
الذكاء الاصطناعي الصيني يتمدد في الخليج
شركة هواوي
التقنية خارج حدود الصين إلى مرحلة متقدمة في منطقة
الخليج العربي
، بعدما أفادت تقارير حديثة بأن العملاق الصيني يضاعف جهوده لعقد شراكات، وتوسيع حضور منتجاته وخدماته السحابية والذكاء الاصطناعي في أسواق مثل السعودية والإمارات، ما يسلط الضوء على مدى استعداد السوق الخليجية لاحتضان أنظمة تشغيل بديلة عن غوغل وآبل، وتأثير توسع هواوي على شركات الاتصالات الخليجية ومستخدميها.
ففي الأسبوع الأول من يوليو/تموز الماضي، أطلقت هواوي سلسلة هواتفها الجديدة Pura 80 في دبي، وتزامن ذلك مع إعلان الشركة عن شراكات ضخمة مع كيانات سعودية لتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي والحلول السحابية، رغم التحديات في تصدير الجيل الأحدث من تلك الشرائح لأسباب تتعلق بالقيود الأميركية ومخاوف التقنية المتقدمة.
ويرتبط استعداد السوق الخليجية لاستقبال نظام تشغيل بديل عن غوغل وآبل بعدة عوامل جوهرية، فعلى الرغم من الأهمية المتزايدة للسيادة الرقمية والرغبة بتنويع مصادر التقنية، فإن قبول المستخدم النهائي والسوق لأي منظومة تشغيل جديدة يبقى مرهوناً بالأساس بتوفر بيئة تطبيقات غنية ومتكاملة، حسب تقرير نشرته منصة Global Business Outlook المعنية بأخبار الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا والتمويل.
ومع ذلك يظل تأثير توسع هواوي فارقاً على شركات الاتصالات الخليجية، فقد أظهرت الشهور الماضية ارتفاع وتيرة التعاون بين الشركة الصينية ومزودي الخدمات المحليين، عبر اتفاقيات لتبني بنية تحتية سحابية متطورة، بالإضافة إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي وتقنيات الدفع الرقمية، بحسب تقرير نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ.
سياحة وسفر
التحديثات الحية
آفاق جديدة للسياحة العربية... تعرّفوا إلى شروط تأشيرة شنغن الخليجية
إلا أن هذه المكاسب تقترن بمخاطر سياسية واقتصادية محتملة، في ظل استمرار التوتر التقني بين الصين والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بتوريد شرائح المعالجة المتقدمة، أو ربط الخدمات الحيوية بمورد واحد ذي طابع سيادي وتقني حساس، حسبما أورد تقرير نشرته منصة W.Media المتخصصة في الحوسبة السحابية ومراكز البيانات.
الذكاء الاصطناعي
يؤكد عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان، بيار الخوري، لـ"العربي الجديد"، أن شركة هواوي تحركت خلال السنوات الماضية بثبات نحو تقليص اعتمادها على الأسواق الغربية، وتعزيز نفوذها في آسيا والشرق الأوسط، مدفوعة بجملة من الدوافع الاستراتيجية المرتبطة بالقيود التكنولوجية الأميركية والعقوبات المتتالية، ومع فقدانها الميزة التنافسية في السوق العالمية نتيجة لهذا الحصار التقني، تجد الشركة نفسها أمام خيارين: الانكماش أو إعادة التموضع عالمياً عبر بوابة الجنوب العالمي، وكانت أسواق الخليج ضمن أولويات هذا التموضع الجديد.
ويرتكز التوسع الذي تشهده هواوي على ركيزتين رئيسيتين، حسبما يرى الخوري، الأولى تتمثل في بناء منظومة تقنية متكاملة بديلة تغني عن اعتمادها على البنية التحتية الغربية، والثانية تتمثل في توسيع نفوذها الجيوتقني، عبر التعاون مع دول تبحث عن بدائل استراتيجية لأنظمة الهيمنة الأميركية.
وفي هذا الإطار، يمثل نظام التشغيل HarmonyOS أحد أهم رهانات هواوي، إذ تسعى من خلاله لتأسيس منظومة تشغيل مستقلة تنسجم مع طيف واسع من الهواتف والأجهزة الذكية والمركبات، مستفيدة من قدرتها العالية على الدمج بين العتاد والبرمجيات، كما يشير الخوري. لكن HarmonyOS لا يزال يعاني من محدودية الحضور العالمي، حيث يُنظر إليه باعتباره نظاماً صيني الهوية، يفتقر إلى البيئة التطويرية العالمية المفتوحة.
