logo
ليل ملتهب بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه قبل اقتراحات أورتاغوس

ليل ملتهب بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه قبل اقتراحات أورتاغوس

القدس العربي منذ 2 أيام

بيروت-»القدس العربي»: أكثر من 20 غارة اسرائيلية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة استهدفت وادي برغز والمحمودية وأطراف بلدة البيسارية، شبيل، الكسارة، أطراف كفرفيلا وتبنا، وصولاً إلى شمسطار لجهة بلدة طاريا غرب بعلبك، في ظل تحليق مكثف للطيران فوق حاصبيا، العرقوب، ومزارع شبعا وصولًا إلى مرتفعات جبل الشيخ المُطلة على راشيا الوادي والبقاعَين الشرقي والغربي وإقليم التفاح.
وادّعت «القناة 14» الإسرائيلية «أن الجيش هاجم منصات صواريخ ومواقع لتخزين الأسلحة جنوب لبنان». أما المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فكتب عبر «إكس»، أن «سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات جوية استهدفت عدة مواقع عسكرية وبُنى تحتية تابعة لحزب الله في أنحاء متفرقة من لبنان. وبين الأهداف المستهدفة بنية تحتية تحتوي على وسائل قتالية في منطقة صيدا، حاول حزب الله مؤخرًا إعادة ترميمها بعد أن كانت قد تعرضت للقصف سابقًا».
وجاء هذا التصعيد الاسرائيلي قبل أيام على زيارة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أواخر الأسبوع المقبل في ثالث أيام عيد الأضحى حاملة معها سلة متكاملة من الاقتراحات تتضمن حصرية السلاح ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية بالإضافة إلى ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط المتنازع عليها والالتحاق بسوريا في مسار السلام مع إسرائيل.
وقد حضرت هذه التطورات الأمنية في اجتماع أمني في القصر الجمهوري في بعبدا ترأسه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بحضور وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد أنطوان قهوجي، والمستشار الأمني والعسكري العميد أنطوان منصور حيث تم التداول في استمرار الاعتداءات الاسرائيلية التي تعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني. ودرس المجتمعون الاجراءات المتخذة لبدء تنفيذ سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في بيروت وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وسبق الاجتماع الأمني لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، جرى في خلاله إطلاع على نتائج زيارات عون إلى الخارج وتقويم للانتخابات البلدية والاختيارية، وجرى التطرق إلى الوضع في الجنوب ومسألة التمديد لليونفيل، وإمكانية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
اجتماع أمني برئاسة عون في «القصر» عرض للاعتداءات ولسحب السلاح الفلسطيني
وكان الرئيس بري أكد أنه «مع قوات «اليونيفيل» في الجنوب ظالمة أم مظلومة». وشدد على أنه «يرفض الاحتكاكات الميدانية التي حصلت مع دورياتها أخيراً في بعض بلدات الجنوب، سواء كان المشاركون في تلك الاحتكاكات مناصرين لحركة «امل» أم لـ»حزب الله». وقال في حديث لصحيفة «الجمهورية»: «صحيح ان تحركات «اليونيفيل» على الأرض يجب أن تتمّ بالتنسيق مع الجيش اللبناني وبرفقته، لكن إذا لم يحصل ذلك أحياناً فينبغي تفادي المبالغة في رد الفعل، وعدم التصرف بتهور»، مشدداً «على ضرورة معالجة أي سوء تفاهم بهدوء وحكمة»، لافتاً إلى «ان اليونيفيل تعرّضت لاعتداءات إسرائيلية عدة خلال الحرب الأخيرة على لبنان، ونحن نعرف ان العدو الإسرائيلي لا يريد بقاءها في الجنوب، وهذا يكفي حتى نكون معها»، مشيراً إلى أنه مع اقتراب استحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية، لا يتوجب ارتكاب أي أخطاء على الأرض قد يستفيد منها الساعون إلى إنهاء مهمّتها في لبنان أو ربما تعديل صلاحياتها».
