
الرئاسة السورية: وقف شامل لإطلاق النار في السويداء
ودعا المبعوث الأمريكي الأطراف في سورية إلى إلقاء السلاح وبناء سورية موحدة.
وقال: «ندعو الدروز والبدو إلى إلقاء السلاح»، مضيفاً أن الاتفاق جاء بدعم من تركيا والأردن والدول المجاورة.
وشرعت قوات الأمن السورية في الانتشار بمحافظة السويداء لحماية المدنيين ووقف الفوضى، حسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا.
وقال في بيان على «تلغرام» إن قوى الأمن الداخلي بدأت بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى.
فيما دعا الزعيم الدرزي الشيخ حكمت الهجري مجدداً اليوم للاحتكام لصوت العقل لا السلاح. وقال: «نمد أيدينا لكل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية»، لافتاً إلى أن الدروز لم يكونوا يوماً دعاة تفرقة وفتنة.
وشهدت محاور السويداء اشتباكات متقطعة، إلا أن حالة من الهدوء تسود المدينة بعد الإعلان الأمريكي.
بدورها، دعت الرئاسة الروحية للدروز مجدداً إلى وقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل. وتناقلت وسائل إعلام سورية أنباء بأن وزارة الدفاع أمهلت مقاتلي العشائر البدوية حتى فجر السبت لمغادرة محافظة السويداء. وتحدثت المعلومات أن الوزارة طلبت من مقاتلي العشائر تسليم السلاح الذي استولوا عليه من مستودعات تابعة لمجموعات مسلحة في السويداء. ومن المرجح أن يكون دخول قوات وزارتي الأمن والدفاع إلى المحافظة لفض الاشتباك.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر قولها: إن الاتفاق تضمن دخول مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية للمحافظة، ودمج عناصر الفصائل من السويداء بالأمن ووزارة الدفاع وتكليفها بالتعاون مع وحدات أخرى بحفظ الشرطة والأمن داخل المحافظة، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط من البدو والدروز مع دمج الدروز بالمستقبل السياسي في المرحلة القادمة، وبحث إمكانية خروج من يرفض الاتفاق عبر طريق آمن خارج البلاد، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون من الطرفين.
وشهد مساء الجمعة اشتباكات عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية الموجودة داخلها.
وحسب المصادر، اشتبك نحو 200 مقاتل من العشائر بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة. وعلقت الرئاسة السورية بأنها تابعت بقلق بالغ وأسف عميق ما جرى من أحداث دامية في الجنوب السوري. وقالت إن ذلك جاء نتيجة تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، اتخذت من السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، وعرّضت حياة المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ للخطر المباشر. وشدد البيان على حرص الدولة الكامل على السلم الأهلي، وأن منطق الانتقام مرفوض، فهي لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
انهيار الوهم القومي: دروس من تجربة العروبة..!
واحد من أكثر الخلافات العربية مرارة كان بين سورية والعراق البعثيتين؛ بالرغم من أن النظامين اتبعا عقيدة البعث السياسية، وقاما على الدعوة لشعارات «أمة عربية واحدة من بغداد إلى تطوان»، حتى راجت عنهما هذه المقولة: «آمنت بالبعث .... لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثان»، تطرّف قومي عربي في أقصى درجاته، إلا أن كل ما أطلقاه من شعارات رومانسية سقط في أول اختبار بين توأمين خرجا من رحم البعث، إذ لم تتجاوز تلك الشعارات الرنانة إذاعتي