logo
الغارديان تكرم أنس الشريف وزملاءه وتقول إن إسرائيل تدير حربا عسكرية وأخرى للسيطرة على الرواية

الغارديان تكرم أنس الشريف وزملاءه وتقول إن إسرائيل تدير حربا عسكرية وأخرى للسيطرة على الرواية

القدس العربي منذ 17 ساعات
لندن – 'القدس العربي':
كرمت صحيفة 'الغارديان' ذكرى الصحافي الفلسطيني البارز أنس الشريف بنشر آخر كلماته في مقال بصفحة الرأي 'إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي'.
كما وخصص رسام الكاريكاتير بن جيننغز في 'الغارديان' رسمه لذكرى الصحافيين القتلى، وبدا فيه نتنياهو المتضخم وهو يدير ظهره للعالم وإلى جانبه صحافي قتيل ممدد على الأرض إلى جانب كاميرته ومن البعيد تبدو أطلال غزة وعلم فلسطيني، وتعليق صادر من نتنياهو 'لا شيء لكي تراه هنا'.
وقال جيسون بيرك مراسل الصحيفة في تقرير له إن الصحافيين كانوا أبرز ضحايا الحرب في غزة، حيث كان بعضهم يعمل في مؤسسات معروفة وآخرون يعملون لصالح مؤسسات محلية. وكان العدد الأكبر منهم صحافيين بخبرة طويلة والبعض الآخر جددا على المهنة.
حرب غزة الأكثر دموية منذ بداية توثيق الصحافيين القتلى في الحروب عام 1992، حيث قتل أكثر من 186 صحافيا إلى جانب أكثر من 61,000 فلسطيني
وأشار إلى إحصائيات لجنة حماية الصحافيين التي اعتبرت حرب غزة الأكثر دموية منذ بداية توثيقها الصحافيين القتلى في الحروب عام 1992، حيث قتل أكثر من 186 صحافيا إلى جانب أكثر من 61,000 فلسطيني، وربما كان العدد أعلى. وتتهم لجنة حماية الصحافيين إسرائيل بأنها المسؤولة عن مقتل 20. وقدم بيرك سيرة للصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل، إلى جانب الشريف، إسماعيل أبو حطب وفاطمة حسونة وحسن اصليح وحسام شبات وحمزة الدحدوح.
وفي تقرير مطول آخر بصحيفة 'الغارديان' أعدته مراسلتها في القدس إيما غراهام- هاريسون قالت إن قتل الصحافيين الفلسطينيين ومنع الصحافيين الأجانب من تغطية الحرب في غزة هو جزء من حرب إسرائيلية أخرى للسيطرة على الرواية. وقالت إن الصحافيين والمؤثرين الذين يقدمون تغطية لدمار غزة يتعرضون للقتل والتكميم والإسكات. وقالت إن إسرائيل تدير حملتين في غزة: واحدة للسيطرة العسكرية على القطاع، وأخرى للسيطرة على كيفية فهم العالم لما يحدث هناك.
ونظريا، يعتبر الصحافيون الفلسطينيون والمؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يوثقون المجاعة والقتل الجماعي وجرائم الحرب الإسرائيلية الأخرى في غزة مدنيين محميين بموجب القانون الدولي. إلا أن الحماية هذه والمكتوبة على الورق، لم يكن لها أي معنى على أرض الواقع في غزة، التي تعتبر أخطر مكان في العالم على الصحافيين، حيث قتل أكثر من 180 صحافيا فلسطينيا خلال 22 شهرا من الحرب، وفقا للجنة حماية الصحافيين.
ومع أن استهداف الصحافيين محظور قانونيا، إلا أن اللجنة قالت إنه خلال الفترة نفسها، كان 26 صحافيا ضحايا لعمليات قتل مستهدف، وصفتها بالاغتيال. وكان آخرهم مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، البالغ من العمر 28 عاما، والذي قتل يوم الأحد في غرفة أخباره المؤقتة خارج مستشفى، مع أربعة من زملائه.
وتقول جماعات حرية الصحافة والصحافيين إن عمليات القتل المستهدف هذه جزء من حملة ترهيب لمنع التقارير الحيوية، والتي بررتها إسرائيل دوليا بتشويه سمعتها وادعاءات كاذبة بأن المستهدفين كانوا مقاتلين سريين من حماس. ومع منع الصحافيين الدوليين من العمل في وسائل الإعلام المستقلة، فإن العمل الذي يقوم به الصحافيون الفلسطينيون له أهمية بالغة، مع أن عددا من الصحافيين الأجانب دخلوا غزة ولكن بحراسة ورعاية الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى ما قالته جودي غينسبيرج، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحافيين: 'لا شك لدي في أن منع الوصول الدولي، وقتل الصحافيين، واستهداف المنشآت الإعلامية، ومعاقبة وسائل إعلام إسرائيلية مثل 'هآرتس' جزء من استراتيجية إسرائيلية متعمدة لإخفاء ما يحدث داخل غزة'.