وأكد رئيس المجلس النيابي «أن إعادة الإعمار هي من أولى الأولويات بالنسبة اليه، وبنبغي ان تكون كذلك بالنسبة إلى الحكومة»، موضحاً انه «يعوّل على دور أساسي لمجلس الجنوب في مواكبة ورشة الإعمار واختصار مراحلها». وقال «إنها مسؤولية الحكومة شاءت أم أبت، وعليها أن تؤدي واجبها على هذا الصعيد، وأن تضع ملف الإعمار في طليعة بنود البحث مع الدول الشقيقة والصديقة، خصوصاً انها باشرت تعزيز علاقات لبنان مع الخارج».
ولدى سؤال بري أن بعض الخارج يربط تمويل إعادة الإعمار بسحب سلاح «حزب الله» من كل لبنان، يردّ حازماً: «الاتفاق لا يلحظ ذلك، ونحن نفّذنا كلياً ما يتوجب علينا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لناحية سحب السلاح من جنوب الليطاني».
وعن توصيفه للعلاقة الراهنة مع رئيس الحكومة نواف سلام، أجاب بري مبتسماً: «بسَخّن منسَخّن، ببَرّد منبَرّد»… ويأتي موقف الرئيس بري في وقت تستمر الحملة على الرئيس نواف سلام الذي زاره شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى على رأس وفد من مشيخة العقل والمجلس المذهب حيث تم البحث في اوضاع البلد والمنطقة.
وقال شيخ العقل «لمسنا هذا الإندفاع وأبدينا امتناننا وتقديرنا لما يقوم به دولة الرئيس مشكوراً، أكان في الداخل أم في حركته خارج لبنان لنعيد الثقة للبنانيين ببلدهم وللخارج أيضاً بلبنان. وأملنا كبير أن يتفهم الجميع مواقف دولة الرئيس التي تصب في خدمة البلاد وفي تحقيق هذا التقدم المنشود والمأمول في إعادة بناء البلد في كل المواضيع المطروحة».
بري مع «اليونيفيل» ظالمة أم مظلومة… وعن رئيس الحكومة: «بسخّن منسخّن ببرّد منبرّد»
وأضاف: «هناك سهام توجه إلى دولة الرئيس لكننا نحن ندرك ونعرف مدى صدقه ومدى جديته في العمل. هذا العهد هو عهد الإصلاح والإنقاذ، هذه الحكومة هي حكومة الإصلاح والإنقاذ، علينا جميعاً أن نشد على إيدي دولة الرئيس وفخامة الرئيس أيضاً، وجميع الوزراء الذين نرى ونستبشر فيهم خيراً. وطرحنا أيضاً مع دولة الرئيس موضوع الشراكه الروحية الوطنية التي اخترناها أن تكون عنواناً لهذا العهد ولهذه المرحلة، هذه الشراكة الروحية هي مظلة الإصلاح والإنقاذ، وكل عمل نقوم به يحتاج إلى هذه الشراكه الروحية الوطنية، هذا هو لبنان الذي لا يقوم إلا بهذه الشراكة».
واستقبل الرئيس سلام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، والمنسِقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت. وتناول البحث المستجدات في سوريا وجهود الأمم المتحدة فيها من أجل المساهمة في تعزيز الاستقرار، اضافة إلى التنسيق القائم بين لبنان وسوريا لمعالجة الوضع على الحدود بين البلدين، ومسائل أخرى ذات اهتمام مشترك.
في المواقف، رأى عضو «اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة، «أن لبنان لا يزال عالقاً بين فرصة الخلاص وفرصة العودة إلى الحرب، إنما أمامه العديد من الفرص لمواكبة التوجه الجديد في الشرق الأوسط نحو حالة سلمية». وأشار حمادة إلى «أن السلاح الفلسطيني في المخيمات سيخضع لتجربة خلال الأيام المقبلة، وسنعرف كيف تُبنى الحجج وتتوقف على مداخل المخيمات، فهل هو نزع سلاح أم سحب سلاح؟
وهل سيدفع ذلك الجيش اللبناني إلى مغامرة؟». أما في ما خص سلاح حزب الله، فاعتبر «أن المحادثات الأمريكية – الإيرانية تمثل المفتاح الأساسي لحل هذا الملف، وما إذا كانت ستفضي نتائجها إلى اتفاق على سحب السلاح الثقيل تحت رقابة أمريكية ما يفتح الباب أمام حل من دون صدام مع الجيش اللبناني».
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت أيضاً ما لا يقل عن 206 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية. وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر الفلسطينيين بإخلاء محافظة خان يونس
جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر الفلسطينيين بإخلاء محافظة خان يونس

