logo
الاقتصاد الأميركي في فخ انكماش مفاجئ.. وترامب ينفي مسؤوليته

الاقتصاد الأميركي في فخ انكماش مفاجئ.. وترامب ينفي مسؤوليته

العربي الجديد٠٦-٠٥-٢٠٢٥

في واحد من أكثر المؤشرات سوءاً بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي الذي يحاول
الرئيس دونالد ترامب
إعادته "عظيماً"، برز اليوم الأربعاء، انكماش مفاجئ خلال الربع الأول من عودته إلى البيت الأبيض، وهو ما دفعه إلى نفي مسؤوليته عن هذا التطور اللافت بعد كل التدابير التي اتخذها لدفع اقتصاد الولايات المتحدة قُدُماً، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في مؤشرات
وول ستريت
عند الافتتاح قبل أن تتعافى من خسائرها لاحقاً. فماذا في الأرقام والتفاصيل؟
على أثر صدور الأرقام السلبية الجديدة، قال ترامب اليوم إن انكماش الاقتصاد الأميركي لا علاقة له بحرب
الرسوم الجمركية
التي يشنها وتوقع أن الاقتصاد سيزدهر عندما يبدأ تطبيقها وتأثيرها. وكتب: "هذه سوق أسهم بايدن وليست سوق أسهم ترامب... بلادنا ستزدهر، ولكن علينا التخلّص من تأثير بايدن السلبي"، مضيفاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "عندما يبدأ الازدهار، سيكون شيئا لا مثيل له. اصبروا!!!".
وفي جديد المؤشرات، شهد الاقتصاد الأميركي انكماشا غير متوقع في الأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة، وفقا لبيانات جديدة نُشرت الأربعاء، الأمر الذي يرجع في جزء كبير منه إلى زيادة الواردات قبل فرض الرئيس دونالد ترامب رسوما جمركية شاملة، حسبما نقلت فرانس برس، مشيرة إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد في العالم بمعدل سنوي من 0.3% في الربع الأول، بعدما نما بنسبة 2.4% في الأشهر الأخيرة من العام 2024، وفقا لتقديرات وزارة التجارة الأميركية. وجاءت البيانات الصادرة الأربعاء، أدنى بكثير من التقديرات التي توقعت نموا بنسبة 0.4%، وفقا لموقع "بريفينغ.كوم" (Briefing.com).
وقالت وزارة التجارة في بيان إنّ "التراجع في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي يعكس ارتفاع الواردات وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وانخفاض الإنفاق الحكومي". وتفاعلت الأسواق الأميركية بشكل سلبي مع هذه الأنباء، وفتحت المؤشرات الثلاثة الرئيسية على انخفاض حاد في وول ستريت.
تباطؤ التضخم في الاقتصاد الأميركي
وفي موازاة ذلك، تباطأ التضخّم في مارس/آذار، إلى أكثر من 2.3% على أساس سنوي، وهو ما يتماشى على نطاق واسع مع توقعات المحللين، وفقا لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الرسمي الذي نشر الأربعاء، الأمر الذي يسلط الضوء على الدور الذي لعبه انخفاض أسعار الطاقة. ونُشرت الأرقام في اليوم 101 بعد عودة ترامب إلى منصبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني. ومنذ ذلك الوقت، غلظ ترامب الرسوم الجمركية على الأصدقاء قبل الأعداء. وفي مارس، أعلن عن خطط لفرض رسوم جمركية باهظة على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، اعتبارا من أوائل إبريل/نيسان، في محاولة لتصحيح العجز التجاري حسب قوله.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب منتقداً رئيس المركزي الأميركي: أعرف أكثر منه عن الفائدة
وأدى فرض الرسوم الجمركية إلى عمليات بيع كبيرة في الأسواق المالية، ما انعكس في ارتفاع التقلّبات إلى مستويات لم تحدث منذ جائحة كوفيد-19، وفي إثارة قلق المستثمرين. ونقلت فرانس برس عن أستاذة الاقتصاد في جامعة جورج واشنطن تارا سينكلير قبل نشر البيانات، قولها: "عادة، لا تتغيّر سياسة الحكومة كثيرا، خصوصا خلال الأيام المئة الأولى للرئاسة... هذه المرة الأمر مختلف". وأضافت: "أعتقد أنّ من الواضح جدا أنّ هناك تغييرات جذرية في السياسة أدّت إلى إضعاف الاقتصاد بشكل مباشر".
