
مقابل حلم صناعي مشكوك فيه… ترامب يخاطر بمنظومة الاقتصاد العالمي
وفقاً لما نقلته شبكة CNN، فقد قدّر البعض أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خسر 5 تريليونات دولار أمريكي من قيمته خلال يومي 2 و3 نيسان، وإذا ما أضفنا باقي الأسهم الأمريكية خارج هذا المؤشر، فإن الخسارة الإجمالية لسوق الأسهم الأمريكية خلال اليومين قد تصل إلى 7 تريليونات دولار أمريكي.
حتى تاريخ 8 نيسان، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشر سنوات، بمقدار 42 نقطة أساس منذ أدنى مستوى له في 4 نيسان. عندما صبغ اللون الأحمر شاشة كمبيوترات متابعة أسواق الأسهم الأسبوع الماضي، وهو اللون الذي يدل على هبوط أسعار الأسهم في السوق الأمريكية، يخطر ببال المتابع سؤال طريف، لكنه مهم: كم تساوي منظومة الصناعة التحويلية التي تمتلكها الصين حالياً؟
من خلال هذا الانخفاض السريع في سوق الأسهم الأمريكية خلال أيام معدودة، يمكن القول إن ترامب مستعد للمراهنة بـ7 تريليونات دولار أمريكي على إمكانية أن تبني الولايات المتحدة منظومة صناعية مشابهة لما تملكه الصين حالياً. وهذه الفرصة، كما أرى، تقل عن نسبة 50 بالمئة بكثير.
انهيار سوق الأسهم الأمريكية خلال الأيام الماضية هو الأكبر منذ انهيار السوق في آذار 2020 نتيجة جائحة كورونا. لا يصعب تخيّل أن المعارضين لترامب داخل الولايات المتحدة أصبحوا أكثر غضباً، ما دفعهم إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في أنحاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية.
لكن ما يهمّني أكثر هو ردود أفعال الجهات التي كانت في الأصل من داعمي ترامب تجاه القرار الجمركي الجديد وانهيار السوق. وحتى الآن، لا توجد استطلاعات رأي موثوقة تعبّر عن رأي قاعدة الناخبين المحافظين المؤيدين لترامب، لذلك يمكننا أن نحاول فهم المشهد من خلال تصريحات بعض الشخصيات البارزة.
إيلون ماسك، الداعم لحملة ترامب الانتخابية، ورئيس «قسم كفاءة الحكومة»، والممثل عن رأسمال وادي السيليكون، كان خلال الأشهر الأخيرة من أبرز الشخصيات التي تمهّد الطريق لترامب وتدعمه بقوة، وساهم بشكل نشط في «تطهير» الجهاز الفيدرالي الأمريكي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، لم يكتفِ بالتعبير عن رغبته بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وأوروبا، بل سخر على وسائل التواصل الاجتماعي من المستشار التجاري المتشدد نافارو Navarro، مشككاً في مستوى ذكائه. بدوره، ردّ نافارو عليه قائلاً إن ماسك مجرد رجل يركّب سيارات. أما شقيق ماسك، كيمبال ماسك - عضو مجلس إدارة تسلا، فقد وجّه انتقاداً علنياً على وسائل التواصل، معتبراً أن إجراءات ترامب الجمركية ما هي إلا «ضريبة دائمة» على الشعب الأمريكي.
أمّا نجم وول ستريت ومدير صندوق التحوّط المعروف بيل آكمان Bill Ackman، والذي أعلن دعمه لترامب في حملته الرئاسية لعام 2024 بعد محاولة الاغتيال، فقد وجّه أيضاً انتقادات شديدة للسياسة الجمركية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وصرّح بأن هذه السياسة ستجلب «شتاءً نووياً اقتصادياً» للولايات المتحدة، واتهم وزير التجارة الأمريكي لوتنيك بأنه غير مبالٍ بانهيار سوق الأسهم لأنه يملك استثمارات ضخمة في سندات الخزانة الأمريكية، والتي ترتفع قيمتها عند انخفاض السوق، ولهذا فهو يدفع باتجاه فرض التعرفة الجديدة. وعلى الرغم من أن آكمان تراجع عن هجومه الشخصي على لوتنيك يوم الإثنين 7 نيسان، إلا أنه تمسّك برأيه بأن سياسة التعرفة خطأ جسيم، وأكّد أنه أصبح هدفاً لهجوم إلكتروني من مؤيدي ترامب.
