
حملة "تحالف أبراهام" الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين العرب على وسائل التواصل
قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن بلاده تُجري محادثات وصفها بـ "الناجحة" مع دول عربية بشأن الانضمام لـ"اتفاقات أبراهام".
وفي حديث لوسائل إعلام أمريكية أمس الأربعاء، توقّع ويتكوف "سيلاً من الإعلانات خلال الأسابيع المقبلة"، قائلا "نأمل أن يشمل التطبيع دولاً ربّما لم يكن يخطر ببال أحد أنها قد تفكر في التطبيع ذات يوم".
وقال ويتكوف إن واشنطن "تتطلّع إلى البناء على ذلك، وليكون أساساً لكل ما هو إيجابي في الشرق الأوسط، وأن يكون عاملاً من عوامل الاستقرار في تلك المنطقة من العالم".
لمتابعة أهم الأخبار والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب (اضغط هنا).
وفي غضون ذلك، تداول ناشطون عرب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صوراً للوحة إعلانية منتشرة في تل أبيب، تحمل عبارة تقول: "حِلف أبراهام.. حان الوقت لشرق أوسط جديد" ومن تحت هذه العبارة صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لقادة دول عربية يتوسَطهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يشار إلى أن بعض هذه الدول الممثَّلة في اللوحة، مثل السعودية وسلطنة عمان ولبنان وسوريا، غيّر مُطبّعة مع إسرائيل.
وكان ما يُعرف باسم "الائتلاف من أجل الأمن الإقليمي"- الذي يضم أكثر من مئة شخصية إسرائيلية بارزة- قد أطلق حملة واسعة على مستوى إسرائيل، عبر هذه اللوحات الإعلانية.
وانتشر وسم "#تحالف_أبراهام"، ليتساءل البعض بَداهةً: "تحالُف ضد مَن؟ ضد تركيا أم ضد الصين؟".
ورصد ناشطون ضَعف التمثيل الشيعيّ في الصورة، في مقابل حضور كثيف للتمثيل السُنّي، متسائلين: "كم شيعيّ في هذه الصورة المعلّقة في شوارع تل أبيب؟".
فيما رأى آخرون أن هذه الصورة "لا تعبّر عن إرادة الشعوب، بل عن انحراف بعض الأنظمة نحو محور التطبيع والتبعية"، على حد تعبيرهم.
وأكّد بعض الناشطين هذا المعنى، قائلاً إن "شعوب هذه الدول يطلبون من إيران الشيعية أن تقاتل بدلاً عنهم، فيما حكوماتهم تتحالف مع الصهاينة"، على حد تعبيرهم.
"شرق أوسط جديد"
جاء في بيان "الائتلاف من أجل الأمن الإقليمي"، أن "الإنجازات العسكرية التي تحققت ضد إيران تهيّئ فرصة نادرة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وإقامة حِلف أبراهام بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، لمواجهة إيران ووكلائها والمنظمات الإرهابية الإقليمية'"، وفقاً لما نشرت ليان بولاك ديفيد، وهي من الشخصيات المؤسسة لهذا الائتلاف.
وقال الكاتب الإسرائيلي أتيلا سومفالفي: "نحن في الائتلاف نتابع ردود فعل أصدقائنا في الشرق الأوسط على الحملة التي نقودها لضمان شرق أوسط جديد بعد الحرب مع إيران".
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية، نفى مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وجود أي علاقة بين ما يجري مع إيران في المنطقة وبين المحادثات الأمريكية بشأن اتفاقات أبراهام، التي تحظى بأولوية على أجندة البيت الأبيض، نظراً لما تمثّله من نجاح كبير وبالغ الأهمية حقّقه الرئيس ترامب في فترة رئاسته الأولى.
وينوّه مراقبون إلى حرص ترامب على أن يذكره التاريخ كـ "صانع سلام"، فضلاً عمّا جرى على لسانه لاحقاً بشأن جدارته بجائزة نوبل للسلام.
كما يرصد مراقبون تكثيفاً لفكرة "الشرق الأوسط الجديد"، تصريحاً أو تلميحاً، في عبارات الساسة الأمريكيين مؤخراً، ومن ذلك تسمية الرئيس ترامب للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية باسم "حرب الأيام الاثني عشر"- على مِنوال "حرب الأيام الستة" في عام 1967، تلك الحرب التي طبعت ملامح جديدة للشرق الأوسط لا تزال محفورة حتى الآن.
