
كلـمة الرياضالتسامح لغة المستقبل
وليس يخفى على أي متابع وقارئ للتاريخ أن البشرية قد شَهِدَتْ حروباً وخصومات، ولم يطفئها سوى الحوار ولغة التسامح التي انتصرَتْ على ضجيج القوة، ولعل من المهم التأكيد بأن التسامح والحوار قيم متجذرة في ديننا الحنيف الذي انبثق من قلب أرضنا المقدسة؛ مكة المكرمة لينتشر إشعاعه في كل أنحاء العالم.
ومن هنا فلا غرابة أن تكون بلادنا الفتية؛ بتاريخها الإنساني والروحي العظيم هي مصدر الإشعاع، ونبْع التسامح، والتعارف الذي نَدَبَ إليه المولى عز وجل كل شعوب العالم.
بالأمس؛ استعرض معرض التواصل «مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري في الرياض»، من خلال «معرض التواصل التفاعلي»، مجموعة من التجارب، والأنشطة التي تعزز قيم التفاهم، والتعايش الإنساني بين الثقافات، والشعوب.
وقد أشارت الأخبار أن المعرض -امتداداً لدوره التاريخي والحضاري الرصين- يقدّم أركانًا تفاعليةً بُنيت بأحدث التقنيات الرقمية الحديثة، التي تسهم في رفع وعي الزوار بأهمية الحوار، وتبادل الخبرات والمعارف، وتتيح المشاركة المباشرة في أنشطة عملية، تجسد مبادئ التواصل الحضاري، إلى جانب عروض مرئية وتثقيفية موجهة لمختلف الفئات العمرية.
ولتعزيز التجربة وتكريس تلك القيم العظيمة؛ فإن المعرض تضمّن عدة أركان مميزة، منها ركن يستعرض نماذج من الأزمات السياسية التي تم حلها عبر الحوار، وكذلك الركن «الصامت» الذي يضم مقالات وعبارات، لملوك، وكتّاب عالميين تبرز أهمية الحوار والتسامح، إضافة إلى ركن التسجيل الآلي الذي يتيح ربط «سوار يد» للزائر عند دخوله للتفاعل مع بقية الأركان، كما خُصص ركن «ابن قضيتك» الذي يتيح للزوار طرح قضاياهم وأفكارهم وتعرض على الشاشة، فضلًا عن ركن لتوثيق الزيارة من خلال التقاط صورة تذكارية للضيف تُربط بعبارة «تسامح» يختارها لتوضع بجانبه.
كل هذا يأتي مترجماً وعاكساً لتقدير وإعلاء قيمة الحوار والتسامح الذي يرسّخ جهود مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، لنشر ثقافة الحوار، والتأكيد لمكانة المملكة في تعزيز التواصل بين الحضارات، ودعم مبادئ التفاهم، والتقارب الإنساني على المستويين المحلي والعالمي.
نخلص من هذا إلى حقيقة مهمة؛ وهي أن الحوار لم يَعُدْ ترفًا أخلاقيًا، وكذلك التسامح ليس زينةً أو حليةً تُضاف إلى الأخلاق، بل هما معاً ضرورة إنسانية تحفظ التوازن، وتؤكد أن ما يجمع البشر أكبر مما يفرقهم. ولعل أعظم ما تحتاجه الإنسانية اليوم، وهي تعبر منعطفات معقدة من الصراعات والهويات المتنازعة، هو أن تعود إلى هذه القيم الأصيلة التي تُعيد للإنسان مكانته، وللأوطان أمنها، وللعالم سكينته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
الأحوال المدنية: خدمة عرض شهادة الميلاد الرقمية عبر منصة أبشر
أتاحت وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية خدمة عرض شهادة الميلاد الرقمية عبر منصة "أبشر"، التي تمكن المواطنين والمواطنات والمقيمين من استعراض شهادة الميلاد الرقمية للمستفيد أو أحد أفراد أسرته، مع إمكانية طباعتها عند الحاجة. وأوضحت "الأحوال المدنية" أن الخدمة تهدف إلى تسهيل الإجراءات على المستفيدين، وتمكينهم من الوصول إلى وثائقهم الرسمية إلكترونياً بموثوقية عالية، بما يعزز من التحول الرقمي وجودة الخدمات المقدمة. وبيّنت أن خطوات الوصول إلى الخدمة تتمثل في: وأكدت "الأحوال المدنية" حرصها على تطوير خدماتها الإلكترونية بما يسهم في رفع كفاءة الإجراءات وتسهيل الحصول على الوثائق الرسمية بشكل آمن وسريع.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم.. نجاح متجدد ورسالة عالمية
