
نزع سلاح المقاومة.. مشروع لفرض معادلة الاستباحة وتامين توسع 'إسرائيل'
من الواضح أن الولايات المتحدة و'إسرائيل' تعملان على محاولة فرض معادلة إقليمية جديدة تهدف إلى تمكين التوسع 'الإسرائيلي' وتطبيق المشروع الصهيوني دون مواجهة أو مقاومة فعالة.
هذه الاستراتيجية تقوم على مفهوم 'الاستباحة' الذي يعني خلق بيئة إقليمية منزوعة السلاح، تمكن 'إسرائيل' من التحرك بحرية وتوسيع نفوذها دون عقبات وكل ذلك يأتي في إطار تحقيق المشروع الصهيوني المتمثل في ضم مناطق واسعة في المنطقة الى دولة 'إسرائيل ' تتجاوز حدودها الحالية .
وبعد موجة التطبيع التي شهدتها المنطقة والتي من المحتمل أن تنظم اليها العديد من الدول العربية الى جانب الامارات والبحرين والمغرب ، وإخراج سوريا من معادلة محور المقاومة يبقى المعوق أمام تطبيق المشروع الصهيوني هو سلاح فصائل المقاومة ، ولهذا تتصدر الولايات المتحدة الامريكية الجهود لنزع سلاح فصائل المقاومة ابتداءً من غزة ومروراً بلبنان وصولاً الى العراق معتمدة أدوات متعددة تتنوع بين الضغط السياسي ، والعقوبات الاقتصادية ، والتهديد العسكري ، والمساومات الدبلوماسية .
نزع سلاح حماس
يشكل نزع سلاح حركة حماس أحد الأهداف المركزية للاستراتيجية الأمريكية- 'الإسرائيلية' حيث تمثل المقاومة المسلحة في غزة عقبة رئيسية أمام المشروع الصهيوني ، ويعود هذا الهدف إلى اتفاقيات أوسلو التي حاولت تحويل الصراع إلى مجرد نزاع سياسي يمكن إدارته دون تغيير جذري في موازين القوى وبما يمكن 'إسرائيل' من ابتلاع بقية الاراضي الفلسطينية دون مقاومة ، ومع فشل هذه الاستراتيجية وتصاعد المقاومة أصبح نزع السلاح خياراً استراتيجياً للجانب الأمريكي- 'الإسرائيلي' ،وخصوصاً بعد عملية طوفان الاقصى في الـ 7 من أكتوبر ، والتي أثبتت أن سلاح المقاومة قادرة فعلاً على تغيير المعادلة على الارض لصالح المقاومة.
ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة ظهرت مسالة نزع سلاح حماس كهدف أمريكي مشترك حيث ربطت 'إسرائيل' نزع سلاح حماس هدفاً رئيسياً للحرب منذ بدايتها ،وربطت وقف إطلاق النار بتسليم حماس لسلاحها بشكل كامل ، واستخدمت الضغوط الإنسانية (منع الغذاء والدواء) كأداة لدفع السكان ضد حماس وإجبارها على تسليم سلاحها ، فيما مارست الولايات المتحدة الامريكية ضغوطاً كبيرة ودفعت ومازالت تدفع بقوة نحو صفقات تتضمن نزع سلاح حماس وتربط هذا الشرط كأساس لأي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار .
نزع سلاح حزب الله
بعد فشل المحاولات الامريكية في نزع سلاح حزب الله بعد الـ 2006 ترى 'إسرائيل ' والولايات المتحدة الامريكية أن الفرصة مؤاتيه لنزع سلاح حزب خصوصاً بعدما أفرزته المواجهة الاخيرة بين حزب الله و'إسرائيل ' من تغيرات وإخراج سوريا من معادلة محور المقاومة والتي كانت تمثل حلقة الوصل بين إيران وحزب الله ، ولهذا تسعى 'إسرائيل ' عبر الولايات المتحدة الامريكية لفرض نزع سلاح حزب الله ، وتعتمد الولايات المتحدة الامريكية مجموعة من الاساليب تتنوع بين الضغط السياسي ، والابتزاز ، وتوظيف العوامل المحلية والدولية لتحقيق هذا الهدف .