بغداد ودمشق، وبقي النظامان يكيدان ويحيكان المؤامرات لبعضهما لأكثر من ثلاثين سنة. لقد زايد على فكرة «القومية العربية» الكثير من المتكسّبين، واستخدمت مبرراً للاتهامات والتدخلات في الشؤون الداخلية العربية، بل وصل الأمر إلى التدخل العسكري في بعض الأحيان، كل ذلك تحت مبرر الوصول إلى وحدة عربية لم يكن بالإمكان تحقيقها تحت المزايدات والتنمر والاستعلاء. سقطت الوحدة العربية في تجارب عديدة قاسية، نذكر منها سورية ومصر 1961-1958، واليمنين الجنوبي والشمالي 1990، والتي عاشت بسببها حرباً أهلية 1994، وكذلك الوحدة بين تونس وليبيا تحت مسمى الجمهورية العربية الإسلامية العام 1974. كلها مشاريع وحدوية لم تنجح، ومع ذلك بقيت القومية عصا يستخدمها كل من يدخل في انسداد اقتصادي أو سياسي، رافعاً قضية فلسطين ومستخدماً القومية العربية. الكثير ينسى تحت طغيان الآلة الإعلامية لمحدثي نعمة العروبة، أن فكرة القومية العربية قديمة قدم الدولة العربية، وهي ليست وليدة صحيفة تشرين، ولا تلفزيون بغداد، ولا إذاعة صوت العرب، ولا كتاب القذافي الأخضر، ولم يخترعها ميشيل عفلق، ولا جورج حبش، ولا أبو نضال، ولا كل الذين استغلوا هذه الفكرة لصالح أجنداتهم. بل انطلقت على أيدي فرسان الجزيرة العربية من بني أمية الذين أسّسوا أول قومية عربية خالصة، حكمت نصف العالم لقرن تقريباً وبقيت تعيش على ذلك الإرث لقرنين آخرين تحت لواء الخلافة العباسية، ومع تآكل فكرة الدولة العربية على أيدي الشعوبيين الذين تسللوا إلى داخل بنية الدولة العربية، تراجع الحكم العربي، وانتهى تماماً في بغداد ودمشق والأندلس، وأصبح يحكم كثيراً من بلاد العرب «السلاجقة والأيوبيون والمماليك»، مع التذكير أن معظم الجزيرة العربية بقيت في منأى عن حكم الأقليات غير العربية لها، وكأن الله قدّر لها أن تبقى الحصن الأخير للإنسان العربي ولغته وثقافته إلى اليوم. من الضروري التذكير أن انبعاث حركات القومية العربية الحديثة نشأ بداية القرن العشرين وحتى قبل الدعوة لها من الجمهوريات ومثقفيها وإعلامها، وساهمت تلك الحركات في إعادة إحياء القومية العربية وبعثها من جديد، وكان على رأس المساهمين «الجمعية القحطانية» التي تأسّست كمنظمة سياسية عربية سرية في إسطنبول عام 1909، بسبب صعود القوميين الأتراك، وهدفت الجمعية إلى تعزيز الفكرة العربية وتأمين استقلال ذاتي للولايات العربية داخل الدولة العثمانية. ثم تبعها ظهور جمعيات عربية أخرى تناصر نفس الفكرة، ومناهضة للقومية التركية ومدافعة عن حق العرب في لغتهم وثقافتهم وحكم بلادهم، وكانت جمعية «العربية الفتاة» من أبرزها؛ التي تأسّست في باريس عام 1911، بهدف الدفاع عن حقوق العرب ورفع مستواهم الثقافي والاجتماعي والسياسي، ومواجهة سياسات التتريك التي طبّقتها بعنف جمعية الاتحاد والترقي الحاكمة في آخر عمر الدولة العثمانية، كل ذلك كان في وقت مبكر من التاريخ السياسي العربي الحديث. الآن يبدو أن الأمر مختلف جداً، فبعض مدعي العروبة أضحوا أكثر ميلاً نحو الدولة القُطْريّة وأكثر انعزالاً، مبتعدين عن عالم عربي لطالما ملؤه ضجيجاً تحت مسميات وقضايا عدة، لكن وبعد أن كسدت تلك البضاعة، أصبح التخلي عنها شعاراً جديداً لبعض مثقفين ومتنمرين لطالما صدّعوا رؤوس باقي العرب بتفوّقهم الثقافي، تفوق مشكوك فيه، فما زال يقتات من لسان وحرف اللغة العربية وإرثها المنقول من الجزيرة العربية، فهل التخلي عن العروبة يعني التخلي عن الحرف العربي، واللسان العربي، لننتظر