من جانبها، قالت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وورن في بيان، "بعد مرور 100 يوم على بدء رئاسته، تؤدي الرسوم الجمركية التي يفرضها دونالد ترامب إلى انكماش اقتصادنا، حيث تقوم الشركات بتخزين الواردات تحسبا ليوم القيامة الذي سيحل بسبب الرسوم الجمركية". وبعد الحركة السلبية الكبيرة التي شهدتها الأسواق في إبريل، أعلنت إدارة ترامب تعليقا مؤقتا لمدة 90 يوماً، للرسوم الجمركية المرتفعة التي قرّرت فرضها على عشرات الدول، وذلك لإتاحة المجال أمام إجراء محادثات، بينما حافظت على معدّل رسوم أساسي بنسبة 10% على معظم الدول.
كذلك، أعلنت تدابير خاصة في قطاعات الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع الغيار غير المصنّعة في الولايات المتحدة، وفرضت تعرفات جمركية جديدة تصل إلى 145% على الكثير من المنتجات الصينية. وردّت بكين بفرض رسوم جمركية باهظة ومحدّدة الأهداف على السلع الأميركية.
وقد شهد الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 2.8% العام الماضي، وفقا لوزارة التجارة، بينما توقّع معظم المحلّلين أن يتباطأ قليلا هذه السنة. لكن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض وفرض رسوم جمركية جديدة، خفّض العديد من المحلّلين توقعاتهم للنمو بشكل كبير. وتؤثر الواردات بشكل سلبي على النمو، ومن شأنها أن تضعف التأثيرات الإيجابية للصادرات في حسابات الناتج المحلي الإجمالي.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
عقوبات أميركية جديدة على كيانات مرتبطة بإيران.. والأخيرة تندّد
وقالت سينكلير من جامعة جورج واشنطن، إنّ "هذه الزيادة الكبيرة في الواردات تأتي مباشرة من أشخاص يحاولون استباق الرسوم الجمركية. وهذا ردّ مباشر على سياسات هذا الرئيس"، فيما قال كبير الاقتصاديين في رابطة مصرفيي الرهن العقاري مايك فراتانتوني في مذكرة للعملاء اطلعت عليها فرانس برس، إنّ تأثيرات الرسوم الجمركية على النمو والتضخم تشكل "معضلة" بالنسبة إلى بنك الاحتياطي الفدرالي، في إطار محاولته الحفاظ على استقرار الأسعار وأقصى حد من التوظيف المستدام. وأضاف: "نتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه الأسبوعي المقبل، ونشير إلى أنّه سيستمر في الإبقاء على هذا المستوى حتى يتضح ما إذا كان الركود أو التضخّم هو الخطر الأكبر".
الأسهم الأميركية تتعافى من خسائرها عند التسوية
وفي أسواق المال، فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على تراجع حاد اليوم الأربعاء، بعدما أشارت بيانات إلى انكماش أكبر اقتصاد في العالم في الربع الأول من العام، مما زاد من المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لسياسات ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية. وبحسب رويترز، هبط المؤشر داو جونز الصناعي 237.2 نقطة بما يعادل 0.59% إلى 40290.41 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 منخفضا 61.4 نقطة أو 1.10% إلى 5499.44 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 361.3 نقطة أو 2.07% إلى 17099.977 نقطة.
ولاحقاً، عكست الأسهم اتجاهها، حيث أغلق داو جونز وستاندرد أند بورز500 عند مستوى أعلى بعد ارتفاع في وقت متأخر يوم الأربعاء. ووفقاً لبيانات الأولية، كسب ستاندرد أند بورز 8.06 نقطة، أو 0.14%، لينهي التداول عند 5568.89 نقطة، في حين خسر ناسداك 14.98 نقطة، أو 0.09% مسجلاً 17،446.34، فيما ارتفع متوسط داو جونز الصناعي 114.68 نقطة، أو 0.28%، إلى 40642.3.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غياب الأمم المتحدة
غياب الأمم المتحدة

