
مع تقارير عن "فرصة أخيرة" للدبلوماسية.. إسرائيل وإيران تترقبان قرار ترمب
لم يحسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفه بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران رغم تصعيد الخطاب ضد قادتها، في الوقت الذي يترقب فيه كبار المسؤولين في إسرائيل لمعرفة قراره بشأن إمكانية تدخل الولايات المتحدة "في مرحلة ما" في الحرب بين تل أبيب وطهران، وسط تقارير عن إعطاء "فرصة أخيرة" للجهود الدبلوماسية.
وحذّر ترمب، الثلاثاء، من أن صبر الولايات المتحدة "بدأ ينفد"، ودعا إيران إلى "استسلام غير مشروط" مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها السادس.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم، إن الرئيس ترمب اجتمع مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض، ولكن "لم يُتخذ أي قرار" بشأن المضي قدماً في تنفيذ هجوم ضد إيران، وإن الهجوم كان "مجرد أحد الخيارات التي نُوقشت".
ووفق الصحيفة، يُعد هذا التصعيد خطوة لافتة في سياسة الضغط على إيران، إذ لمّح ترمب للمرة الأولى إلى أنه يدرس استخدام القوات الأميركية ليس فقط للحد من برنامج إيران النووي، بل ربما لاستهداف القيادة الإيرانية أيضاً.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، قال ترمب عدة مرات إنه يفضّل التفاوض مع طهران، التي تؤكد أن أنشطتها النووية لأغراض سلمية. لكن الرئيس الأميركي غيّر مساره فجأة خلال الأيام الأخيرة، بعد أن أشار مساعدوه إلى أنه توصّل إلى قناعة بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران بات أمراً غير مرجح إلى حد كبير.
ومنذ أن شنت إسرائيل ضرباتها، يوم الجمعة الماضي، ضم ترمب صوته بشكل أكبر مع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن ترمب لا يزال يتمسك بإمكانية أن يدفع التهديد بعمل عسكري طهران إلى الإذعان لمطالبه بإنهاء عملية تخصيب المواد الانشطارية، وهي عنصر أساسي في صناعة السلاح النووي. وقال ترمب، الاثنين، إن إيران أبدت رغبة في استئناف المحادثات.
وفي طريقه إلى واشنطن بعد مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا، صرح ترمب بأنه لا يسعى إلى "وقف إطلاق نار"، بل إلى "نهاية حقيقية" لطموحات إيران النووية.
ترقب في إسرائيل
وأشارت شبكة CNN، إلى أنه بعد أيام من الهجمات الإسرائيلية على إيران، واستهداف برنامجها النووي، ينتظر كبار المسؤولين الإسرائيليين معرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي سيساعدهم في "إنهاء المهمة".
وذكرت أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين كانوا على اتصال متكرر بشأن سير العمليات العسكرية الإسرائيلية في إيران، وإمكانية تدخل الولايات المتحدة.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "نحن بانتظار قرار الرئيس"، فيما قال اثنان من المسؤولين الإسرائيليين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لا يحث ترمب صراحةً" على الموافقة على الضربات الأميركية على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية التي تقع تحت جبل.
ويأمل نتنياهو، مثل غيره من المسؤولين الإسرائيليين، أن يتوصل ترمب إلى هذا القرار بنفسه، دون أن يشعر بأنه "تعرّض لضغوط من نظيره الإسرائيلي".
وقال مسؤول إسرائيلي ثالث إن "العملية برمتها مبنية على حقيقة أن الولايات المتحدة ستنضم في مرحلة ما".
ويصر المسؤولون الإسرائيليون، على أن إسرائيل لديها خيارات أخرى لتدمير المنشأة النووية الإيرانية في "فوردو" أو على الأقل تعطيلها مؤقتاً، ولكن من غير المرجح أن يكون أي منها فعالاً مثل ضربة من قاذفات استراتيجية أميركية تستخدم قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل.