أما تسويقياً، فهواوي تخوض معركة شرسة لإعادة بناء صورتها شركة آمنة ومبتكرة في نظر المستهلك العالمي، وهي الصورة التي يؤكد الخوري أنها تعرضت لضرر بالغ نتيجة الحملات الأميركية المتكررة، لافتاً إلى أن منطقة الخليج تمثل بيئة مختلفة عن باقي الأسواق النامية في هذا الشأن. وفي السعودية، على وجه الخصوص، يلفت الخوري إلى أن هواوي تعزز حضورها من خلال مساهمتها في مشاريع المدن الذكية ضمن رؤية 2030، ودورها في نشر شبكات الجيل الخامس، ما يضعها لاعباً تقنياً مفضلاً لدى بعض الجهات الرسمية.
كما يلفت الخوري إلى أن توسع هواوي يمثل فرصة لشركات الاتصالات الخليجية لتنويع مزودي الحلول، وتخفيض اعتمادها على مزودي البنية الغربية، ويفتح الباب لتطوير حلول ذكية محلية بالتعاون مع الشركة الصينية، خاصة في ميادين مثل الأمن السيبراني، وإدارة المدن، والذكاء الاصطناعي.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
عقارات الخليج تفتح أبوابها للأجانب... سباق لجذب الاستثمارات
لكن هذه الشراكة ليست بلا ثمن، إذ تثير القضايا المرتبطة بحماية البيانات ومصدرية الأنظمة مخاوف أمنية وتنظيمية، في ظل استمرار التحذيرات الغربية من التعامل مع هواوي في البنية التحتية الحيوية، بحسب الخوري.
تحفّظ المستهلك الخليجي
في السياق، يشير أستاذ الاقتصاد بجامعة نيس الفرنسية، آلان صفا، لـ"العربي الجديد"، إلى أن شركة هواوي استثمرت بشكل كبير في تطوير تقنيات الجيل الخامس (5G)، ما جعلها تحقق شهرة عالمية، لكن مسار توسعها لم يكن سهلاً، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها في عهد الرئيس دونالد ترامب، ما منعها من استخدام نظام أندرويد، الذي يمثل الحصة الأكبر في سوق الهواتف الذكية.
وأدى ذلك إلى خروج مؤقت لهواوي من سوق الهواتف الذكية، ودفعها إلى بناء نظام تشغيل بديل، وهو HarmonyOS، في محاولة لإعادة دخول السوق العالمية، غير أن صفا يلفت إلى أن المستهلك الخليجي لديه نوع من التحفظ وعدم الثقة تجاه نظام هواوي الجديد، لأنه يفتقر إلى التطبيقات التي يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي، والتي تتوافر بشكل كامل على منصتي "أندرويد" و"IOS".
فالمستهلك الخليجي، كما يشير صفا، يستخدم هذه المنصات بشكل قوي، ويملك كل التطبيقات التي تُناسب احتياجاته، بينما ما زال متجر تطبيقات هواوي (AppGallery) يفتقر إلى هذا التنوع والانتشار العالمي، ما يضع على عاتق الشركة الصينية مهمة كبيرة، تتمثل في إقناع الشركات العالمية بتطوير تطبيقاتها على منصتها، الأمر الذي يتطلب وقتاً وجهداً، إذ إن بناء الثقة بين المستخدم والنظام الجديد لا يتأتى بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى سنوات من التطوير والانتشار.
ويلفت صفا إلى أن الحكومات الخليجية تشجع تمدد العلاقات مع الشركات الصينية، من منطلق استراتيجي، بهدف تعزيز المفاوضات وخلق توازن مع الشركات الغربية، حيث تصبح الخيارات متعددة، بما يسمح للشركات الخليجية بالحصول على أفضل العروض من حيث السعر والجودة.
