logo
أزمة المواصلات الخانقة من شمال غزة إلى جنوبها.. رحلة تستنزف الجسد والجيب

أزمة المواصلات الخانقة من شمال غزة إلى جنوبها.. رحلة تستنزف الجسد والجيب

غزة/ محمد القوقا
في حرب مستمرة وتدمير غير مسبوق للبنية التحتية، تحولت الرحلات اليومية بين شمال قطاع غزة وجنوبه إلى رحلة شاقة تستنزف القوى وتستنفد الموارد المالية للسكان المحاصرين. ما كان يستغرق ساعة واحدة من الزمن قبل الحرب، أصبح الآن يستغرق نصف يوم أو أكثر، وسط طرق مدمرة، ونقص حاد في الوقود، وظروف أمنية متقلبة.
أدت الضربات الجوية والاجتياحات البرية الإسرائيلية المكثفة، التي استمرت لأشهر، إلى تدمير طرق رئيسية مثل شارع الرشيد "البحر" وشارع صلاح الدين، الذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط بين شمال القطاع وجنوبه. واليوم، أصبحت الطرق الرئيسية غير سالكة في كثير من الأحيان، مما اضطر السكان إلى استخدام مسارات بديلة غير ممهدة، تمر عبر أراضٍ زراعية ومناطق مليئة بالركام.
عبد الرحمن الكرد، سائق مركبة "تكتوك" ثلاثية العجلات، اضطر إلى التوقف عن العمل بسبب صعوبة التنقل. وقال لصحيفة "فلسطين": "الطرق التي كنا نستخدمها لم تعد موجودة. نحن مضطرون للسير عبر مسالك خطيرة، والتكلفة أصبحت باهظة للغاية، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود".
تعد أزمة الوقود واحدة من أكبر التحديات التي تواجه سكان غزة، حيث ارتفعت أسعار البنزين والديزل إلى أكثر من عشرة أضعاف مقارنة بفترة ما قبل الحرب. ويرجع هذا الارتفاع إلى انقطاع الإمدادات النظامية، واضطرار السكان إلى الاعتماد على وقود مُعاد تدويره من مواد بلاستيكية، وهو وقود غير آمن وذو جودة منخفضة.
المصور الصحفي أحمد الدنف، الذي يتنقل يومياً بين مدينتي غزة وخان يونس، يقول إنه ينفق نحو 200 شيكل يومياً على النقل، دون أي ضمان للوصول في الوقت المحدد.
وأضاف لـ"فلسطين أون لاين": "في بعض الأيام، تتعطل المركبة بسبب سوء حالة الطريق، وفي أيام أخرى لا نجد وسيلة نقل من الأساس".
كما أشار الدنف إلى أن الطريق باتت محفوفة بالمخاطر الأمنية، حيث يتعرض المسافرون أحياناً لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، خاصة في منطقة نتساريم، بالإضافة إلى عمليات تفتيش عشوائية من قبل عصابات مسلحة.
ظروف قاسية للركاب
لا تقتصر المعاناة على السائقين فحسب، بل تمتد إلى الركاب الذين يضطرون إلى انتظار وسائل النقل لساعات طويلة، وغالباً ما تكون هذه الوسائل بدائية، مثل المركبات ثلاثية العجلات أو عربات تجرها الحيوانات. وتزداد المعاناة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ونقص المياه والخدمات الأساسية خلال الرحلة.
محمد، أحد الركاب الذين التقتهم "فلسطين أون لاين"، قال: "كل يوم أشعر وكأنني أخوض معركة للوصول إلى وجهتي. الطريق مليئة بالمنعطفات الخطرة، وفي بعض الأحيان نضطر إلى الانبطاح على الأرض بسبب إطلاق النار".
أما الموظف الحكومي محمد الدوس، فأكد أن السفر من الشمال إلى الجنوب أصبح مغامرة غير مضمونة العودة. وقال: "قوات الاحتلال تغلق الطرق فجأة، وقد اضطررت للبقاء في الجنوب لعدة أشهر بعد موجة النزوح الكبيرة في بداية الحرب بسبب إغلاق محور نتساريم".
تأثيرات اجتماعية واقتصادية
تسببت أزمة المواصلات في عزل العائلات عن بعضها البعض، حيث أصبح التواصل بين شمال غزة وجنوبه شبه مستحيل في كثير من الأحيان. كما أعاقت الأزمة وصول المساعدات الإنسانية الشحيحة، خاصة إلى مناطق الشمال التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء.
سائق التكتوك أحمد شملخ، الذي يعمل على خط غزة - النصيرات، وصف الوضع بالقول: "الركام في كل مكان، والحرارة لا تطاق، والركاب مضطرون للازدحام في مركبات غير آمنة". وأضاف أن أسعار قطع الغيار ارتفعت بشكل جنوني، حيث قفز سعر إطارات التكتوك من 60 شيكلاً إلى 1000 شيكل، بينما بلغ سعر لتر البنزين 300 شيكل.
وبينما يحاول المصور الصحفي أحمد الدنف وغيره من العاملين في المجال الإعلامي مواصلة عملهم في نقل معاناة السكان، تبقى الطرق الوعرة والمخاطر الأمنية عقبة كبيرة أمامهم. يقول الدنف: "علينا أن نواصل رغم الصعوبات، لأن العالم بحاجة إلى أن يرى ما يحدث هنا".
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"روح الروح".. "ليا" تسبق العيد إلى السَّماء
"روح الروح".. "ليا" تسبق العيد إلى السَّماء