ويرى البعض أن تحالف أبراهام هو امتداد لاتفاقات أبراهام أو "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي بدأت في خريف عام 2020 بين إسرائيل من ناحية وكل من الإمارات والبحرين والمغرب من ناحية أخرى.
وفي خطابه أمام الكونغرس في 24 يوليو/تموز 2024، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إنشاء كيان عسكري في الشرق الأوسط بهدف مشترك هو مواجهة إيران.
واقترح نتنياهو تسمية هذا الكيان باسم "حلف أبراهام"، قائلاً: "ينبغي دعوة كل البلدان التي تعيش في سلام مع إسرائيل وكل البلدان التي سوف تصنع السلام مع إسرائيل للانضمام إلى هذا الحلف. لقد شاهدنا لمحة من هذا الحلف المحتمَل يوم الـ 14 من أبريل/نيسان (2024). وتحت قيادة أمريكية، عملت أكثر من ست دول- جنباً إلى جنب مع إسرائيل- للمساعدة في تحييد مئات الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها إيران ضدّنا".
وتُعدّ "الاتفاقيات الإبراهيمية" أحد أبرز العلامات على طريق ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحوّلات سياسية ودبلوماسية، يرى فيها البعض فرصة لتعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة، بينما يرى فيها آخرون "نقضاً لمواقف تاريخية"، لا سيما إزاء "الملف الفلسطيني".
واتخذت هذه الاتفاقيات صفة "الإبراهيمية"، نسبة إلى النبي إبراهيم، أبي الأنبياء الذين نزلت عليهم الديانات السماوية الثلاث- اليهودية والمسيحية والإسلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
النفط يتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ عامين
شفق نيوز - اربيل يتجه النفط نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية له منذ عامين، بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حيث تحوّل تركيز المستثمرين من النزاع في الشرق الأوسط، إلى مفاوضات التجارة الأميركية. واستقر خام "برنت" قرب 68 دولاراً للبرميل، منخفضاً بنحو 12% خلال الأسبوع، في حين تداول خام "غرب تكساس" الوسيط فوق 65 دولاراً، وفقا لـ"بلومبرغ" ومع استمرار التهدئة الهشة، بدأ المستثمرون بتحويل اهتمامهم إلى التقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن اتفاقاً تم التوصل إليه الشهر الماضي. وصرّح لوتنيك أن الاتفاق، الذي تم توقيعه قبل يومين، يتضمن بنوداً تنص على توريد الصين للمعادن النادرة إلى الولايات المتحدة. ورفض المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن التعليق. شهدت أسعار النفط تقلبات حادة هذا الأسبوع ضمن نطاق بلغ حوالي 15 دولاراً للبرميل، حيث قفزت الأسعار يوم الإثنين، بعد قصف أميركي لمواقع نووية إيرانية، قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب عن وقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء. وقد خفف هذا الاتفاق من المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات من منطقة تنتج نحو ثلث النفط العالمي. منذ وقف إطلاق النار، أرسل ترمب رسائل متناقضة بشأن حملته للضغط الأقصى على عائدات إيران من النفط، حيث أشار إلى أن العقوبات المالية الأميركية لم تنجح كثيراً في وقف مشتريات الصين من النفط الإيراني. وبحسب شبكة "سي إن إن"، تدرس إدارة ترمب تقديم حوافز لاستئناف المحادثات مع طهران، بما في ذلك تخفيف العقوبات وإتاحة أموال إيرانية مجمدة. وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة الوساطة "فيليب نوفا" في سنغافورة: "اختتم النفط أسبوعاً حافلاً بمحو شبه كامل لعلاوة الحرب وبسرعة لافتة". وأضافت: "مع تراجع الخلفية الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يتحول التركيز الآن إلى التوترات التجارية وأوبك+". الاتفاق التجاري مع الصين الذي أشار إليه لوتنيك يأتي قبيل الموعد النهائي في 9 يوليو، والذي ستقرر فيه الولايات المتحدة ما إذا كانت ستفرض رسوم "يوم التحرير" على شركائها التجاريين الرئيسيين. وأضاف وزير التجارة أن البيت الأبيض يخطط للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع 10 شركاء رئيسيين في المدى القريب. وسيتجه اهتمام سوق النفط أيضاً إلى تحالف "أوبك+" واحتمال تنفيذ زيادة كبيرة أخرى في حصص الإنتاج. ويجتمع التحالف في 6 تموز/يوليو لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لشهر آب/ أغسطس.


