
تهديدات أوكرانية تخيّم على الاحتفالات الروسية بذكرى النصر على النازية
وسط إجراءات أمنية مشددة، تقيم روسيا، اليوم الجمعة، استعراضاً عسكرياً مهيباً في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو، احتفالاً بذكرى مرور 80 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، وذلك بحضور قادة أكثر من 25 بلداً، لا تقتصر قائمتها هذه المرة على الجمهوريات السوفييتية السابقة والدول غير الغربية، ومن بينها الصين ممثلة بالرئيس شي جين بينغ، بل تشمل أيضاً الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وحتى رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو، ممثلاً وحيداً عن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بينما ستكون الدول العربية في ذكرى النصر بروسيا، متمثلة بالرئيسين، الفلسطيني محمود عباس، والمصري عبد الفتاح السيسي.
وتعود تقاليد إقامة الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء لإحياء ذكرى النصر على ألمانيا النازية إلى 24 يونيو/حزيران 1945، وكانت تقام في الأعوام اليوبيلية فقط خلال الحقبة السوفييتية، ولكنها بدأت تنظم سنوياً منذ عام 1996، لارتباط ذكرى النصر بكل عائلة روسية شارك أجدادها في الحرب. وفي السنوات اليوبيلية تتم دعوة قادة مختلف دول العالم لحضور الاستعراض. وتكتسي احتفالات 9 مايو في روسيا أهمية كبيرة في الوجدان القومي، وقد عمل الكرملين على الترويج لكون الهجوم الذي شنّه على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، امتداداً للحرب على النازية.
بوريس ميجويف: زيارة فوتشيش وفيتسو، تدل على انهيار الإجماع الغربي لعزل روسيا
أما الرئيس الصيني، شي جين بينغ، فيجري
زيارة رسمية مطولة
إلى روسيا لا يقتصر برنامجها على المشاركة بالاحتفالات في ذكرى النصر على النازية، بل عقد أمس الخميس، محادثات مطولة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دامت لثلاث ساعات ونصف الساعة تركزت على قضايا الدفع بـ"الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي" والقضايا الملحة للأجندتين الدولية والإقليمية، وفق الكرملين.
وفي وقت ظل الغموض سيد الموقف في ما يخص مستوى المشاركة الأميركية في فعاليات ذكرى النصر في موسكو، بعدما
ترددت أنباء
عن أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قد يحل ضيفا على موسكو، إلا أن معاون الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أوضح في نهاية المطاف، أن محاربين قدامى أميركيين سيحضرون الاستعراض مع توجيه الدعوة إلى السفيرة الأميركية لدى روسيا، لين تريسي
.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يسطو على ثروات أوكرانيا: استعمار اقتصادي عبر اتفاق المعادن
احتفالات ذكرى النصر تكسر عزلة روسيا
في وقت تراهن فيه روسيا على استضافة فعالية بهذا النطاق لكسر العزلة التي تفرضها عليها الدول الأوروبية، وكسب الرأي العام العالمي عبر إعلان هدنة مدتها ثلاثة أيام في أوكرانيا بمناسبة عيد النصر، ثمة مخاوف وتحذيرات من تنفيذ كييف هجمات، سواء في المناطق الحدودية أو على العمق الروسي بغية إفشال الاحتفالات. وما يعزز هذه الترجيحات هو تكثيف أوكرانيا هجماتها بالمسيّرات على مختلف الأقاليم الروسية، بما فيها العاصمة، في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى تحذير وجهه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مفاده أن أوكرانيا لا تستطيع أن تضمن للدول الثالثة سلامة ممثليها المتوجهين إلى موسكو لحضور الاستعراض.
وأكد الرئيس الأوكراني، أمس الخميس، في خطاب لمناسبة مرور 80 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية، أنه يجب "محاربة الشر" الروسي "معاً"، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب أن يُحارب (الشرّ الروسي)، معاً، بعزيمة وبقوة". وندّد بالاحتفالات الضخمة التي ينظمها الكرملين في موسكو، اليوم، بهذه المناسبة، مؤكدا أنّها "ستكون استعراضاً للوقاحة والأكاذيب".