إسرائيل تدير حملتين في غزة: واحدة للسيطرة العسكرية على القطاع، وأخرى للسيطرة على كيفية فهم العالم لما يحدث هناك
وأشارت إلى حادثة وقعت مؤخرا عندما غطّى طاقم من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من طائرة عسكرية أردنية كانت تسقط مساعدات إنسانية على غزة، لكن إسرائيل منعتهم من تصوير الدمار الذي خلفته و'لقد شهدنا مثالا على السماح لطواقم الأخبار الدولية بتصوير عمليات الإنزال الجوي، ولكن ليس الدمار الذي خلفته' الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وفي تموز/يوليو، انتشر خبر الشريف، أحد أبرز الصحافيين الذين ما زالوا يعملون في غزة، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي عندما انهار على الهواء أثناء تغطيته للجوع. حثه المارة على الاستمرار لأنه منح غزة صوتا. وبعد ذلك بوقت قصير، جدد متحدث عسكري إسرائيلي مزاعم، نشرت لأول مرة عام 2024، بأنه ناشط، بما في ذلك اتهامه بتزييف المجاعة الجماعية في 'حملة حماس الكاذبة للتجويع'. وأصدرت لجنة حماية الصحافيين تحذيرا صارخا من أن هذه المزاعم الإسرائيلية تعد تهديدا بالقتل.
وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحافيين آنذاك: 'تمثل هذه الاتهامات الأخيرة التي لا أساس لها من الصحة محاولة لاختلاق الموافقة على قتل الشريف'. وأضافت: 'هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الشريف، لكن الخطر على حياته أصبح الآن شديدا'.
وكان الشريف قد توقع موته أيضا، ووصفه في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه انتقام من إسرائيل بسبب تقاريره: 'إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي'. نشرت إسرائيل ملفا من الوثائق التي تقول إنها عثرت عليها في غزة وتربط الشريف بحماس. وتنتهي هذه الوثائق في عام 2021، أي قبل عامين من بدء الحرب، ولا تحاول حتى التطرق إلى ظهوره المنتظم على الهواء مباشرة. وسيكون من الصعب جدا أن يجمع الشريف بين عمله كواحد من أهم الصحافيين وعضويته في خلية تابعة لحماس، وبخاصة أن غزة تعتبر من أكثر مناطق الأرض مراقبة على وجه البسيطة.
وبنفس الطريقة نشرت إسرائيل وثيقة قالت إنها تربط الصحافي إسماعيل الغول بحماس التي منحته رتبة عسكرية مع أن عمره كان في ذلك الوقت عشرة أعوام.
وتقول الصحيفة إن الأدلة التي قدمتها إسرائيل غير متناقضة وغير مقنعة، ولكنها تعكس مخاوف إسرائيل من ضغوط الحلفاء الغربيين، والحاجة إلى تظاهر على الأقل بالامتثال للقانون الدولي.
لم يحاول الإسرائيليون حتى تبرير عمليات القتل الأخرى. لذا فهم يعترفون بقتل هؤلاء الصحافيين، وهم يعلمون أنهم صحافيون
ورغم الضغوط الدولية، لم تقدم إسرائيل أي تفسير لمقتل زملاء شريف الأربعة، وهم مدنيون محميون قُتلوا في مكان عملهم. وقالت غينسبيرج إنها تخشى أن يكون ذلك بمثابة تحذير من تفاقم المخاطر التي لا يمكن تصورها أصلا. وقالت: 'ما يثير دهشتي هو أنهم لم يحاولوا حتى تبرير عمليات القتل الأخرى. لذا فهم يعترفون بقتل هؤلاء الصحافيين، وهم يعلمون أنهم صحافيون' و'أعتقد أن هذا مقصود لإحداث تأثير مخيف وإظهار أن إسرائيل قادرةٌ على فعل ما يحلو لها، وأن أحدًا لن يتخذ أي إجراء'. و'إذا كنا الآن في مرحلة يمكن فيها لإسرائيل استهداف طاقم إخباري بأكمله بهذه الوقاحة، فماذا يعني ذلك لسلامة أي من الصحافيين الآخرين العاملين هناك؟ من التالي؟'.
وقال المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، الذي منح تصريحا نادرا لدخول غزة لإجراء بحثٍ أكاديمي خلال الصراع، إن شهرا من البحث هناك أقنعه أيضا بأن إسرائيل تحاول إسكات التقارير الواردة من غزة.
وقال في مقابلة مع صحيفة 'هآرتس' بعد الرحلة: 'الآن أفهم لماذا تمنع إسرائيل الصحافة الدولية من الوصول إلى مثل هذا المشهد المخيف'، و'على الرغم من أنني زرت عددا من مناطق الحرب في الماضي، من أوكرانيا إلى أفغانستان، مرورا بسوريا والعراق والصومال، إلا أنني لم أشهد قط، ولن أشهد قط، شيئا كهذا'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المال وجائزة نوبل… والباقي تفاصيل
المال وجائزة نوبل… والباقي تفاصيل