موقف "أكثر تشدداً" تجاه إيران
وذكرت شبكة ABC News الأميركية، أنه في الوقت الذي اجتمع الرئيس ترمب مع كبار مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، الثلاثاء، قال مسؤولون أميركيون، إن الساعات الـ24 إلى 48 المقبلة ستكون "حاسمة" في تحديد ما إذا كان لا يزال هناك مجال لحل دبلوماسي مع إيران، أو ما إذا كان الرئيس قد يلجأ إلى الخيار العسكري بدلاً من ذلك.
وصعّد ترمب إلى حد كبير من خطابه تجاه النظام الإيراني قبل الاجتماع. وفي حين قال إنه لا توجد نية لقتل المرشد الإيراني "في الوقت الراهن"، فإن تعليقاته تعكس موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران، في الوقت الذي يدرس فيه إمكان زيادة التدخل الأميركي.
وكتب ترمب على عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social)، إن مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف لكن "لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الراهن"، مضيفاً: "صبرنا ينفد". وبعد 3 دقائق كتب في منشور جديد "استسلام غير مشروط!".
وأدت رسائل ترمب المتناقضة والغامضة أحياناً، عن الصراع بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة، وإيران عدوها اللدود، إلى تعميق حالة الضبابية المحيطة بالأزمة.
وتنوعت تعليقاته العلنية بين التهديدات العسكرية والمبادرات الدبلوماسية، وهو أمر ليس غريباً على رئيس معروف بنهجه المتقلب في السياسة الخارجية.
وقال مصدر مطلع على المناقشات الداخلية، إن ترمب وفريقه يدرسون عدداً من الخيارات، بما في ذلك الانضمام إلى إسرائيل في توجيه ضربات ضد مواقع نووية إيرانية.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن ترمب تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء.
"فرصة أخيرة" للدبلوماسية
ورغم نبرة التصعيد الظاهرة، يواصل مفاوضون أميركيون تقييم الوضع بأن إيران في "موقف ضعف"، وقد تُجبر على العودة إلى طاولة المفاوضات، وقبول اتفاق يُلزمها بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، بحسب ما ذكره مسؤولون مشاركون في العملية الدبلوماسية لشبكة ABC News.
وفي ظل تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، ألمح النظام الإيراني إلى استعداداه لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد مسؤولون، مع التأكيد على أن إدارة ترمب تسعى إلى التزامات أكثر وضوحاً قبل أن تتراجع عن مسار التصعيد.
وإذا عادت إيران إلى طاولة المفاوضات ووافقت على التخلي عن تخصيب اليورانيوم، يعتقد مسؤولون أميركيون، أنه قد يُعقد اجتماع رفيع المستوى بقيادة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وربما بمشاركة نائب الرئيس جي دي فانس، في وقت مبكر هذا الأسبوع.
ورجحت الشبكة الأميركية، أن هذا السيناريو يتطلّب على الأرجح "تحركاً سريعاً" من إيران، خاصة أن الرئيس ترمب عبّر بالفعل عن نفاد صبره حيال الوضع في الشرق الأوسط.
ونقلت عن أشخاص مطلعون على تفكير الرئيس قولهم، إن "إحباطه يتزايد بسبب عدم قدرة إيران، بوضعها غير المستقر، على تقديم ردود فورية للإدارة، كما أنه يبدو غير مستعد للسماح بظهور صورة توحي بأن طهران نجحت في تحديه عسكرياً".
تموضع أميركي دفاعي
وذكرت ABC News، أن الجيش الأميركي بدأ فعلياً تحريك وحدات إضافية نحو منطقة الشرق الاوسط، بما في ذلك إرسال طائرات إضافية وحاملة طائرات ثانية مع مجموعتها القتالية إلى الشرق الأوسط، وهي تحركات وُصفت بأنها "ذات طابع دفاعي"، وفق مسؤولين.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، في مقابلة مع شبكة FOX News، الاثنين، عن الوضع العسكري الأميركي في المنطقة: "نحن أقوياء، نحن مستعدون، نحن في وضع دفاعي، ونحن موجودون".
