logo
ماذا وراء تعيين روسيا لـ'جنرال القيامة' على رأس مستشاريها العسكريين بالجزائر؟

ماذا وراء تعيين روسيا لـ'جنرال القيامة' على رأس مستشاريها العسكريين بالجزائر؟

أخبارنامنذ 2 أيام

أخبارنا :
عيّنت موسكو الجنرال سيرغي سوروفكين، القائد السابق للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعلى الجبهة الأوكرانية، على رأس المستشارين العسكريين في سفارتها لدى الجزائر، لتعزيز "الدبلوماسية العسكرية' للكرملين في شمال إفريقيا، وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند' الفرنسية.
واشتهر سوروفكين بقلب "جنرال القيامة' لاستخدام أسلوب الهجمات الجوية الوحشية المكثفة خلال تدخل روسيا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وكانت له صلات وثيقة بمجموعة فاغنر.
وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن هذا القائد العسكري الروسي شوهد مؤخرًا في مقبرة عسكرية قرب الجزائر العاصمة، خلال مشاركته في إحياء ذكرى "الحرب الوطنية العظمى' ضد ألمانيا النازية (1941-1945)، برفقة وفد من البعثة الدبلوماسية الروسية.
وقد نُشرت عدة صور له على قناة السفارة الروسية في تطبيق "تيليغرام' بتاريخ 9 مايو/أيار، حيث ظهر مرتديًا نظارات شمسية وبدلة مدنية فضفاضة، إلى جانب أليكسي سولوماتين، سفير روسيا لدى الجزائر، وفلاديمير تسوكانوف، الملحق العسكري. لا شيء لافت في حضوره بحد ذاته، إذ تشير وسائل الإعلام الروسية إلى أنه اعتاد زيارة الجزائر مرة على الأقل كل عام – ففي عام 2023 زار وهران، وظهر في صورة حتى في مسجد وفي 2024 العاصمة الجزائر،تُشير الصحيفة الفرنسية.
لكن "لوموند' تؤكد أن اللافت هذه المرة، هو أن النص المرافق للصور كشف معلومة مهمة، وهي تعيينه رسميًا كـ'رئيس مجموعة المستشارين العسكريين الروس في الجزائر.. وهكذا، تؤكد السفارة الروسية في هذا البلد المغاربي مهمته الجديدة، وتُبرز في الوقت ذاته التزام موسكو المتزايد تجاه الجزائر، لاسيما من خلال تعزيز حضور مستشاريها العسكريين في هذا البلد'.
وتذكّر الصحيفة بأنه بقيادة الجنرال المعروف بلقب "الجزار'، تم تدمير مدينة ماريوبول الأوكرانية بالكامل بين فبراير/شباط ومايو/أيار عام 2022، على ضفاف بحر آزوف، مما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين. وتحت قيادته، بدأت القوات الروسية في أوكرانيا بقصف منهجي للبنى التحتية للطاقة، والمستشفيات، والمحطات، والأسواق، والمدارس.
وتلفت إلى أنه قد جُرّبت هذه التكتيكات سابقًا في سوريا قبل خمس سنوات، وأثبتت فعاليتها، إذ تمت مكافأة سوروفكين بتعيينه قائدًا للعمليات على الجبهة الأوكرانية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، في وقت كانت فيه روسيا تعيش انتكاسة عسكرية. ولكن أمام هجوم غير مسبوق من الجيش الأوكراني، اضطر الجنرال إلى تنظيم انسحاب القوات الروسية من منطقة خيرسون، تُذكِّر صحيفة لوموند.
