
إسرائيل وحروبها مع الفصائل المسلّحة... تاريخ طويل كرّس فائض قوّتها
خاضت إسرائيل نوعين من الحروب خلال تاريخها الممتد من العام 1948، الأول ضد دول، والثاني ضد فصائل مسلّحة غير حكومية. الحروب ضد المجموعات كانت كثيرة، وتفوق عدداً حروب الدول، لكن تأثيرها كان محدوداً نسبياً لأن قدرات الفصائل ونطاق عملها عوامل تختلف عن الجيوش النظامية سلباً، ولم تكن هذه المجموعات قادرة على فرض تحديات وجودية على إسرائيل، كمصر وسوريا.
بداية حروب إسرائيل مع الفصائل كانت عام 1968، حينما اشتبك الجيش الإسرائيلي مع فصائل فلسطينية، على رأسها حركة "فتح"، في معركة سمّيت "الكرامة"، نسبة للمنطقة الأردنية التي اندلع فيها القتال الموجودة قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن، وقد شارك الجيش الأردني مع الفلسطينيين وتمكّن الطرف العربي من حسم المعركة.
حروب إسرائيل الأبرز ضد الفصائل كانت عام 1979، حينما اجتاحت جنوب لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تنطلق منها هجمات ضد إسرائيل، و1982، حينما استكملت اجتياجها نحو بيروت واشتبكت مع فصائل فلسطينية ولبنانية، بينها حركة "أمل" و"حزب الله" وأحزاب الحركة الوطنية اللبنانية، واستكملت الحروب عام 1983 في صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين.
استمرت المواجهات بين إسرائيل والفصائل خلال تواجدها في جنوب لبنان، وقد اشتبكت مع مجموعات مسلّحة كانت تنضوي تحت علم الحركة الوطنية اللبنانية، و"حزب الله"، في أكثر من تاريخ، وقد تكون معركة عناقيد الغضب عام 1996 ضد الحزب هي الأشهر، وتوالت هذه المواجهات حتى الانسحاب من الجنوب عام 2000.
هدأت الجبهات بين "حزب الله" وإسرائيل بعد الانسحاب من الجنوب حتى عام 2006، حينما خطف الحزب جنديين إسرائيليين عند الحدود الجنوبية، فاندلعت الحرب التي عرفت باسم "حرب تمّوز"، في لحظة توتر إقليمي بين إيران وإسرائيل، وعاد واستقر الحال حتى تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما فتح "حزب الله" جبهة مساندة لغزّة واشتدت الحرب في سبتمبر 2024.
قطاع غزّة كان له حصته من حروب إسرائيل مع الفصائل، وبعد الانسحاب منه عام 2005، خاضت إسرائيل حرباً ضد "حماس" عام 2008، أطلقت عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، ثم عام 2012 حرب "عمود السحاب"، وعام 2014 تحت اسم "الجرف الصامد"، وخلال عام 2021، اشتبكت إسرائيل مع "الجهاد الإسلامي" وأطلقت على العملية اسم "حارس الأسوار"، ولم تشارك فيها "حماس".
أكتوبر العام 2023 فجّر حروب إسرائيل ضد الفصائل، وكانت التجربة الأولى لسياسة "وحدة الساحات" التي أطلقتها إيران، والتي تعني مشاركة كل فصائلها في حرب ضد إسرائيل، وبعد عملية "طوفان الأقصى" النوعية وبدء حرب غزّة، انخرط كل من "حزب الله" اللبناني والحوثيين من اليمن وفصائل عراقية وسورية في الحرب ضد إسرائيل.
الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية "لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي" رمزي عودة، يتحدّث عن الفارق بين الحروب ضد الفصائل والحروب ضد الدول، فيقول إن الأخيرة كانت تشكل "خطراً وجودياً" على إسرائيل، ولو خسرت أمام الجيوش العربية عام 1948 "لما كانت تمكّنت من احتلال فلسطين"، وحرب 1973 كانت "الأصعب" في تاريخ إسرائيل.
ويستطرد في السياق نفسه، فيشير خلال حديثه لـ"النهار" إلى أن الحروب ضد الدول "أكثر خطورة" من الحروب ضد الفصائل بسبب فارق الإمكانات، فإسرائيل تتمتع بـ"فاض قوّة" ضد المجموعات المسلّحة، وهي "غير معرّضة للهزيمة"، وحروبها ضد "حماس" و"حزب الله" لا تؤثر عليها بقدر تأثير حروب الدول التي تفرض عليها "خطراً وجودياً".