لكن هذا التوسّع لا يعني قطيعة مع الشركات الأوروبية أو الأميركية، بل هو تنويع في الشراكات، بحيث تبقى هواوي حتى الآن في المرتبة الثالثة، بعد الشركات التقنية الغربية، في أولويات شركات الاتصالات الخليجية، رغم أنها تحظى بمساحة متزايدة من المفاوضات والعقود الجديدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 أيام
- العربي الجديد
"بيربليكسيتي" الناشئة تعرض 34.5 مليار دولار لشراء متصفح كروم من غوغل
قالت شركة (بيربليكسيتي إيه.آي) إنها قدمت عرضاً قيمته 34.5 مليار دولار نقداً بالكامل لشراء المتصفح (كروم) التابع لشركة غوغل المملوكة لألفابت، وهو عرض منخفض لكنه يحتاج إلى تمويل أكبر بكثير من القيمة السوقية للشركة الناشئة نفسها، بحسب رويترز. وليس من الغريب على بيربليكسيتي، التي يديرها أرافيند سرينيفاس، تقديم عروض تتصدر عناوين الأخبار. فقد عرضت في يناير/كانون الثاني الاندماج مع تطبيق (تيك توك) في الولايات المتحدة لتبديد المخاوف الأميركية بشأن امتلاك صينيين لتطبيق المقاطع المصورة القصيرة الشهير. ومن شأن شراء كروم السماح للشركة الناشئة بالاستفادة من أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم للمتصفح للحصول على أفضلية في سباق البحث بالذكاء الاصطناعي مع تهديد الضغوط التنظيمية هيمنة غوغل على القطاع. ولم ترد غوغل بعد على طلب من رويترز للتعليق. ولم تعرض الشركة المتصفح كروم للبيع وتخطط للطعن على قرار محكمة أميركية العام الماضي خلص إلى احتكارها البحث على الإنترنت دون سند من القانون. وتسعى وزارة العدل إلى تصفية كروم في إطار تسوية القضية. ولم تكشف بيربليكسيتي اليوم عن كيفية تخطيطها لتمويل العرض. وجمعت الشركة التي أنشئت قبل ثلاث سنوات نحو مليار دولار من التمويل حتى الآن من مستثمرين، بينهم (إنفيديا) و(سوفت بنك) اليابانية. وبلغت أحدث قيمة سوقية لها 14 مليار دولار. وقال شخص مطلع إن صناديق كثيرة عرضت تمويل الصفقة بالكامل، دون ذكر أسماء الصناديق. أسواق التحديثات الحية ما قيمة المتصفح "كروم" وكيف ستكون "غوغل" من دونه؟ ويعد متصفح غوغل كروم أحد أكثر المتصفحات استخداماً في العالم، حيث يمتلك حصة سوقية تزيد على 60%، ويخدم أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم. تأسس عام 2008 وسرعان ما أصبح بوابة أساسية للوصول إلى خدمات غوغل، مما عزز مكانتها المهيمنة في سوق البحث والإعلانات الرقمية. وشركة بيربليكسيتي إيه.آي، التي تأسست قبل ثلاث سنوات على يد أرافيند سرينيفاس، تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير أنظمة بحث تعتمد على المحادثة الذكية، وجذبت استثمارات من شركات كبرى مثل إنفيديا وسوفت بنك. وقدرت القيمة السوقية لشركة بيربليكسيتي إيه.آي مؤخرا بنحو 14 مليار دولار بعد جولات تمويل بلغ مجموعها نحو مليار دولار. كما أن العرض المقدم من بيربليكسيتي يعكس اتجاهاً متزايداً بين شركات التكنولوجيا الناشئة نحو التوسع السريع عبر الاستحواذ على أصول رقمية ضخمة بدلا من الاعتماد فقط على تطوير منتجات جديدة من الصفر. وينظر إلى هذا التوجه على أنه محاولة لتسريع النمو وتوسيع قاعدة المستخدمين في وقت قياسي، لكنه يحمل أيضاً تحديات كبيرة، أبرزها تأمين التمويل اللازم وإقناع الجهات التنظيمية بالموافقة على صفقات قد تؤثر على المنافسة في السوق العالمية. (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
الذكاء الاصطناعي الصيني يتمدد في الخليج
