
تقرير: ترامب يعتزم إقالة رئيس الفيدرالي قريبًا
وقال المسؤول للشبكة: "الرئيس سأل النواب عن رأيهم في إقالة 'باول'، وقد عبّروا عن تأييدهم، وأشار إلى أنه من المرجح أن يُقدم على هذه الخطوة قريبًا".
وتصاعدت انتقادات البيت الأبيض لـ "جيروم باول" في الأسابيع الأخيرة، على خلفية رفض البنك المركزي خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى ما وصفته الإدارة بإنفاق غير ضروري على تجديد مقر البنك في واشنطن.
فيما ذكرت النائبة الجمهورية "آنا بولينا لونا" في منشور عبر منصة "إكس": " سمعت من مصدر موثوق أن 'باول' سيُقال قريبًا، أنا شبه متأكدة أن الإقالة قريبة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 13 دقائق
- الاقتصادية
أسعار الذهب تتجه لتكبد خسارة أسبوعية وسط ترقب لمسار الفائدة
استقرت أسعار الذهب صباح اليوم الجمعة وتتجه لتسجيل خسارة أسبوعية معتدلة، مع تقييم المستثمرين لاحتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بعد صدور بيانات قوية بشأن سوق العمل ومبيعات التجزئة الأمريكية، خفّفت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد. وتداول المعدن الثمين دون مستوى 3,340 دولاراً للأونصة خلال ساعات التداول الآسيوية المبكرة، متجهاً نحو خسارة أسبوعية بنحو 0.5%. ويأتي ذلك بعد تراجع طلبات إعانات البطالة للأسبوع الخامس على التوالي إلى أدنى مستوى منذ منتصف أبريل، وارتفاع مبيعات التجزئة خلال يونيو. وقالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، إنها لا تزال ترى أن من المعقول أن يخطط صانعو السياسات لخفضين في أسعار الفائدة هذا العام، مشددة على ضرورة ألا ينتظر البنك طويلاً قبل التحرك. ويتعرض مجلس الاحتياطي لضغوط متزايدة من الرئيس دونالد ترمب لتيسير السياسة النقدية، إلى جانب الجدل القائم حول مشروع تجديد مقره باهظ التكلفة. ترقب لمسار أسعار الفائدة يترقب المتداولون نتائج اجتماع مسؤولي الفيدرالي في نهاية الشهر الجاري للحصول على إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية. وغالباً ما يتأثر الذهب سلباً ببيئة الفائدة المرتفعة، كونه لا يدرّ عائداً. ورغم تراجع الزخم مؤخراً، ارتفع الذهب بأكثر من 25% منذ بداية العام، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد القلق حول الأصول المقومة بالدولار، ما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ويتداول المعدن ضمن نطاق ضيق منذ عدة أشهر مع ترقب المستثمرين لتطورات محادثات واشنطن التجارية مع عدد من شركائها، ومسار خفض الفائدة، وتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي. وسجل الذهب 3,338.96 دولار للأونصة عند الساعة 8:50 صباحاً بتوقيت سنغافورة. وتراجع مؤشر "بلومبرغ" للدولار، بينما استقرت الفضة وارتفع كل من البلاتين والبلاديوم بشكل طفيف.