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر الفلسطينيين بإخلاء محافظة خان يونس

غزة: أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، الفلسطينيين بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة 'المواصي' غربا، تمهيدا لتنفيذ هجوم عسكري. وقال متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس: 'إلى جميع سكان خان يونس، وبني سهيلا، وعبسان، عليكم إخلاء المنطقة فورا'. وأضاف أن 'المنطقة تعتبر منطقة قتال خطيرة وقد تم تحذيرها عدة مرات، أخلوا فورا غربا إلى منطقة المواصي'، وفق تعبيره. وادعى أن الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق القذائف الصاروخية نحو إسرائيل. وتعد منطقة المواصي مساحة مفتوحة إلى حد كبير، تفتقر إلى المرافق الأساسية، ولا تتوافر فيها بنية تحتية كافية من شبكات صرف صحي أو كهرباء أو اتصالات. وتتكون أراضيها في معظمها من دفيئات زراعية وأراضٍ رملية. في هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء. ويعيش أغلبهم في خيام بدائية مصنوعة من النايلون والقماش الممزق، وسط غياب شبه تام لأي مقومات للحياة. وإلى جانب ذلك، يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة المواصي بين الحين والآخر، ما أسفر في مرات سابقة عن سقوط شهود وجرحى ووقوع مجازر بحق المدنيين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. (وكالات)

شهيد في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان
شهيد في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

شهيد في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان

سيارة مدمرة استهدفتها غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة في جنوب لبنان في 17 مايو 2025. ا ف ب بيروت: أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية باستشهاد شخص جراء ضربة شنّتها مسيّرة إسرائيلية في جنوب لبنان، فجر السبت، بينما أعلنت الدولة العبرية 'القضاء' على عنصر في 'حزب الله'، مع مواصلتها الغارات، رغم اتفاق وقف إطلاق النار. وأوردت الوكالة: 'نفذت مسيّرة إسرائيلية، فجر اليوم (السبت)، عدواناً جوياً في بلدة دير الزهراني' الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومتراً من الحدود مع الدولة العبرية، ما أدى إلى 'استشهاد الشاب محمد علي جمول'. وأشارت الى أن الشاب في الثالثة والثلاثين من العمر، وكان 'متوجهاً من منزله، كعادته كل فجر' لأداء الصلاة في مسجد البلدة، حين استهدفت المسيّرة سيارته. عدوان جديد نفذته مسيرة اسرائيلية فجر اليوم على بلدة دير الزهراني واستهدفت الشاب محمد علي جمول أثناء توجهه الى المسجد لأداء صلاة الصبح ما أدى الى استشهاده!!#جنوب_لبنان — زينب عواضة (@Zeinab__Awada) May 31, 2025 من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه 'قضى على الإرهابي المدعو محمد علي جمول'، مشيراً إلى أنه كان قائد وحدة صاروخية في 'حزب الله'. وأشار إلى أنه ضالع في 'مخططات إطلاق قذائف صاروخية عديدة نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل'، وشارك في الفترة الماضية 'في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله' في جنوب لبنان. وتواصل إسرائيل شنّ غارات في لبنان على أهداف ومواقع تقول إنها تابعة لـ 'حزب الله'، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وأبرم هذا الاتفاق بعد نزاع امتد لأكثر من عام بين الطرفين على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتَحَوَّلَ مواجهة مفتوحة، اعتباراً من أيلول/سبتمبر 2024. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي 'حزب الله' من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال متمركزة فيها داخل أراضيه. (أ ف ب)

ليل ملتهب بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه قبل اقتراحات أورتاغوس
ليل ملتهب بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه قبل اقتراحات أورتاغوس

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

ليل ملتهب بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه قبل اقتراحات أورتاغوس

