logo
"شات جي بي تي" يخفف الوحدة.. هل يحل محل المعالج النفسي؟

"شات جي بي تي" يخفف الوحدة.. هل يحل محل المعالج النفسي؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

لم يعد "شات جي بي تي" مجرد أداة للحصول على المعلومات، بل تطور ليُستخدم بشكل واسع في تقديم النصائح العاطفية، ومشاركة الحديث حول مشكلات العمل أو العلاقات الأسرية والاجتماعية. كما يلجأ إليه كثيرون كوسيلة لتخفيف مشاعر القلق، التوتر، الحزن، أو حتى الوحدة.
وبهذا الدور الجديد، يبرز سؤال مهم: هل يمكن أن يتحول شات جي بي تي مستقبلا إلى بديل للمعالج النفسي أو الصديق الحقيقي؟
رفيق فعال لتقديم الدعم النفسي
ساهمت عدة عوامل في تحويل "شات جي بي تي" إلى أداة مستخدمة على نطاق واسع في مجال دعم الصحة النفسية، من أبرزها صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية النفسية التقليدية. ففي كثير من الدول، لا يزال طلب المساعدة النفسية مرتبطا بوصمة اجتماعية، إلى جانب النقص الكبير في عدد الاختصاصيين النفسيين، وارتفاع تكاليف العلاج، مما يجعل الدعم النفسي خارج متناول فئات واسعة من الناس.
وفي هذا السياق، يبرز "شات جي بي تي" كمنصة مجانية وسهلة الوصول، تتيح للجميع مساحة للتعبير دون أحكام أو تحيّزات. فالذكاء الاصطناعي لا يحاكم ولا ينتقد، مما يوفر بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر ومشاركة الهموم بعيدا عن الخوف من ردود الفعل السلبية.
ومع تسارع وتيرة الحياة وتراجع العلاقات الاجتماعية المباشرة، ازداد الشعور بالوحدة لدى كثيرين، مما جعل من الذكاء الاصطناعي وسيلة بديلة للتواصل والدعم العاطفي. وبفضل قدرته على التعلم وتذكر المعلومات، يستطيع "شات جي بي تي" أن يقدم دعما متكيفا مع شخصية المستخدم وظروفه الخاصة.
وهذا الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية دفع الباحثين إلى إجراء دراسات متعمقة لفهم هذه الظاهرة وتقييم فعاليتها وجدواها على المدى الطويل.
وأجريت إحدى الدراسات على مجموعة من المرضى الذين يعانون من مشكلات نفسية، حيث استخدموا الذكاء الاصطناعي لمدة أسبوعين، تلتها جلسات منتظمة مع مختصين في الصحة النفسية. وقد عبّر معظم المشاركين عن رضاهم الكبير تجاه التجربة، واعتبروها مفيدة على عدة مستويات.
وعند تقييم نتائج الدراسة، تبيّن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم فوائد حقيقية، من بينها توفير نوع من الدعم السلوكي المعرفي، وتعزيز الوعي النفسي، إلى جانب المساعدة في تقديم الدعم العاطفي، وتمكين المرضى من فهم مشكلاتهم بشكل أوضح وتحديد أهدافهم الشخصية.
لكن الدراسة كشفت أيضا عن عدد من التحديات والقيود، أبرزها محدودية الدقة والموثوقية، وعدم قدرة الذكاء الاصطناعي على إجراء تقييمات نفسية شاملة أو تقديم تشخيص واقعي للحالات.
كما أظهرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قد يعجز عن استيعاب الفروق اللغوية والثقافية، ويواجه صعوبة في فهم الخلفيات الاجتماعية للمستخدمين. إضافة إلى ذلك، لوحظ ميله أحيانا إلى مجاملة المستخدمين وتقديم نصائح ترضيهم، حتى وإن لم تكن دقيقة أو مناسبة من الناحية العلاجية.
حدود لا يمكن تجاوزها
بناء على العديد من الدراسات، يعتقد الخبراء بوجود إمكانيات واعدة للذكاء الاصطناعي في مجال دعم الصحة النفسية، مع ذلك من المهم للغاية فهم حدود استخداماته. فـ"شات جي بي تي" ليس معالجا نفسيا مدربا، ولا يمكنه التعامل مع الأزمات النفسية الطارئة ولا يمكن أن يقدم علاجا لأمراض نفسية مثل الذهان أو الاكتئاب الحاد أو غيرها.
وعلى الرغم من قدرته على تقديم الدعم النفسي، فإنه ليس قادرا على تقديم التعاطف الإنساني، ولا يمكن استبداله بالتفاعل البشري المباشر، الذي يعد عنصرا أساسيا في عملية الشفاء والدعم النفسي.