ويؤكد ذلك التحركات الدبلوماسية في لبنان والمقترحات الامريكية التي تطرح مسالة نزع سلاح حزب الله مقابل الانسحاب 'الاسرائيلي' من المناطق اللبنانية المحتلة ووقف الضربات الجوية ، وربط المساعدات وإعادة الاعمار بنزع سلاح حزب الله ، والتهديد العسكري والذي ظهر واضحا في التصريحات التي صدرت عن المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توم باراك ، الذي حذر مما أسماه خطراً وجوديا يواجه لبنان ، واحتمال عودة لبنان الى ما كان يعرف ببلاد الشام إذا لم يمتثل للمطالب الامريكية في إشارة واضحة إلى نزع سلاح حزب الله .
نزع سلاح الحشد الشعبي في العراق
والى جانب الحراك الامريكي في فلسطين ولبنان ، تشهد الأشهر الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في التحركات الأمريكية لفرض معادلة نزع السلاح على فصائل المقاومة في العراق معتمدة عدة أساليب تتنوع بين الضغط السياسي والدبلوماسي ، ودفع الشخصيات والاحزاب الموالية لها في الحكومة للمطالبة بنزع سلاح الحشد الشعبي وحصر السلاح بيد الدولة ، إلى جانب التلويح باستخدام القوة وهو ما أكده المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي في ديسمبر 2024 ، حيث قالها صراحة ان الحكومة العراقية تلقت تهديدات من الادارة الامريكية لتفكيك الحشد الشعبي ونزع سلاحه ، لتحاشي التدخل الامريكي لتحقيق ذلك بالقوة .
والخلاصة أن كل ما يجري يؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية تعمل إخضاع المنطقة ، وإزالة أي قوة يمكن أن تمثل أي تهديد مستقبلي لـ 'إسرائيل 'عن طريق جعل المنطقة منزوعة السلاح ، ومستباحة أمام 'إسرائيل ' تعربد فيها كما تشاء دون مقاومة ، ودون أي رد فعل ، والمشاركة الامريكية مع 'إسرائيل ' في حربها مع إيران لم تكن إلا لتحقيق هذا الهدف ، حيث مثلت إيران بدعمها لفصائل المقاومة في المنطقة العائق الاكبر أمام تحقيق المشروع 'الاسرائيلي' الامريكي المشترك في المنطقة ، ولهذا تحاول 'إسرائيل ' ومعها الولايات المتحدة الامريكية لإضعاف إيران ، وإخراجها من المعادلة ، لإتاحة الفرصة لـ 'إسرائيل ' لفرض مشروعها بالمنطقة ، دون مواجهة أي عوائق .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 5 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
تصريحات صهيونية تهديدية للسعودية
باستثناء فترة حكم الملك فيصل، لم نلمس عداوة بين «السعودية» والدولة«الصهيويهودية» اللتين تتقاسمان الولاء لـ«أمريكا» والاعتراف بالفضل في الإنشاء لـ«بريطانيا»، ولئن كانت السعودية -بسبب رمزية موقعها الدينية لدى أمة الإسلام- قد أرجأت إشهار اتفاق «أبراهام»، فقد كان تطبيع علاقتها مع «الكيان» -بفعل سياسة «ابن سلمان»- قيد الإعلان، لولا اندلاع معركة «الطوفان». لعل تلقائية التعاطف الذي يوليه «محمد بن سلمان» ولي عهد السعودية «الدولة الصهيويهودية» -نتيجة ترعرعه بين يدي مربية يهودية- تقف وراء استئناسه للحديث عن قرب تطبيع علاقة بلاده مع الصهاينة، ووراء نفيه -بحسب ما تداولت معظم وسائل الإعلام في سبتمبر 2023- صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتأكيده أنَّ الكيانين يقتربان مع مرور كل يوم من إعلان «التطبيع»، وفي ذلك دلالة على ارتباط البلدين بعلاقات سرية يرجع عمرها إلى عشرات السنين ومرتكزها تضييق الخناق على المقاومين الفلسطينيين الذين