logo
متى يخرج لبنان من اللائحة الرماديّة؟

متى يخرج لبنان من اللائحة الرماديّة؟

MTV٢١-٠٣-٢٠٢٥

لم يُدرج لبنان بين ليلة وضحاها على اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF). فالقرار الذي صدر في 2024/10/25 كان نتيجة حتمية لسنوات من الفساد والإهمال وانحلال الدولة وعدم قدرتها على إعطاء تطمينات حول تعاونها في مكافحتها غسل الأموال وتمويل الإرهاب. تبدّل المشهد اليوم، فنشاط "حزب الله" عبر لبنان والدول، والذي كان من الأسباب الأساسيّة لوضع البلد على اللائحة الرمادية، نال نصيبه من الضربات الإسرائيلية والملاحقات الأمنية في دول عدّة.
بعد مرور 4 أشهر ونيّف، ورغم خطورة قرار مجموعة العمل المالي، "نجحت بعض المصارف اللبنانية بالحفاظ على علاقة جيدة ومتينة مع المصارف المراسلة بعد إعلان حكومة حسان دياب التوقّف عن خدمة الدين وتصنيف لبنان متعثّر". تجاوزت المصارف الامتحان الأكبر، ويؤكّد الخبير الإستراتيجي في المخاطر المصرفية والاقتصادية محمد فحيلي أنّ "المصارف تخضع من وقت لآخر إلى إجراءات متشددة من قبل المصارف المراسلة كشرط أساسي للحفاظ على هذه العلاقة، وازدادت الإجراءات بعد إعلان "حزب الله" فتح جبهة مساندة لغزة في 8 تشرين الأوّل عام 2023"، مضيفًا في حديث لموقع mtv: "المصارف التي تخضع للإجراءات لم تتأثر كثيراً بإدراج لبنان على اللائحة الرمادية، إلّا أنّ كلّ العمليات المصرفية العابرة للحدود أصبحت أكثر كلفة، وتحتاج وقتًا أطول وتخضع لإجراءات متشدّدة لجهة المستندات المطلوبة".
شكّل إدراج لبنان على اللائحة الرمادية ضغطاً كبيراً على نظامه المالي الهشّ، لذلك رفْع اسمه عن اللائحة رهن إيفاء الدولة اللبنانية بمتطلبات الإمتثال الصارمة. ويلفت فحيلي إلى أنّ "النجاح الجزئي ليس خياراً، فإذا فشل أي كيان مسؤول في الوفاء بالتزاماته، سيبقى لبنان على القائمة ويجب تحديد الإجراءات الأساسية التي يجب اتخاذها وتحديد مسؤولية كلّ طرف ذات صلة".
وإذ يُشدّد على "ضرورة اتباع نهج إصلاحي قائم على كل شيء أو لا شيء"، يُعّدد 7 إجراءات أساسية يجب اتباعها من الدولة وهي "تعزيز قوانين تبيض الأموال وتمويل الإرهاب، تعزيز مصادرة الأصول، تنظيم المنظمات الغير حكومية (NGOs) والتي لا تبغي الربحية (Non-Profit Organization) لمنع إساءة الاستخدام، تعزيز العناية الواجبة للعملاء (CDD) ومراقبة الأشخاص المعرضين سياسيا (PEP)، تحسين الشفافية في الملكية المستفيدة، تعزيز تنظيم التقنيات الجديدة (AI) والأصول الافتراضية (Virtual Assets) وتعزيز التعاون الدولي وإجراءات تسليم المجرمين".
إلى هذه الإجراءات تحدّث فحيلي عن أهمية دور القطاع الخاص بكونه شريكًا في جهود لبنان للخروج من اللائحة الرمادية. ويوضح أنّ مسؤوليات القطاع الخاص تتضمّن "ضمان الامتثال لتدابير العناية الواجبة للعملاء (CDD) وتنفيذ العناية الواجبة المعززة (EDD) للعملاء ذوي المخاطر العالية، الإفصاح عن الملكية المستفيدة بشفافية لمنع إساءة استخدام هياكل الشركات، التعاون النشط مع المنظمين لضمان تنفيذ السياسات المتوافقة مع مجموعة العمل المالي، تطبيق تدابير مكافحة تبيض الأموال وتمويل الإرهاب على المهن عالية الخطورة مثل الوكلاء العقاريين والمحامين وغيرهم، الامتثال للوائح الجديدة الخاصة بالأصول الافتراضية والتكيف مع مخاطر الجرائم المالية المتطورة، والاستثمار في التدريب وعمليات تدقيق الامتثال الداخلية للحفاظ على نهج وثقافة الشفافية". ويشير إلى أنّه "بغض النظر عن مدى جودة أداء أجهزة الدولة، إذا فشل القطاع الخاص في الوفاء بهذه المسؤوليات، فإن جهود لبنان للخروج من اللائحة الرمادية ستنهار".
كثيرة هي متطلبات مسار إخراج لبنان من القائمة الرمادية ولكنّها واضحة. والنجاح بمهمّة استعادة الثقة في نظام لبنان المالي والوصول إلى الأسواق الدولية يعتمد "على تضافر الجهود والتنسيق والإصلاحات التشريعية والإنفاذ الصارم من قبل جميع السلطات المسؤولة وكيانات القطاع الخاص".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العدو يُواصل انتهاكاته: إستهداف مبنى سكني في تول بعد تحذير بإخلائه غارات عنيفة على مناطق جنوبية وبقاعيّة... شهيد في رب ثلاثين وجريح في الوزاني
العدو يُواصل انتهاكاته: إستهداف مبنى سكني في تول بعد تحذير بإخلائه غارات عنيفة على مناطق جنوبية وبقاعيّة... شهيد في رب ثلاثين وجريح في الوزاني

