logo
أفضل 10 نباتات لتزيين غرفة نومك وجعل ديكوراتها مميزة

أفضل 10 نباتات لتزيين غرفة نومك وجعل ديكوراتها مميزة

مجلة سيدتيمنذ يوم واحد
عالم النباتات المنزلية بحر يُغري بالاكتشاف؛ حيث لا يقتصر البحث على طرق العناية بالنباتات فحسب بل يعمق؛ ليشمل المساحات التي تُناسبها أنواع محددة من الشتول، وأدوار الأخيرة الصحية. في السطور الآتية، إجابة مدعمة بالمصادر على السؤال الآتي: هل تزيين غرفة النوم بنباتات طبيعية ضار بالصحة؟ مع سرد لأفضل 10 نباتات لتزيين غرفة النوم، وطرق القيام بذلك.
هل تزيين غرفة النوم بنباتات طبيعية ضار بالصحة؟
يتردد السؤال حول إمكانية النوم في الليل، في مجاورة النباتات الداخلية التي تُزين غرفة النوم، خصوصاً مع الاعتقاد السائد بأن وضع النباتات في غرفة النوم غير آمنٍ؛ لأن المخلوقات المذكورة تمتص الأكسجين من الهواء أثناء النوم. لكن، عملياً، تقوم النباتات بعملية التمثيل الضوئي خلال النهار، فتمتص ثاني أُكسيد الكربون وتطلقه. أمّا في الليل، فتفعل العكس: فهي تمتصّ الأُكسجين وتُطلق كميات ضئيلة منه، بصورة لا تُشكّل أي خطر على صحّة الإنسان، وفقاً لدراسات من وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) ومنظمات بيئية أخرى. أضيفي إلى ما تقدّم، أظهر بعض الدراسات، ومنها واحدة قديمة لـ"ناسا" أن بعض النباتات المنزلية يمكن أن يساهم في تنقية الهواء من مواد كيميائية مثل الفورمالديهايد والبنزين وثلاثي كلورو الإيثيلين، ولكن هذا التأثير محدود في المساحات الصغيرة أو في غرف النوم، مقارنة ب التهوية الجيدة للمنزل. علاوة على ذلك، فإن وجود النباتات في غرفة النوم يخلق شعوراً بالاسترخاء والرفاهية.
احتياطات لازمة
على الرغم مما تقدم، هناك بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها:
من الضرورة اختيار نباتات آمنة للزراعة داخل المنزل، وخاصةً في غرف النوم ، علماً أن بعض النباتات قد يُطلق مواد سامة أو مُسببات للحساسية، مما قد يُضرّ بصحة الإنسان، (خاصةً لمنْ يشكو من مشكلات في الجهاز التنفسي و/أو حساسية). لذلك، قبل وضع أي نبتة في غرفتك، يُنصح بالبحث عنها جيداً للتأكد من أنها لا تُشكل أي خطر على الصحة.
إذا لم تحصل الغرفة على ما يكفي من الضوء الطبيعي ، فقد لا ينمو بعض النباتات أو يزدهر. لذلك، من المهم اختيار أماكن مناسبة لضمان حصول النباتات على الكمية المناسبة من الضوء، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.
تختلف كمية الماء المطلوبة من نبتة لأخرى، ومن الضرورة عدم الإفراط في الري؛ لأن الرطوبة الزائدة قد تُؤدي إلى ظهور العفن والفطريات.
من المهم تنظيف أوراق النباتات بانتظام لإزالة الغبار والجزيئات الأخرى التي قد تتراكم، مما يحسّن صحة الشتول، ويسمح لها بالتنفس بشكل أفضل.
النباتات في غرفة النوم حسب فنغ شوي
تقدّم فنغ شوي - وهي ممارسة صينية تُركّز على التناغم وتوازن الطاقات في البيئات - توصيات مُحدّدة بشأن وجود النباتات في غرفة النوم. تنطلق التوصيات من أن وجود النباتات في غرفة النوم مفيد، ولكن هناك بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها:
اختيار نباتات صحية: إذا كانت قارئة هذه السطور، ترغب في وجود نباتات بغرفة نومها، فعليها التأكد من اختيار شتول صحية ومُعتنى بها جيداً، فتلك الذابلة أو الميتة قد تُولّد طاقة سلبية في المكان.
