logo
رايات الشيطان: مخطط يعيد تشكيل المنطقة ويتوعد الشيعة بالإبادة

رايات الشيطان: مخطط يعيد تشكيل المنطقة ويتوعد الشيعة بالإبادة

موقع كتابات١٤-٠٧-٢٠٢٥
بعد نحو مئة عام على تقسيم المنطقة بموجب اتفاقيةسايكس بيكو، يبدو الشرق الاوسط على حافة تحولات مصيرية، وهناك مشروع جديد يُطبخ خلف الكواليس، لا يعيد فقط تشكيل الحدود السياسية، بل يهدد الوجود العقائدي والثقافي للمكوّن الشيعي، لا سيما في العراق الذي يُعد الثقل الروحي والسياسي لهذا المكوّن.
مؤشرات مريبة تكشف عن هذا المخطط، حيث يتم تهدئة الجبهات المشتعلة بشكل مفاجئ كجبهة غزة، والصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وهو ما يشير إلى استعدادات لفتح جبهات أكثر حساسية.
التنسيق بين نتنياهو وترامب بتهدئة هذه الساحات يمهدلانفجار جديد في مناطق تمثل عمقاً استراتيجياً ومحور مقاومة.
فالتقارير الأخيرة تُفيد بتدريب عشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب في تركيا تحت إشراف استخباراتي مشترك (أمريكي، تركي، إسرائيلي)، تمهيداً لنشرهم في مناطق مثل طرابلس اللبنانية لتأسيس قاعدة تهدد حزب الله وتدفع باتجاه مواجهة جديدة قد تكون الأعنف.
كل ذلك يجري في ظل صمت إعلامي وتواطؤ سياسي يوحي بأن التحركات تُدار من غرف عمليات إقليمية ودولية متناغمة.
أما ما يحاك للعراق فهو خطير ويطبخ على نار هادئة، فبعد أن أثبتت المرجعية الدينية قدرتها على إحباط المخططات الكبرى، كما حدث في فتوى الجهاد عام 2014 ضد تنظيم داعش، غيّرت امريكا وحلفاؤها قواعد الاشتباك.
وباتت الخطة ترتكز على إثارة فوضى داخلية عبر تصفية قيادات شيعية دينية وسياسية بظروف غامضة، ثم تحريك قوى عسكرية لإعلان حالة الطوارئ، ويتم تصوير ذلك على انه صراع داخلي لا يستدعي تدخلاً خارجياً.
في ظل هذه المؤامرة، يُخطط لتنفيذ تطهير ديني صامت يستهدف الشيعة، على غرار ما جرى ضد العلويين في الساحل السوري، وسط غطاء إعلامي مضلّل يزوّر الحقائق ويخفي الجرائم وغطاء جوي مجهول ينهي مراكز القوة في البلاد وكما يحصل في سورية.
هذا المشروع سيحظى بدعم دول غربية وعربية يعتبر بعضها أن القضاء على الهوية الشيعية في العراق يمثل خطوة نحو إعادة هندسة المنطقة بما يخدم مصالحهم طويلة الأمد.
دور تركيا في هذه المعادلة لا يقل خطورة عن دورها في تأسيس داعش وقيادته ودعمه، إذ انسجمت أنقرة مع المشروع الجديد مقابل تعهدات غربية بدعم اطماعها في الموصل وكركوك، ضمن صفقة خفية تعيد الحلم العثماني إلى الواجهة وتمنحها دوراً تنفيذياً في هذا المخطط، خصوصا وأنها قبضت ثمن مساعدتها في اسقاط بشار الأسد، فاستولت على حلب.
إن ما يُرسم اليوم ليس فقط حدوداً جديدة، بل يُعاد تشكيل الوعي والهُوية، وسط محاولة خبيثة لتقويض المكوّن الشيعي وتفكيك مراكز ثباته الروحي والسياسي.
مواجهة هذه المؤامرة تتطلب يقظة استراتيجية لا تكتفي بالتفرج، بل لابد من قراءتها وتفكيكها ومقاومتها بالفكر والمعلومة والسردية المضادة. لأننا نملك القدرة لا فقط على الفهم، بل على قلب الموازين.
الشارع الشيعي ينتظر من المرجعية الدينية إطلاق خطاب تعبوي، يُعيد توجيه البوصلة نحو قيم المواجهة ويعزز الوعي، ويؤسس لمرحلة مواجهة معرفية تكشف التضليل وتزرع الثقة في الجماهير.
وعلى القيادات السياسية الشيعية أن تتجاوز الخلافات الآنية والمصالح الحزبية الضيقة، وتذهب نحو تحصين الساحة الداخلية بخطاب وطني عابر للفئوية، يعيد رسم العلاقة بين الدولة والمجتمع الشيعي على أسس الشراكة والمسؤولية لا التبعية والتفكك.
أما شيوخ العشائر، فهم الأذرع الاجتماعية الأكثر نفوذاً،ويمتلكون مفاتيح التلاحم الشعبي، ويتجاوز دورهم اليوم كل الحدود التقليدية، ليصبح ركيزة في مواجهة الفوضى الداخلية المحتملة، ولبنة في بناء الحصن الأهلي الذي يُفشل أي محاولة لاختراق النسيج الاجتماعي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العالم الذي يريدونه لنا
العالم الذي يريدونه لنا

