
زيلينسكي يصطدم بالشارع والغرب ثم يتراجع!
خطوة سريعة، بلا نقاش حقيقي، مكنت المدعي العام المقرب من الرئاسة من السيطرة المباشرة على الملفات الكبرى! كان ذلك في 22 يوليو/ تموز، حين قرر البرلمان- على عجل- تمرير مشروع قانون يمنح النائب العام صلاحيات واسعة، من بينها نقل القضايا، وإغلاق التحقيقات، وتحييد أي رقابة فعلية.
وكان واضحا أن الهدف ليس إصلاح المسار القضائي، بل تحييد الهيئات التي بدأت تقترب من ملفات حساسة تمس دوائر القرار.
جاء الرد الشعبي سريعا.. تظاهرات انفجرت في كييف وأوديسا ولفيف، ثم امتدت إلى أكثر من 14 مدينة، بما فيها كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي نفسه.
الضغط الشعبي ترافق مع انزعاج أوروبي معلن، وقلق في أروقة صندوق النقد الدولي، الذي لوح باشتراط استقلالية أجهزة مكافحة الفساد لأي برنامج مستقبلي. حتى الاتحاد الأوروبي علق مخصصات مالية بانتظار توضيحات، فيما تحرك سفراء مجموعة السبع لتقييم الموقف، بينما لاذت واشنطن بالصمت لأسباب بقيت مجهولة.
عشرات المليارات تنهال من الغرب، في ظل غياب تام لأي شفافية حقيقية، وتحت شعار "مواجهة روسيا" تدار موازنات الحرب بلا محاسبة، وتدار الدولة بمنطق الطوارئ والتفويض المفتوح
أمام هذا الانفجار، حاول زيلينسكي الالتفاف، فأعلن بعد يومين فقط أنه أعد مشروع قانون جديد، يعيد الاستقلالية للمكتب الوطني لمكافحة الفساد والنيابة الخاصة.
وفعلا، أُقر المشروع سريعا في 31 يوليو/ تموز الفائت، بأغلبية كاسحة في البرلمان، ووقّعه الرئيس في اليوم نفسه. لكن هذا التراجع لا يُقرأ بوصفه صحوة سياسية، بل "محاولة" لاحتواء أزمة انفجرت أسرع مما توقع.
المؤسسات الغربية رأت في الخطوة تصحيحا متأخرا، لكنها لم تُخفِ قلقها من أصل النوايا؛ فالمشكلة لم تكن في القانون وحده، بل في الذهنية التي دفعته إلى الواجهة.. قانون يمرر بلا نقاش، بغياب الرقابة، وسط الحرب، ويستهدف حصريا الهيئات التي بدأت تلامس ملفات تورط مقربين من الرئيس، من بينهم وزراء سابقون ومسؤولون في أجهزة الأمن، وشركاء ماليون في مشاريع إعلامية وإنتاجية مرتبطة مباشرة بزيلينسكي.
ما كان خفيا بدأ يظهر؛ فالمواجهة بين جهاز الأمن والمكتب الوطني لمكافحة الفساد تحولت إلى صدام مكشوف، تخللته اتهامات متبادلة، ومداهمات، وتلويح بتهم "العمالة لروسيا"، وهو السلاح الجاهز دائما لتصفية الحسابات داخل "الدولة المنهكة".
الواقع أن ما يحدث لا يمكن فصله عن تدفق غير مسبوق للأموال.. عشرات المليارات تنهال من الغرب، في ظل غياب تام لأي شفافية حقيقية، وتحت شعار "مواجهة روسيا" تدار موازنات الحرب بلا محاسبة، وتدار الدولة بمنطق الطوارئ والتفويض المفتوح.
زيلينسكي، الذي بدأ كرئيس إصلاحي، بات اليوم رجل السلطة المطلقة.. لا انتخابات، لا معارضة، لا مؤسسات قادرة على وقف التعديات، السلطة مركزة، والنفوذ موزع داخل حلقة ضيقة من الشخصيات السياسية والمالية، التي تمنح الحصانة بالسكوت أو بالولاء.
