
يوم الطفل الفلسطيني وحصاد القتل والتجويع في غـزة
ربما لم يعد هناك كلام جديد يمكن قوله عن غزة وصمودها في وجه الإبادة الجماعية، عن غزة وأهلها ومقاومتها، عن ثباتهم وصمودهم وعظيم إيمانهم وتضحياتهم.. عن الخذلان العربي غير المسبوق، وعن العجز الدولي حكومات ومؤسسات أممية وإقليمية، ولم تعد هناك عبارات كافية لتوصيف الجرائم المتوحشة ومسلسل المجازر الفظيعة التي يواصل العدو الصهيوني ارتكابها في غزة بدعم أمريكي وغربي كان كافيا لإزاحة الستار عن حقيقة ما يسمى بالنظام العالمي والمجتمع الدولي، وكشف القناع عن شعارات حقوق الإنسان التي غدت كورق التوت في مهب الريح.
غير أن الواجب الديني والأخلاقي يقتضي من كل الشرفاء والأحرار أن يستمروا في مواكبة تداعيات العدوان الكوني على غزة، وكشف الجرائم الصهيونية التي لم تتوقف على مدى أكثر من 535 يوما، كانت كفيلة بتحويل حياة الناس إلى جحيم حقيقي لا يستثني أحدا، وفي المقدمة الأطفال، الذين قتل منهم الآلاف دون رحمة، ويعيش مئات الآلاف منهم تحت الحصار والجوع، وقد صودرت كل حقوقهم المشروعة والأساسية كالحق في التعليم والصحة والأمن والحرية، وقبل وبعد كل ذلك الحق في الحياة.
بلغة الأرقام الصادرة عن المؤسسات الفلسطينية في غزة، فإن 274 رضيعا ولدوا واستشهدوا تحت القصف. وقد تابعنا عشرات الحالات من استهداف الأطفال حديثي الولادة – الخدج وهم في المستشفيات، إما بالقتل المباشر، أو من خلال قطع أنابيب الأكسجين عنهم.. وما يزال 7700 طفلا رضيعا مهددين بالقتل أو الموت نتيجة تراجع مستوى الرعاية والخدمات الصحية. ولأن قتلة الطفولة لا يرحمون حتى الخدج وهم في المهد، فإنهم لم يوفروا بقية الأطفال دون عمر السنة الواحدة، حيث استشهد منهم نحو 876 طفلا.
كان حلول يوم الطفل الفلسطيني، الموافق 5 إبريل من كل عام، فرصة للإعلان عن حجم الانتهاكات التي تتعرض لها الطفولة في غزة، إلا أن الأرقام المعلنة كانت صادمة بكل المقاييس، فحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن العدوان قد قتل 17954 طفلا، منهم 17 طفلا ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلا قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الممنهج.
وجاء في بيان الجهاز أن 39000 طفلٍ في غزة صاروا في عداد اليتامى، إذ فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب العدوان الإجرامي على غزة، فيما يعيش غالبية أطفال غزة في الخيام الممزقة أو المنازل المهدمة في ظل غياب تام لكل أنواع الرعاية. وبسبب الحرب العدوانية على غزة، فإن 15 طفلا يوميا يصابون بإعاقات دائمة، وقد تعرض 7056 طفلا لإصابات خطيرة منها 846 حالة بتر.
لا تتوقف الكارثة الإنسانية في غزة عند حد معين، فالأطفال الناجون مهددون بتفشي الأمراض، حيث انخفض التطعيم ضد شلل الأطفال من 99% إلى 86%. كما يعاني 60000 طفلٍ من سوء تغذية حاد. كذلك يندرج الآلاف من أطفال غزة تحت عداد المفقودين، فيما لم تتوافر إحصائية عن الأطفال المعتقلين لدى العدو من أبناء غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
النسبة الكبيرة من الأطفال في غزة أصبحت خارج التعليم، ويقضي الآلاف منهم ساعات طويلة في جلب الماء والطعام لهم ولعائلاتهم، فقد دمر العدوان 111 مدرسة حكومية تدميرا كليا، وتضررت 241 مدرسة حكومية و89 مدرسة تتبع الأونروا. وذكر بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن وضع التعليم معطل في غزة منذ عامين دراسيين، ما ينذر بفجوة تعليمية تهدد مستقبل جيل بأكمله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 39 دقائق
- مصرس
شهادة من الداخل.. رجل أعمال إسرائيلي يكشف خداع تل أبيب لواشنطن بشأن مساعدات غزة
كشف رجل الأعمال الأمريكي الإسرائيلي موتي كهانا عن تورط جهات إسرائيلية في خداع الإدارة الأمريكية حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وتأخير وصولها إلى المحتاجين. وقال كهانا، الذي يشغل منصب مدير شركة "GDC" للوجستيات، في تصريحات ل"راديو الناس": "كان من المقرر أن تشارك شركتي في عملية توزيع المساعدات، ولكن تم استبعادنا فجأة لصالح شركة وهمية تدعي أنها أمريكية، بينما هي في الواقع إسرائيلية".وأضاف: "بدأت الإدارة الأمريكية تكتشف الخداع الإسرائيلي، مما تسبب في مشاكل وتأجيلات في بدء توزيع المساعدات داخل غزة"، وفقا لوكالة روسيا اليوم.من جهتها، نشرت وكالة "الأونروا" منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت فيه أن "الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، تحتاج إلى إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا"، محذرة من أن "سكان غزة لا يتحملون المزيد من الانتظار".وفي سياق متصل، كشف "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" عن قيام إسرائيل بإصدار 35 أمر تهجير قسري ضد سكان غزة منذ بداية العام، واصفا هذه السياسة بأنها "منهجية تهدف إلى تجويع الفلسطينيين وترحيلهم قسرا".


