
مكتبة محمد بن راشد تحتضن توقيع "مدرسة أبي" في أمسية تجمع القيم والأدب بين الأجيال
محطات مؤثرة وتجارب إنسانية غنية
وجاءت الفعالية التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد ، لتؤكد الدور المحوري للأسرة في بناء المجتمع، حيث قدّم الريّس قراءة موجزة حول كتابه الذي يوثّق فيه محطات مؤثرة وتجارب إنسانية غنية، تعكس القيم الأصيلة التي تشكّلت في كنف والده، وأثرها العميق في مسيرته الشخصية والمهنية.
وسلّطت الجلسة الضوء على أهمية توثيق الموروث العائلي ونقل القيم إلى الأجيال الجديدة، إذ أكّد الريّس خلال كلمته أنّ الكتاب يأتي تكريماً لمدرسة والده في الحياة التي قامت على الإيثار والصدق والاجتهاد، داعياً الشباب إلى استلهام هذه القيم لبناء مستقبلهم بخطى راسخة.
حضور عدد من المثقفين والمهتمين بالأدب
وشهد الحفل حضور عدد من المثقفين والمهتمين بالأدب والسرد الإنساني، وأتاح لهم المجال لحوار تفاعلي شاركوا خلاله أسئلتهم وتجاربهم، معبّرين عن إعجابهم بمضامين الكتاب وما يحمله من رسائل وجدانية وإنسانية خالدة.
وفي ختام الأمسية، وقّع محمد جاسم الريّس نسخاً من كتابه للحضور الذين ثمّنوا المبادرة الثقافية الهادفة إلى إحياء روح الأبوة وإبرازها كمدرسة متجددة للقيم والإنجازات.
وتواصل مكتبة محمد بن راشد جهودها في تعزيز المشهد الثقافي ودعم الأدب الإنساني، من خلال استضافة فعاليات نوعية تكرّس دور الأسرة كحاضنة للقيم ومصدر للإلهام. ويأتي تنظيم هذا الحفل ليجسد التزام المكتبة بفتح آفاق الحوار البنّاء، وتشجيع توثيق التجارب الشخصية التي تساهم في إثراء الوعي المجتمعي، وتشكيل رصيد معرفي وثقافي يعزز التواصل بين الأجيال
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 42 دقائق
- مجلة سيدتي
الشابة الإماراتية فاطمة العوضي تلبي نداء الجبل نحو القمة
في عمرِ الـ 17، سطَّرت فاطمة العوضي اسمها بوصفها أصغرَ إماراتيَّةٍ ترفعُ رايةَ وطنها على قمَّةِ جبلِ إلبروس ضمن سعيها لتحدي القممِ السبع. بعزيمتها، تقتدي بخطى والدتها الدكتورةِ أمل القبيسي، أوَّل امرأةٍ عربيَّةٍ ترأسُ برلماناً وطنياً. رحلةُ فاطمة، بدأت من تجربةٍ مؤلمةٍ حين فقدت والدَها المهندس عبدالرحمن عبدالعزيز العوضي الذي كان أقربَ أصدقائها، كما تصفُ، بعد خمسةِ أعوامٍ من الغيبوبة. هي لم تهرب من الحزنِ، بل حوَّلته إلى حافزٍ، ولدت منه إرادتُها، ونمت شجاعتُها. فاطمة، لم تكن تتسلَّقُ جبلاً فقط، بل كانت تعيدُ أيضاً بناءَ ذاتها، وتكسرُ الصورَ النمطيَّة، وتبعثُ برسالةٍ ملهمةٍ إلى كلِّ فتاةٍ إماراتيَّةٍ بأن القممَ، لا تحتاجُ إلى قوَّةٍ جسديَّةٍ فقط، بل وكذلك إلى قلبٍ عنيدٍ، وروحٍ مؤمنةٍ، وأمٍّ تقفُ وراءك حين يشكُّ بك الجميع. هي ابنةُ الريادة، تمضي بخطواتٍ واثقةٍ، وتحملُ في قلبها شجاعةَ جيلٍ، وفي روحها فخرَ وطنها. حوار | لمى الشثري Lama AlShethry تصوير | شربل مسلّم Charbel Moussallem تنسيق الأزياء | ساره مرتضى Sarah Mourtada شعر ومكياج | ملاك أوزدمير Melek Ozdemir مساعد مصور | كوتاي بصران Kutay Başaran موقع التصوير | فندق Hyde Bodrum، بودروم، تركيا تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد يوليو/أغسطس 2025 من مجلة سيدتي فاطمة العوضي كيف بدأتِ رحلةَ حلمِ تسلُّقِ القممِ السبع؟ بدأ شغفي بتسلُّقِ الجبالِ بعد مشاركتي في برنامجِ "جائزةِ دوق إدنبرة الدوليَّة"، وفي 2023، أنهيتُ المستوى الفضي من الجائزة، وتضمَّن رحلةَ سيرٍ ذاتي لمدَّة ثلاثةِ أيَّامٍ في رأسِ الخيمة. في البدايةِ، كان انضمامي لخوضِ تجربةٍ جديدةٍ مع أصدقائي لكسرِ روتيني اليومي بوصفي طالبةً. في تلك المرحلةِ، لم أكن متسلقِّةً ماهرةً، بل تعثَّرتُ مرَّاتٍ عدة، فكرهتُ صعودَ المرتفعات، وأنهيتُ الرحلةَ بجروحٍ وكدماتٍ! مع ذلك، اشتعلت شرارةٌ داخلي، دفعتني إلى تحدِّي نفسي بشكلٍ أكبر. من هنا، قرَّرتُ خوضَ المستوى الذهبي الذي شملَ رحلةً استكشافيَّةً ذاتيَّةً لمدَّة أربعةِ أيَّامٍ في نيبال. هناك لم يُعيِّن فريقنا قائداً رسمياً، لذا تولَّيت هذا الدورَ بشكلٍ طبيعي، واستخدمتُ الخرائط، ووزَّعتُ المهام، وحفَّزتُ الجميع، وقُدتُ مشروعنا الجماعي الذي ركَّز على استكشافِ الثقافةِ والحياةِ اليوميَّةِ في هذه الدولة. حافظتُ على وتيرةٍ سريعةٍ، وروحٍ مرحةٍ طوال الرحلة، وذات يومٍ، مازحتني معلِّمتي، وهي مغامِرةٌ ذات تجاربَ كثيرةٍ، بقولها: "أراكِ يوماً ما على قمَّةِ إيفرست". تلك الجملةُ، بقيت عالقةً في ذهني. حينها أدركتُ أنني لا أريدُ أن تكون نيبال نهايةَ رحلتي، بل نقطةَ انطلاقٍ نحو أهدافٍ أكبر، وتحدِّياتٍ أكثر. جلستُ قربَ نارِ المعسكر، واستعرتُ هاتف معلِّمتي، وبدأتُ أبحثُ عن أهدافٍ طويلةِ المدى في عالمِ تسلُّقِ الجبال. بهذه الطريقةِ، تعرَّفتُ على تحدِّي "القممِ السبع"، وهو تسلُّقُ أعلى قمَّةٍ في كلِّ قارةٍ، واتَّخذتُ القرارَ في لحظتها، وأعلنتُ أمامَ الجميع أنني سأصعدُ كليمنجارو في ذلك الصيف. ظنُّوا أنني أمزح، لكنَّني منذ ذلك الحين، بلغتُ اثنتَين من القممِ السبع، آخرهما قمَّةُ إلبروس. كيف تصفين نفسكِ؟ أنا شخصيَّةٌ، تعيشُ أقصى النقيضَين، إما أن أكون ملتزمةً تماماً بشيءٍ ما، وأشعرُ بالشغفِ حياله، أو لا أبدي أي اهتمامٍ به، أي أنني أبتعدُ كلياً عن المنطقةِ الرماديَّة. أنا كذلك حالمةٌ بطبعي، وأضعُ أهدافاً كبيرةً، وأسعى خلفها بكلِّ طاقتي. مستكشفةٌ، ليس فقط للعالمِ من حولي، بل ولذاتي واهتماماتي أيضاً، وأتعلَّمُ باستمرارٍ، ولدي فضولٌ لا ينتهي لفهمِ أسرارِ الحياة، والثقافاتِ الغنيَّة، والشعوبِ المختلفة، لذا أطرحُ الأسئلة، وأتعمَّقُ، وأجعلُ عقلي منفتحاً. أجدُ السلامَ الحقيقي في الطبيعة، وفي صحبةِ حيواناتي الأليفةِ الـ 16، وهي أمورٌ، تمنحني صفاءً ذهنياً، وسكينةً داخليَّةً، وربما ورثتُ هذا الحسَّ من جدَّتي آمنة درويش القبيسي، حفظها الله، التي تعشقُ الطبيعة. لقد مررتُ بلحظاتِ فرحٍ، وفقدانٍ، وحزنٍ عميقٍ، لكنْ الصمودُ كان سلاحي. أسعى دائماً إلى النموِّ، ليس فقط على الصعيدِ الشخصي، بل نموِّ مَن يسعى إلى تسلُّقِ قممٍ جديدةٍ، حرفياً ومجازياً. لديكِ شغفٌ جريءٌ، يتحدَّى الصعاب، مَن يُلهِمُكِ لهذا التميُّز؟ منذ صغري، ووالدتي قدوةٌ لي في الحلمِ والعمل. رأيتها دائماً تحلمُ أحلاماً كبيرةً، وتُحقِّقها بخطوات فعليَّةٍ. قيادتُها الشجاعة، وعزيمتُها الصلبة، وروحُها القويَّة، ألهمتني لأحلمَ بطريقتي الخاصَّة. على الرغمِ من أننا نسلك طريقَين مختلفَين إلا أنني آملُ أن أحملَ الطاقةَ، والعزيمةَ، وروحَ القيادة نفسها في كلِّ ما أفعله مستقبلاً. أنتِ أصغر متسلِّقةٍ إماراتيَّةٍ، كيف أقنعتِ والدتكِ بخوضِ هذا التحدِّي؟ بعد عودتي من نيبال، بدأت إجازةُ الربيع، وعوضاً عن الراحةِ، قضيتُ أسبوعَين، أحاولُ إقناعَ أمي بأنني جادةٌ بشأن تسلُّقِ الجبال، وأنني أريدُ صعودَ أوَّلِ قمَّةٍ من القممِ السبع. كانت تعتقدُ أنها مجرَّد مرحلةٍ مؤقَّتةٍ، لكنَّها وافقت على ذهابي إلى كليمنجارو، وفورَ عودتي، بدأتُ أخطِّطُ للقمَّةِ التالية، وعندها أدركت أمي أن الأمرَ ليس هوايةً عابرةً، ومنحتني دعمها الكامل. كيف كانت الاستعدادات، وكم استغرقت من الوقت؟ صراحةً، لم أقضِ وقتاً طويلاً في التدريبِ البدني، أو تحضيرِ المعدات، لأنني كنت منشغلةً بامتحاناتِ A-Level. استخدمتُ المعداتِ التي أمتلكها، فأنا مؤمنةٌ بفكرةِ الاستفادةِ القصوى مما هو متاحٌ. الطريفُ أنني تخرَّجتُ في المدرسةِ الثانويَّةِ قبل أسبوعٍ فقط من سفري إلى روسيا لصعودِ قمَّةِ إلبروس. يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء مع ما أكبر التحدِّياتِ التي واجهتكِ؟ كنت أصغرَ عضوٍ في الفريقِ بفارقٍ يصلُ إلى 20 عاماً، ومحاطةً بأشخاصٍ أقوى وأكثر خبرةً وثقةً مني. شعرتُ بأنني دخيلةٌ عليهم! وفي اليومِ الأوَّلِ المخصَّصِ للتدريب، أصبتُ بـ "دوَّارِ الأماكنِ المرتفعة"، وكانت تجربتي الأولى وقتها على جبلٍ ثلجي. بدأتُ أتساءلُ إن كنت أستحقُّ الوجودَ هنا، وإن كنت قادرةً فعلاً على إنجازِ المهمَّة؟ لكنْ، الشكوكُ لم تدم طويلاً، إذ استجمعتُ قواي سريعاً، ومضيتُ قُدماً بعقليَّةٍ قويَّةٍ فيما تبقَّى من الرحلة. ماذا علَّمتكِ هذه التجربة؟ اكتسبتُ مهاراتٍ عمليَّةً مثل استخدامِ فأسِ الجليد، والعملِ ضمن فريقٍ متَّصلٍ مع بعضه بحبلٍ، وكيفيَّة التماسك والتوقُّفِ في حالِ الانزلاق. الأهمُّ من ذلك، تعلَّمتُ الصبرَ في سبيلِ الهدف، وقوَّةَ التحمُّل، وأهميَّةَ الثقةِ بالنفس حتى عندما تكون الأمورُ غير واضحةٍ. تعلَّمتُ كيف أُنصِتُ لجسدي، وأُبقي ذهني إيجابياً، وأتجاهلُ الأفكارَ السلبيَّة. كيف كان وداعكِ لعائلتكِ قبل الانطلاق؟ قد يبدو الأمرُ غريباً، لكنَّني شعرتُ بالحماسِ عند توديعهم! هذا كان يعني أنني اقتربتُ خطوةً من تحقيقِ إنجازٍ، يجعلهم فخورين بي. ودَّعتني والدتي، وجدَّتي، وإخوتي، وكانت وجوههم ترافقني خلال التسلُّق. لا شيءَ يجعلني أكثر فخراً من فخرهم بي. ما طموحاتُكِ بعد الانتهاءِ من القممِ السبع؟ أنا مؤمنةٌ بأن الأفعالَ تتحدَّثُ بصوتٍ أعلى من الكلمات، لذا أفضِّلُ ألَّا أفصحَ عن خططي المقبلةِ حالياً. ما يمكنني قولُه: إنني سأستمرُّ في الحلمِ الكبير، والتسلُّقِ نحو الأعلى، والقيامِ بالعملِ الصالح. خارج عالمِ الجبال، لدي شغفٌ كبيرٌ بعلمِ الاقتصاد وتأثيره في العالم، وأنوي أن أكرِّسَ القدرَ نفسه من الطاقةِ لمسيرتي الأكاديميَّة. سأبدأ دراستي الجامعيَّةَ في أغسطس، ولا أعلمُ أين تأخذني الرياحُ، أو إرادتي، لكنَّني متحمِّسةٌ للمستقبل. كيف واجهتِ اللحظاتِ الصعبةَ خلال المغامرة، وكيف كان شعوركِ حينها؟ عقولنا بوصفنا بشراً قويَّةٌ جداً. قد تستسلمُ للإرهاقِ، أو الألمِ بسهولةٍ، لكنْ لدينا القدرةُ على توجيهها إلى مسارٍ مختلفٍ. درَّبتُ نفسي على تحويلِ لحظاتِ التعبِ والمللِ والألمِ إلى لحظاتٍ من القوَّةِ والوضوحِ والثبات. تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع مَن أوَّلُ شخصٍ خطرَ في بالكِ عندما وصلتِ إلى القمَّة؟ كلّما أنجزتُ شيئاً كبيراً، يخطرُ في بالي فوراً والدي عبدالرحمن بن عبدالعزيز العوضي، رحمه الله، الذي توفي نوفمبر 2024. كنت أتمنَّى لو كان حاضراً، ليُشاهدَ ابنته وهي تحقِّقُ أحلامها، وتتسلَّقُ القممَ السبع، ويفتخر بها، لكنَّني دائماً أشعرُ بأنه معي، ويشعرُ بي فقد كان أعزَّ أصدقائي. هل تُخطِّطين لتوثيقِ مغامراتكِ في التسلُّق، وهل لديكِ لقطاتٌ، يمكن أن تُستَخدم في فيلمٍ وثائقي؟ على الرغمِ من أنني أعيشُ اللحظة غالباً إلا أنني أحاولُ أيضاً توثيقَ ما أستطيعُ من الرحلة. أملك كثيراً من المقاطعِ الجميلة، لكنْ لا أظنُّ أنها تصلحُ لفيلمٍ وثائقي. معظمُ هذه اللقطاتِ تمَّ تصويره بيدٍ مرتجفةٍ! لكنَّني أخطِّطُ لتطويرِ مهاراتي في التصويرِ لأتمكَّن من توثيقِ رحلاتي بشكلٍ أفضل في المستقبل. بماذا شعرتِ وأنتِ ترفعين علمَ الإمارات على القمَّة، وكيف تخيَّلتِ المستقبل؟ الفخرُ ملأ نفسي عند رفعِ علمِ الإمارات على قمَّةِ الجبل. مع اقتراب دولتنا من عامها الـ 54، نستطيعُ القول: إننا قطعنا شوطاً طويلاً بفضلِ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وصاحبةُ السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، اللذان عملا على تمكينِ الوطنِ وشبابه. الدعمُ الذي نحصلُ عليه يلهمنا، لكنْ الرحلةُ لا تتوقَّفُ هنا، بل علينا الاستمرارُ في هذا النهج، ونقلُ شعلةِ التمكينِ للأجيال القادمة. مع أنني ما زلتُ أعدُّ نفسي في بدايةِ رحلةِ تسلُّقِ الجبال، لكنَّني آملُ أن أبثَّ رسالةَ قوَّةٍ عبر رحلاتي، تلهمُ شبابنا ليحلموا، ويؤمنوا بأنهم قادرون على تحقيقِ المستحيل. بعضهم يصفُ جيلي بـ «المستقبل»، أمَّا أنا فأؤمنُ بأننا «الحاضر»، وعلينا اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، أن نُمكِّن أنفسنا، لنصنعَ مستقبلاً مشرقاً لدولتنا والعالمِ الذي نعيشُ فيه. بمناسبةِ يوم المرأةِ الإماراتيَّة، ما الرسالةُ التي تودِّين توجيهها لكلِّ فتاةٍ إماراتيَّةٍ مستعدَّةٍ لخوضِ التحدِّيات؟ في يومِ المرأةِ الإماراتيَّة ، أتمنَّى أن تشعرَ كلُّ امرأةٍ، مهما كان عمرها، بأنها قادرةٌ على بلوغِ قمَّةِ أحلامها. أريدُ أن أذكِّرها بأن العمرَ لا يُحدِّد إمكاناتها وقدراتها، وأن الطموحَ، يمكن أن يتعايشَ مع حياةٍ سريعةٍ ومملوءةٍ بالمسؤوليَّات. مكانُ المرأةِ، هو في قلبِ التحدِّي، في ميادين القيادةِ، وفي أحضانِ الطبيعةِ أيضاً. أنا ممتنَّةٌ من أعماقِ قلبي لكلِّ امرأةٍ تدعمُ مجتمعها، وتُلهمنا جميعاً للاستمرارِ في التقدُّم. هناك عديدٌ من النساءِ الإماراتيَّاتِ اللاتي يتبادرن إلى ذهني، ولكلِّ واحدةٍ منهن قِصَّةٌ فريدةٌ، لكنَّهن جميعاً يُلهمنني لأصبحَ نسخةً أفضل من نفسي يوماً بعد آخر. آملُ أن تستمرَّ المرأةُ الإماراتيَّةُ في السعي والإنجاز والتألُّق، فلا شيءَ يليقُ بها أكثر من النجاح. حدِّثينا عن الدعمِ الذي تلقَّيتِه من مجتمعكِ؟ تلقَّيتُ دعماً هائلاً من مجتمعي، وممتنَّةٌ جداً لذلك. كان صوتُ فخرهم عالياً لدرجةِ أنني بالكاد لاحظتُ وجودَ مَن لم يُشجِّع. أتذكَّرُ رسالةً خاصَّةً جداً، كتبَ فيها أحدهم: «إذا لم ندعم نساءَ وطننا فمَن سيفعل؟». هذه حقيقةٌ لا يمكن إنكارها. هذا الدعمُ ذكَّرني بوحدةِ وتماسكِ شعبِ الإمارات، وهو، أي تماسكنا، لن ينكسر أبداً بإذن الله. نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع الشيخة بدور القاسمي كيف تصفين البيئةَ التي نشأتِ فيها؟ نشأتُ في بيتٍ، يجمعُ بين الانضباطِ والإبداع. والدي كان مهندساً، ووالدتي معماريَّةٌ، تحوَّلت إلى سياسيَّةٍ. من والدي تعلَّمتُ الالتزامَ، والتركيزَ، وأخلاقيَّاتِ العمل، أمَّا والدتي فأشعلت في داخلي حبَّ الاستكشافِ، والإبداعِ، والجرأةِ، والطموح. في حين علَّمتني جدَّتي آمنة درويش القبيسي، التي قضيتُ كثيراً من الوقتِ معها، السلامَ الداخلي، والتأمُّلَ، والرحمةَ بالبشر والطبيعة. على الرغمِ من اختلاف شخصيَّاتِ هؤلاء الثلاثة إلا أنهم شكَّلوا بيئةً متوازنةً وغنيَّةً، أثَّرت فيَّ بعمقٍ. لم أكن أدرك حينها مدى أهميَّةِ تلك اللحظاتِ اليوميَّة، والساعاتِ التي قضيتها مع والدي أتعلَّمُ الرياضيات، أو تنقُّلي مع والدتي في مهامها الدبلوماسيَّة، ومشاهدتها تعملُ بجدٍّ، أو هدوءِ الجلساتِ مع جدَّتي في حديقتها، نرعى طيورهَا وسلاحفَها وباقي حيواناتها. اليوم فقط، بدأتُ أفهمُ كيف شكَّلتني تلك اللحظات. لماذا اخترتِ رياضةَ تسلُّقِ الجبالِ بالتحديد، وماذا تعني لكِ الجبال؟ بصراحةٍ، لم أختر تسلُّقَ الجبال، بل أشعرُ بأن الجبال، هي التي اختارتني. الأمرُ، بدأ برحلاتِ مشي بسيطةٍ، اكتشفتُ فيها مزيجاً من السلامِ والتحدِّي، جعلني أرغبُ في المزيد. عندما كنت أقفُ أسفلَ الجبال، أحدِّقُ نحو القممِ العالية، كنت أعلمُ في أعماقي أنني لا أنتمي إلى الأسفل، بل إلى القمَّة. كيف كان استقبالُ الناسِ لكِ عند عودتكِ إلى الإمارات، وما اللحظةُ التي بقيت في ذاكرتكِ؟ فاجأتُ والدتي عند عودتي إلى المنزل، وكانت فخورةً جداً بي مع أنها صُدِمَت بدايةً بسبب حروقِ الشمسِ الشديدةِ التي بدت ظاهرةً علي. لا شيءَ يفوقُ فخري برؤيةِ ملامحِ الاعتزازِ في وجه عائلتي. زرتُ أيضاً عمي محمد عبدالله القبيسي، إذ إن دعمَه المتواصل، كان أحدَ العواملِ المهمَّةِ التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. وبالطبع، لم يمضِ وقتٌ طويلٌ قبل أن أبدأ الحديثَ عن «الجبلِ المقبل». ما اهتماماتُكِ الأخرى، وما خطوتُكِ المقبلة؟ بعيداً عن الجبال، أنا ملتزمةٌ جداً بدراستي الأكاديميَّة. في أغسطس، سأبدأ دراستي الجامعيَّة بتخصُّص الاقتصاد الذي أعدُّه أداةً قويَّةً لصنعِ عالمٍ أكثر استدامةً وعدلاً. أهتمُّ بشكلٍ خاصٍّ بتقاطعِ الاقتصادِ مع الصناديقِ السياديَّةِ والاستدامةِ الاقتصاديَّةِ بعيدةِ المدى، وفي وقتِ فراغي، أحبُّ استكشافَ جانبي الإبداعي. الفنُّ كان دائماً جزءاً من حياتي، ومع أن وقتي محدودٌ الآن، لكنَّني أخصِّصُ لحظاتٍ للإبداع كلّما استطعت. لديّ أيضًا شغفٌ كبيرٌ بالحيواناتِ والنباتاتِ، فبيتُنا مليءٌ بالخُضرةِ. وقد كان والدي الراحلٌ هو من يعتني بها، وانا اليوم أتولّى هذه المهمّةَ بفخرٍ. كذلك، أقومُ بتربيةِ 16 حيوانًا أليفًا تتنوّع بين الكلابِ والقططِ والسلاحفِ. بالنسبة لي، الفنّ والحيواناتُ والنباتاتُ مصدرٌ للسلامِ الداخلي والتوازنِ، في وسطِ الحياةِ المتسارعةِ. صِفي لنا شعوركِ بظهوركِ على غلافِ مجلَّةِ «سيدتي» احتفالاً بيومِ المرأةِ الإماراتيَّة؟ يُشرِّفني جداً أن أكون الشخصيَّةَ التي اختارتها «سيدتي» لغلافِ عددها في يومِ المرأةِ الإماراتيَّة. هذا الاختيارُ يعني لي أكثر من مجرَّد الظهورِ على غلاف المجلَّة. إنه بمنزلةِ اعترافٍ بدوري بوصفي نموذجاً يُحتذى به للمرأةِ الإماراتيَّة، وهذه مسؤوليَّةٌ، أحملها بكلِّ فخرٍ وتواضعٍ. يومُ المرأةِ الإماراتيَّة، هو احتفالٌ بقوَّةِ النساءِ وإنجازاتهن في كلِّ أنحاءِ الوطن، وشرفٌ كبيرٌ لي أن أكون جزءاً من هذا الاحتفال. أشكرُ مجلَّةَ «سيدتي» من قلبي، خاصَّةً رئيسةَ التحرير السيِّدة لمى الشثري ، على دعمهم واحترافيتهم وإيمانهم بقصَّتي. هذه التجربةُ شجَّعتني على أن أستمرَّ في السعي للتميُّز، ليس فقط في تسلُّقِ الجبال، بل وأيضاً في جميع جوانبِ حياتي. في هذا اليومِ المميَّز، أحتفلُ برحلتي الشخصيَّة، وإنجازاتِ كلِّ امرأةٍ إماراتيَّةٍ. معاً، نكسرُ الحواجز، ونقودُ بقوَّتنا، ونتسلَّقُ قممَ الحياة، ونُلهِمُ بعضنا والأجيالَ القادمة. تابعي معنا لقاء مع معالي الدكتورة أمل بنت عبدالله القبيسي نشأت فاطمة على خطى والدتها، أوَّلُ امرأةٍ عربيَّةٍ ترأسُ برلماناً وطنياً، وأوَّلُ امرأةٍ في الخليج العربي تُنتَخبُ لعضويَّةِ برلمانٍ وطني، وأوَّلُ نائبةٍ لرئيسِ المجلسِ الوطني الاتحادي، ومن هذا الإلهامِ العظيم، انطلقت نحو قممِ العالمِ بإصرارٍ، يعكسُ طموحَها الوطني، وفخرها بجذورها. قصَّتهما معاً، هي حكايةٌ تروى عن الريادةِ، والإرادةِ، والروابطِ المتينةِ بين الأمِّ وابتنها. ما القيمُ التي حرصتِ على غرسها في شخصيَّةِ فاطمة؟ القيمُ التي غرسَها فينا والدنا زايد، القائدُ الحكيمُ والمؤسِّسُ الملهم، بالتطلُّعِ نحو القممِ، والطموحِ، والحلمِ بالمستحيل، والتفاني في خدمةِ الوطن، ورفعِ رايته عاليةً شامخةً بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ في أفضلِ المجالات. كذلك علَّمتها كيف نكون مصدرَ فخرٍ، وكيف نحافظُ على مكتسباتنا، بل ونزيدُ عليها من خلال إنجازاتنا. لقد حرصتُ على ترسيخِ أهميَّةِ التميُّز في نفسها في كلِّ عملٍ ومجالٍ تدخله بالإرادةِ القويَّةِ، والتصميمِ، والتخطيطِ الواعي، والعملِ الجاد، وهذا يتطلَّبُ بلا شكٍّ القوَّةَ، والتركيزَ في سبيلِ الوصولِ إلى الهدف، وأن تكون مصدرَ خيرٍ وإلهامٍ للآخرين. كلّما زادت إنجازاتُها، ازدادَ تواضعها، كما أوصيتها، والأهمُّ من كلِّ ذلك عدمُ نسيانِ جذورها، والاعتزازُ بهويَّتها الوطنيَّة، وانتمائها للإماراتِ الغالية، والولاءُ لقيادتنا الحكيمةِ التي تفانت في دعمِ الشعبِ كبيره وصغيره في كلِّ الميادين والمجالات. كيف كان ردُّ فعلكِ عندما أبدت فاطمة رغبتَها في تسلُّقِ الجبال؟ أذكر تماماً بعد عودةِ فاطمة من رحلتها المدرسيَّةِ للمشي في الطبيعةِ بنيبال، فبراير 2024، أننا كنا نتمشَّى على شاطئ البحر قبل الغروبِ كما اعتدنا دائماً. هذا الوقتُ، هو المفضَّلُ لي للمشي مع ابنتي حيث نتحدَّثُ مثل صديقتَين عن يومها، ومدرستها، وما ترغبُ في فعله، وما يُقلقها، وأحلامها وطموحاتها. حينها، أخبرتني كيف وجدت نفسها في المشي بالطبيعةِ والتسلُّق، وأنها تودُّ أن تجعلَ منه هوايةً وطموحاً، وأن تصعدَ القممَ السبع. استمعتُ لها بكلِّ اهتمامٍ وفرحٍ بهذا الطموح، لكنْ بقلقٍ أيضاً من صعوبةِ التحدِّي الذي تنوي خوضه. في البدايةِ، ظننتُ أن ذلك من تأثيرِ الحماسِ الذي شعرت به خلال رحلتها، وأن هذا الحلمَ قد يتلاشى مع الوقت، لكنَّني وجدتُ أنها قد وضعت خطَّةً، وجدولاً كاملاً لتسلُّقِ القممِ السبع لتحقيقِ حلمها في سنٍّ صغيرةٍ، وأن تصبحَ أصغرَ إماراتيَّةٍ تصلُ إلى هذه القمم. أعجبتني روحُ التحدِّي الكبيرةُ لدى طفلتي الصغيرة، ونظرةُ التصميمِ القويَّةُ في عينَيها، وقد كانت بلا شكٍّ أكبر من عمرها بكثيرٍ. لقد ذكَّرتني بطموحاتي حين كنت في سنِّها، وكيف أن والدي، رحمه الله، ووالدتي، أطال الله في عمرها، شجَّعاني، ودعماني في كلِّ خطوةٍ من خطواتي، وكانا دائماً فخورَين بإنجازاتي. وجدتُ نفسي أوافقُ على خوضها هذا التحدِّي، وبدأتُ بالتخطيطِ معها لتحقيقه بشرطِ أن تحافظَ على تفوُّقها الأكاديمي، خاصَّةً أنها كانت في المرحلةِ النهائيَّةِ من دراستها للثانويَّةِ البريطانيَّة التي تتطلَّبُ جهداً وتركيزاً كبيرَين للحفاظِ على التفوُّقِ الدراسي. كان ذلك انطلاقاً من إيماني بأن من واجبنا بوصفنا آباءً وأمهاتٍ دعمُ طموحاتِ أبنائنا، وتحفيزهم على تحقيقها، ومرافقتهم في رحلةِ التحدِّي للوصولِ إلى الإنجازِ الحقيقي، وهو بناءُ شخصيَّاتهم، وصقلها، واكتشافُ مواهبهم ونقاطِ قوَّتهم، ليكونوا فعلاً عمادَ الوطنِ، وذخرَه، ومصدرَ فخره. هل كانت هناك هواجسُ، أقلقتكِ بشأنِ هذا الحلم؟ لم أخف من فشلها في الوصولِ إلى القمَّةِ على الرغمِ من أن ذلك كان احتمالاً قائماً نظراً لصعوبةِ التحدِّي وتقلُّباتِ الطقس أحياناً، ثم إنني كنت أعلمُ أن الفشلَ أثناء المحاولةِ، هو في حدِّ ذاته نجاحٌ، لكنْ، مثل أي أمٍّ، كنت قلقةً جداً من خطورةِ الرحلةِ، والصعودِ إلى الجبل. كنت أعلمُ أن هناك مجازفةً كبيرةً في مثل هذا النوعِ من التحدِّيات مع الطبيعة، وأنه قد تنجمُ عنها حوادثُ، تسبِّبُ الوفاةَ، أو إصاباتٍ خطيرةً، لا سيما أن بنيةَ جسمِ فاطمة صغيرةٌ، ولم تحصل على التدريبِ الكافي لمثلِ هذه المغامرةِ الشاقَّة، ووسطَ تضاريسَ جبليَّةٍ وعرةٍ، وطقسٍ قاسٍ، وبردٍ قارصٍ، وثلوجٍ، ونقصٍ في الأوكسجين. كنت أعرفُ أن هناك رجالاً أقوياء بدنياً، ينهارون من التعبِ في مثل هذه الظروف، ولا يستطيعون إكمالَ الرحلة. حرصتُ كلَّ الحرصِ على اتِّخاذِ كافةِ الاستعدادات بدءاً من اختيارِ شركةِ تنظيمِ رحلاتٍ مؤهَّلةٍ وذات خبرةٍ في تسلُّقِ الجبال، وتوفُّرِ المعداتِ والتجهيزاتِ اللازمة، إضافةً إلى وجودِ مُرافقةٍ مؤهَّلةٍ معها، ومن منبركم الإعلامي، أوجِّه لها كلَّ الشكرِ والامتنان حيث رافقتها خلال الرحلةِ للاطمئنانِ على سلامتها، ولم تتركها وحدها بين مجموعةٍ من الغرباء، وفي ظلِّ احتماليَّةِ انقطاعِ الإرسالِ فتراتٍ طويلةً في الجبال، ما يجعلُ التواصلَ معها مستحيلاً. كنت أُكثِر من قراءةِ القرآن والدعاءِ لها بأن يحفظها الله، ويمنحها القوَّةَ والشجاعة، لتُكملَ مهمتها. سبحان الله، كنت أشعرُ بإلهامٍ إلهي، يمنحني الصبر، ويزرعُ في قلبي الطمأنينة، وأعلمُ في قرارةِ نفسي أن فاطمة قادرةٌ على تحقيقِ هذا الحلم، لأنني أعرفُ قوَّةَ إرادتها وتصميمها على بلوغِ طموحها.. القمَّة. ما الظروفُ والتحدِّياتُ التي كانت تمرُّ بها فاطمة في تلك المرحلة؟ الأعوامُ الخمسةُ الماضية، كانت صعبةً جداً علينا بوصفنا عائلةً، ومؤلمةً، وحزينةً، إذ تعرَّض والدُ فاطمة لحادثِ سقوطٍ، أدخله في غيبوبةٍ طويلةٍ، وبقي خلالها في العنايةِ المركَّزة، وكنت إلى جانبه دائماً إلى أن توفَّاه الله نوفمبر 2024. فاطمة، كانت في الـ 12 من عمرها عند دخوله المستشفى، وكان والدها أقربَ شخصٍ لها. كان صديقها ومعلِّمها، وكانت هي قُرَّةَ عينه، وحبيبةَ قلبه المدلَّلة. فقدانها له بتلك الطريقةِ المؤلمة، كان كفيلاً بأن يُحطِّم نفسيَّةَ أي طفلٍ، ويدفعه إلى الاكتئابِ، والاستسلام، وانعدامِ الرغبةِ في تحقيقِ أي شيءٍ، لكنْ من مرارةِ الألم، وفاجعةِ الحزن، تفجَّرت لدى فاطمة إرادةٌ جبَّارةٌ لتكون متميِّزةً، ومصدرَ فخرٍ لوالدها ولي. كانت تعرفُ تماماً ما تريد، وكيف تصلُ إليه. لم تكتفِ بالتفوُّقِ الدراسي الذي أهَّلها للحصولِ على منحةِ العلومِ المتميِّزة في مدرستها، أو كونها من القلائل الذين فازوا بمنحةٍ للانضمامِ إلى برنامجِ محمد بن زايد للقيادةِ في جامعة نيويورك – أبو ظبي، بل كان لديها أيضاً شغفٌ كبيرٌ، وطموحٌ عظيمٌ، يتمثَّلُ في تحقيقِ إنجازٍ غير مسبوقٍ، تُهديه لصاحبِ السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيسِ دولةِ الإمارات، ولأمِّ الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ولوالدها الراحلِ عبدالرحمن بن عبد العزيز العوضي، رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته، الذي أعلمُ كم أثَّرت تربيته لها في صقلِ شخصيَّتها ونجاحها، كما كان دائماً الداعمَ الأوَّلَ لي، وشريكي في كلِّ نجاحٍ. كنت أتمنَّى من كلِّ قلبي أن يكون معنا اليوم لأرى نظرةَ الفخرِ في عينَيه، لكنَّني أشعرُ بأن روحه معنا دائماً، ويشاركنا الفخرَ والسعادةَ بكلِّ إنجازٍ. وفوق هذا التحدِّي، كانت فاطمة في المرحلةِ النهائيَّةِ من دراستها لـ A Level ضمن النظامِ البريطاني، المعروفِ بصعوبته، إذ يتطلَّبُ جهداً كبيراً، وتركيزاً عالياً، ولم يكن لديها الوقتُ الكافي للتدريبِ، أو التأهيلِ الكاملِ لخوضِ هذه المغامرةِ الصعبة. تُمثِّلين نموذجاً بارزاً بين الرائداتِ الإماراتيَّاتِ في عالمِ السياسة، كيف أسهم ذلك في نشأةِ فاطمة؟ أعتقدُ أن الطموحَ، وحبَّ التميُّز، والتفاني في العطاءِ جزءٌ لا يتجزَّأ من «الحمضِ النووي» للمرأةِ الإماراتيَّة. كما تشرَّبتُ هذه القيم من والدتي، حفظها الله، تشرَّبتها فاطمة مني. كنت أخوضُ أوَّلَ انتخاباتٍ لي وأنا حاملٌ بها، ورفضتُ الاستسلامَ على الرغمِ مما كنت أعانيه من إرهاقٍ جسدي. رحلتي في عالمِ السياسة، بدأت بإحساسٍ عميقٍ بالواجبِ الوطني، ثم تطوَّرت إلى سعي للفوزِ والمشاركةِ في صنعِ القرار، لنكون صوتاً صادقاً لشعبنا، وعضواً فاعلاً في مجتمعنا. كنت حريصةً دائماً على أن نكون عند حُسن الظنِّ، وأن نفوزَ في كلِّ رهانٍ يُعقَد علينا، وأن نُحقِّق ما هو أفضل مما يُتوقَّع منا، وأن نحافظَ على صورةِ المرأةِ الإماراتيَّةِ وسمعةِ الإمارات، وأن نُشرِّف وطننا الغالي في كلِّ المحافلِ الدولية. كلُّ تلك المبادئ، حرصتُ على أن تكون أهمَّ دروسِ الحياة التي تتعلَّمها فاطمة في مراحلِ نشأتها. كنت آخذُ فاطمة معي أحياناً في بعض المهمَّاتِ الوطنيَّةِ خارج الدولة، وكانت تراقبُ، وتتعلَّمُ القيادةَ، وروحَ الفريقِ الواحد. كانت تراني أترأس وفودَ الدولة، وغالبيتهم من الرجال، وتشاهدُ الثقافاتِ المختلفة، وكيف ينظرُ الآخرون إلينا، وكيف نكون نحن رمزاً للتسامحِ، ومنارةَ خيرٍ وعطاءٍ، وقدوةً حقيقيَّةً بفضل أفعالنا لا بأقوالنا فقط. كذلك كنت أحرصُ من خلال وجودها معي على إيصالِ رسالةٍ صادقةٍ للجميع بأن المرأةَ الإماراتيَّةَ مهما بلغت مناصبُها، تبقى أسرتُها وأبناؤها مسؤوليَّتها الأولى والأهم، لأننا بهم نُربِّي أجيالاً، ونبني وطناً. ما شعوركِ اليوم وأنتِ ترين فاطمة على غلافِ مجلَّةِ «سيدتي» العريقةِ بعد إنجازها الكبيرِ في عمر 17 عاماً؟ هو شعورٌ لا يُوصَف بالشكرِ والحمدِ لله أولاً، ثم بالفخرِ والسعادةِ الغامرةِ بإنجازِ ابنتي، والامتنانِ والتقديرِ الكبيرِ لـ «سيدتي»، هذه المجلَّةُ العريقةُ ذات السمعةِ الرفيعةِ على المستويين العربي والعالمي لدعمها اللامحدودِ للمجتمع، والمرأةِ والشباب، وحرصها على تمكينهم وتقديرهم، وتسليطِ الضوءِ على إنجازاتهم، ليكونوا قدوةً، وعواملَ تغييرٍ إيجابي، ومصدرَ تحفيزٍ للآخرين. لـ «سيدتي» مكانةٌ خاصَّةٌ جداً في قلبي. أتذكَّرُ وكأنَّه البارحة قبل 18 عاماً عندما كانت المجلَّةُ شريكةَ إنجازي حين أجرت مقابلةً معي بوصفي أوَّلَ امرأةٍ إماراتيَّةٍ تفوزُ بمقعدٍ في المجلسِ الوطني الاتحادي عبر الانتخاباتِ عامَ 2006، وكنت حينها حاملاً بفاطمة في شهوري الأولى. واليوم، بعد كلِّ تلك الأعوام، تحظى ابنتي بشرفِ أن تكون «شخصيَّةَ غلافِ سيدتي» عقب إنجازها التاريخي في عمر 17 عاماً. أتوجَّه بجزيلِ الشكر وبالغِ الامتنان لأسرةِ المجلَّة، وعلى رأسهم الأختُ العزيزةُ والقديرةُ لمى الشثري، رئيسةُ التحرير، على اهتمامهم وتقديرهم الكبير، وحرصهم على أن تكون فاطمة شخصيَّةَ الغلاف في يومِ المرأةِ الإماراتيَّة، والاحتفاءِ بإنجازها في هذه المناسبةِ الغاليةِ على قلوبنا. كذلك أشكرهم على إرسالِ فريقٍ إعلامي متميِّزٍ إلى بودروم في تركيا لإجراءِ المقابلةِ وجلسةِ التصوير، ما جعلَ منها ذكرى جميلةً، وتجربةً فريدةً، لا تُنسى لي ولابنتي الغاليةِ فاطمة. ويُشرِّفني في يومِ المرأةِ الإماراتيَّة، أن أرفعَ باسمي واسمِ جميع بناتِ الإمارات أسمى آياتِ التهاني لأمِّنا الحبيبة «أمِّ الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مصدرِ إلهامنا وفخرنا واعتزازنا جميعاً. أيضاً، أوجِّه التحيَّةَ إلى روحِ والدنا المؤسِّس الشيخ زايد، رحمه الله، وإلى أخي الغالي رئيسِ دولةِ الإمارات صاحبِ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الداعمِ الأوَّلِ للمرأةِ الإماراتيَّة. نُهديهم، نحن بناتَ زايد، بكلِّ فخرٍ كلَّ إنجازٍ نُحقِّقه، ونُسلِّم الرايةَ من جيلٍ إلى جيلٍ خفَّاقةً بكلِّ شموخٍ في سماءِ الإنجازات، ونُهنِّئ كلَّ امرأةٍ إماراتيَّةٍ، ونشكرُ كلَّ رجلٍ على دعمه الصادقِ للمرأة.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
مشعل آل نظيف يحتفل بزواجه
احتفل الشاب مشعل بن حمزة آل نظيف، بزواجه في أحد قصور الأفراح بمكة المكرمة، بحضور عدد من الأهل والأصدقاء وزملاء العمل الذين تمنوا له حياة زوجية سعيدة. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«خلافات» عمرو دياب وتامر حسني تعود للواجهة