زيلينسكي، في هذه المعادلة، لم يعد حارسا للديمقراطية، بل حارسا لامتيازات السلطة التي لا تتردد في التضحية بالقانون إذا مس جماعته
إذا كانت الحرب هي "الذريعة" لكل هذا، فإن الفساد هو "الحصيلة" النهائية لكل ما جرى. الوقائع منذ 22 يوليو/تموز وحتى التراجع في نهايته، تشير إلى أن زيلينسكي لم يكن يجرب، بل يختبر حدود الصمت الشعبي والدولي.
وعندما جاء الرد غاضبا من الشارع، ومن المانحين، ومن المؤسسات الأوروبية، تراجع خطوة إلى الخلف، لكنه لم يعتذر، ولم يفسر، ولم يلتزم بشيء سوى الحفاظ على بقائه.
اليوم، لا تحتاج أوكرانيا فقط إلى المال، بل إلى ثقة هي الآن مفقودة، وكل دولار يرسَل بلا مراقبة، يُصرف في الظل… وهكذا: بينما يموت الجنود على الجبهات، ويصمد الشعب تحت النار، هناك من يبني مجده وثروته خلف الستار، مدفوعا بلحظة حرب لا تعترف بالقانون، ولا تستجيب إلا لمن يملك زمام التمويل.
زيلينسكي، في هذه المعادلة، لم يعد حارسا للديمقراطية، بل حارسا لامتيازات السلطة التي لا تتردد في التضحية بالقانون إذا مسّ جماعته. أضاع زيلينسكي البوصلة الأخلاقية التي وعد بها الأوكرانيين ذات يوم في الميدان، وصار القرار مركزيا، والرقابة شكلية، والمحاسبة مؤجلة إلى أجل غير معلوم.
أما الأموال، فتختفي- كما المجندين- من دون تتبع أو شفافية، في بلد تحول إلى صندوق حرب مفتوح، لا يُسأل فيه أحد إلى أين تذهب ملياراته، بل تسفك فيه الدماء على الجبهات في حرب أضحت وسيلة لحشد التأييد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 10 دقائق
- الجزيرة
زيلينسكي يتطلع لإنهاء الحرب "بسرعة" قبل القمة مع ترامب وقادة أوروبيين
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جميع الأطراف تريد نهاية سريعة للحرب، داعيا للتوصل إلى سلام دائم، وذلك قبل قمة مرتقبة اليوم الاثنين في واشنطن يستضيف فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني إلى جانب قادة أوروبيين. وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "أنا ممتن لرئيس الولايات المتحدة على الدعوة. نحن جميعا نريد على حد سواء إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق". وأضاف "آمل أن قوتنا المشتركة مع أميركا ومع أصدقائنا الأوروبيين ستجبر روسيا على السلام الحقيقي". وطالب روسيا بأن "تُنهي هذه الحرب التي بدأتها"، مؤكدا أن السلام يجب ألا يكون كما كان قبل سنوات عندما أُجبرت أوكرانيا على التخلي عن القرم وجزء من دونباس واستخدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كنقطة انطلاق لهجوم جديد. من جانبه، أكد ترامب أن زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا "على الفور"، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي " الناتو". وسيرافق قادة أوروبيون الرئيس الأوكراني في اجتماعه بالبيت الأبيض في وقت لاحق اليوم، إظهارا لدعمهم له ومساعدة زيلينسكي على تجنب تكرار ما حدث في آخر اجتماع له في البيت الأبيض في فبراير/شباط. وسار ذلك الاجتماع على نحو كارثي، إذ تعرض زيلينسكي خلاله للتوبيخ العلني من ترامب ونائبه جيه دي فانس ، متهمين إياه بعدم الامتنان وعدم الاحترام. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والأمين العام للناتو مارك روته أنهم سيكونون حاضرين إلى جانب زيلينسكي في واشنطن. وأبدى القادة الأوروبيون في اجتماع أمس وحدتهم، مرحبين بالحديث الأميركي عن ضمانات أمنية، لكنهم أكدوا عدم إمكانية إجراء أي مناقشات بخصوص الأراضي دون مشاركة كييف وترتيبات واضحة لحماية ما تبقى من أراضي أوكرانيا. وبخصوص اجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. ويأتي لقاء اليوم بعد اجتماع ترامب بالرئيس الروسي في ألاسكا يوم الجمعة الماضي، ونقلت رويترز عن مصادر قولها إن ترامب وبوتين ناقشا مقترحات بأن تتخلى روسيا عن جيوب صغيرة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها مقابل تنازل كييف عن مساحات شاسعة في أماكن أخرى. وقال المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إن الولايات المتحدة "يمكن أن تقدم حماية على غرار تلك التي تكفلها المادة الخامسة"، مشيرا إلى أن هذا سيكون بديلا عن سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو. وأضاف"إنها