بيروت-»القدس العربي»: أكثر من 20 غارة اسرائيلية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة استهدفت وادي برغز والمحمودية وأطراف بلدة البيسارية، شبيل، الكسارة، أطراف كفرفيلا وتبنا، وصولاً إلى شمسطار لجهة بلدة طاريا غرب بعلبك، في ظل تحليق مكثف للطيران فوق حاصبيا، العرقوب، ومزارع شبعا وصولًا إلى مرتفعات جبل الشيخ المُطلة على راشيا الوادي والبقاعَين الشرقي والغربي وإقليم التفاح. وادّعت «القناة 14» الإسرائيلية «أن الجيش هاجم منصات صواريخ ومواقع لتخزين الأسلحة جنوب لبنان». أما المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فكتب عبر «إكس»، أن «سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات جوية استهدفت عدة مواقع عسكرية وبُنى تحتية تابعة لحزب الله في أنحاء متفرقة من لبنان. وبين الأهداف المستهدفة بنية تحتية تحتوي على وسائل قتالية في منطقة صيدا، حاول حزب الله مؤخرًا إعادة ترميمها بعد أن كانت قد تعرضت للقصف سابقًا». وجاء هذا التصعيد الاسرائيلي قبل أيام على زيارة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أواخر الأسبوع المقبل في ثالث أيام عيد الأضحى حاملة معها سلة متكاملة من الاقتراحات تتضمن حصرية السلاح ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية بالإضافة إلى ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط المتنازع عليها والالتحاق بسوريا في مسار السلام مع إسرائيل. وقد حضرت هذه التطورات الأمنية في اجتماع أمني في القصر الجمهوري في بعبدا ترأسه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بحضور وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد أنطوان قهوجي، والمستشار الأمني والعسكري العميد أنطوان منصور حيث تم التداول في استمرار الاعتداءات الاسرائيلية التي تعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني. ودرس المجتمعون الاجراءات المتخذة لبدء تنفيذ سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في بيروت وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسبق الاجتماع الأمني لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، جرى في خلاله إطلاع على نتائج زيارات عون إلى الخارج وتقويم للانتخابات البلدية والاختيارية، وجرى التطرق إلى الوضع في الجنوب ومسألة التمديد لليونفيل، وإمكانية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب. اجتماع أمني برئاسة عون في «القصر» عرض للاعتداءات ولسحب السلاح الفلسطيني وكان الرئيس بري أكد أنه «مع قوات «اليونيفيل» في الجنوب ظالمة أم مظلومة». وشدد على أنه «يرفض الاحتكاكات الميدانية التي حصلت مع دورياتها أخيراً في بعض بلدات الجنوب، سواء كان المشاركون في تلك الاحتكاكات مناصرين لحركة «امل» أم لـ»حزب الله». وقال في حديث لصحيفة «الجمهورية»: «صحيح ان تحركات «اليونيفيل» على الأرض يجب أن تتمّ بالتنسيق مع الجيش اللبناني وبرفقته، لكن إذا لم يحصل ذلك أحياناً فينبغي تفادي المبالغة في رد الفعل، وعدم التصرف بتهور»، مشدداً «على ضرورة معالجة أي سوء تفاهم بهدوء وحكمة»، لافتاً إلى «ان اليونيفيل تعرّضت لاعتداءات إسرائيلية عدة خلال الحرب الأخيرة على لبنان، ونحن نعرف ان العدو الإسرائيلي لا يريد بقاءها في الجنوب، وهذا يكفي حتى نكون معها»، مشيراً إلى أنه مع اقتراب استحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية، لا يتوجب ارتكاب أي أخطاء على الأرض قد يستفيد منها الساعون إلى إنهاء مهمّتها في لبنان أو ربما تعديل صلاحياتها». وأكد رئيس المجلس النيابي «أن إعادة الإعمار هي من أولى الأولويات بالنسبة اليه، وبنبغي ان تكون كذلك