logo
ترمب يسابق الزمن لتعيين خليفة لرئيس "الفيدرالي"

ترمب يسابق الزمن لتعيين خليفة لرئيس "الفيدرالي"

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

تلقت "وول ستريت" صدمة مدوية بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يقترب من اختيار بديل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مع نفاد صبره تجاهه لرفضه الانصياع لأوامر الرئيس بتغيير سياسته النقدية وخفض أسعار الفائدة.
وقال ترمب على هامش قمة "الناتو" إنه حصر خياراته في ثلاثة أو أربعة مرشحين، وذكرت تحليلات في "وول ستريت" أنه قد يعلن عن اختياره النهائي بحلول سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) أو حتى هذا الصيف بهدف تقويض سلطة باول خلال ما تبقى من ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026.
وقال الرئيس ترمب، "أعرف ضمن ثلاثة أو أربعة أشخاص من سأختار"، من دون أن يذكر أسماء محددة.
من رؤساء "المركزي"؟
ووفقاً لمحللين، فإن الحاكم السابق في "الاحتياطي الفيدرالي" كيفين وورش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفين هاسيت، من بين المرشحين الذين يفكر ترمب فيهم، كذلك طرح اسم وزير الخزانة سكوت بيسنت كأحد الخيارات.
وأضاف المحللون أنه قبل انتخاب ترمب، اقترح بيسنت في عام 2024 فكرة تعيين "رئيس ظل" لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولاية باول، لضمان أن "لا أحد سيهتم بعد الآن بما يقوله جيروم باول".
وزير الخزانة مستبعد
وكان بيسنت أبلغ المشرّعين في وقت سابق من هذا الشهر أنه يرغب في البقاء في منصبه حتى عام 2029، لكنه لم يستبعد احتمال أن يصبح الرئيس المقبل للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال إنه يمتلك "أفضل وظيفة" في واشنطن، وهو "سعيد بتنفيذ ما يطلبه الرئيس ترمب"، مشيراً في الوقت نفسه إلى رغبته في "البقاء حتى 2029" من أجل تنفيذ أجندة الإدارة.
وأكد مقربون من البيت الأبيض أن رئيس البنك الدولي السابق ديفيد مالباس وعضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر من ضمن المرشحين المحتملين الآخرين. وكان والر عبّر أخيراً عن دعمه لخفض أسعار الفائدة، وهو موقف من المؤكد أنه سينال رضا ترمب.
تفكير جدي
ويأتي التفكير الجدي في بدائل باول بعد فترة من الضغوط المتزايدة من ترمب، إذ إن موقف باول الحذر في شأن السياسة النقدية وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات الفائدة تسبب في تصاعد التوترات مع البيت الأبيض. ودعا ترمب مراراً إلى خفض الفائدة ووجه سلسلة من الإهانات لباول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفاً إياه بـ"الخاسر" و"الأحمق".
وتعليقات ترمب الأخيرة لم توضح ما إذا كان يعتزم إقالة باول أو أنه سيعلن عن خليفته قريباً. والأسبوع الماضي، قال متسائلاً "ربما، فقط ربما، سيتعين علي تغيير رأيي في شأن إقالته؟".
باول يعتزم المواجهة
