
واشنطن وبكين في هدنة مشروطة… والتصعيد مؤجل حتى إشعار آخر
قرار ترامب بتمديد الهدنة الجمركية مع الصين حتى 10 تشرين الثاني/نوفمبر ليس مجرد تأجيل لزيادة رسوم… إنه لحظة إعادة تموضع في حرب اقتصادية لم تنطفئ نارها منذ عقد.
هذه المهلة القصيرة، مثل ساعة رملية تنزف حباتها ببطء، تمنح الطرفين وقتاً لمناقشة أكثر الملفات حساسية: المعادن النادرة، النفط الخاضع للعقوبات، والتكنولوجيا التي تصوغ ملامح القرن الجديد.
مشهد الهدنة: رايات بيضاء فوق بحر من الشكوك
قبل أشهر قليلة فقط، كانت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في ذروتها. الرسوم الأميركية على السلع الصينية بلغت 145%، وردّت بكين بفرض قيود صارمة على صادرات المغناطيسات النادرة، وهي مادة لا غنى عنها لصناعات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا الأميركية.
لكن في مايو، انفرجت الأزمة جزئياً باتفاق هدنة مؤقتة خفّضت التعريفات إلى 30% أميركياً و10% صينياً، مع إعادة فتح صمامات تصدير المعادن النادرة إلى السوق الأميركي. كانت تلك الهدنة بمثابة أنبوب أوكسجين للاقتصاد العالمي الذي بدأ يختنق من آثار الحرب الجمركية. وجاء بالأمس قرار تمديد الهدنة مرة آخرى لتسعين يوماً.
ما تحت الطاولة: حين تتحول التجارة إلى سلاح سياسي
في الظاهر، الحديث يدور عن نسب ورسوم. لكن في العمق، كل ملف تجاري هنا متشابك مع أمن قومي وصراع نفوذ.
واشنطن تربط جزءاً من الرسوم بمكافحة تهريب الفنتانيل، وتضغط على بكين لتقليص وارداتها من النفط الروسي والإيراني.
وفي المقابل، تسعى الصين إلى انتزاع مساحة أكبر في قطاع أشباه الموصلات، رغم تضييق واشنطن على استخدام شرائح "إنفيديا H20" في المشاريع الحكومية داخلها. إلا ان الحكومة الأميركية وصلت إلى اتفاق بالحصول على 15% من أرباح الشركات لمبيعات الصين.
هذه ليست مفاوضات حول بضائع… بل حول من سيضع القواعد التي ستحكم الاقتصاد العالمي لعقود قادمة.
الأسواق تلتقط أنفاسها… بحذر
المستثمرون في وول ستريت استقبلوا القرار بالارتياح: مؤشرات الأسهم تماسكت، والذهب ظل تحت السيطرة، والدولار بقي في نطاق ضيق.
لكن الهدوء هنا يشبه السكون الذي يسبق العاصفة. أي تعثر في المحادثات قد يعيد الأسواق إلى مشهد 2019، حين انهارت الثقة في التجارة العالمية وتراجعت صادرات آسيا بأكثر من 10% في شهر واحد.
أوروبا بين الأمل والقلق
في بروكسل وبرلين وباريس، ينظر صناع القرار إلى هذه الهدنة كمجال لالتقاط الأنفاس.
نجاحها قد ينعش سلاسل الإمداد ويمنح الصناعة الأوروبية دفعة جديدة، لكن فشلها قد يعيد سيناريو اضطراب الموانئ وارتفاع تكاليف الإنتاج، في وقت تحاول فيه أوروبا التكيف مع تباطؤ اقتصادي وتحديات طاقية متصاعدة.
لقاء مرتقب بين ترامب وشي… فرصة للاتفاق الدائم؟
البيت الأبيض لمّح إلى احتمال عقد لقاء بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ أواخر تشرين الأول/أكتوبر، على هامش قمة دولية في كوريا الجنوبية. لقاء كهذا قد يشكّل فرصة لاختراق جمود الملفات العالقة، أو يتحول إلى منصة لفرض شروط أكثر تشدداً إذا شعر ترامب أن بكين لا تقدم التنازلات الكافية.
