
فلامنغو.. أكبر قاعدة بحرية سودانية في مرمى مسيّرات "الدعم السريع"
بعد أن نقلت قوات الدعم السريع حربها مع الجيش السوداني إلى مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة البديلة للحكومة السودانية، باتت المواقع والقواعد العسكرية للجيش هدفاً لطائرات الدعم المسيرة التي بدأت بإطلاقها على المدينة الساحلية منذ يوم الأحد الماضي، وتضم مدينة بورتسودان عدداً من المواقع العسكرية، لكن أبرزها هي قاعدة فلامنغو البحرية التي تعتبر القاعدة الرئيسية للقوات المسلحة السودانية على ساحل البحر الأحمر، والتي تعرضت لاستهداف الأربعاء بعدد من الطائرات المسيرة قبل أن تتجدد الهجمات اليوم الخميس.
وشهد يوم الأحد الماضي وصول الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي الى مستوى جديد بوصولها إلى مدينة بورتسودان التي ظلت بمنأى عن العمليات العسكرية طوال العامين الماضيين، إذ هاجمت مسيرات انتحارية قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعاً للبضائع وبعض المنشآت المدنية في المدينة، وأصابت مخزناً للذخائر بقاعدة عثمان دقنة، ما أسفر عن وقوع انفجارات متفرقة أصابت سكان المدينة بالهلع.
وصباح الخميس، جددت قوات الدعم السريع الهجوم بطائرات مسيرة على مدينة بورتسودان مستهدفة قاعدة فلامنغو، الأكبر في السودان. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله لوكالة "رويترز"، إن المضادات الأرضية تصدت بنجاح لمُسيَّرات كانت تحاول مهاجمة قاعدة فلامنغو البحرية وأسقطت معظمها.
وتعد "فلامنغو" أكبر قاعدة للبحرية السودانية، أنشئت مطلع ستينيات القرن الماضي، وتقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، واستلهمت شعارها من طائر الفلامنغو الذي يعيش بأعداد كبيرة في الساحل البحري لمدينة بورتسودان، وتضم القاعدة مرابض للسفن الحربية ومعسكراً للجيش وسكناً للضباط، وتم تحديث القاعدة مرات متعددة أبرزها في سبعينيات القرن الماضي على يد يوغسلافيا التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع السودان.
تقارير عربية
التحديثات الحية
هجومان على بورتسودان.. "العاصمة المؤقتة" بمرمى نيران "الدعم السريع"
وتمثل القاعدة أهم المواقع العسكرية للجيش في مدينة بورتسودان والتي تضم أيضاً عدداً من المواقع العسكرية على رأسها مقر الفرقة 101 مشاة البحرية، وقاعدة عثمان دقنة الجوية، والكلية البحرية ومستشفى باوارث العسكري.
وبرز اسم قاعدة فلامنغو البحرية إلى العلن في وسائل الإعلام بكثافة عقب وضع روسيا عينها على القاعدة وعقد اتفاق مع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في العام 2017 تسمح للبحرية الروسية بإقامة قاعدة عسكرية في مدينة بورتسودان وتحديداً في فلامنغو ذات الموقع المميز على ساحل البحر الأحمر. ونص الاتفاق على احتفاظ روسيا بالقاعدة لمدة 25 عاماً، وفي 11 نوفمبر 2020 أفادت مسودة اتفاق نشرتها الحكومة الروسية، بأن موسكو تعتزم تأسيس مركز لوجستي للبحرية التابعة لها في السودان يستوعب ما يصل إلى 300 جندي وموظف، وبعد الإعلان الروسي بأيام زار الملحق العسكري للسفارة الأميركية بالخرطوم قاعدة فلامنغو والتقى عدداً من قادة الجيش السوداني.
وفي أوائل مارس/آذار 2021 وصلت سفن من البحريتين الأميركية والروسية إلى السواحل السودانية، إذ رست في مدينة بورتسودان المدمرة الأميركية "يو إس إس ونستون تشرشل"، بينما رست كذلك الفرقاطة الروسية "أدميرال غريغوروفيتش" والتي بدأت بتفريغ معدات لإنشاء قاعدة في موقع قاعدة فلامنغو وبدأت بالبناء قبل أن يتم تفكيك المنشأة الروسية الجديدة وسحب معداتها في أواخر إبريل/نيسان 2021 حين أعلن السودان تعليق العمل بالاتفاق مع موسكو حول القاعدة لحين مصادقة الهيئة التشريعية عليه.