الشرق للأعمال
منذ 16 دقائق
- الشرق للأعمال
باول يدافع عن مشروع تجديد مقرات الاحتياطي الفيدرالي
ردّ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في رسالة يوم الخميس، على انتقادات وُجّهت إلى البنك المركزي من قبل مسؤول رفيع في البيت الأبيض، بشأن مشروع تجديد بقيمة 2.5 مليار دولار. وقال باول في رسالته الموجهة إلى روس فوت، مدير مكتب الإدارة والميزانية: "نحن نأخذ على محمل الجد مسؤوليتنا في الحفاظ على المال العام أثناء قيامنا بالمهام التي كلفنا بها الكونغرس نيابة عن الشعب الأميركي". وجاءت رسالة باول التي كرر فيها بشكل كبير المعلومات المتاحة على صفحة "الأسئلة الشائعة" على موقع الفيدرالي الإلكتروني بشأن المشروع، كردّ على خطاب سابق من فوت بتاريخ 10 يوليو. اقرأ أيضاً: خليفة باول في الفيدرالي؟ هذه أبرز خيارات ومعوقات ترمب في تلك الرسالة وصف فوت التجديد بأنه "عملية ترميم فاخرة"، وانتقد التكاليف المرتفعة للمشروع، مطالباً باول بتقديم تفاصيل كاملة خلال سبعة أيام عمل. ترمب يستغل المسألة للضغط على باول تتمحور القضية حول تجديد مبنيين تاريخيين في مقر الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن. وقد استغل الرئيس دونالد ترمب وعدد من حلفائه، بمن فيهم فوت، تضخم كلفة المشروع والشهادة الأخيرة لباول أمام الكونغرس حول الموضوع، لتكثيف الضغط عليه في الأسابيع الأخيرة. وتزامنت هذه الانتقادات مع مطالبة مستمرة من ترمب وإدارته بخفض أسعار الفائدة. ورغم الضغوط، لم يُقدم صانعو السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة هذا العام، مفضلين التريث بانتظار وضوح تأثير سياسات ترمب التجارية والجمركية على التضخم وسوق العمل، ما أثار غضب الرئيس، الذي لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة لباول. وفي تصعيد جديد، قالت النائبة الجمهورية آنا بولينا لونا من ولاية فلوريدا في منشور عبر منصة "إكس" يوم الخميس، إنها قدمت "إحالة جنائية" ضد باول إلى وزارة العدل للتحقيق معه بتهمة "شهادة الزور" حول أعمال التجديد، رغم أن مثل هذه الإحالات من المشرعين لا تحمل طابعاً قانونياً ملزماً.


الشرق الأوسط
منذ 19 دقائق
- الشرق الأوسط
«لولا» يضطر إلى التخلي عن حلم قيادة البرازيل نحو دور عالمي
عندما وقف لويس إينياسيو لولا دا سيلفا «لولا» أمام القاضي، وهو على أبواب الثمانين من عمره، يدافع عن براءته من التهم التي كانت موجهة إليه إبّان عهد الرئيس البرازيلي اليميني السابق جاير بولسونارو، قال إنه لا ينوي الفرار خارج البلاد أو اللجوء إلى إحدى السفارات الأجنبية. وأردف أنه يثق بالقضاء البرازيلي لإثبات براءته، التي انجلت بالفعل بعد أشهر عديدة أمضاها في السجن قبل شطب الدعاوى التي تسببت في الزجّ به وراء القضبان. وبعد خروج «لولا» من السجن، في عزّ جنوح البرازيل نحو أقصى اليمين، بدأت مسيرة النهوض السياسية للزعيم اليساري المخضرم. ولقد توّجها بفوزه في انتخابات عام 2022 الرئاسية بفارق ضئيل على غريمه «اللدود» بولسونارو، الذي بعدما فشل في الطعن بفوز «لولا»، حاول العودة إلى الحكم عن طريق تمرد عسكري انتهى باعتقال قادته، وإحالة بولسونارو – وهو عسكري يميني متطرف سابق – إلى القضاء، ثم تجريده من حقوقه السياسية. لكن ذلك الفوز وما رافقه من ملابسات، كان نذيراً بولاية ثالثة بالغة الصعوبة للزعيم اليساري مقارنة بالولايتين اللتين سبقتاها بين عامي 2003 و2010، راحت تتأكد شهراً بعد شهر على وقع العراقيل الداخلية الكثيرة وتفاقم الأزمات الإقليمية والدولية. أنهى الرئيس البرازيلي اليساري لويس إينياسيو لولا دا سيلفا «لولا» النصف الأول من ولايته الرئاسية جامعاً ضمن إنجازاته