logo
«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

الأسبوعمنذ 7 ساعات

محمد باقري وعلي شمخاني وحسين سلامي
وائل بنداري
اعتمدت إسرائيل، منذ نشأتها، على 3 أدوات رئيسة ضد دول المنطقة، اغتيال القادة والمؤثرين، تنفيذ عمليات استخبارية وتجنيد عملاء، ثم استخدام الاختراق السيبراني والمعلوماتي، إلى جانب تدمير المنشآت العسكرية ومخازن المواد الخام. وخلال الضربة الأخيرة، تم اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، مثل: حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، غلام رشيد، قائد قيادة «خاتم الأنبياء».
طالت العملية الإسرائيلية: أمير علي حاجي زادة، قائد قوات الجو-فضاء بالحرس الثوري، فريدون عبّاسي دوائي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي طهرانجي، العالم النووي ورئيس جامعة «آزاد» الإسلامية بطهران، والقائد ربّاني، معاون العمليات في هيئة الأركان العامة، وداوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في قوات الجو-فضاء.
كما استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية خلال هذه الضربة، وتضررت مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان بشكل كبير، في استكمالٍ لمسلسل استهداف العلماء النوويين البارزين، حيث تم اغتيال ستة منهم في العمليات الأخيرة، أبرزهم: عبد الحميد مينوشهر، رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي، أحمد رضا ذو الفقاري، خبير الهندسة النووية بالجامعة نفسها، أمير حسين فقهي، عضو هيئة التدريس بالجامعة، نائب مدير منظمة الطاقة الذرية، مدير معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية، مطلبي زادة، خبير التطوير النووي، محمد مهدي طهرانجي، عالم الفيزياء النووية، وفريدون عباسي، مهندس تخصيب اليورانيوم.
بدأت إسرائيل في تكثيف اغتيالات قادة «حماس» بعد عملية السابع من أكتوبر 2023، فاستهدفت: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، يحيى السنوار، قائد الحركة، وشقيقه محمد السنوار، محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، مروان عيسى، نائب القائد العسكري، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي، فضلًا عن قائمة أخرى من القيادات.
وفي لبنان، طالت الاغتيالات رأس الهرم في حزب الله، مثل: حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، وخليفته هاشم صفي الدين، ومصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، نبيل قاووق، وسام الطويل، محمد عفيف، سمير القنطار، إبراهيم عقيل، علي كركي، إبراهيم قبيسي، قائد منظومة الصواريخ، وأحمد وهبي، قائد قوة الرضوان.
استخدمت في هذه الاغتيالات شبكة كبيرة من العملاء مع اختراقات أمنية وسيبرانية، كان أشهرها انفجار أجهزة «البيجر» التي استُخدمت ضد أعضاء حزب الله في لبنان، وراح ضحيتها نحو 42 شخصًا، وأُصيب أكثر من 3000، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى إصابة ما يزيد على 5000 شخص، في سابقة تُعد من أبرز عمليات الاختراق المخابراتي.
كما سعت إسرائيل إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة، ولا سيما التابعة لحزب الله في سوريا ولبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 91 دمّرت بنى تحتية ومستودعات أسلحة في جنوب لبنان، وصادرت نحو 85 ألف قطعة سلاح، من بينها قاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف «آر بي جي»، ومتفجرات، وصواريخ مضادة للطائرات، وأجهزة مراقبة، ومركبات عسكرية، وغيرها، وذلك خلال العملية البرية التي نُفّذت في أكثر من 30 قرية جنوبية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه دمّر 70% من الأسلحة الاستراتيجية، و75% من مواقع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، إلى جانب أكثر من 1500 بنية تحتية هجومية، و150 مستودعًا عسكريًا، و1600 مقر عسكري، مما خفّض قدرات حزب الله القتالية بشكل كبير، كما اغتالت إسرائيل نحو 3800 مسلح من الحزب منذ بداية الحرب.
وأشار مراقبون إلى احتمال تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، والذي يُعد ثاني أضخم انفجار غير نووي بعد انفجار مفاعل هيروشيما. فقد رُصدت طائرات مسيّرة تحوم حول المرفأ قبيل الانفجار، الذي نجم عن اشتعال مادة نيترات الأمونيوم، والمقدرة بنحو 2750 طنًا. وأسفر الانفجار عن مقتل 218 شخصًا، وإصابة أكثر من 7000 آخرين، بحسب التقديرات الرسمية، إلى جانب دمار واسع طال منازل ومبانٍ ضمن نطاق بلغ 10 كيلومترات.
أما ميليشيا الحوثي، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم القضاء عليها نتيجة الغارات المتواصلة منذ 15 مارس الماضي، بأمر منه شخصيًا، حيث استُهدفت مواقع متعددة، منها مطار صنعاء، الحُديدة، تعز، البيضاء، ذمار، صعدة، وقاعدة الديلمي شمال العاصمة، إلى جانب موانئ الحديدة وعدن والصليف ورأس عيسى، وجزيرة كمران، وذلك على مراحل متكررة.
ولعل حادث قصف المفاعل النووي العراقي (مفاعل تموز) خلال عملية «أوبرا» في 7 يونيو 1981، واغتيال العالم المصري يحيى المشد، الذي ترأس البرنامج النووي العراقي، في فندق بباريس يوم 14 يونيو 1980، شكّلا مؤشرًا مبكرًا على السياسة الإسرائيلية الثابتة في استهداف أي نشاط نووي في المنطقة، خاصة الأنشطة الإيرانية الأخيرة، بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبدء ما يبدو أنه تمهيد لجولة نهائية من الاستهدافات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد مرور 4 أيام.. السيناريوهات المقبلة لـ الحرب الإيرانية الإسرائيلية
بعد مرور 4 أيام.. السيناريوهات المقبلة لـ الحرب الإيرانية الإسرائيلية