الديار

timeمنذ 4 ساعات

  • الديار

العدو يُواصل انتهاكاته: إستهداف مبنى سكني في تول بعد تحذير بإخلائه غارات عنيفة على مناطق جنوبية وبقاعيّة... شهيد في رب ثلاثين وجريح في الوزاني

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نفّذ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مساء أمس، غارة جوية استهدفت مبنىً سكنيا في بلدة تول، الواقعة قرب مدينة النبطية، وذلك في إطار الاعتداءات المتواصلة على المناطق اللبنانية. وجاء القصف عقب تهديد مباشر أصدره المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، زعم فيه أن المبنى المستهدف يُستخدم من قبل حزب الله لأغراض عسكرية، داعيا "السكان إلى إخلاء المنطقة المحيطة بالمبنى لمسافة لا تقل عن 500 متر، ما دفع العديد من العائلات إلى النزوح الفوري". وكان سُمع إطلاق نار كثيف في البلدة للاخلاء بعد التهديد "الاسرائيلي" باستهداف مبنى. وقد أدى القصف إلى تدمير أجزاء من المبنى المستهدف، وألحق أضرارًا مادية بالمنازل والمحال التجارية المحيطة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية، في ظل انتشار الفرق الإسعافية والقوى الأمنية. وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية المعادية في أجواء قضاء النبطية والمنطقة الجنوبية عموما، ما أثار حالة من التوتر والقلق في أوساط الأهالي، لا سيّما في ظل تصاعد الاعتداءات "الإسرائيلية" على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وقبيل أيام من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية والجنوب. كذلك، شنت طائرات الاحتلال غارات جوية مكثّفة على مناطق متفرقة من الجنوب والبقاع. واستهدفت الغارات عددا من البلدات والمواقع، أبرزها بلدة القليلة، بالإضافة إلى زبقين، الحنية، مرتفعات الريحان، منطقتي المحمودية وبرغز، ووادي برغز، ووادي مظلم، ووادي العزية. كما طالت منطقة إقليم التفاح، حيث سُجّلت ضربات عنيفة، ترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي المعادي. أما في البقاع، استهدفت طائرات الاحتلال جرود بلدة بوداي، بالتزامن مع تحليق كثيف للطائرات المعادية في أجواء البقاع الغربي، ما أثار حالة من القلق في أوساط الأهالي. وكان شن العدو غارات بطائرات مسيرة مسلحة استهدفت عدداً من الغرف الجاهزة، التي تم وضعها في ساحة بلدة محيبيب، ضمن مشروع "الوجه الحسن" الذي تبنته جمعية "وتعاونوا" في الجنوب وعدد من قرى الحافة الأمامية. ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمختلف القرى الحدودية التي تقع بمحاذاة الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية المحتلة، والتي وضعت فيها غرف جاهزة. كما سقط شهيد في غارة استهدفت أطراف بلدة رب ثلاثين - مركبا. فيما اطلقت القوات "الإسرائيلية" النار على احد رعاة الماشية في بلدة الوزاني، مقابل قرية الغجر ما ادى الى اصابته بجروح. وسجل تحليق مكثف لطائرة استطلاع دون طيار معادية، فوق منطقة راشيا والسفح الغربي لجبل الشيخ.