وتقول الصحيفة إنه لأسباب غير معروفة تمامًا، تراجع نجمه في سبتمبر/أيلول عام 2023، واختفى اسمه من الهيكل التنظيمي لوزارة الدفاع. ويقول بعض الخبراء العسكريين إنه سقط من الحظوة، رغم أن استقالته لم تُعلن رسميًا. وكان آخر ظهور علني له في روسيا في 23 يونيو/حزيران من نفس العام، حين ظهر في مقطع فيديو نشر على شبكات التواصل، يناشد فيه مؤسس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، بالتراجع عن تمرده، بينما كان الأخير يقود قوة مسلحة تتجه نحو موسكو.
وكانت العلاقة بين الرجلين وثيقة. فبفضل دهائه في كسب النفوذ، أنشأ بريغوجين علاقات قوية مع عدد من الضباط المؤثرين لتمثيل مصالح مجموعته لدى وزارة الدفاع. وكان الجنرال سوروفكين، إلى جانب نحو ثلاثين ضابطًا روسيًا رفيعًا، عضوًا بارزًا في فاغنر. ووفقًا لمركز "دوسيه' المعارض، كان سوروفكين يتمتع بوضع "شخصية هامة' (VIP) في المجموعة منذ عام 2017، تُشير'لوموند'ً.
وبحسب الصحيفة تُعتبر علاقة الجنرال بمؤسس فاغنر، وتبنيه لأساليبه داخل الجيش الروسي – لا سيما تنظيم حملات التجنيد في السجون – نقطة إيجابية بالنسبة للكرملين. يُنظر إلى سوروفكين على أنه الرجل المناسب للمهمة في شمال إفريقيا، كونه متمرسًا في العمليات السرية وغير متحفظ في الوسائل.
وترى "لوموند' أن تعينيه يُجسّد مستوى التزام روسيا في الجزائر، في وقت يسعى فيه رئيسها فلاديمير بوتين، الغاضب من فرنسا، إلى ترسيخ نفوذه في منطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط. وعلى الرغم من أن إعلان تعيينه جاء بشكل غير مباشر عبر السفارة الروسية لدى الجزائر، إلا أنه يعكس بوضوح تصعيدًا في "الدبلوماسية العسكرية' التي تسعى موسكو إلى فرضها في المنطقة.
ووفق الصحيفة الفرنسية فقد يكون من بين أهداف موسكو ممارسة ضغط متزايد، لا سيما في ملف الصحراء الغربية، في إطار سياسة الإزعاج التي يتبعها الرئيس الروسي. ففي حين تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، تقف باريس إلى جانب المغرب. ووفقًا لدراسة صادرة عن معهد روبرت لانسنج الأمريكي، "قد تستخدم روسيا هذا النزاع لتأجيج التوترات بين الرباط والغرب، وتوسيع نفوذها'، محذرة من "احتمال تقديم مدربين روس دعمًا لقوات الحدود الجزائرية العاملة قرب منطقة النزاع'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لوموند: الهجوم على إيران.. رد فعل مفاجئ ومتناقض للأوروبيين بدعم إسرائيل
لوموند: الهجوم على إيران.. رد فعل مفاجئ ومتناقض للأوروبيين بدعم إسرائيل