منذ انطلاقتها قبل ثمانية وأربعين عامًا، أي مايزيد على أربعة عقود تواصل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رسم معالم ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله وإكرام أهله، لتبقى منارة مضيئة يلتقي عندها حفظة القرآن من مختلف أنحاء العالم. وقد جاءت هذه العناية امتدادًا لنهج المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي جعل خدمة القرآن وأهله ركيزة أساسية في بناء الدولة ورسالتها المباركة. وفي دورتها الخامسة والأربعين، التي أقيمت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جددت المسابقة نجاحها بصورة أوسع من أي وقت مضى، بفضل الجهود الحثيثة التي قادها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، حيث شهدت أوسع مشاركة منذ انطلاقتها بمشاركة 179 متسابقًا من 128 دولة. تميزت هذه الدورة بأنها الأكبر في تاريخ المسابقة، حيث اجتمع المشاركون في رحاب المسجد الحرام في مشهد مهيب يجسد وحدة الأمة الإسلامية حول كتاب الله، ومع توظيف التحكيم الإلكتروني تعززت العدالة والشفافية، وتحقق مستوى أعلى من الدقة في تقييم المتسابقين، في خطوة تعكس حرص الوزارة على التطوير المستمر ومواكبة مستهدفات رؤية المملكة 2030. كان لمعالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ دور محوري في نجاح هذه الدورة، من خلال إشرافه المباشر ومتابعته المستمرة لجميع مراحلها، وحرصه على تطويرها عامًا بعد عام لتبقى في صدارة المسابقات القرآنية عالميًا، وذلك في إطار ما تحظى به الوزارة من دعم القيادة الرشيدة واهتمامها البالغ بخدمة القرآن الكريم وأهله، معتَبِرًا أن العناية بكتاب الله الكريم، وتنشئة الأجيال على نوره وهداياته، تمثل جوهر رسالة الوزارة، وركيزة أساسية في عطائها لخدمة الإسلام والمسلمين. ومما يميز هذه الدورة ما خُصص لها من جوائز مالية بلغت أربعة ملايين ريال، في صورة تعكس سخاء القيادة السعودية وحرصها على تكريم أهل القرآن، وتشجيع المتسابقين على مواصلة مسيرتهم المباركة مع كتاب الله الكريم. لم تعد المسابقة مجرد حدث للتنافس، بل غدت رسالة عالمية تنشر نور القرآن وتبرز قيمه السمحة، وتؤكد دور المملكة في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال. وما تشهده اليوم من نجاح متجدد إنما هو امتداد لنهج تأسس مع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ويتجدد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – في صورة تعكس عناية القيادة الرشيدة بكتاب الله وأهله جيلاً بعد جيل


صحيفة سبق
منذ 6 ساعات
- صحيفة سبق
أيها المدير.. انظر لعين من تصافح
