
أطفال غزة بين الموت جوعا وأكل الرمال
فمنذ فجر أمس الأحد بلغت تبعات التجويع أشدها مع إعلان أكبر عدد من الوفيات بين صفوف الفلسطينيين الجائعين في غزة، سواء نتيجة مضاعفات سوء التغذية بحد ذاتها أو بالرصاص الإسرائيلي الذي يلقاه المجوعون في مناطق توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية.
وتناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مشاهد مروعة تعكس المرحلة الكارثية من التجويع التي يعيشها الفلسطينيون في غزة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع، وتنوعت بين من يموت جوعا ومن يأكل ما تيسر له حتى لو كان حفنة تراب.
وفي مشهد مؤلم، تداول ناشطون مشهدا مصورا لطفلة بجانب خيمة نزوح في مدينة غزة شمال القطاع وهي تأكل الرمال من شدة الجوع.
ووفق ما يبدو من المشهد، غالبا لا يتجاوز عمر الطفلة 5 سنوات، تجلس وسط ركام وتتناول الرمل من الأرض بواسطة حجر يناسب حجم أناملها الصغيرة، ليتحول الحجر إلى ملعقة والرمل غذاء في زمن الإبادة.
مجازر المجوعين
وفي مشهد مؤلم آخر تداوله ناشطون على مختلف المنصات يظهر والد مفجوع في منطقة زكيم شمال قطاع غزة وهو يبكي بحرقة ابنه الذي استشهد بالرصاص الإسرائيلي وهو جائع يحاول الحصول على مساعدات.
وفي المشهد يبدو الطفل مضرجا بدمائه وقد استسلم للموت هزيلا جراء التجويع الذي حكمت به إسرائيل على الفلسطينيين في القطاع معتمدة إياه سلاحا إضافيا يسرّع الإبادة الجماعية بحقهم.
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتجويعه وغيره من فلسطينيي القطاع، بل قتله بالرصاص بالقرب من إحدى نقاط توزيع المساعدات التابعة لما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية".
"جرائم نازية"
كما أكد ناشطون وفاة المعاق محمد السوافيري جراء سوء التغذية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وعلقت على ذلك المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، حيث شبهت تعّمد إسرائيل تجويع مليوني إنسان وقتل الأطفال في قطاع غزة بالجرائم النازية.
وقالت ألبانيزي عبر منصة إكس "جيلنا تربى على أن النازية كانت الشر الأعظم، وهي كذلك، وأن جرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى".
وأضافت "أما اليوم فهناك دولة (إسرائيل) تُجوّع الملايين وتطلق النار على الأطفال من أجل المتعة تحت حماية الديمقراطيات والدكتاتوريات على حد سواء، وهذه هي هاوية الوحشية الجديدة، كيف سننجو من هذا؟".
الغزيون ينهارون جوعا
بدوره، نشر المرصد الأورومتوسطي على حسابه في إكس صورة لرضيع متوفى برزت ضلوعه من الجوع.
وعلق المرصد على الصورة بالقول "طفل آخر يموت جوعا في غزة.. يحيى البالغ من العمر 3 أشهر فقط هو الطفل رقم 75 الذي تقتله سياسة التجويع الإسرائيلية".
كما نشر رامي عبده مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي مشاهد مؤلمة تظهر فلسطينيي غزة ينهارون على الأرض من شدة الجوع بسبب اشتداد حصار الاحتلال واستمرار عدوانه.
وفي وقت سابق أمس الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينيا -منهم 76 طفلا- جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن ذلك يعد مجزرة صامتة بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات.