يقلقون البلدين، ولولا إمساك سلطات «الدولة العبرية» على سلطات «السعودية» تعهدات سرية بالوقوف وراءها بكل ما تملكه من ثقل، حتى تتخلص من خصومها أولًا بأول، لما أقدم بعض المسؤولين الصهاينة على مخاطبة «السعودية» بنبرةٍ تهديدية. ربط وقف العدوان الفظيع بالتطبيع منذ إعلان «عبدالله بن عبدالعزيز» عام 2002 -حين كان ولي عهد المملكة- عن المبادرة العربية {الأرض مقابل السلام} تتصنع السلطات السعودية -بهدف دغدغة مشاعر الجماهير العربية والإسلامية- ربط تطبيع علاقتها مع السلطات الصهيونية بقيام الدولة الفلسطينية، بيد أنَّ اندلاع «طوفان الأقصى» الذي كشف -بإفشاله إجراءات تطبيع علاقات السلطات السعودية بسلطات الكيان بعد إذْ كان وشيك الإعلان- عن زيف ذلك التصنع غير المقنع، قد حمل الرياض على التسويف في عقد القمم مانحةً «نتنياهو» أطول فرصة ممكنة للقضاء على حركة «حماس» المتهمة -من قبل سلطات «آل سعود» ومن «صهاينة اليهود»- بالإرهاب، لكن ذلك الهدف لم يتحقق بالرغم من كثرة ما تعرض له «القطاع» من خراب. وحتى يخرج الصهاينة المتعثرين عن الحسم بماء الوجه، ربط «إسحاق هرتسوغ» رئيس «دولة الكيان» إيقاف الحرب الإبادية بتطبيع العلاقات مع السعودية، وهذا ما يؤكده استهلال موقع «ميدل إست أونلاين» تقريره المعنون [الرئيس الإسرائيلي يروّج للتطبيع مع السعودية كمفتاح لوقف الحرب] الذي نشره الخميس الموافق 2024/1/18 بما يلي: (قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الخميس إن "تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، هو مفتاح الخروج من الحرب"، محمِّلًا -في الوقت ذاته- حركة حماس -بهجومها على إسرائيل- مسؤولية إفشال توقيع اتفاق سلام مع الرياض كان في لمساته الأخيرة). اقتراح «دولة فلسطينية» في السعودية وفي مقابل عودة السلطات السعودية -وكأنها لم تعِ ذهاب «ترامب» في بداية فبراير الماضي إلى أنَّ مساحة «دولة الكيان» صغيرة جدًّا على الخارطة- إلى تصنع دور المتحفظ عن تطبيع علاقاتها مع السلطات الصهيونية قبل إقامة دولة فلسطينية، لم يتردد «نتنياهو» عن المشورة على السلطات السعودية -بسخرية لاذعة- بإقامة تلك الدولة الفلسطينية على جزء من أراضيها الشاسعة، وقد أشير إلى هذا المعنى في مستهل الخبر الصحفي المعنون [نتنياهو يقترح إقامة دولة فلسطينية في السعودية ومطالب بموقف عربي ضد السياسة الاستعمارية] الذي نشرته الصحفية «سوزان عاطف» في موقع «المصري اليوم» مساء السبت الـ8 من فبراير الماضي على النحو التالي: (قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»: إنَّ المملكة العربية السعودية «لديها ما يكفي من الأراضي لإقامة دولة للفلسطينيين فيها». وأوضح نتنياهو في مقابلة مع القناة الـ14 العبرية: «يُمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية، فلديهم الكثير من الأراضي هناك»، وعندما سُئل عن الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع، أضاف أنه «لن يتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعرض دولة إسرائيل للخطر»). مطالبتها بثمن التطبيع وحربي غزة وإيران لقد أكدت ردود الفعل التي قوبل بها «طوفان الأقصى» أنَّ «دولة الكيان» هي الوجه الآخر -أو على الأقل- الذراع المتقدمة لـ«أمريكا»، وفي ضوء هذه الحقيقة المرة تتباهى هذه الدولة المارقة في اعتداءاتها المتكررة وتعتبر