وفي 28 أغسطس/آب 2023، زار قائد الجيش السوداني في خضم الحرب مع قوات الدعم السريع قاعدة فلامنغو، وألقى خطاباً مفتوحاً هو الأول منذ بدء القتال مع الدعم السريع، وقال حينها إن الجيش السوداني يقاتل في هذه الحرب دون ظهير، وإنه يعتمد على نفسه وليس على أي أحد آخر.
وفي هذا الصدد قال المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء معتصم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن قاعدة فلامنغو العسكرية هي قاعدة ذات طبيعة بحرية ولا تختلف كثيراً عن بقية القواعد العسكرية السودانية في أهميتها العسكرية، إذ لكل واحدة من هذه القواعد دور وظيفي معلوم ومحدد تقوم به، مضيفاً أن "هجمات مليشيا الدعم السريع التي جرى تنفيذها من جهات متعددة في بورتسودان وعبر أسلحة مختلفة هي مواصلة لاستهداف المنشآت العسكرية والمدنية المختلفة".
وأشار إلى أن الهجمات على هذه القواعد "تأتي مثلما حاولت الدعم السريع من قبل الاستيلاء على القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات في الخرطوم، وهي تحاول الآن تخريب القواعد العسكرية بعد أن فشلت في الاستيلاء عليها"، لافتاً إلى أن كل هذه المحاولات تهدف إلى جر الحكومة السودانية إلى مفاوضات تستطيع الدعم السريع عبرها العودة إلى المجال السياسي وتتمكن كذلك الأحزاب الموالية لها من العودة إلى الحكم.
وأكد معتصم أن المضادات الأرضية للجيش السوداني عملت صبيحة اليوم الخميس بصورة فعالة للغاية ضد الهجمات واستطاعت تحييد التهديدات على منطقة البحر الأحمر وقواعده العسكرية ومنشآته ومرافقه الحيوية المدنية، وعاد ميناء ومطار بورتسودان إلى العمل، مشيراً إلى أن هناك ترتيبات أخرى سواء في الجانب الهجومي أو الدفاعي ستواصل بها القوات المسلحة عملياتها في استعادة كامل السيطرة على التراب السوداني سواء كان بمكافحة مثل هذه الهجمات، أو التمدد في المعارك غرباً نحو إقليمي كردفان ودارفور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
جامعات أميركية تساعد طلابها الأجانب للتعامل مع إجراءات ترامب للترحيل
تقدّم جامعات أميركية المشورة لطلابها الأجانب بشأن كيفية التعامل مع الحملة الممنهجة التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المهاجرين منذ تسلّمه ولايته الثانية في البيت الأبيض ، وتشمل المشورة تحذيرات من مغادرة البلاد ونصائح حول كيفية استكمال درجاتهم العلمية. وبعدما كانت سلطات الهجرة في الولايات المتحدة الأميركية تعتقل في بادئ الأمر طلاباً شاركوا في تحرّكات مندّدة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومناصرة للفلسطينيين، توسّع الأمر ليستهدف آلاف الطلاب الأجانب بالاعتقال والترحيل استناداً إلى مخالفات لا تستدعي مثل هذَين الإجراءَين. وأفاد أكثر من 20 طالباً ومحامياً متخصّصين في شؤون الهجرة ومسؤولين في الجامعات وكالة رويترز بأنّ عدداً من مستشاري الجامعات يُبلغون سرّاً الطلاب الأجانب بوجوب الاستعانة بمحامٍ ومواصلة حضور الفصول الدراسية في خلال المدّة التي تجري في خلالها عمليات الاستئناف على القرارات الصادرة بحقّهم من قبل الإدارة الأميركية الحالية. في هذا الإطار، لجأ أعضاء في هيئات تدريس بالجامعات الأميركية إلى القضاء من أجل النظر في مدى دستورية الاعتقالات التي تنفّذها إدارة ترامب بناءً على أوامر تنفيذية صادرة عن رئيس البلاد نفسه. وتفيد رابطة جامعات الولايات المتحدة الأميركية بأنّ الطلاب الأجانب ساهموا بنحو 44 مليار دولار أميركي في الاقتصاد الأميركي في العام الماضي، في ظلّ عدد قياسي منهم يصل إلى نحو 1.1 مليون طالب أجنبي في البلاد. وترى رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث أنّ الأمر لا يتعلق بالمال فحسب، وتشير إلى فكرة القدرات العالمية. وتقول لوكالة رويترز إنّ مؤسستها الخاصة بالتعليم العالي "جامعة أميركية، بكلّ فخر (...) لكنّ مكانتنا سوف تتراجع كثيراً من دون الطلاب والباحثين الذين ينضمّون إلينا من دول أخرى". طلاب وشباب التحديثات الحية إدارة ترامب تتوعّد جامعة هارفارد بتجريدها من حق تسجيل طلاب أجانب وذكر "معهد التعليم الدولي" أنّ أكثر من نصف الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة الأميركية