وفي موازاة بدء سريان مفعول الهدنة المعلنة روسياً من طرف واحد ليلة الخميس، جدّد زيلينسكي اقتراحه وقف إطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يوماً، ما يعزّز التوقعات بألا تقدم أوكرانيا على تنفيذ أي هجمات داخل موسكو، وفق ما يوضحه كبير الباحثين في معهد المعلومات العلمية حول العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس ميجويف، دون أن يستبعد في الوقت ذاته احتمال تنفيذها عمليات ما، في المناطق الحدودية، مثل التوغل في مقاطعة ما لإفساد أجواء احتفالات عيد النصر.
ويقول ميجويف في حديث لـ"العربي الجديد": "لم تُعزل روسيا يوماً من قبل المجتمع الدولي، وإنما من قبل الدول الغربية وحدها، ولكن زيارة فوتشيتش، وبصفة خاصة فيتسو، تدل على انهيار الإجماع الغربي، خصوصاً أن تلميح زيلينسكي بإمكانية وقوع حوادث في موسكو والتصعيد الأوكراني لم يثنهما عن الحضور".
ويقر الباحث في الوقت ذاته بأن زيلينسكي نجح في خلق خلفية سلبية للاحتفالات بعيد النصر، لكنه يتوقع أن "غريزة حفظ الذات ستثني زيلينسكي عن شنّ ضربات على موسكو أثناء وجود عدد كبير من الزعماء الأجانب الذين لا ناقة لهم في النزاع الروسي الأوكراني ولا جمل، ولكن ليس من المستبعد أن تسعى الاستخبارات الأوكرانية لتدبير عملية اغتيال ما في موسكو أو أن يشن الجيش الأوكراني هجوما مباغتا في مقاطعة حدودية ما مثل بيلغورود لتكرار سيناريو التوغل في مقاطعة كورسك وإفساد الأجواء الاحتفالية في موسكو".
ويفند ميجويف المزاعم التي تفيد بأن استمرار النزاع مع أوكرانيا يصب في مصلحة روسيا نظراً لتقدمها على الأرض، قائلاً: "لا تحمل مواصلة الحرب خيراً لا على أوكرانيا وعلى روسيا بعد استنفاد مفعول التداعيات الإيجابية قصيرة الأجل للحرب على الاقتصاد الروسي مثل تطوير قطاع الصناعات الحربية". ويعتبر أن "روسيا أمامها اليوم فرصة سانحة لإنهاء هذه الحرب بشروط مرضية وتخفيف العقوبات الأميركية والاستفادة من التصعيد الأميركي الصيني والفتور الأميركي الأوروبي اللذين يفاقمان التنافس بين مختلف الأطراف الدولية ويؤسسان لنظام عالمي متعدد الأقطاب"، وفق رأيه.
اتهامات أوكرانية لروسيا
في كييف، يرجح المحلل في مركز الاتصال الاستراتيجي والأمن المعلوماتي، مكسيم يالي، هو الآخر ألا تستهدف المسيّرات الأوكرانية الاحتفالات التي يشارك فيها قادة دول أجنبية، محملاً في الوقت نفسه موسكو المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات التسوية أو تجميد النزاع على الأقل.
مكسيم يالي: قد تقتصر الهجمات الأوكرانية بعيد النصر على ضواحي موسكو
ويقول يالي في حديث لـ"العربي الجديد": "أثبتت أوكرانيا بهجماتها المتكررة على مقاطعة موسكو أن تهديداتها جدّية، ولكن ثمة مسألة أخرى ما إذا كانت ستفعلها أثناء الاستعراض العسكري نظراً لتوافد عدد كبير من قادة الدول الأجنبية، ولذلك قد تقتصر على ضواحي العاصمة الروسية، خصوصاً وأن كييف رفضت هدنة لمدة ثلاثة أيام، مطالبة بمدة لا تقل عن 30 يوما". وكان زيلينسكي قد أرجع رفضه اقتراح الهدنة الروسي إلى أن المدة ثلاثة أو خمسة أو سبعة أيام غير كافية للتوصل إلى أي اتفاق.
ويقلل يالي من واقعية التوصل إلى اتفاق تجميد النزاع خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أن "إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
، أدركت ضعف هذا الاحتمال، ما دفع بها إلى إعلان عن مهلة أخرى مدتها 100 يوم إضافية لتسوية النزاع على ضوء تباين مواقف الجانبين الروسي والأوكراني وابتعادهما عن الحلول الوسطى وإصرار موسكو على التنصل من الموافقة على هدنة طويلة وكأنها تسعى للمماطلة الزمنية ومواصلة الحرب".