نفسها مركز الإقليم -إن لم نقل العالم- بأكمله، وذلك ما جعل «سموتريتش» وزير مالية «الكيان» يحذر الجميع من التخلف عن قطار التطبيع، ويطالب السعودية -بنبرة تهديدية- بالمسارعة إلى التطبيع وإلى دفع ثمن ذلك التطبيع، بالإضافة إلى ثمن الحرب على «حماس» والهجوم على «إيران» على اعتبار انهما مهددان لـ«لمملكة» بقدر تهديدهما لـ«الكيان»، وذلك ما يُفهم من استهلال الصحفية «داليا بطرس» تغطيتها الإخبارية المعنونة [وزير إسرائيلي يطالب السعودية بـ"دفع تكاليف الحرب مع ايران"] الذي نشره موقع ««أخبار مصر الآن» في الـ29 من يونيو الماضي بما يلي: ( قال وزير المالية الإسرائيلي «سموتريتش» -يوم السبت-: خلال اتفاقيات أبراهام يمكن بناء شرق أوسط جديد، تكون فيه إسرائيل محورًا رئيسيًّا يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا. وأضاف: من مصلحة دول مثل السعودية الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وينبغي أن تكون السعودية هي من 'تدفع' ثمن السلام مع إسرائيل. وتابع قائلا: 'لقد بذلنا بالفعل جهدًا شاقًّا في مواجهة «إيران» و«حماس» اللتين تهددانها بقدر ما تهدداننا).


26 سبتمبر نيت
منذ 5 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
اليمن يتصدر محور المقاومة
أثبت الموقف اليمني المساند لأشقائه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومواجهة اليمن المباشرة قيادة وجيشاً وشعباً لأمريكا وإسرائيل والانتصار عليهما في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس رغم عدم تكافؤ المواجهة معهما بأن هزائم الجيوش العربية المتتالية أمام الجيش الصهيوني أثناء حروبهم معه مُنذ تأسيس الكيان اللقيط في 15 مايو عام 1948م وما تلا ذلك من حروب خلال العقود الماضية لم تكن هذه الهزائم تأتي من قلة في العُدة والعتاد والفارق في الإمكانيات بل على العكس فقد كانت إمكانيات العرب أكبر بكثير من إمكانيات العدو الصهيوني وقادرة على التغلب عليه وتحرير فلسطين عمليا بدل التهديد برمي إسرائيل في البحر إعلاميا وإنما كانت الهزائم بسبب عدم إيمان الأنظمة العربية وحُكامها بعدالة القضية الفلسطينية وغياب الإرادة الوطنية وعدم الدخول في المواجهة كواجب ديني وقومي لنصرة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى عقدة الخوف التي حلت على العرب جميعا تقدميين ورجعيين حسب ما كانوا يصنفون أنظمتهم ويوجه كل نظام منهما الاتهام للفريق الآخر بتحميله مسؤولية الهزائم التي أصابتهم وجعلتهم يعتقدون بأن الجيش الصهيوني جيش لا يُقهر فتجنبوا مواجهته لا حقا وتركوه يُعربد في المنطقة بل ويحتل بلدانا عربية كما فعل حين احتل لبنان بداية الثمانينات من القرن الماضي بقيادة المجرم شارون قبل أن يجبره حزب الله على الانسحاب عام 2000م ويخوض معه مقاتلوا الحزب معركة غير متكافئة عام 2006م عندما حاول احتلال لبنان مرة أخرى واستطاع حزب الله أن يهزمه ويجبره على وقف إطلاق النار. يأتي موقف اليمن المُعتدى عليه من قبل جيرانه والمحاصر مُنذ عشرة أعوام ليعري العرب جميعاً ويكشف حقيقة تخاذلهم وتآمرهم على القضية الفلسطينية في محاولة منهم لتصفيتها حتى يتخلصوا من الصداع الذي سببته لهم وجعلتهم أقزاما أمام الآخرين، بل إن العدو الصهيوني صار الكثير من قادته يسخرون من العرب وموقفهم مما يجري في غزة على مدار اثنين وعشرين شهراً