بي 502) اضطرت إلى تغيير مسارها والهبوط اضطراريا في مطار تبوك داخل الأراضي السعودية، حفاظا على سلامة الركاب والطواقم، نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة، مشيرة إلى أنه تم تأمين إقامة الركاب في أحد فنادق مدينة تبوك. العراق حركة السفر الجوي متوقفة جزئيا في جميع مطارات العراق باستثناء مطار البصرة الدولي (جنوبي البلاد)، وفق مراسل الجزيرة نت في بغداد فارس الخيام. وتستمر الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية في إدارة وتنظيم الحركة الجوية للطائرات القادمة والمغادرة في مطار البصرة الدولي، وذلك ضمن نطاق زمني محدد يمتد من الساعة 4 فجرًا وحتى الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي، وفقًا للتعليمات والموافقات الرسمية الصادرة عن الجهات العليا المختصة. وعملت الشركة على توفير حافلات خاصة لنقل الفرق الجوية والإدارية والفنية من بغداد إلى مطار البصرة بما يضمن استمرارية العمل وسرعة استئناف الرحلات وفق الخطة المعتمدة. من جانبها، وضعت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية خطة تشغيلية مرنة تتضمن تسيير رحلات طارئة من وإلى عدد من الوجهات الدولية، وذلك بالتنسيق مع سلطة الطيران المدني والجهات المعنية. وتولي الخطوط الجوية العراقية الأولوية للمواطنين العراقيين العالقين، خاصة في مطارات بيروت وجورجيا و تركيا ودول أخرى، كما تعمل الشركة على فتح وجهات إضافية بحسب تطورات الموقف. في سياق متصل، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أمس بتشكيل فريق برئاسة سلطة الطيران المدني وعضوية وزارتي النقل والخارجية وقيادة العمليات المشتركة لإعادة المواطنين العراقيين العالقين خارج البلاد. لبنان يسود في لبنان حال من الترقب والحذر بانتظار ما ستؤول إليه التطورات المقبلة وسط استمرار العمل بشكل شبه طبيعي في مطار بيروت الدولي من دون صدور أي قرار رسمي بإغلاق المجال الجوي. وقال مصدر من داخل المطار لمراسلة الجزيرة نت نجية دهشة إن شركات الطيران تعتمد آلية الإلغاء المرحلي، وتُلغى الرحلات بشكل فردي وليس وفق جدول شامل، مما يُبقي الحركة الجوية مرهونة بالتطورات الآنية. وفي ظل تراجع عدد كبير من شركات الطيران العربية والأجنبية عن تسيير رحلات من وإلى بيروت، تشهد صالات المطار ازدحامًا متزايدًا، في حين تواصل شركة طيران الشرق الأوسط تشغيل رحلات إضافية، وتعمل فوق طاقتها المعتادة لتأمين سفر الركاب وتعويض النقص في الحركة الجوية. شركات الطيران دفعت الهجمات الواسعة النطاق التي نفذتها إسرائيل على إيران، شركات الطيران الدولية إلى وقف رحلاتها إلى المنطقة: شركة طيران إيجه اليونانية: ألغت جميع رحلاتها من وإلى بيروت وعمّان وأربيل حتى صباح يوم 28 يونيو/ حزيران الحالي. إيرفلوت: قالت الشركة الروسية إنها ألغت رحلاتها بين موسكو وطهران، وأجرت تغييرات على مسارات أخرى تمر عبر الشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية على إيران. كيه إل إم: قالت إن بعض الرحلات من وإلى وعبر بيروت قد تتعطل. وقالت شركة ترانسافيا إنها ألغت الرحلات من وإلى عمّان و بيروت. إير إنديا: أعلنت الشركة أن العديد من الرحلات الجوية تم تحويلها أو إعادتها إلى المدن التي أقلعت منها. طيران الإمارات: قالت إنها علقت مؤقتا جميع رحلاتها إلى الأردن (عمّان) و لبنان (بيروت) حتى يوم الأحد 22 يونيو حزيران الجاري، وإلى إيران (طهران) و العراق (بغداد و البصرة) حتى يوم الاثنين 30 يونيو/ حزيران الحالي. فلاي دبي: علقت رحلاتها إلى الأردن ولبنان حتى 16 يونيو/حزيران الجاري، ومينسك وسان بطرسبرغ حتى 17 يونيو/حزيران، وإلى إيران والعراق وإسرائيل وسوريا حتى 30 يونيو/حزيران الحالي. مجموعة الخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي): قالت الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيروايز" المملوكة للمجموعة إن رحلاتها إلى تل أبيب ستظل معلقة حتى 31 يوليو/تموز المقبل، وإلى عمّان والبحرين حتى 30 يونيو/حزيران الجاري. مجموعة لوفتهانزا: علقت رحلاتها من وإلى عمّان وأربيل و بيروت حتى 20 يونيو/حزيران الحالي، وأضافت أنها ستتجنب أيضا المجال الجوي الإيراني والعراقي والإسرائيلي في الوقت الحالي. بيغاسوس: أعلنت شركة الطيران التركية أنها ألغت رحلاتها إلى إيران حتى 19 يونيو/حزيران الحالي، ورحلاتها إلى العراق والأردن حتى 16 يونيو/حزيران الجاري. وأضافت أنها ستُسيّر رحلاتها إلى لبنان خلال ساعات النهار فقط. الخطوط الجوية القطرية: ألغت رحلاتها مؤقتا من وإلى العراق و إيران و سوريا. الخطوط الجوية الرومانية (تاروم): أعلنت تعليق رحلاتها إلى بيروت وعمّان حتى 20 يونيو/حزيران الجاري. الخطوط الجوية التركية: ألغت الخطوط الجوية التركية وشركات طيران تركية أخرى رحلاتها إلى إيران و العراق وسوريا والأردن حتى 16 يونيو/حزيران الحالي. : أعلنت الشركة المجرية تعليق عملياتها من وإلى عمّان حتى 15 سبتمبر/أيلول القادم، وستتجنب أيضا التحليق فوق المجال الجوي الإسرائيلي والعراقي والإيراني والسوري حتى إشعار آخر.


الجزيرة
منذ 34 دقائق
- الجزيرة
نتنياهو الفاشل في غزة وإيران
تشكّل مأزق نتنياهو الأول، وتفاقم، في مدى عشرين شهرًا، في قطاع غزة. وذلك في الردّ على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بشنّ حربَين في آن واحد: حرب بريّة خاضها الجيش الصهيوني، بهدف القضاء على المقاومة، وإحكام السيطرة العسكرية على القطاع. أما الحرب الثانية، فقد شنّها الطيران الصهيوني، من خلال القتل الجماعي (الإبادة البشرية) والتدمير شبه الشامل، خصوصًا، هدم المشافي وإخراجها من الخدمة، وصولًا إلى فرض مجاعة عامة، وقنص المئات المندفعة لأخذ المساعدات، وهي تتضوّر جوعًا وعطشًا. كانت نتيجة الحرب البريّة فشلًا عسكريًا. فقد أثبتت سلسلة الأنفاق الممتدّة على أرض القطاع، جدارتها في الحماية. وأثبتت قيادة المقاومة جدارتها في إعداد القائد والمقاتل المتحصّن بالأنفاق، الجدير بدوره في القتال، ومعه كل ما يحتاج إليه في حرب تمتدّ، ما يقرب من السنتين وأكثر. الأمر الذي سمح، بتعطيل التفوّق العسكري بالطائرات والدبابات. ومن ثم الوصول إلى الفشل العسكري في تحقيق هدف القضاء على المقاومة. بل الوصول إلى انتصار المقاومة العسكري، كما عبّر عنه الاتفاق في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، ولا سيما في إجراءات تبادل الأسرى. وقد غطّت غابة البنادق أرض القطاع. أما حرب الإبادة، وبالرغم مما سبّبته من آلام وضحايا، وشهداء وجرحى، ودمار وعذابات، فقد وصمت الكيان الصهيوني، بمنتهك القانون الدولي، والقِيَم الأخلاقية والإنسانية، وبقاتِل الأطفال، وحارق المستشفيات. الأمر الذي دمّر سمعته في وعي الرأي العام العالمي. وهو ما سيترك أثره، لاحقًا، في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وفي رحيل المستوطنين غاصبي فلسطين، وقد أقاموا كيانًا بلا حق أو أية شرعية. هنا بدأت أزمة نتنياهو، ووقوعه في المأزق الذي تسبب له بعزلة دولية، ولا سيما من قِبَل دول الغرب التي لم توافقه في عودته للحرب الثانية، وفي استمرار الإبادة، بما أخذ يقترب من السنتين. بل حتى راح نتنياهو، يواجه أزمة في علاقته بترامب. ولا سيما بسبب ما توّلد من انقسام داخلي حاد ضده في الكيان، كما على مستوى عالمي ودولي، ورأي عام عالمي، وحتى في صفوف الحركات الصهيونية التي انقسمت بدورها ضدّه. وخاصة رسالة الصحفي الصهيوني توماس فريدمان، الذي طالب ترامب فيها، بأن يتخلى عن