ومنذ الثاني من مارس/آذار 2025 تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 دقائق
- الجزيرة
حماس: نتحرك بمسؤولية وسرعة للوصول إلى اتفاق ينهي معاناة أهل غزة
قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إنها تتحرك بمسؤولية وعقلانية وبأقصى سرعة ممكنة لاستكمال مشاوراتها مع القوى والفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق مشرف ينهي العدوان على قطاع غزة. وأشارت الحركة في بيان لها إلى أن إنهاء المعاناة المتفاقمة في القطاع يشكل أولوية قصوى في تحركها المتواصل مع الوسطاء والدول، وكافة الجهات المعنية، من أجل وقف المجاعة و"الحرب الإجرامية" التي يمارسها الاحتلال. ووصف المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو الوضع في غزة بأنه "عملية إعدام جماعي لمليوني إنسان فلسطيني"، مضيفا في مداخلة هاتفية للجزيرة أن معظم المتضررين من الأطفال والنساء، وأن هذه الجريمة تتم أمام مرأى ومسمع العالم. وأشار النونو إلى المستوى الكارثي للمعاناة في القطاع، حيث لا يستطيع الرجال الوقوف لإحضار الطعام غير المتوفر، ووصف حال النساء والأطفال الذين يتضورون جوعا في ظل صمت عالمي تجاه هذه المأساة الإنسانية. وناشد المستشار الإعلامي الأمة قادة وشعوبا التحرك لوقف هذه الكارثة، مطالبا علماء الدين بإعلان موقفهم الصريح تجاه ما يحدث، كما طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب وعلماء الحرم الشريف بتوضيح الحكم الشرعي إزاء من يرى أبناء غزة يموتون دون تحرك. أدخلوا الطعام لغزة وحول المطالب الموجهة للأمة، أوضح النونو أن حماس لا تطلب إرسال السلاح أو الدبابات، بل تدعو لإدخال الطعام لقطاع غزة، وتساءل عن عدم قدرة الأمة الإسلامية والعربية على إدخال الطعام لمليوني محاصر في القطاع بكرامة وشرف. ورفض النونو ما وصفه بـ"مصائد الموت" التي يضعها الاحتلال لاصطياد أهالي غزة بطريقة مذلة، وأكد أن سكان القطاع أناس كرماء وأحرار يجب معاملتهم بالكرامة اللائقة، معتبرا إدخال الطعام فريضة شرعية على كل مسلم. وعن انعكاس الوضع على المفاوضات، قال النونو إن حماس تتحرك على صعد متعددة، أولها المستوى السياسي والدبلوماسي مع الدول الصديقة، وأشار إلى بذل جهود مكثفة عبر المفاوضات للوصول إلى اتفاق مشرف ينهي الحرب بشكل كامل. وأكد أن الحركة وافقت على المبادرات الأخيرة، لكنه اتهم الاحتلال بالمماطلة كلما تحقق تقدم في المفاوضات، وقال إن الاحتلال يضع العقبات والعراقيل لتسويف الوصول إلى اتفاق، مؤكدا استمرار حماس في التحرك بإيجابية والعمل بالسرعة المطلوبة. ولفت النونو إلى تعنت الاحتلال في بند المساعدات، معتبرا أن مجرد المقايضة بين إدخال الطعام والاتفاق كارثة، لكنه أشار إلى أن حماس وافقت على جعل هذا البند جزءا من الاتفاق من أجل شعبها، رغم عدم وصول نص واضح من الاحتلال. الانسحاب والضمانات وبخصوص بند الانسحاب، أكد النونو أن حماس تناقش مقترحات الوسطاء مع القوى والفصائل بشكل سريع، لافتا إلى عدم وصول موقف الاحتلال من هذا المقترح حتى اللحظة، مما يعرقل التقدم في هذا الملف. وحول بند الضمانات، أكد النونو حاجة حماس لضمانات واضحة لمنع استئناف العدو لجرائم القتل والعودة للحرب، وشدد على أن هذا الأمر ضروري لتجنب تكرار ما حدث بعد اتفاق الـ19 يناير/كانون الثاني الماضي. وعاود النونو التأكيد على أن حماس تتحرك سريعا في هذه النقاط الثلاث وتأمل إنهاءها للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، وأن الحركة تواصل جهودها على مدار الساعة لإنهاء المعاناة المتفاقمة في غزة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


الجزيرة
منذ 2 دقائق
- الجزيرة
محللون: هذا المطلوب عربيا وغربيا لردع إسرائيل ووقف إبادة غزة