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف حرب غزة؟
بعد اثني عشر يوما من القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران انتهى بهجوم جوي أمريكي لمواقع نووية إيرانية الأحد الماضي، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة صامدا رغم هشاشته. وبعد وقت قصير من تدخل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشكل صارم لفرض وقف للأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران، تفاعل العالم مع الهدنة بأمل وحذر وارتفعت الدعوات داخل إسرائيل وخارجها لتجديد جهود هدنة جديدة في القطاع والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس. ورفع ترامب يوم الأربعاء من سقف توقعات وضع حد لحرب غزة، في تصريحات أدلى بها في ختام قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في لاهاي مطلع الأسبوع، معربا عن اعتقاده بأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس "بات وشيكا جدا"، مذكرا في الوقت ذاته بأن الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية "قد تُسهم بتحقيق تقدم في مسار الحرب بقطاع غزة". وتزايدت الدعوات الدولية المنادية بضرورة إيجاد حل عاجل للحرب في غزة على لسان عدد من القادة الأوروبيين الذين حضروا قمة الحلف، بينهم المستشار الألماني، فريدريش ميرز، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أبلغ ترامب بأنه ينتظر منه جهودا لوقف حرب غزة، كتلك التي بذلها لوقف القتال بين إيران وإسرائيل. ويدور الحديث الآن عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل سيشكل نقطة تحول في حرب غزة، وما إذا كان دأب الرئيس الأمريكي سيمتد ليشمل الحرب المشتعلة في غزة منذ عشرين شهرا. ويتساءل كثيرون عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيستغل الفرصة التي أعقبت إعلانه ما وصفه بـ "الانتصار على إيران" ويعقد اتفاقا مع حركة حماس، أم أن اليمين المتطرف الممثل في وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وتهديدهما له بالانسحاب من الحكومة سيقف سدا أمام أي اتفاق. ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء نتنياهو ربما يضع حسابات الربح والخسارة قبل الموافقة على أي اتفاق، جزئيا كان أو شاملا بشأن غزة، وتحديد مدى استثماره سياسيا داخليا وخارجيا واعتباره "إنجازا كبيرا" يضاف إلى ما وصفه بـ "الانتصار الكبير" الذي حققه، بدعم أمريكي، في الحرب مع إيران. وفي انتظار موافقة نتنياهو أو رفضه ثمة ضغوط كبيرة عليه أن يواجهها. فداخل إسرائيل تسود قناعات متزايدة بين الرأي العام والمؤسسات السياسية بأن الخيارات العسكرية في القطاع استنفدت دون أن يتمكن الجيش من استعادة المحتجزين الإسرائيليين والقضاء تماما على حماس. وخارج إسرائيل ثمة ضغوط دولية متصاعدة وسط اتهامات دولية لنتنياهو بارتكاب جرائم حرب. كما أن الحليف الأمريكي بدأ يعي الخطر الذي يمثله استمرار حرب غزة على مصالحه وصورته الأخلاقية بين دول العالم. ويتعارض استمرار الحرب في غزة مع رغبة الرئيس ترامب الذي يسوق نفسه كرجل سلام ينهي الحروب المشتعلة في العالم ولا يشعل أخرى. نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 27 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message


موقع كتابات
منذ 5 ساعات
- موقع كتابات
المفاوضات الامريكية الايرانية في المقبل من الايام.. الى اين؟