حرب الفصائل الأصعب برأي عودة كانت "طوفان الأقصى"، كون "حماس" نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية واقتحام مناطق الغلاف وقتل ما يزيد على 1000 إسرائيلي، وهي أكبر فاتورة بشرية بتاريخ كل حروب إسرائيل، ورتّبت على إسرائيل خسائر "معنوية" أيضاً وسياسية وعسكرية. لكن ورغم خطورتها، إلّا أن إسرائيل تمكّنت من احتلال غزّة وإضعاف "حماس".
في المحصلة، فإن إسرائيل خاضت عشرات الحروب ضد فصائل تنوعّت جنسياتها، لكنها كانت قادرة دائماً على فرض فائض قوّة مكّنها من حسم المعارك لصالحها وتفادي المخاطر الوجودية، وقد عطّلت سياسة "وحدة الساحات" قبل الضربة الكبرى ضد إيران، وأنهت فعالية هذه "الوحدة"، لتفرض قوّة مطلقة في الشرق الأوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
بين واقعيّة باريس وتشدّد واشنطن: بيروت مُربكة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب منذ ما قبل دخول لبنان نفق ثورة 17 تشرين وما تبعه من انهيارات كانت "مخفية" على اكثر من مستوى وصعيد، تحولت البلاد الى ساحة اختبار ديبلوماسي بين القوى المعنية، وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا. فبين واقعية باريس السياسية، المحكومة بالارث التاريخي، وتبديلها لاحصنتها اللبنانية، وتشدد واشنطن الاستراتيجي، المرتبط بالمصالح الاسرائيلية، تبقى بيروت في موقع المرتبك والمعلق، تتقاذفها المقاربات الخارجية دون ان تجد مخرجا داخليا او دعما خارجيا لازماتها، التي قد تنفجر دفعة واحدة قريبا. ففيما تعتمد السلطة اللبنانية، على "الام الحنون" وتسويقها لنظرية منع الانهيار الشامل، مدفوعة بالعوامل التاريخية والثقافية والارتباطات الاقتصادية، ما سمح لها بالتعاون مع الرياض في لعب دور الوسيط بين القوى السياسية المحلية، وتمريرها التسوية التي انتجت العهد "العوني الثاني"، في الوقت الدولي الضائع، تجد باريس نفسها عاجزة امام الجدار الاميركي، وتحديدا بعد وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، مع اتساع هوة الخلاف اللبناني بين الطرفين، من التمديد للقوات الدولية، الى الاولويات بين السلاح والاصلاح. مصدر ديبلوماسي فرنسي، سبق ان خدم في بيروت يكشف استراتيجية باريس الراهنة، وشروط انخراطها من جديد في دعم العهد الجديد، والتي تستند الى النقاط الاساسية الاتية: -اطلاق ورشة اصلاحات جدية، على كافة الاصعدة، تبدأ بالقوانين ولا تنتهي بتحديث الادارة واجهزتها، وهو ما تحاول السلطة الالتفاف عليه حاليا، اذ ان أي اجراءات جذرية لم تتخذ سواء على صعيد تحديث وتطوير القطاع العام، في ظل الاصرار على اعتماد الذهنية والعقلية السابقة في التعيين والادارة، وان تحت غطاء آلية جديدة. -اظهار العهد استقلاليته عن "النفوذ السياسي"، من خلال تحرير السلطات الدستورية من أي ضغوط داخلية او اقليمية، تجعلها خاضعة لاي من المحاور المتواجهة، ومن هنا الدور الكبير لرئاسة الجمهورية "الوسطية" كحافظة للتوازنات بين المكونات اللبنانية المختلفة، دون ارتهان لاي طرف. - التمسك بدور الجيش اللبناني، وتعزيز قدراته، والاهم استقلاليته ليتمكن من حماية الاستقرار الامني والقيام بواجباته على الحدود، جنوبا شرقا وشمالا. وعلى هذا الصعيد يكشف المصدر ان باريس اصطدمت اكثر من مرة "بفيتو" اميركي، منع اعادة تحريك المنحة السعودية لتسليح وتجهيز الجيش والتي كان اقرها الملك عبدالله ابان عهد الرئيس العماد ميشال سليمان. وفي هذا الاطار علم ان قائد الجيش قام بزيارة الى باريس استمرت من الثلاثاء الى الخميس، حيث التقى رئيس اركان الجيوش الفرنسية، وبحث معه مختلف الملفات المشتركة سبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني، خصوصا ان فرنسا تملك القوة الكبرى في اطار اليونيفيل. ـ التعاون مع المبادرة الفرنسية، التي انتجت التسوية السياسية الحالية، والتي بدأت "تتفكك"، نتيجة "سلوك" الجانب اللبناني، وتداعيات ذلك