
"حرب على الربّ" وحلّ الدولتَين؟
ها هو رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، يزور مستوطنة أرئيل، ويقول: "وجودي هنا يمثّل أهمية رمزية كبيرة، يهودا والسامرة يمثّلان مهد الإيمان اليهودي، وهما موعودتان للشعب اليهودي وفق ما ورد في الكتاب المقدّس. إن هذه الأرض حقّ لليهود، حتى لو عارض العالم ذلك، فإن الولايات المتحدة تتمسّك به"... هل ثمّة أوضح من ذلك؟ إنه تفويض أميركي. إطلاق يد إسرائيل من دون حدود، للسيطرة على الأرض كلّها لأنها حقّ لهم، ولو عارض العالم كلّه، فأين ستقوم الدولة الفلسطينية؟ وكيف سيتحقّق حلّ الدولتَين الذي دُفن منذ سنوات بمشاركة عربية متنوّعة الأدوار والأهداف والمصالح الآنية والوهمية، عندما حصل الانقلاب على المبادرة العربية التي أُقِّرت في بيروت عام 2002، مع انطلاق اندفاعة نتنياهو التي لا تتوقّف؟
إذا انتقدتَ إسرائيل ودعوْتها إلى احترام الشرعية الأخلاقية والإنسانية والدولية، فأنت تعلن "الحرب على الربّ"
رغم كلّ المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستفرض عقوباتٍ على المستوطنين الذين يقومون "بأعمال عنف"، ولم تفعل شيئاً، بل غطّت عنفهم وارتكاباتهم في المسجد الأقصى، بقيادة إيتمار بن غفير، وعناصر من الشرطة والجيش الإسرائيلي، وتوسّع الاستيطان في القدس والضفة الغربية استناداً إلى "الحقّ الإلهي" بالأرض كلّها. ها هو وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، يعود إلى مستوطنة أخليت عام 2005 في الضفة، ويقف تحت شعارات: "شعب إسرائيل يعود إلى (مستوطنة) سانور... الموت للعرب". هذا ما ينتظر العرب الذين يتحدّثون عن حلّ الدولتَين الوهمي، الورقي، النظري، هذا إذا أُقرّ. وها هو الحاخام رونين شالوف يعلن: "كلّ غزّة، وكلّ طفل فيها يجب أن يموت جوعاً. أنا لا أشفق على الإرهابيين المستقبليّين، رغم أنهم اليوم لا يزالون صغاراً، فإنني أرجو أن يظلّوا جائعين ويموتون". ماذا لو قال عربي أو مسلم "الموت لإسرائيل" بعد كلّ جرائمها التي ينتقدها العالم؟ ماذا لو قال أحدهم: "ليمت أطفال إسرائيل بكلّ الطرق، انتقاماً لما فعله أهلهم بنا؟ أبسط جواب واقعي: حملة عالمية ضدّ "أعداء السامية" و"الكراهية" و"الحقد" و"التحريض على الإرهاب"، وبالتالي إطلاق يد إسرائيل وتبرير جرائمها. فأي عدالة إلهية أو قانونية هنا؟ أي إنسانية ورسالة أخلاقية توجّه إلى العالم، وتحديداً إلى الشعب الفلسطيني؟ ما قيمة اتفاقات ومعاهدات "الأخوة والإنسانية"، و"الإبراهيميات" الموقّعة مع إسرائيل؟
ها هو وزير خارجية أميركا ماركو روبيو يعلن: "إقامة دولة فلسطينية ليست مسألة حقيقية، فلا يمكن تحديد الحدود أو من سيديرها، ولا يمكن أن تكون هناك دولة أو منطقة تتمتّع بحكم ذاتي إذا لم يُحدَّد من سيديرها". إنها عملية إلغاء لوجود الشعب الفلسطيني وممثّليه. إنكار لوجوده في الأساس. من أسقط الحدود كلّها؟ الاتفاقات كلّها؟ من دعا (ويدعو) إلى استخدام القنبلة النووية ضدّ الشعب الفلسطيني؟ أليس عدد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين؟ من يدعو إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ونقلهم إلى دول أخرى بعيدة مسافات ضوئية عن هذه الأرض؟ أليس أصحاب مشروع "ريفييرا" في غزّة، وتكريس احتلال الضفة لأنها "حقّ إلهي للإسرائيليين" كما زعم جونسون؟ من قتل إسحاق رابين الذي وقّع سلاماً مع الفلسطينيين؟ ثمّ من قتل شريكه ياسر عرفات؟ من حاصر (ويحاصر) الفلسطينيين اليوم؟ من اتهم عرفات ومحمود عبّاس بأنهما ليسا "شريكين في صنع السلام"، بل "يدعمان الإرهاب"؟ من حاصر مؤسّسات السلطة الفلسطينية، وأقفل مكتب منظمة التحرير في واشنطن؟ من صادر أموالها؟ من رفض (ويرفض) أي دور لها في إدارة شؤون الفلسطينيين؟ أليست إسرائيل وأميركا، وتتساءلان الآن عن الحدود والجهات التي ستدير مناطق حكم ذاتي؟ في الأساس، هل سلّمت إسرائيل بحكم ذاتي أو بحقّ فلسطيني أو بإدارة فلسطينية أو بكيان فلسطيني، وقبلت بشيء من القرارات والنداءات الدولية لوقف مسلسل القتل والتهجير والإبادة؟
ها هو نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، يقول: "لا خطط لدينا للاعتراف بدولة فلسطينية. لا نعرف ما معنى الاعتراف بدولة فلسطينية بالنظر إلى عدم وجود حكومة هناك". أمّا الأخطر من ذلك كلّه فهو ما صرّح به الحاخام ديفيد دانيال كوهين: "ماكرون بموافقته على الاعتراف بدولة فلسطينية يكشف عن معاداته للسامية، ويطلق إعلان حرب على الربّ، من مصلحته أن يجهّز نعشه". الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية احتراماً للقوانين الدولية والشرعية الدولية، ولحقّ الشعب الفلسطيني في أرضه، "دعوة ضدّ السامية" و"حرب على الربّ".
لا يستهدف الإسرائيليون مستقبل غزّة فقط، إنهم يهدّدون مستقبل فلسطين كلّها وشعبها
إذا انتقدتَ إسرائيل ودعوْتها إلى احترام الشرعية الأخلاقية والإنسانية والدولية، فأنت تعلن "الحرب على الربّ". إسرائيل هي "الرب"، وعليك أن تجهّز نعشك. هذا تهديدٌ مباشرٌ لرئيس الدولة الفرنسية. فهل سيسلم أحد من العرب في هذه الحال؟ وكيف سيصل هؤلاء إلى حلّ الدولتَين الفعلي أمام هذه الوقائع؟ واهم أي عربي في أي دولة كانت إذا اعتقد أنه قادر على الاستمرار وحماية حكمه وضمان أمنه واستقراره وازدهار بلاده واستمراره أمام هذا التفلّت الإسرائيلي، والدعم الأميركي المفتوح له. فكلّ ما تقوم به إسرائيل "إلهام ربّاني"، ولا بدّ من ترجمته، لأن قادة دولة الاحتلال والإرهاب والتوسّع لا يخونون "عهودهم" و"مبادئهم" و"إيمانهم" و"التزاماتهم الدينية" و"التعاليم الربّانية"، أمّا التزامات الواهمين العرب فهي تجاه أميركا من دون تردّد، واتفاقات مع الإسرائيليين الفالتين. كان ينقصنا في هذه الآخرة أن يخرج العبقري يئير، ابن العبقري نتنياهو، ليقول: "قطر القوة الرئيسة خلف موجة معاداة السامية العالمية. إنها ألمانيا النازية المعاصرة". رغم كلّ ما قامت به قطر، وما تلعبه من أدوار ووساطات، تصنّف في هذه الخانة، من المُتّهَمين داخل إسرائيل (وخارجها) بارتكابهم محرقة ضدّ الفلسطينيين.