انتهت حرب الصواريخ والطائرات سواء المقاتلة او المسيرة بين ايران والكيان الاسرائيلي من دون ان تحقق اسرائيل اهدافها التي اعلنت عنها حين بدأ هجومها الجوي على ايران. البرنامج النووي الايراني لم يدمر كليا، او انه اصلا لم يصاب بأذى او بتدمير لا يمكن اصلاحها؛ وهذا هو ما تؤكده كل تقريبا تصريحات البعض من المسؤولين في المخابرات الامريكية او انهم يشككون في ادعاء ترامب من ان هجوم امريكا على النووي الايراني قد دمر بالكامل. ترامب ووزير الدفاع الامريكي، اكدا ان النووي الايراني في فوردوا ونطنز واصفهان قد تم تدميره بالكامل، وبالذات مركز فوردوا الذي يقول ترامبعنه؛ من انه قد تم قصفه ب12قنبلة ثقيلة ودمرته تماما وسوف يصدر تقريرا بذلك. كما ان المسؤولين الايرانين اكدوا بان النووي الايراني لم يصب بأذى غير قابل للإصلاح او ان ما اصابه لم يكن سوى اصابات سطحية. ان ما يؤكد ان النووي الايراني لايزال سليما في كل اساسياته؛ هو اولا، لم يتم تدمير اليورانيوم المخصب بدرجة 60% والمحفوظة في موقع فوردوا المحصن والذي ضربته امريكا باستعمال قنابل مخترقة للتحصينات؛ وهي وروسيا الوحيدتان من تمتلكا هذه الصواريخ او هذه القنابل؛ فلم يحدث اي تلوث اشعاعي حسب تصريح الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا يعني ان الايرانيين كانوا قد نقلوا هذه الكمية والتي تكفي لصناعة تسع قنابل نووية حسب خبراء الاختصاص. ثانيا، فاذا كانت ايران قد نقلت كل هذه الكمية وبهذه السرعة وبأمان، الا يمكن لها ان تنقل بقية الاجهزة قبل ضربها، خصوصا وان التهديد بضربها كان قد بدأ قبل اشهر، او قل قبل اسابيع او ايام. من وجهة النظر الشخصية ان ايران الآن، لها القدرة ان تعيد بناء ما دمر في ظروف ربما ايام وعلى ابعد احتمال اسابيع. عليه، فأن اسرائيل وامريكا قد فشلتا في تحقيق اي من اهدافهما المعلنة الا وهي تدمير القدرة النووية الايرانية. كل المصادر الصحفية او غيرها من مصادر استخباراتية تؤكد ان ايران لا تزال تحتفظ بقدراتها الصاروخية والنووية، وانها قادرة على صناعة المزيد منها. ان المفاوضات بين ايران وامريكا، ربما كبيرة جدا؛ ان تبدأ خلال ايام او اسابيع على ابعد زمن محتمل؛ لأن كل من امريكا وايران تريدان ان تتفاوضا على اسس لأبرام اتفاق نووي بينهما. ترامب يقول؛ ربما تجري مفاوضات بين ايران وامريكا في اسبوع، او خلال اسبوع. ان هذه المفاوضات لسوف تكون صعبة او انها سوف تكون اصعب بعد الهجوم الاسرائيلي والامريكي على ايران؛ لسببين، اولا، فقدان ثقة المفاوض الايراني بأمريكا وبما تقوله امريكا على لسان ترامباو اي من مسؤولي اداراته. فقد تعرضت ايران خلال المفاوضات الى خديعة كبرى، هندسها ترامب ذاته. ان هذه الخديعة وعدم الالتزام الاخلاقي والاعتباري والسياسي، بما صرح به، زعيم دولة عظمى، ويجعل من هذه التصريحات خديعة كبرى لتمرير عمل عسكري؛ افقد امريكا صدقها وجذر غشها ليس على صعيد الصراع مع ايران، بل على صعيد العالم. فما قام به ترامب لا يليق باي رئيس دولة، فكيف برئيس دولة عظمى يفترض به او بما يقول به، ان يحترم كل هذا القول؛ ان خدعة ترامب هذه؛ لايقوم بها او يمارسها سوى قائد عسكري في ساحة معركة. وثانيا، ان موقف ايران سيكون اصلب مما كان عليه قبل الهجوم الاسرائيلي الامريكي عليها. فقد استخدمتا كل منهما جميع ما في ترسانتهما من اسلحة التدمير، فلم يبق اي سلاح لم يستخدماه. ثالثا، ان ايران او ان المسؤولين الايرانيين اكتشفوا؛ ان هناك مخطط امريكي اسرائيلي لتغيير النظام الايراني، وان الهجوم والمفاوضات ماهي الا غطاء او جسر يعبر عليه المعارضون للنظام لتغييره. لكن هذا المخطط فشل فشلا واضحا وذريعا. ما يؤكد هذا؛ هو قيام اسرائيل بضرب مراكز الامن، وسجن أيفين. إنما العكس كان هو الذي كان؛ فقد التفت الشعوب