أمّا المؤسس الشريك لسلسلة بيع أدوات البناء والمواد «هوم ديبوت The Home Depot» – كينيث لانغوني Ken Langone – وهو من كبار ممولي الحزب الجمهوري على مدى عقود، قال في 7 نيسان إن السياسة الجمركية الجديدة تفتقر إلى المنطق ومتطرفة للغاية، مشيراً إلى أن ترامب تلقّى نصائح اقتصادية غير معقولة.
ومن جانب آخر، كانت ولاية آيوا – وهي ولاية جمهورية بامتياز منذ عام 2016 – ممثلةً بالسيناتور الجمهوري المخضرم تشارلز غراسلي Charles Grassley، قد تقدّمت بمقترح قانون مع مجموعة من النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يهدف إلى الحد من سلطة الرئيس في فرض الرسوم الجمركية بشكل أحادي. إلا أن تمرير هذا المشروع عبر الكونغرس لا يزال موضع شك، وقد هدّدت حكومة ترامب باستخدام الفيتو لعرقلته.
الأمثلة المذكورة أعلاه تم اختيارها بعناية لتُظهر أن حتى بعض أكثر داعمي ترامب ولاءً أصبحوا يرفضون سياسته الجمركية. بالطبع لا يزال هناك كثيرون من المحافظين يدعمون هذه السياسة، لكن يمكن أن نلاحظ بوضوح أن وحدة الجبهة المؤيدة لترامب بدأت تشهد تصدعات عميقة.
هل حقاً تؤلم الآن وتنفع لاحقاً؟
من الطبيعي أن تأثير انهيار السوق لم يصل بعد إلى غالبية مؤيدي ترامب من أصحاب الدخل المنخفض، فهم بعيدون نسبياً عن الاستثمار في الأسهم، كما أن تأثير الرسوم الجمركية لم يظهر بعد على الأسعار. ولهذا، لا يزال الكثيرون منهم يصدقون خطاب ترامب بأن الرسوم الجمركية ستؤلم الآن لكنها ستجلب الفائدة لاحقاً.
ولو تأملنا في التصريحات السابقة، سنلاحظ أن انتقادات ماسك وآكمان وغيرهم توجّهت نحو المستشارين الاقتصاديين المحيطين بترامب مثل نافارو ولوتنيك. نستنتج من ذلك أنّ الرسالة الضمنية هي أن ترامب اتخذ قرارات خاطئة فقط لأنه تلقّى نصائح سيئة، ما يشير إلى أن مكانة ترامب في صفوف المحافظين لا تزال قوية، رغم وجود انقسامات عميقة حول سياساته.
حالياً، أبرز نقطة قوة لدى ترامب هي الوقت، إذ إن الانتخابات القادمة - النصفية - لا تزال تبعد أكثر من عام ونصف. حتى ذلك الحين، لن يواجه مقاومة سياسية حقيقية داخل البلاد، ولا يملك معارضوه وسائل فعّالة لإيقاف تنفيذ سياساته. ولكن الزمن أيضاً هو نقطة ضعفه الكبرى: خلال هذين العامين فقط، من غير الواقعي أن ينجح ترامب في تحويل المجتمع الأمريكي من «أصحاب البدل الرسمية» إلى عمال مصانع.
بالنسبة إلى المرحلة القادمة من الحرب التجارية، فإن تصريحات مسؤولي حكومة ترامب توحي ببعض المعلومات الهامة. في 7 نيسان، صرّح وزير الخزانة الأمريكي بيسينت بأن هناك أكثر من 70 دولة تسعى إلى التفاوض مع الولايات المتحدة. إذا ربطنا هذا مع تصريحات ترامب بأنه يود فرض رسوم جمركية على الصين بينما يتفاوض مع دول أخرى، يتضح أن الهدف هو محاولة عزل الصين.
ربما يتوقع العديد من القراء كيف ستردّ بقية دول العالم على سياسة «العصا الغليظة» الجمركية. ومن يعرف شيئاً بسيطاً عن نظرية الألعاب يدرك أن بعض الدول ستتجنب الرد بالمثل، وستحاول عبر تقديم تنازلات أن تكسب مزايا تجارية مقارنة بدول أخرى. لكن رفض الولايات المتحدة مقترحات من فيتنام والاتحاد الأوروبي تقضي بتخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة إلى الصفر، يوضح أن ترامب هذه المرة يريد من الآخرين أن يدفعوا ثمناً باهظاً للغاية، قد يفوق تخيلات الكثيرين.