موقع كتابات

timeمنذ 15 ساعات

  • موقع كتابات

العالم الذي يريدونه لنا

يقول كارل ماركس، صاحب كتاب رأس المال والمفكر الأبرز في الألفية بحسب تصنيف هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2000، إن 'الإنسان هو أثمن رأس مال'. لكن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومن خلفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعيان لفرض عالمٍ تُجرد فيه البشرية من إنسانيتها. قبل أكثر من شهر، ذرف ترامب دموعًا حارة كادت ان تحرك خديه على الضحايا في أوكرانيا من الروس والأوكرانيين، مطالبًا بوقف الحرب، موجّهًا إنذارات متكررة تارة لفلاديمير بوتين وتارة فولوديمير زيلينسكي. لكن في غزة، من لا يُقتل على يد المنظمة المافيوية يحمل اسم 'جيش الدفاع الإسرائيلي'، فإن الجوع ينتظره كوحش كاسر، بفعل الحصار الاقتصادي المفروض على أكثر من مليوني إنسان. نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لا يزال حرًا طليقًا يواصل قتل المدنيين الفلسطينيين دون رادع، لأن الدول الغربية التي باتت تتسابق للاعتراف بدولة فلسطين — تحت ضغط حركة التضامن العالمية ضد جرائم إسرائيل — كانت في السابق تمنح إسرائيل 'الحق في الدفاع عن نفسها'. أما ترامب، فبينما يُظهر حرصًا زائفًا على دماء المتحاربين في أوكرانيا، فإنه يتجاهل دماء أكثر من 19 ألف طفل قتلوا في غزة، إلى جانب آلاف النساء والشيوخ والشباب، والقتل اليومي للجوعى على أبواب مراكز توزيع المساعدات التي تديرها منظمة ليست فيها اية رائحة للإنسانية وتسمى منظمة غزة الإنسانية'. وهو لا يملك نية حقيقية لوقف هذا الإجرام، بل يمارس دعاية جوفاء لا تتعدى محاولة ثني نتنياهو عن الاستمرار بالقتل. ولهذا استحق لقب TACO ، الذي يُطلق عليه في الولايات المتحدة، بمعنى 'الذي يتراجع دائمًا عن وعوده'. إن ما نشهده في غزة ليس فقط مجزرة، بل هو تجسيد للعالم الذي يريدون فرضه علينا. فعقيدة ترامب 'السلام بالقوة'، تعني سحق من يعارض؛ نرى ذلك في الداخل الأمريكي كما في الخارج: مرشح ديمقراطي زهران ممداني لعمدة نيويورك يُفصح عن جرائم إسرائيل النازية، فيُطالب ترامب ترحيله من البلاد. وفي مقال ترجمه موقع (إيلاف) بأن إدواردو بورتر، وهو أحد الكتاب البارزين في صحيفة (واشنطن بوست) يقدم استقالته عبر رسالة يشرح فيها: إن جيف بيزوس-مالك امزون- ورئيس قسم الرأي الجديد يقودان الصحيفة في مسار لا أستطيع اتباعه، وهو مسار موجه نحو الترويج المستمر للأسواق الحرة والحريات الشخصية… ليس لدي أي فكرة إلى أي مدى يعود هذا إلى خوف السيد بيزوس مما قد يفعله دونالد ترامب بمصالحه التجارية المختلفة، والتي يعتبر معظمها أكثر قيمة بالنسبة له من صحيفة واشنطن بوست'. طلاب الجامعات الذين يطالبون بوقف الحرب