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

غياب الأمم المتحدة

هناك شيء أساسي كان مفقوداً في الأشهر الماضية، من غزّة إلى أوكرانيا ومن تايوان إلى غرينلاند؛ الأمم المتحدة. صحيحٌ أن المثاليين وحدهم، أو المؤمنين بجدوى المؤسّسات الدولية نواةً مستقبليةً لا دوراً ممارساً حالياً، متمسّكون بأكبر نموذج مُستولَد من الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945)، إلا أنه يبقى أمراً غير ذكي الاعتقاد أن هذه المؤسّسة، بكامل فروعها وأقسامها، قادرة على تصحيح مسارها المتدهور. على هذا النسق، فإن سنواتٍ لا عقوداً تفصل عن تحويل مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك إلى متحف أو شاهد على مرحلة آمنت فيها غالبية الشعوب بمبدأ التعاون الدولي لتحقيق العدالة. في المنطق، لا يُمكن تسليم أيّ رجل أمن سلطة فرض القانون من دون العتاد اللازم من سلاح ومراقبة قضائية ـ قانونية وغطاء سياسي ـ مجتمعي. الأمم المتحدة ليست فعلياً إلا مؤسّسة تبتلع الأموال، مهما بلغت قيمتها ولو شحّ تمويلها، لكنّها لا تفعل أكثر من ذلك، ولا قدرة لها على أكثر من ذلك. ذلك كلّه مفهوم. هل من بديل لمؤسّسة أممية جامعة تخلف عصبة أمم، والأمم المتحدة، أو أن العالم بشكله الحالي لا يحتاج إلى مثل هكذا منظومة ينضوي تحت ظلالها؟ وبما أن الطبيعة ترفض الفراغ وتكرهه، من سيحلّ مكان هذه المؤسّسة في العالم؟ ومن سينظر في شكاوى الدول والفئات والمجتمعات؟ ذلك، لأن الأمر لم يعد متعلّقاً بقادة مزاجيّين، بل أن التفلّت العالمي، بكل تراكماته المتسارعة خصوصاً في العقدَين الأخيرَين، أضحى أسرع من إمكانية كبح التراجع الجنوني لسلطة الأمم المتحدة وهالتها. البديل في أفضل الحالات، قد يكون تلك المنظّمات الإقليمية، مثل الاتحادات القارية (الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي...) أو الإقليمية (رابطة دول جنوب شرق آسيا، مجلس التعاون الخليجي...). يسمح الركون إلى تلك المنظّمات بالمحافظة على "النظام والقانون". غير أن أسوأ ما يمكن حصوله غياب أيّ مرجعية تسمح لطرفَين أو أكثر باللجوء إليها لحلّ النزاعات، مفسحةً المجال لتحالفات من عدّة دول لمعالجة قضية ما، ستكون منحازة إلى طرف ما، أو في أسوأ الأحوال شيخَ صلحٍ في قرية نائية حيث لا سلطة لها لفرض حلّ من دون صدام، ممّا يعيد الأمور إلى بداياتها لجهة ضمان وجود مرجعية تسمو فوق مصالح الدول. بما أن الواقعية القاسية تفرض نفسها في مختلف الملفّات، لن يكون البديل الواقعي عن الأمم المتحدة سوى مصالح الدول على حساب مفهوم العدالة بحدّ ذاته. تقوى هذه المصالح وتضعف بحسب قدرة مصانع الأسلحة على إنتاج السلاح. ربّما يبدو أن الزمن الحالي من الدول هو مرحلة "القادة الضعفاء يتسبّبون بأيام صعبة"، وهي مرحلة تُظهِر معدن الحكام الحاليّين للكوكب، وعجزهم عن استنباط حلول بمعزل عن استخدام السلاح، أو حتى "السلام من خلال القوة"، بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومثل هذه الأيّام، لا تضمن استقراراً طبيعياً للفرد وللمجتمعات، بل تدفع باتجاه تزخيم الفوضى وفقدان السيطرة على الأوضاع. يكفي أنه في ذروة اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزّة، واحتدام الحرب الروسية ـ الأوكرانية، كادت الهند وباكستان أن تفتحا جبهة حرب استنزافية على سفوح الهيمالايا، وكأنّ العالم بدأ يعتاد فكرة سماع أصوات القصف ونشوب حروب، حتى أن سلاماً ما في بقعة بعيدة نسبياً، يُصبح حلماً لمن يسكن في قلب الصراعات أو على ضفافها. ذلك كلّه، والأمم المتحدة تبدو بعيدةً حتى من إبداء القلق. من سينصت لشخص يتحدّث بصوت حزين، رغم صدق نيته؟... في عالم يجنح نحو تعزيز مفاهيم الاختلافات بين البشر، باسم القومية والمذهبية والدين والعرق، لم يعد مستحبّاً استخدام الأشعار والكلمات العاطفية لدى من يفترض بهم أن يكونوا أصحاب قرار. وحتى نصل إلى ترجمة لمفهوم "الأيّام الصعبة تُخرج قادة أقوياء"، بات أكيداً أن الأمم المتحدة منظومةً انتهت، ولا يمكن تغييرها من الداخل.

