logo
ما الذي تعنيه مواصلة روسيا خفض تكلفة الاقتراض بشكل كبير؟

ما الذي تعنيه مواصلة روسيا خفض تكلفة الاقتراض بشكل كبير؟

سكاي نيوز عربيةمنذ يوم واحد
وتأتي هذه التحركات بعد سنوات من التوسع في الإنفاق العسكري وتأثير العقوبات الغربية والحرب في أوكرانيا ، ما جعل الاقتصاد الروسي أمام مفترق طرق حاسم.
القرارات الأخيرة تعكس مساعي السلطات لموازنة احتياجات الاستقرار المالي مع ضرورة تحفيز النشاط الاقتصادي المدني، في وقت يتراجع فيه النمو وتتسع الفجوة المعيشية بين المدن الكبرى والمناطق الأخرى.
أحدث التطورات
خفضت روسيا تكلفة الاقتراض بشكل كبير يوم الجمعة الماضي، وذلك في أحدث علامة على تباطؤ الاقتصاد في البلاد.
خفض البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الأساسي بنقطتين مئويتين، ليصل إلى 18 بالمئة، خلال اجتماعه الدوري.
في يونيو، أقنع انخفاض التضخم البنك، الذي يحافظ على بعض الاستقلالية، بالبدء في تخفيف أعلى تكاليف اقتراض في تاريخ روسيا ، بخفض أسعار الفائدة بنقطة مئوية واحدة، ليصل إجمالي التخفيضات إلى ثلاث نقاط خلال شهرين.
أدى ارتفاع الإنفاق الحربي منذ بدء الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع حاد في التضخم، الذي بلغ ذروته عند حوالي 10 بالمئة في وقت سابق من هذا العام. وقد سعى البنك المركزي إلى تهدئة الطلب برفع أسعار الفائدة في أكتوبر إلى 21 بالمئة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1991.
قال العديد من المسؤولين وقادة الأعمال إن محافظة البنك المركزي، إلفيرا نابيولينا، قد بالغت في موقفها، متهمين إياها بخنق الاستثمار بجعل القروض باهظة الثمن. وظلت نابيولينا ثابتة حتى يونيو، عندما قالت إن الاقتصاد قد تباطأ بما يكفي لبدء تخفيف أسعار الفائدة.
ويتوقع البنك المركزي أن يؤدي مزيج من انخفاض عائدات النفط واختلال التوازن الاقتصادي الداخلي إلى خفض النمو الاقتصادي في روسيا إلى ما بين 1 و2 بالمئة هذا العام، من 4.3 بالمئة في عام 2024.
وتواجه التوقعات الاقتصادية للبلاد المزيد من التهديدات هذا العام من الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، والتي تقلل الطلب العالمي على النفط وغيره من صادرات السلع الروسية، مثل الفحم، وفق تقرير لـ "واشنطن بوست".
وأفاد البنك المركزي الروسي بأن معدل التضخم في روسيا انخفض إلى 4.8 بالمئة، بعد تعديله موسميًا، في الربع الثاني من هذا العام، مقارنةً بـ 8.2 بالمئة في الربع الأول. وأضاف أن معدل التضخم السنوي بلغ 9.2 بالمئة بحلول 21 يوليو.
ويعتقد منتقدو نابيولينا والعديد من خبراء الاقتصاد أن التباطؤ هو مقدمة للركود التضخمي، عندما يتوقف الاقتصاد والعمالة عن النمو ولكن الأسعار تستمر في الارتفاع.
ويعتقد المحللون -وفق تقرير الصحيفة الأميركية- بأن تباطؤ النمو الاقتصادي في روسيا بسبب آثار الحرب والعقوبات من غير المرجح أن يؤثر على قدرة الكرملين على شن حرب في أوكرانيا في المستقبل المنظور، ولكن المزيد من الانخفاضات في أسعار النفط قد تدفع موسكو إلى خفض الإنفاق في مجالات أخرى، مثل المزايا الاجتماعية والبنية الأساسية.
ويوضح الاستاذ بكلية موسكو العليا للاقتصاد، الدكتور رامي القليوبي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
"هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تقوم فيها روسيا بخفض سعر الفائدة الأساسية، حيث تم تخفيضها هذه المرة من 20 بالمئة إلى 18 بالمئة".