في غزة يُلاحقون ويُرحّلون. تُفرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو. تنسحب واشنطن من اليونسكو لأنها أدانت جرائم إسرائيل، ومن الأونروا لأنها تقدم مساعدات للفلسطينيين. وتهدد بفرض رسوم جمركية على كندا إن اعترفت بدولة فلسطين. ترامب أشار سابقًا إلى ضرورة الغاء منظمة الأمم المتحدة، دون أن يُفصح عن السبب، لكن من الواضح أن الأمر يرتبط بالقضية الفلسطينية، إذ إن الغالبية الساحقة من أعضائها أدانوا جرائم إسرائيل واعترفوا بدولة فلسطينية. كما أصدرت الخارجية الأمريكية مؤخرًا قرارًا بمنع دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى الولايات المتحدة، بذريعة أنهم 'يقوّضون السلام'. وجاء القرار مباشرة بعد الدوي الذي أحدثه مؤتمر 'حل الدولتين' الذي قادته السعودية وفرنسا في نيويورك، وأيقظ الضمير الأوربي الذي نام مع سبق الإصرار والترصد، وخاصة فرنسا التي تشرف على تنظيم المؤتمر. كل هذه الوقائع تُظهر أن ما يحدث في غزة ليس قرارًا فرديًا لنتنياهو، ولا مجرد انعكاس لتحقيق مصالحه الشخصية كما يحاول الاعلام المأجور من تزيفه وتسويقه، بل جزء من مشروع استراتيجي تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل من خلاله إلى فرض عالم جديد يخدم مصالح واشنطن المتراجعة عالميًا. إنها محاولة لوقف انحدار نفوذها عبر سياسات البلطجة الدولية. أما تسارع الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فليس بدافع صحوة ضمير مفاجئة بعد دمار غزة وازهاق ارواح أكثر من 60 ألف إنسان، بل هو انعكاس لمحاولاتها التخلص من الهيمنة الأمريكية، التي وصلت إلى حد تهديد كندا بالضم إلى الولايات المتحدة. هذه الدول، التي كانت شريكًا في صمتها وصمت نخبها، بدأت تشعر بضغط الحركة العالمية المناهضة لجرائم اسرائيل، خاصة بعد دخول عشرات الاتحادات العمالية على خط الصراع في عقر دار الدول الاوربية، وإصدارها قرارات مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا ودبلوماسيًا، ورفض تحميل السلاح المتجه إليها، وهو ما يهدد المصالح الاقتصادية للغرب ويزعزع حساباته الانتخابية. مرة أخرى، ما يحدث في غزة لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل يضع علامة استفهام كبيرة على إنسانيتنا جميعًا. لكن القصة لا تنتهي هنا، إذ إن هذا العالم — عالم ترامب ونتنياهو وبن غفير وسمو تريتش — يُراد له أن يُفرض علينا. انتصار هذا العالم يعني هزيمة الإنسانية. ويعني العيش في جحيم لا يُطاق. لذلك، لا خيار أمامنا سوى الانتصار عليهم. إن نجاح مؤتمر 'حل الدولتين' الذي أشعل اغضب الإدارة الامريكية واشعل نيران الاستياء في صدور أعضاء الحكومة النازية في إسرائيل هو إحدى ثمار هذا النضال، ورفض عالمي صريح للعالم الذي يريدونه لنا.