ورغم أن إعادة تمركز القوات تهدف بشكل أساسي إلى حماية ما يُقدّر بنحو 40 ألف جندي أميركي متمركزين في المنطقة، فإنها تتيح في الوقت نفسه خيارات مفتوحة أمام إدارة ترمب إذا قررت تقديم دعم مباشر للهجوم الإسرائيلي المستمر ضد إيران.
في هذا السياق، قال أحد المسؤولين الأميركيين: "دورنا هو الحفاظ على جميع الخيارات على الطاولة، لكن وضعنا لا يزال دفاعياً".
وقال 3 مسؤولين أميركيين لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى.
وقال مصدر مطلع على تقارير استخباراتية أميركية، إن "إيران حرّكت بعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت تستهدف القوات الأميركية أم إسرائيل".
"وسيلة ضغط"
وأحد التساؤلات الرئيسية بحسب ABC News، يتعلق بإمكانية نشر الولايات المتحدة قاذفات B-2 الشبحية، وهي قاذفات استراتيجية ثقيلة قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات (Massive Ordnance Penetrator) تزن 30 ألف رطل، ربما تكون الوحيدة القادرة على تدمير المنشأة النووية الإيرانية العميقة تحت الأرض في موقع "فوردو" لتخصيب الوقود.
وتوجد حالياً جميع قاذفات B-2 البالغ عددها 19 طائرة في قاعدة "وايتمان" الجوية في ولاية ميزوري. وكانت ست منها قد نُشرت سابقاً في قاعدة دييجو جارسيا الجوية الواقعة في المحيط الهندي، وهي أقرب جغرافياً إلى إيران، لكنها استبدلت بقاذفات B-52 بعيدة المدى، التي لا يمكنها حمل القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير منشأة "فوردو".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي رفيع، الاثنين، قوله، إن "ترمب يرى أن القنابل الضخمة الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير منشأة التخصيب الإيرانية تحت الأرض في فوردو، التي تمتلكها الولايات المتحدة ولا تمتلكها إسرائيل، وسيلة ضغط رئيسية لحمل إيران على إبرام اتفاق".
ووصف المسؤول القرار بشأن القنابل الخارقة للتحصينات بأنه "نقطة تحوّل"، لافتاً إلى أن ترمب "يفكر بمفهوم الصفقات والضغط. وهذه وسيلة ضغط".
وبدأ الجيش الإسرائيلي هجمات على إيران، الجمعة، بهدف معلن هو القضاء على برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية. وردت إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بهجمات صاروخية على إسرائيل.
وواصل الجانبان تبادل الهجمات، ما أسفر عن سقوط وإصابة مدنيين وأثار مخاوف بين زعماء العالم المجتمعين في كندا هذا الأسبوع من أن أكبر مواجهة بينهما قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 18 دقائق
- العربية
الوكالة الذرية: إسرائيل دمرت مبنيين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي قرب طهران
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، أن ضربات عسكرية إسرائيلية استهدفت منشأتين في إيران تصنعان قطع غيار لأجهزة الطرد المركزي، وهي الآلات التي تُخصّب اليورانيوم، وحددت المنشأتين بأنهما ورشة تيسا كرج ومركز أبحاث طهران. وأضافت الوكالة عبر منصة "إكس": "في الموقع بطهران، جرى استهداف مبنى كان يستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وفي كرج، جرى تدمير مبنيين كانا يستخدمان لتصنيع مكونات مختلفة لأجهزة الطرد المركزي". At the Tehran site, one building was hit where advanced centrifuge rotors were manufactured and tested. At Karaj, two buildings were destroyed where different centrifuge components were manufactured. — IAEA - International Atomic Energy Agency ⚛️ (@iaeaorg) June 18, 2025 وقال الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، إنه