ونرى.. فالتخلي الحقيقي لا ينفصل عن ذلك أبداً. يبدو اليوم أن العروبة كفكرة رومانسية جذابة تبناها مثقفون وسياسيون منذ العام 1900، وحتى غدا السابع من أكتوبر، ترفاً لا لزوم له مع تغيّر المصالح، وستكون هي الأخرى إحدى ضحايا السابع من أكتوبر، الذي تحوّل إلى كرة نار يصعب إيقاف تأثيراتها، لكنها بلا شك غيّرت وجه العالم، وكشفت عن أن القومية العربية كانت مجرد شعارات للتكسّب وعندما انتهى وقتها بدأ الانتقال نحو شعارات أخرى. أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
محللون: إسرائيل تستغل ملف الدروز ضمن خطة لتفكيك سوريا
تشعر واشنطن بالقلق من غياب استراتيجية إسرائيلية واضحة تجاه سوريا، بينما يرى محللون أن تل أبيب توظف قضية الدروز كغطاء لتحركات أعمق هدفها تفكيك البلاد.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
عراقجي يكشف كواليس نهاية حرب الـ12 يوماً: المرشد صادق على قرار الهدنة
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تفاصيل جديدة حول قرار طهران قبول وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد حرب استمرت 12 يوماً الشهر الماضي، موضحاً أن المجلس الأعلى للأمن القومي «اتخذ خلال اجتماع استثنائي في اليوم الثامن أو التاسع من المواجهة، قراراً استراتيجياً يقضي بالموافقة على الهدنة دون شروط مسبقة إذا تقدمت إسرائيل بطلب رسمي لذلك»، لافتاً إلى أن القرار جاء «من موقع القوة». وقال عراقجي في حوار مع التلفزيون الرسمي: «بناءً على هذا القرار، بما أن إيران كانت تدافع عن نفسها فقط ولم تكن تتعدى على أحد، فإن وقف إطلاق النار كان منطقياً ومعقولاً دون شروط مسبقة»، لافتاً إلى أن «جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي يجب أن تحظى بموافقة المرشد (علي خامنئي) حتى يتم تنفيذها، وفي هذه الحالة أيضاً تمت الموافقة على القرار، وكان جاهزاً للإصدار». وأشار الوزير إلى أنه في الساعة الواحدة صباحاً وردت اتصالات تفيد باستعداد إسرائيل لوقف إطلاق النار، أعقبها إجراء مشاورات مكثفة مع قائد «الحرس الثوري» والجهات المعنية للتأكد من توافق الطلب مع القرار المصادق عليه. وجرى لاحقاً التأكيد على أن إيران ستوقف العمليات العسكرية فقط إذا أوقف الطرف الآخر هجماته. وقال في هذا الصدد: «بصفتي وزيراً للخارجية، قمت بإجراء مشاورات مع قائد (الحرس الثوري) والجهات المعنية لتقييم مدى انطباق الظروف مع القرار الصادر من المجلس الأعلى للأمن القومي». وأشار عراقجي إلى سوء تفاهم في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار، حول التوقيت، قائلاً: «حدث سوء فهم بيني وبين القوات المسلحة؛ إذ اعتقد الزملاء أن المهلة تمتد حتى الساعة 4 بتوقيت غرينتش؛ لذا استمرت الضربات ضد الكيان حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران، ثم حدث سوء فهم آخر بعد ظهر ذلك اليوم تم احتواؤه عبر اتصال هاتفي». وأضاف: «بعد ظهر اليوم الأول لوقف إطلاق النار، ادعى الكيان أن إيران أطلقت صواريخ وانتهكت الاتفاق، فأرسلوا طائراتهم للهجوم. قمت على الفور بإرسال رسالة إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مفادها أن إسرائيل تبحث عن ذريعة وتتهم إيران بالانتهاك دون أي أساس، وإن قاموا بأي عمل عدائي فسنرد بقوة أكبر من ذي قبل. وقلت: (ما فعلوه في لبنان لن يتمكنوا من تكراره هنا)». وتابع عراقجي: «رأيتم كيف غرد ترمب لاحقاً يأمر الطيارين بالعودة، وأوقف إسرائيل، وأصبح واضحاً أن هناك سبباً