من جهته، قال باول إنه يعتزم إكمال ولايته كرئيس للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وأن القانون لا يسمح بإقالته.
وقال ترمب، "لحسن الحظ، سيغادر قريباً، لأنه بنظري شخص فاشل".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي بالتزامن مع مثول باول أمام مجلس الشيوخ في اليوم الثاني من شهادته الدورية أمام الكونغرس.
وقال باول للمشرعين إن البنك المركزي "في وضع جيد للانتظار" قبل إجراء أي تعديلات على الفائدة، حتى تتضح آثار رسوم ترمب الجمركية على التضخم ومسار الاقتصاد الأميركي.
هجوم متزايد
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اشتدت هجمات ترمب على باول، إذ دعا إلى خفض الفائدة من 4.25 في المئة و4.5 في المئة إلى ما بين 1 في المئة و 2 في المئة، وقال عن باول وأعضاء مجلس الفيدرالي، "لا أعرف لماذا لا يتجاوز المجلس هذا الأحمق الكامل والمطلق!".
وكرر ترمب بعض هذه التصريحات في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، مطالباً بخفض الفائدة "بما لا يقل عن نقطتين أو ثلاث نقاط"، وقال إن باول "سيمثل أمام الكونغرس اليوم ليشرح، من بين أمور أخرى، لماذا يرفض خفض الفائدة".
وأضاف "آمل بأن يعامله الكونغرس كما ينبغي لهذا الشخص الغبي والعنيد. سندفع ثمن فشله لسنوات مقبلة".
لا وجود للتضخم
أمس الأربعاء، كرر ترمب حجته المعتادة في شأن ضرورة خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة على الأقل على الفور، مستنداً إلى ما وصفه بـ"عدم وجود تضخم".
وتحدث عن لقائه السابق مع باول، مقلداً صوته بطريقة ساخرة، وكرر هجماته الشخصية قائلاً "أعتقد أنه شخص غبي للغاية في الحقيقة"، واصفاً إياه بأنه "شخص عادي الذكاء".
انقسام بالبنك المركزي
وليس ترمب وحده من يدعو إلى خفض الفائدة، إذ أعرب بعض صناع السياسة في "الفيدرالي" مثل الحاكمتين ميشيل بومان وكريستوفر والر عن دعمهما لخفض الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل في يوليو (تموز)، بسبب تراجع مؤشرات التضخم أخيراً.
لكن مسؤولين آخرين حذروا من الاستعجال، وقالوا إنه من المبكر جداً معرفة التأثير الحقيقي للرسوم الجمركية على التضخم.
وحتى إن ترمب ألمح إلى إمكانية تعيين نفسه رئيساً للبنك الاحتياطي الفيدرالي. أحد المشرعين سأل باول أول من أمس الثلاثاء عما إذا كان ذلك ممكناً، أجاب باول "لا أعرف"، مضيفاً "هذا ليس سؤالاً لي".
ولم يصرّح باول عمّا إذا كان يخطط أيضاً لمغادرة مجلس المحافظين، علماً أن ولايته كعضو في المجلس تمتد حتى عام 2028.
وفي جلسة الثلاثاء، تهرب مراراً من الأسئلة حول ترمب وسياساته وهجماته الشخصية، وقال "كل ما أريده في ما تبقى من وقتي في الاحتياطي الفيدرالي هو أن يكون الاقتصاد قوياً والتضخم تحت السيطرة. أريد أن أُسلّم المنصب لخلفي وهو في هذه الحال".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صفقة ترمب لإنقاذ نتنياهو مقابل إنهاء حرب غزة
صفقة ترمب لإنقاذ نتنياهو مقابل إنهاء حرب غزة