وتقول اختصاصية علم النفس، ميكي لي إليمبابي: "يقتصر دور شات جي بي تي على كونه أداة تكميلية قد تصاحب رحلتك في العناية بصحتك النفسية". وتضيف: "عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الإنسانية والتواصل العاطفي، لا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يحل مكان الصديق الحقيقي، أو الحضور الفيزيائي للمعالج النفسي".
ويواجه "شات جي بي تي" عدة قيود في مجال الدعم النفسي، أبرزها ضعف قدرته على التحقق من المعلومات، مما يجعله عرضة لنشر محتوى مضلل، ويؤكد عدم صلاحيته كأداة لتشخيص الاضطرابات النفسية.
إلى جانب ذلك، تثير مسألة الخصوصية قلقا واسعا، إذ تُخزن البيانات الشخصية وتُحلل دون ضمانات أمنية كافية لحمايتها.
كما حذّرت بعض الدراسات من آثار نفسية سلبية محتملة على المدى الطويل، خاصة إذا اعتمد المستخدمون على الذكاء الاصطناعي بديلا للتفاعل البشري، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية نتيجة تشخيصات غير دقيقة وخطط علاجية غير فعالة.
كيف يساعدك شات جي بي تي في تحسين صحتك النفسية؟
على الرغم من عدم قدرته على تقديم بديل عن العلاج النفسي ودفء العلاقات الإنسانية، فإنه لا يزال بإمكاننا استخدامه بطرق تساعد على دعم صحتنا النفسية، بما في ذلك:
كتابة اليوميات بطريقة منظمة
قد تواجه صعوبة أحيانا في التعبير عن مشاعرك، خاصة في الأوقات العصيبة. هنا يمكن لشات جي بي تي أن يساعدك في بدء عملية الكتابة عبر طرح أسئلة موجهة، أو تقديم منهجية فعالة لتدوين مشاعرك، مما يساعدك في فهم واستيعاب الصعوبات التي تمر بها ومحاولة إيجاد حلول للتخلص منها.
إذا كنت تعاني من تشتت الأفكار أو القلق الناتج عن كثرة المهام، يمكن أن يساعدك "شات جي بي تي" على تفريغ أفكارك ثم ترتيب المهام حسب الأولوية. هذه الأداة مفيدة خصوصا لمن يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه "إيه دي إتش دي" (ADHD) أو القلق المرتبط بالإنتاجية.
التعلم الذاتي والتثقيف النفسي
من أبرز أدوار "شات جي بي تي" أنه يشكل مصدرا معرفيا مرنا وسهل الوصول، يشرح مفاهيم مثل اضطرابات القلق، وأعراض الاكتئاب، وإستراتيجيات التأقلم كتمارين التنفس أو اليقظة الذهنية (Mindfulness). وهو بذلك يساعد المستخدم على فهم ذاته بشكل أعمق، دون الحاجة للبحث العشوائي والمشتت عبر الإنترنت.
دعم اتخاذ القرار في العلاقات والتواصل
في بعض المواقف، قد يكون من الصعب الرد على رسائل مؤذية أو خوض محادثات شائكة، خاصة عندما تطغى المشاعر والانفعالات. في مثل هذه الحالات، يمكن لشات جي بي تي أن يساعد في صياغة ردود هادئة ولبقة، تحميك من التوتر والمواجهة الحادة. وتبرز أهمية هذه الميزة في المواقف التي تتطلب ضبط النفس والحفاظ على حدود صحية في التعامل مع الآخرين.
توفير اقتراحات بين جلسات العلاج
إذا كنت تخضع لعلاج نفسي، يمكن أن يكون شات جي بي تي رفيقا داعما بين الجلسات. إذ يساعدك في استكشاف كتب أو بودكاست متعلق بمشكلتك، أو حتى مساعدتك في تحضير ملاحظات لعرضها على معالجك في الجلسة القادمة.
وأخيرا يمكن اعتبار "شات جي بي تي" أداة فعالة قد تسهم في دعم الصحة النفسية من خلال تعزيز الوعي الذاتي، وتنظيم الأفكار، والتخفيف من القلق والتوتر، ومساعدتك على التعبير عن مشاعرك. ومع ذلك، ورغم دوره كمرافق رقمي ذكي، فإنه لا يمكن أن يحل محل المعالج النفسي أو يغني عن صديق حقيقي يقدم دعما إنسانيا صادقا وعاطفة ملموسة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالدوحة يدعو لتكنولوجيا تحترم القيم الإنسانية
مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالدوحة يدعو لتكنولوجيا تحترم القيم الإنسانية