تحقيق الاستقرار في مؤسسات الدولة الكبرى، وعودة البرازيل إلى المنتديات الدولية، ودفع الاقتصاد نحو نمو مطّرد، واستعادة معظم البرامج التي كانت وراء شعبيته في السابق. غير أنه، في المقابل عانى من إخفاق معظم المبادرات الدبلوماسية التي أطلقها، خاصةً تلك التي حاول من خلالها معالجة الأزمة الفنزويلية، وأيضاً تعرّض لهزائم متكرّرة في مجلسي الشيوخ والنواب، بينما ظل المواطنون يعانون ضائقة معيشية تكاد تصبح متوطنة. كذلك، كانت تنهار طموحاته لقيادة «الثورة الخضراء العالمية» ووقف التدهور البيئي، حتى في غابات الأمازون التي كان جعل من إنقاذها عنواناً رئيساً لحملته الانتخابية. وإلى جانب كل هذا، وبينما يترقّب البرازيليون نتيجة محاكمة الرئيس السابق بولسونارو، زعيم المعارضة الحالي، بتهمة التحريض على الانقلاب العسكري، خضع «لولا» لعمليتين جراحيتين في الدماغ فتحتا النقاش على مصراعيه حول سنّه المتقدمة وحالته الصحية الصعبة، وعزمه الترشح مرة رابعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وللعلم، فإن الكلام عن خلف له ما زال من المحرّمات داخل الدائرة السياسية المحيطة به. والواقع، أن «لولا» ما زال يحافظ على دوره المحوَري في السياسة البرازيلية منذ أواخر القرن الماضي، بل وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن الفوز سيكون حليفه في الانتخابات المقبلة، أيّاً كان خصمه، وهذا مع أن 48 في المائة من المواطنين ليسوا راضين عن أدائه. الرئيس والزعيم الشعبي اليساري يحجم عن الرد على الأسئلة التي يطرحها الصحافيون أحياناً حول خليفته المحتمل. ويكتفي بالقول إنه مستعد للاستمرار إذا كان الحزب في حاجة إليه، مدركاً تمام الإدراك أن شعبيته، على الرغم من تراجعها، لا تجاريها شعبية أي مرشح محتمل لخلافته. مع هذا، كل الأنظار تتجه إلى فرناندو حدّاد، الذي اختاره «لولا» بديلاً عنه عندما دخل السجن، وهو يتمتع بثقة الرئيس الذي كلفه حقيبة وزارة المال والذي يرافقه في جميع لقاءاته المهمة. بعض المراقبين يرى في إحجام «لولا» عن التطرّق إلى موضوع الخلافة قلقاً منه على مستقبل حزب العمال. ويعتبرون أن حيوية اليسار البرازيلي ما زالت تعتمد بنسبة عالية على كاريزمية «لولا»، في حين تنعم القوى المحافظة واليمينية المتطرفة «بخصوبة» لافتة في قياداتها، وتتمتع بنشاط كبير على المنصات الرقمية الموجهة إلى الشباب الذين تتراجع نسبتهم بين أنصار اليسار. حداد (رويترز) في أي حال، بعد التحذيرات العديدة التي وصلت إلى «لولا» من مستشاريه المقربين بأن شعبيته باتت على شفا منحنى تراجعي من شأنه القضاء على حظوظه أو على حظوظ حزبه في الانتخابات المقبلة، قرر الرئيس البرازيلي إعفاء وزير الإعلام واستعاض عنه باختصاصي في منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، وأعلن أمام أعضاء حكومته «أن الوقت قد أزف لنسوّق إنجازاتنا بشكل أفضل. هذه هي مرحلة الحصاد الكبير. لم يعُد بوسعنا أن نبتدع أي شيء، بل علينا أن نقطف ثمار ما زرعناه حتى الآن». وشدّد على أن الأولوية القصوى هي خفض التضخّم في أسعار المواد الغذائية، مذكّراً ببرنامجه الشهير للقضاء على الجوع Fome Zero الذي أطلقه في مستهل ولايته الأولى عام 2003، وكان وراء بلوغ شعبيته مستويات قياسية. تحذيرات عدّة وصلت إلى «لولا» بأن شعبيته باتت على شفا منحنى تراجعي لقد قام «لولا» خلال النصف الأول من ولايته الرئاسية الثالثة بما يزيد على 40 زيارة رسمية إلى الخارج، التقي خلالها جميع القادة الكبار في العالم، واستعاد دور البرازيل كلاعب وازن على الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية التي فرضتها سياسات بولسونارو المتطرفة في كل الميادين. وفي