مطاردة ترامب للطلاب الأجانب يضعف "القوة الناعمة" الأميركية
مطاردة ترامب للطلاب الأجانب يضعف "القوة الناعمة" الأميركية

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

مطاردة ترامب للطلاب الأجانب يضعف "القوة الناعمة" الأميركية

أثار قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفارد العريقة في الولايات المتحدة ، موجةً من ردود الفعل خاصّة في ما يتعلق بإلحاق المزيد من الضّرر بـ"القوة الناعمة" الأميركية؛ إذ رأت السيناتور الديمقراطية جين شاهين في معرض انتقادها للقرار أن "الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية و القوة الناعمة "، وأضافت في بيان أن "هذا العمل المتهور يسبب ضرراً دائماً لنفوذنا العالمي". وحصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة مؤقّتة الجمعة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم. يذكر أن جامعة هارفارد تخرج منها رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني، والرئيس التايواني لاي تشينغ تي، ما يؤكد القوة الناعمة للطلاب الأجانب في الجامعات الأميركية. التي تستقطب مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنوياً، لا سيّما من آسيا. وفي العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1,126,690 طالباً أجنبياً في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي. وتأتي الهند في مقدمة الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصاً في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة. شخصيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصاً في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم. وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة "لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي"، معتبرة أن القرار "لن يؤدي إلّا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية". من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال "عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم"، ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم. وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفارد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرّفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس "لديك ابن رائع حقق نجاحاً باهراً، ثم ترسله إلى هارفارد، ويعود الابن إلى المنزل... وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطاً يسارياً رائعاً، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة". في جلسة استماع في الكونغرس هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق "بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل" بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار "أميركا أولاً". أمر ترامب باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفاً الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول ومنذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، انخرط في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها، كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفاً الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الاعلام، مثل إذاعة "صوت أميركا" التي علقت بثّها الآن. ومطلع مايو/أيار، هدّد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويجري تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم "ميشن إمباسيبل - ذي فاينل ريكونينغ" Mission: Impossible - The Final Reckoning من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان، وقد صُوِّر على نحوٍ رئيسيّ في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، كما استهدف مؤسّسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن التي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد "أيديولوجيا مضرّة"، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفيدرالية، ويرى منتقدو ترامب أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضرّ بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى إنّها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة. طلاب وشباب التحديثات الحية هونغ كونغ تفتح جامعاتها أمام طلاب أجانب تأثروا بقرار المنع الأميركي يذكر أن مفهوم "القوة الناعمة" الذي وضعه في ثمانينيات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي الذي توفي مطلع مايو/أيار، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط. (فرانس برس)