المرة الأولى التي نسمع فيها موافقة الروس على ذلك". وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه اليوم عند استقباله القادة الأوروبيين. تطورات ميدانية ميدانيا، قالت السلطات الأوكرانية إن روسيا قصفت اليوم الاثنين منطقة سكنية في خاركيف، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم رضيع وإصابة 17. وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، على تطبيق تلغرام، إن الهجوم نفذ بصاروخ باليستي وطائرات مسيرة ، وأكد أن عدد المصابين "آخذ في الزيادة". وكانت خاركيف، التي تقع في شمال شرق أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا، هدفا لهجمات منتظمة بالطائرات المسيرة والصواريخ الروسية منذ بداية الحرب. في المقابل أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي إحباط محاولة أوكرانية لتفجير "قنبلة عالية الطاقة" في سيارة على جسر القرم.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
قادة أوروبا يرافقون زيلينسكي إلى واشنطن للقاء ترامب اليوم
التف القادة الأوروبيون الأحد حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه اليوم الاثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لم تصدر عنها أي خلاصة بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون أنهم سيرافقون زيلينسكي إلى واشنطن، قبيل عقدهم مؤتمرا عبر الفيديو لـ" تحالف الراغبين" المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل. وسيكون الاجتماع في واشنطن الاثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن. ورحب الرئيس الأوكراني بما وصفها "بالوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، مضيفا أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وقبيل ساعات من لقائه المنتظر مع زيلينسكي والقادة الأوربيين قال ترامب إن الرئيس الأوكراني يستطيع إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا إذا أراد أو مواصلة القتال. وأضاف لن يتم استعادة القرم التي سلمها (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما ولا انضمام لأوكرانيا إلى الناتو. حديث عن تنازلات وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف أمس الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون و زباروجيا و دونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. إعلان وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشيال"تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. وفي أعقاب اجتماع "تحالف الراغبين" الأحد، انتقد ماكرون نظيره الروسي معتبرا أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. المطالبة بضمانات أمنية وفي ما يتعلق باجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. ورحبت فون ديرلاين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها. كما رحب زيلينسكي بقرار الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية. وعند عودته من ألاسكا، أشار ترامب إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديدا وجوديا. من جانبها، دعت ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا". ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة ألاسكا التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله بعد بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه الاثنين عند استقباله القادة الأوروبيين. ويؤيد ترامب أيضا مقترحا قدمته روسيا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية بأنها علمت ذلك من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترامب وقادة أوروبيين. وقال المصدر المطلع إن بوتين "يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس" التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. كما يعرض الرئيس الروسي تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزباروجيا (جنوب). وبعد أشهر من بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن دستور بلاده يحول دون ذلك. إعلان وبعد 3 سنوات ونصف سنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية ، باتت القوات الروسية تحتل نحو 20% من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها مؤخرا. أما زباروجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية. ميدانيا، تواصلت الهجمات بين البلدين مع شن كييف وموسكو ليل السبت الأحد هجمات بطائرات مسيّرة أوقعت عدة قتلى. وأعلنت السلطات الأوكرانية في وقت مبكر الاثنين إصابة 13 شخصا في قصف روسي استهدف مدينة خاركيف (شرق) ومنطقة سومي (شمال شرق) القريبتين من الحدود الروسية.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