بدوره، يقر مؤسس مجموعة "كونفليكت إنتلجنس تيم" Conflict Intelligence Team المعنية بالتحقيقات في النزاعات العسكرية، رسلان ليفييف، هو الآخر، بأن الهدنة التي اقترحها بوتين "خدعة" لتأمين الاستعراض العسكري في موسكو وإصدار رسالة مفادها أن سعي روسيا وترامب لإنهاء الحرب يقابله العناد الأوكراني، محذراً في الوقت ذاته من أن أي محاولة أوكرانية لاستهداف الاحتفالات ستشكل "هدية" للرئيس الروسي لإظهار كييف طرفاً لا يريد السلام.
ويلّخص ليفييف المقيم في الولايات المتحدة والصادر بحقّه حكم غيابي بالسجن لمدة 11 عاماً في روسيا بتهمة "نشر أخبار كاذبة حول الجيش الروسي"، في نشرة يقدمها على "يوتيوب"، مشكلة الاقتراح الأوكراني بشأن الهدنة لمدة 30 يوماً في أن ترامب يتبنى مواقف إيجابية حيال بوتين ولا يحبذ زيلينسكي، وإن كان هذا الأخير أصبح يبدي تفاؤلاً أكبر بعد لقائهما على هامش مراسم توديع البابا فرنسيس في الفاتيكان (26 إبريل/نيسان الماضي).
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد اعتبر أول من أمس الأربعاء، أن أوكرانيا بمواصلتها الهجمات بالمسيّرات على الأقاليم الروسية، تظهر عدم جاهزيتها للتسوية السلمية للنزاع. وقال بيسكوف في حديث للإعلامي المقرب من الكرملين بافيل زاروبين: "يواصلون إظهار جوهرهم وعدم جاهزيتهم وانعدام رغبتهم في السلام وميلهم لأعمال إرهابية وشن ضربات على مواقع ميدانية ومحاولات شن ضربات على مواقع ميدانية". وأكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن موسكو تتّخذ "كلّ التدابير اللازمة" لضمان أمن الاحتفالات التي ستبلغ ذروتها اليوم.
تقارير دولية
التحديثات الحية
ترامب في 100 يوم عزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
تعاونات علمية بين أوروبا وإسرائيل تثير الجدل بسبب إمكانياتها العسكرية المحتملة
باريس- 'القدس العربي': تشارك شركات وجامعات إسرائيلية في مئات المشاريع البحثية الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، ما يثير مخاوف لدى نواب يساريين ومنظمات غير حكومية من احتمال استخدام الأموال الأوروبية في تعزيز الآلة الحربية الإسرائيلية، وفق ما أوردت صحيفة 'لوموند' الفرنسية. في عام 2020، خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 50 ألف يورو لمشروع بحث وتطوير أطلقته شركة ناشئة إسرائيلية صغيرة تدعى Xtend. وكان الهدف المعلن للمشروع هو 'دمج الطائرات المسيّرة المتطورة مع تقنيات الواقع المعزز والافتراضي والمختلط' لفتح 'آفاق جديدة في مجالات مثل الأمن العام والبناء والتفتيش الصناعي والترفيه'. وقائع أصبحت تغذي الانتقادات الموجهة للاتحاد الأوروبي بتهمة 'التواطؤ' في الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم 7 أكتوبر وبعد خمس سنوات، لم تتمكن الشركة من فرض نفسها في السوق المدنية للطائرات المسيّرة أو في قطاع البناء. لكنها أصبحت، تحت اسمها الجديد 'Xtend Defense'، فاعلاً رئيسياً في المنظومة العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة. ووفقاً لما صرح به مديرها التنفيذي لصحيفة 'وول ستريت جورنال'، فقد ساعدت طائراتها المسيّرة الجيش الإسرائيلي في إسقاط البالونات الحارقة التي أطلقتها مقاتلو 'حماس'، واستكشاف شبكة الأنفاق التي شيدتها الحركة في باطن القطاع. كما يُعتقد