Independent عربية

timeمنذ 39 دقائق

  • Independent عربية

صفقة ترمب لإنقاذ نتنياهو مقابل إنهاء حرب غزة

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإسرائيليين، مساء الأربعاء، بمنشور عبر موقع "تروث سوشيال"، دعا فيه إلى العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم في قضايا فساد، واصفاً إياه بـ "المحارب". وكتب: "ينبغي إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو على الفور، أو منحه عفواً، فهو بطل عظيم قدم كثيراً لدولة إسرائيل". جاءت تدوينة ترمب قبيل أيام من استئناف محاكمة نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، في محاكمة مستمرة منذ عام 2020. ووفقاً لترمب، فإن "الولايات المتحدة هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون هي التي ستنقذ بيبي نتنياهو". ربما يأمل ترمب في عفو رئاسي عن صديقه الإسرائيلي، إذ يملك الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ صلاحية العفو عن نتنياهو. لكن ترمب، المعروف بلقب "رجل الصفقات"، لن يجعل الأمر مجرد هبة في إطار الصداقة السياسية، بل صفقة تنطوي على "إنقاذ" نتنياهو من المحاكمة، مقابل تسوية الحرب في غزة ضمن اتفاق شامل يضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، ويدفع سريعاً نحو المضي في خطة اتفاقيات السلام العربية - الإسرائيلية التي بدأها في ولايته الأولى. نوبل للسلام الصفقة التي يسعى إليها ترمب مع نتنياهو ربما ترتبط بطموحه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، إذ تباهى خلال الأيام الماضية بدوره في التوسط لاتفاقات تنهي صراعات، من بينها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. كما كتب على "تروث سوشيال"، معبراً عن أسفه لعدم منحه جائزة نوبل للسلام لـ"وقفه" الحرب بين الهند وباكستان، أو بين صربيا وكوسوفو، ولسعيه إلى الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة. وتحدث أيضاً عن إبرامه "اتفاقات إبراهام" في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فإنها "ستتوج بانضمام دول أخرى، وستوحد الشرق الأوسط للمرة الأولى على مر العصور". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي منشوره أشار إلى الإعلان عن ترتيب معاهدة "رائعة" بين الكونغو ورواندا في شأن حربهما. وقال: "لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك روسيا - أوكرانيا، وإسرائيل - إيران، مهما كانت النتائج، لكن الناس يتفهمون، وهذا كل ما يهمني". وأشار في حديثه إلى الصحافيين الجمعة الماضية، إلى أن ثلاثة من الرؤساء الأربعة الفائزين بجائزة نوبل للسلام ينتمون للحزب الديمقراطي، قائلاً: "كان ينبغي أن أحصل عليها أربع أو خمس مرات، لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام لأنهم يمنحونها لليبراليين فقط". صفقة كبرى وإضافة إلى مكاسبه الشخصية، فإنه وفق الصحافة الإسرائيلية يتعلق الأمر بجزء من إستراتيجية أوسع، وربما منسقة، تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، مع لعب نتنياهو دوراً محورياً فيها. فمنذ إعلانه عن وقف إطلاق النار بوساطة أميركية بين إسرائيل وإيران، أبدى ترمب نفاد صبر متزايد تجاه إسرائيل، وخصوصاً بسبب استمرار القتال في غزة. وتتمثل رؤيته، وفقاً لتصريحاته المتكررة، في إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن وتوسعة "اتفاقات أبراهام" لتشمل الشرق الأوسط وربما ما بعده. وألمح مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى ذلك، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" "أقرب من أي وقت مضى". وقال في تصريحات لقناة "سي إن بي سي" الأميركية أمس الأربعاء، إن الإدارة الأميركية بصدد "إعلان مهم" قريبا في شأن الدول المشاركة في "اتفاقات إبراهام"، مضيفاً "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)". وتقول صحيفة يديعوت آحرينوت، إنه في هذا السياق، يمكن النظر إلى تدخل ترمب في المشكلات القانونية التي يواجهها نتنياهو كجزء من "صفقة شاملة" تنطوي على دعم علني، وربما عملي، لزعيم إسرائيل مقابل تعاون نتنياهو في إنهاء حرب غزة ودفع الأهداف الإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة. ويعتقد بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون مجرد بداية لحملة دبلوماسية أوسع لم يُكشف عنها بعد. غضب المعارضة الإسرائيلية وقد ألمح زعيم المعارضة يائير لابيد إلى هذا الاحتمال في مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية، قائلاً إنه "مع كامل الاحترام لترمب، عليه ألا يتدخل في مسار قانوني داخل دولة ذات سيادة. أعتقد أن هذه تعويضات، لأنه سيضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة. وهذا أسلوب ترمب المعتاد." واستخدمت النائبة نعما لازيمي من حزب الديمقراطيين لغة أكثر حدة في انتقاد الأمر قائلة بسخرية إن "نتنياهو بريء لدرجة أنه يستعين بترمب لإلغاء محاكمته. هذا المنشور (لترمب) يُظهر كيف تُحتجز أمة بأكملها رهينة بيد متهم جنائي. نتنياهو، أفرج عن قبضتك الخانقة على النظام الديمقراطي في إسرائيل. لا يمكن أن تُدمر المجتمع الإسرائيلي بسبب فساد رجل واحد. كفى." في المقابل، كانت ردود فعل حلفاء نتنياهو أكثر ترحيباً بتعليقات الرئيس الأميركي. وقال رئيس لجنة الدستور والقانون والعدالة في الكنيست سمحا روثمان، إن كلمات ترمب تعكس "حقيقة عميقة"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "من غير المناسب أن يتدخل الرئيس الأميركي في الشؤون القانونية لدولة إسرائيل. استقلال القضاء أمر حيوي حتي بالنسبة لنتنياهو." وبدلاً من ذلك، دعا روثمان الرئيس الإسرائيلي إلى منح نتنياهو عفواً: "امنحوا هذه الأمة العدالة ولحظات من الهدوء والرحمة." فيما لم يستبعد السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، احتمال ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا على الجهاز القضائي الإسرائيلي، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال زيارة إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع عقب الضربة الصاروخية الإيرانية. اختباراً لاستقلالية القضاء ويواجه نتنياهو المحاكمة في ثلاث قضايا فساد، تتضمن اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة. وتتعلق إحدى المحاكمات باتهامه وزوجته سارة بتلقي هدايا ثمينة بشكل غير قانوني من قطب الإعلام الهوليوودي أرنون ميلتشان، بقيمة تُقدر بنحو 700 ألف شيكل. وتشير لائحة الاتهام إلى أن نتنياهو خالف قوانين تضارب المصالح عندما سعى إلى مساعدة ميلتشان في تجديد تأشيرته الأميركية طويلة الأمد، وقدم له دعماً في قضايا ضريبية. وتعلق قضية أخرى بالاحتيال وخيانة الأمانة، إثر محاولة نتنياهو المزعومة التوصل إلى صفقة "مقايضة" مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت، أرنون (نوني) موزيس، بحيث تقدم الصحيفة تغطية إعلامية إيجابية لرئيس الوزراء مقابل سنّ قانون يضعف منافستها الرئيسة، صحيفة يسرائيل هيوم. والقضية الثالثة المعروفة باسم "قضية بيزك-واللا"، فهي الأخطر، إذ يُتهم نتنياهو فيها بإصدار قرارات تنظيمية أفادت مالك شركة بيزك العملاقة للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، بمئات الملايين من الشواقل. وبالمقابل، يُزعم أنه حصل على تغطية إعلامية إيجابية من موقع واللا الإخباري، الذي كان أيضاً مملوكاً لإلوفيتش. ويقول موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن هذه القضايا تُعد اختباراً رئيساً لاستقلالية النظام القضائي الإسرائيلي، في وقت يشهد تدخلات سياسية متزايدة وضغوطاً داخلية وخارجية على مجريات المحاكمة. وينفي نتنياهو جميع التهم المنسوبة إليه، ويؤكد أنه لم يرتكب أية مخالفة، ويزعم أن القضايا ضده ملفقة بالكامل ووُضعت في إطار "انقلاب سياسي" دبرته الشرطة والنيابة العامة بهدف الإطاحة به من الحكم. وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يمكن منح العفو إلا بعد انتهاء الإجراءات القانونية. ومع ذلك، تقول يديعوت آحرينوت إنه في ظل السياق الأمني الحالي، لا سيما بعد الضربة الأميركية الناجحة ضد المنشآت النووية الإيرانية، قد يصبح منح العفو أمراً ممكناً سياسياً. وقد ألمح الرئيس يتسحاق هرتسوغ أخيراً إلى أنه سينظر بإيجابية في مثل هذا الطلب إذا قدم رسمياً.