تخيلوا أن دولاً مثل المكسيك وكندا، التي ترتبط ارتباطاً اقتصادياً وثيقاً بالولايات المتحدة وسبق لها أن وقعت اتفاقيات تجارة حرة معها بعد مفاوضات مباشرة مع ترامب، فرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة قبل أسابيع. أما أستراليا، التي تُعد من أقرب حلفاء أمريكا دبلوماسياً وعسكرياً، وقدّمت تنازلات في الميزان التجاري لصالح واشنطن، فقد فُرضت عليها رسوم بنسبة 10 بالمئة. بل حتى «إسرائيل»، التي بادرت بخفض رسومها على الواردات الأمريكية إلى الصفر، لم تسلم من رسوم إضافية بنسبة 17 بالمئة.
إذاً، ما هو حجم الثمن الذي على الدول الأخرى دفعه لإرضاء ترامب؟ وما هو الثمن المطلوب كي يضمنوا أن ترامب لن يتراجع عن الاتفاق بعد توقيعه؟ المستشار الاقتصادي لترامب ستيفن ميـران Steven Miran، اقترح على الدول الراغبة بتفادي الرسوم الأمريكية خمس خطوات رئيسية يمكن تلخيصها بكلمة واحدة: «ادفعوا أكثر».
أولاً ، يمكن لتلك الدول قبول فرض رسوم على صادراتها إلى أمريكا دون رد، ما سيوفر عائدات لوزارة الخزانة الأمريكية تُستخدم في تمويل المنتجات العامة. والعبرة هنا أن أي رد بالمثل لن يؤدي إلا إلى تفاقم العبء بدلاً من تخفيفه، وسيجعل من الأصعب تمويل المنتجات العامة العالمية.
ثانياً ، يمكنهم فتح أسواقهم بشكل أكبر للسلع الأمريكية، وشراء المزيد منها، بهدف إنهاء الممارسات التجارية «غير العادلة» «والضارة».
ثالثاً ، يمكنهم زيادة إنفاقهم الدفاعي وشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية، ما سيخفف العبء عن الجنود الأمريكيين ويخلق وظائف جديدة في الداخل الأمريكي.
رابعاً ، يمكنهم الاستثمار داخل الولايات المتحدة وافتتاح مصانع فيها. وبهذا، يمكنهم تجنّب الرسوم المفروضة على صادراتهم.
خامساً ، يمكنهم ببساطة إصدار شيك لوزارة الخزانة الأمريكية للمساهمة في تمويل المنتجات العامة العالمية.
اليابان والخسارة
من منطلق «الذهب لا يشتري العظام، لكن يدفع ثمنها»، أعلن وزير الخزانة بيسينت أن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية لليابان في مفاوضات التجارة. ولتهيئة الأجواء لهذه المفاوضات ولإرسال رسالة إيجابية إلى الأسواق المالية، أمر ترامب بإعادة النظر في صفقة استحواذ شركة يابانية على شركة أمريكية للصلب. أما شركة تويوتا اليابانية فقد أعلنت أن أسعار سياراتها في السوق الأمريكية لن ترتفع رغم الرسوم الجديدة. هذا الإعلان دفع مؤشر نيكاي الياباني للارتفاع بنسبة 6 بالمئة عند افتتاح السوق يوم الثلاثاء.
مع ذلك، من الجدير بالانتباه أن بيسينت شدد في تصريحاته على أن المفاوضات مع اليابان ستشمل أربعة محاور: «الرسوم الجمركية، والحواجز غير الجمركية، وقضايا العملة، والدعم الحكومي. وهذا يؤكد أن خفض الرسوم فقط غير كافٍ، فكما أن اتفاقية «بلازا» السابقة لم تنجح في خفض الفائض التجاري الياباني مع الولايات المتحدة، فإن ترامب يسعى إلى إعادة المحاولة مرة أخرى.
عام 2024، بلغ الفائض التجاري الياباني مع أمريكا 68.5 مليار دولار أمريكي، علماً أن اليابان هي أكبر حامل لسندات الخزانة الأمريكية، وتملك أكثر من تريليون دولار منها. وإذا عدنا إلى التحليل الذي عرضته سابقاً حول رؤية بيسينت وميـران لاتفاق نقدي دولي جديد، يمكننا أن نخمن أن اليابان قد تكون أول من يُطلب منه توقيع ما يسمى بـ «اتفاقية مارالاغو».
لكن إذا كانت هذه الاتفاقية كما وصفها ميـران في مقالاته، فهل سترضى اليابان بأن تتحول تريليون دولار من سنداتها الأمريكية إلى «ورق بلا فائدة» لا يُباع ولا يُسترد ولا يُعطى عليه أي عائد على مدى مئة عام؟
بالنسبة لتأثير ذلك على السوق المالية، فقد شهدت السوق الأمريكية بعد الانهيار الكبير يومي 2 و3 نيسان حالة من الذعر عند افتتاح الأسواق الآسيوية يوم الإثنين 7 نيسان، إذ اندفعت بعض رؤوس الأموال نحو البيع العشوائي بسبب الحاجة العاجلة للنقد، مما أدى حتى إلى انخفاض بنسبة 0.13 بالمئة في صناديق أسواق المال المدعومة بأدوات الدين الأمريكية قصيرة الأجل، والتي تعتبر عادة الأكثر أماناً.