من لا يعترف بفلسطين مشارك في جرائم إسرائيل ومرض ترامب النفسي
من لا يعترف بفلسطين مشارك في جرائم إسرائيل ومرض ترامب النفسي

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 15 ساعات

  • وكالة الصحافة المستقلة

من لا يعترف بفلسطين مشارك في جرائم إسرائيل ومرض ترامب النفسي

رامي الشاعر أوضح موقع 'أكسيوس' أن أستراليا ونيوزيلندا، حليفتي الولايات المتحدة، تعتزمان الانضمام إلى الدول التي ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابع الموقع أن دولا أخرى تدرس أيضا قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى فرنسا وبريطانيا وكندا، مثل فنلندا والبرتغال ولوكسمبورغ أعضاء الاتحاد الأوروبي. بل إن ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بالفعل بفلسطين. أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقد فضلت أن تتبنى وتعلن بيان اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض، بعدم المشاركة في أعمال 'المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين' برئاسة سعودية-فرنسية مشتركة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ومعارضة محتواه الذي يعد تحضيرا للاجتماع المرتقب للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي سيتم خلاله الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن المؤتمر 'غير بناء وغير مناسب'، مضيفة أنه ليس أكثر من 'حملة علاقات عامة تتم في وقت الجهود الدبلوماسية الحساسة الرامية إلى إنهاء الصراع'. وأكدت أن هذا المؤتمر 'لن يساهم في السلام على الإطلاق، بل سيطيل الحرب، وسيشجع حركة (حماس' ويكافئها على عرقلة وتقويض الجهود الحقيقية لإحلال السلام'. إن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة سيعيد لهيئة الأمم المتحدة أهميتها ويعيد لميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عنها وزنها وقيمتها. أما اللوبي الصهيوني وانصياع البيت الأبيض له سيفقد الولايات المتحدة أهميتها واحترامها ومصداقيتها، في وقت تسيطر فيه أوهام الهيمنة و'القرن الأمريكي' وأحادية القطبية على ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب. تلك الأوهام التي هيئت ولا زالت تهيئ له إمكانية إصدار إنذار لروسيا، وتقليص فترة هذا الإنذار، بلا مراعاة حتى لآداب الدبلوماسية والكياسة السياسية. لا شك أن هزيمة الغرب في أوكرانيا، وسمعة إسرائيل التي أصبحت في أسفل السافلين، بعدما رأينا دعوة وزير التراث عميحاي إلياهو من حزب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لاحتلال غزة بالكامل، وقال: 'ستكون غزة بالكامل يهودية'. ورأينا قبله رئيس الوزراء نتنياهو نفسه يقول إنه 'ليس هناك مجاعة في غزة'. فعن أي ثقة وأي عقل وأي منطق يمكن الحديث؟ إنها عزلة إسرائيل والولايات المتحدة أمام أغلبية العالم التي تعترف بالدولة الفلسطينية وتعترف بالأمم المتحدة وبحل الدولتين، أما نتنياهو وترامب، فيقفان وحدهما يمارسان إبادة جماعية وقتل على الهوية وتجويع لأكثر من 2 مليون مواطن غزاوي في أكبر 'هولوكوست' حقيقي يختلف فقط عن سابقه في أنه بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة. تقترب القوات المسلحة الروسية في عمليتها الخاصة بأوكرانيا من بلدة كراسنوارميسك (بوكروفسك الأوكرانية)، وبتحريرها سيصبح الطريق مفتوحا أمامها نحو مدينة كراماتورسك المحورية في جمهورية دونيتسك الشعبية وهو ما ينذر بانهيار الجبهة الأوكرانية في ظل معنويات منخفضة للجنود، وفي ظل فضيحة للرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته زيلينسكي بشأن استقلالية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمدعي العام المختص بمكافحة الفساد، وعلى خلفية تسريبات الاستخبارات الخارجية الروسية بشأن الاجتماع السري في جبال الألب والذي جرى بين مدير مكتب زيلينسكي أندريه يرماك والسفير الأوكراني لدى بريطانيا والقائد العام السابق للجيش الأوكراني فاليري زالوجني، أقوى الأسماء المرشحة لخلافة زيلينسكي، ورئيس مديرية الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف في جبال الألب مع ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا. يأتي ذلك أيضا بعد تقرير للصحفي الأمريكي المرموق والشهير سيمور هيرش، نقلا عن مصادر، بأنهم في الولايات المتحدة يفكرون في التخلص من زيلينسكي، ويبحثون عن الآلية السلمية التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك. إذن، فمغامرة كورسك التي تبناها زيلينسكي ورفضها زالوجني قد فشلت بالكامل، وبعد مرور عام بالتمام والكمال، تمكنت القوات الروسية من طرد أو تحييد التشكيلات العسكرية الأوكرانية التي قامت بهذه المغامرة، وخسرت أوكرانيا مع ذلك أراض في مناطق سومي وخاركوف أيضا، إضافة إلى ما تخسره يوميا في دونيتسك وزابوروجيه وخيرسون. وها هو الغرب يعترف بهزيمته وهزيمة ممثله الأوكراني المفضل الذي ملأ الدنيا صخبا وجلبة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وكان ضيفا عزيزا على جميع العواصم الأوروبية، وملء السمع والبصر في جميع أنحاء العالم. وها نحن نبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه، بينما يعيد المسؤولون الروس على أسماع نظرائهم أن التسوية في أوكرانيا لا بد وأن تكون بإزالة 'جذور الأزمة'، وجذور الأزمة في تمدد 'الناتو'، والاتفاق بشأن التسوية الأوكرانية لا بد وأن يكون بين موسكو وواشنطن، ثم تمتثل كييف لما تمليه عليها واشنطن. لكن زيلينسكي، فيما يبدو، قرر الخروج عن السيناريو المكتوب له، وظن أو يظن أنه أو أن أوكرانيا التي ضحى بها على محراب المصالح الغربية هي دولة ذات سيادة وأنه صاحب 'إرادة سياسية' لا سمح الله. وكل تلك أوهام لا تقل وهما عن أوهام المشرف عليه دونالد ترامب بأنه 'مهيمن' على مصائر ومقادير العالم، فيسمح لنفسه بصك 'إنذار' و'مهلة' لروسيا ولبوتين. أعتقد في ظني المتواضع أن القيادة الروسية تتفهم الحالة النفسية التي يعانيها الرئيس ترامب، وتتعامل معه من منطلق معاناته ووضعه الصحي النفسي المتردي، على أمل أن يحصل على التشخيص المناسب والعلاج المناسب من ذوي الخبرة في هذا المجال. وتأمل موسكو أن يعود ترامب إلى صوابه في القرب العاجل وأن يتحمل المسؤولية عن إخفاقاته المتعددة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وأن تتحرر إدارته من التأثير الصهيوني الذي تسبب في هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها لا في أوكرانيا وحدها وإنما في قضايا الشرق الأوسط أيضا. ختاما يجب علينا أن نثق في أنه لا توجد قوة في العالم يمكن أن تنتصر على روسيا والصين ووصول التهديدات و'الإنذارات' إلى مرحلة الحرب واستخدام الأسلحة النووية فإن الكارثة ستطال بالدرجة الأولى أوروبا وبلدان 'الناتو' بشكل أساسي. واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر المقبل هو بمثابة أكبر محكمة دولية (على غرار محكمة نورنبرغ) تقام لمحاكمة مجرمي الحرب الذين شاركوا في قتل ما يربو على الـ 60 ألفا، وجوّعوا الأطفال حتى الموت، وشردوا 2 مليون فلسطيني في أرضهم أغلبهم من المدنيين العزل. محكمة لمحاكمة من تسبب في ضياع أكثر من ربع أوكرانيا، وأكثر من مليون إنسان في حرب لا نتيجة لها سوى الهزيمة والكراهية والحقد والتقسيم. من لا يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة سيكون مشاركا في كل هذه الجرائم.