عام على حكم لاي تشينغ تي... قلق تايوان في أوجه
عام على حكم لاي تشينغ تي... قلق تايوان في أوجه

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

عام على حكم لاي تشينغ تي... قلق تايوان في أوجه

يمر العام الأول على ولاية الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي في وقت تشهد فيه الجزيرة التي تطالب بالاستقلال عن البر الرئيسي الصيني وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، حالة من عدم اليقين بسبب تقلبات السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما بعد عودة ونالد ترامب إلى البيت الأبيض. قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، نهاية العام الماضي، كان لاي تشينغ تي أثار غضب الصين، في خطابه الأول بصفته رئيساً بعد تنصيبه في 20 مايو/ أيار 2024، قائلاً حينها إن بكين وتايبيه "ليستا تابعتين لبعضهما بعضاً"، ما اعتبرته السلطات الصينية خطاباً مليئاً بالعداء والاستفزاز والأكاذيب والخداع. واتهمت الرئيس التايواني بأنه "أكثر تطرفاً" في نهجه من سلفه الرئيسة تساي إنغ ون، وأنه بذلك أرسل "إشارة خطيرة" بشأن استقلال تايوان. أما بمناسبة عام على تنصيبه، فقال لاي للصحافيين، الثلاثاء الماضي: "أنا أيضاً ملتزم بالسلام، لأن السلام لا يقدر بثمن، ولا رابح في الحرب، لكن عندما يتعلق الأمر بالسعي للسلام، لا يمكن أن نسير وراء أحلام أو أوهام". وشدد في الوقت نفسه على أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية، لأن الاستعداد للحرب أفضل طريقة لتجنبها. من جهة أخرى، ومنذ تسلم لاي منصبه، كثّف الجيش الصيني تدريباته العسكرية في محيط الجزيرة، كان أكبرها في شهر إبريل/ نيسان الماضي، بإجراء مناورات مشتركة واسعة النطاق حول تايوان، عقب تحذيرات شديدة اللهجة وجهتها بكين إلى تايبيه من أن الجهود الرامية لضمان استقلال الجزيرة قد تؤدي إلى اندلاع حرب. وكانت وزارة الدفاع الصينية قد وجهت تهديداً شديد اللهجة لتايبيه في أعقاب امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في فبراير/ شباط الماضي، عن التعليق بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح للصين بالسيطرة على تايوان بالقوة. وقالت إن طلب الدعم من الولايات المتحدة سيأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف، محذرة من أن أي خطوة في هذا الاتجاه لن تنتهي إلا بالتدمير الذاتي. وأضافت: "سنأتي ونأخذكم عاجلاً أم آجلاً". أخبار التحديثات الحية رئيس تايوان يعرض السلام مع الصين رغم سعيه لتعزيز دفاع الجزيرة كذلك تسبب سعي تايبيه، في مارس/ آذار الماضي، إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لما لا يقل عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي، في اضطرابات شعبية واسعة النطاق في الجزيرة. وأثار تساؤلات حول جدوى هذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على الإنفاق الحكومي، وما إذا كانت الزيادة في الميزانية الهادفة إلى إظهار تصميم تايوان على الدفاع عن نفسها، كافية لإرضاء الرئيس الأميركي، الذي دعا مراراً إلى رفع ميزانية الدفاع لدى الدول الحليفة. مدمر براغماتي في تقييمها لعامه الأول، وصفت وسائل إعلام صينية، لاي، بأنه مدمر براغماتي لتايوان. وقالت إنه رسخ خلال العام الماضي صورته بصفته "مثيراً للمشاكل" و"مخاطراً" و"محرضاً على الحرب". وأضافت أن أفعال لاي أوضحت للعالم الحقيقة القبيحة