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين أون لاين

"روح الروح".. "ليا" تسبق العيد إلى السَّماء

غزة/ نبيل سنونو كانت تحتضن أمها وتضحك، قبل ساعتين فقط من الفاجعة. "ليوش"، كما اعتادوا أن ينادوها، "دلوعة البيت" و"روح الروح" عند الكل، "نامت" في لحظة واحدة إلى الأبد. انطفأت شموع الفرح التي كانت تشعلها ببراءتها. غادرت سريعا حتى قبل أن تحتفل معهم بعيد الأضحى الذي انتظرته طويلا لترتدي فستانا زاهيا تحيي به الأمل في أفراد عائلتها. في 23 مايو/أيار، كانت ليا الجعبري (عامان ونصف العام) في جلسة عائلية بسيطة بعد منتصف الليل ببيت جدها الشهيد (والد أمها) بمدينة غزة. لحظة فرح خاطفة، نسفها الموت، بفعل صاروخ من طائرة حربية إسرائيلية. "الصاروخ دخل فجأة، ما حسّينا فيه.. حضنت ليا، خفت يصيرلها إشي، صرت أتشاهد ولما انفجر قمت وأنا شايلة ليا بحضني"، تقول والدتها لصحيفة "فلسطين"، وهي تمسك بكلماتها الهاربة من حضن الوجع. نظرت إليها وهي تمني نفسها بأن طفلتها "نائمة"، شاحت "أم ليا" بنظرها إلى شقيقتها وأطفالها محاولة إفاقتهم، لكنهم لم يفعلوا، وانصدمت بالحقيقة: "خلص استشهدوا". "مشيت ببنتي، أخذوها مني.. لحقتهم أشوف وين ماخدينها.. وصلنا المستشفى وتفرقنا.. ما كنت حاسة بإصابتي، كنت خايفة عليها، بنتي وحيدتي، من ريحة أبوها.. بس هي مشتاقاله وراحت عنده. سعيد (والدها) مبسوط بحبيبته، الله يرحمهم ويجمعنا فيهم بالجنة"، كأنما تواسي والدة ليا ذاتها بتلك الكلمات. سريعا، غادرت ليا عالما لم تر فيه سوى حرب إبادة جماعية كانت إحدى ضحاياها، لتلحق بوالدها سعيد الذي استشهد قبل 19 شهرا. وفي مجزرة سابقة، استشهد جدها (والد أمها) وأحد أخوالها، وأصيب خالها الأكبر وبترت قدماه. ثم جاءت المجزرة الأخيرة. واستشهدت ليا، وأصيبت أمها، واستشهد آخرون. نجت الأم من المجزرة بأعجوبة، لكنها لا تزال تئن تحت وطأة كلمات طفلتها، وذكريات المواقف معها. قبل يوم من استشهادها، خطفت ليا نظر والدتها التي تمعنت بجمالها وقالت في سرها: "ليا حليانة، يا عمري، كبرت.. ربنا يحفظها". رائحة العيد.. وفستان مؤجل تعلقت ليا بأبيها بشدة رغم أنه استشهد قبل أن تتجاوز العام الأول من عمرها، ومازحت أمها أخيرا: "أنا بدعيله، وأنت لا". وقبل أيام من استشهادها، كانت أكثر الكلمات التي ترددها: "حبيبي سعيد، بدي أروح عند بابا". "كانت تزور المقبرة، تبوس صورته، وإذا سألناها وين بابا؟ تقول: في الجنة"، والحديث هذه المرة لعمها عاصم الجعبري. عاصم الذي أطلق على ليا لقب "روح الروح"، لا يزال هو أيضا أسير حزنه على طفولتها. يقول لـ "فلسطين أون لاين": استشهد سعيد، والد ليا، بعد 20 يوما من ذكرى ميلادها الأولى، وكان قد احتفل به كأنه لا يريد أن يفوته الوداع. ومن يوم استشهاده، صارت ليا كل العائلة. جدتها كانت تناديها: "أم سعيد الحلوة"، وكانت إذا زارت أهل والدها تحضر لهم حلوى وتقول: "هذا من بابا سعيد". يذكر عم الطفلة كيف كانت رغم صغر سنها في منتهى الوعي والفطنة: "قبل المجزرة، كانت تلعب مع بنت عمتها كنزي، وتشاجرت معها على "بكلة"، ثم جاءت تبكي. أعطيتها 20 شيقلا وقلت لها: روحي اشتري بكلة وبراد جكارة فيها، راحت اشترت لتر براد، رجعت والكل شرب، حكتلها كنزي ما بدنا نشربها، لكن ليا قالت: حرام وشربتها". وفي محطات النزوح القسري التي عايشتها ليا منذ بداية الحرب، حيث كانت تقطن شرق حي الشجاعية، تبوأت الطفلة مكانة في نفوس كل من قابلوها. "ليا صارت نجمة المدرسة (التي نزحت فيها)، كل ما تطلع على الساحة، النساء والرجال يركضوا يلاعبوها. كانت روحها خفيفة، جميلة، ولسانها ينقط كلاما أكبر من عمرها. سبحان الله، الكل كان يحبها"، يقول عمها. عند استشهادها، وصلت الجدة إلى مجمع الشفاء الطبي (أو ما تبقى منه بعد أن دمره الاحتــلال)، وقالت وهي ترى ليا بلا نفس: "والله يا تاتا، لسه بكرا بدي أروح أشتريلك فستان العيد.. سبتينا ورحتي عند أبوكي، يا حبيبتي..". ليا، حبيبة عائلتها، الابنة الوحيدة، الذكية، التي أطفأت وحدها ظلاما طويلا بعد رحيل أبيها، قررت أن تضيء الطريق إليه. مشت على الخطى، وغفت في حضن أمها، ثم صحا فيها الحنين، ونهضت إلى السماء. المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير بين الرُّكام والدُّموع... غزَّة تؤدِّي فريضة الصَّبر بدلاً من الحجِّ
تقرير بين الرُّكام والدُّموع... غزَّة تؤدِّي فريضة الصَّبر بدلاً من الحجِّ