البشاير

timeمنذ 2 ساعات

  • البشاير

بعد مرور 4 أيام.. السيناريوهات المقبلة لـ الحرب الإيرانية الإسرائيلية

كشف الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسي، عن السيناريوهات المتوقعة حول الحرب الإيرانية الإسرائيلية القائمة بينهما الآن. وقال عبد المنعم خلال لقائه مع أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، إن أهم سلاح لدى الكيان الصهيوني هو كتيبة الموساد داخل إيران، مؤكدًا أن الحرب في بدايتها ومتوقع استمرارها خلال الفترة المقبلة. وتابع: 'على الدول الغربية أن يشعروا بالعار تجاه ما يحدث منهم تجاه إسرائيل، لأنهم يدعمونها الآن في الدفاع عن نفسها وتبرير ما تقوم به ضد إيران على الرغم أنها هي من بدأت الحرب'. وأوضح عبد المنعم، أن كلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 'خداع وكذاب'، كما أنهم على علم بما ستقوم به إسرائيل، مؤكدًا أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية كانت خدعة أيضًا. وأشار عبد المنعم إلى أن هناك تقارير تتحدث عن تزويد باكستان لإيران بأكثر من 750 صاروخ في حربها الحالية ضد إسرائيل، موضحًا أن إيران لديها فتوى تحرم إنتاج أسلحة نووية لأن ستؤدي بحياة الأبرياء. وأردف عبد المنعم سعيد، أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في إيران لا يصنع قنبلة نووية، موضحًا أن هناك تقارير تشير إلى أن إيران تغش في هذه النسبة، وربما تكون أعلى من ذلك. وأوضح عبد المنعم سعيد، أن تدخل بعض القوى الإقليمية أحد السيناريوهات المطروحة في الحرب الراهنة بين إيران وإسرائيل.