عادت الخلافات القديمة بين النجمين المصريين تامر حسني وعمرو دياب إلى الواجهة مجدداً، بعدما خيم الهدوء عليها لسنوات، وذلك إثر منشور عتاب وجّهه تامر حسني إلى «الهضبة» عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»، مساء الجمعة، على خلفية ما وصفه بمحاولة التقليل من شأن ألبومه الجديد «لينا معاد». وبدأت الواقعة بعدما أعاد تامر حسني نشر عدة صور كان قد شاركها عمرو دياب على حساباته الرسمية، يظهر فيها تفوّق ألبومه الجديد «ابتدينا» على بقية الإصدارات الغنائية المعاصرة، من بينها ألبوم تامر. وعلّق تامر قائلاً: «مش غريبة شوية لما الفنان الكبير اللي بحبه وبقدره، ينزل صورتي عنده في الستوري بكذا طريقة إن أنا رقم 4؟! وهو عارف إن ألبومي مش رقم 4، بدليل تريند اليوتيوب اللي احتلّه ألبومي بالكامل، وكنت رقم 1 من أول يوم في الأسبوع الأول لنزوله. ناس كتير جمعتلي النتائج دي، بس منزلتهاش... هو ترتيب وبيتغير، ولينا ولزملائنا المطربين كل التقدير». تامر حسني وألبومه الجديد (إنستغرام) وأضاف تامر في منشوره: «ألبوم (لينا معاد) تعبت فيه، والناس تتكلم عنه بكل خير، وده الأهم. وحين كنت رقم 1 في أول أسبوع، كما هو واضح في الفيديو الذي اضطررت أن أنشره، أغنياتي كانت أعلى (في الترتيب)، وهو كان تحت. احتراماً له ولمحبيه، لم أنشر صورته، ولا نشرت أخباراً عن تصدري عليه. كنت أحتفل مع جمهوري من غير ما ألمّح لأي فنان، لأن هذا احترام للمجهود»، وعبّر تامر عن تعجبه مما فعله عمرو دياب مؤكداً أن عمرو «أكبر من ذلك ولا يحتاج إلى إثبات شيء»، وأنهى تامر تدوينته بالمباركة لدياب على ألبومه الجديد. وعلى أثر هذا المنشور، اشتعلت من جديد المواجهات الكلامية بين جماهير الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستعيدين سلسلة من الخلافات السابقة التي بدأت منذ بروز تامر حسني في الساحة الغنائية عام 2003. أبرز تلك الخلافات تفجّر في عام 2006، عقب حبس تامر في قضية تزوير مستندات الخدمة العسكرية. حينها، اتهم عدد من معجبيه عمرو دياب بالتورط في الأزمة، قبل أن ينفي تامر ذلك لاحقاً. وجاء رد عمرو دياب في أحد مؤتمراته الصحافية، حين أشاد بعدد من النجوم الشباب، بينهم تامر حسني ومحمد حماقي. وفي العام نفسه، احتدم الجدل بين الجمهورين بعدما أطلقت إذاعة «نجوم إف إم» استفتاءً حول أفضل أغنية في القرن الحادي والعشرين، بين «عيونه دار» لتامر و«قصاد عيني» لعمرو، ما أجّج مشاعر التنافس بين الطرفين. تزامن النجمان أكثر من مرة في طرح ألبوماتهما الغنائية، ما أضفى طابع التنافس المباشر بينهما. البداية كانت عام 2007، حين أصدر تامر ألبوم «يا بنت الإيه» عقب خروجه من السجن، فرد عليه عمرو دياب بعد شهرين بألبوم «الليلادي». عمرو دياب وألبومه الجديد (إنستغرام) ثم تكرر الأمر في عام 2011، بطرح عمرو ألبوم «بناديك تعالى»، وتامر ألبوم «اللي جاي أحلى». وفي 2014، طرح دياب «شفت الأيام»، وتلاه تامر بـ«180 درجة». أما هذا العام، فتقابل النجمان مجدداً في الساحة الغنائية، حيث طرح عمرو دياب ألبوم «ابتدينا»، فيما أطلق تامر حسني ألبومه «لينا معاد». رغم تلك التوترات، شهدت العلاقة بين النجمين لحظات تقارب، كان أبرزها ظهورهما معاً في حفل زفاف مصمم الألعاب النارية أحمد عصام في فبراير (شباط) عام 2023، حين غنيا معاً «يا أنا يا لأ»، وتعانقا أمام الحضور. كما صرّح تامر في إحدى المقابلات المتلفزة، أخيراً، «أستاذ عمرو دياب فنان كبير، ويشرفني أن أقدّم معه دويتو غنائياً». من جانبه، علّق الناقد الفني محمود عبد الحكيم على الواقعة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «ما فعله تامر حسني لم يكن موفقاً، فهو أعاد إلى السطح خلافاً قديماً ليس له أساس واقعي حالياً»، مضيفاً أن «عمرو دياب لم يكن يقصد الإساءة أو التقليل من أحد، فترتيب الأغاني على أنغامي يضعه في المركز الأول، وتامر في المركز الثامن، وليس الرابع». وتابع عبد الحكيم: «تامر نجم كبير وله جمهور عريض، وهذه الترتيبات لا تعني الكثير اليوم، لأن النجاح الحقيقي يُقاس بما يحدث في الشارع. لماذا لم يعترض فنانون آخرون كأحمد سعد، أو رامي صبري، أو رامي جمال، أو محمود العسيلي على الترتيب نفسه؟ لو أراد تامر الاعتراض، فالأجدر به توجيه اللوم إلى المنصات مثل أنغامي وسبوتيفاي ويوتيوب وبيلبورد، وليس لزميله الفنان».