فلسطين أون لاين

timeمنذ 13 ساعات

  • فلسطين أون لاين

تقرير بين الرُّكام والدُّموع... غزَّة تؤدِّي فريضة الصَّبر بدلاً من الحجِّ

غزة/ محمد عيد: للعام الثاني على التوالي، تحرم حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة آلاف الحجاج من أداء فريضة الحج، بعد أن أحكم جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على جميع المنافذ والمعابر، وسط أزمات إنسانية وكارثية غير مسبوقة في العصر الحديث. وعلى الرغم من تعذّر السفر وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وخنق الحرب لأمنيات رافقت أصحابها لسنوات طويلة، فإن رسائل الغزيين إلى الحجاج في مكة المكرمة، من جميع أنحاء العالم، تحمل رجاءً واحدًا: ألا تغيب غزة عن دعائكم أمام "البيت العتيق"، عسى أن تُوقف هذه الحرب الهمجية. وأمام شاشة تلفاز تعمل على ألواح الطاقة الشمسية، بعد انقطاع الكهرباء منذ بدء الحرب المستمرة للشهر التاسع عشر، يجلس الحاج صبحي الجعيدي (62 عامًا) يتابع مراسم سفر ووداع الحجاج الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، ومن جميع أنحاء العالم. لم يتوقف الجعيدي وزوجته عن متابعة تلك المشاهد الإيمانية، تغمرهما الحسرة لغيابهما عن أداء الفريضة التي طالما انتظراها بعد عقود من العمل والمشقة. يقول لصحيفة "فلسطين": "كانت أمنية مشتركة مع زوجتي... أن نؤدي الحج بعد التقاعد"، لافتًا إلى أنهما انتظرا خروجهما في قرعة وزارة الأوقاف بعد سبع سنوات من التسجيل. وكان من المفترض أن يسافرا موسم 2024، لكن جيش الاحتلال احتل محافظة رفح ومعبرها الحدودي مع مصر، قبيل الموعد. يضيف: "حينها شعرنا بالهم والحزن، خصوصًا بعد استشهاد زوج ابنتي، وكنا نأمل بأداء الفريضة العام القادم (2025)". فقد الجعيدي جزءًا من منزله بصاروخ إسرائيلي، كما خسر مبلغًا كبيرًا من مخصصات السفر نتيجة النزوح والغلاء الفاحش. وتساءل بحرقة: "ألا تكفي مشاهد الموت في غزة لوقف هذه الحرب؟ لماذا يصمت العرب والمسلمون عن هذه الإبادة؟"، آملاً أن يخصّه الحجاج بدعواتهم، وأن يُطفئ الله هذه النار المستعرة. ذات الحسرة والمشاعر المشاعر ذاتها تسكن قلب الحاجة عطاف العصار (60 عامًا)، التي حلمت طوال العقد الأخير بأداء الحج برفقة زوجها، بعد 10 سنوات من التسجيل. لكن الحرب حرمتها منه، بعد وفاته نتيجة نقص الرعاية الطبية في مستشفيات غزة، فباتت أمنيتها أداء الفريضة وحدها والدعاء له بالرحمة. تقول لـ"فلسطين": "القتل والحصار والتجويع هي المشاهد اليومية في غزة، ولا أفق لأي حلول توقف هذه الحرب الهمجية". وتتابع: "قضينا أعمارنا نحلم بهذه الرحلة الإيمانية... ولم يتبقّ في قلوبنا سوى أمل واحد: أن تتوقف هذه المحرقة الإسرائيلية". ورغم آلامها، لا تزال تأمل أن تكون هناك "دعوة صادقة أمام الكعبة" تغيّر الواقع، ويتحقق حلم حجاج غزة العام القادم. في المقابل، يختزن الحاج صهيب درويش (58 عامًا) جراحه بعدما فقد منزله واثنين من أبنائه في قصف استهدف منزل العائلة العام الماضي. ينتظر دوره في الحج منذ 9 سنوات، لكنه فقد كل مدخراته. ومع ذلك، لا يقطع الأمل بأن يكون العام المقبل واقفًا على جبل عرفة. موسمان ضائعان رئيس جمعية الحج والعمرة في غزة، محمد الأسطل، يقول إن القطاع خسر موسمي حج (بواقع 2500 حاج لكل موسم) نتيجة حرب الإبادة التي تخللتها المجازر، والدمار، والإغلاق الكامل للمعابر. ويوضح الأسطل لـ"فلسطين" أن نحو 200 حاج من غزة استشهدوا أو توفوا العام الماضي، قبل تمكنهم من أداء الفريضة. وأشار إلى أن إغلاق معبر رفح -المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم- يعيق تحركات وسفر السكان. ولتفادي ضياع الحصة المخصصة لغزة، سمحت وزارة الأوقاف للنازحين إلى مصر أو العالقين هناك بالتسجيل لأداء الحج، وهو ما نُفّذ في الموسمين الماضي والحالي، إضافة إلى استكمال العدد عبر زيادة حجاج الضفة. وأعرب الأسطل عن أمله بوقف الحرب، وتثبيت حصة غزة، بل وزيادتها في الموسم القادم، إن شاء الله. المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير خزاعة المنكوبة... البلدة الَّتي صارت ركامًا وذكريات
تقرير خزاعة المنكوبة... البلدة الَّتي صارت ركامًا وذكريات