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

لوموند: الهجوم على إيران.. رد فعل مفاجئ ومتناقض للأوروبيين بدعم إسرائيل

أخبارنا : تحت عنوان "الهجوم على إيران.. الموقف المتناقض للأوروبيين في دعم إسرائيل'، قالت صحيفة "لوموند' الفرنسية إن الدعوة إلى ضبط النفس والدبلوماسية، دون إدانة إسرائيل أو التبرؤ من ضرباتها.. هذا ما قامت به فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في رد فعل مفاجئ نوعاً ما، إن لم يكن متناقضاً، تجاه الهجوم الواسع الذي شنّته الدولة العبرية ضد إيران، توضح صحيفة' لوموند'، مضيفة أن الدول الأوروبية الثلاث، التي وقّعت في عام 2015، مع إيران والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين، على الاتفاق النووي الإيراني، والذي انسحب منه دونالد ترامب بعد ثلاث سنوات، عبّرت كلّها عن دعمها لـ'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها' في مواجهة التهديد الوجودي الذي يشكّله، بحسب تعبيرها، امتلاك النظام الإسلامي للسلاح النووي. حتى وقت قريب، كانت باريس ولندن وبرلين تحاول عبثاً ثني بنيامين نتنياهو عن تنفيذ تهديداته، من أجل تفضيل الخيار الدبلوماسي. كانت الدول الأوروبية تتوجس من صفقة محتملة، متسرعة وشكلية، يجريها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف خلف ظهرها رغم ذلك، اتصل قادة فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، يوم الجمعة، برئيس الوزراء الإسرائيلي للتعبير عن تضامنهم، بالرغم من التدهور الكبير، على الأقل بالنسبة لفرنسا وبريطانيا، في علاقاتهم مع نتنياهو على خلفية الحرب على غزة. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس سريعاً: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وعلى إيران ألا تطور أسلحة نووية'. أما البريطاني كير ستارمر، فقد شدد، بعد ظهر اليوم نفسه، على "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس' وعلى "القلق المستمر' لبلاده بشأن البرنامج النووي الإيراني. وفي بداية المساء، أكد إيمانويل ماكرون أن فرنسا مستعدة مرة أخرى، كما فعلت في الردود الإيرانية السابقة، للمشاركة في "عمليات حماية ودفاع' لصالح الدولة العبرية، في حال حدوث ردود فعل، دون أن يكون واضحاً ما إذا كانت باريس قد نفّذت ما وعدت به مساء الجمعة، عندما أطلقت إيران ثلاث موجات من الصواريخ على إسرائيل. وأضاف الرئيس الفرنسي: "بالمقابل، لا أعتزم بأي حال المشاركة في أي عملية هجومية. هذا ليس دورنا'. كما شدد على أن "الدعم ليس دعماً غير مشروط أو غير محدود'، توضح صحيفة "لوموند'. "نتائج تخدم الهدف المرجو' ورغم ذلك، تواصل صحيفة "لوموند'، بدا وكأنه يمنح تفويضاً ضمنياً للسلطات الإسرائيلية، مع أنه عبّر عن تمايزه عنها. وقال ماكرون: "عندما أنظر إلى نتائج هذه الضربات، فقد أدت إلى تقليص قدرات التخصيب، وتقليص القدرات الباليستية'. وذكّر بأن فرنسا "لم تشارك' في الهجوم، ولا "تتفق مع هذا النهج، أو مع ضرورة تنفيذ عملية عسكرية'، لكنه أقر بأن هذه الضربات "حققت نتائج تخدم الهدف المرجو'، أي منع إيران من حيازة السلاح النووي، أو على الأقل عرقلة جهودها في هذا الاتجاه. وأضاف: "لا يمكننا أن نعيش في عالم تمتلك فيه إيران السلاح النووي'، مشيراً خصوصاً إلى دعم طهران لموسكو في حربها ضد أوكرانيا. يُعتبر موقف العواصم الأوروبية، وباريس في طليعتها، متناقضاً إلى حدّ ما، حيث إنها كانت من أولى الجهات التي حاولت استئناف المفاوضات مع طهران، خاصة