القدس العربي

timeمنذ 8 ساعات

  • القدس العربي

المال وجائزة نوبل… والباقي تفاصيل

في سابقة غريبة ومن على سطح البيت الأبيض أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام، مؤتمراً صحافياً افتتحه برقصته الشهيرة على وقع إحدى الأغنيات التي يفضلها، ليتحدث عن أحلامه وطموحاته وأمانيه الممتدة من تأهيل السطح الذي وقف عليه إلى تأهيل العالم برمته، وفق النظرة «الترامبية» العجيبة، وليعرج على دوره المزعوم في بسط السلام في العالم. جاء هذا الحدث في مساحة زمنية متزامنة مع التوقيع في البيت الأبيض على إعلان المبادئ بين العدوين اللدودين أرمينيا وأذربيجان، اللذين عاشا معارك الكر والفر على مدار أربعين عاماً، في نزاعمها حول إقليم ناغورنو كارباخ، المنطقة الأذربيجانية التي تقطنها غالبية من الأرمن، في حربين كبيرتين، الأولى عقب سقوط الاتحاد السوفييتي وانتصرت فيها أرمينيا، والثانية في 2020 وانتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تسيطر أذربيجان على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر/ أيلول 2023 وأدّى لتهجير أكثر من 100 ألف أرميني منه. نزوات ترامب متواصلة فلا يهمه من يختلف مع من، ومن يقتل من، بل همه الوحيد هو انتزاع المال من أهله، والظهور بمظهر رجل السلام كما يدعي نزوات ترامب متواصلة لا يهمه من يختلف مع من، ومن يقتل من، بل همه الوحيد هو انتزاع المال من أهله، والظهور بمظهر رجل السلام كما يدعي، مستشهداً بمواقف سابقة ادعى فيها أنه قد أنجز فيها سلاماً مؤزراً حسب زعمه. وتستند نزوات ترامب هذه إلى تعزيز الأهداف المصلحية والمادية وإحكام قبضة أمريكا على العالم ومصادر المال، إضافة إلى تبرير وتعزيز طلبه الشخصي في الحصول على جائزة نوبل للسلام بأي شكل من الأشكال. فحّل معضلة أذربيجان وأرمينيا مثلاً، جاء مقابل السيطرة الأمريكية الكاملة على ما يعرف بممر زنغزورو التجاري، وهو عبارة عن منطقة جبلية تاريخية تفصل بين أرمينيا وأذربيجان، حيث كان ذلك الممر وعلى مدار عقود مسرحا للتوترات والنزاعات. بعد حرب ناغورني كاراباخ الثانية عام 2020، عندما برز الممر من جديد كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار. ويمتد الممر المذكور لمسافة تقارب 43 كيلومترا جنوب أرمينيا، ليصل بين أذربيجان وتركيا، وهو ما يدفع كلا البلدين للإصرار على استغلاله، وإحكام السيطرة عليه باعتباره ممراً استراتيجياً، يعزز التواصل البري، ويدعم التجارة البينية والدولية، ويربط شبكات السكك الحديدية والطرق بأنقرة ومنها إلى أوروبا والعالم. هنا جاء حل ترامب المزعوم والقائم على السيطرة الأمريكية على الممر، وتسميته بـ «ممر ترامب الدولي للسلام والازدهار» (TRIPP) عبر تأجير أراضي الممر لشركة أمريكية خاصة لمدة 99 عاما، بهدف تطوير بنية تحتية شاملة تضم طرقا وسككا حديدية وأنابيب طاقة وأليافاً بصرية. في المقابل وبالأمس القريب، طرح ترامب مشروع الريفيرا في غزة، متقاطعاً مع رغبة نتنياهو في الربط بين المتوسط والهند مروراً بغزة وغازها، لكنه عاد وأمام الرفض الأممي الساحق لفكرته، ليبدو وكأنه قد تخلى عن هذه الفكرة، بينما عاد نتنياهو للحديث عن سيطرة إسرائيلية، وإدارة مدنية، ثم إدارة عربية. تبادل الأدوار هذا يبدو وكأنه بمثابة محاولة ممنهجة للتوهان، قبل أن يعود الرجلان في مرحلة لاحقة للحديث عن الريفيرا من جديد فيما يعتقد بأن الأمر مرهون بتنفيذ نتنياهو لخطة إجهازه الأخيرة على غزة وترحيل سكانها، وفق ما سماها، خطة السيطرة على مدينة غزة ووسط القطاع الجريح. ومع كل محطة يسأل الصحافيون ترامب عن غزة يعود وفي محضر إجاباته، ليختتم الكلام بقوله: إن الأمر متروك لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يحدد ما يريد مجدداً دعمه اللامحدود لإسرائيل. ومع ثورة العالم ضد إقرار حكومة نتنياهو الأخير باحتلال مدينة غزة ومنطقة وسط القطاع، خرجت سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن لتسبح عكس تيار المتحدثين الحانقين، ولتعيد التذكير بمواقف أمريكا المخجلة، وكأنها تقول للعالم: أنتم في كفة وترامب في كفة أخرى. أمام مشهدي الريفييرا وممر زنغزورو، يجدد ترامب ارتباط حكمه بأمرين أساسيين: المال وجائزة نوبل، أما باقي الأمور فما هي إلا تفاصيل تغذي نزوات الشخص و»شطحاته» الممهورة بجنون العظمة ونرجسيته المتصاعدة، التي ربما تتطيح بترامب وأمريكا مجتمعين. المال وجائزة نوبل همّا ترامب الأساسيين، أما أولئك الذين يقتلون كل يوم وتسلب أرضهم وينحر وطنهم وتدمر حياتهم.. ما هم إلا وقود لنزواته المتلاحقة. فهل تشمل اعترفات الدول بفلسطين في جزء منها انعكاساً واضحاً لتنامي الضيق الدولي بمسلكية كهذه؟ ننتظر ونرى. كاتب فلسطيني