أن هذه الطائرات لعبت دوراً في تعقب قائد 'حماس' يحيى السنوار، بل وصوّرت لحظة مقتله، بحسب وكالة 'رويترز'، تتابع صحيفة 'لوموند'. هذه الوقائع أصبحت تغذي الانتقادات الموجهة للاتحاد الأوروبي بتهمة 'التواطؤ' في الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم 7 أكتوبر. وفي مطلع عام 2024، دعا 300 باحث أوروبي مؤسسات الاتحاد إلى وقف تمويل المشاريع البحثية التي تشارك فيها جهات إسرائيلية 'قد تخرق، بشكل مباشر أو غير مباشر، القانون الدولي وحقوق الإنسان'. ومع تصاعد هذه الدعوات، أعلنت المفوضية الأوروبية، في 20 من شهر مايو، عن مراجعة عاجلة لاتفاق الشراكة المبرم مع إسرائيل لتحديد مدى التزام الحكومة الإسرائيلية بـ'احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية' وفقاً للمادة الثانية من الاتفاق، كما أشارت صحيفة 'لوموند'. التمويل الممنوح لشركة Xtend جاء في إطار برنامج 'هورايزن' الأوروبي لدعم البحث العلمي، والذي يسمح للجامعات والشركات الإسرائيلية بالمشاركة مقابل مساهمة مالية من دولة إسرائيل. ووفقاً لبيانات، تشارك جهات إسرائيلية حالياً في نحو 921 مشروعاً بحثياً، من المتوقع أن تحصل في إطارها على أكثر من 1.1 مليار يورو من أموال الاتحاد الأوروبي، من أصل 95.5 ملياراً مخصصة للفترة 2021-2027، تؤكد صحيفة 'لوموند' دائماً. هذا الواقع يُقسّم المجتمع الأكاديمي الأوروبي؛ إذ يدعو البعض إلى استبعاد إسرائيل كلياً من البرنامج، في حين يرفض آخرون مقاطعة من شأنها أن تعاقب باحثين على أفعال حكومتهم، بينما يخشى آخرون من فقدان الوصول إلى المعرفة التكنولوجية الإسرائيلية المتقدمة، توضح الصحيفة الفرنسية. ومع ذلك، انصبت المناقشات مؤخراً على عدد محدود من المشاريع التي تثير القلق بسبب تطبيقاتها العسكرية المحتملة، والتي قد تضع الاتحاد الأوروبي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية في حال استخدامها في خروقات للقانون الدولي من قبل الجيش الإسرائيلي. الرؤية الرسمية مقابل الواقع رسمياً، لا يمول برنامج 'هورايزن' سوى الأبحاث ذات الأهداف المدنية. فقد أكدت المفوضة الأوروبية للبحث العلمي، إيكاتيرينا زاخاريفا، في شهر نوفمبر 2024، أن 'أي مشروع له طابع دفاعي لم يتلقَ أي تمويل أوروبي'. لكن الواقع أكثر تعقيداً. فبالرغم من الطابع المدني الظاهر لمعظم المشاريع (في الطب، والتاريخ والبيولوجيا وغيرها)، تضم بعض الكونسورتيومات البحثية شركات من المجمع العسكري-الصناعي الإسرائيلي مثل Rafael Advanced Defense Systems، إلى جانب مؤسسات أكاديمية مرتبطة بالجيش الإسرائيلي، مثل معهد 'تيكنيون' والجامعة الخاصة 'رايخمان' التي تضم 'المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب'، وحتى وزارة الدفاع الإسرائيلية ذاتها. بعض المشاريع تثير تساؤلات حول خطر ما يُعرف بـ'الاستخدام المزدوج'، أي المدني والعسكري. على سبيل المثال، مشروع UnderSec، المقدم كمبادرة مدنية لتطوير أجهزة استشعار للسلامة تحت الماء، يضم عدة شركاء عسكريين، بمن فيهم وزارة الدفاع الإسرائيلية وشركة RADS. وقد تم تعيين رئيس سابق لوحدة مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في الوزارة، إيتاي ألموغ، ضمن المجلس الاستشاري الأمني للمشروع، تشير صحيفة 'لوموند'. ووفقاً لمنظمتي Statewatch وIMI