
أبرزها فقدان الشغف.. 6 دلائل مبكرة على الاضطراب النفسي بين أبناء «جيل Z»
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك أربعة تحديات صحية رئيسة تؤثر على هذا الجيل، تشمل: اضطرابات النوم والأكل، والسمنة، وارتفاع خطر الإصابة بالسكري، ومشكلات نفسية مثل: الاكتئاب، القلق، ضعف تقدير الذات، اضطرابات الهوية، العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
وأضافوا أن أبناء هذا الجيل الذين تراوح أعمارهم حالياً بين 13 و28 عاماً يعانون من نقص في خمس مهارات حياتية مهمة، تشمل ضعف التواصل الواقعي وجهاً لوجه، وصعوبة بناء علاقات اجتماعية خارج العالم الرقمي، وضعفاً في إدارة المشاعر مثل الصبر وضبط النفس، وقلة مهارة حل المشكلات الواقعية، وعدم التكيّف مع الضغوط اليومية، نتيجة الاعتماد الكبير على التكنولوجيا في الترفيه والتعلم.
وأوضح الأطباء أن هذا الجيل يعيش تحت ضغوط نفسية معقّدة بسبب التفاعل اليومي المكثف مع بيئة رقمية سريعة التغيّر، إلى جانب معايير مثالية غير واقعية تفرضها منصات التواصل، ما يؤدي إلى اضطرابات في الصحة النفسية والجسدية، كما لفتوا إلى تحوّل واضح في العلاقة بين أبناء هذا الجيل وأسرهم.
وبينوا أن دراسات عالمية أظهرت ارتفاعاً غير مسبوق في معدلات القلق والاكتئاب بين من هم دون 25 عاماً، ما يجعل الحاجة إلى دعم نفسي ومجتمعي أكثر إلحاحاً، كما أكدوا أن الحماية الزائدة والتوجيه المتشدد قد ينتج عنهما جيل أقل قدرة على اتخاذ القرار أو تحمل المسؤولية، مشيرين إلى أن هذا الجيل يحتاج أولاً إلى من يفهمه ويحتويه قبل أن يُوجّهه أو ينتقده.
ودعوا الأسر إلى الانتباه إلى ست علامات مبكرة للاضطرابات النفسية تشمل «تغير المزاج، والانسحاب الاجتماعي، وفقدان الشغف، واضطرابات النوم أو الشهية، والتعب المزمن، والمبالغة في استخدام الأجهزة الذكية، محذرين من تجاهلها أو الاكتفاء بتفسيرها بأنها «مرحلة عمرية» وستمر، مشددين على أهمية مرافقة الأبناء رقمياً بدلاً من مراقبتهم فقط، وضرورة تخصيص وقت يومي للحوار المفتوح داخل الأسرة.
كما دعا الأطباء إلى تحقيق التوازن بين التعليم الأكاديمي وتنمية المهارات الحياتية، وتعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي، مع إشراك «جيل Z» في تصميم المحتوى والبرامج التوعوية لضمان ملاءمتها لاحتياجاتهم وتطلعاتهم، إضافة إلى ضرورة بناء عادات رقمية صحية من خلال التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، عبر استراتيجيات عملية، مثل الحد من وقت الشاشة، وتشجيع النشاط البدني، وتعزيز التغذية السليمة، وتقليل العادات المرتبطة باستخدام الأجهزة أثناء تناول الطعام أو قبل النوم.
وشددوا على أهمية بناء الثقة وتعزيز الاستقلالية، وتحقيق التوازن بين الدعم النفسي والتوجيه، وتشجيع الأبناء على الاهتمام بالصحة النفسية والمشاركة في أنشطة اجتماعية ورياضية واقعية.
الاستخدام المفرط
وتفصيلاً، أوضحت الطبيبة العامة الدكتورة هند مكّي، أن جيل Z – المولود بين عامي 1997 و2012 – يواجه تحديات صحية متزايدة نتيجة الاستخدام المكثف للتكنولوجيا، رغم ما توفره لهم من فرص تعليمية وابتكارية مميزة.