وزير إسرائيلي واصفاً نتنياهو: مهووس و'مغلق'.. ويتعامل مع غزة كأنها إيران
وزير إسرائيلي واصفاً نتنياهو: مهووس و'مغلق'.. ويتعامل مع غزة كأنها إيران

القدس العربي

timeمنذ 11 ساعات

  • القدس العربي

وزير إسرائيلي واصفاً نتنياهو: مهووس و'مغلق'.. ويتعامل مع غزة كأنها إيران

نداف أيال لحكومة إسرائيل صديق واحد في العالم، يفهم خطواتها في القطاع، ورغم عدم إعلانه موافقته على احتلال غزة، فهو يعبر عن تفهم ما. هذا الرجل هو بالطبع ترامب، الذي قال أمس لباراك رابيد في أخبار 12 إنه يشك في أن تحرر حماس مخطوفين، وطلب التذكير بـ 7 أكتوبر. التنسيق بين نتنياهو وترامب غير قابل للنفي، وأثبت نفسه في الحرب مع إيران. غير أن له قيوداً. أين هي؟ لا أحد يعرف. هذا قرار يتخذ ما بين أذني الرئيس. ننهض ذات صباح ونسمع. سيكون هذا سريعاً، مفاجئاً وقاطعاً. إذا ما لاحت الحملة في غزة ككارثة، فمشكوك أن يسندها البيت الأبيض. وهذا ما لا يفهمه نتنياهو. كما أنه لا يريد أن يفهمه. 'هو مهووس'، قال لي وزير واحد في الكابنت، 'لا يوجد ما يمكن الحديث فيه معه. كل ما يحصل في العالم يمر من فوقه. هو يرى هذا كموجة أخرى فقط'. خذوا مثلاً السياقات في لبنان ضد حزب الله. المنطقة كلها على شفا تغيير محتمل، وتاريخي أيضاً. الحكومة اللبنانية تريد نزع سلاح حزب الله. أليس مرغوباً فيه الآن، حتى لأسبوع – أسبوعين، إسكات التصريحات المشتعلة عن احتلال مدينة غزة؟ والامتناع عن توفير مزيد من الحجج والسلاح الدعائي لمحور المقاومة؟ بالتأكيد. لكن، مثلما يقول مصدر آخر: 'بيبي مغلق. هو يركز على هذا وكأنه إيران'. في هذه الأثناء، يتواصل الانهيار السياسي. الفلسطينيون يشهدون الآن الصيف الأفضل في تاريخهم، دبلوماسياً. أستراليا وعدت أمس بالاعتراف بدولة فلسطينية. وزير الدفاع الإيطالي (دولة ترفض الموضة العامة للاعتراف بالفلسطينيين) قال إن حكومة إسرائيل فقدت 'المنطق والإنسانية' في خططها، وصندوق الثراء النرويجي أعلن عن مقاطعة إسرائيل. علام كل هذا؟ لا أحد يعرف. فالكابنت لم يتخذ قرار الاحتلال؛ الأمر الذي أغاظ سموتريتش، ونتنياهو يحاول الإصلاح. يسكن في مدينة غزة ومحيطها الآن نحو مليون نسمة يتركزون في منطقة مدينية مكتظة مع مبان من بضعة طوابق. مشكوك أن يكون ممكناً إخلاء الجميع ببيانات الإخلاء. مشكوك أكثر إمكانية الحفاظ على حياة المخطوفين بحملة عسكرية واسعة هناك. إن إخلاء مدنيين من مدينة غزة من دون توفير حماية للسكان من المعارك سيعتبر جريمة حرب. المدعية العسكرية العامة حذرت هيئة الأركان في هذا الشأن، لعناية طموحات سموتريتش وشركائه. أما رئيس الأركان زامير فشدد أمس في تقويم للوضع على التصميم على حماية حياة المخطوفين، والحاجة لبناء طريقة للمرحلة الجديدة في الحرب في ظل الحفاظ على المهنية والمبادئ' – قول يوضح للمستوى السياسي بأن الجيش الإسرائيلي لن يكون مقاول تنفيذ لأفكار مجنونة. هذه أقوال مفهومة، لكن جهاز الأمن يشعر بالحرج وفقدان الطريق. بعد لحظة، أو بضعة أسابيع، ستصدر أوامر معناها خطر حاد على حياة مخطوفين – هم الآن على أي حال ينازعون الحياة في الأنفاق. المس المتوقع بغير المشاركين الفلسطينيين سيكون قاسياً جداً، فيما يأتي أيضاً في قلب أزمة إنسانية في غزة. لقد انجرفت إسرائيل منذ زمن في التيار، ولا أحد في الأسرة الدولية، باستثناء ترامب، لم يعد يستمع لادعاءاتها. حتى لو كان فيها معنى. النبذ آخذ في الازدياد، وكذا أثمانه. سيكون ظاهرة جيل، دائمة. تنشأ لإسرائيل كلمات مرادفة لن تمحى. والأخطر، الوضع الداخلي. نتنياهو لم ينجح – في ضوء مؤتمره الصحافي أول أمس، بل لا يحاول – تجنيد الجمهور التعب، وأحياناً اليائس للخطوة الأخيرة في تصميمه. هو يعرف بأن لا فرصة أمامه، ولهذا يركز فقط وحصرياً على قاعدة اليمين. الآن، يحاولون الإقناع بأن مدينة غزة هي رفح النهائية، الفيلادلفيا الحقيقية، النصر المطلق للحياة، هي الحسم التاريخي. يأمل جهاز الأمن في أن يحصل ما حصل قبل اقتحام بيروت في 1982: توصلوا إلى اتفاق إجلاء م.ت.ف من لبنان. هذه 'خطة السوبر الكبيرة'. لكن يبقى أمل نتنياهو على ما يبدو في اختراق لصفقة صغيرة: مثلما ألمح هو رداً على أقوال ديرمر في الكابنت، فهو لن يرفض هذا. في هذه الأثناء، تتمتع حماس بوضعية علقت فيها إسرائيل نفسها، وبشرك حفرته حكومتها وتتمترس فيه. التراب يغطينا جميعاً. يديعوت أحرونوت 12/8/2025