إسبانيا الخصم الجديد لترمب في أوروبا
إسبانيا الخصم الجديد لترمب في أوروبا

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

إسبانيا الخصم الجديد لترمب في أوروبا

رفض رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز رفع ميزانية الإنفاق العسكري لبلاده إلى خمسة في المائة على غرار بقية أعضاء "الناتو"، ورفضه هذا وضعه في خصومة مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي هدد بمعاقبة مدريد على تمردها وتعهد بجعلها تدفع ما بخلت به على الحلف الدفاعي عبر طرق أخرى. يعرف عن سانشيز أنه سياسي ماهر في التخلص من المآزق السياسية، ولكن هل أصاب في حساباته إزاء هذه القضية التي أرقت الاتحاد الأوروبي أشهراً طويلة خشية من تخلي ترمب عن القارة العجوز بسبب تأخر دولها عن رفع ميزانيات الدفاع كما يطالب الرئيس الأميركي ويشترط لاستمرار دفاعه عن أوروبا؟ سانشيز وصف تهديد ترمب بـ"غير العادل" ولكن الرئيس الأميركي يعتقد بأن مدريد تحاصر "نصره التاريخي" عبر مخالفة الاتفاق في "الناتو" على رغم أنها "قادرة على ذلك مالياً"، ويستطرد زعيم الدولة الأكبر والأقوى في الحلف الدفاعي في وصف رفض إسبانيا بالقول "إن وضعهم ممتاز لكنه قد يتغير إذا حدث شيء ما". العقاب وفق المؤشرات الأولية يفترض أن يكون من جنس العمل، أي ستزيد الولايات المتحدة من أعباء إسبانيا بفرض ضرائب ورسوم جمركية تكلف خزينتها أكثر مما أرادت توفيره في رفض زيادة الإنفاق العسكري إلى خمسة في المئة من ميزانيتها، وهو مبلغ قدره سانشيز بنحو 300 مليار دولار خلال العقد المقبل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لا بد من الإشارة هنا إلى أن إسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي، والتكتل يفاوض بالنيابة عن كل دوله من أجل الوصول إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد زيادة ترمب الرسوم الجمركية على السلع الواردة إلى بلاده، ومن ثم لا يمكن استثناء مدريد من أي تفاهم يمكن أن يتبلور بين التكتل وأميركا في هذا الصدد. يعتقد سانشيز أن أميركا صديقة لبلاده، والنقاش تحت قبة "الناتو" لن يؤثر في سياق العلاقات التجارية التي تربط مدريد مع واشنطن تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، ولكن بالنسبة إلى ترمب، فكل شيء ممكن إن تعمدت إفساد صفقة يفخر بها ويعدها إنجازاً، وهو يمتلك أدوات كثيرة لخصومتك برأي صحيفة "الفايننشيال تايمز". يقول دبلوماسي أوروبي للصحيفة إن "سانشيز كان أنانياً ومتهوراً، فجميع دول القارة تواجه صعوبات في الإنفاق، لكنه حاول جعل الأمر يدور حوله، كان بوسعه أن يقبل بهدوء غموض إعلان قمة الحلف والجداول الزمنية الطويلة لزيادة الإنفاق من دون ضجة"، لكن يبدو أن رئيس وزراء إسبانيا اختار طريقة الرفض المباشر. يعيش سانشيز أزمة داخلية نتيجة فضائح الفساد التي تلاحقه مع عائلته ومساعديه وتستغلها المعارضة لطلب إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، وهو ما تراه تقارير صحافية دافعاً إلى استخدام رئيس وزراء مدريد قمة الناتو من أجل صرف الأنظار وتشتيت انتباه الإسبان عن فضائحه، فلجأ إلى ذلك الرفض الدرامي لمطلب ترمب. يرى مسؤول إسباني إن فريق سانشيز لم يتأثر بتهديد ترمب، وقد أجرت مدريد حسابات للرد الأمريكي المحتمل منذ أن أرسلت رفضها إلى أمين عام حلف "الناتو" مارك روته قبل أسبوع من القمة، فخلصت إلى أن تهديد الرسوم الجمركية ليس خطراً عليها، وما يطاولها من عقاب سيمتد على جميع دول التكتل من دون استثناء. هناك احتمال أن تفرض أميركا رسوماً كبيرة على منتجات إسبانية مثل لحم الخنزير والزيتون ولكن وزن هذه السلع في الميزان التجاري للدولة الأوروبية ليس كبيراً، هذا يعني أن مدريد ربما تكون محصنة من الاستهداف الاقتصادي إلا أنها ليست منيعة بالضرورة على جبهات أخرى يحتمل أن يشعلها ترمب ضد سانشيز. الخلاف بين سانشيز وترمب يمتد إلى السياسة أيضاً، إذ إن مدريد تتصدر الجبهة الأوروبية المعادية لإسرائيل، كذلك فإ اليسار الذي تمثله الحكومة الإسبانية يخالف الزعيم الأميركي في توجهات عدة، وقد أبدى رموز من هذا التيار دعماً لرئيس الوزراء في رفضه زيادة الإنفاق العسكري ضمن "الناتو" كما أرادت واشنطن. دائرة التجاذب مع واشنطن قد تتوسع لأن ترمب يلمح إلى أن إسبانيا ليست دولة نقية التحالف مع بلاده، فهي برأيه تميل إلى الصين وتؤيد الهجرة وتحارب أرباب الأعمال العابرين للقارات بوساطة شركاتهم الأميركية، وفي المحصلة تمثل النقيض لسياسة الولايات المتحدة التي تتبنى شعار ترمب في "جعل أميركا عظيمة مجدداً". والسجال بين الطرفين سيكون موضع ترحيب من قبل المعارضين لرئيس الوزراء الإسباني، ويمكن أن يستغله ساسة من تيارات اليمين والوسط في الدولة الأوروبية للدفع باتجاه تأجيج الرأي العام ضد سانشيز وإسقاط حكومة مدريد اليسارية وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، وهذا ربما يكون خبراً ساراً للرئيس الأميركي.