وقالت إن «جيل Z» هو أول جيل نشأ في بيئة رقمية بالكامل، حيث أصبحت الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وعلى الرغم من الفوائد الواضحة مثل سرعة الوصول إلى المعرفة وتطور مهارات التفكير، إلا أننا نلاحظ اليوم ارتفاعاً مثيراً للقلق في عدد من المشكلات الصحية المرتبطة بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا.
وحددت أربعة تحديات صحية رئيسة تؤثر بشكل مباشر على هذا الجيل وتشمل «اضطرابات النوم» نتيجة التعرض للضوء الأزرق من الشاشات، خصوصاً خلال ساعات الليل، حيث يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، ما يعطل الإيقاع اليومي الطبيعي، ويؤدي إلى النعاس أثناء النهار وانخفاض الأداء المدرسي، ما يخلق دورة تؤثر على كل من الإنجاز الأكاديمي والصحة العامة، و«السمنة» إذ إن نمط الحياة الخامل الناتج عن قضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية أسهم في زيادة معدلات السمنة بين المراهقين، خصوصاً مع قلة الحركة والعادات الغذائية غير الصحية، وزيادة التوتر من الألعاب أو البيئات الرقمية عالية التحفيز.
وتتضمن المخاطر «ارتفاع خطر الإصابة بالسكري» حيث أظهرت الدراسات أن الجلوس المطوّل أمام الشاشات دون حركة كافية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حساسية خلايا الجسم للأنسولين ما يؤدي إلى السكري ومقاومة الأنسولين، و«الصراعات النفسية والاكتئاب»، حيث إن منصات وسائل التواصل الاجتماعي بينما تربط المستخدمين عالمياً، يمكن أن تثير المشاعر السلبية بما في ذلك انخفاض الثقة بالنفس والغيرة ومشاعر عدم الكفاية، وأن المقارنة المستمرة مع الآخرين عبر الإنترنت تسهم في تقلبات المزاج والاكتئاب.
ودعت إلى ضرورة بناء عادات رقمية صحية من خلال التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، عبر استراتيجيات بسيطة مثل: الحد من وقت الشاشة، خصوصاً قبل النوم، وتشجيع النشاط البدني المنتظم، وتعزيز الأكل الصحي وتقليل الوجبات الخفيفة أثناء استخدام الأجهزة، قائلة: «التوازن هو المفتاح، ونحن لا نعارض التكنولوجيا، بل ندعو إلى استخدامها بشكل ذكي ومسؤول يدعم الصحة النفسية والجسدية لهذا الجيل الطموح».
معايير مثالية غير واقعية
وحذّر استشاري الطب النفسي، الدكتور رياض خضير، من الارتفاع الملحوظ في معدلات الاضطرابات النفسية بين «جيل Z» قائلاً: «نحن أمام جيل يواجه ضغوطاً نفسية شديدة ومعقّدة، نتيجة التفاعل اليومي المكثّف مع بيئة رقمية متقلبة، ومجتمع يفرض معايير مثالية غير واقعية».
وأوضح أن أبرز التحديات النفسية التي يلاحظها الأطباء حالياً لدى هذه الفئة تشمل: «القلق المزمن، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وضعف تقدير الذات، واضطرابات الهوية، واضطرابات الأكل، إضافة إلى رصد ميول متزايدة إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، على الرغم من كثافة العلاقات الرقمية التي قد تفتقر إلى العمق والدعم الحقيقي».
وأكد أن «وسائل التواصل تلعب دوراً كبيراً في زيادة القلق والاكتئاب عبر تعزيز المقارنات الاجتماعية، وضغط الصورة المثالية، كما أن ثقافة (الترند السريع) والتعرض للتنمر الإلكتروني بشكل يومي تؤثر سلباً على الصحة النفسية، إلى جانب الاستخدام المفرط للأجهزة الذي يرهق الدماغ ويعطّل آليات النوم الطبيعية».
