
إنذار أوروبي لإيران: إبرام اتفاق نووي قبل نهاية الصيف أو عودة العقوبات
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "الوزراء الأوروبيين أكدوا للوزير عراقجي تصميمهم على إعادة فرض كل العقوبات الدولية على إيران، في حال عدم التوصل لاتفاق بشأن برنامج طهران النووي قبل نهاية الصيف".
ويضغط الأوروبيون على طهران في محاولة لإقناعها "بضرورة استئناف الجهود الدبلوماسية دون تأخير، بهدف التوصل إلى اتفاق متين وقابل للتحقق منه ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني" الذي بات مصيره موضع تكهنات كثيرة منذ استهدفته ضربات عسكرية إسرائيلية وأميركية في يونيو/حزيران الماضي.
والاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى وإيران في 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي انسحبت منه الولايات المتّحدة وبالتالي لم تعد طرفا فيه خلافا للأطراف الأخرى (إيران، ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث، والصين، وروسيا)، يتضمن بندا يتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران في حال عدم وفائها بالتزاماتها.
وهذه الآلية المسماة "سناب باك" ينبغي تفعيلها قبل انتهاء صلاحية خطة العمل الشاملة المشتركة في أكتوبر/تشرين الأول.
ومن هنا يسعى الأوروبيون إلى تحقيق تقدّم دبلوماسي مع إيران قبل نهاية أغسطس/آب.
وكانت طهران حذّرت الأسبوع الماضي من أن إعادة تفعيل هذه العقوبات سيعني "نهاية دور أوروبا في القضية النووية الإيرانية".
وعقد عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف 5 جولات من المحادثات منذ أبريل/نيسان بوساطة عمانية، قبل أن تشن إسرائيل في 13 يونيو/حزيران حربا ضد إيران استمرت 12 يوما شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف 3 منشآت نووية إيرانية.
وفي 22 يونيو/حزيران، قصفت الولايات المتحدة منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع.
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية، مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية.
وهناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة وإيران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصر طهران على أن التخصيب من حقها وفقا للقانون الدولي، تعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأمر "خطا أحمر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
قمة أوروبية صينية.. الحرب التجارية وضغوط أميركا تخيم على علاقاتٍ عمرها نصف قرن
بروكسل– تستضيف العاصمة الصينية اعتبارا من يوم غد الخميس قمة رفيعة المستوى تجمع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي تشيانغ من جهة، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من الجهة الأخرى، وذلك بمناسبة مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين. لكن هذه القمة تأتي في ظرف بالغ الحساسية، إذ تتفاقم الخلافات التجارية بين الطرفين، على خلفية قضايا السيارات الكهربائية وقيود الواردات الزراعية، إضافة إلى تصاعد التوتر السياسي بسبب دعم الصين لروسيا في حربها مع أوكرانيا. كما تخيّم على أجواء القمة ظلال الحرب التجارية العالمية التي أعاد إشعالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية وتهديدات اقتصادية طالت الصين وأوروبا على حد سواء. ووسط هذا السياق الدولي المضطرب، تُعد قمة بكين فرصة للطرفين لتقييم علاقتهما المتشابكة، والسعي نحو إعادة التوازن فيها، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول ما إذا كانت أوروبا ستنجرف تدريجيًا نحو بكين في ظل انكفاء واشنطن عن قيادة النظام التجاري العالمي. ويُنظر إلى القمة على أنها اختبار حاسم لمسار العلاقة بين بروكسل وبكين، وفرصة، وإن كانت محدودة، لنزع فتيل النزاعات التجارية، وإيجاد أرضية