من حصار وتجويع وارتكاب جرائم إبادة جماعية على أيدي الجيش الصهيوني لم يشهد لها التاريخ مثيلا بدعم أمريكي مباشر ومساندة غربية وصمت عالمي مُريب ويتساءلون أين العرب؟! ولأن العرب بحكم تجاربهم مع العدو الصهيوني وتعرضهم لهزائم متتالية منه فقد سخروا بداية من الموقف اليمني المساند للأشقاء في قطاع غزة وانضمام اليمن إلى محور المقاومة معتقدين أنما يقوم به اليمن هو فعل من باب المزايدة أو كما وصفه البعض بأنه مسرحية لكن عندما تمكن اليمن من فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني ومنع سفنه وسفن الشركات المتعاونة معه من العبور في البحرين العربي والأحمر وحال دون وصولها إلى الموانئ في جنوب فلسطين المحتلة وليفرض فيما بعد حصاراً جوي جزئياً من خلال فصف مطار اللد المُسمى بن غوريون وتطور الحصار البحري ليمتد إلى ميناء حيفا أشهر الموانئ الصهيونية وليصبح اليمن متصدراً لمحور المقاومة تغير الموقف العربي من عمليات اليمن المساندة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تزداد تصاعدا بعد أن وجد العرب أنفسهم أنظمة وحكاما أمام ضغوط أمريكية وإسرائيلية تطلب منهم التدخل لدى اليمن لوقف عملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ووقف قصف المدن الصهيونية بالصواريخ فرط صوتية والطيران المسير وقد ردت القيادة اليمنية على هؤلاء الفضوليين العرب بأن إيقاف اليمن لعملية إسناده في البحر والجو مرتبط بشكل أساسي بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات وهو مالم يقبل به العدو الصهيوني حيث سيشكل له ذلك هزيمة مطلقة بدلا ما كان يروج لنفسه إعلاميا بأنه يسعى إلى تحقيق النصر المطلق. ورغم محاولة العدو الأمريكي والإسرائيلي الحد من عمليات الإسناد اليمنية من خلال عدوانهما على اليمن وقصف منشآته المدنية مستخدمين كلما أوتوا من قوة فإن ذلك لم يثني اليمن عن موقفه المساند الذي أفقد أمريكا وإسرائيل القدرة على التمييز بين قصفهم للأهداف المدنية وبين ما يعتقدون أنها أهداف عسكرية بدليل إن العدو الصهيوني قام مؤخرا بشن غارات على موانئ الحديدة ومحطة الكهرباء وهي نفس الأهداف التي سبق له وقصفها عدة مرات، بينما اليمن يستهدف في مناطق الكيان الصهيوني أهدافا حساسة وحيوية، ولأن العدو الصهيوني تمادى في قصف الأهداف المدنية في اليمن فقد تم الرد عليه بعد فترة قصيرة من قصفه لها بقصف أهداف مماثلة في إطار معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء بأحد عشر صاروخا وطائرة مسيرة طالت مطار بن غوريون وميناء أسدود ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلان وميناء أم الرشراش وقد حققت العملية أهدافها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي للصواريخ اليمنية والطيران المسير حسب تأكيد بيان القوات المسلحة اليمنية واعتراف العدو الصهيوني بما لحقه من أضرار وإدخال الشعب اليهودي بالكامل إلى الملاجئ وإيقاف الحركة الجوية في مطار بن غوريون أثناء القصف، وهو الأمر الذي جعل عددا من القادة الصهاينة يؤكدون في تصريحات لهم بأن اليمن أصبح العدو الأخطر على إسرائيل. وقد جاءت عملية القوات البحرية اليمنية بالتعاون مع القوات الصاروخية والطيران المسير المتمثلة في إغراق سفينتين في البحر الأحمر مؤخرا خرقتا قرار اليمن بحظر الملاحة إلى موانئ الكيان الصهيوني إسنادا