"هذا التوجه يعكس تباطؤ معدلات التضخم، والتي تراجعت إلى أقل من 10 بالمئة على أساس سنوي خلال الأشهر الأخيرة".
ويؤكد أن هذا القرار ياتي استجابةً للحاجة المُلِحّة إلى دعم القطاع المدني من الاقتصاد؛ ففي السنوات الماضية، حصل القطاع العسكري على دعم مالي كبير من الدولة، بينما حُرم الاقتصاد المدني من الحصول على قروض بفوائد معقولة. هذا التفاوت زاد من خطر الدخول في حالة من الركود الاقتصادي.
ويشير القليوبي إلى أن هناك توجهاً راسخاً نحو خفض تدريجي لسعر الفائدة خلال العام الجاري، في محاولة لإعادة التوازن وتحفيز النشاط الاقتصادي في القطاعات غير العسكرية."
انحسار التضخم
ونقل تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن الخبير الاقتصادي في معهد فيينا للدراسات الاقتصادية الدولية، فاسيلي أستروف، قوله:
"إذا نظرنا إلى الديناميكيات الأحدث، فإن ضغوط التضخم قد هدأت بالفعل".
"هناك العديد من الحجج التي تؤيد خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، ولكن هناك عدد قليل للغاية منها، في واقع الأمر، يؤيد الحفاظ على المستوى الحالي".
منذ أشهر، تمارس الشركات والأعمال التجارية في روسيا ــ فضلاً عن الوكالات الحكوميةــ ضغوطاً على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة، بحجة أنها أصبحت مرتفعة بشكل يفوق قدرة المقترضين على تحملها.
وقد وردت بالفعل تقارير تفيد بأن بعض المقرضين الروس يواجهون مستوى متزايدا من القروض المتعثرة، مما أثار المناقشات حول الاستقرار العام للقطاع المصرفي المحلي، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقال أستروف إن وتيرة خفض أسعار الفائدة ستكون العامل الرئيسي المؤثر على القروض المتعثرة واستقرار القطاع المصرفي.
وأضاف: "في الوقت الحالي، أعتقد بأن الوضع ليس حرجاً بشكل عام، ولكن إذا كان البنك المركزي بطيئًا جدًا في تخفيف السياسة النقدية أو تأخر كثيرًا في ذلك، فقد يصبح الوضع إشكالياً".
الوضع الاقتصادي
من موسكو، يقول المحلل الروسي ديمتري بريجع، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
الحكومة الروسية تضع حالياً تحسين الوضع المعيشي للمواطنين على رأس أولوياتها، في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة تعاني منها شريحة واسعة من السكان.
الأزمة الاقتصادية ليست بعيدة عن الواقع الروسي، حيث بات الكثير من المواطنين غير قادرين على شراء شقق سكنية أو سيارات أو حتى تلبية بعض الاحتياجات الأساسية.
الحرب في أوكرانيا والعقوبات المرتبطة بها أسهمت في زيادة معدلات التضخم، وقلصت من توافر بعض السلع بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40 بالمئة.
العاصمة موسكو تشهد أوضاعاً معيشية أفضل نسبياً من بقية المناطق، حيث تصل الرواتب إلى ما بين 2000 و3000 دولار، مقارنة بـ500 إلى 1000 دولار في المناطق الأخرى، في حين أن أسعار السلع والخدمات الأساسية مثل الطعام والتأجير تبقى متقاربة بين العاصمة وبقية الأقاليم، وهو ما يزيد من معاناة السكان خارج موسكو.
ويشدد بريجع على أن البيانات الرسمية قد تظهر صورة مستقرة نسبياً إلا أن الواقع على الأرض مختلف تماماً، ولا تزال هناك مشكلة عميقة ومعقدة في الاقتصاد الروسي والتعامل معها يتطلب قرارات شجاعة وإصلاحات هيكلية تبدأ من تحسين معيشة المواطن الروسي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«باركليز» يعلن أرباحاً قياسية بدعم الديون المعدومة
«باركليز» يعلن أرباحاً قياسية بدعم الديون المعدومة