آخر، وهو أن كل شيء كان مُنسقاً مع الأميركيين منذ البداية». وكان عراقجي قد نشر تغريدة فجر 24 يونيو (حزيران)، أشار فيها إلى بدء وقف إطلاق النار في الساعة 4 فجراً بتوقيت طهران. The military operations of our powerful Armed Forces to punish Israel for its aggression continued until the very last minute, at with all Iranians, I thank our brave Armed Forces who remain ready to defend our dear country until their last drop of blood, and who... — Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) June 24, 2025 وحول ما إذا حاولت إسرائيل استهدافه، قال عراقجي: «لم أتلقَّ أي تهديد هاتفي من الكيان الصهيوني، لكن وقع انفجار في منزل مقابل مقر سكني أثناء الحرب، وتمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الموقف». وأردف: «تعرضنا أكثر من مرة لتحليق طائرات مسيّرة فوقنا أثناء تنقلاتنا من وإلى تركيا». وسافر عراقجي من طهران إلى تركيا للتوجه إلى جنيف بهدف المشاركة في مفاوضات عُقدت في 20 يونيو مع نظرائه الأوروبيين في جنيف. ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة للحرب خلال العام الماضي، قال: «كانت القوات المسلحة في حالة استنفار حربي، والحكومة كانت مستعدة للمواجهة. بعد اغتيال إسماعيل هنية وعملية (الوعد الصادق 2) - مطلع أكتوبر/ تشرين الأول - وسقوط سوريا وانتخاب ترمب، كنا على وشك الحرب 3 مرات على الأقل». وأضاف: «كانت الحكومة والقوات المسلحة مستعدة، وكانت الدبلوماسية نشطة للغاية، ومن خلال خلق رعب استراتيجي في المنطقة تمكنا من منع حرب شاملة». وتبادلت إيران وإسرائيل الضربات العام الماضي، في أبريل (نيسان) وفي أكتوبر الماضي. وشنت إسرائيل في مطلع أكتوبر هجوماً ضربت خلاله منظومات دفاع جوي وراداراً في غرب ووسط إيران. وقال عراقجي إن «الحرب الأخيرة كانت متوقعة»، وأضاف: «الكيان الصهيوني كان ينتظر رداً بعد عملية أكتوبر، وأرسلوا رسائل بأن ردهم سيكون مؤلماً». وقال عندما طُرح موضوع الرد بعد الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر «انتقد أحد الأصدقاء: لماذا لا يتم تنفيذ العملية؟ ولمَ يعترض الرئيس؟»، وأضاف: «في تلك الجلسة تعامل رئيس الأركان محمد باقري مع ذلك الشخص في هذا الخصوص، وقال: لماذا تطرح مثل هذا الكلام؟ أنا المسؤول عن الدفاع عن البلد، وفي اللحظة التي أتأكد فيها من قدرتي على حماية البلد من تبعات الرد، سأقوم بمهمتي. ولم أسأل السيد الرئيس بعدُ، وهو قد دافع دفاعاً كاملاً عن الرئيس». وأشار عراقجي إلى اغتيال إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو (تموز) العام الماضي، بعد ساعات من أداء الرئيس مسعود بزشكيان اليمين أمام البرلمان. وقال: «عندما اغتيل هنية كنت أحد المرشحين لوزارة الخارجية، وفي مساء ذلك اليوم عقد المرشد اجتماعاً (لمجلس الأمن القومي) كما جرت العادة عند حدوث قضايا مهمة، وتمت دعوتي أيضاً». عراقجي يستقبل الرئيس مسعود بزشكيان في مقر «الخارجية» (الرئاسة الإيرانية) وأضاف: «في ذلك الاجتماع، كان الرأي بالإجماع على ضرورة الرد، ولكن كانت هناك خلافات بين السياسيين والعسكريين حول التوقيت والكيفية. السبب الرئيسي للتردد بشأن التوقيت جاء من الجانب العسكري في الواقع. كان القادة العسكريون يعتقدون أن الهجوم يجب أن يتم في وقت نكون فيه متأكدين من قدرتنا على الدفاع عن البلد بعد الهجوم». وتابع عراقجي: «كان هناك اختلاف في الرأي بشأن