logo
'القسام' تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بخان يونس جنوبي غزة

'القسام' تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بخان يونس جنوبي غزة

القدس العربي منذ 3 أيام
غزة: أعلنت كتائب 'عز الدين القسام' الجناح المسلح لحركة حماس، الجمعة، استهداف ناقلة جند إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت 'القسام' في بيان، إن مقاتليها استهدفوا 'ناقلة جند صهيونية من نوع (نمر) يعتليها أحد الجنود، بقذيفة الياسين 105، بالقرب من مفترق شارع 5 بمنطقة السطر الغربي شمالي خان يونس'.
ويأتي هذا الاستهداف في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
ولم يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي حول بيان 'القسام'، فيما تفرض إسرائيل عادة رقابة مشددة على نشر خسائرها في غزة، وتتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها، ما يرشح الأعداد المعلنة للارتفاع.
وحتى مساء الخميس، قتل 895 عسكريا إسرائيليا وأصيب 6 آلاف و134 منذ بدء الحرب على غزة، حسب بيانات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء خسائر أكبر.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه
السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه

يبدو التوجّه العام؛ بعد اللقاءات الأخيرة في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ، ينحو نحو صفقةٍ شاملةٍ لإنهاء الحرب على قطاع غزّة ، وإعادة ترتيب الأولويّات الأميركية الصهيونية في الشرق الأوسط، بما ينسجم مع التغيرات السياسية والعسكرية، التي أعقبت "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأبرزها إضعاف حزب الله في لبنان، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وعرقلة البرنامج النووي الإيراني لأشهرٍ عدّةٍ، ولعل أبرز ملامح المرحلة المقبلة، من وجهة نظر ترامب ونتنياهو، لمستقبل قطاع غزّة، بعد نهاية الحرب بصيغتها الحالية، ولمكانة دول الكيان الجيوسياسية والإستراتيجية، مع توسع مساحات التطبيع مع دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى، هي: وضع نهايةٍ شاملةٍ للمنظومة الإدارية التي تدير قطاع غزّة، التابعة ل حركة حماس ، وإنهاء حالة المقاومة، بإمكاناتها البشرية والمادية والمعنوية، وببنيتها التحتية، وكلّ ما له علاقة بها، وتقليص مساحة قطاع غزّة بما لا يقل عن 33% من مساحته الكلية (365 كم2 )، عبر شريطٍ على طول حدود القطاع، وبعمقٍ من 1 – 2 كيلو متر، مع إفساح المجال لما يُسمى بـ"الهجرة الطوعية"، لتقليص عدد سكان القطاع بحدود 50% خلال سنواتٍ عدّةٍ من نهاية الحرب، وفتح المعابر، كما تشمل فرض آلية حكمٍ وإدارةٍ مرحليةٍ بمشاركة دولٍ إقليميةٍ عدّة، وبإشرافٍ أميركيٍ، بما يضمن عدم إعادة بناء المقاومة نفسها مرّةً أخرى، والأهمّ القدرة على التدخل العسكري والأمني عند الحاجة، بما يشمل اغتيالاتٍ محددةً، وربما توغلاتٍ من دون غطاءٍ ناريٍ كثيفٍ، كما يحدث في الضفّة الغربية، ولبنان حاليًا، وهو ما يُسمّيه نتنياهو "السيطرة الأمنية". إضافةً إلى ترسيخ حالة الفصل الكامل بين القطاع والضفة الغربية ومدينة القدس، والتي تتعرّض هي الأخرى تتعرض لمشروعٍ استعماريٍ استيطانيٍ متكاملٍ، سيفضي إلى ضمّها رسميًا إلى دولة الكيان، بعد تقليص عدد سكانها، وإقامة إداراتٍ محليةٍ ذات طابعٍ عشائريٍ وجهويٍ ومناطقيٍ. من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بالمحصلة فإن المخطط تجاه قطاع غزّة، في الأمد المنظور، يتمثّل في إعادة إنتاج واقع غزّة السياسي والأمني والاستراتيجي، بمساحةٍ وعدد سكانٍ أقلّ، وسلطةٍ بواجهةٍ فلسطينيةٍ بإشرافٍ إقليميٍ ومتابعةٍ أميركيةٍ، بحيث لا يمثّل القطاع تهديدًا مستقبليًا لدولة الكيان، مع ضمان السيطرة الأمنية الجزئية، بما يفسح المجال لتدخل الجيش الصهيوني بريًا أو جويًا حين "الضرورة"، مع استمرار حالة الحصار، ربما بصيغٍ وطرقٍ مختلفةٍ، مع عرقلة عملية إعادة الإعمار، التي تحتاج إلى إمكاناتٍ ماديةٍ وبشريةٍ وإسنادٍ إقليميٍ ودوليٍ، للحيلولة دون عودة الحياة الطبيعية، وخلق بيئةٍ طاردةٍ، بما يخدم مخطط التهجير المُسمى صهيونيًا "هجرةً طوعيةً". من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بأبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، على أرضية توسع مساحات التطبيع، وتشبيك مزيدٍ من العلاقات الدبلوماسية مع أنظمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى في الفضاء الإقليمي الواسع، والحيلولة دون تغلغل النفوذ الصيني في المنطقة، في سياق الصراع الصاعد ببعده الدولي الأعم والأشمل بين الولايات المتّحدة والصين. ملحق فلسطين التحديثات الحية سلخ الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي لكن بالمحصلة؛ فإنّ هذا المخطط الأميركي الصهيوني للمنطقة ولقطاع غزّة والقضية الفلسطينية، والذي ما زال في إطار التبلور، يقوم على فرضياتٍ عدّة، لعل أبرزها ثبات الواقع الإقليمي والدولي، على الأقلّ في الأمد المنظور، وإعلان المقاومة الفلسطينية استسلامها، وبقاء الائتلاف الصهيوني القومي الفاشي في الحكم لسنواتٍ قادمةٍ، وهي فرضياتٌ قد لا تكون دقيقةً، أو مُسلمًا بها، مع السيولة شبه الدائمة في الحالة الفلسطينية، والصهيونية الداخلية، والإقليم المضطرب على رماله المتحركة.

إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة
إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة

جاء القرار الإسرائيلي بالسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر ممرات برية وأخرى عبر إنزالات جوية منظمة مع دول عدّة في المنطقة، مخالفاً للسلوك الميداني القائم على استهداف الغزيين من منتظري المساعدات في مختلف نقاط توزيعها. القرار الإسرائيلي، شمل سلسلة من التسهيلات بالتزامن مع حراك ميداني شعبي على مستوى العالم، لإدخال المساعدات إلى غزة بانتظام، عبر الممرات البرية، إلى جانب تحركات لدول أوروبية تدعو لوقف التجويع في القطاع، في ضوء تتابع حالات الوفاة في صفوف الأطفال والمرضى، بسبب المجاعة. اللافت أن القرار الإسرائيلي، الذي بدأ الاحتلال أمس الأحد بتطبيقه، جاء بعد نحو ثلاثة أيام من الإعلان، لا سيّما من الجانب الأميركي، عن تعثر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي التي كانت تجري في الدوحة، لإبرام اتفاق يشمل هدنة لـ60 يوماً وتبادل أسرى ومحتجزين. ويفرض الاحتلال حصاراً مشدداً على القطاع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ضمن سلسلة من الإجراءات التي فرضها قبل أن يخرق اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني الماضي لوقف إطلاق النار ويستأنف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي. وعلى وقع تزايد الضغوط الأممية والدولية على دولة الاحتلال لإدخال المساعدات إلى غزة ورفع الحصار، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أول من أمس السبت، أنه أسقط مساعدات إنسانية جواً في قطاع غزة "بناء على توجيهات القيادة السياسية"، مضيفاً أن "عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة". يشير ذلك إلى أن هذه المساعدات لا تعادل نصف شاحنة من الشاحنات التي تدخل عبر المعابر، كما ذكر الجيش أنه "تقرر تحديد ممرات إنسانية يُسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان غزة". وفي بيان لاحق أمس، أعلن جيش الاحتلال "تعليقاً تكتيكياً" يومياً لعملياته العسكرية سيبدأ في مناطق عدّة في قطاع غزة اعتباراً من الأحد (أمس) "من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الثامنة مساء"، مضيفاً أن هذا التعليق سيشمل المناطق التي لا يتحرّك فيها الجيش "وهي المواصي (خانيونس) ودير البلح ومدينة غزة، وسيكون يومياً حتّى إشعار آخر". وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، أمس، إنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلبات لمؤسّسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن، شرط تسليمها لجهات دولية في غزة. من جهتها اعتبرت حركة حماس، في بيان أمس، أن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى إنزال المساعدات جواً فوق مناطق بالقطاع "خطوة شكلية ومخادعة"، تهدف إلى "تبييض صورته أمام العالم" في ظل الإبادة والتجويع اللذين تمارسهما تل أبيب بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر. وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، فيليب لازاريني، قد أعلن في وقت سابق رفضه عمليات الإنزال الجوي قائلاً إن "الإنزال الجوي للمساعدات لن ينهي المجاعة، بل قد يقتل المجوّعين في غزة". من جهته قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، على منصة إكس أمس، إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة. اقتصاد الناس التحديثات الحية المساعدات إلى غزة... لا وقود وشحنات قليلة من الطحين في موازاة ذلك كان الاحتلال يواصل استهداف طالبي المساعدات، الذين استشهد 22 منهم على الأقل أمس، عدد منهم في منطقة السودانية، شمال غربي قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، تسجيل ستّ حالات وفاة إضافية خلال الـ24 ساعة الماضية جراء المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان. يرفع ذلك حصيلة وفيات الجوع إلى 133، بينهم 87 طفلاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. خطط لهندسة الواقع اعتبر مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أحمد الطناني، أن خطوة الاحتلال بشأن إدخال المساعدات إلى غزة "لا تنفصل عن مساعيه المستمرة لهندسة الواقع في قطاع غزة"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنها خطوة "باتت ضرورية بالنسبة لحكومة الاحتلال، بعد محاولات مستفيضة لتحويل آلية المساعدات الأميركية (عبر مؤسّسة غزة الإنسانية المرفوضة أممياً) إلى آلية فعّالة"، ولفت الطناني إلى أن "هذه المحاولات