من الهند والصين. وقد حذفت وكالة الهجرة والجمارك الأميركية في إدارة ترامب أكثر من 4.700 اسم، من قاعدة بيانات أنظمة معلومات الطلاب وتبادل الزائرين، لحاملي التأشيرات، مستندةً في أحيان كثيرة إلى ما تزعم أنّه "ارتكاب أنشطة إجرامية"، وفقاً لما ذكرته رابطة محامي الهجرة الأميركيين. وتبيّن دراسة أنّ نصف هؤلاء من الهند. تجدر الإشارة إلى أنّ مساعدة وزيرة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين حثّت الطلاب الأجانب، الذين لم تَعُد أسماؤهم مدرجةً في أنظمة معلومات الطلاب والزائرين، على مغادرة الولايات المتحدة الأميركية. وينصح مسؤولون في الجامعات الطلاب المسجّلين في دوام كامل بالاستعانة بمحامين. وقال مسؤول يقدّم المشورة للطلاب الأجانب في جامعة كبرى لوكالة رويترز، شريطة عدم ذكر اسمه حتى يتمكّن من التحدّث عن الأمر، إنّ الطلاب الذين طعنوا على قرار إزالة أسمائهم سوف يُسمَح لهم بمواصلة دراستهم. وبالفعل، بيّنت نتائج إحصاء أعدّته وكالة رويترز أنّ أكثر من 200 طالب، من بين الذين أُزيلت أسماؤهم، تمكّنوا من استصدار أوامر قضائية تمنع الإدارة الأميركية الحالية مؤقتاً من اتّخاذ إجراءات بحقّهم. من جهتها، دعت جامعة جورج ماسون في ولاية فرجينيا الطلاب إلى التواصل مع مستشاريهم الأكاديميين لمناقشة سبل استكمال مقرّراتهم الدراسية. وفي الإطار نفسه، أفادت متحدّثة باسم مكتب رئيس جامعة كاليفورنيا بأنّها تبحث عن سبل لتمكين طلابها من مواصلة تعليمهم. ومع اقتراب العطلة الصيفية، حذّرت جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية، في الآونة الأخيرة، طلابها الأجانب من مغادرة الولايات المتحدة الأميركية بسبب مخاوف من عدم السماح لهم بالعودة إليها في فصل الخريف. لجوء واغتراب التحديثات الحية إدارة ترامب: "التواصل الاجتماعي" لرفض طلبات الإقامة والجنسية واللجوء استطلاع للرأي: الهجرة أقوى ملفّات ترامب لكنّه يتمادى فيه من جهة أخرى، كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة أسوشييتد برس بالتعاون مع مركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة أنّ الهجرة هي أقوى ملفّات الرئيس ترامب، غير أنّ عدداً كبيراً من الأميركيين البالغين المستطلعة آراؤهم يقولون إنّه تمادى كثيراً في هذا المجال. وأكد استطلاع الرأي الجديد أنّ تعامل ترامب مع الهجرة ما زال يمثّل نقطة قوة، إذ إنّه يتّخذ إجراءات واسعة النطاق لتكثيف عمليات الترحيل واستهداف الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير قانونية. وأظهر استطلاع الرأي المشار إليه إلى أنّ 46% من البالغين في الولايات المتحدة الأميركية يوافقون على أسلوب تعامل ترامب مع ملفّ الهجرة، الأمر الذي يزيد بنحو 10 نقاط مئوية عن نسبة الموافقة على ملفّ الاقتصاد والتجارة مع الدول الأخرى. وفي حين أنّ إجراءات ترامب ما زالت تثير الانقسام، يبدو الإجماع على تجاوز الرئيس الجمهوري سياسة الهجرة أقلّ من الإجماع على تجاوزه ملفّات أخرى. ويرى نحو نصف الأميركيين البالغين المستطلعة آراؤهم أنّ ترامب "ذهب بعيداً جداً" في ترحيل المهاجرين غير النظاميين. وينقسم هؤلاء حول ترحيل المهاجرين الفنزويليين، المتّهمين بالانتماء إلى عصابات، إلى السلفادور، ويعارض عدد أكبر من المؤيّدين إلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب لمشاركتهم في أنشطة مؤيّدة للفلسطينيين. (رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
نتنياهو يهاجم قادة أوروبيين... ومشاركة إسرائيلية في مباحثات روما
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، إن بعض القادة الأوروبيين "اقتنَعوا بدعاية حماس المغرضة"، مشيراً إلى ما وصفه بتأثر متزايد في الأوساط الأوروبية بالرواية الفلسطينية، وسط تصاعد الانتقادات الدولية للحرب على قطاع غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية هناك. وفي السياق، زعم نتنياهو أن حكومته تعتزم إقامة "مناطق آمنة كبيرة" في جنوب قطاع غزة، موضحاً أنها ستكون مناطق "ينتقل إليها الفلسطينيون لتلقي المساعدات، بينما تعمل قواتنا في أماكن أخرى". وأضاف: "أنا مستعد لوقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة لضمان إطلاق