
إيلون ماسك وسام ألتمان.. سباق "على المستقبل"
يعكس هذا السباق المحتدم معركة أوسع لرسم ملامح المستقبل، حيث يتداخل الذكاء الاصطناعي مع الإنسان، وتتشابك الطموحات الفردية مع رهانات بمليارات الدولارات، في مسار قد يحدد شكل العالم في العقود المقبلة.
أحدث التطورات
يُبرز تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أحدث التطورات في هذا السباق بين الكبيرين في مجال التكنولوجيا:
تستعد شركة OpenAI ومؤسسها المشارك سام ألتمان لدعم شركة ستنافس شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك من خلال ربط الأدمغة البشرية بأجهزة الكمبيوتر، وهو ما يزيد من حدة المنافسة بين رائدي الأعمال المليارديرين.
تقوم الشركة الجديدة، التي تسمى Merge Labs، بجمع أموال جديدة بتقييم يبلغ 850 مليون دولار، ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من رأس المال الجديد من فريق المشاريع في OpenAI ، وفقاً لثلاثة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالخطط.
شجع ألتمان الاستثمار وسيساعد في إطلاق المشروع إلى جانب أليكس بلانيا، الذي يدير World، وهو مشروع هوية رقمية لمسح العين يدعمه أيضًا رئيس OpenAI.
ألتمان سيشارك في تأسيس الشركة لكن لن يكون له دور يومي في المشروع الجديد.
تعد شركة Merge واحدة من مجموعة من الشركات الناشئة التي تتطلع إلى الاستفادة من التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي لبناء واجهات أكثر فائدة بين الدماغ والحاسوب.
ويأتي اسمها من ما يصفه الكثيرون في وادي السيليكون بـ "الاندماج"، وهي اللحظة التي يجتمع فيها البشر والآلات معاً.
تهدف الشركة إلى جمع 250 مليون دولار من OpenAI ومستثمرين آخرين، على الرغم من أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى. ولن يستثمر ألتمان شخصياً.
وسيكون المشروع الجديد في منافسة مباشرة مع شركة Neuralink، التي أسسها ماسك في عام 2016، والتي تسعى إلى توصيل الأدمغة مباشرة بأجهزة الكمبيوتر.
وشارك ماسك وألتمان في تأسيس شركة OpenAI، لكن ماسك ترك مجلس الإدارة في عام 2018 بعد صدام مع ألتمان، ومنذ ذلك الحين أصبح الاثنان متنافسين شرسين في سعيهما وراء الذكاء الاصطناعي.
أطلق ماسك شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي، xAI، عام 2023، ويحاول جاهدًا منع تحوّل OpenAI من منظمة غير ربحية عبر المحاكم. تبرع ماسك بمعظم رأس المال الأولي لإطلاق OpenAI.
وتقود شركة نيورالينك مجموعة من شركات ما يسمى بشركات واجهة الدماغ والحاسوب، في حين يتسابق عدد من الشركات الناشئة، مثل شركتي بريسيجن نيوروساينس وسينكرون، من أجل اللحاق بالركب.
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
المنافسة بين سام ألتمان وإيلون ماسك بدأت تأخذ منحى متصاعداً، وأصبحت تتجاوز الإطار القضائي والعام، ما سينعكس على الأسواق المالية وقطاع التكنولوجيا بطرق متعددة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
من أبرز التأثيرات الإيجابية، تعزيز الابتكار وزيادة الاستثمارات، إذ أطلق ألتمان شركة Mirage Labs بهدف المنافسة مع Neuralink، المتخصصة في واجهات الربط بين الدماغ والحاسوب.
هذه المنافسة القوية في مجال الذكاء الاصطناعي تشجع على زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، وابتكار تقنيات جديدة، مما يدعم نمو قطاع التكنولوجيا بشكل عام.
ويضيف صليبي أن المنافسة تسهم في رفع تقييم الشركات المعنية؛ فبيع الحصص يمكن أن يرفع تقييم بعضها إلى نحو 500 مليار دولار، متجاوزة بذلك قيمة SpaceX المقدرة بين 350 و400 مليار دولار. وهذه الأرقام الضخمة تعزز ثقة المستثمرين، إذ تؤدي إلى ضخ مزيد من الأموال في القطاع، ما ينعكس إيجابياً على السوق.
الأمر الإيجابي الآخر يتعلق بالبنية التحتية للتكنولوجيا، حيث يزداد التركيز عليها، مثل مشروع Stargate، الذي يخطط لاستثمار يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية بحلول عام 2029. ورغم تأخر انطلاق المشروع، فإن الاهتمام المتزايد به يسلط الضوء على أهمية هذا القطاع في المرحلة المقبلة.
أما من ناحية التحديات السلبية، فتبرز الأزمات القانونية وتأثيرها على السمعة والاستقرار، مثل الدعوى التي رفعها ماسك ضد OpenAI بشأن طبيعتها غير الربحية الأصلية، ورد OpenAI بمقاضاته في أبريل الماضي. هذه النزاعات قد تخلق حالة من الاستنزاف القانوني وتؤثر على ثقة المستثمرين ، وفق صليبي.