لغزة ولم يلتزم طاقم السفينتين بالتحذيرات التي وجهت لهما لتصيب العدو الصهيوني في مقتل ولتجعل أمريكا عبر وزارة خارجيتها تزبد وترعد وتهدد غير مستفيدة من مواجهة اليمن جيشا وشعبا في البحر الأحمر لما يقارب الشهرين لتنتهي المواجهة بهزيمة أمريكا أقوى دولة في العالم وإجبارها على سحب حاملات طائراتها وقطعها الحربية من البحر الأحمر بفعل الضربات اليمنية وإذا ما كررت المواجهة مع اليمن دفاعا وحماية عن الكيان الصهيوني فستلاقي نفس المصير ولا تخيف اليمن تهديداتها، مع أنها قادرة على أن تنهي كل هذه الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة لو أرادت من خلال الضغط على الكيان الصهيوني الذي تدعمه مادياً وعسكرياً وتدافع عنه سياسياً في مجلس الأمن الدولي لإيقاف عدوانه على غزة ورفع الحصار عن أبنائه الذين يموتون جوعا كما يموتون بالقصف اليومي عليهم على مدار الساعة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة خارج معبر رفح الذي يربط بين سيناء المصرية وقطاع غزة ولكن مصر للأسف الشديد أصبحت عاجزة عن ممارسة أي نفوذ كونها أكبر دولة عربية كانت متبنية للقضية الفلسطينية ودفعت من أجلها ثمنا باهظا وبعد إخراجها وإخراج جيش مصر من معادلة الصراع العربي –الإسرائيلي أصبحت مصر من خلال حيادها وكأنها الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي بل وكأنها راضية بما يحدث لأبناء غزة من إبادة جماعية حيث لا يوجد لها موقف يمكن أن يُعتد به وسكوتها على ما تقوم به إسرائيل في غزة كما يقولون علامة الرضا.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
معهد أمريكي : إدراج حزب الإصلاح على قائمة الإرهاب اول خطوات السلام في اليمن
دعا معهد بحثي أمريكي بإدراج حزب الإصلاح الذراع المحلي للإخوان في اليمن على قوائم الإرهاب ، مؤكداً ان ذلك أول خطوات السلام. ونشر المعهد الامريكي للمشاريع البحثية (AEI) دراسة للباحث الأمريكي مايكل روبين تطرق فيها الى المعارضة التي تبديها الأوساط السياسية والدبلوماسية في الغرب من تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. ويشير الباحث الى التبرير الغربي بأن 'الشبكة الواسعة من تصنيفات الإرهاب سوف تؤدي إلى نتائج عكسية' ، مستشهداً بالرفض الأوروبي السابق لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية ، بحجة أن ذلك بذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان بسبب اندماج حزب الله في النسيج السياسي للبلاد. الا أنه يُشير الى نتائج الضربات الإسرائيلية العنيفة التي أطاحت بقيادات حزب الله العام الماضي ، وكيف أنها تسبب في إحياء آمال لبنان في السلام بعد عقود من الحرب. روبين تطرق الى النقاش الدائر حالياً في أمريكا حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية ، على غرار ما قام به حلفاء واشنطن مثل البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة. موضحاً بان وزارة الخارجية لا تزال تُقاوم هذا التصنيف الواسع لسببين أولًا أن جماعة الإخوان المسلمين منظمةٌ مُنتشرة؛ بالإضافة الى أنها أيديولوجيةٌ أيضًا ويخشى الدبلوماسيون تحديدَ حدود الجماعة ، ثانيًا، ما يواجه البيت الأبيض من ضغوط من قبل دولٍ متعاطفة مع الإخوان المسلمين أو تابعةٍ لهم، مثل قطر وتركيا. وإزاء ذلك ، يقترح الباحث على وزارة الخارجية الأمريكية تجاوز