'ذا تلغراف': الممارسات 'الإسرائيلية' في غزة تضع أمن أميركا في خطر!
'ذا تلغراف': الممارسات 'الإسرائيلية' في غزة تضع أمن أميركا في خطر!

ساحة التحرير

timeمنذ 18 ساعات

  • ساحة التحرير

'ذا تلغراف': الممارسات 'الإسرائيلية' في غزة تضع أمن أميركا في خطر!

'ذا تلغراف': الممارسات 'الإسرائيلية' في غزة تضع أمن أميركا في خطر! نقلت صحيفة 'ذا تلغراف' البريطانية عن مصدر رفيع في الكونغرس أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة تنطوي على خطر تقويض مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما تُعرّض البلاد لاحتمال وقوع هجمات، وفق قوله. وقال المصدر، وفق الصحيفة، إن القضاء على حركة حماس يصبّ في مصلحة 'الأمن القومي' الأميركي، لكنه تساءل في الوقت نفسه عن الثمن المقابل لذلك. كما حذر، وفق ما نُسب إليه، من أن الدعم الأميركي لـ'إسرائيل' قد يجعل المواطنين الأميركيين أهدافًا محتملة لهجمات انتقامية من قبل حماس وحلفائها. وأضاف المصدر: 'لا نريد أن نشهد في النهاية هجومًا شبيهًا بهجمات الحادي عشر من أيلول'. وأوضح، بحسب ما نُقل عنه، أنه رغم أن 'إسرائيل' تخوض معركة ضد حماس، فإن 'الأدوات التي يستخدمها رئيس الوزراء 'الإسرائيلي' بنيامين نتنياهو والجيش 'الإسرائيلي' تنطوي على خطر تصعيد إضافي ضد الغرب'. وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن جمهوريين من معسكر 'MAGA' (المعروف تقليديًّا بأنه مقرَّب من ترامب) تبنّوا مؤخرًا مواقف تختلف عن إدارة ترامب، حيث دعوه إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه 'إسرائيل'. ولفتت الصحيفة إلى أن مارجوري تايلور غرين، وهي من أبرز شخصيات هذا المعسكر ومن الموالين لترامب، اتهمت 'إسرائيل' بارتكاب إبادة جماعية في غزة، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يوجِّه فيها مشرِّع جمهوري مثل هذا الاتهام. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، صرَّح في برنامجه الإذاعي الشهير 'War Room'، بأن 'إسرائيل' لا تحظى بأي دعم يُذكر لدى أنصار 'MAGA' من فئة الشباب دون سن الثلاثين. وأضافت أن بانون اتهم نتنياهو بمحاولة إنقاذ نفسه سياسيًّا عبر جرِّ الولايات المتحدة نحو حرب جديدة في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مستشار رفيع سابق في البيت الأبيض أن شخصيات مثل بانون وغرين بدأت في بناء زخم متزايد حول هذه القضية. كما أشارت إلى أن الدعم التقليدي الثابت لـ'إسرائيل' في أوساط الحزب الجمهوري بدأ يتآكل، إذ بدأ صبر العديد من المشرِّعين في الكونغرس ينفد في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في البيت الأبيض خلال إدارة جورج بوش الابن قوله، إن 'عددًا متزايدًا من الشخصيات من خلفيات مختلفة يعتقدون أن نتنياهو يستغل الأميركيين'. وأشارت إلى أن بعض داعمي 'إسرائيل' داخل الحزب الجمهوري حذروا من أن المشاهد الواردة من غزة قد تُشجع الأصوات 'الانعزالية' داخل معسكر' MAGA' على المطالبة بخفض المساعدات العسكرية الأميركية السنوية المخصصة لـ'إسرائيل'. وختمت الصحيفة بالإشارة إلى ما نقله مصدر رفيع في الكونغرس من أنه 'كلما استمرت الأزمة الإنسانية دون معالجة من قبل كبار المسؤولين 'الإسرائيليين'، أصبحت حجج الانعزاليين داخل الإدارة الأميركية أقوى وتحظى بدعم أكبر'. 2025-08-01

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store