logo
هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟

هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟

يورو نيوز٢٦-٠٦-٢٠٢٥
بعد اندلاع المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت 12 يومًا، كانت الضربات متبادلة على نحو غير مسبوق. بدأت إسرائيل الحملة الجوية بادعاء تحييد البرنامج النووي الإيراني، لكن استهدافها لقيادات بارزة وعلماء نوويين أوحى بأهداف أعمق، ربما تصل إلى حد تغيير النظام، وهو ما أفصح عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنيا بدعوة الشعب الإيراني للثورة على النظام، وتلويحه بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
التصعيد بلغ ذروته مع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، فشنت فجر 22 حزيران/ يونيو ضربات قوية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية. إيران ردّت بهجوم على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ثم انتهى التصعيد بإعلان وقف إطلاق النار. رغم الخسائر، اعتبرت طهران أنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد، لكن اللافت أن هذه المواجهة كشفت طبيعة تحالفاتها، خصوصًا مع موسكو.
روسيا: شريك صامت في لحظة مفصلية؟
رغم الشراكة الإستراتيجية بين روسيا وإيران، اكتفت موسكو بإدانة شكلية للهجمات الإسرائيلية، من دون تقديم دعم فعلي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده للوساطة، دون أن يلوّح بأي تدخل. الكرملين حذّر من محاولة اغتيال خامنئي واعتبرها "غير مقبولة"، لكنه لم يوضح كيف سيرد في حال حدوث ذلك.
حتى تهديد ديمتري ميدفيديف بأن دولاً ثالثة قد تزود طهران بأسلحة نووية بدا بلا تأثير أو تبنٍ رسمي. ووفق قناة "دويتش فيله"، فإن روسيا لم تكن تنوي أصلاً دعم إيران عسكريًا رغم تحالفهاما العميق.
المواقف الروسية الباردة ليست جديدة. خلال الحرب السورية، سمحت موسكو لإسرائيل بضرب الميليشيات الإيرانية دون تفعيل دفاعاتها الجوية. كذلك، رغم إعلان صفقات لبيع طائرات "سوخوي 35" و"مي-28" لطهران، لم تحصل إيران فعليًا إلا على طائرات تدريب.
وعندما دُمرت أنظمة دفاع جوي إيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، لم تبادر روسيا لتعويضها، ورفض بوتين لاحقًا الإقرار بطلبات دعم جديدة من طهران.
في هذا السياق، تشير صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إيران طلبت رسميًا من روسيا تزويدها بأنظمة دفاع ومساعدة في ترميم شبكة الطاقة النووية، دون أي تجاوب يُذكر حتى الآن.
منطق الحسابات الروسية: أين المصلحة؟
رغم معاهدة الشراكة التي وقعها الطرفان مطلع العام، فإنها لا تتضمن التزامات عسكرية مباشرة. ويبدو أن روسيا وجدت في الحرب فرصة لصرف أنظار الغرب عن أوكرانيا.
فقد استغلت انشغال واشنطن وأوروبا، وشنّت هجومًا واسعًا على كييف أسفر عن عشرات القتلى. بحسب "دويتش فيله"، فإن موسكو ترى في هذه الحرب خدمة مجانية لمصالحها في صراعها الأساسي شرق أوروبا.
علاوة على ذلك، فإن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 15% نتيجة الأزمة شكّل مكسبًا قصير الأمد لروسيا، التي تسعى إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية الناجمة عن حربها الطويلة في أوكرانيا.
ووفق تحليل نشرته "ذي أتلانتيك"، فإن موسكو لا تتحمس لفكرة امتلاك إيران لسلاح نووي. إيران بالنسبة لها شريك طموح، وليس تابعًا، وهي تدرك أن تجاوز طهران للعتبة النووية سيجعلها منافسًا إقليميًا لا يمكن تطويعه. كما أن موسكو تحرص على موازنة علاقاتها مع إسرائيل والخليج، ما يجعلها حذرة من دعم عسكري مباشر لطهران قد يستفز هذه الأطراف.
في الوقت نفسه، تراجعت حاجة روسيا إلى طائرات إيران المسيّرة التي اعتمدت عليها في البداية بحربها ضد أوكرانيا، إذ باتت تصنع نماذجها المحلية وتستورد المكونات من مصادر أخرى.
التوازن الصعب
المفارقة أن روسيا تدخلت بقوة لإنقاذ الأسد في سوريا، لكنها لم تُبدِ الرغبة ذاتها تجاه إيران. بوتين عرض اللجوء للأسد بعد سقوطه ولم يتحرك عسكريًا. وسبق أن امتنعت موسكو عن دعم أرمينيا – رغم اتفاق دفاع مشترك – حين تعرضت لهجوم أذري عام 2023، ما دفع يريفان للانفتاح على الغرب.
موسكو ببساطة لا ترى في أي من هذه الساحات اليوم ما يستحق المغامرة. بالنسبة لبوتين، فإن خسارة حليف أقل كلفة من خوض حرب جديدة غير مضمونة، قد تُظهر روسيا بمظهر الضعف بدل أن تعزز نفوذها.
يتّضح أن السياسة الروسية إزاء إيران تقوم على مزيج من البراغماتية والحذر. موسكو لا ترغب بانهيار النظام الإيراني، لكنها لا ترى مصلحة في المغامرة لحمايته، خصوصًا أنه لا يتصرف على أنه تابع بل شريك ندي. في المقابل، فإن توازنات روسيا مع الخليج وإسرائيل وأولوية معركتها في أوكرانيا تجعل دعمها لطهران محدودًا، سياسيًا وعسكريًا.
في نهاية المطاف، لم تكن الحرب اختبارًا للقوة الإيرانية فحسب، بل كانت أيضًا لحظة كاشفة لحدود التضامن الروسي، وأسئلة جوهرية عن قيمة التحالفات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يصعد لهجته تجاه موسكو وينذر بوتين بضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 12 يوما
ترامب يصعد لهجته تجاه موسكو وينذر بوتين بضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 12 يوما