الايرانية كما هو ديدنها في كل حرب او نزاع او صراع تخوضه دولتهم مع من يريد بهم اي بدولتهم سوءا، او السيطرة عليها بواسطة وكلاء الدلالة والخيانة. رابعا، ان دول العالم ومنها دول الخليج العربي وبقية الدول العربية والدول الأخرى الاقليمية كلها قد وقفت الى جانب ايران وادانت الهجومين الاسرائيلي والامريكي عليها؛ على الاقل ما ظهر جليا على السطح، بصرف النظر عن النواياالغاطسة تحت سطح هذه المواقف، او التصريحات. ايران لسوف لن تتخلى عن دورة الوقود النووي مهما كانت عليها او ما سوف يمارس عليها من ضغوطات. هذا من جانب اما من الجانب الثاني فاذا كان الامريكيون وعلى لسان رئيسهم ترامبمن انهم قد قضوا او اخروا النووي الايراني لعدة سنوات؛ أذا ما الحاجة اصلا الى مفاوضات بخصوص النووي الايراني وبالذات في هذا الزمن، او في السنوات المقبلة التي يقول الامريكيون والاسرائيليون انهم قد قضوا عليه او اخروه لعدة سنوات. هذا يؤكد تماما ان النووي الايراني لايزال سليما في جوهرة وفي اساسياته، كما ان المفاوضات عابرة للنووي الايراني الى ملفات أخرى لها اهمية كبرى وحاسمة، في الاستراتيجيات الامريكية والاسرائيلية. ويتكيف يقول في معرض حديثه الذي استعرض فيه؛ المفاوضات الامريكية الايرانية في المقبل من الايام؛ ان هناك قريبا في الطريق، دول كبرى في المنطقة سوف تنضم الى الاتفاقات الابراهيمية على حد وصفه لعمليات التطبيع المجاني لعرب السلطة. مع كل هذه الاقوال والتصريحات لمسؤولي الإدارة الامريكية ومسؤولي ايران؛ ان المفاوضات لسوف تعقد بين الايرانيين والامريكيين في المستقبل القريب. مما يؤكد ان المفاوضات حسب تصريحات المسؤولون الامريكيون حصرا، سابقة الاشارة لها في هذه السطور المتواضعة؛ ليس فقط حول البرنامج النووي الايراني، بل حول ملفات اخرى في المنطقة وفي الاقليم وفي العالم.. وبالذات علاقة ايران مع دول القارة العربية ودول الخليج العربي وبالذات ايضا، علاقتها مع العراق؛ اقصد طبيعة هذه العلاقات على كل الصعد. بعد كل هذه التطورات فان المفاوضات بين ايران وامريكا من المحتمل ان لا تقود الى نتائج او انفتاح او اتفاق جديد بسهولة وبيسر وسرعة؛ خصوصا وان ايران تريد ان يكون في اي تقدم في اي خطوة على طريق الحل، ان تكون في موازاتها خطوة مساوية لها في رفع العقوبات الاقتصادية التي تشكل الهم الاول بل الاهم عند المفاوض الايراني. ترامب مؤخرا، قبل ساعة من كتابة هذه السطور؛ قال من المهم رفع القيود او بعضها عن صادرات النفط الايراني؛ لإتاحة الفرصة للإيرانيين في اعادة بناء بلدهم.من الصعوبة التنبؤ الحاسم في الذي سوف يحدث من تطورات بالذي يخص النووي الايراني، بل ان الوضع برمته هو اصعب كثيرا مما كان عليه قبل الهجوم الاسرائيلي والامريكي على ايران، بما فيها، بل في اولها؛ هي مفاوضات النووي الايراني، على الرغم من قول ويتكيف مبعوث ترامب في المفاوضات مع ايران؛ اشعر ان الايرانيين يريدون ابرام الاتفاق النووي، واضاف اطمح ان يكون اتفاق سلام شامل. هذه يعني وفي اهم مايعني ان المفاوضات كما اسلفنا القول فيه في اعلى هذه السطور؛ تتعدى النووي الايراني الى ملفات اخرى في قارة العرب. الفشل الاسرائيلي الامريكي، والنجاح الايراني والتفاف شعوب ايران حول حكومتهم، على الرغم من الاختراق الاسرائيلي والامريكي والبريطاني، الواسع والعميق والكبير لإيران وللمنظومة الامنية الايرانية؛، او رفع سقوف الدعم الصيني والروسي لإيران حتى لو جاء او سبب هذا الدعم وبالذات لروسيا اغضاب ترامب الذي لا يشكل شيئا امام استراتيجيات الدولتين في القارة العربية، وفي جوارها اي ايران تحديدا.