في سياق احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب، لتفادي لجوء إسرائيل إلى العمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، سواء بدعم أمريكي أو من دونه. لكن، وبسبب استبعادها من المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران، كانت الدول الأوروبية تتوجس مؤخراً من صفقة محتملة، متسرعة وشكلية، يجريها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف خلف ظهرها. وبالنسبة للأوروبيين، فإن ويتكوف، وهو رجل عقارات سابق ومقرّب من الرئيس الأمريكي، لا يمتلك الكفاءة الكافية في مواجهة مفاوضين إيرانيين متمرّسين في هذا الملف منذ سنوات، تتابع صحيفة "لوموند'. بالمقابل، واصلت الدول الأوروبية التنسيق الوثيق مع السلطات الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، بشأن إيران. ويعترف مسؤولون أوروبيون، في أحاديث غير رسمية، بأن هناك تقارباً كبيراً في وجهات النظر مع إسرائيل، إذ يرون أن البرنامج النووي الإيراني متقدم للغاية، وأن الوقت قد حان لوقف هذا التقدم. وبعيداً عن التحذيرات البروتوكولية ضد تدخل عسكري إسرائيلي، لم تعد بعض الأصوات، خصوصاً في باريس، تخفي أن الضربات قد تكون "مقبولة' إذا أثبتت إسرائيل فعاليتها في حلّ الملف النووي الإيراني لعشر سنوات أو أكثر، من دون إشعال صراع إقليمي جديد، تقول صحيفة "لوموند'. اصطفاف غير متوقع واعتبرت صحيفة "لوموند' أن هذا الموقف يتناقض مع الحذر الذي كانت تتسم به الدبلوماسية الأوروبية، وخاصة الفرنسية، في التعامل مع الملف الإيراني، خلال الأشهر الماضية. وتقول هيلواز فايت، الباحثة المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "الموقف الفرنسي مشكوك فيه إلى حد كبير، لأن العملية الإسرائيلية شملت ضربة لمنشأة نووية تابعة لدولة ذات سيادة. المخاطر ليست معدومة'. لم تعد بعض الأصوات، خصوصاً في باريس، تخفي أن الضربات قد تكون "مقبولة' إذا أثبتت إسرائيل فعاليتها في حلّ الملف النووي الإيراني لعشر سنوات أو أكثر ويُعزى هذا الاصطفاف غير المتوقع مع العملية المسماة "الأسد الصاعد' جزئياً إلى حدود الخيار الدبلوماسي الذي كانت باريس تحاول تبنيه بشأن إيران بالتعاون مع ألمانيا والمملكة المتحدة. ففي شهر أكتوبر المقبل، من المفترض أن ينتهي الاتفاق النووي المبرم في فيينا عام 2015 بشكل نهائي. وينص هذا الاتفاق، نظرياً، على إعادة فرض العقوبات على إيران عبر مجلس الأمن الدولي، في حال عدم وجود تقدّم من قبل طهران، وهو الخيار الذي يفكر الدبلوماسيون الأوروبيون في تفعيله بحلول نهاية شهر أغسطس، تُشير الصحيفة الفرنسية. لكن، بحسب فايت، فإن "الإيرانيين لم يخافوا يوماً من هذه العودة التلقائية للعقوبات، أو ما يسمى بالـ Snapback'. وفي شهر مارس الماضي، قالت كيلسي دافنبورت، مديرة السياسات في "رابطة مراقبة الأسلحة' الأمريكية، إنه "من المرجح جداً أن تردّ طهران على ذلك بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية'. وبرأي العديد من الخبراء، فإن المفاوضات التي كانت باريس ولندن وبرلين تأمل في تحريكها، بدون مشاركة الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق منذ عام 2018 ، لم تكن قادرة على تحقيق تفكيك البرنامج النووي الإيراني. وكان يمكنها، في أفضل الأحوال، أن تؤمن عودة عمليات التفتيش المنتظمة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يمنح الغرب بعض الوقت للتدخل، إذا تجاوزت طهران حدود التخصيب المسموح بها، توضح صحيفة "لوموند'.