لميس الحديدي: قصف  التلفزيون الإيراني إستهداف للرسالة الإعلامية
لميس الحديدي: قصف  التلفزيون الإيراني إستهداف للرسالة الإعلامية

تحيا مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • تحيا مصر

لميس الحديدي: قصف التلفزيون الإيراني إستهداف للرسالة الإعلامية

قالت الإعلامية لميس الحديدي إنه في اليوم الرابع على التوالي مازالت معركة تكسير العظام مستمرة وقائمة بين إسرائيل وإيران دون أي مؤشرات لتدخلات خارجية فاعلة أو لتراجع أي طرف من الطرفين. لميس الحديدي: معركة تكسير العظام مستمرة دوت وجود إشارات لتدخلات خارجية فاعلة أو لتراجع أحد الطرفين وأضافت، خلال تقديمها برنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON: القصف المتبادل مستمر ولازالت إيران تقصف حيفا، المدينة الاقتصادية الأكبر بالنسبة لإسرائيل، ومصفاة النفط بها، ووصلت الصواريخ الإيرانية إلى صحراء النقب جنوباً، فيما تتعقب إيران عملاء الموساد داخل أراضيها وهناك إعدامات مستمرة. أكملت: "منذ قليل تم قصف مبنى التلفزيون الإيراني من قبل إسرائيل، ولكن يبقى المشهد تحولاً في المعركة حيث إن إسرائيل لا تقصف فقط المناطق العسكرية أو المدنية، بل تقصف الإعلام والرسالة، حيث تدعي تل أبيب أن الرسالة الإعلامية مجرد بروباجندا وترغب في أن تؤكد للشعب الإيراني أنها فازت في المعركة وأنها انتصرت، وأن كل ما يقوم به الزعماء الإيرانيون مجرد كذب، لأن تل أبيب في الحقيقة تستهدف النظام الإيراني." أردفت: "الضحايا متزايدون من الجانبين بالإضافة لاستمرار التراشق في التصريحات بينهما، فبينما تقول إيران إنها تعد اليوم لأكبر هجمة على إسرائيل منذ بداية الحرب رداً على قصف التلفزيون الإيراني، وأن مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين يختبئون في الملاجئ سيدفعون الثمن وسنواصل تصفيتهم، تطالب تل أبيب واشنطن بالتدخل لتدمير منشأة فردو، وهي من أهم منشآت تخصيب اليورانيوم في البرنامج النووي الإيراني." لميس الحديدي: إسرائيل لم تكن لتولد أو تستمر أو تستفحل في العالم العربي دون الدعم الخارجي من واشنطن والغرب ولفتت الحديدي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما قال إن النظام الإيراني هو الأخطر في العالم، وأن بإمكانه الوصول لأوروبا وأمريكا، هي بمثابة طلب للدعم، وهذا شأنها طوال الوقت، قائلة: "إسرائيل لم تكن لتولد وتبقى وتستمر وتستفحل بهذا الشكل الوحشي في كل العالم العربي دون الدعم الغربي والأمريكي، حتى في إسقاط الصواريخ تعتمد على الدعم الخارجي."

معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67% لـ60%.. ماذا تعني الأرقام؟
معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67% لـ60%.. ماذا تعني الأرقام؟

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67% لـ60%.. ماذا تعني الأرقام؟