لا للأشواك: لا ينبغي وضع النباتات ذات الأشواك، مثل الصبار، في غرف النوم؛ لأنها قد تُولّد شعوراً بالعدوان والسلبية.
استخدام نباتات ذات أشكال ناعمة: تُعدّ النباتات ذات الأشكال الناعمة والأوراق المستديرة أنسب لخلق شعور بالهدوء والرقة في غرفة النوم.
تجنب النباتات الكبيرة جداً: النباتات الكبيرة جداً أو الضخمة قد تشغل المساحة وتخلق شعوراً بالضيق. لذلك، يُفضّل اختيار نباتات صغيرة/متوسطة الحجم لغرفة النوم.
الحفاظ على التوازن: يُشدّد فنغ شوي على أهمية التوازن والتناسق؛ لذلك عند وضع القارئة النباتات في غرفة نومها، عليها أن تتأكد من ترتيب "الكائنات" المذكورة، بشكل متوازن ولا تعيق دوران الطاقة.
البعد عن الإفراط: وجود الكثير من النباتات في غرفة النوم قد يخلق بيئة مشحونة بطاقة الين (الطاقة السلبية). لذلك، من المهم موازنة وجود النباتات مع عناصر اليانغ (الطاقة النشطة) في غرفة النوم.
ما هي أفضل النباتات الطبيعية لغرفة النوم؟
إليك 10 نباتات مفضلة لغرفة النوم، مع نصائح سريعة للعناية بكل منها:
نبات الثعبان: يُعرف هذا النبات أيضاً باسم "لسان الحماة"، وهو سهل للغاية لناحية العناية به، كما يُمثّل خياراً مثاليّاً لغرفة النوم؛ لأنه من النباتات المنزلية القليلة التي تُحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين ليلاً (وهو ما تفعله معظم النباتات المنزلية نهاراً). نصائح العناية بنبات الثعبان: ضعي النبات في ضوء ساطع غير مباشر، مع السقاية من حين لآخر.
فيلوديندرون قلب الورقة: تأتي أوراق هذا النبات المتدلي على شكل قلب، علماً أن النبات المذكور فعال بشكل خاص في امتصاص الفورمالديهايد. مع ذلك، يُحفظ فيلوديندرون قلب الورقة بعيداً عن متناول الحيوانات الأليفة والأطفال؛ لأن هذا النبات المتسلق سام عند تناوله. نصائح العناية بفيلوديندرون قلب الورقة: ضعي النبات في ضوء متوسط إلى ساطع، مع السقاية من حين لآخر.
اللبلاب الإنجليزي: يُعدّ من النباتات الجميلة المتدلية، وفعال للغاية في امتصاص الفورمالديهايد والبنزين والزيلين والتولوين. ولا يساعد اللبلاب الإنجليزي على تخليص الهواء من السموم فحسب، بل تُظهر أبحاث أيضاً أنه قد يكون قادراً على تنقية الهواء من العفن وبراز الحيوانات، إضافة إلى تحسين أعراض الحساسية. نصائح العناية باللبلاب الإنجليزي: ضعي النبات في ضوء متوسط، مع السقاية بانتظام.
بوثوس ذهبي: يشبه نبات البوثوس المتدلي في جماله نبات الفيلوديندرون ذا الأوراق قلبية الشكل، وهو فعال في تصفية الفورمالديهايد وأول أكسيد الكربون والبنزين، كما أنه سهل، لناحية العناية به. يُلقب بوثوس الذهبي بـ"نبات المكعب"، وذلك نتيجة قدرته على تحمل الظروف الجوية. نصائح العناية بالبوثوس الذهبي: ضعي النبات في ضوء معتدل، مع السقاية بانتظام.
نبات العنكبوت: سهل التكاثر، وفعال في مكافحة مجموعة منوعة من الملوثات مثل البنزين والفورمالديهايد وأول أكسيد الكربون والزيلين. نصائح العناية بنبات العنكبوت: ضعي النبات في ضوء متوسط إلى ساطع؛ مع السقاية من حين لآخر.
نبات المطاط: هذا النبات الجميل بأوراقه الخضراء الخلابة، يُعدّ مُزيلاً قوياً للسموم ومُنقياً للهواء. أوراق "المطاط" الوفيرة تجذب كميات كبيرة من الملوثات، مما يجعل النبات المذكور ممتازاً في تنقية الهواء الداخلي. نصائح العناية بنبات المطاط: ضعي النبات في ضوء متوسط إلى خافت، مع سقاية من حين لآخر.