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالدوحة يدعو لتكنولوجيا تحترم القيم الإنسانية

الدوحة– أكد مشاركون في المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان الذي يعقد في الدوحة ضرورة وضع أُطر حوكمة رشيدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، تضمن احترام القيم الإنسانية العالمية وتحول دون استخدامها في المساس بحقوق الإنسان أو تقييد الحريات أو خداع الأفراد. وخلال جلسة "الحاجة إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي.. أفضل الممارسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي وفقًا للمعايير الأخلاقية"، شدد خبراء ومتحدثون على أهمية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تعتمد منذ مراحل التصميم والتطوير وحتى التشغيل على مبادئ الشفافية والمساءلة وعدم التمييز، بحيث تصبح هذه التكنولوجيا قوة مساندة للعدالة والكرامة الإنسانية، ولا تكون أداة تهددها أو تقيدها. كما تناول المشاركون الجوانب الرئيسية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بدءًا من تقييم مدى استعداد البلدان والمنظمات لتبنيه مع الحفاظ على حقوق الإنسان إلى تطوير إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي الوطنية المتجذرة في المبادئ الأخلاقية. دون تقييد وناقش الخبراء أفضل الممارسات من اتفاقيات الذكاء الاصطناعي العالمية، والطرق المتبعة لبناء أنظمة شاملة له، تضمن الوصول العادل، والمشهد المتطور للأطر التنظيمية الدولية والإقليمية والوطنية، محذرين من أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب ألا يؤدي إلى خداع الأفراد أو فرض قيود غير مبررة على حقوقهم وحرياتهم. كما ركزت الجلسة على الأبعاد الحاسمة لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مدى جاهزية الدول والمؤسسات لتبني هذه التكنولوجيا مع ضمان احترام حقوق الإنسان وتطوير إستراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تستند إلى القيم الأخلاقية، واستعراض أفضل الممارسات من الأطر الدولية، وتعزيز بيئات الذكاء الاصطناعي الشاملة التي تضمن وصولا عادلا للجميع. من جهتها، سلّطت رئيسة لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لورا ماريا كراسيونيان تاتو، الضوء على الأهمية المتزايدة للدور الذي تؤديه وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، ك منظمة العمل الدولية و اليونسكو ، في صياغة التفسيرات المعاصرة والمتجددة لمفاهيم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يواكب التحولات التقنية والاجتماعية التي يشهدها العالم، وعلى رأسها تطورات الذكاء الاصطناعي. وأكدت أن حقوق الإنسان، بجميع أبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تُعد متساوية في القيمة والأهمية، ولا ينبغي التعامل معها بتفاوت أو تجزئة موضحة أن هذا التكامل بين مختلف الحقوق يفرض مقاربة شاملة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، تقوم على احترام جميع الحقوق دون انتقاص. وأضافت أن التفسير المنهجي والمتماسك للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في