لم تتراجع وتيرة القتل الإسرائيلية لسكان قطاع غزة بالقذائف والصواريخ، في حين يحصد الجوع روح من لم يقتله الرصاص، مما يثير تساؤلات بشأن الأسباب التي تدفع إسرائيل للمضي قدمًا في مخططها وعجز العرب والمجتمع الدولي عن إيقافها. وفي وقت استشهد فيه 19 شخصا خلال 24 ساعة نتيجة تفشي الجوع، قال رئيس "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" في القطاع أمجد الشوا إن نحو 900 ألف طفل يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية. أما مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي فقالت إن نية إسرائيل الوحيدة من وراء سياسة التجويع في غزة هي محو الفلسطينيين من القطاع. ورغم هذا المشهد المأساوي في غزة، فإن العالم لم يتحرك واكتفى ببيانات تنديد ومطالبات بتسهيل دخول المساعدات من دون ضغط حقيقي، مما سيبقي الوضع على ما هو عليه، وفق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي. وفي حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، أعرب البرغوثي عن قناعته بأن الحل يكمن في فرض عقوبات فورية على إسرائيل ، فرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية – لا يفهم سوى لغة العقوبات. ومن دون ذلك "لن يتغير الحال، ولن تتوقف المجزرة الوحشية"، كما أن دولا عربية وإسلامية مطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، وإلغاء أشكال التطبيع معها. وإضافة إلى ذلك، فإن المطلوب أيضا إرسال قافلة إنسانية تضم ممثلين عن 57 دولة عربية وإسلامية، "ولن تستطيع إسرائيل قصفها أو منعها"، كما يقول البرغوثي. غياب الرادع العربي وكذلك، لم يتوقع أشد المتشائمين أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستمتد 21 شهرا، بل زادت تل أبيب في "توحشها"، وهو ما أرجعه الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إلى غياب الرادع العربي، مشيرا إلى أنها متفاجئة ومذهولة من الموقف العربي. وباستطاعة الدول العربية وقف الإبادة "إذا اتخذت موقفا حازما ضد إسرائيل"، حسب مصطفى، الذي قال إن الأخيرة "تجبن عندما يُتخذ موقف واضح ضدها". لكن إسرائيل تفاجأت من الموقف العربي بعدما كانت "تحسب حسابا كبيرا لمصر، مثل اندلاع مظاهرات شعبية تضغط على نظامها"، و"إقدام القاهرة على إدخال مساعدات إنسانية رغما عن تل أبيب". كما أن الدول العربية باستطاعتها أيضا تخفيض العلاقات مع دول لها علاقات مع إسرائيل. ومع غياب كل هذه المواقف، تجاوزت إسرائيل خطوطا حمراء، مما منحها فرصة لإبادة الغزيين وتجويعهم، مشبّهًا إياها بـ"النظام النازي عشية الحرب العالمية الثانية". المطلوب غربيا كما لا تبدو دول غربية متحمسة لاتخاذ خطوات تحرم إسرائيل من الأسلحة، التي تدمر غزة و الضفة الغربية المحتلة، كما قال النائب المستقل في البرلمان البريطاني جيرمي كوربن. ووفق كوربن، فإن سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعض الدول الأوروبية تسمح بذلك، مشيرا إلى أن إسرائيل تتوسع في قصفها بهجومها المتزايد على سوريا ولبنان، إلى جانب غزة والضفة الغربية. واستهجن الزعيم السابق ل حزب العمال البريطاني مواقف دول غربية تعرب عن قلقها بشأن إبادة غزة، في وقت تسمح بوصول قطع عسكرية وأجزاء طائرات إلى إسرائيل، التي تبدو عازمة على "إفراغ غزة من سكانها مثل الحال أيضا في أجزاء من سوريا ولبنان". وشدد على ضرورة ممارسة ضغط شعبي على الحكومات الغربية لـ"إجبارها على وقف بيع السلاح ومد يد العون لإسرائيل". وفي إطار ردود الأفعال الدولية، دعت بريطانيا و25 دولة أخرى إلى إنهاء الحرب في غزة فورا، وقالت إن نموذج الحكومة الإسرائيلية في إيصال المساعدات خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من الكرامة الإنسانية. وطالب البيان الحكومة الإسرائيلية برفع القيود المفروضة على تدفق المساعدات فورا، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات للقيام بعملها. وبعيدا عن موقف الدول الغربية، فإن العالم وصل -وفق كوربن- إلى نقطة تحول من ناحية ذروة الدعم الشعبي والتاريخي للقضية الفلسطينية، في حين يغيب الموقف العربي، وتستمر بعض دوله في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إسرائيل.


الجزيرة
منذ 30 دقائق
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. شهداء في غارات ليلية والجوع يفتك بالمحاصرين
مع دخول اليوم الـ655 من حرب الإبادة على غزة ، نفذ جيش الاحتلال غارات ليلية استهدفت مجوّعين ونازحين مما أسفر عن شهداء ومصابين.