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

«باركليز» يعلن أرباحاً قياسية بدعم الديون المعدومة

سجل بنك «باركليز» أرباح أكبر بنوك بريطانيا ارتفاعاً في أرباحه خلال النصف الأول من العام بنحو الربع، حيث ساعد الدعم في الخدمات المصرفية الاستثمارية في تعويض أكثر من مليار جنيه استرليني (1.3 مليار دولار) من الديون المعدومة، ومدفوعة أيضاً بزيادة كبيرة في عائدات أنشطة التداول الناتجة عن الاضطرابات في الأسواق بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية. وأعلن بنك باركليز، أن أرباحه قبل الضرائب خلال الفترة من يناير إلى يونيو بلغت 5.2 مليارات جنيه استرليني (6.94 مليارات دولار)، متفوقة على متوسط توقعات المحللين البالغ 4.96 مليارات جنيه. كما كشف باركليز عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة مليار جنيه استرليني، بالإضافة إلى توزيع أرباح نصف سنوية بقيمة 3 بنسات للسهم الواحد، ما يرفع إجمالي التوزيعات الرأسمالية للمساهمين إلى 1.4 مليار جنيه، بزيادة 21% عن العام الماضي. وسجل البنك خسائر ائتمانية بقيمة 1.1 مليار جنيه استرليني، بارتفاع عن 897 مليون جنيه استرليني في العام السابق، بعد أن أضاف 469 مليون جنيه استرليني أخرى في الربع الثاني. وأشار البنك إلى أن هذا الارتفاع يعود بشكل رئيسي إلى استحواذه على «بنك تيسكو»، وإلى توقعات اقتصادية غير مؤكدة، وتحديداً في الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي للبنك، سي. إس. فينكاتاكريشنان، في البيان: «ما زلنا على المسار الصحيح لتحقيق أهداف خطتنا الثلاثية، وتقديم عوائد أعلى وأكثر استقراراً لمستثمرينا». ومع ذلك، سجل بنك الاستثمار التابع لمجموعة باركليز أداءً قوياً في الربع الثاني على غرار البنوك الأمريكية الكبرى، حيث أدت اضطرابات الأسواق إلى زيادة ملحوظة في نشاط التداول، خصوصاً بأدوات الدخل الثابت والأسهم.

172 مليار يورو.. "عجز كبير" قد يهدد موازنات ألمانيا المقبلة
172 مليار يورو.. "عجز كبير" قد يهدد موازنات ألمانيا المقبلة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