دخلت طموحات شركة هواوي التقنية خارج حدود الصين إلى مرحلة متقدمة في منطقة الخليج العربي ، بعدما أفادت تقارير حديثة بأن العملاق الصيني يضاعف جهوده لعقد شراكات، وتوسيع حضور منتجاته وخدماته السحابية والذكاء الاصطناعي في أسواق مثل السعودية والإمارات، ما يسلط الضوء على مدى استعداد السوق الخليجية لاحتضان أنظمة تشغيل بديلة عن غوغل وآبل، وتأثير توسع هواوي على شركات الاتصالات الخليجية ومستخدميها. ففي الأسبوع الأول من يوليو/تموز الماضي، أطلقت هواوي سلسلة هواتفها الجديدة Pura 80 في دبي، وتزامن ذلك مع إعلان الشركة عن شراكات ضخمة مع كيانات سعودية لتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي والحلول السحابية، رغم التحديات في تصدير الجيل الأحدث من تلك الشرائح لأسباب تتعلق بالقيود الأميركية ومخاوف التقنية المتقدمة. ويرتبط استعداد السوق الخليجية لاستقبال نظام تشغيل بديل عن غوغل وآبل بعدة عوامل جوهرية، فعلى الرغم من الأهمية المتزايدة للسيادة الرقمية والرغبة بتنويع مصادر التقنية، فإن قبول المستخدم النهائي والسوق لأي منظومة تشغيل جديدة يبقى مرهوناً بالأساس بتوفر بيئة تطبيقات غنية ومتكاملة، حسب تقرير نشرته منصة Global Business Outlook المعنية بأخبار الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا والتمويل. ومع ذلك يظل تأثير توسع هواوي فارقاً على شركات الاتصالات الخليجية، فقد أظهرت الشهور الماضية ارتفاع وتيرة التعاون بين الشركة الصينية ومزودي الخدمات المحليين، عبر اتفاقيات لتبني بنية تحتية سحابية متطورة، بالإضافة إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي وتقنيات الدفع الرقمية، بحسب تقرير نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ. سياحة وسفر التحديثات الحية آفاق جديدة للسياحة العربية... تعرّفوا إلى شروط تأشيرة شنغن الخليجية إلا أن هذه المكاسب تقترن بمخاطر سياسية واقتصادية محتملة، في ظل استمرار التوتر التقني بين الصين والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بتوريد شرائح المعالجة المتقدمة، أو ربط الخدمات الحيوية بمورد واحد ذي طابع سيادي وتقني حساس، حسبما أورد تقرير نشرته منصة المتخصصة في الحوسبة السحابية ومراكز البيانات. الذكاء الاصطناعي يؤكد عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان، بيار الخوري، لـ"العربي الجديد"، أن شركة هواوي تحركت خلال السنوات الماضية بثبات نحو تقليص اعتمادها على الأسواق الغربية، وتعزيز نفوذها في آسيا والشرق الأوسط، مدفوعة بجملة من الدوافع الاستراتيجية المرتبطة بالقيود التكنولوجية الأميركية والعقوبات المتتالية، ومع فقدانها الميزة التنافسية في السوق العالمية نتيجة لهذا الحصار التقني، تجد الشركة نفسها أمام خيارين: الانكماش أو إعادة التموضع عالمياً عبر بوابة الجنوب العالمي، وكانت أسواق الخليج ضمن أولويات هذا التموضع الجديد. ويرتكز التوسع الذي تشهده هواوي على ركيزتين رئيسيتين، حسبما يرى الخوري، الأولى تتمثل في بناء منظومة تقنية متكاملة بديلة تغني عن اعتمادها على البنية التحتية الغربية، والثانية تتمثل في توسيع نفوذها الجيوتقني، عبر التعاون مع دول تبحث عن بدائل استراتيجية لأنظمة الهيمنة الأميركية. وفي هذا الإطار، يمثل نظام التشغيل HarmonyOS أحد أهم رهانات هواوي، إذ تسعى من خلاله لتأسيس منظومة تشغيل مستقلة تنسجم مع طيف واسع من الهواتف والأجهزة الذكية والمركبات، مستفيدة من قدرتها العالية على الدمج بين العتاد والبرمجيات، كما يشير