ماذا وراء تعيين روسيا لـ'جنرال القيامة' على رأس مستشاريها العسكريين بالجزائر؟
ماذا وراء تعيين روسيا لـ'جنرال القيامة' على رأس مستشاريها العسكريين بالجزائر؟

أخبارنا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبارنا

ماذا وراء تعيين روسيا لـ'جنرال القيامة' على رأس مستشاريها العسكريين بالجزائر؟

أخبارنا : عيّنت موسكو الجنرال سيرغي سوروفكين، القائد السابق للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعلى الجبهة الأوكرانية، على رأس المستشارين العسكريين في سفارتها لدى الجزائر، لتعزيز "الدبلوماسية العسكرية' للكرملين في شمال إفريقيا، وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند' الفرنسية. واشتهر سوروفكين بقلب "جنرال القيامة' لاستخدام أسلوب الهجمات الجوية الوحشية المكثفة خلال تدخل روسيا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وكانت له صلات وثيقة بمجموعة فاغنر. وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن هذا القائد العسكري الروسي شوهد مؤخرًا في مقبرة عسكرية قرب الجزائر العاصمة، خلال مشاركته في إحياء ذكرى "الحرب الوطنية العظمى' ضد ألمانيا النازية (1941-1945)، برفقة وفد من البعثة الدبلوماسية الروسية. وقد نُشرت عدة صور له على قناة السفارة الروسية في تطبيق "تيليغرام' بتاريخ 9 مايو/أيار، حيث ظهر مرتديًا نظارات شمسية وبدلة مدنية فضفاضة، إلى جانب أليكسي سولوماتين، سفير روسيا لدى الجزائر، وفلاديمير تسوكانوف، الملحق العسكري. لا شيء لافت في حضوره بحد ذاته، إذ تشير وسائل الإعلام الروسية إلى أنه اعتاد زيارة الجزائر مرة على الأقل كل عام – ففي عام 2023 زار وهران، وظهر في صورة حتى في مسجد وفي 2024 العاصمة الجزائر،تُشير الصحيفة الفرنسية. لكن "لوموند' تؤكد أن اللافت هذه المرة، هو أن النص المرافق للصور كشف معلومة مهمة، وهي تعيينه رسميًا كـ'رئيس مجموعة المستشارين العسكريين الروس في الجزائر.. وهكذا، تؤكد السفارة الروسية في هذا البلد المغاربي مهمته الجديدة، وتُبرز في الوقت ذاته التزام موسكو المتزايد تجاه الجزائر، لاسيما من خلال تعزيز حضور مستشاريها العسكريين في هذا البلد'. وتذكّر الصحيفة بأنه بقيادة الجنرال المعروف بلقب "الجزار'، تم تدمير مدينة ماريوبول الأوكرانية بالكامل بين فبراير/شباط ومايو/أيار عام 2022، على ضفاف بحر آزوف، مما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين. وتحت قيادته، بدأت القوات الروسية في أوكرانيا بقصف منهجي للبنى التحتية للطاقة، والمستشفيات، والمحطات، والأسواق، والمدارس. وتلفت إلى أنه قد جُرّبت هذه التكتيكات سابقًا في سوريا قبل خمس سنوات، وأثبتت فعاليتها، إذ تمت مكافأة سوروفكين بتعيينه قائدًا للعمليات على الجبهة الأوكرانية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، في وقت كانت فيه روسيا تعيش انتكاسة عسكرية. ولكن أمام هجوم غير مسبوق من الجيش الأوكراني، اضطر الجنرال إلى تنظيم انسحاب القوات الروسية من منطقة خيرسون، تُذكِّر صحيفة لوموند. وتقول الصحيفة إنه لأسباب غير معروفة تمامًا، تراجع نجمه في سبتمبر/أيلول عام 2023، واختفى اسمه من الهيكل التنظيمي لوزارة الدفاع. ويقول بعض الخبراء العسكريين إنه سقط من الحظوة، رغم أن استقالته لم تُعلن رسميًا. وكان آخر ظهور علني له في روسيا في 23 يونيو/حزيران من نفس العام، حين ظهر في مقطع فيديو نشر على شبكات التواصل، يناشد فيه مؤسس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، بالتراجع عن تمرده، بينما كان الأخير يقود قوة مسلحة تتجه نحو موسكو. وكانت العلاقة بين الرجلين وثيقة. فبفضل دهائه في كسب النفوذ، أنشأ بريغوجين علاقات قوية مع عدد من الضباط المؤثرين لتمثيل مصالح مجموعته لدى وزارة الدفاع. وكان الجنرال سوروفكين، إلى جانب نحو ثلاثين ضابطًا روسيًا رفيعًا، عضوًا بارزًا في فاغنر. ووفقًا لمركز "دوسيه' المعارض، كان سوروفكين يتمتع بوضع "شخصية هامة' (VIP) في المجموعة منذ عام 2017، تُشير'لوموند'ً. وبحسب الصحيفة تُعتبر علاقة الجنرال بمؤسس فاغنر، وتبنيه لأساليبه داخل الجيش الروسي – لا سيما تنظيم حملات التجنيد في السجون – نقطة إيجابية بالنسبة للكرملين. يُنظر إلى سوروفكين على أنه الرجل المناسب للمهمة في شمال إفريقيا، كونه متمرسًا في العمليات السرية وغير متحفظ في الوسائل. وترى "لوموند' أن تعينيه يُجسّد مستوى التزام روسيا في الجزائر، في وقت يسعى فيه رئيسها فلاديمير بوتين، الغاضب من فرنسا، إلى ترسيخ نفوذه في منطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط. وعلى الرغم من أن إعلان تعيينه جاء بشكل غير مباشر عبر السفارة الروسية لدى الجزائر، إلا أنه يعكس بوضوح تصعيدًا في "الدبلوماسية العسكرية' التي تسعى موسكو إلى فرضها في المنطقة. ووفق الصحيفة الفرنسية فقد يكون من بين أهداف موسكو ممارسة ضغط متزايد، لا سيما في ملف الصحراء الغربية، في إطار سياسة الإزعاج التي يتبعها الرئيس الروسي. ففي حين تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، تقف باريس إلى جانب المغرب. ووفقًا لدراسة صادرة عن معهد روبرت لانسنج الأمريكي، "قد تستخدم روسيا هذا النزاع لتأجيج التوترات بين الرباط والغرب، وتوسيع نفوذها'، محذرة من "احتمال تقديم مدربين روس دعمًا لقوات الحدود الجزائرية العاملة قرب منطقة النزاع'.