غير الحكوميتين، فإنه 'من غير المستبعد أن تنتج عن المشروع تقنيات لها استخدامات عسكرية'، خاصة في ظل 'الطابع البحري القوي للحصار المفروض على غزة، والذي ينتهك القانون الدولي'. كذلك، يثير مشروع مخاوف جدية. ويهدف هذا المشروع، الذي تنسقه جامعة بار-إيلان الإسرائيلية، إلى تحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي اللامركزية، ويضم شركة SpinEdge التي تعمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية. ويمكن أن تُستخدم نتائجه لتطوير السيارات ذاتية القيادة… أو الطائرات المسيّرة العسكرية. في مشاريع أخرى، تبقى التطبيقات العسكرية محتملة لكنها غير مؤكدة. من الأمثلة: مشروع Safari لتطوير مواد مضادة للتداخلات الكهرومغناطيسية، والذي يضم شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المزود الأساسي للجيش. أو مشروع Poliiice الذي يطمح إلى تطوير 'إجراءات اعتراض مبتكرة لمكافحة الجريمة والإرهاب'. وكذلك مشروع EU-Glocter الذي يستهدف 'الابتكار في مجال مكافحة الإرهاب'، أو IAMI الذي يسعى لتطوير حلول ذكاء اصطناعي لمواجهة 'التهديدات الأمنية الحديثة'. انصبت المناقشات على عدد محدود من المشاريع التي تثير القلق بسبب تطبيقاتها العسكرية المحتملة، والتي قد تضع الاتحاد الأوروبي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية في حال استخدامها في خروقات للقانون الدولي من قبل الجيش الإسرائيلي المسؤولية الأخلاقية للطرف الأوروبي رغم تعهد جميع منسقي المشاريع بالتركيز الحصري على التطبيقات المدنية، وتقييم ملفات المشاريع من قبل خبراء أخلاقيين قبل تمويلها، لا يوجد أي آلية لدى المفوضية الأوروبية لرصد التحولات المحتملة نحو الاستخدام العسكري على المدى المتوسط أو البعيد. وتوضح الخبيرة ألكسندرا شوكاس أن 'الشركاء داخل كل كونسورتيوم يتفاوضون في ما بينهم على توزيع الملكية الفكرية والتسويق التجاري للابتكارات الناتجة عن الأبحاث'. ولتقليل المخاطر، دعا نواب من كتلة اليسار الراديكالي في البرلمان الأوروبي المفوضية إلى حظر تمويل أي مشروع قد يُستخدم مستقبلاً لأغراض عسكرية. غير أن النائب المحافظ الألماني كريستيان إهلر، مقرر برنامج هورايزن في البرلمان، رد قائلاً: 'إذا أوقف الاتحاد الأوروبي تمويل أي تكنولوجيا قد تُستخدم عسكرياً أو أي مؤسسة على صلة بالجيش، فسنكون قد قوَّضنا البحث المدني برمته'. وأضاف: 'ما لم يتم إثبات أن مشروعاً معيناً أدى بشكل مباشر إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، فلا توجد أي قاعدة قانونية لوقف تمويل الباحثين الإسرائيليين'. من جهتها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها 'راجعت أو بصدد مراجعة' جميع المشاريع المثيرة للجدل، مشيرة إلى أنه 'حتى الآن، لم يتم تسجيل أي خرق للقواعد الأخلاقية من قبل المستفيدين الإسرائيليين'، بحسب مكتب المفوضة زاخاريفا. أما من ناحية الجامعات والمؤسسات المشاركة، فيبدو أن معظمها عازم على الاستمرار في هذه المشاريع. فجامعة لوفان الكاثوليكية، التي تعرّضت لضغوط من طلبة متضامنين مع فلسطين، قررت في شهر يوليو 2024 البقاء في مشروع بدعوى 'الحفاظ على حرية البحث الأكاديمي'. في المقابل، انسحبت جامعة بروكسل الحرة (VUB) من المشروع نفسه بعد إعادة تقييمه من قبل لجنتها الأخلاقية.


العربي الجديد
منذ 17 ساعات
- العربي الجديد
روسيا تعتزم طلب نزع سلاح أوكرانيا في مفاوضات إسطنبول
بموازاة الغموض حول ما إذا كانت أوكرانيا ستقبل دعوة روسيا لعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم الاثنين المقبل، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، غريغوري كاراسين، أن المحادثات المرتقبة قد تتناول مسألة "نزع سلاح أوكرانيا"، وهو أحد المطالب الروسية منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، ما قال إنه "عملية عسكرية خاصة" في البلد المجاور ليلة 24 فبراير/شباط 2022. وقال كاراسين الذي شارك في المحادثات الروسية الأميركية حول أوكرانيا في الرياض في مارس/آذار الماضي، لصحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الجمعة: "نزع سلاح أوكرانيا هو واحد من أحكامنا الأساسية. ستجري مناقشة كافة الجوانب الملحة لبلادنا والوضع الدولي بشكل عام". وكانت موسكو قد اقترحت عقد جولة ثانية من المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم 2 يونيو/حزيران المقبل. إلا أن كييف لم تقبل هذه الدعوة بصورة رسمية بعد، مؤكدة في الوقت نفسه أنها سلمت روسيا رؤيتها لمشروع مذكرة إنهاء النزاع، وفق ما كشف عنه وزير الدفاع الأوكراني، رئيس وفد بلاده بالمفاوضات مع موسكو، رستم عمروف، مطالبا بتسليم كييف النسخة الروسية من المذكرة. إلا أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اعتبر هذا المطلب "غير بناء"، داعيا إلى مناقشة المذكرة خلف أبواب مغلقة. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الصورة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وُلد في موسكو عام 1950. والده من أصول أرمينية، ووالدته من أصول جورجية، وكانت تعمل في الخارجية السوفييتية. عمل مندوبًا دائمًا لروسيا الاتحادية في الأمم المتحدة لمدة 10 سنوات بين عامي 1994 و2004، ثم وزيرًا للخارجية الروسية منذ عام 2004 وحتى الآن. ، أن موسكو أعدت مذكرة حول شروط التسوية السلمية تلخص الموقف الروسي من كافة جوانب تجاوز "الأسباب الجذرية" للأزمة، بما فيها مطلب حياد أوكرانيا. وقال لافروف في كلمته بمنتدى موسكو للأمن الدولي، أول أمس الأربعاء، إن روسيا لن تعدل عن إصرارها على إلغاء كافة "القوانين التمييزية" بحق سكان أوكرانيا الناطقين باللغة الروسية، رابطا تسوية النزاع بعودة أوكرانيا إلى وضع دولة محايدة وغير نووية. الكرملين يستبعد لقاء بين بوتين وزيلينسكي في غضون ذلك، استبعد الكرملين عقد اجتماع بين الرئيس بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترامب، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إسطنبول، واشترط من أجل مثل هذه القمة تحقيق "نتائج" في المباحثات مع أوكرانيا. وأكد الناطق باسم الكرملين أيضا أن روسيا سترسل وفدا استعدادا لإجراء محادثات جديدة مع أوكرانيا في إسطنبول الاثنين، رغم أن كييف لم تؤكد رسميا بعد مشاركتها. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم إن كييف ترغب في الحصول على وثيقة توضح مقترحات روسيا بشأن التوصل إلى اتفاق سلام قبل إرسال وفد إلى المحادثات المرتقبة في إسطنبول. وفي مؤتمر صحافي اليوم الجمعة مع وزير الخارجية التركي الزائر هاكان فيدان، لم يكشف سيبيها ما إذا كانت أوكرانيا ستشارك في المحادثات أم لا. وقال سيبيها للصحافيين "حتى يكون الاجتماع القادم المزمع موضوعيا وذا مغزى، لا بد من الحصول على وثيقة مسبقا حتى يتسنى للوفد الذي سيحضر مناقشة المواقف ذات الصلة". وأكد أن أوكرانيا لم تتلق حتى الآن مذكرة مرتقبة من المفاوضين الروس والتي تتضمن مقترحاتهم لمناقشتها في المحادثات. زيلينسكي: روسيا تسعى لضمان عدم إحراز نتائج في محادثات إسطنبول من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إن روسيا "تبذل قصارى جهدها" لضمان ألا تسفر المحادثات المقترحة في إسطنبول في الثاني من يونيو/ حزيران عن أي نتائج. وأضاف في منشور على منصة إكس: "لكي يكون أي اجتماع ذا مغزى، يجب أن يكون جدول أعماله واضحاً، ويتعين إجراء الاستعدادات الملائمة للمفاوضات. المؤسف أن روسيا تبذل كل ما في وسعها لضمان ألا يسفر الاجتماع المحتمل المقبل عن أي نتائج". تركيا: روسيا وأوكرانيا تريدان وقف إطلاق النار من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قبل وصوله أوكرانيا، إن روسيا وأوكرانيا "تريدان وقف إطلاق النار" ويجب عليهما الآن "التعبير عن مواقفهما التفاوضية". ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن فيدان الذي كان متوجها إلى كييف بالقطار "أرى أن الوضع بدأ يأخذ منحى أكثر تفاؤلا مع بدء المفاوضات. الجانبان يريدان وقفا لإطلاق النار. لا أحد يقول إنه لا يريد" ذلك. هجوم روسي ضخم على أوكرانيا بطائرات مسيرة ميدانياً، قال مسؤولون محليون اليوم الجمعة إن القوات الروسية شنت هجوما ضخما بطائرات مسيرة خلال الليل أسفر عن إصابة عدة أشخاص في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا. وقال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف إن ثمانية أشخاص، من بينهم فتيان يبلغان من العمر 16 عاما، أصيبوا في هجوم في قرية فاسيليف خوتير. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت 90 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين على أوكرانيا خلال الليل استهدفت مناطق خاركيف وأوديسا ودونيتسك. كما ذكر إيهور تيريخوف رئيس بلدية مدينة خاركيف أنها تعرضت لهجوم روسي بطائرات مسيرة استهدف مستودع حافلات كهربية مما أدى إلى إصابة شخصين. وأضاف أن أكثر من 30 مبنى سكنيا مجاورا أصيبت بأضرار. أخبار التحديثات الحية موسكو تنتظر رداً حول مفاوضات إسطنبول.. وكييف تطلب المقترحات فوراً وكانت خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية الواقعة على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود الشمالية الشرقية للبلاد، هدفا متكررا للهجمات الجوية الروسية. وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بغزوها الشامل لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
التشيك: نقل سفارتنا إلى القدس لن يكون قريباً
قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا ، اليوم الخميس، إن بلاده ستنقل سفارتها في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس "في اللحظة المناسبة"، مما يحدّ من احتمال اتخاذ الخطوة في وقت قريب. وجمهورية التشيك حليف قوي لإسرائيل على الساحة الدولية، وفي بعض الأحيان كانت تنشق عن مواقف حلفائها في الاتحاد الأوروبي في إجراءات التصويت بالأمم المتحدة المتعلقة بشؤون الشرق الأوسط. وكان فيالا أعلن في 2023، بعد تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، أن نقل السفارة إلى القدس من تل أبيب قد يتم في غضون أشهر، لكنه أشار اليوم إلى أن هذه الخطوة "قد تكون بعيدة المنال بعض الشيء"، وأوضح في جلسة استماع بمجلس الشيوخ في البرلمان التشيكي: "دعونا نوضح الأمر.. جمهورية التشيك ستنقل السفارة، لأن هذا هو الصواب، والأمر لا يتعلق بالإجراء (نفسه)، بل بتوقيته". وقال إن "هذه الخطوة يتعين ألا تأتي في وقت تكون فيه إسرائيل في حالة حرب مع حماس في غزة"، معتبراً أن اللحظة المثالية "عندما تتوسع اتفاقيات أبراهام لتشمل المزيد من الشركاء". واتفاقيات أبراهام هي سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. وأضاف فيالا "علينا أن نصبر قليلاً، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن نكون مستعدين لاتخاذ هذه الخطوة إذا حانت اللحظة المناسبة". وإذا قامت التشيك بهذه الخطوة فستكون ثاني دولة في حلف شمال الأطلسي تنقل سفارتها إلى القدس بعد الولايات المتحدة التي اتخذت الخطوة في 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 الأولى، وأول دولة في الاتحاد الأوروبي تنقل سفارتها. وافتتحت جمهورية التشيك مكتباً دبلوماسياً في القدس عام 2021، وهي خطوة أثارت احتجاجات من السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية. أخبار التحديثات الحية دولتان تعرقلان تحرك الاتحاد الأوروبي لمعاقبة المستوطنين وتعتبر التشيك حليفاً لإسرائيل في أوروبا، وكانت ضمن الدول الأروبية العشر التي رفضت مراجعة البند الثاني (حول احترام حقوق الإنسان) من اتفاق الشراكة الأوروبية مع إسرائيل، في 22 مايو/أيار الجاري، كما عارضت في فبراير/شباط 2024 جهود الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يشنّون هجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية. واحتلت إسرائيل القدس في حرب 1967، وأعلنت "ضمّها" لاحقاً في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وترفض معظم دول العالم طلبات إسرائيل نقل سفاراتها إلى القدس، إذ يُعتبر ذلك تأييداً ضمنياً لإعلان إسرائيل القدس عاصمة مزعومة لها. (رويترز، العربي الجديد)