فرانس 24

timeمنذ 14 ساعات

  • فرانس 24

ترامب يصعد لهجته تجاه موسكو وينذر بوتين بضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 12 يوما

صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين من لهجته تجاه موسكو في ظل جمود مباحثات إنهاء الحرب في أوكرانيا، معلناً أنه "سيُخفض مهلة الخمسين يوماً" التي منحها للرئيس الروسي بوتين إلى عشرة أو اثني عشر يوماً فحسب، مع تحذيره بإمكانية فرض عقوبات ثانوية على الدول المتعاملة تجارياً مع روسيا وبالأخص قطاعي النفط والغاز. وأكد ترامب خلال لقائه الإثنين مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع غولف يملكه في إسكتلندا، أنه يرى إمكانية واقعية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت يبقى فيه ملف القطاع تحت ضغط إنساني متصاعد. تصعيد ضغوط واشنطن على موسكو وتلميح بعقوبات ثانوية قال الرئيس الأمريكي إنه "يشعر بخيبة أمل شديدة من بوتين" في ضوء عدم إحراز تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أنه سيعيد النظر في المهلة الأصلية التي منحها لنظيره الروسي وسيقلصها إلى "10 أو 12 يوماً" فقط، مشدداً أنه "لا داعي للانتظار أكثر". ولفت ترامب إلى أنه يدرس فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري المنتجات الروسية من نفط وغاز بهدف تقليص عائدات موسكو. وقد سارعت كييف للترحيب بهذا التصعيد واعتبرته رسالة قوية وحازمة. ملف غزة والدولة الفلسطينية على صعيد آخر، شدد ترامب خلال لقائه ستارمر ـ في اليوم الثالث لزيارة الرئيس الأمريكي لإسكتلندا، على ضرورة إنهاء "المعاناة التي لا توصف" في غزة، وحث على استئناف المحادثات المتعثرة بين إسرائيل وحماس مع تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي تعليقه على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي ينفي فيه وقوع مجاعة في غزة، قال ترامب: "بناء على ما شاهدته على التلفزيون... أقول لا تحديداً، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جداً". وأكد ترامب أن الولايات المتحدة سترسل مزيداً من المساعدات لغزة، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، وكرر اتهاماته لحركة حماس باعتراض المساعدات وبيع الأغذية الموجهة للقطاع. مستجدات الملف التجاري البريطاني الأمريكي اللقاء بين ستارمر وترامب ـ الذي جاء بعد إبرام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً لتفادي حرب تجارية ـ ناقش أيضاً مسألة تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة البريطانية الأمريكية، الموقعة في أيار/مايو الماضي، والتي لا تزال قضايا عدة فيها عالقة، منها الرسوم على الصلب والألمنيوم. وتطرقت المحادثات لمسألة خفض الرسوم الجمركية، وأكد الجانبان أن الاتفاق "رائع" للطرفين، إلا أن لندن شددت أن "المهمة لم تنجز بعد" بخصوص التفاصيل التقنية والعوائق المتبقية. ضغوط أوروبية وداخلية للاعتراف بدولة فلسطين في سياق الضغوط الدولية على الملف الفلسطيني، طالبت بريطانيا وشركاؤها الأوروبيون بوضع خطة قوية لتحويل وقف إطلاق النار في غزة إلى "سلام دائم"، فيما تتزايد الضغوط الداخلية على ستارمر للاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية اقتداء بالموقف الفرنسي، مع تصاعد الدعوات البرلمانية داخل بريطانيا وإعلان حزب العمال دعم هذا التوجه كموقف مبدئي. السياق العام وملفات متشابكة تأتي هذه التحركات في ظل انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات وقف النار مع حماس واتهام كل طرف الآخر بعرقلة جهود التهدئة، واستمرار تدفق المساعدات الغذائية إلى غزة ضمن "هدنة تكتيكية" إسرائيلية، لكنها لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات وفق تقديرات الوكالات الإغاثية. وينتقل ترامب وستارمر الثلاثاء إلى أبردين حيث يفتتح الرئيس الأمريكي ملعباً جديداً للغولف، في ختام زيارة جمعت بين الدبلوماسية والاستثمارات الشخصية.