الجدل أن تقوم بتصنيف فروع محددة لجماعة الإخوان المسلمين، التي لا يمكن إنكار سجلها الإرهابي. ومن هذا الفروع فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن المتمثل بحزب الإصلاح الذي يؤكد روبين بأنه يحتضن الإرهاب، مضيفاً :إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن السلام في اليمن ، فمن الضروري أيضاً تسمية التجمع اليمني للإصلاح في قوائم الإرهاب. وينتقد الباحث الأمريكي منح لجنة نوبل النرويجية جائزتها عام 2011م الى الناشطة بحزب الإصلاح توكل كرمان ، معتبراً ان ذلك محاولة من اللجنة النرويجية لـ'تبييض صورة جماعة الإخوان المسلمين'. ويشرح قائلاً : ضاعف حزب الإصلاح اليمني من هجماته الإرهابية بعد جائزة كرمان ، في العام نفسه الذي منحها فيه النرويجيون الجائزة، احتمى أنور العولقي، داعية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في منازل كبار مسؤولي الإصلاح. ويسرد الباحث دلائل على ارتباط الإصلاح بالقاعدة ، حيث يشير الى تعاون الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية التابعة لحزب الإصلاح مع المجلس الأهلي الحضرمي الذي يديره تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال فترة سيطرة الجماعة الإرهابية على مدينة المكلا الساحلية بين عامي 2015 و2016 ، بالإضافة الى دعوات صدرت عن قادة الإصلاح بإشراك القاعدة في إدارة شؤون اليمن. مشيراً الى إدراج واشنطن والأمم المتحدة للقيادي البارز في حزب الإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني، على قوائم الإرهاب ، مشيراً الى ان الزنداني يُعتبر شريك مقرب من مؤسس القاعدة أسامة بن لادن. وفي ديسمبر 2016، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية الحسن علي علي أبكر، رئيس فرع حزب الإصلاح في محافظة الجوف، بتهمة 'تقديم الدعم المالي والمادي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية' ، وفي العام التالي، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على خالد علي العرادة، عضو مجلس قيادة حزب الإصلاح، لكونه عضوًا في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. في أكتوبر/تشرين الأول 2024، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية رجل الأعمال اليمني والقيادي في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، 'داعمًا دوليًا بارزًا لحماس'. وفي حين يؤكد الباحث أن 'سجل الإصلاح اليمني غني عن التعريف' في ارتباطه مع الجماعات الإرهابية ، يُعبر عن استغرابه من استهداف واشنطن للحوثين بسبب إرهابهم بينما تتعاون مع حزب الإصلاح باعترافها بهم كجزء من الحكومة اليمنية. معلقاً بالقول :يحق لحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين التشكيك في جدية واشنطن في تمكينها حليفاً للقاعدة ، واصفاً خشية الدبلوماسيون من أن تصنيف حزب الإصلاح اليمني كمنظمة إرهابية قد يزعزع استقرار اليمن، بأنه 'هراء'. وختم بالقول :إن تمكين جبهة القاعدة لن يحقق الاستقرار أو السلام في اليمن؛ بل سيضمن استمرار فشلها ، حزب الإصلاح اليمني جماعة إرهابية تمامًا مثل حماس والحوثيين؛ وقد حان الوقت لمعاملته على هذا الأساس، وإعلام جميع اليمنيين بأن المجتمع الدولي سيقف إلى جانبهم ضد جميع المتطرفين، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو الطائفية.