الغاردينيا: تحمل الغاردينيا أزهاراً عطرية رائعة، وهي مساعدة في الحدّ من قلق شاغل (ة) غرفة النوم، والنوم بصورة أفضل. لكن، هي متطلبة لناحية العناية بها. نصائح العناية بالغاردينيا: ضعي النبات في ضوء ساطع غير مباشر، مع السقاية بصورة أسبوعية.
زنابق السلام: تزهر زنابق السلام بأزهار بيضاء جميلة، وهي مثالية للزراعة الداخلية؛ لأنها معروفة بتنقية الهواء من الفورمالديهايد والبنزين والأسيتون والكحول وثلاثي كلورو الإيثيلين. لكن، هذا النبات سامّ؛ لذا تأكدي من وضعه في مكان بعيد عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة. نصائح العناية بزنابق السلام: ضعي النبات في ضوء ساطع إلى ساطع غير مباشر، مع سقاية منتظمة.
نخيل الأريكا: نبات استوائي يُضفي جمالاً أخاذاً على أي بيئة داخلية، وهو قادر على تنقية الهواء، حيث يزيل السموم الضارة مثل البنزين والفورمالديهايد وثلاثي كلورو الإيثيلين. وكانت دراسة وجدت أن نخيل الأريكا من أفضل النباتات لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء. نصائح العناية بنخيل الأريكا: ضعي النبات في ضوء غير مباشر ساطع، مع سقاية منتظمة.
الألوفيرا: يُطلق الأُكسجين ليلاً، مما يجعله مثالياً لبيئة نومك. كما أن الألوفيرا يّعدّ من النباتات الأسهل في العناية؛ إذ يمكنك تركه دون ري لمدة ثلاثة أسابيع وسيكون على ما يرام. يشتهر هذا النبات العصاري أيضاً بفوائده الطبية؛ إذ يمكن استخدام عصارة أوراقه في علاج الخدوش والحروق عند التطبيق موضعياً. نصائح العناية بالألوفيرا: ضعي النبات في ضوء غير مباشر ساطع، مع سقاية من حين لآخر.
طرق تزيين غرفة النوم بالنباتات
تُضيف النباتات الطبيعية اللون والملمس إلى ديكور غرفة النوم. في السطور الآتية، مجموعة من الأفكار حول كيفية إضافة بعض الخضرة إلى غرفة نومك.
صفّي بعض أصص النباتات المستطيلة الطويلة أو الأصص الصغيرة المليئة بأوراق الشجر اليانعة على الحائط، وشاهدي كيف تتحول غرفتك من باهتة إلى رائعة الجمال.
اختاري مجموعة من النباتات متنوعة الأحجام والألوان، فوزعيها في ركن، وشاهدي كيف يتحول الأخير إلى رائع في لمح البصر.
إذا كانت عتبة النافذة بغرفة نومك عريضة، فأنتِ محظوظة! ما عليكِ سوى توزيع النباتاتك المُحبة لأشعة الشمس، وشاهديها فيما تزدهر.
جرِّبي تركيب رفوف للنباتات، وذلك لمنحها المساحة التي تحتاج إليها للنمو والازدهار. ثمّ، أضيفي بعض أصص النباتات الصغيرة المزخرفة؛ لتضفي لمسةً جماليةً على مساحتكِ.
علقي بعض النباتات على خطافات، وأطلقي العنان لإبداعك مع بعض الأصص الصغيرة والرقيقة، أو اختاري بعض النباتات العصارية الصغيرة. وإذا كان لديك نباتات كبيرة لا تستطيعين التخلي عنها، ففكّري في استخدام خطافات قوية؛ لتعليقها من السقف لخلق عرض عمودي خلاب.
إضافة بعض النباتات الخضراء الوفيرة إلى طاولة السرير الجانبية طريقة سريعة وسهلة؛ لإضفاء لمسة جمالية على غرفة نومك، خصوصاً مع وجود العديد من الأحواض والنباتات المختلفة للاختيار من بينها، لكن تصح مراعاة ما يناسب نمط ديكور غرفة النوم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الصحة العالمية»: التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة سيعرض مزيداً من الأطفال للخطر
«الصحة العالمية»: التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة سيعرض مزيداً من الأطفال للخطر