بين التجويع والإنكار: إسرائيل تصعّد تهديداتها وتنفي حدوث مجاعة في غزة
بين التجويع والإنكار: إسرائيل تصعّد تهديداتها وتنفي حدوث مجاعة في غزة

يورو نيوز

timeمنذ 17 ساعات

  • يورو نيوز

بين التجويع والإنكار: إسرائيل تصعّد تهديداتها وتنفي حدوث مجاعة في غزة

بينما يلفّ شبح الجوع قطاع غزة ويخنق سكانه في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفي الواقع بالكامل، واصفًا الحديث عن وجود مجاعة في القطاع بـأنها "كذبة وقحة" وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد في القدس، رفض نتنياهو بشدة الاتهامات التي توجه لإسرائيل حول فرض سياسة تجويع على سكان غزة، واصفًا الحديث عن وجود مجاعة في القطاع بأنها "كذبة وقحة". وقال نتنياهو: "يتم تصوير إسرائيل وكأنها تطبق سياسة تجويع على غزة. هذا افتراء وقح. لا توجد سياسة تجويع، ولا مجاعة في غزة." وأكد أن إسرائيل فتحت ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات، قائلاً: "لقد سمحنا بدخول المساعدات الإنسانية طوال مدة الحرب، وإلا لما بقي أي شخص حي في غزة." ولم يتوقف نتنياهو عند ذلك، حيث حمّل حماس مسؤولية سرقة هذه المساعدات الإنسانية، متهمًا الحركة بتضليل العالم قائلا: "المنع الحقيقي هو من جانب حماس، التي تسرق المساعدات وتستخدمها كذريعة لتوجيه الاتهامات لإسرائيل. على الأمم المتحدة التوقف عن الكذب، وعدم إيجاد الأعذار، والقيام بواجبها في إيصال المساعدات." وكان نتنياهو قد أعلن عن فتح ممرات إنسانية جديدة، موجهًا رسالة صريحة للأمم المتحدة قائلاً: "لم يعد لديكم أعذار. توقفوا عن الكذب، وابدأوا بالعمل الحقيقي. إسرائيل ملتزمة بأهداف حربها، وسنواصل حتى تحرير الرهائن وتدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس." تهديدات من "بوابات الجحيم" في مشهد موازٍ من التصعيد، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده ستشدد ضرباتها إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن المحتجزين. وقال كاتس: "إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن، ستُفتح أبواب الجحيم في غزة. نحن نستخدم قوة كبيرة الآن، ولكننا سنفعل أكثر. سنهاجم كل ما يتعلق بحماس حتى يتم تحرير الرهائن." تماهٍ أمريكي مع النفي الإسرائيلي في تصريحات أدلى بها الأحد خلال لقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أسكتلندا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لا أعلم ما الذي سيحدث في غزة، وعلى إسرائيل أن تتخذ قرارها." وأشار إلى أن حماس يجب أن تعيد المحتجزين، وأن بلاده قدمت 60 مليون دولار كمساعدات غذائية لغزة، وأضاف: "لا أعتقد أن هناك مجاعة هناك، ربما هناك سوء تغذية، وحماس تسرق المساعدات." تصريحات ترامب تتماهى مع الخطاب الإسرائيلي، في وقت تؤكد تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن أجزاءً من غزة باتت تعاني فعلاً من المجاعة. المنظمات الإنسانية تُحمّل إسرائيل المسؤولية على الرغم من هذه الإنكار والتصريحات السياسية، تؤكد تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أن قطاع غزة يواجه أزمة غذائية طاحنة. وتشير التقارير الأممية إلى أن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يواجه عراقيل متكررة، مع رفض إسرائيل لأغلب طلبات الدخول أو تأخيرها عند نقاط التفتيش. وفيما تستمر السلطات الإسرائيلية في التأكيد على توفير "ممرات آمنة"، تؤكد منظمات الإغاثة أن الواقع مختلف تمامًا، مع استمرار الحصار والقيود على إيصال المساعدات إلى المحتاجين. وتُحمل منظمات حقوقية وإنسانية الدولة العبرية المسؤولية المباشرة عن الوضع، مُعتبرةً ما يحدث "مجاعة من صنع الإنسان" نتيجة لـ "الحصار المتعمد'' و"استهداف المدنيين كوسيلة ضغط عسكري". وتؤكد المنظمات أن استمرار الحصار وعرقلة دخول المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب تخيل حجمها، داعية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإنهاء معاناة السكان. وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو من غزة مشاهد مأساوية، حيث يُسقط الأطفال والنساء وكبار السن في الشوارع نتيجة الجوع الشديد، ويُعاني السكان من انعدام شبه كامل للغذاء وحرمان من الدواء والعلاج في ظل تدهور كامل في البنى الصحية.