كذلك، يرى أن تشتت انتباه المستثمرين نتيجة النزاعات المتكررة على المنصات، والاتهامات المتبادلة، خصوصاً فيما يتعلق بالتلاعب بالخوارزميات أو ممارسات تجارية غير نزيهة "قد يثير توتراً ويدفع بعض المستثمرين للابتعاد عن هذه المنصات والتقنيات."
صدام من نوع آخر
ويشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى حلقة أخرى من حلقات الصراع بين إيلون ماسك وسام ألتمان:
كان هناك خلاف علني بين ماسك وألتمان، الذي ساعد في تأسيس OpenAI قبل عقد من الزمان مع مجموعة من المؤسسين المشاركين الآخرين، مما أدى إلى معركة قانونية العام الماضي، حيث اتهم ماسك ألتمان بخرق العقد للتخلي عن مهمة تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي.
اتخذت حرب الكلمات والدعاوى القضائية منعطفاً دراماتيكياً آخر يوم الاثنين، عندما هدد ماسك شركة آبل باتخاذ إجراء قانوني "فوري" بشأن انتهاكات مزعومة لمكافحة الاحتكار. تتمثل شكوى ماسك، التي عبّر عنها على موقعه للتواصل الاجتماعي X، في أن آبل تُفضّل برنامج ChatGPT من OpenAI على برنامج الدردشة Grok من X في متجر التطبيقات.
كتب ماسك، دون الاستشهاد بأي دليل: "تتصرف شركة آبل بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي باستثناء OpenAI الوصول إلى المركز الأول في متجر التطبيقات، وهو انتهاك واضح لمكافحة الاحتكار.. ستتخذ xAI إجراءات قانونية فورية".
دخلت أبل في شراكة مع OpenAI في منتصف عام 2024 لدمج ChatGPT في منتجاتها من أجهزة iPhone وiPad وMac المحمولة والمكتبية.
ورد ألتمان سريعًا على اتهامات ماسك، قائلاً: "هذا ادعاء لافت للنظر بالنظر إلى ما سمعته من ادعاءات بأن إيلون يتلاعب بـ X لصالح نفسه وشركاته الخاصة وإلحاق الضرر بمنافسيه والأشخاص الذين لا يحبهم".
استشهد ألتمان بتقرير صدر عام 2023 من موقع أخبار التكنولوجيا Platformer والذي وصف كيف أجرى ماسك، بعد الاستحواذ على "إكس" تغييرات شاملة في المنصة وأنشأ نظاماً خاصاً لإظهار جميع تغريداته أولاً .
وقال ألتمان إنه إذا انتهى الأمر بماسك إلى رفع دعوى قضائية، فإنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى "اكتشاف مضاد في هذا الشأن"، مضيفًا أنه وكثيرين غيره "سيحبون معرفة ما كان يحدث".
إيجابيات وسلبيات المنافسة
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
المنافسة بين سام ألتمان وإيلون ماسك، مثل أي منافسة أخرى، تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، خاصة وأنهما من أبرز الشخصيات المرتبطة بمجال الذكاء الاصطناعي.
من الإيجابيات أن هذه المنافسة تدفع نحو الابتكار وتعزز نمو القطاع، مما يجذب استثمارات ضخمة من مستثمرين كبار.
على سبيل المثال، يقترب تقييم شركة OpenAI من 500 مليار دولار، بينما يتراوح تقييم SpaceX بين 300 و400 مليار دولار، وهذه الأرقام تعكس الثقة الكبيرة بالقطاع.
كما نشهد توجهاً متزايداً للاستثمار في الشركات الناشئة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والصناعات التنافسية، وهو أمر إيجابي للأسواق.
لكن على الجانب الآخر، قد تؤدي هذه المنافسة الشديدة أحيانًا إلى نزاعات قانونية، مثل الدعوى التي رفعها ماسك ضد شركة أبل، ما قد يدفع الهيئات الرقابية لتشديد الإجراءات، ويخلق حالة من عدم الاستقرار ويثير بعض الحذر لدى المستثمرين.