هاجم موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لإنتاج الأسلحة للنظام الإيراني الليلة الماضية. وأضاف بالقول في بيان: "نفذت أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات، سلسلة غارات على أهداف عسكرية في منطقة طهران خلال الساعات الأخيرة". وأضاف الجيش: "تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي"، فضلا عن "عدة مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها منشآت لإنتاج المواد الخام والمركّبات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية التي أطلقها النظام الإيراني ولا يزال يطلقها باتجاه دولة إسرائيل". ومن بين الأهداف أيضا "مواقع لإنتاج أنظمة وقطع صواريخ أرض-جو المصممة لمهاجمة الطائرات". يأتي ذلك فيما قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سلامي، صباح اليوم الأربعاء، إن "ظروف المنشأة النووية جيدة". وبحسب ما نشرته وكالة "مهر"، أضاف سلامي: "الناس لم يخضعوا للقوة ولم يستسلموا أبدًا؛ إن معنويات زملائنا في المرافق النووية ممتازة ويعملون بشكل معتاد". وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها لتدمير البرنامج النووي الإيراني. يذكر أن مفاعل نطنز هو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، ويقع في محافظة أصفهان على بعد نحو 220 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طهران، وقد بدأت إيران في بنائه سرا، وكُشف عنه عام 2002، وهو مصمم لاستيعاب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي. وقد تعرض المفاعل منذ عام 2010 لسلسلة هجمات نسبت إلى إسرائيل وشملت هجوما إلكترونيا وتفجيرات وتخريبا في أنظمة الكهرباء. وقد أكدت إيران أن نطنز كان ضمن الأهداف التي استُهدفت في هجوم جوي إسرائيلي في في 13 يونيو (حزيران) 2025.


عكاظ
منذ 27 دقائق
- عكاظ
«فوردو».. قلعة نووية إيرانية داخل الجبل
لايزال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرس إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب ضد إيران وشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، خصوصا منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، بحسب موقع «أكسيوس». وفي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن «فوردو»، الواقعة داخل جبل على عمق يصل إلى 300 قدم (نحو 90 مترا) تحت الأرض جنوبي طهران، تعد المنشأة الرئيسية الأخيرة المتبقية على قائمة أهداف إسرائيل. وجرى بناؤها خصيصًا لتحمّل الهجمات الجوية، وهو ما يجعلها بمنأى عن القنابل التي تملكها إسرائيل حاليًا. ووفق التقرير، فإن الوحيدة القادرة على اختراق هذا العمق هي القنابل الأمريكية العملاقة GBU-57A/B، المعروفة باسم Massive Ordnance Penetrator (MOP)، والتي تزن 15 طنًا. ونقلت عن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة قوله إن «تحييد البرنامج النووي الإيراني لن يكتمل دون القضاء على فوردو»، معتبرًا أن المنشأة مفتاح إنهاء طموحات طهران في امتلاك سلاح نووي. ورغم أن «فوردو» لا تحتوي على أحدث أجهزة الطرد المركزي، إلا أنها تضم معدات متقدمة قادرة على تخصيب اليورانيوم لمستويات مرتفعة قد تُستخدم لأغراض عسكرية. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، مثل بريت ماكجورك منسق شؤون الشرق الأوسط في إدارات أمريكية سابقة، فإن «فشل ضرب فوردو يعني بقاء قدرة إيران على إنتاج مواد صالحة لصناعة السلاح». وتسعى إسرائيل حاليًا إلى الحصول على دعم عسكري أمريكي، إما عبر تزويدها بالقنابل اللازمة أو من خلال مشاركة الطائرات الأمريكية في تنفيذ هجوم دقيق على المنشأة، إلا أن «نيويورك تايمز» ذكرت أن قرار واشنطن لا يزال محل نقاش داخلي، في ظل مخاوف من التصعيد مع إيران. وترى إسرائيل، حسب الصحيفة، أن فوردو تمثّل «القطعة الأخيرة» في مساعي طهران لامتلاك قدرة نووية عسكرية، وأن تدميرها شرط ضروري لإنهاء التهديد النووي الإيراني. لكن بسبب التحصين الهائل للموقع، تحتاج إسرائيل إلى دعم أمريكي مباشر لتحقيق ذلك ما يجعل مصير المنشأة، وربما مستقبل الملف النووي الإيراني، مرهونًا بقرار واشنطن في المرحلة القادمة. هذه المنشأة المخصصة لتخصيب اليورانيوم شديدة التحصين لا بل مدفونة تحت جبل يبعد نحو 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم وتُحيط بها دفاعات جوية. وتتألف المنشأة من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، تقدر مساحة الواحدة منها بـ80 إلى 90 مترا وتستوعبان 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي أي بمعدل ثلاثة آلاف جهاز. وتعتبر أعمق المنشآت النووية الإيرانية، وهي عصية على أي هجمات جوية تقليدية أو قنابل معروفة تمتلكها إسرائيل، ومن ثم فلا حلول إلا بضربات متكررة بقنابل GBU-57 الأمريكية الخارقة للدروع والتي لا يمكن إطلاقها إلا بواسطة قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو الأمريكي. فيما يتمثل الخيار الآخر المطروح لتدمير منشأة فوردو أو على الأقل تعطيلها لفترة طويلة، في ضرب الأنفاق الخارجية أو أعمدة التهوية المموهة أو شبكة الكهرباء ما سيستوجب أشهرا لإعادتها للعمل. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 36 دقائق
- الشرق الأوسط
نقاط توزيع المساعدات... هل أضحت «مصيدة» للغزيين؟
بعد حصار مشدد فرضته الحكومة الإسرائيلية، طيلة أشهر على قطاع غزة، يتهافت أهلها بطبيعة الحال على نقاط توزيع المساعدات الغذائية أملاً في الحصول على القليل مما يمكن أن يسد رمقهم وعائلاتهم؛ غير أن الأمر أضحى وكأنه «مصيدة» لمن يقترب. فعلى نحو يومي - أو يكاد - يسقط عشرات الضحايا من أهل القطاع بين قتيل وجريح نتيجة هجمات إسرائيلية إما عند نقاط توزيع المساعدات التي خصصتها «مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية، المدعومة إسرائيلياً، أو قرب أماكن دخول شاحنات المساعدات عبر بعض المنافذ التي خُصصت لذلك، مثل زيكيم شمال القطاع، وكيسوفيم ما بين الوسط والجنوب، ومعبر كرم أبو سالم جنوباً. مصابون في ضربة إسرائيلية وقعت بينما كانوا ينتظرون مساعدات غذائية في خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (رويترز) في حصيلة غير نهائية لأعداد الضحايا الذين كانوا ينتظرون المساعدات، الثلاثاء، لقي ما لا يقل عن 67 فلسطينياً حتفهم، من بينهم أكثر من 55 في خان يونس، بعد قصف منطقة التحلية في أعقاب تجمع المئات لمحاولة الوصول لشاحنات المساعدات في تلك المنطقة. وتسبب القصف المدفعي والجوي من طائرات مُسيرة على المواطنين بإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم 25 حالتهم خطيرة، ومعرضون للموت مع نقص الإمكانات الطبية الحاد. ومنذ بدأت عملية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة نهاية مايو (أيار) الماضي، قُتل نحو 400 فلسطيني تقريباً عند مراكز التوزيع أو قرب نقاط مرور شاحنات المساعدات، استناداً لإحصاءات وزارة الصحة بالقطاع. تقول مصادر ميدانية ومحلية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «تعمداً واضحاً» لاستهداف المواطنين الذين ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر على أمل الوصول إليها وسد رمق أطفالهم. فلسطينيون متجمعون للحصول على مساعدات