فشلت على أكثر من صعيد، وتحولت إلى عامل ضغط على الاحتلال، نتيجة الأعداد اليومية من الشهداء على أبواب مراكز التوزيع الأميركية، والمشاهد القاسية للتجويع في قطاع غزة"، وأوضح أن تل أبيب سعت لتحويل آلية المساعدات والتجويع "إلى وسيلة ضغط على المقاومة، عبر قهر المجتمع وتجويعه، وإدخاله في نموذج من الصوملة والاقتتال الداخلي على لقمة العيش". أحمد الطناني: الآلية الجديدة لا تمثّل عودة حقيقية للآلية السابقة التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئاتها وفي رأيه فإن "الضغط العكسي الناتج عن الصور المؤلمة الخارجة من القطاع، وأعداد الضحايا المرتفعة، دفع الاحتلال، تحت وطأة الضغوط بما في ذلك ضغوط حلفائه، إلى تغيير الآلية، مع إحاطة إعلامية مكثفة، تهدف إلى الحد من التفاعل العالمي مع المجاعة والحصار في غزة، وذلك دون التنازل عن الجوهر الاستراتيجي لمحاولاته في هندسة القطاع عبر بوابة المساعدات". وأشار إلى أن الآلية الجديدة "لا تمثّل عودة حقيقية للآلية السابقة التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئاتها، بل تتضمن آليات قسرية لتنظيم حركة المساعدات وأماكن توزيعها، بما يتماشى مع الخطط العسكرية الإسرائيلية الحالية والمستقبلية"، وشدد على أن هذا السلوك "يكشف عن نيّات الاحتلال الفعلية لإطالة أمد المواجهة في قطاع غزة، وتجاوز الاستحقاق الراهن ومسار المفاوضات، والتجهّز لمرحلة جديدة من العمليات العدوانية التي يُفترض أن تلي عملية عربات جدعون (منذ مايو/ أيار الماضي) التي انتهت فعلياً، دون إنهاء مفاعيلها، إذ لا يزال جيش الاحتلال يسيطر، عملياً أو بالنيران، على أكثر من 70% من مساحة القطاع". هدف إدخال المساعدات إلى غزة من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، إنّ خطوة إدخال المساعدات إلى غزة جاءت في ظل توقف المفاوضات مع حركة حماس والرفض الأميركي لها، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف يتكوف ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي جاءت مفاجئة للمشهد التفاوضي، إذ كانت كل المؤشرات تشير إلى تقدم في تلك المفاوضات، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن الهدف الرئيسي لواشنطن وتل أبيب "هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ثم طرد حركة حماس من غزة دون البحث في شكل اليوم التالي بعد انتهاء الحرب". هذه السياقات، وفق إبراهيم، هي "المحدد الرئيسي لعملية إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، إذ يجري فيها تجاوز حركة حماس بالذات، مع توقف عملية التفاوض المتعلقة في الوصول إلى هدنة لمدة 60 يوماً". رصد التحديثات الحية بن غفير يهاجم الحكومة بعد استبعاده من قرار إدخال المساعدات إلى غزة وفي رأيه فإنّ "من بين السيناريوهات المطروحة أن يكون هناك رؤية أميركية لاحقاً لإنهاء الحرب تماماً، دون أن تكون حماس جزءاً من مشهد اليوم التالي في إدارة وحكم غزة". غير أن هذا الأمر، وفق إبراهيم، مرتبط "بالدرجة الأساسية بالموقف الأميركي". وأوضح أن السلوك الأميركي والإسرائيلي "استند منذ بداية حرب الإبادة في غزة على عمليات التضليل"، وبالتالي فإنّ عمليات إدخال المساعدات إلى غزة "تزامنت مع غضب وضغط عالمي رافض للسلوك الإسرائيلي بالذات مع مشاهد الوفاة في صفوف الأطفال نتيجة الجوع". حسام الدجني: لإسرائيل أهدافاً سياسية من وراء خطوة إدخال المساعدات إلى غزة سياسة التجويع رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، حسام الدجني، أن "إلقاء جزء بسيط من المساعدات الإنسانية لا يلبي بأي حال من الأحوال احتياجات قطاع غزة المنهك بفعل سياسة التجويع الممنهجة، التي تنتهجها إسرائيل بحق أكثر من مليوني إنسان"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ لإسرائيل أهدافاً سياسية من وراء خطوة إدخال المساعدات إلى غزة "من أبرزها محاولة التخفيف من حدة الضغوط الدولية المتصاعدة التي شوّهت صورتها أمام الرأي العام العالمي، في ضوء تصاعد وتيرة الغضب"، وبيّن أن "محاولة تحسين صورتها تركّز على مشاهد الإنزال الجوي وإدخال المساعدات، وذلك لصرف الأنظار عن الجريمة الكبرى المتمثلة في الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان القطاع". وفي رأيه "هناك هدف آخر لا يقلّ أهمية، يتمثل في تمهيد الرأي العام الإسرائيلي لاحتمالية تخلي تل أبيب عن إدارة الملف الإنساني في غزة لصالح الأمم المتحدة ومؤسّساتها، جزءاً من استحقاقات تهدئة محتملة، خصوصاً في ظل إصرار المقاومة الفلسطينية على هذا المطلب خلال المفاوضات الجارية".