22 May 2025 22:44 PM قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار
22 May 2025 22:44 PM قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار

MTV

timeمنذ 5 ساعات

  • MTV

22 May 2025 22:44 PM قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار

وجه الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى أهل الجنوب ‏في شأن الانتخابات البلدية والاختيارية، جاء فيها: "يا أهلنا في الجنوب اللبناني المقاوم.‏ قدَّمتم أعظم التضحيات، ونموذجاً للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان ‏الإسرائيلي لعقود خلت وآخرها في إسناد طوفان غزة ومعركة أولي البأس ‏وما بعدها، وأثبتُّم أنكم أهل العزة والسيادة وتحرير الأرض.‏ أعدتُم إعمار الجنوب بعد تحرير عام 2000، ومرة أخرى بعد عدوان ‏تموز 2006، والآن سبقتم الدولة والمسؤولين في العودة إلى أرضكم، ‏تحدَّيتم المخاطر وقدَّمتم التضحيات لتستعيدوا أرضكم ووطنكم بثباتٍ ‏وشجاعةِ وتوكُّلٍ على الله تعالى.‏ يأتي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام كتَحدٍّ من تحديات ‏الصمود وقوة الموقف والتمسُّك بالأرض وإعمارها بأهلها وبساتينها ‏وبيوتها وكلِّ أسباب الحياة فيها. كلُّ المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ‏ينتظرون النتائج.‏ نحن لا نُخاطبُكم لتحقِّقوا الفوز في الانتخابات، فأنتم فائزون بإذن الله ‏تعالى، بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله، ودعمِكم للوائح ‏التنمية والوفاء، ودعمِكُم للمقاومة، بل أنتم المقاومة. نحن نُخاطِبُكم لتُكثِّفوا ‏حضوركم ومشاركتكم في الانتخابات، ليكون الفوز صاخباً.‏ لن نفرِّط بحبَّة تراب واحدة من جنوبنا المعطاء، ولن نقبلَ ببقاء الاحتلال ‏الاسرائيلي على أي شبرٍ من أرضنا ووطننا. إن مشاركتكم الكثيفة في ‏الانتخابات البلدية والاختيارية جزءٌ من إعادة الإعمار التي سنواكبها مع ‏البلديات المنتخبة، ومع الدولة اللبنانية التي يجب أن تتحمَّل مسؤوليتها. إنَّ ‏استعادةَ أرض الجنوب وإعمارها وإعمار كل ما تهدَّم في لبنان جزءٌ لا ‏يتجزأ من الوفاء لدماء الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن ‏نصر الله (رض) والجرحى والأسرى الذين سنعمل على استعادتهم".

الغارات الإسرائيلية جنوباً.. رسائل إسرائيلية بالنار
الغارات الإسرائيلية جنوباً.. رسائل إسرائيلية بالنار

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

الغارات الإسرائيلية جنوباً.. رسائل إسرائيلية بالنار

كانت لافتة جداً الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي اندلعت مساء اليوم في الجنوب، مستهدفة أماكن عدة ولا سيما في النبطية. مصادر سياسية وضعت عبر 'هنا لبنان' الغارات في إطار التصعيد الإسرائيلي قبيل الانتخابات البلدية والاختيارية، في رسائل للداخل اللبناني، بأنّ يوم الانتخابات لن يكون يوماً عادياً في الجنوب، وأن لا ضمانات من إسرائيل بعدم التصعيد، على الرغم من كل الاتصالات والضغوطات الدولية التي تُمارَس عليها. ولفتت المصادر إلى أنّ إسرائيل أكدت بوضوح للمجتمع الدولي والمحلي أنّها ستكون بالمرصاد لأي تحرك من حزب الله في المنطقة الجنوبية في أي وقت. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store