ها هو موقع ديكلاسيفايد، ينقل عن تقرير للجيش البريطاني: "إسرائيل تقصف المستشفيات في غزّة بطرق لم تفعلها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وأن هجماتها تشبه هجمات روسيا في أوكرانيا. وقلق الجيش من سلوك إسرائيل يناقض دفاع الحكومة عن تصدير أسلحة لها واعتبارها لا ترتكب جرائم بغزّة". وها هي ألمانيا نفسها، رغم دعمها اللامحدود لإسرائيل في كلّ المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية والإعلامية والمالية، تعلن "تعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل"، لأنها لم تعد تحتمل الضغوط الشعبية الرافضة لما ترتكبه بحقّ الفلسطينيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 41 دقائق
- BBC عربية
ترامب يسيطر على الشرطة وينشر قوات الحرس الوطني.. ماذا يحدث في واشنطن؟
أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سينشر مئات من قوات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، ويتولى إدارة شرطة المدينة لمكافحة الجريمة. وفي مؤتمر صحفي، أعلن "يوم التحرير" للمدينة، وتعهد بـ"إنقاذ" عاصمة البلاد من "الجريمة، وسفك الدماء، والفوضى، والبؤس، وما هو أسوأ". ومع ذلك، صرّحت عمدة واشنطن العاصمة، موريل باوزر، بأن المدينة "شهدت انخفاضاً هائلاً في معدل الجريمة"، وأنها "عند أدنى مستوى لها في جرائم العنف منذ 30 عاماً". فماذا تعني السيطرة الفيدرالية على واشنطن؟


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
الغارديان تكرم أنس الشريف وزملاءه وتقول إن إسرائيل تدير حربا عسكرية وأخرى للسيطرة على الرواية
لندن – 'القدس العربي': كرمت صحيفة 'الغارديان' ذكرى الصحافي الفلسطيني البارز أنس الشريف بنشر آخر كلماته في مقال بصفحة الرأي 'إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي'. كما وخصص رسام الكاريكاتير بن جيننغز في 'الغارديان' رسمه لذكرى الصحافيين القتلى، وبدا فيه نتنياهو المتضخم وهو يدير ظهره للعالم وإلى جانبه صحافي قتيل ممدد على الأرض إلى جانب كاميرته ومن البعيد تبدو أطلال غزة وعلم فلسطيني، وتعليق صادر من نتنياهو 'لا شيء لكي تراه هنا'. وقال جيسون بيرك مراسل الصحيفة في تقرير له إن الصحافيين كانوا أبرز ضحايا الحرب في غزة، حيث كان بعضهم يعمل في مؤسسات معروفة وآخرون يعملون لصالح مؤسسات محلية. وكان العدد الأكبر منهم صحافيين بخبرة طويلة والبعض الآخر جددا على المهنة. حرب غزة الأكثر دموية منذ بداية توثيق الصحافيين القتلى في الحروب عام 1992، حيث قتل أكثر من 186 صحافيا إلى جانب أكثر من 61,000 فلسطيني وأشار إلى إحصائيات لجنة حماية الصحافيين التي اعتبرت حرب غزة الأكثر دموية منذ بداية توثيقها الصحافيين القتلى في الحروب عام 1992، حيث قتل أكثر من 186 صحافيا إلى جانب أكثر من 61,000 فلسطيني، وربما كان العدد أعلى. وتتهم لجنة حماية الصحافيين إسرائيل بأنها المسؤولة عن مقتل 20. وقدم بيرك سيرة للصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل، إلى جانب الشريف، إسماعيل أبو حطب وفاطمة حسونة وحسن اصليح وحسام شبات وحمزة الدحدوح. وفي تقرير مطول آخر بصحيفة 'الغارديان' أعدته مراسلتها في القدس إيما غراهام- هاريسون قالت إن قتل الصحافيين الفلسطينيين ومنع الصحافيين الأجانب من تغطية الحرب في غزة هو جزء من حرب إسرائيلية أخرى للسيطرة على الرواية. وقالت إن الصحافيين والمؤثرين الذين يقدمون تغطية لدمار غزة يتعرضون للقتل والتكميم والإسكات. وقالت إن إسرائيل تدير حملتين في غزة: واحدة للسيطرة العسكرية على القطاع، وأخرى للسيطرة على كيفية فهم العالم لما يحدث هناك. ونظريا، يعتبر الصحافيون الفلسطينيون والمؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يوثقون المجاعة والقتل الجماعي وجرائم الحرب الإسرائيلية الأخرى في غزة