توجيه جهود حوكمة الذكاء الاصطناعي، بما يضمن أن تبقى هذه التقنية ملتزمة بمبدأ احترام كرامة الإنسان وصونها، ومراعية للعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للفرص والمنافع. وقال المستشار في أمانة مبادرة الذكاء الاصطناعي في مجلس أوروبا، فاديم باك، إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يبدو واعدًا من حيث الإمكانات، لاسيما مع القدرة المتزايدة على قياس نتائجه بشكل كيفي وكمي بناءً على التجربة والممارسة. وأوضح أنه رغم ذلك، فإننا نواجه اليوم مخاطر حقيقية إذا لم يتم استخدام هذه التقنيات ضمن إطار قانوني وأخلاقي صارم حيث إن التجاوزات المحتملة، خصوصًا فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، ليست فرضيات نظرية، بل وقائع ممكنة وواقعية. ومن هذا المنطلق -يضيف المستشار باك- أنه يجب اعتماد مقاربة واضحة قائمة على تقييم المخاطر، سواء من خلال تطوير سياسات وطنية أو آليات دولية، تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا، وتحول دون أي توظيف يمس بالكرامة الإنسانية أو يهدد الحقوق الأساسية. من جهته، أكد عبد الرحمن محمد آل شافي، مدير إدارة السياسات والإستراتيجيات للأمن السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في قطر ، أن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني القطري تضم مكتبًا مخصصًا لحماية خصوصية البيانات يتعامل مع جميع الشكاوى المتعلقة بالامتثال القانوني، سواء من الأفراد أو المؤسسات، مضيفا أنهم "فخورون بأن قطر تشارك بنشاط في هذه الحوارات الحيوية، لاسيما فيما يتعلق بحق الخصوصية". وأكد أنهم يهدفون إلى تعزيز بيئة داعمة في قطر تمكّن الجهات التنظيمية وتُعزز التعاون المشترك بين مختلف القطاعات في قضايا الذكاء الاصطناعي. الفوائد أكبر وعبر مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في قطر حسن جاسم السيد، عن رؤيته المتفائلة إزاء مستقبل هذه التقنية، قائلا: إن الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته فرصا هائلة لتعزيز جودة الحياة وتطوير الخدمات في مختلف القطاعات، غير أن ثمة مخاطر حقيقية لا يجوز تجاهلها. ولفت إلى أنه رغم هذا التحدي، "نؤمن بأن وضع أُطر تنظيمية واضحة ومرنة، ومستندة إلى مبادئ الشفافية والمساءلة وحماية حقوق الأفراد، يمكنه أن يحول دون أي إساءة استخدام للتقنية، ويضمن توجيهها نحو تحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع". إعلان وأضاف، في السياق، ستتجاوز فوائد الذكاء الاصطناعي مخاطره بكثير، وستصبح هذه الأنظمة داعما أساسيا للتنمية المستدامة والتحول الرقمي في قطر والعالم. وشدد على أن الحوار المستمر بين الجهات الحكومية والخبراء وصنّاع القرار هو حجر الزاوية لوضع سياسات تضمن التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق، مع ضرورة العمل على تدريب الكوادر الوطنية وتعزيز البنية التحتية القانونية والتقنية لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.

علماء روس يبتكرون مادة تصدر أشعة قاتلة للبكتيريا
علماء روس يبتكرون مادة تصدر أشعة قاتلة للبكتيريا