نتنياهو، الذي راح يدمّر الكيان الصهيوني وسمعته. عندما يُوضع معارضو نتنياهو داخل الكيان وخارجه في كفة ميزان، لا يبقى مجالٌ لشك في وقوعه، في براثن أزمة تقف به على حافة السقوط، أو التراجع المذل. شنّ نتنياهو الحرب على إيران في 13 يونيو/ حزيران 2025، ليجد بذلك مخرجًا من المأزق الداخلي الذي حاصر حكومته، ويدفع خصومه السياسيين في الداخل إلى الالتفاف حوله، في مشهد تكرّر خارجيًا مع الدول الغربية التي سارعت إلى تأييده تحت لافتة: "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران". وبهذا يكون نتنياهو قد انتقل من حضيض العزلة، وحتى العداء له، إلى قيادة حرب ضد إيران، أراد لها بالوحدة الداخلية، وبتضامن عالمي، ما يعزّز قيادته للكيان الصهيوني. وذلك للتخلص من المنشآت النووية والصواريخ الباليستية، بل إنهاء كل ما بنته إيران وحققته طوال المرحلة الممتدة منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979 حتى اليوم. ومن ثَم الانتقال إلى تركيع المنطقة العربية والإسلامية كلها، من خلال امتلاك قوّة الردع الأعلى، وبما في ذلك تصفية القضية الفلسطينية، وإعادة رسم خرائط دولها، والتحكم بأنظمتها وسياساتها. وهذا ما أخذ يلمّح له كل من ترامب ونتنياهو طوال نهار الجمعة 13 يونيو/ حزيران 2025، بعد شنّ الغارات التي ضربت فجر اليوم نفسه، واغتالت عددًا هامًّا من العلماء وقادة الحرس الثوري. وقد أُعلن عن تدمير ما خُطّط لتدميره من منشآت نووية وصناعية باليستية. وقد بدت المعادلة الجديدة مائلة كل الميل لمصلحة الكيان الصهيوني، بما فيها "السيطرة على سماء طهران". إن من يتذكّر ما جرى من مناخ سياسي طوال نهار الجمعة 13 يونيو/ حزيران، سوف يستحضر موقف الشامتين بإيران، ويسترجع خوف القوى المتعاطفة معها، كما يتذكّر دهشة المراقبين وهم يشهدون معادلة جديدة بدأ يرسمها فجر الجمعة نتيجة الحرب. لكن هذا المناخ سرعان ما راح يتبدّد في ليلة الجمعة/ السبت 13/14 يونيو/ حزيران، مع انطلاق خمسمئة صاروخ من إيران ضربت تل أبيب وحيفا. وقد استعادت بها إيران زمام المبادرة المُحصّنة، بقرار من الإمام الخامنئي بخوض حرب الردّ على هذا العدوان، وبتصميم لا تردّد فيه، وشجاعة استثنائية. ثم جاءت ليلة السبت/ الأحد 14/15 يونيو/ حزيران لتُصعّد إيران في الردّ الصاروخي الباليستي، بما فيها صواريخ من نوع "فرط صوتي" القادرة على خرق القبة الحديدية والوصول إلى أهدافها، محققة دمارًا لم يعهده الكيان الصهيوني من قبل، وقد تجاوز النوعان، كما تأكّد في نهار وليلة الخامس عشر، مستويات جديدة من القدرة والتأثير والاختراق. وبهذا كانت نتيجة الردود الإيرانية، عودة نتنياهو إلى مأزق أشدّ من سابقه. وكيف لا يكون أشدّ، إذا ما تطور ميزان القوى في حرب الثالث عشر من يونيو/ حزيران في غير مصلحة نتنياهو، بل تطوّر في مصلحة إيران. مما سيترك أثره في مستقبل الوضع كله في المنطقة، وفي المقدمة المقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية. وبهذا ينقلب السحر على الساحر مرة أخرى. لقد أصبح الاتجاه العام لتطوّر الحرب إلى مزيد من قوة إيران، وإلى المزيد من ضعف الكيان الصهيوني، وإلى تعميق مأزق نتنياهو الفاشل في غزة، والفاشل في إيران كذلك. على أن هذه المعادلة، نقلت "الطابة" إلى ملعب ترامب، ودول أوروبا من ناحية الكيفية التي يعالج بها الوضع الجديد: هل في اتجاه هدنة تكرّس نصر إيران ودورها، كما تكرّس هزيمة الكيان، ومأزق نتنياهو؟ أم يُصار إلى الاستمرار في الحرب، مما يمنع الوصول إلى هذه النتيجة الفاجعة للكيان الصهيوني، حرصًا على الكيان ومستقبله؟ هذا، وسيترتب على كل من الخيارين، معادلة إقليمية جديدة، غير التي عرفها العالم، ما بين طوفان الأقصى وحرب الثالث من يونيو/ حزيران على إيران.