في النهاية، ورغم وجود السلبيات، يرى يرق أن الإيجابيات ستطغى على المدى الطويل، نظراً لكون هذا القطاع واعداً للغاية وقادراً على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد والتكنولوجيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 26 دقائق
- البيان
من الطفرة إلى التعثر.. نموذج «البيع مباشرة للمستهلك» يفقد بريقه
وبدا أن هذه الشركات تسير بخطى متسارعة، لا يمكن إيقافها، مستندة إلى وعود بخفض النفقات التشغيلية، والتخلص من الوسطاء في عملية البيع، كما أنها دعمت نشاطها بحملات تسويقية مبتكرة، إلى جانب دعم سخي من صناديق رأس المال المخاطر. وقد استرعى هذا التوجه انتباه العلامات التجارية الكبرى، إذ شهد ذلك العام أيضاً بدء انسحاب ملحوظ لعملاق الأحذية الرياضية «نايكي» من قنوات التوزيع بالجملة، في مسعى لتعزيز مبيعاتها المباشرة إلى المستهلكين. كما فقدت «أول بيردز»، التي كانت أحذيتها هي الخيار المُفضل لنخبة قطاع التكنولوجيا، فقد فقدت ما يقرب من 99 % من قيمتها، بعدما كانت تُتداول أسهمها بما يزيد على 520 دولاراً للسهم الواحد. وبلغ إنفاق «أول بيردز» و«واربي باركر» على التسويق، ما يساوي نحو 28 % من إيراداتهما، خلال أول ستة أشهر من العام الجاري. كما تتراكم تكاليف تلبية طلبات التجارة الإلكترونية. ويُعد شحن آلاف الطلبيات الصغيرة مباشرة إلى المستهلكين، أقل كفاءة بكثير من شحنات الطلبيات الضخمة للبيع بالجملة. كذلك، تتزايد تكاليف اجتذاب العملاء عبر وسائل التواصل، في ظل ازدياد المنافسة. وقد أشارت «ميتا» إلى ارتفاع متوسط السعر للإعلان الواحد بنسبة 10 % خلال العام الماضي. ولا تحقق أي من «أول بيردز» أو «واربي باركر» أرباحاً، كما تراجع إجمالي هامش الربح لدى كلا الشركتين في الربع الأخير. وبالنسبة لشركة «أول بيردز»، التي تواجه منافسة من منتجات مُقلّدة، فقد قررت مؤخراً إغلاق بعض متاجرها، والتحوّل إلى نموذج التوزيع بالجملة في بعض الأسواق الخارجية.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
ترامب يحفز صناعة الفضاء الأمريكية عبر كبح البيروقراطية
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحفيز صناعة الفضاء المحلية عبر تقليل البيروقراطية، في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة من دول مثل الصين والهند. وفي أمر تنفيذي وقّعه أول من أمس، استعرضت الإدارة الأمريكية خططاً لتعزيز المكانة الأمريكية في الفضاء بحلول 2030 من خلال سوق تنافسي لعمليات الإطلاق وزيادة هائلة في معدل الإطلاق و«أنشطة فضائية جديدة». ولتحقيق هذا، تخطط الحكومة لتبسيط وتسريع عمليات الموافقة على التراخيص التجارية وجهات التشغيل التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وينص الأمر على أن ضمان عمليات إطلاق فعالة وإعادة دخول المشغلين الأمريكيين «مهمة للنمو الاقتصادي والأمن الوطني وتحقيق الأهداف الفضائية الفيدرالية». كما ستساعد السياسات في الحفاظ على «المنافسة والتفوق الفضائي الأمريكي». ويحدد الأمر التنفيذي مواعيد نهائية للوكالات الفيدرالية، بما في ذلك وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، لتقديم مقترحات بشأن تدابير لتقليل العقبات التنظيمية وتحديد التعارضات مع القواعد الحالية، مثل اللوائح البيئية. وتهدف الولايات المتحدة إلى إعادة البشر إلى القمر بحلول 2027، بعد عقود من آخر مهمة أمريكية مأهولة للقمر، ولكن قبل دول أخرى ذات برامج فضائية طموحة مثل الهند والصين. وأدى إضفاء الطابع التجاري والخصخصة إلى تغيير صناعة الفضاء بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما عزز التنافس على مكانة رائدة في القطاع.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
اقتصاد المساومات في الولايات المتحدة.. الامتيازات الكبرى لمن يدفع أكثر
كما لجأ إلى سلاح الرسوم الجمركية القطاعية الباهظة لدفع الشركات المحلية والعالمية إلى ضخ استثمارات بمليارات الدولارات داخل الولايات المتحدة، غير أن نهجه القائم على مبدأ المقايضة اتخذ أخيراً منحى أكثر إثارة للقلق. وفي حالة «إنفيديا»، كان ترامب يدرس في البداية حظر بيع شرائح «إتش 20» المصممة خصوصاً للسوق الصينية، غير أنه عدل عن القرار في يونيو بعد لقائه مع الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى الاتفاق على الترتيب الضريبي المتعلق بالصادرات. ويرى ترامب مطالبة الشركات بدفع مبالغ معينة مقابل الحصول على امتيازات أمراً عادلاً ومنطقياً، لأنه يضع عقد الصفقات في صميم أولوياته، وفرض الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة التي يفضل أن تصنع داخل الولايات المتحدة خطوة مبررة، لأنها تدر أيضاً إيرادات جمركية إضافية. وبالمثل، فإن بيع الرقائق للصين قد ينطوي على تداعيات أمنية، بل وقد يسهم في تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يظل في الوقت نفسه مصدراً للعائدات المالية، لكن هذا النهج القصير الأمد، القائم على الصفقات، في إدارة الاقتصاد الأمريكي، يغفل عن التأثيرات الأوسع التي تقيد القطاع الخاص وتكبح حيويته. ومن شأن بيئة الأعمال القائمة على «ادفع لتلعب» أن تعمق الفجوة القائمة أصلاً بين عمالقة الشركات الأمريكية وبين الشركات الصغيرة ذات القدرة المحدودة على شراء النفوذ والتأثير.