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

علماء روس يبتكرون مادة تصدر أشعة قاتلة للبكتيريا

ابتكر علماء روس مادة جديدة قادرة على إصدار ضوء فوق بنفسجي لمدة قياسية تصل إلى 40 دقيقة، ما يؤدي إلى قتل ما يصل إلى 99.9 بالمئة من البكتيريا. وأثبت الدراسة أنه يمكن استخدام الخصائص القاتلة للبكتيريا لفوسفات الإيتريوم في تطهير مختلف السوائل والأسطح، ما يعني أنها يمكن أن تحل محل مصابيح الأشعة فوق البنفسجية الزئبقية. وأظهرت العينات التجريبية توهج المركب لمدة تصل إلى قرابة 40 دقيقة، ما أُعتبر رقماً قياسياً، مقارنة بنتائج دراسة مماثلة أجريت في الصين حققت توهجاً مدته 15 دقيقة فقط. وقد ابتكر باحثون في جامعة الأورال نماذج من مساحيق فوسفات الإيتريوم والسيراميك بعد شحن مركب بالأشعة السينية، ما أدى إلى توهجه بضوء فوق بنفسجي لفترة طويلة، مطهراً الأسطح. ويمتلك المركب الجديد مجموعة واسعة من التطبيقات العملية، حيث أن إشعاعه أكثر فعالية بنسبة 70 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية القريبة والمتوسطة، ما يجعله قادراً على قتل 99.9 بالمئة من البكتيريا. وفي سياق متصل، أوضحت يوليا كوزنتسوفا، كبيرة باحثي الدراسة، أنه إذا تم تغطية غرسة بطبقة من هذا المركب فسوف تتطهر بعد تعريضها للأشعة السينية، وسيستمر هذا التأثير إلى ما بعد تركيب الغرسة وتغطيتها بأنسجة الجسم، ما سيؤدي إلى قتل البكتيريا المكونة من البيئة الخارجية، ما يقضي على احتمال حدوث التهابات.

بتوجيهات من إيلون ماسك.. الحكومة الأميركية تتوسع في استخدام "غروك"
بتوجيهات من إيلون ماسك.. الحكومة الأميركية تتوسع في استخدام "غروك"

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

بتوجيهات من إيلون ماسك.. الحكومة الأميركية تتوسع في استخدام "غروك"