هجوم مسيّرات أوكرانية يغلق مطار سان بطرسبرغ ويعكر احتفالات يوم البحرية الروسي
هجوم مسيّرات أوكرانية يغلق مطار سان بطرسبرغ ويعكر احتفالات يوم البحرية الروسي

فرانس 24

timeمنذ 2 أيام

  • فرانس 24

هجوم مسيّرات أوكرانية يغلق مطار سان بطرسبرغ ويعكر احتفالات يوم البحرية الروسي

قالت السلطات الروسية إن طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت، الأحد، مدينة سان بطرسبرغ، ما أدى لإغلاق مطار بولكوفو لساعات خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمدينة لمتابعة احتفالات يوم البحرية. وجرى إلغاء العرض البحري السنوي في المدينة بسبب المخاوف الأمنية في ظل تصاعد الهجمات الأوكرانية، فيما شهدت المدينة تعزيزات عسكرية واستنفاراً واسعاً للدفاعات الجوية. تفاصيل الهجوم وتأثيراته على الاحتفالات وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 291 طائرة مسيّرة أوكرانية اليوم الأحد، وهو عدد كبير لكنه أقل من الهجوم القياسي الذي سبق عرض النصر في أيار الماضي. أشار حاكم منطقة لينينجراد إلى أن أكثر من عشر طائرات مسيرة أُسقطت فوق المنطقة، وسقط حطام أدى لإصابة امرأة بجروح. وجرى صد الهجوم بالكامل عند الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش، بحسب إفادة رسمية. الهجمات تسببت في إغلاق مطار بولكوفو الرئيسي في سان بطرسبرغ لمدة خمس ساعات، حيث تأخرت 57 رحلة جوية وتم تحويل مسار 22 رحلة أخرى إلى مطارات بديلة قبل أن تعود العمليات إلى طبيعتها في وقت لاحق. وأوضح مدون روسي يرافق المتحدث باسم الكرملين في جولة مع صحفيين رسميين أن رحلتهم من موسكو تأخرت ساعتين بسبب الهجوم. إلغاء العرض البحري وحضوره السياسي تعد سان بطرسبرغ محورا للاحتفالات السنوية بيوم البحرية الروسية، حيث كان من المعتاد تنظيم عرض بحري ضخم ينقله التلفزيون الوطني وتشارك فيه السفن الحربية في نهر نيفا بحضور بوتين شخصيا. وقد أُلغي العرض هذا العام لأسباب أمنية، للمرة الأولى منذ اعتماده كفعالية كبرى في المدينة. وذكر متحدث باسم الكرملين أن تقارير العام الماضي أشارت لاشتباه روسيا في خطة أوكرانية لمهاجمة العرض البحري. ورغم الإلغاء، وصل بوتين إلى مقر البحرية بسان بطرسبرغ على متن زورق سريع لمتابعة تدريبات عسكرية شارك فيها أكثر من 150 سفينة و15 ألف عسكري في مناطق مختلفة من المحيط الهادئ، والقطب الشمالي، وبحر البلطيق، وقزوين. وقال بوتين في كلمته: "نحتفل اليوم بهذه المناسبة في أجواء واقعية، نحن نتفقد الاستعداد القتالي للأسطول". سياق أمني عام وتصاعد الاستهداف تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد غير مسبوق للهجمات بالطائرات المسيّرة داخل العمق الروسي وتحوّلها إلى عنصر ضغط على القيادة العسكرية، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب مع أوكرانيا وتتصاعد حالة التأهب في المدن الكبرى قبيل فعاليات تتسم عادة بالاستعراض الرسمي والتغطية الإعلامية الكبرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store