ونوّه إلى ضرورة انتباه الأهل إلى العلامات المبكرة للاضطرابات النفسية، وتشمل «تغيّرات مفاجئة في المزاج، والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، وفقدان الشغف، واضطرابات النوم أو الشهية، والشكوى المتكررة من التعب أو التوتر، والمبالغة في استخدام الأجهزة الذكية».
وشدد على ضرورة مرافقة الأهالي لأبنائهم رقمياً لا مراقبتهم، وتخصيص أوقات يومية للحوار المفتوح معهم، مع تقنين استخدام الشاشات، كما حذر من تجاهل الإشارات المبكرة أو الاكتفاء بتفسيرها بأنها «مرحلة عمرية» فقط، إذ إن الدعم النفسي المبكر يصنع فارقاً كبيراً في مستقبلهم.
وبيّن أن الدراسات بما فيها تقارير منظمة الصحة العالمية، تشير إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين من هم تحت سن 25 عاماً بشكل غير مسبوق، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد - 19» التي عمقت الأزمات النفسية لدى الشباب.
وأكد أن العلاج المعرفي السلوكي أثبت فاعليته مع هذه الفئة، إلى جانب جلسات الدعم النفسي الجماعي والاهتمام بتعزيز التواصل الأسري، لافتاً إلى أن الوقاية تبدأ من بناء وعي صحي نفسي لدى الأهل والأبناء مع تشجيعهم على ممارسة الرياضة والتفاعل الاجتماعي الواقعي، مشيراً إلى أن هذا الجيل أكثر استعداداً من غيره للحديث عن مشكلاته النفسية بفضل التوعية الرقمية والمجتمعات الداعمة، لكن لاتزال بعض العوائق قائمة مثل الخجل أو الخوف من وصمة العار في بعض البيئات الاجتماعية.
استقلالية الفكر
وقالت أخصائية طب الأسرة، الدكتورة رحاب يوسف السعدي، إن العلاقة بين «جيل Z» وأسرهم شهدت تحوّلاً واضحاً عن الأجيال السابقة، حيث أصبح التباعد العاطفي ملموساً رغم التقارب المكاني، إذ إن هذا الجيل يعتمد بشكل أساسي على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للمعرفة، ما أدى إلى تراجع الحوار العميق داخل الأسرة والذي أصبح مشوشاً بسبب فجوة الفهم والقيم وطريقة التفكير بين الأبناء وذويهم، كما أن استقلالية الفكر لدى أبناء هذا الجيل أصبحت سريعة التكوين بسبب تعدد مصادر المعلومات على عكس ما كان عليه الحال في الماضي.
وأكدت أن الحماية الزائدة والمبالغة في التوجيه قد تخلق جيلاً أقل قدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، إلى جانب المبالغة في التوجيه الذي جعل الأبناء يشعرون بعدم الثقة في قدراتهم، ما يؤدي إلى القلق المزمن وفقدان الثقة بالنفس، لافته إلى أن هذه التصرفات من الأهل رغم أنها قد تصدر بدافع الحب والخوف، إلا أنها تؤدي إلى نتائج عكسية على الصحة النفسية للأبناء ما يزيد من اعتمادهم المفرط على الآخرين.
وأوضحت أن «جيل Z» يفتقر إلى خمس مهارات اجتماعية تشمل «التواصل الواقعي وجهاً لوجه، والقدرة على بناء علاقات اجتماعية صحية خارج العالم الرقمي، كما يواجه ضعفاً في مهارات إدارة المشاعر، مثل الصبر وضبط النفس، والقدرة على حل المشكلات الواقعية دون اللجوء إلى الحلول السريعة أو الافتراضية، إضافة إلى ضعف في مهارات التكيف مع الضغوط الحياتية نتيجة الاعتماد الكبير على التكنولوجيا في الترفيه والتعلم».