بالنسبة إلى الحكومة»، موضحاً انه «يعوّل على دور أساسي لمجلس الجنوب في مواكبة ورشة الإعمار واختصار مراحلها». وقال «إنها مسؤولية الحكومة شاءت أم أبت، وعليها أن تؤدي واجبها على هذا الصعيد، وأن تضع ملف الإعمار في طليعة بنود البحث مع الدول الشقيقة والصديقة، خصوصاً انها باشرت تعزيز علاقات لبنان مع الخارج». ولدى سؤال بري أن بعض الخارج يربط تمويل إعادة الإعمار بسحب سلاح «حزب الله» من كل لبنان، يردّ حازماً: «الاتفاق لا يلحظ ذلك، ونحن نفّذنا كلياً ما يتوجب علينا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لناحية سحب السلاح من جنوب الليطاني». وعن توصيفه للعلاقة الراهنة مع رئيس الحكومة نواف سلام، أجاب بري مبتسماً: «بسَخّن منسَخّن، ببَرّد منبَرّد»… ويأتي موقف الرئيس بري في وقت تستمر الحملة على الرئيس نواف سلام الذي زاره شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى على رأس وفد من مشيخة العقل والمجلس المذهب حيث تم البحث في اوضاع البلد والمنطقة. وقال شيخ العقل «لمسنا هذا الإندفاع وأبدينا امتناننا وتقديرنا لما يقوم به دولة الرئيس مشكوراً، أكان في الداخل أم في حركته خارج لبنان لنعيد الثقة للبنانيين ببلدهم وللخارج أيضاً بلبنان. وأملنا كبير أن يتفهم الجميع مواقف دولة الرئيس التي تصب في خدمة البلاد وفي تحقيق هذا التقدم المنشود والمأمول في إعادة بناء البلد في كل المواضيع المطروحة». بري مع «اليونيفيل» ظالمة أم مظلومة… وعن رئيس الحكومة: «بسخّن منسخّن ببرّد منبرّد» وأضاف: «هناك سهام توجه إلى دولة الرئيس لكننا نحن ندرك ونعرف مدى صدقه ومدى جديته في العمل. هذا العهد هو عهد الإصلاح والإنقاذ، هذه الحكومة هي حكومة الإصلاح والإنقاذ، علينا جميعاً أن نشد على إيدي دولة الرئيس وفخامة الرئيس أيضاً، وجميع الوزراء الذين نرى ونستبشر فيهم خيراً. وطرحنا أيضاً مع دولة الرئيس موضوع الشراكه الروحية الوطنية التي اخترناها أن تكون عنواناً لهذا العهد ولهذه المرحلة، هذه الشراكة الروحية هي مظلة الإصلاح والإنقاذ، وكل عمل نقوم به يحتاج إلى هذه الشراكه الروحية الوطنية، هذا هو لبنان الذي لا يقوم إلا بهذه الشراكة». واستقبل الرئيس سلام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، والمنسِقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت. وتناول البحث المستجدات في سوريا وجهود الأمم المتحدة فيها من أجل المساهمة في تعزيز الاستقرار، اضافة إلى التنسيق القائم بين لبنان وسوريا لمعالجة الوضع على الحدود بين البلدين، ومسائل أخرى ذات اهتمام مشترك. في المواقف، رأى عضو «اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة، «أن لبنان لا يزال عالقاً بين فرصة الخلاص وفرصة العودة إلى الحرب، إنما أمامه العديد من الفرص لمواكبة التوجه الجديد في الشرق الأوسط نحو حالة سلمية». وأشار حمادة إلى «أن السلاح الفلسطيني في المخيمات سيخضع لتجربة خلال الأيام المقبلة، وسنعرف كيف تُبنى الحجج وتتوقف على مداخل المخيمات، فهل هو نزع سلاح أم سحب سلاح؟ وهل سيدفع ذلك الجيش اللبناني إلى مغامرة؟». أما في ما خص سلاح حزب الله، فاعتبر «أن المحادثات الأمريكية – الإيرانية تمثل المفتاح الأساسي لحل هذا الملف، وما إذا كانت ستفضي نتائجها إلى اتفاق على سحب السلاح الثقيل تحت رقابة أمريكية ما يفتح الباب أمام حل من دون صدام مع الجيش اللبناني». وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص. ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت أيضاً ما لا يقل عن 206 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية. وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store