مشتركة في ملفات معقدة تشمل المناخ، والسيارات الكهربائية، الأمن الغذائي ، وصفقات الطيران. من الشراكة إلى الخصومة على مدى عقود، سعت أوروبا إلى التعامل مع الصين كشريك إستراتيجي رغم الخلافات البنيوية، لكن التصعيد الأخير في ملفات التجارة والأمن ألقى بظلاله على النظرة الأوروبية. وفي هذا السياق، قال كبير المحللين في مركز السياسات الأوروبية إيفانو دي كارلو -للجزيرة نت- إن الاتحاد الأوروبي يرى الصين كمنافس اقتصادي، وكتهديد للصلابة الاقتصادية الأوروبية كذلك، ومصدرًا رئيسيًا للإحباط بسبب موقف بكين من موسكو. وأضاف أنه بينما من المرجح أن تواصل بروكسل استخدام التصنيف الثلاثي للصين (شريك ومنافس وخصم نظامي) فإن وصف "الخصم النظامي" يكتسب زخمًا متزايدًا بين الدول الأعضاء، نتيجة الانحياز الجيوسياسي الأوسع للصين مع روسيا. وأشار إلى أن الهوة تعمقت بعد امتناع بكين عن إدانة حرب روسيا على أوكرانيا، مما أدى إلى "تلاشي إمكانية فصل الاقتصاد عن الجيوسياسة" مضيفا "علاقة الصين بروسيا ما تزال عقبة رئيسية أمام علاقتها مع الاتحاد الأوروبي. ورغم أن بكين تدعي الحياد، فإن دعمها الاقتصادي واللفظي لموسكو قوّض الثقة بها في أوروبا". ملفات اقتصادية شائكة على رأس جدول أعمال القمة تقف قضية السيارات الكهربائية الصينية التي أغرقت الأسواق الأوروبية بفضل دعم حكومي، مما دفع المفوضية الأوروبية إلى فرض رسوم تتراوح بين 17% و37.6%، وردّت عليها بكين بفتح تحقيقات في منتجات زراعية أوروبية. وقال الخبير الاقتصادي الفرنسي كميل ساري للجزيرة نت "الصين تُنتج اليوم أكثر من 30 مليون سيارة سنويًا، منها نحو 10 ملايين سيارة كهربائية، وتصدر جزءًا كبيرًا منها بأسعار مدعومة تقل بكثير عن كلفة الإنتاج الأوروبي. شركات مثل بي واي دي تفوقت عام 2023 على تسلا من حيث المبيعات، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية، كإجراء مضاد للإغراق". وأضاف ساري أن الصين ردت بفتح تحقيقات بشأن واردات النبيذ الأوروبي من فرنسا ، وفرضت قيودًا على المنتجات الزراعية الأوروبية، متذرعة بمعايير صحية، لكن بروكسل تراها خطوات انتقامية ذات طابع سياسي. ومن جانب آخر، تسعى بكين إلى تسريع اعتماد أوروبا لطائرتها المدنية الجديدة "سي 919" (C919) وهو ملف تزامن مع صفقة محتملة لشراء مئات الطائرات من إيرباص ، وقال ساري بهذا الصدد "الاعتراف الأوروبي بطائرة سي 919 يعني فتح الباب لمنافس شرس مدعوم من الدولة الصينية، مما قد يُهدد الريادة الأوروبية في قطاع الطيران على المدى الطويل. لكن الرفض يحمل تكلفة: خسارة صفقة الطائرات وربما تدهور العلاقة الاقتصادية الأوسع". تحت وطأة ترامب في خلفية القمة، تلوح تهديدات الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات أوروبية، مما أثار قلقًا واسعًا في بروكسل. وفي هذا السياق، قال البروفيسور ريمي بييه أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة ميامي للجزيرة نت "من الصعب دائمًا معرفة ذلك مع ترامب، لأن معظم تهديداته السابقة بفرض رسوم جمركية كانت تُستخدم غالبًا كتكتيكات تفاوضية". وأضاف "لكن من الواضح أنه أصبح منزعجًا من الانتقادات داخل الولايات المتحدة التي تقول إنه يتراجع دائمًا ولا ينفّذ تهديداته. ولكن رأيت مؤخرًا سلسلة من التهديدات الجمركية التي تحققت فعلًا، سواء في كندا أو المكسيك". وأوضح بييه أن مفوض التجارة الأوروبي حاول مؤخرًا التفاهم مع مستشاري ترامب من دون تقدم ملموس، مشيرًا إلى أنه "للأسف، يبدو أن تهديد ترامب سيتحوّل إلى واقع من خلال فرض رسوم جمركية على أوروبا". وبين أن هذا التصعيد "لا يؤثر على التحالف عبر الأطلسي اقتصاديًا فحسب، بل على المستوى السياسي أيضًا" خاصة مع اختلاف أولويات دول الاتحاد الأوروبي. مع العلم أن بولندا ودول أوروبا الشرقية تركز على التهديد الروسي وتقلق من تدهور العلاقة الأمنية مع واشنطن ، بينما ألمانيا وإيطاليا وإيرلندا تضع ملف التجارة في المقدمة. هل تنفتح أوروبا على الصين؟ مع انكفاء واشنطن نحو سياسة حمائية، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت أوروبا ستتجه نحو بكين كبديل. لكن دي كارلو يرى أن سياسات وخطاب ترامب يدفعون أوروبا إلى إعادة تقييم تموضعها الإستراتيجي، ليس بالضرورة نحو الصين، بل نحو تعزيز الاعتماد على الذات. لكن في الوقت الحالي، تظل الضمانات الأمنية الأميركية والعلاقات في مجال الطاقة عناصر أساسية لأوروبا. وأضاف أن هذا الواقع "سيحد من أي إعادة تموضع كبيرة" وأن الأرجح هو "التعامل الانتقائي مع الصين وتنويع الشراكات". أما ساري الذي كان مستشارا سابقا لدى صندوق النقد الدولي ، فأشار إلى أن أوروبا "مكبّلة اقتصاديًا" إذ تستورد اليوم من الولايات المتحدة بما يزيد على 200 مليار دولار من الغاز والنفط سنويًا، أي بما يساوي 3 أو 4 أضعاف ما كان عليه هذا الإنفاق حين كان يستورد من روسيا، مما يجعل أي فك ارتباط نهائي أمرًا بالغ الصعوبة. الاستقلال الإستراتيجي شعار أم مسار؟ طرحت فرنسا مجددًا فكرة "الاستقلال الإستراتيجي" الأوروبي، لكن من دون توافق واضح. وبحسب دي كارلو فإن "ما يسمى الاستقلال الإستراتيجي لا يزال يفتقر إلى العمق التشغيلي الكامل". ويضيف "الجهود لتحقيقه تسير ببطء وغير متساوية بين الدول الأعضاء. في الوقت الراهن، يظل أقرب إلى وجهة سياسية أكثر من كونه أجندة قابلة للتنفيذ الكامل". أما بييه، فيرى أن اختبار هذا الطموح سيتوقف على قدرة باريس وبرلين على تشكيل جبهة موحدة، مشيرا إلى 3 حزم أوروبية محتملة للرد على رسوم ترامب كالتالي: فرض ضرائب على صادرات أميركية بقيمة 21 مليار دولار. إجراءات أوسع على 72 مليار دولار. منع الشركات الأميركية من التقدّم لعطاءات عامة داخل الاتحاد الأوروبي. لكنه حذر من غياب التماسك، خصوصًا أن "دول أوروبا الشرقية حذرة جدًا في عدم استفزاز إدارة ترامب". نتائج محدودة ورسائل سياسية لا يتوقع أن تسفر قمة بكين عن اختراقات كبرى، بل أقصى ما يُرجى منها، وفق خبراء، هو الحد من التدهور وفتح قنوات للحوار، ويقول دي كارلو "إمكانية حل هذه التوترات على المدى القصير ضئيلة، لأن المشاكل الأساسية ناتجة عن اختلافات هيكلية عميقة بين الاقتصادين". ويرى البروفيسور الأميركي بييه أنه "إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية أو تبنّت سياسات انتقامية قصيرة المدى حتى ضد حلفائها التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي، فإنها بذلك تخاطر بدفع أوروبا نحو شراكات بديلة قد تشمل الصين. ويتابع "لقد تسببت إدارة ترامب سابقًا في توترات مع حلفاء مقرّبين، واستعملت أدوات التخويف للحدّ من تقاربهم مع الصين، لكن هذه التكتيكات قد تؤدي إلى نتائج عكسية". وتبقى أوروبا عالقة بين حليف تقليدي يلوّح بالعقوبات، وشريك اقتصادي صاعد لا تخفي نواياه الجيوسياسية. وبين "التوازن الصعب" و"الاستقلال المؤجل" تمضي القارة العجوز نحو مستقبل لم يُرسم بعد.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
الهجمات السيبرانية بدأت ضد الإيرانيين قبل شهور من الهجوم الإسرائيلي
تعرض أكثر من 20 مواطن إيراني مقيم داخل البلاد وخارجها لهجمات أمنية سيبرانية متطورة وذات أهداف محددة قبل شهور من بدء الحرب الإسرائيلية، وذلك وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ". وتوصلت منظمة "ميان" (Miaan Group) لحقوق الإنسان الرقمية إلى عدد من الإيرانيين تلقوا تنبيهات من شركة " آبل" بوجود اختراق في هواتفهم بالنصف الأول من العام الجاري وفق ما جاء في تقرير "بلومبيرغ". وتجدر الإشارة إلى أن هذه التنبيهات التي ترسلها "آبل" لضحايا الهجمات السيبرانية تعد دليلا على وقوع الهجمات، كون الشركة لا ترسلها بشكل عشوائي وتكون مخصصة بشكل واضح كما ذكر