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«الصحة العالمية»: التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة سيعرض مزيداً من الأطفال للخطر

قال مدير «منظمة الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم (الأحد)، إن أي تصعيد عسكري إسرائيلي في قطاع غزة سيعرض مزيداً من الأطفال للخطر. وأضاف غيبريسوس، في منشور على منصة «إكس»: «خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة مثيرة للقلق البالغ، بالنظر إلى الوضع الإنساني والصحي المتردي أصلاً في جميع أنحاء القطاع». Israel's plan to expand military operations in #Gaza is deeply worrying, given the already dire humanitarian and health situation across the military escalation could put more children at risk due to malnutrion and lack of access to health repeat our... — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) August 10, 2025 وتابع أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تعريض مزيد من الأطفال للخطر بسبب سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على الرعاية الصحية. ومضى يقول: «نكرر دعوتنا إلى وصول المساعدات الغذائية والصحية دون عوائق وإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بشكل دائم». وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق اليوم، أن الخطة التي أقرّها المجلس الأمني للسيطرة على مدينة غزة «لا تهدف إلى احتلال غزة»، لكنها تمثل «أفضل وسيلة لإنهاء الحرب» المستمرة في القطاع الفلسطيني منذ 22 شهراً. وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي في القدس: «لقد أتممنا جزءاً كبيراً من العمل، حالياً نحن نسيطر على ما بين 70 - 75 في المائة من غزة». وأضاف عارضاً خريطة للمناطق التي تشملها الخطة: «لكن ما زال أمامنا معقلان؛ مدينة غزة ومخيمات اللاجئين وسط القطاع والمواصي، ليس لدينا خيار آخر لإنهاء المهمة». وقال نتنياهو: «هذه هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب، وأفضل وسيلة لإنهائها بسرعة»، وإن إسرائيل «ليس لديها خيار سوى إنهاء المهمة، واستكمال هزيمة (حماس)، هدفنا ليس احتلال غزة؛ بل تحريرها».

"سعود الطبية": نركز على إطالة متوسط عمر المواطن السعودي ليصل إلى 78 عامًا
"سعود الطبية": نركز على إطالة متوسط عمر المواطن السعودي ليصل إلى 78 عامًا

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

"سعود الطبية": نركز على إطالة متوسط عمر المواطن السعودي ليصل إلى 78 عامًا

أكد د. وائل البلوي، المدير التنفيذي بالإنابة في مدينة الملك سعود الطبية، أن هناك تركيزًا كبيرًا من قيادات التحول الصحي على رفع متوسط عمر المواطن السعودي ليصل إلى 78 عامًا، مع الطموح للوصول إلى المتوسط العالمي البالغ نحو 80 عامًا.

حقنة واحدة... وعلاج مدى الحياة
حقنة واحدة... وعلاج مدى الحياة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