الذهب ينتعش بفضل ضعف الدولار وانتقاد ترمب لرئيس "الفيدرالي"
الذهب ينتعش بفضل ضعف الدولار وانتقاد ترمب لرئيس "الفيدرالي"

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

الذهب ينتعش بفضل ضعف الدولار وانتقاد ترمب لرئيس "الفيدرالي"

ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس مدعومة بمؤشرات إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يبدو صامداً، في حين أثارت انتقادات وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المخاوف إزاء استقلالية البنك المركزي. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة إلى 538.75 نقطة، وارتفعت مؤشرات رئيسة أخرى في أوروبا. ووصف ترمب أمس الأربعاء رئيس "الفيدرالي" جيروم باول بأنه "فظيع" وقال إن لديه ثلاثة أو أربعة أشخاص في ذهنه كمنافسين على أعلى منصب في البنك المركزي. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترمب لمح إلى تعيين بديل لباول خلال سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين. وعادت سياسات ترمب الفوضوية المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى دائرة الضوء مرة أخرى مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده خلال التاسع من يوليو (تموز) المقبل لإبرام اتفاقات تجارية. ويبلغ قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم المفوضية الأوروبية برأيهم في شأن حل مسألة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، وما إذا كانوا يفضلون إبرام اتفاق تجاري سريع يضمن لواشنطن شروطاً أفضل لصالحها أو تصعيد النزاع على أمل الوصول إلى ما هو أفضل لهم. في الوقت نفسه وعلى الساحة العالمية، قال ترمب أمس إنه سيسعى على الأرجح للحصول على التزام من إيران بإنهاء طموحاتها النووية في محادثات خلال الأسبوع المقبل. وقادت أسهم شركات التعدين الأوروبية مكاسب القطاعات الفرعية، إذ صعد مؤشر القطاع 1.1 في المئة، وارتفع مؤشر قطاع المرافق 0.8 في المئة، وارتفع سهم شركة "أتش أند أم" 5.3 في المئة، بعدما أعلنت شركة الأزياء السويدية تحقيق أرباح أعلى قليلاً خلال الربع الثاني من العام. "نيكاي" الياباني يسجل أعلى مستوى خلال 5 أشهر لامس مؤشر "نيكاي" الياباني أعلى مستوياته في خمسة أشهر تقريباً اليوم، وسط فترة هدوء في الشرق الأوسط شجعت المستثمرين على إعادة شراء أصول أعلى في الأخطار، وخصوصاً أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية وغيرها من شركات التكنولوجيا الفائقة. وارتفع مؤشر "نيكاي" 1.7 في المئة إلى 39584.58 نقطة عند الإغلاق، بعدما وصل إلى 39615.59 نقطة خلال الجلسة ليسجل مستوى لم يشهده منذ الـ31 من يناير (كانون الثاني) الماضي. وسجلت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أداء مميزاً، إذ صعدت أسهم مجموعة "سوفت بنك" للاستثمار في الشركات الناشئة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي 5.5 في المئة، وقفز سهم شركة "أدفانتست" لصناعة معدات اختبار الرقائق خمسة في المئة، وزاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً والأقل اعتماداً على قطاع التكنولوجيا 0.8 في المئة فحسب. وصعد المؤشر الفرعي لأسهم الشركات سريعة النمو 0.9 في المئة، متفوقاً على مؤشر أسهم القيمة الذي ارتفع 0.8 في المئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وشهدت الأسواق على مستوى العالم حالاً من الهدوء بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هذا الأسبوع، والذي قلل من احتمالية حدوث اضطرابات لإمدادات النفط العالمية. وتستورد اليابان كل حاجاتها تقريباً من النفط الخام، ويشكل قطاع الصناعات التحويلية كثيف الاستهلاك للطاقة ركيزة رئيسة في اقتصادها. الذهب يرتفع في أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بتراجع الدولار وتزايد حال عدم اليقين، بعد أن أثارت تقارير مخاوف جديدة في شأن استقلالية البنك المركزي الأميركي خلال المستقبل، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر الذي يعد ملاذاً آمناً، وارتفع الذهب خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3336.02 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 3349.30 دولار. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل كلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى. وقال باول للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس إن خطط ترمب الخاصة بالرسوم الجمركية ربما تتسبب في ارتفاع الأسعار لمرة واحدة فحسب، لكن خطر التضخم المستمر كبير بما يكفي ليتوخى البنك المركزي الحذر في شأن مزيد من خفض أسعار الفائدة. وقال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "من الواضح أن ترمب يريد رئيساً لـ'الفيدرالي' في المرة المقبلة يميل للتيسير النقدي، لذا فإن الاحتمال المتزايد لدورة خفض قوي لأسعار الفائدة يضغط على الدولار". ويميل الذهب إلى الارتفاع خلال فترات عدم اليقين وفي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 36.34 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 1.8 في المئة إلى 1379.58 دولار، في حين قفز البلاديوم 3.4 في المئة إلى 1093.70 دولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store