زيلنسكي قبيل لقاء ترامب: بوتين لا يريد وقف القتال
قال الرئيس الأوكراني ف فولودومير زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد وقف القتال وأن دستور بلاده يحظر التنازل عن أراض أو مقايضتها، وذلك عشية القمة المرتقبة غدا الاثنين بين زيلنسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. وأضاف زيلنسكي أن بوتين لديه الكثير من المطالب لكن الجانب الاوكراني لا يعرفها كلَها، كما اعتبر انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي جزءا من الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف كجزء من أي اتفاق سلام محتمل. وعشية القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، عقد التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا اجتماعا اليوم عبر تقنية الفيديو، بمشاركة زيلنسكي، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، وعدد من القادة الأوروبيين. وقالت رئيسة المفوضية الأوربية إن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة، وأضافت عقب اجتماعها بزيلنسكي أن أوروبا تواصل تعاونها لبلوغ سلام عادل يحترم المصالح الحيوية لكل من أوكرانيا واوروبا. وطالبت فون دير لاين بأن تكون أوكرانيا قادرة على ممارسة سيادتها ومنع أي قيود على القوات المسلحة الاوكرانية في التعاون او الحصول على المساعدة مع دول أخرى. موقف ماكرون من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأوروبيين سيسألون ترامب عن مدى دعمه للضمانات الأمنية لأوكرانيا، مؤكدا أنه سيطلب حضور الأوروبيين في القمم المقبلة المتعلقة بأوكرانيا. وأكد ماكرون أن قناعته الشخصية أن بوتين لا يريد السلام بل يريد استسلام أوكرانيا، في حين أن ترمب يريد السلام. وأضاف أن هيكل جيش أوكرانيا هو الركيزة الأولى لأي ضمانات أمنية لها، مشددا على ضرورة تمثيل أوكرانيا في أي محادثات بشأن مستقبلها. وقال ماكرون إن الوضع قبل محادثات يوم غد في واشنطن في غاية الخطورة، ليس لأوكرانيا فقط، بل لأوروبا أيضا. وأشار إلى أن هدف الأوروبيين من هذه المحادثات هو بناء جبهة موحدة بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. وقال إنهم إذا أظهروا اليوم ضعفا أمام روسيا ، فإنهم يمهدون الطريق لصراعات مستقبلية. "أي سلام سيئ" بدوره، قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريستورسون إن أي سلام سيئ بشروط روسيا سيعرض الأمن للخطر بالنسبة لنا وللديمقراطيات الأوروبية الأخرى. وأضاف رئيس الوزراء السويدي في منشور له على حسابه بمنصة "إكس" أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا وتشارك بصياغة الضمانات الأمنية كي لا يستغل بوتين أي تسوية لاعتداء جديد. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن هناك أمورا تريدها روسيا ولا تستطيع الحصول عليها، وأمورا تريدها أوكرانيا ولن تحصل عليها. وأكد أنه سيتعين على كل من أوكرانيا وروسيا تقديمُ تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام. وترغب القوى الأوروبية في المساعدة في ترتيب اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي للتأكد من أن أوكرانيا لديها مقعد على طاولة المفاوضات ليتسنى لها تحديد مستقبلها. كما يريدون ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا بمشاركة الولايات المتحدة، والقدرة على زيادة الضغط على موسكو إذا لزم الأمر. وبعد قمة ألاسكا مع بوتين الجمعة الماضي، اتصل ترامب هاتفيا بزيلينسكي وأبلغه، وفقا لمصدر مطلع، أن رئيس الكرملين عرض تجميد معظم خطوط المواجهة إذا تخلت كييف عن دونيتسك بالكامل، المنطقة الصناعية التي تعد أحد الأهداف الرئيسية لموسكو.