أهل مصر
منذ 3 ساعات
- أهل مصر
رجل أعمال إسرائيلي يكشف خداع بلاده للإدارة الأمريكية وتأخير دخول المساعدات إلى غزة
كشف رجل الأعمال الأمريكي الإسرائيلي موتي كهانا عن تورط جهات إسرائيلية في خداع الإدارة الأمريكية حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وتأخير وصولها إلى المحتاجين. وقال كهانا، الذي يشغل منصب مدير شركة "GDC" للوجستيات، في تصريحات لـ"راديو الناس": "كان من المقرر أن تشارك شركتي في عملية توزيع المساعدات، ولكن تم استبعادنا فجأة لصالح شركة وهمية تدعي أنها أمريكية، بينما هي في الواقع إسرائيلية". وأضاف: "بدأت الإدارة الأمريكية تكتشف الخداع الإسرائيلي، مما تسبب في مشاكل وتأجيلات في بدء توزيع المساعدات داخل غزة". من جهتها، نشرت وكالة "الأونروا" منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت فيه أن "الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، تحتاج إلى إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا"، محذرة من أن "سكان غزة لا يتحملون المزيد من الانتظار". وفي سياق متصل، كشف "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" عن قيام إسرائيل بإصدار 35 أمر تهجير قسري ضد سكان غزة منذ بداية العام، واصفا هذه السياسة بأنها "منهجية تهدف إلى تجويع الفلسطينيين وترحيلهم قسرا".


خبر صح
منذ 7 ساعات
- خبر صح
قطاع غزة يحتاج يومياً لـ600 شاحنة مساعدات لتفادي تصاعد الكارثة حسب الأونروا
أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''، اليوم الأحد، بأن قطاع غزة يحتاج إلى ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميًا، وفي منشور على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك، أكدت الأونروا أن 'تدفق المساعدات بشكل هادف وغير منقطع إلى غزة هو السبيل الوحيد لمنع الكارثة الحالية من التصاعد أكثر'، مشددة على أن الشعب في غزة 'لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك'. قطاع غزة يحتاج يومياً لـ600 شاحنة مساعدات لتفادي تصاعد الكارثة حسب الأونروا اقرأ كمان: مظاهرات في تل أبيب تطالب بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة وأضافت أن 'أقل حاجة هي 500 إلى 600 شاحنة كل يوم تدار من خلال الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا'. خطر شديد وكان المتحدث باسم الأونروا، عدنان أبو حسنة، قد كشف السبت أن مئات الآلاف من سكان قطاع غزة 'يتضورون جوعاً'، وأن حوالي 300 ألف فلسطيني يواجهون 'خطرًا شديدًا'، معتبراً أن سكان القطاع 'يموتون جوعاً أو تحت القصف'. وأضاف أبو حسنة أن القطاع يعاني من حالة مجاعة غير مسبوقة، داعياً السلطات الإسرائيلية إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، ومطالباً بتدخل دولي فوري لمنع التهجير وحصر الفلسطينيين في منطقة رفح. استشهاد وإصابة آخرين خلال غارة إسرائيلية وفي سياق متصل، قال رجال الإنقاذ في غزة إن ثمانية أشخاص قُتلوا وأصيب عدد آخر في غارات جوية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية يوم الأحد. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن خمسة أشخاص قُتلوا في غارة على منزل في جباليا شمال القطاع، مضيفاً أن شخصين آخرين، أحدهما امرأة حامل، قُتلا في هجوم استهدف خيامًا تؤوي نازحين حول النصيرات وسط غزة. وأضاف بصل أن غارة على مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، أسفرت أيضًا عن مقتل شخص واحد. وكثف الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة في الأيام الأخيرة، فيما وصفه بأنه حملة متجددة للقضاء على حماس. وبعد ظهر يوم السبت، أعلن الجيش أنه نفذ غارات على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء غزة خلال اليوم الماضي. أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم السبت أن ما لا يقل عن 3747 شخصًا قُتلوا في القطاع منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، مما رفع إجمالي عدد ضحايا الحرب إلى 53901 قتيلًا، معظمهم من المدنيين. مواضيع مشابهة: تقدم في صفقة إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية الروسية تسوركوف بعد عامين أسفر هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب، عن مقتل 1218 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية. كما احتجز المسلحون 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.