التقرير. ويؤمن الباحثون في منظمة "ميان" أنهم لم يتعرفوا إلا على جزء من ضحايا هذا الهجوم السيبراني، وهو ما يعززه اكتشاف مجموعة أخرى من 12 ضحية إضافية اكتشفهم الباحث الأمني حامد كاشفي مؤسس شركة "دارك سيل" (DarkCell) حسب ما جاء في التقرير. وتؤكد "بلومبيرغ" من خلال التقرير أن هذه الواقعة تعد الأولى من نوعها التي تعتمد على أدوات سيبرانية متطورة تستهدف إيرانيين يعيشون داخل وخارج البلاد، وتربط بين الهجمات السيبرانية والعكسرية. وذلك وفق تصريحات منظمة "ميان" التي أكدت أن المجموعة المخترقة تضمنت اثنان من المعارضين إيران داخل البلاد فضلا عن موظف تقني إيراني يعيش في أوروبا، وجميعهم يستخدمون أجهزة "آيفون" واستقبلوا إشعار الاختراق من "آبل". ومن جانبه أكد كاشفي أنه اكتشف 12 من الضحايا يعيشون في إيران ويعملون في القطاع التقني بالبلاد أو القطاع الحكومي الحساس، ولكن رفض كاشفي الكشف عن وظائفهم بدقة خوفا على سلامتهم، وذلك وفق تقرير "بلومبيرغ". وأضاف كاشفي في حديثه مع "بلومبيرغ" أن هذا الهجوم على الأرجح استخدم ثغرة "اليوم صفر" التي لا تطلب أي تفاعل من الضحية مع الهاتف أو رسائل الهجوم، وهي تعد من أكثر الهجمات السيبرانية تعقيدا وأكثرها تكلفة. كما اطلعت "بلومبيرغ" على نسخة من التنبيه الذي يصل إلى مستخدمي "آبل" الذين تعرضوا للاختراق، وهو يؤكد أن الهجمات السيبرانية المماثلة نادرة للغاية وباهظة الثمن وهي على الأرجح موجهة لهذا الشخص تحديدا بسبب مكانته. ولكن لم تنسب "آبل" الهجوم لأي مجموعة أو جهة معروفة، فضلا عن ذلك لم تستطع منظومة "ميان" أو كاشفي بشكل فردي الوصول إلى هواتف الضحايا وتحليلها بشكل ملائم، إذ رفض البعض هذا الأمر مفضلين أن ترسل الهواتف إلى الجهات الإيرانية المعنية وفق ما وضح كاشفي، وإلى جانب ذلك تم اكتشاف بعض الهجمات بعد حدوثها بعدة أشهر؛ وهذا يخفي أي أدلة موجودة في الهاتف.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
ألمانيا وفرنسا تبحثان الوضع بغزة وموظفو المنظمات الإنسانية مهددون بالجوع
أعلنت الحكومة الألمانية أن المستشار فريدريش ميرتس سيبحث مع الرئيس الفرنسي الأوضاع في غزة، في ظل انتقادات غربية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع المحاصر من سياسة تجويع إسرائيلية ممنهجة. وقالت برلين إن سياستها تجاه إسرائيل تخضع للمراجعة المستمرة وفقا للوقائع الميدانية، وأكدت على أهمية إدخال مساعدات إنسانية شاملة إلى قطاع غزة. ويتعرض ميرتس لضغوط لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل مع دعوة أعضاء في ائتلافه إلى انضمام برلين لبيان صادر عن عشرات الدول الغربية يستنكر "القتل الوحشي" للفلسطينيين. ويتزعم ميرتس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المنتمي إلى يمين الوسط في ألمانيا. ويتزايد انتقاد المستشار الألماني لإسرائيل، وغابت برلين عن البيان المشترك الصادر يوم الاثنين عن الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية، بينها بريطانيا وفرنسا، الذي دعا إسرائيل إلى إنهاء الحرب فورا. واستنكرت الدول في البيان المشترك ما وصفته "بالتدفق غير المنتظم للمساعدات" المقدمة للفلسطينيين في غزة، وقالت إن من "المروع" مقتل أكثر من 800 مدني في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات. وعبرت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في حكومة ميرتس ريم العبلي-رادوفان أمس الثلاثاء عن استيائها من قرار ألمانيا عدم التوقيع على البيان. والوزيرة عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر المنتمي ليسار الوسط في الائتلاف الحاكم. من جهتها، دعت فرنسا إلى رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فورا، وقالت إن الوضع في غزة نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل. كما دانت إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الذين يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية في غزة، وطالبت إسرائيل بالامتثال للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. 