سراح الرهائن". أخبار التحديثات الحية الاحتلال يستأنف حرب غزة | أوامر إخلاء شمالاً واستهداف مستشفى العودة وفيما يخص حادثة إطلاق النار على دبلوماسيين وصحافيين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، قال نتنياهو إن "واقعة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار بالقرب من دبلوماسيين وصحافيين في جنين كانت عرضية"، في محاولة لاحتواء الانتقادات التي وُجّهت إلى الجيش الإسرائيلي عقب الحادثة. تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار، وسط استمرار الغارات وتوسع العمليات البرية في قطاع غزة، فيما تؤكد الحكومة الإسرائيلية أن أولويتها لا تزال استعادة المحتجزين والقضاء على حركة حماس. نتنياهو يهاتف ترامب بشأن غزة وفي سياق متصل، أفاد مكتب نتنياهو بأنه تحدث اليوم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب عن "حزنه إزاء جريمة القتل التي ذهب ضحيتها موظفان بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن". وأضاف المكتب أن نتنياهو "شكر ترامب على الجهود التي يبذلها هو وإدارته ضد مظاهر معاداة السامية في الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي "أعرب عن دعمه لأهداف نتنياهو في إطلاق سراح الرهائن، والقضاء على حماس، وتعزيز خطة ترامب". في الأثناء، قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب تحدث اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبحثا حادثة إطلاق النار التي وقعت في واشنطن، كما ناقشا أيضًا إمكانية إبرام اتفاق محتمل مع إيران بشأن برنامجها النووي. مسؤولون إسرائيليين يشاركون اجتماع روما وفي وقت أكد فيه مكتب نتنياهو أن رئيس الحكومة وترامب "اتفقا على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية". ذكر مصدر مطلع لوكالة "رويترز" أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه غداً الجمعة إلى العاصمة الإيطالية روما لعقد جولة جديدة من المحادثات مع وفد إيراني بشأن برنامج طهران النووي، وهي الجولة الخامسة من نوعها. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية، مايكل أنطون، سينضم إلى ويتكوف في هذه الجولة، موضحاً أن "المناقشات ستكون مباشرة وغير مباشرة، مثلما حدث في الجولات السابقة". من جهته، أفاد "أكسيوس" بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس جهاز الموساد سيشاركان في اجتماعات روما، حيث سيبحثان مع ويتكوف الملف النووي الإيراني.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
نار الاتهامات بشأن إطلاق النار في واشنطن تكوي إسرائيل من الداخل
تحوّلت النقاشات الإسرائيلية حول عملية إطلاق النار في واشنطن، التي أسفرت عن مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية، اليوم الخميس، إلى سجالات حادة وتراشق الاتهامات حول أسباب وقوع العملية ومن يتحمل مسؤوليتها، وفي حين صبّ البعض غضبه على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة ، اتهم آخرون أصحاب التصريحات المناهضة للحرب وقتل الأطفال. أمّا وزير الخارجية جدعون ساعر، فاستغل الفرصة للتحريض على المنظمات الإنسانية والقادة الأوروبيين متهماً إياهم بتأجيج معاداة السامية، بسبب موقفهم من الحرب على غزة. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، أن حادثة إطلاق النار كانت نتيجة مباشرة "للتحريض السام المعادي للسامية ضدّ إسرائيل واليهود حول العالم" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال: "التحريض المعادي للسامية يرتكبه أيضاً قادة ومسؤولون في العديد من الدول والمنظمات الدولية خاصة في أوروبا". وأضاف بحسب رويترز: "التحريض ضد إسرائيل والاتهامات الباطلة يجب أن تتوقف"، معبراً عن شعوره "بقلق بالغ من ارتكاب وقائع مماثلة في المستقبل". كما هاجم عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، الخميس، رئيس حزب "الديمقراطيون" يئير غولان ، محملين إياه مسؤولية العملية بعد قوله، أول من أمس الثلاثاء، إن إسرائيل تقتل الأطفال في غزة هوايةً، في حين دافع آخرون من المعارضة عنه، ومن بينهم رئيسة كتلة حزب العمل إفرات رايتين، التي رفضت في مقابلة مع إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية اتهام غولان رغم أنها لم توافق على الصياغة التي خرجت بها أقواله، معتبرة أن من يتسبب بالضرر لإسرائيل هو الحكومة الحالية. وتحوّلت المقابلة إلى نقاش حاد مع المقدمين حول قتل إسرائيل الأطفال في غزة، ورفض مقدم البرنامج عكيفا نوفيك اتهام جيش الاحتلال بقتل الأطفال متهماً عضو الكنيست وحزب الديمقراطيين بالإساءة إلى الجيش، فيما اعتبرت زميلته رينا متسليح أن الجيش يقتل أطفالاً في القطاع ولكن ليس هوايةً وأن غولان تسبب بضرر كبير لأحزاب اليسار والمركز. من جهته، اتهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو غولان بإطلاق "افتراءات دموية" محملاً إياه مسؤولية الهجوم، وقال في حسابه على منصة إكس إن "الافتراءات الدموية ليئير غولان يتردد صداها بين النازيين وكارهي إسرائيل حول العالم، والثمن الذي ندفعه الآن هو الهجوم القاتل في واشنطن. التاريخ يعلمنا أننا سندفع ثمناً إضافياً لاحقاً". وأضاف مخاطباً غولان: "يئير، دماء موظفي السفارة على يديك وعلى أيدي أصدقائك". كما وجّه وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية عميحاي شيكلي الاتهامات أيضاً إلى غولان، وقال إن "هذا الهجوم القاتل لم يحدث في فراغ. إنه نتيجة مباشرة لمعاداة السامية الصارخة وللتحريض العنيف ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي، وهو تحريض تغذيه عناصر معادية لإسرائيل ومتطرفة، سواء في العالم أو، للأسف، داخل دولة إسرائيل. من ينشر الأكاذيب ويقارن إسرائيل بالنازيين ويتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، أو يختلق أن هواية جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل هي قتل الأطفال، هو شريك كامل في النتيجة". كما اتهم الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير غولان بالقول إن "دماء القتلى على يديه. المعادون للسامية في العالم يستمدون الدعم من سياسيين فاسدين في إسرائيل يتهمون جنودنا بقتل الأطفال هوايةً". وانضم وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار إلى زملائه في مهاجمة غولان وقال: "عندما يقوم سياسيون غير مسؤولين بتشويه سمعة إسرائيل من خلال اتهامات كاذبة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، فمن الواضح أن معاداة السامية سترفع رأسها، وسيحصل الإرهابيون الفلسطينيون على دعم لتنفيذ عمليات". أخبار التحديثات الحية مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار بواشنطن من جهته، رد غولان على الاتهامات بأن "حكومة كهانا حاي (في إشارة الى حركة كاهانا الإرهابية) التي يرأسها نتنياهو هي التي تزود معاداة السامية وكراهية إسرائيل بالوقود، والنتيجة هي عزلة دبلوماسية غير مسبوقة وخطر يهدد كل يهودي في أي نقطة على وجه الأرض. سنقوم باستبدالهم (أي أعضاء الحكومة) وإعادة الأمن لكل يهودي في إسرائيل وفي كل مكان في العالم. أشارك عائلات ضحايا الهجوم حزنها وأقف إلى جانب جميع موظفي السلك الدبلوماسي لدولة إسرائيل". وعارض الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الاتهامات التي تبادلها الوزراء ويئير غولان داعياً إلى نبذ الخلافات الداخلية والتوقف عن تبادل التهم. وخاطب المسؤولين الإسرائيليين قائلاً: "توقّفوا عن هذه المعارك القذرة. اضبطوا تصريحاتكم. يجب أن نعمل معاً بحزم في الحرب ضد الكراهية ومعاداة السامية، لا أن ننشغل في حرب داخلية بيننا". وكان غولان قال، أول من أمس الثلاثاء، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب أفريقيا في فترة سابقة، إذا لم تعد تتصرف تصرف دولة عاقلة. دولة عاقلة لا تحارب المدنيين ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً تتعلق بتهجير السكان". واعتبر أنّ "هذه الأمور مروّعة ببساطة، ولا يمكن أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح عبر تاريخنا، وكنا دائماً نموذجاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية اليهودية، نحن من يتخذ خطوات لا يقبلها العقل على الإطلاق". وأثارت تصريحات غولان ردات فعل غاضبة في إسرائيل، ودان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما قال إنه "التحريض الجامح الذي أطلقه غولان".