على حماسة الاطراف التي شاركت باريس في رعاية الحل اللبناني. في المقابل، والكلام للديبلوماسي، تنتهج واشنطن سياسة اكثر صرامة تجاه الطبقة السياسية اللبنانية، وتحديدا تجاه حزب الله، وهذا ما بينته زيارة المبعوث الاميركي الخاص الى سورية توماس براك، الى بيروت، وسط قناعة اميركية تزداد يوما بعد يوم، بعجز التسوية التي تمت في كانون عن انتاج أي اصلاحات مطلوبة او استعادة ثقة المجتمع الدولي. امور حملها معه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت خلال زيارته الاخيرة، حيث اكد لكل من التقاهم "ان الامور مش ماشية" وان فرنسا عاجزة في ظل المسار اللبناني الرسمي الحالي على احداث خرق او تليين الموقف الاميركي، وبالتالي من هنا كان تركيزه على الملفات الاقتصادية، وضرورة التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الامر الذي يرى فيه الايليزيه اولوية راهنا، والا فان الامور قد تخرج عن السيطرة، خصوصا ان المشهد الاقليمي ضبابي والامور مفتوحة على كل الاحتمالات. في ظل هذا المشهد تبقى بيروت مربكة، لا تملك قرارها الكامل، ولا الدعم الدولي المنسجم، ما يضع الاستحقاقات في دائرة المراوحة، من تمديد للازمات،الى تراكم الانهيار المالي، طالما لا مبادرة دولية واحدة تنقذ الوضع، وبالتالي بقاء لبنان رهينة الحسابات الدولية، التي حتى الساعة لم تنجح في وضع خارطة طريق واضحة، لدعم دولي مشروط بالاصلاح لا الاشخاص، وضغط اكبر على الطبقة السياسية لعدم اضاعة الفرص المتاحة.

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
الحكومة تُقرّ خطوات إصلاحية ونقاش حول الحياد وكلام قاسم
في بيانٍ صادرٍ عنه، استغرب رئيس الحكومة نواف سلام، الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء بأنّه رفض أن تُصدر الحكومة موقفًا ضدّ توريط لبنان في الحرب الدائرة. بينما كان الرئيس سلام قد شدّد أكثر من مرة أنّ الموقف اللّبنانيّ ثابت في رفض زجّ لبنان او إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة، مذكّرًا بأن مواقفه تعبّر عن سياسة الحكومة وهو المخول دستوريًّا النطق باسمها. وطالب الجميع بالترفع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة الّتي تمرّ بها البلاد. وكان قد أُفيد بأن موقف أمين عام حزب الله نعيم قاسم، قد أُثير في جلسة مجلس الوزراء، عصر اليوم، إذ بادر وزير الخارجيّة يوسف رجّي إلى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من هذا الكلام الذي يهدّد بالتسبب بآثارٍ دوليّة سلبيّة على لبنان. وأثار مطلب رجّي نقاشًا حادًا وأجاب رئيس الحكومة نواف سلام بأنه سبق له أنّ أصدر بيانًا يؤكّد فيه رفض الانجرار إلى الحرب. ولكن رجّي اعتبر أنّ ذلك لا يكفي ويجب صدور موقف عن الحكومة، وفيما أيّد عدد من الوزراء مطلب رجّي لم يوافق مجلس الوزراء على تبني مطلبه. جلسة حكوميّة وخلال جلسته الّتي انعقدت في السّراي الحكوميّ، باشر مجلس الوزراء مناقشة مشروع تصميم وإنشاء وتأهيل وتشغيل مطار رينيه معوّض (القليعات) وفق آليّتَي BOT وDBOT، إلى جانب دراسة تعديل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP). وأكّد وزير الإعلام بول مرقص، خلال تلاوته مقرّرات الجلسة، أنّ المجلس أنّ المشروع لم يُؤجَّل كما تردّد، بل أُدرِج على جدول أعمال الجلسة المقبلة لاستكمال البحث والتنسيق مع الجهات المعنية. كذلك وافق المجلس على تحديد الأصول المتعلّقة بإدارة ومراقبة إنشاءات الصرف الصحّي، وأقرّ إعداد دفاتر شروط لتقييم أصول وزارة الاتصالات، وهيئة "أوجيرو"، وشركتَي الخلوي المشغّلَتَين، على أن يُعاد طرح الملف أمام المجلس بعد استكماله. وفي ملف التربية، صادق المجلس على تأمين استمرارية إشغال المدارس الرسمية المُستأجرة، وشكّل لجنة وزارية لدرس أوضاع المباني المستأجرة من الدولة واقتراح الحلول المناسبة. وعلى صعيد التعاون الخارجيّ، أقرّ المجلس اتفاقيتَين مع دولة قطر: الأولى في مجال الشباب والثانية في مجال الرياضة. كما عيّن المجلس ممثّلاً للدولة في مجلس إدارة مصرف الإسكان، وأقرّ ترحيل المواد الكيميائية المنتهية الصلاحية المخزَّنة في معملي الزوق والجية. وفي ما يخصّ الموقف اللّبنانيّ من الصراعات الإقليميّة، أوضح مرقص أنّ المجلس ناقش الجوانب الأمنيّة والسّياسيّة بما يتوافق مع البيان الوزاري وخطاب القسم، مؤكّداً التزام الحكومة بسياسة الحياد وصون سيادة لبنان. وختم وزير الإعلام مجدًِّاً التأكيد أنّ البحث في مشروع مطار القليعات سيُستكمل في الجلسة المقبلة "حرصًا على التنسيق الكامل مع الجهات المعنية لضمان حسن التنفيذ ضمن الإطار القانونيّ". ردّ رسميّ على كلام قاسم وقبيل الجلسة، أكّد وزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجار، اليوم الخميس، تعليقًا على كلام الأمين العامّ لحزب الله نعيم قاسم، أن "الكلام في الإعلام يختلف عن الواقع، والجميع متّفقون على عدم إقحام لبنان في أيّ حربٍ، والاتّصالات مستمرّة بين رئيس الجمهوريّة جوزاف عون والأجهزة الأمنيّة، كما أنّ قرار الحرب والسّلم بيد الدولة اللبنانيّة". وعن احتمال إطلاق صواريخ من داخل المخيّمات الفلسطينيّة، التي قد تستخدم ذريعةً لتصعيدٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ ضدّ لبنان، قال الحجار: "لن نسمح لأيّ جهةٍ بإطلاق صواريخ أو القيام بأيّة أعمالٍ عسكريّةٍ من الأراضي اللبنانيّة". زيارة رسميّة إلى ذلك، يزور رئيس الحكومة نواف سلام قطر، يوم الاثنين المقبل، للبحث مع كبار المسؤولين في تداعيات الحرب الإسرائيليّة ـ الإيرانيّة على المنطقة عمومًا ولبنان بشكلٍ خاصّ إضافةً إلى المساعدات الّتي تقدمها دولة قطر للبنان.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
هل سيشارك "حزب الله" في المعركة؟
شكّل بيان الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قبل أيام، رسالة سياسية واضحة بأن "حزب الله" ليس على الحياد في المواجهة الدائرة بين إيران وإســرائيل. فرغم أن البيان لم يُعلن صراحة عن نية الدخول في الحرب، إلا أن تأكيده "أننا لسنا محايدين" يفتح الباب أمام احتمال أن يُقدِم الحزب في لحظة ما على خطوة ميدانية تضعه في قلب المعركة، إن بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا الموقف، وإن بدا منسجمًا مع الخطاب العقائدي للحزب، يطرح علامات استفهام عديدة حول مدى واقعية دخوله في الحرب اليوم. فالمعطيات الداخلية والإقليمية تشير إلى أن مصلحة الحزب الفعلية تكمن في التريّث، لا في التورط. أولًا، لأن إيران – بحسب ما يردده بعض قياديي الحزب أنفسهم – ليست بحاجة لمن يدافع عنها، وتمتلك قدرات كافية لإدارة المعركة بنفسها. وثانيًا، لأن الحزب لم يُكمل بعد عملية ترميم قدراته العسكرية والبشرية التي تضررت بفعل المواجهات المتواصلة منذ السابع من تشرين، ما يجعله في وضع غير مثالي لأي مواجهة شاملة. أما السبب الأهم، فهو الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم في بيئة الحزب الداخلية. فالشارع الجنوبي والشيعي عمومًا يرزح تحت ضغوط معيشية بعد الحرب، والقدرة على تحمّل تبعات حرب جديدة – في الأرواح أو في البنى التحتية – باتت محدودة. هذا الواقع يجعل قرار التصعيد مكلفًا شعبيًا، حتى لو غُلِّف بالشعارات الكبرى. وبالتالي، فإن بيان قاسم يمكن اعتباره جزءًا من لعبة التوازن بين الرسائل السياسية والواقع الميداني. هو إعلان عن موقف مبدئي، أكثر مما هو تمهيد لتحرك فعلي ووشيك. الحزب يدرك أنه لا يستطيع أن يبدو خارج الصراع، لكنه في الوقت نفسه لا يرى مصلحة مباشرة في الانخراط الكلي به، أقله في هذه المرحلة. لذلك، يبقى الخيار الأقرب هو الاستمرار في سياسة "ضبط النار"، مع إمكانية المناورة بحدود محسوبة، دون الانزلاق إلى حرب لا يريدها، ولا تتحمّلها بيئته الداخلية اليوم. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News