بي بي سي أعلنت إسرائيل يوم الجمعة 13 يونيو أنها هاجمت منشآت نووية وعسكرية في إيران، بهدف ضرب برامجها العسكرية والنووية لتشتعل فتيل مواجهة بين البلدين. وجاءت هذه الهجمات بعد أن تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضد إيران "لعدم الوفاء" بالتزاماتها ضمن خطة العمل المشتركة (المعروفة بالاتفاق النووي)، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز السقف المحدد عند 67.3 في المئة. وتحوّلت مسألة تخصيب اليورانيوم إلى محور الخلاف بين إيران والولايات المتحدة خلال المحادثات النووية، وهو خلاف مستمر رغم خمس جولات من المحادثات غير المباشرة. وكانت القيود المتعلقة بالتخصيب من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني على مدى العقدين الماضيين. فماذا نعرف عن تخصيب اليورانيوم؟ ولماذا أصبح نقطة خلاف رئيسية؟ ولماذا أثار تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 في المئة قلق الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ ما هو اليورانيوم وما هو مصدره؟ اليورانيوم عنصر طبيعي ثقيل موجود في الصخور والتربة وحتى في مياه البحر. ورغم انتشاره الواسع في قشرة الأرض، لا يُستخرج بتركيزات عالية إلا في بعض المناطق. ومن أبرز منتجيه: كازاخستان، كندا، أستراليا، وعدد من الدول الإفريقية. كما تمتلك إيران احتياطيات يورانيوم وتستخرجه من مناجم محلية. لكن اليورانيوم في حالته الطبيعية لا يستخدم بشكل فعّال في إنتاج الطاقة أو الأسلحة، لأن أكثر من 99 في المئة منه هو يورانيوم-238، غير القابل للانشطار . أما النظير النادر والقيّم فهو يورانيوم-235، الذي لا يشكل سوى 0.7 في المئة من اليورانيوم الطبيعي، وهو القادر على توليد الطاقة من خلال الانشطار النووي. انشطار ذرات اليورانيوم-235 يطلق طاقة كبيرة. تُستخدم هذه الطاقة في المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، أما في القنبلة النووية، فيحدث هذا التفاعل بسرعة ودون سيطرة، مما يؤدي إلى انفجار هائل. ما هو التخصيب وما هي مستوياته الشائعة؟ سواء تعلق الأمر بأغراض مدنية أو عسكرية، يجب معالجة اليورانيوم لزيادة نسبة يورانيوم-235 فيه، وهي عملية تُعرف بـ"التخصيب". يُجرى التخصيب باستخدام أجهزة طرد مركزي غازية تدور بسرعة كبيرة تفصل بين النظير الأخف (يورانيوم-235) والنظير الأثقل (يورانيوم-238). وتُصنّف مستويات تخصيب اليورانيوم كالتالي: يورانيوم طبيعي: يحتوي على 0.7% من يورانيوم-235، ولا يمكن استخدامه مباشرة في الطاقة أو الأسلحة. يورانيوم منخفض التخصيب (حتى 5%): يُستخدم في معظم محطات الطاقة النووية. نسبة 3.67% كانت الحدّ الأقصى لإيران وفق اتفاق عام 2015 يورانيوم متوسط التخصيب (حوالي 20%): يُستخدم في مفاعلات الأبحاث لإنتاج النظائر الطبية وبعض التطبيقات الصناعية، ويُعد خطوة تقنية نحو التخصيب العالي. يورانيوم عالي التخصيب (فوق 60%): وهو قريب من مستوى التخصيب لصناعة الأسلحة. تمتلك إيران حالياً مخزوناً منه، ما يثير قلق الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه يُعتبر تمهيداً تقنياً لصنع سلاح نووي. يورانيوم مخصب بنسبة 90% أو أكثر: يُستخدم لصناعة الأسلحة النووية. وتعتبر الوكالة أن امتلاك 25 كيلوغراما من هذا النوع كافٍ لصناعة قنبلة نووية بسيطة. كلّما زاد تخصيب اليورانيوم، أصبح الطريق إلى صنع الأسلحة أقصر وأكثر خطورة. من أين جاء مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة نسبة 3.67% وما هي فائدته؟ جرى تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% في الاتفاق بين إيران والقوى العالمية عام 2015. وقد تم التوصل إلى هذا الرقم نتيجة لتفاهم سياسي وتقني يهدف إلى تحقيق توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضمان المجتمع الدولي بعدم امتلاكها لسلاح نووي. تقنيًا، يُعد اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% مناسبا للاستخدام في مفاعلات الطاقة النووية المدنية، حيث يُستخدم لإنتاج تفاعل نووي متسلسل يمكن التحكم فيه لتوليد الكهرباء. وقد جرى تحديد هذه النسبة بهدف إطالة "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية)، ليصل إلى نحو عام، مما يمنح المجتمع الدولي فرصة للتدخل دبلوماسيًا أو تقنيًا في حال حدوث خرق للاتفاق. ما هو اليورانيوم المخصب لصنع أسلحة، ولماذا يشكل مخزون إيران من اليورانيوم بدرجة 60 في المئة، مصدر قلق؟ اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة هو يورانيوم يحتوي على نظير مخصب بنسبة 90% من اليورانيوم-235. وتُستخدم هذه المادة في تصنيع الأسلحة النووية، لأن هذا المستوى من التخصيب يسمح بحدوث تفاعل متسلسل سريع وغير منضبط، يؤدي إلى انفجار نووي. لكن الوصول إلى هذا المستوى لا يتم دفعة واحدة، بل يمر عبر مراحل تدريجية. ومن الناحية التقنية، كلما ارتفعت نسبة التخصيب، أصبحت الخطوة التالية أسهل وأسرع. ولهذا يُثير امتلاك إيران لمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قلقاً كبيراً، ليس فقط لأنه قريب تقنياً من مستوى التخصيب المستخدم في الأسلحة، بل أيضاً لأنه عديم الجدوى تقريباً في الاستخدامات السلمية والمدنية. إذ لا توجد مفاعلات طاقة أو مشاريع علمية مدنية معروفة تتطلب يورانيوم مخصباً بهذه النسبة. وبالتالي، يثير وجود مثل هذا المخزون تساؤلات حول الغرض الحقيقي من إنتاجه. ومن بين أبرز المخاوف أن إيران، بامتلاكها كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تستطيع تقليص "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي) إلى بضعة أسابيع فقط، إذا ما قررت اتخاذ القرار السياسي بذلك. وتشدد طهران دائما على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. ما هو "زمن الاختراق" وما هي التقديرات بشأن إيران؟ يشير مصطلح "زمن الاختراق" إلى المدة الزمنية التي تحتاجها دولة لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يسمح بصنع قنبلة نووية، بدءاً من لحظة اتخاذ القرار بذلك. ولا يشمل هذا الزمن تصنيع القنبلة أو إيصالها، بل يقتصر على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة فقط. عند بدء تنفيذ الاتفاق النووي عام 2015، قُدّر زمن الاختراق بالنسبة لإيران بعام تقريباً. لكن مع وجود كميات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، انخفض هذا الزمن بشكل ملحوظ. ووفق تقييم حديث أصدره "معهد العلوم والأمن الدولي" في 9 يونيو/حزيران 2025، تستطيع إيران إنتاج أول 25 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب المستخدم في الأسلحة خلال يومين إلى ثلاثة أيام فقط في منشأة فوردو. وتشير التقديرات إلى أن إيران قادرة على إنتاج 233 كيلوغراماً من اليورانيوم عالي التخصيب خلال ثلاثة أسابيع، وهو ما يكفي لصنع تسع قنابل نووية. وإذا أجرت إيران التخصيب في منشأتي فوردو ونطنز معاً، فإنها قد تنتج ما يكفي لصنع 11 سلاحاً في الشهر الأول، و15 بحلول نهاية الشهر الثاني، وأكثر من 20 قنبلة خلال خمسة أشهر. ولا يشمل هذا التحليل الوقت اللازم لتحويل المواد إلى سلاح فعلي، والذي يقدّره خبراء ببضعة أشهر إلى عام بمجرد توفر المواد الانشطارية. ما هي آخر التطورات بشأن حول مخزون إيران من اليورانيوم بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرّية؟ أفاد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصادر في مايو 2025، بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بلغ مستويات غير مسبوقة. وبحسب التقرير، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم، بجميع مستويات التخصيب والأشكال الكيميائية، 9247.6 كيلوغرام (من حيث كتلة اليورانيوم) حتى 17 مايو، بزيادة قدرها 953.2 كيلوغرام مقارنة بالتقرير السابق. لكن الجزء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعلق باليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي أقل بدرجة واحدة فقط من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة. إذ تمتلك إيران حالياً 408.6 كيلوغرام من هذا النوع من اليورانيوم. وأشار التقرير إلى أن إيران تواصل بسرعة تحويل اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% إلى يورانيوم مخصّب بنسبة 60%، وهي خطوة لا تقتصر فقط على تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، بل تعكس أيضاً الجاهزية التقنية لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تؤهله لصنع الأسلحة خلال فترة زمنية أقصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store