172 مليار يورو.. "عجز كبير" قد يهدد موازنات ألمانيا المقبلة

ووصفت المصادر هذا العجز بأنه يمثل التحدي المركزي للسياسة المالية في السنوات القادمة. ويُعدّ هذا التخطيط المالي جزءًا من مسودة موازنة الحكومة الاتحادية لعام 2026، والتي يعتزم مجلس الوزراء الألماني المصادقة عليها بعد غد الأربعاء. ومن المقرر أن يعتقد البرلمان الألماني مشروع موازنة 2026 بحلول نهاية نوفمبر المقبل. ومن الناحية التقنية للميزانية، يُشار إلى وجود "حاجة لاتخاذ إجراءات". ومن المعتاد أن تظهر مثل هذه الاحتياجات في التخطيط المالي ، لكن مصادر حكومية أكدت أن حجم هذه الاحتياجات مرتفع جدًا هذه المرة. وفي منتصف يونيو الماضي، أشار وزير المالية الاتحادي لارس كلينغبايل إلى أن فجوة الميزانية المتوقعة في التخطيط المالي للفترة من 2027 إلى 2029 تبلغ في تقديره 144 مليار يورو فقط، وذلك خلال طرحه لمسودة ميزانية عام 2025. وأصبحت الفجوة المالية الآن أكبر نتيجة التنازلات التي قدمتها الحكومة الألمانية. فمن جهة، يتعلق الأمر بتعويضات بمليارات اليوروهات عن الخسائر الضريبية التي تكبدتها الولايات والبلديات بسبب ما يُعرف بـ"محفز النمو" الذي تم إقراره مسبقًا بين الحكومة الاتحادية والولايات، والذي يهدف إلى تنشيط الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية للشركات. كما أُضيف إلى ذلك قرار أحزاب الائتلاف الحاكم (حزب المستشار فريدريش ميرتس المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، والحزب الاشتراكي الديمقراطي) بشأن تبكير موعد تنفيذ زيادة " معاش الأمهات" ليبدأ في الأول من يناير 2027، أي قبل عام مما كان مخططًا له في البداية. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على الحكومة الاتحادية أن تدفع مبالغ أكبر بكثير كنفقات فوائد الديون. وتواجه ألمانيا خطر أن تشهد للسنة الثالثة على التوالي غيابًا للنمو الاقتصادي في سابقة ستكون هي الأولى في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية. وتعتمد الحكومة الاتحادية بالدرجة الأولى على أن ينتعش الاقتصاد وأن ترتفع إيرادات الضرائب. كما يتم التخطيط لإجراء إصلاحات، من بينها تسريع إجراءات التخطيط. وأشارت مصادر حكومية إلى أن هناك أيضًا خططًا لتقليص الإنفاق من خلال خفض عدد الموظفين الاتحاديين. كما أُكدت هذه المصادر أن الوزارات يجب أن تدرك مدى صعوبة وتعقيد الوضع الراهن. ويأتي ذلك على خلفية تلقي وزير المالية كلينغبايل خلال إعداد خطط الميزانية طلبات من زملائه في الحكومة لإنفاق إضافي بمليارات اليوروهات. ومن الأمثلة على ذلك ميزانية وزارة النقل. وبحسب خطط كلينغبايل للعام المقبل، فإن النفقات الحكومية ستبلغ 520.5 مليار يورو، أي أكثر مما كانت عليه في ميزانية عام 2025. ولم يتم إقرار ميزانية العام الحالي بعد، ومن المقرر أن يحدث ذلك في سبتمبر المقبل. وتُقدّر الاستثمارات لعام 2026 بنحو 126.7 مليار يورو.

6.9 مليار دولار أرباح "باركليز" في 6 أشهر
6.9 مليار دولار أرباح "باركليز" في 6 أشهر

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

6.9 مليار دولار أرباح "باركليز" في 6 أشهر

سجل بنك "باركليز" ارتفاعا في أرباحه خلال النصف الأول من العام بنحو الربع، حيث ساعد الدعم في الخدمات المصرفية الاستثمارية في تعويض أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) من الديون المعدومة. وأعلن البنك البريطاني عن ارتفاع أرباحه قبل احتساب الضرائب بنسبة 23 بالمئة لتصل إلى 5.2 مليار جنيه إسترليني (حوالي 6.94 مليار دولار) عن الأشهر الستة التي انتهت في 30 من يونيو الماضي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا). وسجّل البنك خسائر ائتمانية بقيمة 1.1 مليار جنيه إسترليني، بارتفاع عن 897 مليون جنيه إسترليني في العام السابق، بعد أن أضاف 469 مليون جنيه إسترليني أخرى في الربع الثاني. وأشار باركليز إلى أن هذا الارتفاع يعود بشكل رئيسي إلى استحواذه على " بنك تيسكو"، وإلى توقعات اقتصادية غير مؤكدة، وتحديدا في الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store