في الظروف الطبيعية، من الصعب أن نشهد ذعراً مشابهاً في سوق الأسهم خلال المدى القريب. لكن بما أن تأثير الرسوم لم ينتشر بعد، يُنصح المستثمرون باتباع نهج محافظ، والتركيز على تقليل المخاطر في قراراتهم الاستثمارية.
أما على مستوى الاقتصاد الحقيقي، فبغض النظر عن مزاعم ترامب حول التقدم في المفاوضات، فإن التحدي الأوضح أمام الصين هو احتمال حدوث فك ارتباط تجاري حاد مع الولايات المتحدة. وأكثر الحلول وضوحاً في هذه المرحلة هو تعزيز الطلب المحلي. وفي هذا السياق، فإن دعم السياسات من الحكومة المركزية يصبح أمراً بالغ الأهمية.
وقد كنتُ قد تناولت في السابق عدة تصورات لسياسات محتملة، مثل: زيادة الإنفاق على شبكات الضمان الاجتماعي لتقليل قلق المواطنين من المستقبل، ما يؤدي إلى تحرير جزء من المدخرات وتحفيز الاستهلاك، كما حدث في أمريكا عام 1965 عند إطلاق نظام التأمين الصحي لكبار السن أثناء فترة قاعدة الذهب. أو تصميم سياسات شاملة لتشجيع الاستثمار في الموارد البشرية، عبر تقديم مبالغ نقدية صغيرة تشجع المواطنين على التعليم المهني والنشاط البدني، مع إجراء تقييمات دورية. وهي فكرة شبيهة بما تقوم به بعض شركات التأمين الصحي في عدة دول، حيث تقدم حوافز مالية مقابل التزام المشتركين بممارسة الرياضة وإجراء الفحوصات الدورية.
كما يمكن تنفيذ إصلاحات مالية محلية تعتمد على تصنيف المناطق واستخدام التقنيات الحديثة لتقليل الهدر في الإنفاق العام. لكن بغض النظر عن المسار المتبع لتحفيز الطلب، فإن قدرة المواطنين على زيادة الاستدانة وصلت إلى الحد الأقصى، ما يعني أن الخيار الأكثر واقعية أمام الصين الآن هو الاستخدام الفعال والمكثف للموارد المالية التي تملكها الحكومة المركزية.
* اتفاقية «مارالاغو» (Mar-a-Lago Agreement) ليست اتفاقية حقيقية وموثقة حتى الآن، بل هي مصطلح افتراضي يُستخدم في المقال الصيني. الاتفاقية المفترضة تُحاكي ما يشبه نسخة متشددة جداً من «اتفاقية بلازا» (Plaza Accord) التي جرى توقيعها عام 1985 بين أمريكا وعدد من شركائها الاقتصاديين الكبار، والتي أجبرت اليابان حينها على خفض قيمة الين مقابل الدولار. لكن اتفاقية مارالاغو، بحسب المقال، قد تكون أكثر قسوة وظلماً.