ما بعد التسعين يوماً: إلى أين؟
التاريخ القريب يقول إن الهدن بين واشنطن وبكين قصيرة العمر. وما لم تُحل القضايا الجوهرية — من التوازن التجاري إلى قواعد التكنولوجيا — فإن هذه الفترة ليست سوى فصل هادئ في كتاب صراع طويل.
السؤال الحقيقي الذي سيطرح نفسه في نوفمبر: هل نغلق هذا الفصل على اتفاق مستدام، أم نفتحه على تصعيد قد يعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي من جديد؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 22 دقائق
- صوت لبنان
قمة ترمب وبوتين في ألاسكا.. ما المتوقع أن ينتج عن اللقاء؟
الشرق يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمة غير مسبوقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعاهدات الحد من التسلح بين البلدين، وسط غياب أوكرانيا عن اللقاء. والاجتماع الذي سيعقد في القاعدة الجوية المشتركة "إلمندورف"، والتي تعود إلى حقبة الحرب الباردة في ألاسكا، هو أول محادثات مباشرة بينهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. فيما يلي ما تحتاج لمعرفته عن القمة: قال البيت الأبيض إن الزعيمين سيبدآن الاجتماع الساعة 11 صباحاً، بتوقيت ألاسكا (1900 بتوقيت جرينتش)، الجمعة. وذكر الكرملين أن ترمب وبوتين سيعقدان أولاً اجتماعاً ثنائياً مع مترجمين، يعقبه مفاوضات بين الوفود و"إفطار عمل" على أن يغادر ترمب الساعة 3:45 فجر اليوم التالي، عائداً إلى البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يعقد الزعيمان مؤتمراً صحافياً مشتركاً في النهاية، حسبما أضاف الكرملين. وأعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" أنها ستبث المؤتمر الصحافي مباشرة. يخطط الزعيمان للاجتماع في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" المشتركة في أنكوراج. زار ترمب القاعدة عدة مرات منذ توليه منصبه أول مرة عام 2017، لكن رحلة الجمعة ستكون أول زيارة له إلى ألاسكا في ولايته الحالية. وقال مسؤول في البيت الأبيض مطّلع على التخطيط إن عقد الاجتماع في القاعدة يسهل على ترمب القيام برحلة ليوم واحد. وأضاف أن القاعدة العسكرية الأميركية توفر أماناً إضافياً. تتمتع ألاسكا بروابط تاريخية عميقة مع روسيا، التي استعمرت المنطقة في القرن الثامن عشر. وفي عام 1867، باعت روسيا ألاسكا إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار، لكن مجتمعات ناطقة بالروسية ما زالت موجودة في الولاية. قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن من المتوقع أن يلتقي ترمب وبوتين وجهاً لوجه. لكن من المرتقب أن يصطحب كل منهما مسؤولين آخرين إلى ألاسكا. ويضم الوفد الأميركي في القمة 16 مسؤولاً أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، والخزانة سكوت بيسينت، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA جون راتلكيف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز. وذكر الكرملين أن الوفد الروسي سيضم وزير الخارجية سيرجي لافروف، والمستشار في الشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، وكيريل ديميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي والممثل الخاص لبوتين للاستثمار والتعاون الاقتصادي. وكان لافتاً غياب وزير الدفاع بيت هيجسيث عن الوفد، في ظل حضور الوزير الروسي أندريه بيلوسوف. يأمل ترمب أن يحقق في اللقاء وجهاً لوجه، ما لم يتمكن من إنجازه عبر الهاتف مع بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي سبق وأن قال قبل فوزه بالرئاسة، إنه سينهيها خلال 24 ساعة. وقبل ساعات من اللقاء، أبدى ترمب، تفاؤله إزاء إمكانية تحقيق السلام بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معرباً عن اعتقاده بأن نظيره الروسي سيبرم اتفاقاً بشأن أوكرانيا في النهاية، فيما ذكر الكرملين أن القمة ستتناول تسوية النزاع دون احتمالية توقيع أية وثائق. وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لدينا اجتماع مع الرئيس بوتين، وأعتقد أنه سيكون اجتماعاً جيداً، لكن الاجتماع الأهم هو الاجتماع الثاني الذي نخطط له.. سنلتقي بالرئيس بوتين، والرئيس زيلينسكي، ومن الممكن حضور بعض القادة الأوربيين وربما لا". وعُقدت مناقشات عبر الأطلسي الأربعاء، شملت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بهدف توحيد الصف مع ترمب قبل اجتماع الجمعة. وقال القادة الأوروبيون إنهم وضعوا مع ترمب استراتيجية، تتضمن الإصرار على أن أي خطة سلام يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار وألا يتم التفاوض عليها دون وجود أوكرانيا على الطاولة. لا، لم يُدعَ زيلينسكي. وقد حذّر هو والقادة الأوروبيون من أن بوتين قد يحاول خلق فجوة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. وقال ترمب الأربعاء، إنه سيتصل بزيلينسكي، ثم بالقادة الأوروبيين، بعد اجتماع ألاسكا.