100 منظمة تنتقد التجويع وفي ذات السياق، دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية الحكومات إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة انتشار الجوع في غزة. وحذر البيان الذي وقعت عليه 111 منظمة من انتشار المجاعة ، رغم تكدس أطنان من الطعام والمياه والإمدادات الطبية على مشارف غزة. وأشار البيان إلى أنه بينما يُفاقم الحصار تجويع سكان غزة، ينضمّ عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الطعام نفسها، مُعرّضين أنفسهم لخطر إطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم؛ وأشار البيان إلى أن المنظمات الدولية تشاهد زملاءها وشركاءها في غزة وهم يتضورون جوعا، في ظل نفاد الإمدادات بالكامل. ودعا البيان الحكومات إلى المطالبة برفع كل القيود وفتح المعابر، وضمان الوصول إلى جميع أنحاء القطاع، ورفض عملية التوزيع التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. كما يطالب البيان الدول باتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل. وقد استشهد 10 فلسطينيين في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، جراء التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضمن حرب إبادة جماعية ، بحسب بيان لوزارة الصحة بغزة. وبذلك يرتفع عدد هؤلاء ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 111 حالة وفاة. والثلاثاء، أعلنت الوزارة استشهاد 15 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، جراء المجاعة خلال الساعات الـ24 السابقة. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد الماضي، من أن القطاع أصبح على أعتاب "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. الأونروا تتعرض للتجويع من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) الأممية، اليوم، إن الفلسطينيين في غزة بمن فيهم موظفوها يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى وفاة أطفال ومعاقين بالقطاع نتيجة التجويع وسوء التغذية الحاد. وجددت الأونروا، في منشور على منصة إكس، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء المجاعة فيه. كما أكد مدير منظمة الصحة العالمية أن هناك ارتفاعا قاتلا في سوء التغذية في قطاع غزة، وأنها مصممة على البقاء بغزة ودعت إلى حماية أطقم المنظمة والوكالات الأممية. وأضافت المنظمة أن 90% من سكان غزة يواجهون صعوبة في الحصول على المياه، وأن أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل شملت نحو 90% من مساحة غزة. وكانت الأمم المتحدة قد قالت أمس الثلاثاء إن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يتعرضون لإطلاق النار أثناء اقترابهم من مستودعات وشاحنات المساعدات الغذائية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه بحسب السلطات الصحية المحلية، فقد مات أكثر من 12 طفلا وبالغا نتيجة الجوع خلال الـ24 ساعة الماضية وحدها. وأوضح دوجاريك أن الإمدادات الغذائية تُدخل إلى غزة بكميات غير كافية، مؤكداً أن المدنيين الذين يقتربون من مستودعات وشاحنات الأمم المتحدة يتعرضون لإطلاق النار. ولفت إلى أن إطلاق النار على المدنيين يتعارض تماما مع مبدأ تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية. ولم يذكر دوجاريك الجهة التي تطلق النار على المدنيين إلا أن بيانا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة الأحد أعلن استشهاد 995 فلسطينيا، وإصابة 6 آلاف و11 آخرين، إضافة إلى 45 مفقودا منذ 27 مايو/أيار الماضي جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات.