
"تُعرقل خطط السلام"... حملة نتنياهو على دمشق تُغضب ترامب!
ونقل مراسل "القناة 12" الإسرائيلية باراك رافيد عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "بيبي يتصرّف كالمجنون. يقصف باستمرار أيّ شيء يتحرّك. ما يفعله قد يُفشل ما يحاول الرئيس دونالد ترامب تحقيقه في سوريا خصوصاً، وفي المنطقة عموماً".
وقال مسؤول أميركي ثانٍ للقناة إن مقتل المواطن الفلسطيني–الأميركي سيف الله مصلط، بعد تعرّضه للضرب حتى الموت على يد مستوطنين متطرفين في بلدة سنجل شمال رام الله، إضافة إلى قصف الجيش الإسرائيلي لكنيسة في غزة، دفع الرئيس الأميركي إلى الاتصال بنتنياهو وطلب إيضاحات. وأضاف المسؤول: "الشعور العام هو أن هناك حادثاً جديداً كل يوم. ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟".
ونقلت القناة عن مسؤول أميركي ثالث أن هناك شكوكاً متزايدة في إدارة ترامب تجاه نتنياهو، مضيفاً: "نتنياهو يتصرّف كصبي أحياناً، ولا يعرف ببساطة كيف يواجه الأمور. إصبعه خفيفة على الزناد".
رغم ذلك، لم يوجّه ترامب انتقادات مباشرة للغارات الإسرائيلية على السويداء. لكن، بحسب مسؤول أميركي، فإن المبعوث الأميركي توم برّاك طلب من المسؤولين الإسرائيليين، خلال محادثات معهم الأسبوع الماضي، وقف هذه الغارات، وقد تعهّدت إسرائيل بذلك، إلا أنها عادت وصعّدت هجماتها، وقصفت يوم الأربعاء مقرّ هيئة الأركان والقصر الرئاسي في دمشق.
هجمات السويداء فاجأت الأميركيين
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن "الهجمات الإسرائيلية على سوريا فاجأت الرئيس والبيت الأبيض. ترامب لا يحب أن يُشغّل التلفزيون ويرى القصف في بلد يحاول إحلال السلام فيه، خصوصاً بعد إعلانه التاريخي عن عزمه المساهمة في إعادة إعمار سوريا". وعلى الرغم من الإحباط داخل الإدارة الأميركية، امتنع ترامب عن توجيه انتقادات علنية لإسرائيل، ولا يزال من غير الواضح إن كان يشارك مستشاريه قلقهم من نتنياهو.
رفض المتحدث باسم نتنياهو، زئيف أغمون، التعليق على التقرير. وتأتي هذه الانتقادات بعد أيام قليلة من زيارة نتنياهو لواشنطن، حيث التقى ترامب مرتين، في أجواء بدت إيجابية، في ظلّ إنجازات إسرائيلية في الحرب ضد إيران.
لكن الأحداث الأخيرة تهدّد بتعكير صفو العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، التي شهدت تقارباً غير مسبوق خلال النصف الأول من ولاية ترامب. ففي أقل من أسبوعين، عبّرت الإدارة الأميركية عن قلقها من خمس حوادث مختلفة، ما خلق توتراً حقيقياً بين الطرفين. وقد طالب السفير الأميركي مايك هاكابي إسرائيل بتوضيحات بشأن مقتل مواطن أميركي، وإحراق كنيسة في قرية الطيبة شرق رام الله، كما أعرب عن غضبه من رفض منح تأشيرات دخول للمتطوعين المسيحيين.
أما ترامب، فغضب بشدة بعد قصف كنيسة اللاتين في غزة، وكذلك بسبب طريقة تصرّف إسرائيل في سوريا.
خلف الكواليس
في الأثناء، أرسلت دول مثل تركيا والسعودية رسائل غاضبة إلى إدارة ترامب بسبب تصرّفات إسرائيل. واشتكى عدد من كبار المسؤولين الأميركيين مباشرة للرئيس من سلوك نتنياهو، من بينهم برّاك، والمبعوث ستيف ويتكوف، المقربان من ترامب.
وبحسب مسؤول أميركي كبير، كان الرأي السائد في البيت الأبيض أن نتنياهو أمر بالهجمات على السويداء لأسباب سياسية داخلية، تحديداً بسبب ضغوط من الأقلية الدرزية في إسرائيل.
وقال مسؤول أميركي كبير في تعقيبه للقناة 12: "الأجندة السياسية لنتنياهو هي التي تحركه، وهذا قد يتبيّن لاحقاً كخطأ فادح".
وأشار مسؤول آخر إلى أن إسرائيل لا تدرك حجم الضرر الذي لحق بصورتها في واشنطن خلال الأسبوع الأخير، مضيفاً بحدة: "على الإسرائيليين أن يُخرجوا رؤوسهم من مؤخراتهم".
إسرائيل تُفاجأ بالانتقادات الأميركية
وأفاد التقرير بأن إسرائيل فوجئت بالانتقادات الأميركية لهجماتها في سوريا، خاصة أن ترامب كان قد شجّع نتنياهو في بداية ولايته على الاحتفاظ بأجزاء من سوريا، ولم يُبدِ آنذاك أيّ اعتراض.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لم تتحرك في سوريا إلا بعد حصولها على معلومات استخبارية واضحة عن ضلوع النظام السوري الجديد في هجمات على الدروز. ونفى أن تكون هناك دوافع سياسية داخلية، مشيراً إلى أن التدخل جاء ضمن "التزام أخلاقي تجاه الطائفة الدرزية في إسرائيل".
لكنّ مسؤولاً أميركياً شدّد على أن "إسرائيل ليست من يقرّر ما إن كانت الحكومة السورية قادرة على فرض سيادتها على أراضيها أم لا. السياسة الإسرائيلية الحالية ستؤدّي إلى زعزعة الاستقرار، وسيدفع الدروز وإسرائيل الثمن معاً".
ضغط الدروز
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هاريئيل إلى أن التقارير الأولى من السويداء أثارت ذعراً واسعاً بين الدروز في إسرائيل، ما أدى إلى ضغوط كبيرة على الحكومة للتدخل. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ هذه المرة عمليات قريبة من الحدود، بل أرسل مقاتلات لقصف مناطق تبعد 70–80 كيلومتراً داخل جبل الدروز، فيما الاعتبارات السياسية كانت حاضرة بقوة، لا سيما حاجة "الليكود" لأصوات الدروز في الانتخابات المقبلة.
وأضاف أن إدارة ترامب، التي قدمت أخيراً دعماً لنظام الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، لا ترحّب بالتدخل الإسرائيلي، وهناك أيضاً تحفظات في هيئة الأركان العامة، إذ يرى عدد من كبار الضباط أن إسرائيل تتورط في صراع لا شأن لها به، ولا تأثير فعلياً لها عليه. وبعد وقف إطلاق النار، بدا أن نتنياهو اضطر مجدداً إلى الرضوخ للضغوط الأميركية، كما حدث في نهاية المواجهة مع إيران.
واختتم هاريئيل بالقول إن شخصية الشرع لا تزال تثير الغموض: "هل هو جهادي؟ أم رجل دولة؟ أم كلاهما؟ يبدو أنه يتحرك بين ضغوط متناقضة، ومع ذلك لا يزال يحظى بدعم الأميركيين".
وأشار إلى أن التوترات الأخيرة قد تهدأ موقتاً، لكن آمال ترامب في تحقيق انفراجة في العلاقات السورية–الإسرائيلية لا تزال تواجه تحديات كبيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
أكسيوس: واشنطن ترعى لقاء بين سوريا وإسرائيل غدًا الخميس
في تحرك دبلوماسي عاجل لتفادي تصعيد أمني جديد في الجنوب السوري، كشفت مصادر أمريكية مطلعة لموقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة ستستضيف غدًا الخميس اجتماعًا ثلاثيًا يضم مسئولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وسوريا، لبحث ترتيبات أمنية مشتركة في جنوب سوريا. ويأتي هذا اللقاء – الذي سيترأسه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك – في أعقاب توتر خطير شهدته مدينة السويداء الأسبوع الماضي، أعقبه قصف إسرائيلي استهدف العاصمة السورية دمشق، بما في ذلك محيط القصر الرئاسي، ما أثار مخاوف من انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة. وقال مسئول إسرائيلي رفيع لموقع "أكسيوس": "تشهد المنطقة الآن هدوءًا نسبيًا، لكن القضايا الجوهرية لن تحل دون اتفاقات شاملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والحكومة السورية". وأضاف المصدر أن الهدف من الاجتماع هو التوصل إلى تفاهمات أمنية وتكثيف التنسيق بين تل أبيب ودمشق لمنع تكرار الأزمات. خلفية التصعيد وشهدت محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، اشتباكات مسلحة الأسبوع الماضي بين فصائل درزية محلية ومسلحين من قبائل البدو، ما دفع الجيش السوري لإرسال قافلة دبابات باتجاه المدينة. ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن القافلة دخلت منطقة منزوعة السلاح على الحدود الجنوبية لسوريا، وشاركت في هجمات ضد السكان الدروز، وهو ما نفته دمشق. وفي اليوم التالي، نفذت إسرائيل ضربات جوية على أهداف في دمشق، في تصعيد غير مسبوق أثار قلق البيت الأبيض. وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس دونالد ترامب عبر عن "انزعاجه الشديد" من الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وأجرى اتصالًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب فيه بـ"تصحيح المسار". لقاءات سرية سابقة لم تحدد بعد مكان انعقاد الاجتماع المرتقب، إلا أن اللقاءات السابقة بين الجانبين الإسرائيلي والسوري جرت في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحضور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانيجبي ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
الجمهوريون يسعون لتغيير اسم الأوبرا إلى ميلانيا ترامب
سعى الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي إلى إعادة تسمية دار الأوبرا في مركز جون إف كينيدي للفنون المسرحية في واشنطن باسم السيدة الأولى ميلانيا ترامب. وصوتت لجنة المخصصات في مجلس النواب، والتي يقودها الجمهوريون، على المضي قدمًا في صياغة من شأنها أن تشترط تمويل المؤسسة الثقافية الرائدة في واشنطن بتغيير الاسم أثناء مناقشتها لميزانية عام 2026. وقال عضو الكونجرس عن ولاية أيداهو مايك سيمبسون، الذي قدم تعديلاً لتسمية المكان باسم "دار أوبرا السيدة الأولى ميلانيا ترامب"، إنها "طريقة ممتازة للاعتراف بدعمها والتزامها بتعزيز الفنون". تمثل هذه الخطوة أحدث جبهة في استيلاء الرئيس دونالد ترامب العدائي على مركز كينيدي، بعد أن أقال أعضاء مجلس الإدارة في فبراير وعين نفسه رئيسًا، واستبدل رئيسه القديم بحليفه ريتشارد جرينيل. ترامب، الذي اتهم المؤسسة بأنها "مُنتبهة" أكثر من اللازم، اختار أيضًا رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ونائب رئيس الموظفين دان سكافينو، والسيدة الثانية أوشا فانس، لشغل مناصب أمناء. استُقبل الرئيس بالهتافات والاستهجان في المركز في يونيو أثناء حضوره عرضًا في ليلة افتتاح المسرحية الموسيقية الشهيرة "البؤساء". حرص الجمهوريون على مدح ترامب ومساعدته على ترسيخ إرثه في ولايته الثانية، بما في ذلك من خلال تقديم تشريع لإعادة تسمية مطار دالاس الدولي في منطقة العاصمة باسمه. كما بُذلت جهود في الكونجرس لاستبدال صورة بنجامين فرانكلين بترامب على ورقة المئة دولار، ونحت صورة ترامب على جبل راشمور الشهير، وتسمية عطلة وطنية باسمه، وإعادة تسمية خدمة قطارات مترو واشنطن باسم "قطار ترامب". لكن المسرح، الذي يتسع لـ 2364 مقعدًا، وهو ثاني أكبر مسرح في مجمع مركز كينيدي، لن يحصل على تسميته الجديدة إلا بموافقة مجلسي الكونجرس.


الميادين
منذ 4 ساعات
- الميادين
ترامب يتهم أوباما بالخيانة: جدل جديد حول تدخل روسيا في انتخابات 2016
أحالت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، اليوم، مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، من بينهم جيمس كومي، إلى وزارة العدل، متهمةً إياهم بـ"تصنيع" معلومات استخباراتية ضمن التحقيقات بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية لعام 2016.واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الخطوة بمثابة إثبات لخيانة أوباما. وفي تصريحات له من البيت الأبيض، قال ترامب إنّ أوباما "ضُبط متلبساً" في محاولة لسرقة الانتخابات وقيادة انقلاب سياسي، مشيراً إلى أن محاولات توريطه في علاقات غير مشروعة مع روسيا شكّلت عملاً من أعمال الخيانة.وقال إنّه "مذنب، كانت هذه خيانة. لقد حاولوا سرقة الانتخابات وقادوا انقلاباً ضد الشعب الأميركي". وأضاف أن الوقت قد حان "لمحاسبة الناس"، مشيراً إلى مسؤولين في إدارة أوباما. وفي منشور في منصة "إكس"، أيّدت غابارد تصريحات ترامب، مؤكّدةً أنّها رفعت السرية عن وثائق تظهر ما وصفته بـ"مؤامرة خيانة" قادها مسؤولون في إدارة أوباما عام 2016 لتقويض حملة ترامب. Their goal was to usurp President Trump and subvert the will of the American matter how powerful, every person involved in this conspiracy must be investigated and prosecuted to the fullest extent of the law. The integrity of our democratic republic depends on اليوم 09:26 اليوم 08:13 وتوعّدت غابارد بمحاسبة المتورطين عبر وزارة العدل، في خطوة وصفها الديمقراطيون بأنّها ذات دوافع سياسية و"كاذبة". وفي ردٍ نادر، أصدر المتحدّث باسم أوباما، باتريك رودنبوش، بياناً وصف فيه اتهامات ترامب وغابارد بأنّها "سخيفة"، وقال إنها محاولة مكشوفة لصرف الانتباه عن قضايا أخرى تلاحق ترامب. وأكّد رودنبوش أنّ الوثائق التي تحدثت عنها غابارد لا تتعارض مع الاستنتاج المقبول بأنّ روسيا سعت للتأثير على الانتخابات، لكنها لم تنجح في تغيير نتائج التصويت أو التلاعب بالأصوات. وكان تقييم مشترك لأجهزة المخابرات الأميركية، صدر في كانون الثاني/يناير 2017، قد خلص إلى أنّ روسيا سعت إلى دعم حملة ترامب والإضرار بمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون من خلال حملات تضليل إلكترونية واختراق بيانات. تقرير آخر صادر عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عام 2020، أشار إلى أن روسيا استخدمت أدوات مختلفة مثل موقع "ويكيليكس" والناشط الجمهوري بول مانافورت لدعم حملة ترامب، لكنه لم يجد دليلاً على تغيير النتائج. في خطوةٍ أثارت الجدل، أعاد ترامب مؤخراً نشر فيديو مفبرك في منصة "تروث سوشيال"، يظهر فيه أوباما مكبّل اليدين، ما اعتُبر تصعيداً رمزياً من جانب الرئيس الأميركي ضد سلفه. ويواجه ترامب ضغوطاً من قاعدته المحافظة لنشر ملفات التحقيق في قضية جيفري إبستين، المتهم بالاتجار بالبشر والذي توفي منتحراً عام 2019. وقد ربط ترامب في التسعينيات صلات اجتماعية بإبستين، ما أثار المزيد من الشكوك. في المقابل، علّق النائب الديمقراطي جيم هايمز بالقول في منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "هذه كذبة. يمكن للرئيس أن يسأل وزير خارجيته الحالي ماركو روبيو، الذي شارك في لجنة تحقيق مجلس الشيوخ من الحزبين والتي أكّدت أنّه لا يوجد تسييس في تصرفات أجهزة الاستخبارات". This is a lie. And if he's confused, the President should ask @SecRubio, who helped lead the bipartisan Senate investigation that unanimously concluded that there was no evidence of politicization in the intelligence community's behavior around the 2016 election.