باريس: مقتل أنس الشريف وزملائه في غزة اعتداء على الصحافة والحقيقة
باريس: مقتل أنس الشريف وزملائه في غزة اعتداء على الصحافة والحقيقة

القدس العربي

timeمنذ 11 ساعات

  • القدس العربي

باريس: مقتل أنس الشريف وزملائه في غزة اعتداء على الصحافة والحقيقة

'القدس العربي': أدانت فرنسا، الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، الأحد، خيمة صحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 منهم، بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إنها تدين بشدة الهجوم الذي أودى بحياة صحافيين أثناء تأدية مهامهم، معربة عن بالغ قلقها إزاء الخسائر الكبيرة في صفوف الصحافيين في القطاع، والتي تجاوزت 200 ضحية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأكدت الوزارة أن الصحافيين، شأنهم شأن المدنيين، يتمتعون بالحماية التي يكفلها القانون الإنساني الدولي، مشددة على ضرورة عدم استهدافهم، وضمان وصول الإعلاميين الدوليين بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة، بما يتيح لهم العمل بحرية واستقلالية لتوثيق الهجمات. #Israël / #Territoirespalestiniens | La France condamne la frappe israélienne qui a causé la mort, dans l'exercice de leur mission d'information, d'une équipe de journalistes de la chaîne d'information Al-Jazeera dans la bande de Gaza. ➡️ — France Diplomatie 🇫🇷🇪🇺 (@francediplo) August 12, 2025 والشهداء الستة هم: أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل، ومحمد الخالدي الذي توفي لاحقاً متأثراً بجراحه. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنه باستشهادهم ارتفع عدد الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء هجومها على قطاع غزة إلى 238. (وكالات)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store