هذا الإطار، عزّز التحالفات مع دول أميركا اللاتينية وأفريقيا ومجموعة «البريكس» (روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، وعاد بالبرازيل إلى المنتديات الدولية صوتاً بارزاً من «الجنوب» العالمي. وبالتوازي، استضاف القمة الأخيرة لـ«مجموعة العشرين» في مدينة ريو دي جانيرو، حيث جرى تبني التحالف العالمي ضد الجوع، وهو يتأهب الآن لاستضافة الدورة الثلاثين لـ«مؤتمر الأطراف». إزاء هذه الإنجازات الخارجية كان «الجوار الإقليمي»، وبخاصة فنزويلا والأرجنتين، مصدر صداع دائماً للرئيس «لولا»، كما كان حائلاً دون استعادة البرازيل دور «الأخ الأكبر» الذي مارسته لسنوات في الماضي، وقضى على حلمه الكبير بتحقيق مشروع التكامل الإقليمي في أميركا اللاتينية. وحقاً، ظهر بوضوح كم تراجع الدور البرازيلي، وبالأخص دور «لولا» الشخصي، أثناء التوسط لحل الأزمة الفنزويلية، ويُذكر أن الرئيس البرازيلي كان قد استهل ولايته بقمة هدفت إلى إخراج فنزويلا من عزلتها الإقليمية. وبالتالي، من المستبعد جداً في الظروف الراهنة «إنقاذ» العلاقات الثنائية بين البرازيل وفنزويلا، خاصةً، أن التواصل بين «لولا» ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو مقطوع منذ أشهر... بعدما رفضت البرازيل الاعتراف بنتائج الانتخابات الفنزويلية الأخيرة.وهكذا، أمام استحالة التأثير في المجريات الدولية المعاكسة، والاحتمالات الضئيلة بتغيّر المشهد الإقليمي في القريب المنظور، يركّز «لولا» على الإنجازات التي حققتها حكومته في الداخل، ومنها ارتفاع الناتج المحلي بنسبة 3 في المائة، وانخفاض مستويات الفقر بشكل ملحوظ، وارتفاع الحد الأدنى للأجور، وانخفاض معدل البطالة إلى مستوى قياسي، واستئناف نظام المساعدات للفئات الضعيفة والمهمّشة في مجالات التعليم والرعاية الصحية... التي كان قد توقف معظمها إبان حكم بولسونارو. بولسونارو (غيتي) يرى الخبراء أن المشكلة الكبرى التي يعاني منها الاقتصاد البرازيلي منذ سنوات، مشكلة مزدوجة: وجهها الأول تحريك عجلة التصنيع الذي ما زال متعثّراً بسبب ضعف البنى التحتية اللازمة لنهضة صناعية جديدة، ونقص الاستثمارات العامة والخاصة التي هي السبيل الوحيد لوضع الاقتصاد على مسار النمو المستدام. ووجهها الآخر أن الإصلاح الزراعي الموعود ما زال في حال من الشلل التام الذي يؤجل ترسيخ موقع البرازيل كقوة عالمية في مجال الصناعات الغذائية. الناشطون في مجال البيئة، الذين عقدوا آمالاً كبيرة على عودة «لولا» إلى الحكم، يذكّرون بأن الزيارة الأولى للرئيس البرازيلي إلى الخارج، في مستهل ولايته الثالثة، كانت للمشاركة في قمة المناخ. ويومذاك، أكّد الرئيس اليساري على الأهداف التي كان قد أطلقها خلال حملته الانتخابية بعدما سارع إلى «ترميم» وزارة البيئة والمؤسسات التابعة لها في أعقاب حكم بولسونارو الذي تركها «أرضاً محروقة» نتيجة إلغائه جميع المشاريع البيئية والمساعدات المحفّزة المرفقة بها، وفتح الباب أمام الشركات والاحتكارات الزراعية الكبرى لاستصلاح مساحات شاسعة من الأراضي في غابات الأمازون ومحيطها. ولكن الناشطين البيئيين يشكون، في المقابل، من أن معظم المساعدات البيئية التي عادت حكومة «لولا» إلى تقديمها جاءت على شكل قروض باتت تثقل كاهل الجهات التي حصلت عليها وتمنعها من مواصلة أنشطتها. ويضيف هؤلاء أن «التناقض الكبير» في سياسات «لولا» البيئية كان في قطاع الطاقة، تحديداً. إذ إنه بعد خطابه الشديد ضد التغيّر المناخي، أعلن بشكل صريح أنه يعتزم نقل البرازيل من المرتبة العالمية الثامنة كدولة مصدّرة للنفط إلى المرتبة الرابعة، مع علمه أن زيادة إنتاج النفط ستساهم في مفاقمة الأزمة المناخية. في أي حال، المدافعون