حقنة واحدة... وعلاج مدى الحياة

في عالم اعتدنا فيه أن تُقاس صحة الإنسان بعدد الأقراص التي يتناولها يومياً، أو بسنوات العلاج التي ينتظر نهايتها، تبرز من بين صفحات كتاب جديد فكرة تبدو للوهلة الأولى كأنها من نسيج الخيال، لكنها حقيقة آخذة في التشكل. ففي مؤلفه اللافت: «المُعمّرون الشباب الجدد: مقاربة قائمة على الأدلة لإطالة العمر» (Super Agers: An Evidence‑Based Approach to Longevity)، يطرح الدكتور إريك توبول (Eric Topol) - أحد أعلام الطب الجينومي وأمراض القلب عالمياً - رؤية غير تقليدية لمستقبل العلاج، تقوم على فكرة ثورية: برمجة الجهاز المناعي ليصبح هو الدواء نفسه. دواء من جسدك... إليك إذن، لا مزيد من الاعتماد الكلي على العقاقير، بل توجيه دفاعات الجسم بذكاء لمكافحة الشيخوخة، والسرطان، والأمراض المزمنة، بفاعلية غير مسبوقة. والأهم، أن الكتاب تصدّر لائحة الأكثر مبيعاً، بحسب إحصائيات «نيويورك بوست» لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة، ما يدل على الاهتمام المتزايد بجذور الطب العصري القائم على الأدلة... نحن لا نتحدث عن مضادات حيوية، ولا عن أدوية مزمنة تُؤخذ مدى الحياة، بل عن خلايا مناعية يُعاد تشكيلها وراثياً لتُحقن مرة واحدة في الجسم... وتمنح شفاء طويل الأمد. الفكرة باختصار أن يصبح دمك هو مصنع علاجك. إذ تُستخرج من دم المريض خلايا مناعية من كريات الدم البيضاء تُدعى الخلايا التائية (T - cells)، وهي الجنود الأمامية لجهاز المناعة. ثم تخضع هذه الخلايا لعملية تعديل جيني دقيق باستخدام أدوات ثورية مثل كريسبر (CRISPR) - أداة «تحرير الجينات» الأشهر - أو من خلال تقنية العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضد الخيمرية (CAR - T Therapy)، حيث تُعاد برمجتها لتتحول إلى وحدات هجومية ذكية، قادرة على التعرف على خلايا سرطانية أو أهداف مناعية ضارة بدقة خارقة. وبعد تعديلها، تُعاد هذه الخلايا إلى جسد المريض، ولكنها لم تعد كالسابق: لقد أصبحت «خلايا ذكية» تعرف عدوها، تطارده، وتقضي عليه... دون أن تلمس الخلايا السليمة. إنها ليست مجرد علاج، بل «أدوية حيّة (Living Drugs)» تنمو وتتفاعل وتتعلم داخل الجسد، ما يجعلها أحد أكثر مفاهيم الطب التنبؤي والعلاجي طموحاً في القرن الحادي والعشرين. حقنة شافية وإعادة ضبط المناعة * أمراض مستعصية تُشفى بحقنة واحدة. وحسب ما أورده الكتاب، فقد حقّقت فرق بحثية إنجازاً غير مسبوق في علاج مرضى الذئبة الحمراء (Lupus) - أحد أخطر أمراض المناعة الذاتية - عبر حقنة واحدة فقط من خلايا مناعية معدّلة جينياً، دون الحاجة لاستخدام أي أدوية مثبطة للمناعة بعد ذلك. لكن المفاجأة الكبرى أن هذه التقنية لم تتوقف عند حدود الذئبة، بل امتدت إلى أمراض مزمنة استعصت طويلاً على العلاج، منها: - الربو المزمن (Chronic Asthma). - التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis). - التليّف القلبي (Cardiac Fibrosis)، حيث استعادت فئران التجارب قدرتها القلبية بعد زوال التليّف واستعادة الأنسجة لوظيفتها الحيوية. المدهش أن هذه «الخلايا الدوائية» لم تُخمِد الجهاز المناعي بالكامل كما تفعل العلاجات التقليدية، بل قامت بإيقاف الهجمات المناعية الموجهة، مع الحفاظ على قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ضد العدوى، وهي قفزة نوعية قد تعيد تعريف كيفية تعاملنا مع أمراض المناعة في المستقبل. * من علاج المرض إلى إعادة ضبط المناعة. هذه المقاربة العلاجية الجديدة لا تسعى فقط إلى التحكم في الأعراض، بل تُعيد برمجة الجهاز المناعي بعمق، وتُصلح الخلل المزمن الذي يقف وراء أمراض كثيرة مرتبطة بالعمر. وقد وُصف هذا التوجه في الأوساط العلمية بأنه «إعادة تشغيل للجهاز المناعي aging immune reset»، وهي فكرة كانت حتى وقت قريب تُصنف في خانة الخيال العلمي. ويؤكد الدكتور توبول في كتابه أن هذه التقنية لا تستهدف عمر الإنسان فحسب، بل نوعية الحياة وجودتها في النصف الثاني من العمر. آفاق طبية * العالم العربي أمام نافذة مفتوحة. حتى الآن، لم يُسلّط الإعلام العربي الضوء على هذه الثورة القادمة. ومع ذلك، فإن السعودية والإمارات تمتلكان البنية التحتية البحثية، مثل مراكز الجينوم الوطني والمعاهد المتقدمة للطب الدقيق، لبناء هذه العلاجات، ليس فقط بصفتهما مستهلكين، بل باعتبارهما مشاركين في تطويرها. ولعل المستشفيات الجامعية في الرياض ونيوم وجدة ستكون في المستقبل القريب من أوائل المراكز التي توفر «العلاج بالخلية الواحدة» لأمراض كانت تُعد مزمنة أو مستعصية. * الطب الجديد يُكتب بخلاياك. الرسالة التي يُوجهها البروفسور إريك توبول واضحة ومُلهمة: معركتنا مع الشيخوخة لم تعد مجرد مواجهة بيولوجية مع الزمن، بل أصبحت تحدياً تقنياً بامتياز، تتحكم فيه الخوارزميات، والتعديل الجيني، والذكاء الاصطناعي. لم تعد الشيخوخة قدراً محتوماً، بل أصبحت مساراً يمكن إعادة برمجته بأدوات نمتلكها اليوم بين أيدينا. ولم يعد الدواء مجرد قرص يُبلع، بل خلية تُبرمج، وتُرسَل بدقة إلى حيث يجب أن تعمل، وتُصلح، وتُعيد التوازن. وإذا كانت هذه الخلايا قادرة اليوم على إسكات الذئبة، وتخفيف الربو، وإيقاف التصلب، ومحو آثار التليّف، فمن يَمنعها غداً من إبطاء عقارب الشيخوخة نفسها، ومن إعادة ضبط زمن الجسد وإطالة فتيل الصحة، لا الحياة فقط؟ إنه سؤال مفتوح، لكن الأبحاث التي تُجرى الآن، تُكتب بأمل، لا بحبر... وبين كل خلية تُبرمج، وإجابة تُكتشف، تقترب «معجزة الطب» من أن تتحوّل إلى بروتوكول علاجي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store