وفي ما يتعلق بإعداد البرامج التعليمية والتوعوية لهذا الجيل، شددت السعدي على ضرورة الدمج بين الجوانب الأكاديمية والمهارات الحياتية، وأهمية اعتماد أنشطة تفاعلية تُنمّي الذكاء العاطفي والاجتماعي إلى جانب ضرورة استخدام التكنولوجيا بشكل ذكي ومدروس، وتقديم محتوى بصري وتفاعلي يتماشى مع نمط تلقي المعلومات لدى هذا الجيل، مشيرة إلى أهمية إشراك الشباب أنفسهم في تصميم هذه البرامج لضمان توافقها مع تطلعاتهم واحتياجاتهم الفعلية.
وفي رسالتها إلى الأهل، دعت إلى الاستماع إلى الأبناء دون إطلاق أحكام مسبقة، مؤكدة أن هذا الجيل يحتاج إلى من يفهمه ويحتويه قبل أن يوجّهه أو ينتقده، كما أكدت على أهمية بناء الثقة وتعزيز الاستقلالية، إلى جانب التوازن بين الدعم النفسي والتوجيه، مع تشجيعهم على الاهتمام بالصحة النفسية والمشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية الواقعية، والتعامل الواعي والمسؤول مع التكنولوجيا داخل البيت، ليكون استخدامها ضمن حدود صحية وآمنة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
"ذخر" .. نموذج دبي لمجتمع متلاحم يعيد تعريف العطاء
يجسد نادي "ذخر"، الذي يقع في قلب حديقة الصفا بدبي، نموذجا رائدا في مسارات تعزيز جودة حياة المواطنين في الدولة، ويقدم تصورا جديدا لمرحلة ما بعد العمل بوصفها امتدادا فاعلا للعطاء والإنتاجية لا محطة للتقاعد، إذ يسعى إلى تمكين المواطنين ممن يمتلكون خبرات متراكمة لمواصلة نمط حياة نشط ومثمر، مما يعزز مساهمتهم في دعم الأسرة وصون الهوية الوطنية. ويعكس النادي، الذي يعد أحد أبرز مشاريع "أجندة دبي الاجتماعية 33" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلع العام 2024، توجهات دولة الإمارات التي تضع رفاه المتقاعدين في صميم أولوياتها، حيث يقدم برامج متكاملة تغطي الأبعاد الصحية والرياضية والثقافية والاجتماعية، في إطار سعيه لترسيخ رؤية دبي لمجتمع متماسك يثمن التجارب السابقة، ويستثمرها في صنع المستقبل، عبر دمج الحداثة بقيم الماضي. وقال اللواء الدكتور علي سنجل، المستشار الصحي لشرطة دبي وقائد مشروع "ذخر"، إن المبادرة التي انطلقت تحت مظلة اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، تمثل تحولا نوعيا في رؤية الدولة لما بعد التقاعد، مؤكدا أن هدف المبادرة هو تمكين المتقاعدين من مواصلة دورهم كمشاركين فاعلين في الهوية الوطنية والتماسك الأسري. وأضاف أن "ذخر" يمثل ممارسة تنموية متكاملة، تُعزّز مفهوم "لا تقاعد من الحياة"، وتُعيد توظيف الخبرة والحكمة من خلال تواصل مباشر مع الأجيال الجديدة، ونقل الموروث القيمي والمعرفي في سياق معاصر. وأوضح أن فلسفة "ذخر" تقوم على نموذج بياني مزدوج، يمثّل فيه المحور العمودي التوازن الذهني والنفسي والجسدي، فيما يمثل المحور الأفقي التفاعل الأسري والمجتمعي، لافتاً إلى أن استقرار الفرد ينعكس على بنية الأسرة والمجتمع برمته. وقال إن النادي يشهد إقبالا متزايدا حيث تجاوز عدد أعضائه 1366 عضوا، بينهم 780 من الرجال و586 من السيدات، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للنادي في الساعة الواحدة ما بين 30 إلى 50 عضوا، بسعة تشغيلية إجمالية تقدر بـ 300 عضو نشط بعضهم تجاوز التسعين عاما. وأكد أن النادي يرفض منطق انتظار نهاية العمر، ويعمل على تفعيل الطاقات الكامنة لدى الأعضاء، من خلال