
مصر: اكتشاف أطلال مدينة «إيمت» الأثرية
وقال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، في بيان صحافي، السبت، إن «الكشف يسلّط الضوء على إحدى المدن التاريخية المهمة في دلتا مصر»، مؤكداً أن «الوزارة تولي أهمية قصوى لدعم أعمال البحث والتنقيب في مختلف أنحاء البلاد؛ بهدف حماية التراث الحضاري وتعزيز التنمية السياحية والثقافية، بما يتماشى مع خطط الدولة للتنمية المستدامة».
جاء إعلان الكشف في ختام موسم الحفائر الحالي بمنطقة «تل الفرعون»، الذي تنفّذه بعثة أثرية بريطانية من جامعة مانشستر.
وأوضح مدير البعثة، الدكتور نيكي نيلسن، أن مدينة «إيمت» كانت من «أبرز المراكز السكنية في الوجه البحري، لا سيما خلال عصرَي الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميّزت بوجود معبد ضخم مكرّس لعبادة المعبودة (واجيت)، لا تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع».
وأشار إلى أن «هذا الكشف يُعدّ خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة (إيمت)، ويمهّد الطريق أمام مزيد من الدراسات المستقبلية التي ستُسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة».
جانب من الموقع الأثري (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وأُعيد استخدام معبد «واجيت» خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، ثم مرة أخرى في عهد الملك أحمس الثاني، وخلال الفترة الأخمينية استُخدم بوصفه محجراً.
بدوره، عدّ عالم المصريات، الدكتور حسين عبد البصير، الكشف الجديد بمثابة «إضافة بارزة ونوعية إلى خريطة الآثار المصرية، لا سيما في دلتا النيل التي لا تحظى بالقدر نفسه من الحفريات المدروسة مقارنة بمناطق صعيد مصر».
إحدى القطع المكتشفة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العثور على أطلال مدينة (إيمت) يُسهم في فهم البنية الحضرية والدينية والاجتماعية في العصور المتأخرة، وتحديداً خلال القرن الرابع قبل الميلاد، وهي فترة شديدة الأهمية لما شهدته من تحولات سياسية وثقافية كبيرة في تاريخ مصر القديم».
وأضاف أن «اسم المدينة المكتشفة (إيمت) يحمل في طياته دلالة لغوية وثقافية بالغة الأهمية، ويعود على الأرجح إلى الجذر المصري القديم الذي قد يعني (المكان) أو (البلدة)، وربما (موقع الإقامة) أو (البيت)».
إحدى اللقى الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
و«تل الفرعون» هو موقع أثري يقع على بُعد 10 كيلومترات جنوب «صان الحجر» في القسم الشرقي من دلتا النيل. وترجع أهميته التاريخية؛ «لكونه موقع مدينة (إيمت) القديمة عاصمة المقاطعة التاسعة عشرة من مقاطعات الوجه البحري والمعبودة الرئيسية هي الإلهة (واجيت)».
من جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن «أعمال التنقيب تركزت في التل الشرقي اعتماداً على تقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الاصطناعية، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة».
مطالبات بتكثيف الحفائر والدراسات في هذه المنطقة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وقال إن «الحفائر الفعلية كشفت عن مبانٍ سكنية يُرجح أنها تعود إلى أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، من بينها منشآت يُعتقد أنها (بيوت برجية)»، وهي «عبارة عن منازل متعددة الطوابق لتستوعب أعداداً كبيرة من الناس، وتتميّز بجدران أساس سميكة جداً لتحمل وزن المبنى نفسه. وتنتشر هذه البيوت بشكل خاص في دلتا النيل في الفترة من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني»، حسب خالد.
وتضمّن الكشف أيضاً «مباني أخرى كانت تُستخدم لأغراض خدمية مثل تخزين الحبوب أو إيواء الحيوانات».
وعثرت البعثة في منطقة المعبد على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودَيْن ضخمَيْن من الطوب اللبن، يُحتمل أنهما كانا مغطَّيين بالجص. وأشار البيان إلى أن «هذه البقايا يعتقد أنها تنتمي إلى مبنى شُيّد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد (واجيت)، مما يشير إلى خروج هذا الطريق من الخدمة بحلول منتصف العصر البطلمي».