وراء "استقلال تايوان" - محاولاته لتقسيم البلاد والتملق للقوى الأجنبية - وأقنعت العالم الخارجي أكثر بأن طريق "استقلال تايوان" يتجه نحو طريق مسدود. ولفتت إلى أن لاي لم ينعم بالاستقرار الذي ينشده، بل بعد عام واحد من توليه منصبه، وجد نفسه غارقاً في دوامة سياسية متفاقمة داخلياً وخارجياً، إذ سلط الاختراق الذي شهدته المحادثات الأميركية الصينية، الأسبوع الماضي، الضوء على واقع مقلق لإدارة لاي. فحتى واشنطن، أقرب داعميها وأكبر موردي الأسلحة إليها، مستعدة لإبرام صفقات مع بكين تبقي تايبيه على هامش اللعبة. في الوقت نفسه، قوبلت جهود لاي لتعزيز جاهزية تايوان العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي لإرضاء واشنطن باستجابة فاترة من البيت الأبيض، وأصبح شباب الجزيرة أقل ميلاً للانضمام إلى القوات المسلحة. وأضافت، وسائل الإعلام، أن الأسوأ من ذلك كله أن لاي يواجه هيئة تشريعية تسيطر عليها المعارضة، والتي عرقلت بعض مبادراته الرئيسية، ووصفته بأنه "ديكتاتور"، وهي التسمية التي أصبحت تترسخ بشكل متزايد في المناقشات العامة. ولفتت إلى أن تعاملات الرئيس الأميركي مع تايوان أظهرت أن استراتيجية لاي الأميركية غير فعالة، على الرغم من شعاراته السابقة والتزاماته بمحاولة إرضاء واشنطن. جيانغ قوه: يُدرك لاي تشينغ تي نفسه "المأزق الذي وُضع فيه" رهانات لاي تشينغ تي رأى الباحث في العلاقات الدولية في مركز النجمة الحمراء في بكين، جيانغ قوه، أن "رهانات لاي تشينغ تي الهشة على المظلة الأميركية في سعيه إلى الاستقلال، أدخلت الجزيرة في متاهة كبيرة، خصوصاً في ظل السياسة الانتهازية التي انتهجها دونالد ترامب في التعامل مع حلفائه في المنطقة، لا سيما تايوان". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن ترامب كرر في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة قد لا تكون ملزمة بالتعامل مع أي تهديد صيني مستقبلاً، عملاً بشعار "أميركا أولاً". وأدرك لاي، بحسب جيانغ قوه، نفسه "المأزق الذي وُضع فيه، وهو ما انعكس في تصريحاته الأخيرة، الثلاثاء الماضي، بمناسبة عام على تنصيبه، حين أبدى استعداده للحوار مع بكين والتزامه بالسلام". خيارات محدودة اعتبر الباحث في مركز يون لين (تايوان) للأبحاث والدراسات، دا مينغ، أن "استجابة لاي تشينغ تي لمطالب ترامب من خلال رفع قيمة الإنفاق الدفاعي إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أظهرت مدى اعتماد تايبيه على واشنطن، وأرسلت إشارة واضحة للداخل والخارج عن مدى تبعية الجزيرة للمظلة الأميركية". ولفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "السؤال: هل سيكون ذلك كافياً لكسب الدعم الأميركي المطلوب في ظل التهديدات الصينية؟". دا مينغ: ترامب لا يلقي بالاً لأي اعتبارات للتعهدات السياسية بين الدول وبرأي دام ينغ "يشير الواقع إلى أن ترامب رجل الصفقات الأول، وهو لا يلقي بالاً لأي اعتبارات لها علاقة بالمصالح المشتركة أو التعهدات السياسية والبروتوكولات الثنائية بين الدول". ورأى أنه "لذلك، يجب أن يكون ذلك واضحاً للقادة في تايبيه، من أجل تحديد موقف الجزيرة، لأن الخيارات المتاحة محدودة، والصين لن تقبل بأقل من إعادة التوحيد بالقوة إذا لزم الأمر". تقارير دولية التحديثات الحية بكين تواصل مناوراتها وتتهم رئيس تايوان بدفع الجزيرة إلى "الحرب"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store