برامج تربط بين النشاط الذهني والحركي، وتقيس مؤشرات الأداء الذهني والنفسي والصحي، باستخدام أجهزة دقيقة صُمّمت لتحقيق التوازن الشامل. وقال إن "ذخر" يمنح أعضاءه مسؤوليات وطنية لا امتيازات استهلاكية، مؤكداً أن العديد من الأعضاء أعادوا بناء حياتهم المهنية والاجتماعية من خلال برامج النادي، وبعضهم أطلق مشاريع جديدة أو عاد إلى سوق العمل، فيما شهد آخرون تحسنا ملحوظا في حالتهم الجسدية والنفسية. وأبرز اللواء الدكتور علي سنجل مثالا على دمج الأجيال من خلال مشاركة المتقاعدين في فعالية "المحامل" خلال مؤتمر COP28، حيث نقلوا معارفهم التراثية إلى شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما، مما خلق حوارا بين الأجيال حول الهوية والاستدامة. وكشف عن خطط توسع طموحة تشمل افتتاح ناد جديد في منطقة الخوانيج خلال الشهر القادم، إلى جانب ثلاث مناطق أخرى قيد الدراسة، بالإضافة إلى توجه المبادرة للخروج من حدود الأندية لتصل إلى الأحياء السكنية والمؤسسات، مما يعزز من نطاق تأثيرها. من جهته، أكد محمد عبد الله جاسم، أحد أعضاء النادي، أن انضمامه إلى "ذخر" غير نمط حياته بشكل إيجابي، حيث ساعدته البرامج على تعزيز نشاطه وصحته، ومنحه شعورا متجددا بالحياة، وأتاح له فرصة بناء علاقات اجتماعية مثمرة وتبادل المعرفة مع الأجيال الجديدة.


خليج تايمز
منذ 9 ساعات
- خليج تايمز
خطر خفي: خبراء يحذرون من بنوك الطاقة في الطائرات
حذر خبراء السلامة من أن بنوك الطاقة (Power banks) يمكن أن تشكل مخاطر جسيمة على سلامة الطيران، بما في ذلك إمكانية انبعاث دخان سام، واشتعال اللهب، أو حتى التسبب في انفجارات كبرى. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت شركة طيران الإمارات عن حظر استخدام بنوك الطاقة خلال جميع رحلاتها، اعتبارًا من 1 أكتوبر. وقالت دانا كمال، مديرة تطوير الأعمال الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "الرابطة الوطنية للحماية من الحرائق" (NFPA): "تشكل بنوك الطاقة بالفعل خطر حريق كبيرًا لأنها تحتوي على بطاريات ليثيوم أيون، التي تتميز بكثافة طاقة عالية. عند تعرضها لضغوط فيزيائية أو حرارية، يمكن أن ترتفع درجة حرارتها، أو تشتعل فيها النيران، أو حتى تنفجر. وفي البيئة المغلقة للطائرة، حيث يمكن لعوامل مثل ضغط المقصورة، وتقلبات درجة الحرارة، والأكسجين المحدود أن تؤثر على أداء البطارية، يمكن لهذه الأجهزة أن تشكل خطرًا كبيرًا على السلامة من الحرائق". تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب. ووفقًا لـ ديفيد سي، المدير العام في مختبر الإمارات للسلامة، تحتوي بنوك الطاقة على بطاريات ليثيوم أيون، والتي قد تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجهاز عند استخدامه. وفي بيان، قالت طيران الإمارات إنه سيُسمح للعملاء بحمل بنك طاقة واحد على متن الطائرة بشروط محددة، لكن لا يجوز استخدامه داخل مقصورة الطائرة، سواء لشحن الأجهزة أو لشحن نفسه باستخدام مصدر طاقة الطائرة. لعدة أشهر الآن، تقوم شركات الطيران في جميع أنحاء العالم بتحديث قواعدها المتعلقة ببطاريات الليثيوم، بعد زيادة في عدد الحوادث. 