logo
توعية أطفالنا بخطر التحرش ضرورة عاجلة.. مع دور الأسرة والمدرسة في الحماية والاحتواء

توعية أطفالنا بخطر التحرش ضرورة عاجلة.. مع دور الأسرة والمدرسة في الحماية والاحتواء

البوابة٠٦-٠٥-٢٠٢٥

في زمن أصبحت فيه التحديات التي يواجهها الأطفال أكثر تعقيدًا، يظل موضوع التحرش واحدًا من أخطر القضايا التي تحتاج إلى وعي حقيقي وتعامل جاد من الأسرة والمدرسة معًا. فالطفل بطبيعته لا يدرك أن بعض السلوكيات قد تكون خاطئة أو ضارة، ولذلك تقع المسؤولية الأولى على عاتق الكبار في توعيته، لا بالخوف، بل بالحب، ولا بالمنع فقط، بل بالفهم والحوار، فالأسرة باعتبارها الحضن الأول للطفل، لها الدور الأكبر في غرس مفاهيم الأمان الجسدي والنفسي لديه. فمن المهم أن يتعلم الطفل من صغره أن جسده ملك له، وأن من حقه أن يقول 'لا' لأي تصرف يجعله يشعر بعدم الارتياح، حتى لو جاء من شخص مقرّب.
وهذا لا يتحقق بالكلام الجاف أو بالتخويف، بل من خلال الحديث اليومي البسيط، والمواقف التربوية التي تُبنى على الثقة. فحينما يشعر الطفل بأن والديه مستمعان له، ويفهمان مشاعره، سيأتي إليهما من تلقاء نفسه عندما يتعرض لأي موقف غريب أو مؤذٍ. ومن الواجب أيضًا أن يُربّى الطفل على التفرقة بين اللمسة الآمنة واللمسة غير المريحة، وبين السلوك الطبيعي وغير المقبول، دون أن نجعل الأمر يبدو وكأنه سر أو عيب، بل كحق طبيعي له في الحماية والكرامة. ويجب أن نعلمه أن جسده ليس موضوعًا للضحك أو الإحراج، بل شيء يجب احترامه، من الجميع. اما عن المدرسة فهى أيضًا ليست مجرد مكان للتعليم، بل هي مساحة للحماية والرعاية النفسية.
من هنا، يجب أن يكون للمعلمين دور مباشر في دعم التوعية، من خلال الأنشطة المدرسية، والقصص، والحوارات التي تناقش المفاهيم بشكل غير مباشر، حتى لا يشعر الطفل بالخوف أو الرفض. كما يجب أن يتلقى المعلمون والمعلمات تدريبًا خاصًا للتعامل مع أي طفل يصرّح بموقف غير طبيعي أو يحكي عن تصرف غريب، دون إصدار أحكام، بل بالاحتواء واللجوء للطرق السليمة في التعامل. وإذا أردنا حماية حقيقية لأطفالنا، فعلينا أن نربّيهم على الثقة بأنفسهم، وعلى التعبير عن مشاعرهم، وألا نخجل من الحديث معهم في أمور الجسد والخصوصية. فالصمت لا يحمي، والتجاهل لا يُعالج، والخوف لا يمنع الضرر. إنما الحماية الحقيقية تبدأ من بيت آمن، وأب وأم حاضرين، ومدرسة تشعر الطفل أنه في أيدٍ أمينة. في النهاية، إن الطفل لا يحتاج إلى حائط من الخوف، بل إلى جسور من الحب والمعرفة. يحتاج أن يرى في والديه مصدرًا للراحة، لا للتهديد، وفي معلميه مصدرًا للتوجيه لا للزجر. وحين نجعل الحوار والصدق عادة يومية في حياة الطفل، نكون بذلك قد وضعنا أول خطوة في طريق الحماية والوعي، وأعطيناه درعًا يرافقه في كل مراحل عمره.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزراء الصحة العرب يناقشون أوضاع فلسطين
وزراء الصحة العرب يناقشون أوضاع فلسطين

صحيفة الخليج

timeمنذ 20 ساعات

  • صحيفة الخليج

وزراء الصحة العرب يناقشون أوضاع فلسطين

شاركت دولة الإمارات في أعمال اجتماع المكتب التنفيذي التحضيري للدورة العادية الثانية والستين لمجلس وزراء الصحة العرب، الذي نظمته إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، أمس، بمقر بعثة جامعة الدول العربية في جنيف. وترأست مصر، الاجتماع، وشاركت فيه دولة الإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان والعراق وفلسطين وقطر. وقالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إن الاجتماع ناقش عدداً من المواضيع الصحية المهمة، في مقدمتها الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية والجولان السوري المحتل. وأضافت أن الاجتماع تناول أيضاً ملفات السياحة العلاجية والاستشفائية في المنطقة العربية، ومتابعة أنشطة الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، والوكالة العربية للدواء «وعد»، وتوصيات اللجنة العربية الصحية للتأهب والاستجابة للطوارئ. وأوضحت أنه تم أيضاً اعتماد الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام 2025، وجائزة العمل المميز في مهنتي التمريض والقبالة لعام 2025، إلى جانب مناقشة تشكيل المكتب التنفيذي الجديد لمجلس وزراء الصحة العرب.(وام)

تقنيات التنفس الذكي تحقق دقةفي تشخيص الحالات الطبية بنحو  90%
تقنيات التنفس الذكي تحقق دقةفي تشخيص الحالات الطبية بنحو  90%

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • البيان

تقنيات التنفس الذكي تحقق دقةفي تشخيص الحالات الطبية بنحو 90%

كما تؤدي هذه الأخطاء إلى معاناة عدد كبير من المرضى من مضاعفات صحية كان من الممكن تجنبها في حال توفر أدوات تشخيص دقيقة وسريعة. وتتيح هذه التقنية التعرف إلى أنماط حيوية ترتبط بأمراض مثل «كوفيد 19»، والسل، والإنفلونزا، وحتى بعض الأورام، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو أخذ عينات من الدم. كما تُعد فرصة واعدة لتحسين النتائج الصحية وتعزيز الوقاية، خصوصاً إذا ما تم ربطها بقواعد بيانات حيوية واسعة النطاق تشمل سكان مختلف المناطق الجغرافية. إضافة إلى ضعف أداء بعض أنواع المستشعرات الحيوية بمرور الزمن. كما أن تطوير نماذج دقيقة وموثوقة يتطلب جمع بيانات ضخمة وتمثيلية من بيئات صحية متنوعة لضمان تعميم النتائج على نطاق عالمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store