الخوري. لكن HarmonyOS لا يزال يعاني من محدودية الحضور العالمي، حيث يُنظر إليه باعتباره نظاماً صيني الهوية، يفتقر إلى البيئة التطويرية العالمية المفتوحة. أما تسويقياً، فهواوي تخوض معركة شرسة لإعادة بناء صورتها شركة آمنة ومبتكرة في نظر المستهلك العالمي، وهي الصورة التي يؤكد الخوري أنها تعرضت لضرر بالغ نتيجة الحملات الأميركية المتكررة، لافتاً إلى أن منطقة الخليج تمثل بيئة مختلفة عن باقي الأسواق النامية في هذا الشأن. وفي السعودية، على وجه الخصوص، يلفت الخوري إلى أن هواوي تعزز حضورها من خلال مساهمتها في مشاريع المدن الذكية ضمن رؤية 2030، ودورها في نشر شبكات الجيل الخامس، ما يضعها لاعباً تقنياً مفضلاً لدى بعض الجهات الرسمية. كما يلفت الخوري إلى أن توسع هواوي يمثل فرصة لشركات الاتصالات الخليجية لتنويع مزودي الحلول، وتخفيض اعتمادها على مزودي البنية الغربية، ويفتح الباب لتطوير حلول ذكية محلية بالتعاون مع الشركة الصينية، خاصة في ميادين مثل الأمن السيبراني، وإدارة المدن، والذكاء الاصطناعي. اقتصاد عربي التحديثات الحية عقارات الخليج تفتح أبوابها للأجانب... سباق لجذب الاستثمارات لكن هذه الشراكة ليست بلا ثمن، إذ تثير القضايا المرتبطة بحماية البيانات ومصدرية الأنظمة مخاوف أمنية وتنظيمية، في ظل استمرار التحذيرات الغربية من التعامل مع هواوي في البنية التحتية الحيوية، بحسب الخوري. تحفّظ المستهلك الخليجي في السياق، يشير أستاذ الاقتصاد بجامعة نيس الفرنسية، آلان صفا، لـ"العربي الجديد"، إلى أن شركة هواوي استثمرت بشكل كبير في تطوير تقنيات الجيل الخامس (5G)، ما جعلها تحقق شهرة عالمية، لكن مسار توسعها لم يكن سهلاً، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها في عهد الرئيس دونالد ترامب، ما منعها من استخدام نظام أندرويد، الذي يمثل الحصة الأكبر في سوق الهواتف الذكية. وأدى ذلك إلى خروج مؤقت لهواوي من سوق الهواتف الذكية، ودفعها إلى بناء نظام تشغيل بديل، وهو HarmonyOS، في محاولة لإعادة دخول السوق العالمية، غير أن صفا يلفت إلى أن المستهلك الخليجي لديه نوع من التحفظ وعدم الثقة تجاه نظام هواوي الجديد، لأنه يفتقر إلى التطبيقات التي يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي، والتي تتوافر بشكل كامل على منصتي "أندرويد" و"IOS". فالمستهلك الخليجي، كما يشير صفا، يستخدم هذه المنصات بشكل قوي، ويملك كل التطبيقات التي تُناسب احتياجاته، بينما ما زال متجر تطبيقات هواوي (AppGallery) يفتقر إلى هذا التنوع والانتشار العالمي، ما يضع على عاتق الشركة الصينية مهمة كبيرة، تتمثل في إقناع الشركات العالمية بتطوير تطبيقاتها على منصتها، الأمر الذي يتطلب وقتاً وجهداً، إذ إن بناء الثقة بين المستخدم والنظام الجديد لا يتأتى بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى سنوات من التطوير والانتشار. ويلفت صفا إلى أن الحكومات الخليجية تشجع تمدد العلاقات مع الشركات الصينية، من منطلق استراتيجي، بهدف تعزيز المفاوضات وخلق توازن مع الشركات الغربية، حيث تصبح الخيارات متعددة، بما يسمح للشركات الخليجية بالحصول على أفضل العروض من حيث السعر والجودة. لكن هذا التوسّع لا يعني قطيعة مع الشركات الأوروبية أو الأميركية، بل هو تنويع في الشراكات، بحيث تبقى هواوي حتى الآن في المرتبة الثالثة، بعد الشركات التقنية الغربية، في أولويات شركات الاتصالات الخليجية، رغم أنها تحظى بمساحة متزايدة من المفاوضات والعقود الجديدة.


العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
خمس محطات تورّط فيها وادي السيليكون مع إسرائيل
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 2023 وحتّى اليوم، والعالم يراقب من كثب حجم الكارثة الإنسانية: عشرات آلاف الضحايا المدنيين، وموجات تهجير واسعة، ودمار غير مسبوق. لكن وسط هذا المشهد الدموي، لعبت شركات التكنولوجيا العملاقة في وادي السيليكون ــ مثل مايكروسوفت ، وغوغل، وأمازون، وميتا ــ دوراً أقل ظهوراً إعلامياً، لكنه محوري في تمكين البنية التحتية الرقمية، وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومنصات الدعاية التي ساهمت في دعم آلة الحرب الإسرائيلية. خمس وقائع موثقة تكشف كيف تحوّلت براعة هذه الشركات التقنية إلى أداة في خدمة المراقبة، والقتل، والتطبيع الدعائي المرتبط مباشرة، وباعتراف مراقبين أمميين، بتمكين الاحتلال الإسرائيلي من الإبادة المستمرة. 1. مايكروسوفت: من "أزور" إلى التجسّس على الفلسطينيين تحقيق مشترك لموقع +972، ولوكال كول، وذا غارديان، كشف أن مايكروسوفت عدّلت منصّة الحوسبة السحابية "أزور" بناءً على طلب وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، بحيث باتت تستضيف كميات هائلة من البيانات الصوتية التي جُمعت من مكالمات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. بحلول منتصف 2025، كانت خوادم الشركة تحتوي على ما يقارب 11,500 تيرابايت من البيانات العسكرية، أي ما يعادل 200 مليون ساعة من التسجيلات، استخدمت في التخطيط لغارات وعمليات عسكرية. "مايكروسوفت"، من جانبها، أنكرت علمها بأي استخدام مسيء، ووصفت التعاون بأنه "فرصة تجارية"، و"لحظة تسويقية للعلامة التجارية". 2. غوغل ومشروع "نيمبوس" في عام 2021، أطلقت شركتا غوغل وأمازون مشروع نيمبوس بقيمة 1.2 مليار دولار، لتزويد الحكومة الإسرائيلية ــ بما في ذلك الجيش وأجهزة الاستخبارات ــ بخدمات سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي. بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومع انهيار بعض الأنظمة الداخلية الإسرائيلية، تدخّلت غوغل ومايكروسوفت وأمازون لتعويض النقص، ما وفّر بنية أساسية وخدمات حاسمة للعمليات العسكرية. تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، أشار إلى أن هذه الشركات جزء من "مشروع إجرامي مشترك" مكّن إسرائيل من مواصلة الحرب بأدوات تكنولوجية متقدّمة. 3. غوغل والذكاء الاصطناعي وثائق حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أكدت أنه في الأسابيع التي تلت طوفان الأقصى، استجابت "غوغل" لطلبات جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع الوصول إلى أدوات فيرتكس AI لمعالجة البيانات التشغيلية. لاحقاً، ومع استمرار حرب الإبادة وتصاعد أعداد الشهداء، طلب الجيش الوصول إلى منصة جيميناي بهدف تطوير مساعد ذكاء اصطناعي لمعالجة بياناته. هذه القرارات جاءت رغم احتجاجات موظفين داخل "غوغل"، وفصل أكثر من 50 منهم بسبب معارضتهم لمشروع نيمبوس ودوره في الحرب. 4. ميتا: منصّة لدعاية المستوطنات تحقيق أجرته الجزيرة في مارس/ آذار 2025 كشف أن "فيسبوك" استضاف أكثر من 100 إعلان مدفوع يروّج المستوطناتِ الإسرائيليةَ غيرَ القانونية في الضفة الغربية، مستخدماً صوراً لحياة مثالية لجذب مشترين دوليين. كما سمحت "ميتا" بإعلانات لجمع التبرعات لوحدات عسكرية إسرائيلية في غزة، بينها فرق قنص ووحدات طائرات مسيّرة، في مخالفة لسياسات الشركة التي تحظر ترويج استخدام الأسلحة. خبراء قانونيون اعتبروا أن هذه السياسة تساهم في تطبيع أعمال مخالفة للقانون الدولي الإنساني. 5. تقرير أممي: شركات التكنولوجيا شريكة في 30 يونيو/ حزيران 2025، أصدرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريراً بعنوان من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة، سمّت فيه مايكروسوفت، وألفابت (الشركة الأم لغوغل)، وأمازون بوصفها ركائز في البنية التكنولوجية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في إدارة حملته العسكرية على غزة. التقرير وصف الحرب بأنها "أول إبادة جماعية مُدارة بالذكاء الاصطناعي وبث مباشر"، وأكد أن هذه الشركات وفرت حماية سيادية للبيانات تمنع ملاحقة المستخدمين قضائياً، مما منح الغطاء لعمليات تُصنَّف جرائمَ دولية. وادي السيليكون والسقوط في الامتحان هذه الوقائع لا تمثل أخطاء معزولة، بل تكشف نمطاً هيكلياً يجعل من شركات التكنولوجيا العملاقة جزءاً من آلة الحرب، سواء عبر توفير بنية تحتية للتجسس، أو أدوات ذكاء اصطناعي لتسريع العمليات العسكرية، أو منصات تتيح نشر الدعاية وجمع التمويل. حين تتحول "أزور" إلى أرشيف للتنصّت، و"نيمبوس" إلى جسر بين الحوسبة السحابية وجيش يرتكب إبادة جماعية، و"فيسبوك" إلى واجهة لتسويق المستوطنات، لم يعد الحديث عن حياد تقني، بل عن شراكة فعلية في إدارة الحرب.