وأكد رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، أن «الكشف الجديد يُثري المعرفة الأثرية حول المنطقة، ويُسهم في فهم طبيعة الحياة اليومية والعبادات خلال الفترتَيْن المتأخرة والبطلمية المبكرة».
خبراء يعدّون الموقع واعداً من حيث الاكتشافات الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
ووفق عبد البديع فإنه «من بين أبرز اللقى الأثرية المكتشفة الجزء العلوي لتمثال أوشابتي مصنوع من الفيانس الأخضر بدقة عالية، ويعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين، ولوحة حجرية تصور الإله حورس واقفاً على تمساحين، وهو يحمل أفاعي، وتعلوها صورة للإله بس، بالإضافة إلى آلة موسيقية من البرونز (سيستروم) مزينة برأسي الإلهة حتحور، تعود إلى نهاية العصر المتأخر».
وأكد عبد البصير أن الكشف «يعيد الاعتبار لأهمية الدلتا في مسيرة الحضارة المصرية القديمة، ويؤكد ضرورة تكثيف الحفائر والدراسات في هذه المناطق الواعدة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 20 ساعات
- عكاظ
رئيس التحرير يكلف «اليوسف» مشرفاً على مكاتب «عكاظ» و«سعودي جازيت»
أصدر رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» المشرف العام على صحيفة «سعودي جازيت» الزميل جميل الذيابي، قراراً بتكليف الدكتور طفيل بن يوسف بن عبدالله اليوسف، مشرفاً عاماً على مكاتب صحيفتي «عكاظ» و«سعودي جازيت» بالمنطقة الشرقية. وأعرب الدكتور اليوسف عن خالص امتنانه واعتزازه بهذه الثقة. وأكد أن قرار تكليفه بمثابة محفز قويّ لبذل المزيد من الجهد لتستكمل الصحيفتان منجزاتهما والاستمرار على آلية التحديث والتجديد والابتكار في الصحيفتين. وقال اليوسف: القرار نقطة تحول في تاريخي الإعلامي والمهني. يشار إلى أن الدكتور اليوسف ينطلق من خبرة تراكمية واسعة، إذ عمل منذ 17 عاماً ضمن فريق «عكاظ» في المنطقة الشرقية، وأسهم مع زملائه في تشكيل مسيرة الصحيفة بمختلف جوانبها المهنية. إضافة إلى عمله الإعلامي، اليوسف هو المتحدث باسم جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والمشرف العام على الأوقاف الجامعية بالجامعة، ومدير المركز الجامعي للاتصال والإعلام، ويعمل أيضاً أستاذاً مساعداً في هندسة عمارة البيئة بكلية العمارة والتخطيط، ومديراً لإدارة الاستثمار وتنمية الموارد المالية. ويحمل اليوسف درجة الدكتوراه في التخطيط الحضري والإقليمي من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والماجستير في هندسة عمارة البيئة والتصميم الحضري، والبكالوريوس في الهندسة المعمارية، وله العديد من المشاركات، إذ قدم العديد من الدورات في إدارة الأزمات والتحليل الرقمي والتسويق والإعلام الرقمي، وشارك في العديد من المبادرات المجتمعية، كما قدم عدة أوراق علمية في المدن الترفيهية وأبعاد التنمية المستدامة، وأثر وسائل الإعلام على استدامة المدن الترفيهية. أخبار ذات صلة


العربية
منذ 2 أيام
- العربية
لم تعد الحروب الحديثة تدار فقط بالصواريخ والدبابات، بل أصبحت تقاد من داخل غرف الخوادم وبواسطة خوارزميات
الذكاء الاصطناعي. ففي زمن أصبحت فيه الجيوش تعتمد على الأنظمة الذكية في اتخاذ القرارات، بات أمن هذه الأنظمة مسألة "حياة أو دمار".. فهل أصبح الهاكرز هو جندي المعارك؟. ماذا لو وقعت أنظمة الذكاء الاصطناعي في أيدي العدو؟ يقول الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت/الحدث.