مدنيين محميين بموجب القانون الدولي. إلا أن الحماية هذه والمكتوبة على الورق، لم يكن لها أي معنى على أرض الواقع في غزة، التي تعتبر أخطر مكان في العالم على الصحافيين، حيث قتل أكثر من 180 صحافيا فلسطينيا خلال 22 شهرا من الحرب، وفقا للجنة حماية الصحافيين. ومع أن استهداف الصحافيين محظور قانونيا، إلا أن اللجنة قالت إنه خلال الفترة نفسها، كان 26 صحافيا ضحايا لعمليات قتل مستهدف، وصفتها بالاغتيال. وكان آخرهم مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، البالغ من العمر 28 عاما، والذي قتل يوم الأحد في غرفة أخباره المؤقتة خارج مستشفى، مع أربعة من زملائه. وتقول جماعات حرية الصحافة والصحافيين إن عمليات القتل المستهدف هذه جزء من حملة ترهيب لمنع التقارير الحيوية، والتي بررتها إسرائيل دوليا بتشويه سمعتها وادعاءات كاذبة بأن المستهدفين كانوا مقاتلين سريين من حماس. ومع منع الصحافيين الدوليين من العمل في وسائل الإعلام المستقلة، فإن العمل الذي يقوم به الصحافيون الفلسطينيون له أهمية بالغة، مع أن عددا من الصحافيين الأجانب دخلوا غزة ولكن بحراسة ورعاية الجيش الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى ما قالته جودي غينسبيرج، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحافيين: 'لا شك لدي في أن منع الوصول الدولي، وقتل الصحافيين، واستهداف المنشآت الإعلامية، ومعاقبة وسائل إعلام إسرائيلية مثل 'هآرتس' جزء من استراتيجية إسرائيلية متعمدة لإخفاء ما يحدث داخل غزة'. إسرائيل تدير حملتين في غزة: واحدة للسيطرة العسكرية على القطاع، وأخرى للسيطرة على كيفية فهم العالم لما يحدث هناك وأشارت إلى حادثة وقعت مؤخرا عندما غطّى طاقم من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من طائرة عسكرية أردنية كانت تسقط مساعدات إنسانية على غزة، لكن إسرائيل منعتهم من تصوير الدمار الذي خلفته و'لقد شهدنا مثالا على السماح لطواقم الأخبار الدولية بتصوير عمليات الإنزال الجوي، ولكن ليس الدمار الذي خلفته' الحملة العسكرية الإسرائيلية. وفي تموز/يوليو، انتشر خبر الشريف، أحد أبرز الصحافيين الذين ما زالوا يعملون في غزة، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي عندما انهار على الهواء أثناء تغطيته للجوع. حثه المارة على الاستمرار لأنه منح غزة صوتا. وبعد ذلك بوقت قصير، جدد متحدث عسكري إسرائيلي مزاعم، نشرت لأول مرة عام 2024، بأنه ناشط، بما في ذلك اتهامه بتزييف المجاعة الجماعية في 'حملة حماس الكاذبة للتجويع'. وأصدرت لجنة حماية الصحافيين تحذيرا صارخا من أن هذه المزاعم الإسرائيلية تعد تهديدا بالقتل. وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحافيين آنذاك: 'تمثل هذه الاتهامات الأخيرة التي لا أساس لها من الصحة محاولة لاختلاق الموافقة على قتل الشريف'. وأضافت: 'هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الشريف، لكن الخطر على حياته أصبح الآن شديدا'. وكان الشريف قد توقع موته أيضا، ووصفه في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه انتقام من إسرائيل بسبب تقاريره: 'إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي'. نشرت إسرائيل ملفا من الوثائق التي تقول إنها عثرت عليها في غزة وتربط الشريف بحماس. وتنتهي هذه الوثائق في عام 2021، أي قبل عامين من بدء الحرب، ولا تحاول حتى التطرق إلى ظهوره المنتظم على الهواء مباشرة. وسيكون من الصعب جدا أن يجمع الشريف بين عمله كواحد من أهم الصحافيين وعضويته في خلية تابعة لحماس، وبخاصة أن غزة تعتبر من أكثر مناطق الأرض مراقبة على وجه البسيطة. وبنفس الطريقة نشرت إسرائيل وثيقة قالت إنها تربط الصحافي إسماعيل الغول بحماس التي منحته رتبة عسكرية مع أن عمره كان في ذلك الوقت عشرة أعوام. وتقول الصحيفة إن الأدلة