1 وكشف تقرير لوكالة رويترز أنه في عام 2024، سجلت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) ما معدله ثلاث حوادث كل أسبوعين تتعلق بارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم على متن الطائرات في جميع أنحاء العالم، وهي زيادة حادة مقارنة بأقل من حادث واحد في الأسبوع في عام 2018. المخاطر أوضح الطيار وخبير الطيران هانز-جورج راباتشر أن بنك الطاقة يمكن أن ترتفع درجة حرارته بسبب أشعة الشمس المباشرة، أو سوء التهوية، أو الشحن الزائد، أو التلف المادي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاعل خطير يسمى "الانفلات الحراري". وقال: "يبدأ هذا عادة في خلية بطارية واحدة، والتي ترتفع درجة حرارتها وتطلق تفاعلًا متسلسلًا. قد تكون النتيجة انفجارًا، أو إطلاق غازات سامة، أو ألسنة لهب مفتوحة بدرجات حرارة تزيد عن 1,000 درجة مئوية". وقالت دانا إن هذا كان أحد "الأسباب الرئيسية" وراء حظر شركات الطيران لبنوك الطاقة في الأمتعة المسجلة. وأوضحت: "إذا بدأ بنك الطاقة في ارتفاع درجة حرارته، يمكن للمسافرين أو الطاقم في المقصورة ملاحظة علامات مثل الدخان، أو الحرارة، أو الروائح غير العادية المنبعثة من الجهاز بسرعة، ويمكنهم إبلاغ الطاقم على الفور". 2 وأضافت: "الاكتشاف المبكر يسمح بالتدخل السريع من قبل أفراد طاقم المقصورة، الذين عادة ما يكونون مدربين جيدًا ومجهزين للتعامل مع مثل هذه الحوادث، مما يقلل المخاطر ويحد من الأضرار المحتملة". 3 المنتجات منخفضة الجودة وأضاف ديفيد أن بعض المشاكل تنبع من بنوك الطاقة منخفضة الجودة المصنعة في بلدان مختلفة حول العالم. وقال: "هنا في الإمارات، لدينا معايير سلامة ممتازة. ومع ذلك، يتم تصنيع بعض بنوك الطاقة منخفضة الجودة جدًا في مناطق جغرافية مختلفة، وهذه قد تشكل خطرًا كبيرًا أثناء الرحلات الجوية". ويوضح أن هذه الأجهزة قد تبدو متشابهة من الخارج، ولكنها غالبًا ما تفتقر إلى اختبارات السلامة الصارمة لضمان أن الآليات الداخلية تمنع ارتفاع درجة الحرارة أو الحريق. وقال: "لهذا السبب يحتاج الناس إلى الاستثمار في بنوك طاقة ذات جودة جيدة وشهادات دولية، والتي ستكون موضحة على ملصقاتها". وقال ديفيد إنه من المهم لمستخدمي بنوك الطاقة التأكد من تخزينها بشكل صحيح عند حملها على متن الطائرة. وقال: "عندما تُحشر في مقصورة الأمتعة العلوية أو توضع في جيب المقعد أثناء شحن الأجهزة، فمن المرجح أن ترتفع درجة حرارتها بسبب نقص التهوية الذي يحبس الحرارة". في وقت سابق من هذا العام، أصبحت شركة "إير بوسان" واحدة من أولى شركات الطيران التي قيدت بنوك الطاقة في مقصورات الأمتعة العلوية بعد اشتعال النيران في إحدى طائراتها؛ ويعتقد أن الحادث كان سببه ارتفاع درجة حرارة بنك طاقة. وأضاف الخبراء أن التلف المادي، مثل ضرب بنك الطاقة، قد يتسبب في تعطّل الجهاز وارتفاع درجة حرارته. وقالت دانا: "أشدد دائمًا على أهمية الفحص البصري الشامل. تحقق من وجود أي تلف مرئي، مثل الخدوش أو علامات التآكل الأخرى. كن حذرًا من علامات التحذير الخفية مثل الروائح غير العادية أو الروائح الكيميائية، وكذلك الحرارة الزائدة. وفي حين أنه من الطبيعي أن تولد الأجهزة الإلكترونية بعض الحرارة أثناء الاستخدام، إذا شعرت أن بنك الطاقة ساخن بشكل غير عادي، فهو تحذير لا يجب أن تتجاهله". وقال ديفيد إن التكنولوجيا تتقدم بسرعة، مما يسمح للمصنعين بصنع بنك طاقة بدون بطاريات ليثيوم أيون. وبعضهم ينتج بنوك طاقة ببطاريات هيدريد النيكل والمعدن، والبطاريات القلوية، وحتى المكثفات.


الإمارات اليوم
منذ 17 ساعات
- الإمارات اليوم
دراسة: تغيرات بالحمض النووي تساعد في تحديد مخاطر القلب لدى مرضى السكري
قد تساعد نتائج جديدة لدراسة سويدية، الأطباء على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر بسيط للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالمعرضين لخطر أكبر. وشملت الدراسة حالات تم تشخيص إصابتها في الآونة الأخيرة بمرض السكري من النوع الثاني. وبشكل عام، يكون المصابون بمرض السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، أو أي مرض شديد آخر في القلب والأوعية الدموية، بما يصل إلى أربعة أمثال غير المصابين بالسكري. وتم تشخيص إصابة المتطوعين في الدراسة الجديدة وعددهم 752، في الآونة الأخيرة بمرض السكري من النوع الثاني. ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من أمراض القلب. وخلال المتابعة التي استمرت نحو سبع سنوات، عانى 102 منهم مضاعفات خطرة في القلب والأوعية الدموية. ومن خلال تحليل عينات الدم التي أخذت من المشاركين في الدراسة على فترات منتظمة، تمكن الباحثون من تتبع التغيرات الكيميائية في الحمض النووي بمرور الوقت. وقالت شارلوت لينج من جامعة لوند والمشرفة على الدراسة، في بيان، إن هذه التغيرات التي يطلق عليها «مثيلة الحمض النووي» هي التي «تتحكم في أي الجينات ستكون نشطة، وأيها ستكون معطلة في خلايانا، وقد تسهم حين لا تعمل بشكل صحيح في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». ووجد الباحثون أكثر من 400 موقع لمثيلة الحمض النووي التي تدل على تغير، وتمكنوا من استخدام 87 موقعاً لتطوير مؤشر يُقيّم درجة الخطر أو احتمالات الإصابة بمضاعفات خطرة في القلب والأوعية الدموية. وقال الباحثون في دورية «سيل ريبورتس ميديسين»، إن مستوى الدقة في التنبؤ السلبي للمؤشر، أو بمعنى آخر قدرته على تحديد المرضى المعرضين لخطر بسيط للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تبلغ 96%، لكن دقة هذا المؤشر لم تزد على 32% تقريباً في تحديد المرضى المعرضين لخطر كبير، وقد يرجع ذلك إلى أن الدراسة لم تتابعهم لفترة كافية. لكن الباحثين قالوا إن الفحص الذي قاموا به هو «أحد أكثر أدوات التنبؤ موثوقية على ما يبدو» للتمييز بين مرضى السكري من النوع الثاني المعرضين لخطر بسيط للإصابة بأمراض قلبية، وبين المعرضين لخطر كبير محتمل، «ما يسمح بتقديم علاج شخصي، وترشيد تكاليف الرعاية الصحية، وتقليل مخاوف المرضى والآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج». وذكرت لينج أن مقدمي الرعاية الصحية ينظرون في الوقت الراهن إلى عوامل متغيرة، مثل العمر والجنس وضغط الدم، والتدخين والكوليسترول الضار وسكر الدم على المدى الطويل ووظائف الكلى، لتقدير خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، «لكنها أداة غير دقيقة نوعاً ما». وتابعت: «إذا أضفت مثيلة الحمض النووي، فسيكون لديك مؤشر أفضل بكثير على المخاطر في المستقبل».