صوت لبنان
منذ 22 دقائق
- صوت لبنان
قمة ترامب وبوتين.. الرهان على إنهاء حرب أوكرانيا يواجه "أهدافاً متباينة" في ألاسكا
الشرق تنعقد في ولاية ألاسكا، بعد ساعات، قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط "توقعات منخفضة"، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، نظراً لتباين وجهات النظر بشأن الصراع، وغياب أوكرانيا عن الاجتماع المنتظر مساء الجمعة. ويأتي لقاء القمة المنتظر وسط شبه إجماع أوروبي أوكراني على أن الاجتماع سيخرج بوتين من عزلته الدبلوماسية عن الغرب، وتخوفات من أنه قد يمنحه فرصة للتأثير على ترمب. ورغم ذلك، تنعقد القمة وسط رهانات عالية، إذ يأمل ترمب أن يحقق في اللقاء الذي يعقد بقاعدة عسكرية في ألاسكا، ما لم يتمكن من إنجازه عبر الهاتف مع بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما يأتي بوتين إلى ألاسكا بهدف مختلف، وهو "الحفاظ على علاقاته الودية مع ترمب، والسعي لتحقيق طموحه طويل الأمد في إعادة تأكيد هيمنة موسكو على كييف"، وفق "وول ستريت جورنال". وسيصبح اللقاء بمثابة اختبار كاشف لإرادة كل منهما، ومعرفة أي الرئيسين سيتراجع، ولو مؤقتاً، لتجنب انهيار في العلاقات لا يبدو أن أياً منهما يرغب فيه. ويذكر أن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً مفاجئاً في شرق أوكرانيا قبيل القمة، في خطوة يُرجَّح أن تهدف إلى زيادة الضغط على كييف للتنازل عن جزء من أراضيها. "سقف منخفض" لقمة ترمب وبوتينوأمضى الرئيس الأميركي، الأيام التي سبقت القمة، وهو يضع سقفاً منخفضاً للغاية لقمة ألاسكا، إذ قال الخميس، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لدينا اجتماع مع الرئيس بوتين، وأعتقد أنه سيكون اجتماعاً جيداً، لكن الاجتماع الأهم هو الاجتماع الثاني الذي نخطط له.. سنلتقي بالرئيس بوتين، والرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، ومن الممكن حضور بعض القادة الأوربيين وربما لا". وأضاف: "لا أعلم ما إذا كان سيتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.. أنا مهتم أكثر بالتوصل فوراً إلى اتفاق سلام وتحقيق سلام سريع، وبناءً على نتائج اجتماعي مع بوتين، سأتصل بالرئيس زيلينسكي، وسأدعوه إلى أي مكان سنلتقي فيه". ويبدو أن روسيا وأوكرانيا تتفقان على أمر واحد على الأقل، هو أن مجرد لقاء بوتين مع ترمب يُعدّ فوزاً كبيراً للرئيس الروسي، إذ سيخرج من الجمود الدبلوماسي العميق، ويُمنح فرصة لإقناع الرئيس الأميركي وجهاً لوجه، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". وأشارت وسائل إعلام روسية بعد ورود أنباء عن القمة التي رُتبت على عجل في نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن "زيارة بوتين للولايات المتحدة تعني الانهيار التام لمفهوم عزل روسيا". وأظهر آخر لقاء قمة بين ترمب ونظيره الروسي، والذي عُقد عام 2018 في هلسنكي، بفنلندا، خلال ولايته الأولى، "ميله لقبول رواية بوتين للواقع"، إذ قال حينها إنه "لا يرى سبباً للشك في نفي الرئيس الروسي التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016"، مناقضاً رواية وكالات الاستخبارات الأميركية. ولم يُعلن البيت الأبيض ولا الكرملين عن نوع اتفاق السلام الذي يتطلعان إليه، لكن ترمب قال إنه قد يشمل "تبادلاً للأراضي"، وهو أمر يعتقد أنه "مؤهل جيداً للتفاوض عليه بصفته مطوراً عقارياً سابقاً في نيويورك". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تسليم أوكرانيا مناطقها الشرقية لروسيا، من شأنه أن يُنسف آمال ترمب في أن تستفيد الولايات المتحدة يوماً ما من احتياطيات أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة، والتي يقع معظمها في أراضٍ تسيطر روسيا عليها حالياً. إنهاء عزلة روسياوقال سيرجي ميخييف، عالم السياسة الروسي المؤيد للحرب، والضيف الدائم في التلفزيون الروسي الرسمي: "بالنسبة لروسيا، يُعدّ هذا إنجازاً حتى لو لم يتفقا على الكثير". وذكر ريهور نيزنيكاو، الخبير في الشؤون الروسية والباحث البارز في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية: "بدلاً من التعرض للعقوبات، حصل بوتين على قمة. هذا نصرٌ هائل لبوتين مهما كانت نتيجة القمة". وقبل أكثر من أسبوعين بقليل، تعهد ترمب بأنه إذا لم يلتزم بوتين بوقف إطلاق النار بحلول 12 أغسطس، فسيعاقب موسكو ودولاً مثل الصين والهند التي "تدعم المجهود الحربي الروسي" من خلال شراء نفطها وغازها، لكن الموعد النهائي انقضى دون أي توقف في الحرب. وتوصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المُستبعد من محادثات ألاسكا، إلى النتيجة نفسها، إذ قال الثلاثاء: "سيفوز بوتين في هذه القضية، لأنه يبحث عن صور، إنه بحاجة إلى صورة من لقائه مع الرئيس ترمب". وأضاف: "لكنها أكثر من مجرد فرصة لالتقاط الصور، فبالإضافة إلى تخفيف عزلة روسيا كدولة منبوذة في الغرب، أثارت القمة الخلاف داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو هدف روسي دائم، وأجّلت تهديد ترمب بفرض عقوبات جديدة صارمة". وقبل ألاسكا، لم يلتقِ بالرئيس الروسي سوى رئيسا وزراء سلوفاكيا والمجر، وذلك منذ أن أمر بغزو أوكرانيا في فبراير 2022 ووُضع تحت مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" مارس 2023. دعم مقترحات بوتينوأُصيب الكثيرون في أوروبا بالذهول من قرار ترمب بعقد قمة بشأن أوكرانيا استُبعد فيها زيلينسكي، وضغط قادة القارة على الرئيس كي لا يُبرم اتفاقاً من وراء ظهر أوكرانيا. وسعى ترمب لتهدئة هذه المخاوف في مكالمة فيديو مع القادة الأوروبيين، بمن فيهم زيلينسكي، الأربعاء، وقال القادة الأوروبيون إنهم وضعوا مع ترمب استراتيجيةً لاجتماعه مع بوتين، تتضمن الإصرار على أن أي خطة سلام يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار، وألا تُتفاوض دون مشاركة أوكرانيا. وقالت تاتيانا ستانوفايا من مركز "كارنيجي روسيا أوراسيا"، إن "التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا ليس الهدف الحقيقي لبوتين من القمة، بل ضمان دعم ترمب للدفع بالمقترحات الروسية". وأضافت: "بالنسبة لبوتين، فإن الاجتماع يعد مناورة تكتيكية لقلب الطاولة، وتهدئة غضب البيت الأبيض المتزايد إزاء مماطلة الكرملين في وقف إطلاق النار". وعشية القمة الخميس، أشار الكرملين إلى اعتزامه إدراج قضايا أخرى تتجاوز أوكرانيا في المحادثات، بما في ذلك إمكانية استعادة العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة ومناقشات حول صفقة أسلحة نووية جديدة. وتصب فكرة الأسلحة في صالح جهود روسيا المستمرة لتصوير الحرب في أوكرانيا كجزء من "صراع أوسع بين الشرق والغرب". بدوره، وصف ترمب لقاءه مع بوتين بأنه مجرد "اجتماع استكشافي" سينسحب منه سريعاً، إذا بدا التوصل إلى اتفاق سلام مستبعداً. وألمح ترمب هذا العام إلى مسؤولية أوكرانيا عن غزو أراضيها، ورفض الانضمام إلى حلفاء أميركا الغربيين التقليديين في التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين العدوان الروسي. ومساء الأحد، أعرب زيلينسكي عن قلقه الشديد من سهولة "خداع ترمب"، وردّ ترمب بانفعال على إصرار زيلينسكي على عدم قدرته على التنازل عن الأراضي، قائلاً: "لديه موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لتبادل؟ سيكون هناك تبادل للأراضي". وقال صمويل شاراب، عالم السياسة والمؤلف المشارك لكتاب عن أوكرانيا وأوراسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي: "إن أسوأ سيناريو لأوكرانيا، وعلى نطاق أوسع، هو أن يُقدّم بوتين عرضاً مقبولاً للولايات المتحدة، لكن زيلينسكي لا يستطيع تقبّله". وأضاف أن ذلك قد يدفع ترمب للعودة إلى موقفه العدائي الصريح تجاه أوكرانيا، أما روسيا فقد رفضت في الأيام الأخيرة فكرة تبادل الأراضي، حيث تنسحب قواتها من بعض الأراضي التي استولت عليها خلال الحرب. ورفض زيلينسكي أي فكرة لتبادل الأراضي، مُصراً على أنه "لا يملك بموجب الدستور الأوكراني صلاحية التفاوض على أجزاء من البلاد"، إذ من المرجح أن يُشعل ذلك أزمة سياسية خطيرة في كييف، ويُسهم في تحقيق أحد أهداف بوتين الراسخة: الإطاحة بالرئيس زيلينسكي.


ليبانون ديبايت
منذ 3 ساعات
- ليبانون ديبايت
طائرات الشبح و"إف-35" ترافق استقبال ترامب لبوتين (صور وفيديو)
شهد استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، عرضاً جوياً لطائرات حربية أميركية متطورة، أبرزها طائرة "بي-2" المعروفة بـ"الشبح" ومقاتلات "إف-35"، في تحليق اعتُبر تحية للرئيس الروسي. ووفق وسائل إعلام أميركية، جاءت هذه المقاتلات ضمن الاستعراض الجوي الذي رافق لحظة وصول بوتين، حيث حلّقت فوق مكان الاستقبال، في مشهد استعراضي لافت. وكانت الطائرة الرئاسية الأميركية قد وصلت أولاً إلى قاعدة إلمندورف–ريتشاردسون العسكرية، وظل ترامب داخلها لعدة دقائق في انتظار هبوط طائرة بوتين، ليتمكن من استقباله على المدرج. وعند نزول الرئيس الروسي، صافحه ترامب على السجاد الأحمر أمام منصة خاصة تعلوها لافتة كبيرة كُتب عليها "ألاسكا 2025"، وسط انتشار مقاتلات متوقفة على الجانبين وحضور عناصر من الجيش الأميركي بزيهم الرسمي. بالتزامن مع وصول الطائرتين، أعلن البيت الأبيض أن المحادثات بين الزعيمين ستُعقد بحضور مساعديهما، بعد تعديل على البرنامج كان يقتضي عقد لقاء ثنائي منفرد. وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الاجتماع سيضم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، إضافة إلى شخصيات من الجانب الروسي. وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن التحول من صيغة اللقاء المغلق إلى اجتماع موسع يُعد "تغييراً ذا أهمية كبيرة" في أجندة القمة التي تستقطب اهتماماً دولياً واسعاً.