توقيت وكيفية الهجوم بين القادة العسكريين والسياسيين على حد سواء. في ذلك الاجتماع، تقرر أن يتم استكمال الاستعدادات العسكرية للدفاع عن البلد بعد الهجوم الأول، ثم تُنفذ العملية». وأشار عراقجي إلى اتصالاته الإقليمية قبل الحرب مع إسرائيل. وقال: «سافرت 17 مرة إلى المنطقة بهدف تمكين الدبلوماسية من منع الحرب. الدبلوماسية دائماً هي الطريق الأقل خطراً وتكلفة لتحقيق الأهداف، ولها الأولوية دائماً». وأضاف: «نقلت الرسالة لجميع الدول بأن أي مواجهة بين إيران وإسرائيل لن تبقى محصورة بينهما، دون أن يعني ذلك أننا سنحارب دولاً أخرى». وقال عراقجي في جزء من المقابلة إن «إسرائيل تبذل كل جهدها لجر أميركا إلى الحرب. وإذا دخلت أميركا الحرب، فصواريخنا لن تحتاج إلى الوصول إلى الأراضي الأميركية؛ فهناك ما يكفي من القواعد الأميركية في المنطقة (للرد عليها)، وللأسف بعضها في أراضيكم، وسنضطر لضربها». وقبل بث المقابلة بساعات، كانت مواقع إيرانية قد أشارت إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون منعت الحلقة الثانية من برنامج حواري مع المسؤولين الإيرانيين، استضاف عراقجي، وكانت الحلقة الأولى قد بُثت الجمعة، وكان ضيفها الجنرال أحمدي وحيدي، مستشار قائد «الحرس الثوري». وجاء بث المقابلة بعد يوم من زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى مقر «الخارجية» الإيرانية. ورد عراقجي على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد خُدعت في المفاوضات مع الولايات المتحدة، قائلاً: «عند اتخاذ قرار الدخول في المفاوضات، يكون القرار وطنياً ويجب الالتزام به. القول إن وزارة الخارجية خُدعت غير صحيح؛ لأن المفاوضات كانت قراراً استراتيجياً للدولة بأكملها. وزارة الخارجية أدت دورها وفق توجيهات القيادة العليا للنظام». أما عن احتمال استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، فقد قال عراقجي: «في وقت الانتصار، عندما يكون عَلمك مرفوعاً، يجب أن تذهب للمفاوضات؛ لأننا أثبتنا قوتنا للعالم». وأضاف: «الكيان الإسرائيلي كان يظن أن إيران ستنهار في أسبوع، لكن ذلك لم يحدث، وشاهدنا كيف تم تعيين قادة جدد خلال ساعات، وتم الرد على الهجمات بقوة». واختتم عراقجي بالتأكيد على أن «العدو هو من طلب وقف إطلاق النار، وكنا نحن من وجّه الضربة الأخيرة». ودافع عراقجي عن المسار التفاوضي، قائلاً: «لم نتضرر من المفاوضات، بل حققنا مكاسب كبيرة؛ فقد أثبتنا أحقيتنا أمام الشعب الإيراني والمجتمع الدولي. هل يمكن لأحد أن يدعي أن الحرب لم تكن ستقع لو لم نتفاوض؟ بالتأكيد كانت ستقع، وربما كانت ستندلع في وقت أبكر». تصاعد الدخان بعد هجوم إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بطهران في 16 يونيو (رويترز) وأوضح أن «تماسك الشعب الإيراني أثناء الحرب جاء نتيجة قناعته بأن النظام بذل كل جهده لمنعها، وذهب إلى طاولة المفاوضات في حين كان الطرف الآخر يسعى إلى الحرب. منطقنا كان قوياً للغاية، والدليل أن أكثر من 120 دولة دعمتنا وأدانت العدوان على إيران». وأشار رئيس الدبلوماسية الإيرانية إلى أن «منطق الاتفاق النووي كان قائماً على بناء الثقة بشأن برنامجنا النووي مع قبول قيود زمنية. وعندما أبدى ترمب رغبته في التفاوض، أكدنا استعدادنا للحوار بالمنطق نفسه؛ لأننا لا نسعى إلى امتلاك سلاح نووي». وأضاف: «طُرحت خلال المفاوضات مقترحات مختلفة، مثل فكرة الكونسورتيوم (التحالف النووي الإقليمي)، لكنها لم تكن مقبولة لدينا».