عن «لولا» يشيرون أيضاً إلى أن الرئيس اليساري فاز بولايته الثالثة بفارق ضئيل حرمه من الحصول على الغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب اللذين يسيطر عليهما التحالف اليميني العريض الذي يدعم بولسونارو. وهذا الوضع يُجبر «لولا» على تحاشي الغرق سياسياً في مياه التحالف، عبر القبول بتقديم تنازلات اقتصادية، وتوزيع المناصب على أنصار التحالف، وتهميش المواضيع الآيديولوجية مثل أوضاع المرأة والأقليات والبيئة. كل هذا حرم «لولا» من استعادة «السحر» الذي ميّز ولايتيه الأوليين عندما حقق ما يشبه «المعجزة الاقتصادية» التي هلّلت لها كل الطبقات الشعبية ومراكز السلطة المالية والاقتصادية. في غضون ذلك، تتجه كل الأنظار حالياً إلى المحاكمة المرتقبة التي سيمثُل فيها الرئيس اليميني المتطرف السابق جاير بولسونارو أمام القضاء بتهمة التمرّد لقلب النظام. هذه هي المرة الأولى التي يمثُل فيها رئيس برازيلي أمام القضاء بتهمة التخطيط لانقلاب، وإلى جانبه ثلاثة من كبار الضباط وقائد سلاح البحرية. القوات المسلحة، من جهتها، دأبت منذ فشل المحاولة الانقلابية على التركيز على أن ما حصل كان ثمرة سلوك شخصي منفرد لبعض القيادات العسكرية. ومن ثم، فإن القوات المسلحة غير معنية بذلك، بل هي حريصة على إقفال هذا الملف بأقصى سرعة ممكنة. ولكن هنا لا يغيب عن بال أحد أن بولسونارو يتمتع بشعبية واسعة في أوساط المؤسسة العسكرية، التي كان ينتمي إليها برتبة عقيد. وأنه بنى صعوده السياسي على المطالبة بتحسين أوضاعها المالية والوظيفية، التي بدأ البرازيليون يكتشفونها اليوم في دهشة كبيرة على أبواب المحاكمة، بينما يواصل بولسونارو نفسه التصرّف بحرية كاملة كزعيم للمعارضة، غير آبه بالقرار الذي جرّده من حقوقه السياسية. «لولا»، على الضفة المقابلة، من جهته يواصل الجنوح نحو المهادنة، ويتحاشى المواجهة الصدامية مع المؤسسة العسكرية، مكتفياً بما يعتبره ضرورياً لحفظ ماء الوجه، رغم ما لهذا السلوك من تأثير سلبي على شعبيته. ولكن، في حين يحاول «لولا» الحفاظ على «شعرة معاوية» مع القوات المسلحة بانتظار إقفال الملف الانقلابي وتثبيت الحكم الصادر على بولسونارو، فإنه تعرّض لانتكاسة مريرة في مجلسي الشيوخ والنواب مطلع هذا الأسبوع. إذ قرّر المجلسان إلغاء المرسوم الرئاسي الذي كان أصدره لزيادة الضريبة على الصفقات المالية، وكان يعوّل عليه لتمويل البرامج الاجتماعية التي يأمل استعاد شعبيته من خلالها. واللافت في قرار الإلغاء الذي اتخذه الكونغرس البرازيلي للمرة الأولى منذ عام 1992، أنه اتُخذ بدعم عدد من الأحزاب المشاركة في حكومة «لولا»؛ ما ينذر بمزيد من الصعاب في المجلسين اللذين تملك المعارضة الغالبية فيهما. وحقاً، سارع وزير المال فرناندو حداد للأعراب عن دهشته لما حصل، مؤكداً أن رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب كانا أعربا له منذ أسابيع عن اتجاه المجلسين للموافقة على المرسوم الذي وصفاه بأنه ضروري في هذه المرحلة. وزاد في دهشة حداد التصريح الذي صدر عن رئيس مجلس النواب، والذي قال فيه إن المرسوم «أُلغي بغالبية برلمانية ساحقة، والبلاد ما عادت تتحمّل المزيد من الضرائب». «لولا»، من جهته، ما زال يلزم الصمت التام حيال هذه الانتكاسة البرلمانية المهينة، التي تنذر بمتاعب كبيرة طيلة ما تبقّى من ولايته. وفي هذا السياق، يقول مقرّبون من الرئيس اليساري إنه «منذ فترة... بدأ يتخلّى عن حلمه الأكبر» الذي كان يردد أنه الحافز الرئيس الذي دفعه للعودة إلى السياسة، وهو أن يقود مشروع قيام «قطب عالمي» جديد في الجنوب يتشكّل مقابل الزعامة الغربية، بفرعيها الأميركي والأوروبي، يكون للبرازيل فيه الدور الأبرز.