التي قدمتها إسرائيل غير متناقضة وغير مقنعة، ولكنها تعكس مخاوف إسرائيل من ضغوط الحلفاء الغربيين، والحاجة إلى تظاهر على الأقل بالامتثال للقانون الدولي. لم يحاول الإسرائيليون حتى تبرير عمليات القتل الأخرى. لذا فهم يعترفون بقتل هؤلاء الصحافيين، وهم يعلمون أنهم صحافيون ورغم الضغوط الدولية، لم تقدم إسرائيل أي تفسير لمقتل زملاء شريف الأربعة، وهم مدنيون محميون قُتلوا في مكان عملهم. وقالت غينسبيرج إنها تخشى أن يكون ذلك بمثابة تحذير من تفاقم المخاطر التي لا يمكن تصورها أصلا. وقالت: 'ما يثير دهشتي هو أنهم لم يحاولوا حتى تبرير عمليات القتل الأخرى. لذا فهم يعترفون بقتل هؤلاء الصحافيين، وهم يعلمون أنهم صحافيون' و'أعتقد أن هذا مقصود لإحداث تأثير مخيف وإظهار أن إسرائيل قادرةٌ على فعل ما يحلو لها، وأن أحدًا لن يتخذ أي إجراء'. و'إذا كنا الآن في مرحلة يمكن فيها لإسرائيل استهداف طاقم إخباري بأكمله بهذه الوقاحة، فماذا يعني ذلك لسلامة أي من الصحافيين الآخرين العاملين هناك؟ من التالي؟'. وقال المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، الذي منح تصريحا نادرا لدخول غزة لإجراء بحثٍ أكاديمي خلال الصراع، إن شهرا من البحث هناك أقنعه أيضا بأن إسرائيل تحاول إسكات التقارير الواردة من غزة. وقال في مقابلة مع صحيفة 'هآرتس' بعد الرحلة: 'الآن أفهم لماذا تمنع إسرائيل الصحافة الدولية من الوصول إلى مثل هذا المشهد المخيف'، و'على الرغم من أنني زرت عددا من مناطق الحرب في الماضي، من أوكرانيا إلى أفغانستان، مرورا بسوريا والعراق والصومال، إلا أنني لم أشهد قط، ولن أشهد قط، شيئا كهذا'.


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
إلزام نتنياهو بحضور 3 جلسات استجواب أسبوعيا في قضايا الفساد
القدس: أفاد إعلام عبري، الثلاثاء، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون ملزما بحضور ثلاث جلسات استجواب أسبوعيا بقضايا الفساد التي يواجهها، وذلك بدءا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وقال موقع 'تايمز أوف إسرائيل': 'سيُطلب من رئيس الوزراء الإدلاء بشهادته ثلاث مرات أسبوعيًا في محاكمته بتهم الفساد بدءا من نوفمبر، وفقًا لما أعلنه القضاة المشرفون على القضية'. وأضاف الموقع العبري: 'تستمر المحاكمة منذ عام 2020، ويشهد نتنياهو مرتين أسبوعيا، مع إلغاء أو اختصار عدد لا يُحصى من هذه الجلسات، لأسباب مختلفة تتعلق بمسؤوليات رئيس الوزراء والإرهاق والمرض'، التي كان نتنياهو يتذرع بها للتنصل من الحضور. كما أمر القضاة، وفق الموقع، 'بدراسة فكرة عقد جلسات استماع مستقبلية في محكمة في بيت شيمش (غرب القدس)، بدلا من محكمة تل أبيب المركزية'. ومرارا، تنصل نتنياهو من المثول أمام المحكمة بمزاعم انشغاله بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، أو بحجة السفر، بينما يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرّت. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي بدأت جلسات استجواب نتنياهو فيما يعرف بملفات '1000' و'2000″ و'4000″، وقدم المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام متعلقة بها نهاية نوفمبر 2019. ويتعلق 'الملف 1000' بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلفة. فيما يُتهم في 'الملف 2000' بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية. أما 'الملف 4000' فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع 'واللا' الإخباري شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا بشركة 'بيزك' للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية. ويطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء هذه المحكمة وسط انقسام في الداخل الإسرائيلي بين معارض وداعم لهذه الدعوة. (الأناضول)