فلسطين أون لاين

timeمنذ 16 ساعات

  • فلسطين أون لاين

تقرير خزاعة المنكوبة... البلدة الَّتي صارت ركامًا وذكريات

خزاعة/ فاطمة العويني: تقع بلدة خزاعة في أقصى شرق محافظة خان يونس، وتمتاز بخضرتها الدائمة ووفرة أراضيها الزراعية، التي لطالما أغرقت السوق المحلي بخضراوات ومحاصيل عالية الجودة. كانت البلدة مقصداً للزوار من جميع مناطق القطاع، ينشدون فيها الهدوء وجمال الريف الفلسطيني. لكن ذلك كله كان قبل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. أما اليوم، وبعد سلسلة من الاجتياحات المتكررة، فإن الاحتلال أعلن أخيرًا أنه "لم يُبقِ فيها منزلًا قائمًا". وعلى الرغم من التوغلات المتكررة، لم يكن أهالي خزاعة ينتظرون طويلاً للعودة إلى أراضيهم ومنازلهم فور انسحاب قوات الاحتلال، كما يوضح الصحفي ابن البلدة أحمد قديح، قائلًا: "عندما عدتُ إلى البلدة خلال الاجتياح قبل الأخير، وجدت منزلي مدمَّرًا، فنصبت خيمة على أنقاضه. كانت الأوضاع المعيشية كارثية، فمعظم البيوت والمرافق كانت بين مدمر كليًا أو جزئيًا". وأضاف قديح لصحيفة "فلسطين": "أقمنا في خيام، أو في ما تبقى من منازلنا، رغم خطر إطلاق النار العشوائي من قبل جنود الاحتلال. كانت الحياة محفوفة بالمخاطر، ومعاناة دائمة في الحصول على الطعام بعد تجريف الأراضي، والمياه بعد تدمير الشبكات، ولكننا رغم كل ذلك، تمسّكنا بالبقاء". وبحسب قديح، فإن البلدة تحوّلت بعد الإخلاء الأخير إلى "صحراء جرداء"، حيث دُمِّرت المنازل بالكامل، وسُوّيت الأراضي الزراعية بالأرض، مشيرًا إلى مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية يُظهر حجم الدمار "الذي لا يصدق". من جانبه، تحدث المواطن محمد رضوان عن نزوحه من خزاعة خمس عشرة مرة منذ بداية الحرب، قائلاً: "قبل النزوح الأخير، تعرضت أكثر من نصف مساحة البلدة للتدمير، ولا سيما أحياء النجار، وأبو علي، وأبو صبح، وأبو روك، والمناطق الحدودية. كما جُرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والدفيئات، رغم أن خزاعة كانت المصدر الأكبر للخضروات في غزة، وكانت تصدّر منتجاتها للخارج". وأضاف رضوان لـ"فلسطين": "منزلي أيضًا تعرض لقذيفة دبابة إسرائيلية بينما كنت بداخله مع عائلتي، لكن الله سلّمنا. وفي 18 رمضان الماضي، تلقينا أوامر بالإخلاء الكامل للبلدة باعتبارها (منطقة قتال)، ومنذ ذلك الوقت لم نعد إليها. رأينا حجم الدمار في مقاطع الإعلام الإسرائيلي، ولم يبقَ شيء.. لا منازل، ولا أراضٍ، ولا بنية تحتية". ويختم رضوان بالقول: "لقد تم محو خزاعة بالكامل باستخدام كميات هائلة من المتفجرات والغارات الجوية والروبوتات المتفجرة. لم تعد البلدة صالحة للحياة، لكننا سنعود، وسنعمرها من جديد". وكانت بلدية خزاعة قد أعلنت في وقت سابق أن البلدة أصبحت "منطقة منكوبة بالكامل"، بسبب الاستهداف الإسرائيلي الشامل لكل مكونات الحياة فيها. وأكدت في بيان أن حجم الدمار "يفوق كل التقديرات" ويجعل البلدة "خارج نطاق الخدمة تمامًا". المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store