نعلم جميعا أن العيون لا تكذب، وهي مرآة حقيقية تعكس ما في النفوس قبل أن تنطق الألسن. ولعل من أسهل وسائل التواصل الإنساني وأهمها في نفس الوقت، ذلك الموقف الذي يجمع بين يدين تتصافحان وعيون تلتقيان. قد تبدو المصافحة سلوكا اجتماعيا متكرر وأمر عادي لكنها في حقيقة الأمر رسالة عميقة تدل على الاحترام والتقدير والاهتمام. من المؤسف أن بعض المديرين أو المسؤولين يكتفون بمد أيديهم للمصافحة بينما عيونهم تبحث عن شخص آخر أو تنشغل في مكان مختلف، وكأن من أمامهم لا يستحق العناية والاهتمام . أيها المدير، حينما تصافح أحد أعضاء فريق العمل أو أي شخص يقف أمامك، فإن المسألة لا تتعلق فقط بملامسة اليدين، بل هي لقاء إنساني يترك أثرا بالغا في النفوس إما إيجابي أو سلبي. إن النظر في عين من تصافح يرسل رسالة واضحة تقول أنا أراك، أنا أقدرك، وأنت مهم عندي . أما حين تهمل هذا التواصل البصري، فأنت بدون وعي ترسل رسالة معاكسة تحمل معنى التجاهل أو الاستصغار أو حتى اللامبالاة. المصافحة مع النظر في العيون ليست مجرد سلوك بروتوكولي، بل هي جزء من فن الاتصال الفعال. التواصل البصري من أهم مهارات القادة الناجحين، لأنه يصنع بيئة فيها الثقة والاحترام المتبادل. في علم الاتصال ندرك جميعا أن الناس يثقون أكثر بمن ينظر في أعينهم أثناء الحديث أو المصافحة، لأن ذلك يعكس الصدق والاهتمام. بينما عدم النظر أو الالتفات لجهة أخرى أثناء المصافحة يدل على عدم الاحترام أو ضعف الاهتمام، حتى لو لم يقصد الإنسان ذلك. تخيل موظفاً بذل جهدا كبيرا في عمله، وجاء ليصافح مديره بعد إنجاز مهم، فإذا بالمدير يمد يده بشكل بارد وينظر في اتجاه آخر أو يتحدث مع شخص بجانبه. كيف ستكون مشاعر ذلك الموظف؟ بالتأكيد سيشعر بأنه بلا قيمة، وأن كل ما فعله لم يستحق حتى تركيز في عينيه من المدير. أنا أثق لو أن المدير صافحه وهو ينظر مباشرة في عينيه بابتسامة تقدير لخرج الموظف بطاقة إيجابية هائلة تدفعه لمزيد من العطاء والعمل بإخلاص وزاد من ولائه لمنظمته. أحيانا بعض من المسؤولين يستخف بتفاصيل صغيرة ولا يعلم أنها تصنع الفرق الكبير في العلاقات الإنسانية. الموظفون يتأثرون بكلمة طيبة أو نظرة احترام. والمدير الناجح هو الذي يدرك أن بناء الثقة والولاء لا يتم فقط من خلال الجوانب المادية كالرواتب أو البدلات وإنما يتحقق من خلال السلوكيات اليومية الصغيرة التي تلامس القلوب. ولكي ندرك أهمية هذا السلوك، دعونا نتذكر أن القادة الكبار الذين تركوا أثرا في الناس لم يكونوا فقط أصحاب قرارات صائبة، بل كانوا مميزين في الإصغاء والتواصل وجعل كل من حولهم يشعر بأنه مهم. فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا صافح أحداً لا ينزع يده حتى يكون الآخر هو من يسحب يده، وكان يقبل بوجهه كله على من يحدثه حتى يشعر أنه موضع اهتمام كامل. وهذا أعظم مثال على أن القيادة الحقيقية تبدأ من الاهتمام بالإنسان. في النهاية، تذكر أيها المدير أن الموظفين لا يتذكرون كلماتك الرسمية بقدر ما يتذكرون كيف جعلتهم يشعرون. النظرة الصادقة أثناء المصافحة أقوى بكثير من جملة طويلة في اجتماع رسمي. اجعل من مصافحتك لحظة تقدير صادق لأنها بوابة لعالم الثقة والاحترام الذي يدوم. أتذكر والدي غفر الله له ولجميع موتى المسلمين حينما كان يؤكد على أهمية المصافحة الحقيقية التي يجب أن يرافقها الابتسامة والنظر في عين الشخص الآخر. كان يفعل ذلك مع الجميع حتى مع الأطفال حينما يقابلهم في المناسبات. كان لا يتجاهلهم بل كانوا أولوية بالنسبة له ولذلك دعائهم له وهم كبار يدل على الأثر الإيجابي العميق الذي تركه رحمه الله في نفوسهم.