الكويت تلاحق مسرّبي أسئلة الاختبارات النهائية.. 17 حساباً في قبضة الأمن
الكويت تلاحق مسرّبي أسئلة الاختبارات النهائية.. 17 حساباً في قبضة الأمن

أخبارنا

timeمنذ 5 أيام

  • أخبارنا

الكويت تلاحق مسرّبي أسئلة الاختبارات النهائية.. 17 حساباً في قبضة الأمن

أخبارنا : أكدت وزارة التربية الكويتية التزامها الكامل بتوفير بيئة تعليمية عادلة وآمنة يسودها تكافؤ الفرص، في ظل تصاعد الجدل حول تسريبات الامتحانات. وأعلنت الوزارة، الإثنين، إحالة 17 حساباً إلكترونياً ومجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الجهات الأمنية المختصة، بعد رصد نشرها أسئلة ومعلومات مزيفة حول امتحانات الصف الثاني عشر، وذلك عبر منصات مثل إكس، تيليغرام، وواتساب. وأكدت الوزارة أن تلك الحسابات ادعت تسريب أسئلة من اختبارات المرحلة الثانوية، وتم توثيق نشاطها بشكل رسمي وإحالته إلى إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية. وشددت على أنها ستواصل رصد وتتبع ما يتم تداوله إلكترونيًا خلال فترة الامتحانات، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، للتعامل الفوري مع أي محاولة لنشر الشائعات أو بث القلق في نفوس الطلبة. وأكدت الوزارة أن امتحانات الصف الثاني عشر، التي تنطلق يوم الأربعاء، ستُجرى في بيئة امتحانية تتسم بالشفافية والأمان والانضباط، مشيرة إلى تطبيق لائحة مخالفات الامتحانات بكل حزم، من أجل صون نزاهة المنظومة التعليمية. وشددت على إلزام جميع الطلاب بالتقيد بالتعليمات داخل اللجان ومنع إدخال الهواتف أو الأجهزة الذكية، وسط تحذيرات من أن أي مخالفة ستُعامل بصرامة ضمن القوانين واللوائح المعمول بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store