* تشين تشونغ: بروفسور في كلية الاقتصاد في جامعة تسينغهوا، وزميل مشارك في معهد ماساشوستس. حائز على عدد من الأوسمة، منها جائزة بكين للإنتاج العلمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 36 دقائق
- العربية
ترامب يفاقم تقويض "القوة الناعمة" الأميركية بقراره منع تسجيل طلاب أجانب
يهدد قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد العريقة في الولايات المتحدة، بإلحاق المزيد من الضرر بـ"القوة الناعمة" الأميركية. منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، انخرط الرئيس دونالد ترامب في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروّج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها. كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية، مستهدفًا الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الإعلام، مثل إذاعة "صوت أميركا" التي علّقت بثها الآن، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس. ومطلع مايو/أيار، هدّد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويتم تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم "ميشن إمباسيبل - ذي فاينل ريكونينغ" من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان وتم تصويره بشكل رئيسي في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا. كما استهدف مؤسسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن، والتي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد "أيديولوجيا مضرّة"، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفيدرالية. ومفهوم "القوة الناعمة"، الذي وضعه في ثمانينيات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي، الذي توفي مطلع مايو/أيار، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط. لكنّ منتقدي ترامب يرون أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضر بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى إنها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة. في معرض انتقادها للقرار الذي يستهدف جامعة هارفرد، رأت السيناتور الديمقراطية جين شاهين أن "الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فاعلية في مجال الدبلوماسية والقوة الناعمة". وأضافت في بيان أن "هذا العمل المتهور يسبب ضررًا دائمًا لنفوذنا العالمي". وتخرج في جامعة هارفرد رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني والرئيس التايواني لاي تشينغ تي. حصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة مؤقتة، الجمعة، عندما علّقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم. عدد قياسي من الطلاب الأجانب تستقطب الجامعات الأميركية مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنويًا، لا سيما من آسيا. في العام الدراسي 2024-2025، تسجّل نحو مليون و126 ألفا و690 طالبًا أجنبيًا في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي. وتأتي الهند في مقدّم الدول، ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصًا في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة. وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصًا في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم. وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة "لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي"، معتبرة أن القرار "لن يؤدي إلا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية". من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال "عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم". ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم. وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفرد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس: "لديك ابن رائع حقق نجاحًا باهرًا، ثم ترسله إلى هارفرد، ويعود الابن إلى المنزل... وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطًا يساريًا رائعًا، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة". في جلسة استماع في الكونغرس هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي تعرّض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق "بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل"، بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار "أميركا أولا".


المناطق السعودية
منذ 37 دقائق
- المناطق السعودية
بورصة تونس تُنهي أسبوعها على ارتفاع
أنهى المؤشر الرئيس لبورصة تونس 'توناندكس' تعاملات الأسبوع على ارتفاع بنسبة (0.5%)، ليصل إلى (11422.78) نقطة. وبلغ مجموع الأموال المتداولة (58.4) مليون دينار تونسي، أي بنحو (19.2) مليون دولار أمريكي.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"القادم أفضل".. سوريون متفائلون برفع العقوبات الأميركية
تعليقا على قرار الإدارة الأميركية رفع العقوبات عن سوريا، عبر عدد من السوريين عن تفاؤلهم تجاه مستقبل بلادهم. وطالب أحد المواطنين في تصريحات للعربية برفع جميع العقوبات عن البلاد، وعدم تحديدها بـ 180 يوماً، معتبراً أن تلك العقوبات كانت موجهة ضد النظام السابق. فيما عبر آخر عن سعادته وتفاؤله بالمستقبل الاقتصادي، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستكون أفضل وستنعكس على المواطنين بشكل واضح. وقال مواطن آخر إن رفع العقوبات لم ينعكس بعد على الناس، لاسيما على الموظفين، إلا أنه عبّر عن تفاؤله بالمستقبل. من جانب ثانٍ اعتبر أحدهم أن رفع العقوبات يؤدي إلى انفتاح البلاد اقتصادياً على مناطق أخرى مثل أوروبا، وعدم حصره بالصين وإيران. بينما أشار آخر إلى أنها بداية لاقتصاد جيد، مشيراً إلى أن الوضع تحسن قليلاً خلال الأشهر الستة الماضية. ترحيب سوري رسمي وكانت سوريا قد أعربت، اليوم السبت، عن ترحيبها "بالقرار الصادر عن الحكومة الأميركية القاضي برفع العقوبات التي فرضت على سوريا وشعبها السنوات طويلة والذي ينص على إصدار إعفاء من العقوبات الإلزامية بموجب قانون قيصر". وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان عبر منصة إكس إن دمشق تعتبر القرار "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد". كما أكدت أن "سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة". إعفاءات شاملة لسوريا ومنحت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، إعفاءات شاملة لسوريا من العقوبات في خطوة أولى كبيرة صوب تحقيق تعهد ترامب بإنهاء العقوبات المفروضة منذ نصف قرن على سوريا التي عصفت بها حرب أهلية استمرت 13 عاما. ورغم الإعفاءات الواسعة، تستطيع الإدارة أن تعكسها. فيما أوضح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الحكومة الأميركية بدأت تعليق العقوبات على سوريا، في محاولة لتشجيع استثمارات جديدة ودعم مسار البلاد نحو تحقيق سلام واستقرار. يشار إلى أن البلاد التي غرقت في الحرب لمدة 14 سنة، تحتاج إلى تأمين عشرات المليارات من الدولارات في الاستثمارات اللازمة لإعادة البناء بعد الصراع الذي قسم البلاد، وشرد وقتل ملايين الأشخاص، وخلف وراءه اللاجئين ودمارا كبيرا. فيما أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها تحتاج إلى 400 مليار دولار للإعمار والنهوض.