غذائية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة يوم الاثنين (رويترز) وتضيف أن المؤسسة الأميركية تحدد ساعة معينة لافتتاح نقاط التوزيع، تكون في الغالب في السادسة صباحاً، ويخرج السكان ليقضوا ليلهم في أماكن قريبة حتى يكونوا هناك في الموعد المحدد، خصوصاً وأن كثيرين يقطعون أشواطاً طويلة سيراً على الأقدام في رحلة منهكة لا يجدون بديلاً عنها؛ لكنهم يفاجأون بفتح نقاط التوزيع الساعة الثانية أو الثالثة قبل الفجر أحياناً، وفي أحيان أخرى يتأخر التوزيع إلى الظهر. وتشير المصادر إلى أن هذا يدفع السكان للاحتشاد خلال ساعات النهار المختلفة، الأمر الذي يسمح للقوات الإسرائيلية باستهدافهم بحجة عدم التزامهم بالتعليمات، أو «بحجج واهية». وتقول إن هذه العملية، التي تفتقر لآلية واضحة ونظام جليّ يحدد طريقة التوزيع، تُجبر السكان على التهافت بغية الوصول باكراً إلى نقاط التوزيع، ما يجعلهم «لقمة سائغة» أمام فوهات الاستهداف بطرق مختلفة، منها القصف المدفعي، ومنها إطلاق النار من الطائرات المسيرة. في العديد من الحالات، لا يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك الأحداث، لكنه أقر بأن قواته قتلت يوم السبت الماضي 12 فلسطينياً على طريق صلاح الدين، وأصابت عدداً آخر بعد اقترابهم من شاحنات مساعدات الأمم المتحدة، مدعياً أنهم وصلوا لمكان غير مخصص لتوزيع المساعدات، وأن الجنود شعروا بالخطر ففتحوا النار. وقال إنه يجري التحقيق في الحادث. فلسطينيون يتلقون رعاية طبية بسيطة هي المتاحة بمستشفى ناصر في خان يونس بعد إصابتهم بنيران إسرائيلية قرب مركز لتوزيع الغذاء (أ.ف.ب) عقب أحداث الثلاثاء الدامية، قال الجيش إنه رصد تجمعاً لسكان غزة بالقرب من شاحنة مساعدات علقت في منطقة خان يونس، وبالقرب من مكان انتشار قواته، ما تسبب بسقوط قتلى ومصابين عقب اقتراب الحشود من تلك القوات. وقال إن التفاصيل قيد التحقيق، وعبَّر عن أسفه لأي أذى لحق بأشخاص «غير متورطين»، كما نقلت صحيفة «هآرتس». ووفقاً لمؤسسات أممية ودولية، منها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وغيرها، فإن مواصلة إدخال المساعدات بهذا الشكل تزيد من فرص استمرار الفوضى وعدم التوزيع العادل، مؤكدةً على ضرورة إدخال المساعدات بشكل منتظم ومنظَّم، يسمح بتأمينها وتوزيعها على جميع سكان القطاع. وكثيراً ما تتهم حركة «حماس»، إسرائيل، بتعمد ارتكاب «المجازر» بحق منتظري المساعدات و«المجوَّعين» في غزة، على حد وصفها، وتقول إنها تحاول فرض وقائع جديدة بدعم عصابات مسلحة للسيطرة على المساعدات وإحداث فوضى في القطاع، وتجويع السكان، وقتلهم من خلال تحويل نقاط التوزيع إلى «مصيدة». فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب) وتقول «حماس» وفصائل أخرى وجهات حقوقية وأممية ودولية إن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية أثبتت «فشلاً ذريعاً»، أشبه «بفشل» الميناء العائم الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وضعته جنوب مدينة غزة. ووفقاً لمصادر محلية متطابقة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تجري اتصالات بين جهات محلية، منها عشائر وغيرها، مع منظمات أممية، مثل برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أجل وضع آلية تسمح بإدخال المساعدات على النحو الذي كان متَّبعاً خلال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) الماضي، وبما يسمح بتأمينها وتوزيعها ودخول بضائع للقطاع الخاص. وأشارت المصادر إلى احتمال التوصل لاتفاق واضح المعالم بهذا الشأن، قد يدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، في حال التوافق مع إسرائيل.