بدأت إدارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك في توجيه الهيئات الفدرالية المختلفة باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي"غروك" (Grok) المملوك لشركة "إكس إيه آي" (xAI) التابعة لإيلون ماسك، بحسب ما نقلته "رويترز" عن مصادر خاصة. وأضاف التقرير، أن موظفي الإدارة نفسها يعتمدون على هذا النموذج من أجل تحليل البيانات وتحسين الإنفاق في مختلف القطاعات، وهو الأمر الذي يعد خرقًا واضحًا لقوانين تضارب المصالح فضلًا عن تعريض بيانات ملايين المواطنين للخطر. وهو الأمر الذي عزز المخاوف لدى دعاة الخصوصية، الذين يرون أن أفراد إدارة الكفاءة الحكومية لا يهتمون بخصوصية البيانات وحمايتها مهملين بذلك العديد من القوانين والقيود الموضوعة لتنظيم التعامل مع البيانات الخاصة بالمواطنين. أشار تقرير "رويترز" إلى 3 مصادر مختلفة داخل الحكومة الأميركية، اثنان منها يعملان مع إدارة الكفاءة الحكومية ويطلعان على أنشطتها، وبحسب تصريحات المصدر الثاني، فإن موظفي إدارة الكفاءة الحكومية يستخدمون نسخا مخصصة من نموذج "غروك" وليس النسخة العامة، وهم يعتمدون على النموذج في تحليل البيانات وكتابة التقارير الخاصة بها. كما أجمع المصدر الثاني والثالث على أن موظفي إدارة ماسك طلبوا من وزارة الأمن الداخلي استخدام "غروك" رغم أن النموذج لم يحصل على الموافقات والتصريحات اللازمة لاستخدامه في الوكالات الفدرالية والأماكن الحساسة، ولكن "رويترز" لم تتمكن من تحديد نوع البيانات المستخدمة مع "غروك" أو حتى وجود نسخة خاصة منه أم لا. أما وزارة الأمن الداخلي، فقد قالت في بيان رسمي، إنها لا تعتمد على أي أداة ذكاء اصطناعي رسميا أو حتى طلبت من موظفيها الاعتماد على أداة بعينها، وأشار المتحدث الرسمي للإدارة بأن "إدارة الكفاءة تهدف إلى مواجهة الفساد ومكافحته" في إشارة منه، لأن مثل هذه الاتهامات تتعارض مباشرة مع الهدف من إنشاء الإدارة في الأساس، وتجاهل البيت الأبيض وشركة "إكس إيه آي" الاستفسارات من "رويترز". ميزة تنافسية لا تضاهى وقال كاري كوجليانيز، الخبير في اللوائح الفدرالية والأخلاقيات في جامعة بنسلفانيا لوكالة رويترز "إن تدريب نموذج "غروك" على البيانات الحكومية الآن، يمنح النموذج ميزة تنافسية غير عادلة ولا يوجد لدى النماذج الأخرى المنافسة، وهو ما قد يكون عاملًا محوريًا عند اختيار نموذج ذكاء اصطناعي للتعاقدات الحكومية، لذا فإن شركة "إكس إيه آي" ورئيسها إيلون ماسك، ينتفعون مباشرة من استخدام النموذج في الإدارات الحكومية المختلفة". وبعيدًا عن المخاوف من الخصوصية والاختراق ووصول الشركات الخاصة إلى البيانات السرية لملايين المواطنين، فإن استخدام الهيئات الفدرالية لنموذج "غروك" أو أي نموذج ذكاء اصطناعي آخر رسميا، يتطلب تعاقدًا رسميًا مع الشركة مقدمة هذا النموذج، وبالتالي يتطلب أن تدفع الحكومة الفدرالية قيمة الاشتراكات لشركة "إكس إيه آي"، بحسب الوكالة. أثار هذا الأمر حفيظة العديد من أساتذة القانون في مختلف الجامعات الأميركية، ومنهم ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي للرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش وأستاذ في جامعة مينيسوتا، الذي قال إن هذا التصرف، إن كان بعلم إيلون ماسك فإنه يضعه تحت طائلة القانون كونه ينتفع مباشرةً من هذا الأمر، وأما إن لم يكن بعلمه، فهذا لا يضع ماسك أو الموظفين تحت طائلة القانون مباشرة، ولكن يجب على البيت الأبيض حينها، أن يتدخل كون ماسك يستغل منصبه لمكسبه الخاص. وتتزامن هذه الأنباء مع تركيز إدارة الكفاءة الحكومية بقيادة أبرز موظفيها كايل شوت وإدوارد كورستين اللذين يدفعان الوكالات الفدرالية إلى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي عموما، وكلاهما رفض الاستجابة لطلبات "رويترز". وعلى صعيد آخر، فقد طالب موظفو إدارة الكفاءة الحكومية بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بموظفي وزارة الأمن الداخلي، وذلك من أجل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي للتعرف إلى ولاء الموظفين السياسي، وإن كان أحدهم يعارض مباشرة إدارة ترامب ، ناهيك عن رسالة وصلت إلى عشرات الموظفين في وزارة الدفاع تخبرهم أن حواسيبهم تخضع للمراقبة من خوارزمية خاصة لتحليل استخدامهم الحواسيب، ولكن لم يتم إخبارهم بنوع الأداة أو الهدف منها. لم تستطع "رويترز" التحقق إن كان "غروك" هو الأداة المذكورة في الحالتين، ولكن مثل هذا الاستخدام ليس خارج قدراته، ولكنه يمثل انتهاكًا مباشرًا لقوانين الحريات بحسب ما قال كوجليانيز، الخبير في اللوائح الفدرالية والأخلاقيات في جامعة بنسلفانيا. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الأمن الداخلي بدأت منذ عدة أعوام في استخدام نماذج الاصطناعي العامة فضلًا عن نموذج خاص بها تم تطويره بشكل يحافظ على سرية البيانات، ويهدف الأمر إلى أن تكون الوزارة أول من يستغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفدرالية، ولكن بعد أقل من عام، أوقفت الوزارة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي العامة قاصرةً الاستخدام على روبوت الدردشة الداخلي الذي تم تطويره خصيصًا لها خوفًا على خصوصية البيانات وسريتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store