قميص في القدس يكشف الحقيقة الأميركية
قميص في القدس يكشف الحقيقة الأميركية

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

قميص في القدس يكشف الحقيقة الأميركية

اشتهر أحد تجار القمصان في البلدة القديمة في القدس ببيع قميص يجمع بين العلمَين، الأميركي والإسرائيلي، وتحتهما عبارة غريبة: "لا تخافي، يا أميركا، فإسرائيل ستحميكِ". قد تبدو العبارة مثيرةً للدهشة، إذ تفترض أن دولةً صغيرة كإسرائيل تتكفّل بحماية أقوى دولة عسكرية واقتصادية وسياسية في العالم. لكن ما قد يبدو ساخراً سرعان ما يتحوّل حقيقةً صادمةً تتجلّى في سلوك ومواقف مسؤولين أميركيين كبار يتصرّفون موظّفين في خدمة إسرائيل، لا ممثّلي دولة مستقلة. أحدث مثال على ذلك المحامي ستيف ويتكوف، المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون المفاوضات، خصوصاً في المسار غير المباشر بين إسرائيل وحركة حماس. وصل ويتكوف إلى إيطاليا (الأربعاء الماضي)، في طريقه إلى الدوحة للمشاركة في جهود الوساطة، لكنّه ألغى رحلته فجأة، وأصدر بياناً في منصّة إكس قال فيه: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس، الذي يُظهِر بوضوح عدم رغبتها في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لا يبدو أن حماس منسقة أو تعمل بشكل جيّد". قد يُخيّل للقارئ أن المقصود هو الفريق الأميركي، لكنّ الحقيقة سرعان ما اتضحت حين صرّح الأميركي من أصل فلسطيني، بشارة بحبح (دعم ترامب في الانتخابات)، لتلفزيون العربية، قائلاً: "لا أزال في الدوحة، وويتكوف لم يطلب مني المغادرة، وأنا بانتظار اتصاله". هنا تبرز المفارقة: عندما استخدم ويتكوف عبارة "قرّرنا"، كان يتحدّث باسم الفريق الإسرائيلي، لا الأميركي، فالمفاوض الأميركي اليهودي نسي جنسيته، واندمج تماماً في الموقف الإسرائيلي، كأنّما يمثّل تل أبيب لا واشنطن. تعيد تصريحات ويتكوف إلى الأذهان ما قاله وزير الخارجية الأميركي (السابق) أنتوني بلينكن عندما هبط في مطار اللدّ عقب أحداث "7 أكتوبر" (2023)، حين قال: "أتيت إلى هنا ليس فقط وزيراً للخارجية وإنما أيضاً بصفتي يهودياً"، كأنما يهوديته تسبق وظيفته وزيرَ خارجية أميركياً. أمّا الأسبوع الماضي، فقد ظهر مثال آخر، هذه المرّة شخصية أميركية مسيحية، لكنّها لا تقلّ صهيونيةً، إذ فاجأ السفير الأميركي، مايك هاكابي، كثيرين بلقاء رسمي مع قادة السلطة الفلسطينية في رام الله، في أول اتصال رفيع المستوى بين السلطة وإدارة ترامب منذ 2017. الاجتماع الذي عُقد في 22 يوليو/ تموز في مقرّ الرئاسة الفلسطينية، ضمّ هاكابي ونائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، بينما غاب الرئيس محمود عبّاس لأسباب لم تُعلَن. وقال مسؤول فلسطيني لموقع المونيتور: "يتعلّق الأمر بالبقاء. لم نلتقِ بهاكابي لأننا نتّفق معه، بل لأننا مضطرون لإيصال رسالتنا مباشرة". تجري تحولات داخل الرأي العام الأميركي، فهناك تزايد في التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، وانتقاد متصاعد للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل ورغم أن هاكابي لم يُصدر أيّ بيان رسمي، نشر الشيخ صورةً للقاء، وبياناً موجزاً بأن الطرفين تناولا الأزمة الاقتصادية، وعنف المستوطنين، والحرب على غزّة، والأسرى، وأهمية "الدور الأميركي في تحقيق الاستقرار". لكنّ اللقاءات لم تكن خاليةً من الجدل، خصوصاً بعد زيارة هاكابي بلدة الطيبة، حيث التقى شخصيات محلّية، عقب هجوم مستوطنين على محيط كنيسة بيزنطية. وقال داود خوري، أحد الحاضرين: "البلدة كانت منقسمةً بشأن الزيارة." وقالت شقيقته، المخرجة بثينة خوري: "كان من الخطأ مقابلة دبلوماسي أميركي صهيوني". وقد أثار هاكابي غضب الحضور عندما أشار إلى الطيبة باعتبارها جزءاً من "إسرائيل"، فردّ عليه الأهالي: "الطيبة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وليست ضمن دولة إسرائيل". لكن هذا "الخطأ" يتضاءل أمام ما قاله هاكابي لاحقاً، حين سخر من إعلان فرنسا نيّتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كتب في "إكس": "يا له من ذكاء! إذا كان ماكرون يستطيع ببساطة إعلان وجود دولة، فربّما تستطيع المملكة المتحدة إعلان فرنسا مستعمرةً بريطانية". وفي منشور لاحق، أضاف ساخراً: "الدولة الفلسطينية المزعومة ستكون على الريفييرا الفرنسية، وستُسمّى (فرانك أون ستاين)". تؤكّد هذه المواقف، سواء من ويتكوف أو بلينكن أو هاكابي، تخلّي واشنطن عن أدنى درجات الاستقلالية والحياد في سياستها الخارجية عندما يتعلّق الأمر بإسرائيل، الدولة المدلّلة لدى النُّخبة الصهيونية في أميركا. ومع ذلك، فإن تحوّلات مهمة تجري داخل الرأي العام الأميركي بعيداً من المؤسّسة السياسية. هناك تزايد في التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، وانتقاد متصاعد للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل. ما يجب أن يفهمه القادة العرب أن المواقف الأميركية الرسمية، مهما بدت حياديةً، غالباً ما تكون سُمّاً في العسل. والمطلوب الوعي والحذر وعدم الوثوق الأعمى بأيّ خطاب أميركي، ما دام الانحياز إلى إسرائيل الثابت الوحيد في سياسة واشنطن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store