نت":"إن الجيوش الكبرى اليوم تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاستخباراتية، وتوجيه الطائرات بدون طيار، وتشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي، وإدارة الروبوتات القتالية، بل وحتى اتخاذ قرارات قتالية مستقلة دون تدخل بشري مباشر، هذا التحول الرقمي في الميدان العسكري منح الجيوش تفوقاً غير مسبوق في السرعة والدقة، لكن في المقابل، خلق ثغرة أمنية خطيرة: ماذا لو وقعت هذه الأنظمة في أيدي العدو؟. وتابع : الذكاء الاصطناعي في الجيوش قوة غير محصّنة بالكامل، رغم ما توفره هذه الأنظمة من قدرات خارقة، إلا أن اعتمادها على الخوارزميات والتقنيات الرقمية يجعلها عرضة للاختراق السيبراني، وشبكات الاتصال، ومراكز البيانات، والأقمار الصناعية، وحتى البرمجيات نفسها قد تُستهدف من قبل قراصنة محترفين أو جهات استخباراتية معادية، ففي حال نجاح أي اختراق، فإن النتائج تكون كارثية، حيث يتم السيطرة على الطائرات المسيرة وتحويلها إلى أدوات قتل موجهة نحو أهداف مدنية أو صديقة، وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي في توقيت حرج، مما يفتح المجال أمام هجمات مدمرة، والتلاعب بقرارات أنظمة ذاتية التشغيل مثل الروبوتات القتالية، لتهاجم قواتها بدلاً من العدو، وتسريب بيانات استخباراتية حساسة أو استغلال الذكاء الاصطناعي نفسه في جمع المعلومات لصالح العدو. نقطة ضعف في بعض الحالات وأشار الخبير المصري، إلى أن ما كان يُعتقد أنه سيناريو خيالي أصبح واقعاً، ففي عام 2011، أعلنت إيران إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز RQ-170 باستخدام هجوم إلكتروني، وفي عام 2021، تم تسجيل هجمات سيبرانية استهدفت أنظمة عسكرية في الشرق الأوسط، بينما تعرضت أنظمة دفاع أميركية لاختبارات فاشلة عام 2020 بسبب اختراق إلكتروني أثناء المحاكاة القتالية، هذه الحوادث تكشف بوضوح أن الذكاء الاصطناعي العسكري ليس محصناً، بل إنه، في بعض الحالات، يشكل نقطة ضعف أكثر مما هو ميزة. كيف يتم تنفيذ هذه الهجمات؟ وكشف خبير الأمن السيبراني، أن الهجمات السيبرانية على الأنظمة العسكرية الذكية تعتمد على مجموعة من الأساليب، منها الهجوم عبر الشبكات المفتوحة أو غير المؤمنة بالكامل وزرع برمجيات خبيثة داخل برمجيات أو معدات يتم توريدها للجيوش والهندسة الاجتماعية لاستدراج عناصر بشرية داخل المؤسسة العسكرية واستغلال سلاسل التوريد واختراق الموردين قبل وصول الأنظمة إلى الجيش. وحول الحلول لمواجهة نقاط الضعف، يقول مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، الخبير الأمني المصري، اللواء أبوبكر عبدالكريم ، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت/ الحدث.نت": يجب أن يتوافر أمن سيبراني يوازي الذكاء الاصطناعي في القوة لحماية هذه الأنظمة، لابد من دمج الأمن السيبراني في صميم التصميم العسكري، ومن أهم التدابير، الاعتماد على شبكات مغلقة غير متصلة بالإنترنت لتقليل خطر الاختراق الخارجي، وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي ذاتية الحماية قادرة على اكتشاف الهجمات والرد عليها لحظياً، وتدريب الضباط والجنود على أساليب الأمن السيبراني والهندسة الاجتماعية. "أمن الذكاء الإصطناعي العسكري ليس ترفا" وتابع الخبير الأمني المصري: بالإضافة إلى إنشاء مراكز عمليات أمنية (SOC) مخصصة للمجال العسكري، قادرة على الرصد والتفاعل الفوري والتعاون الدولي لوضع معايير أخلاقية وتقنية لحماية الذكاء الاصطناعي العسكري ومنع استخدامه في الحروب السيبرانية العدائية، حيث إن أمن الذكاء الاصطناعي العسكري ليس ترفاً تقنياً، بل ضرورة وطنية لحماية السيادة والدفاع عن الأرض والإنسان، وفي معركة أصبحت تُخاض بالخوارزميات، فإن درع الدولة الحقيقي هو أمنها السيبراني.


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- الشرق الأوسط
«السعودية الخضراء» تسجل تقدماً متسارعاً في أرقام «الاستدامة البيئية»
كشفت أرقام جديدة من «مبادرة السعودية الخضراء» عن تقدّم متسارع شهدته البلاد مؤخّراً في مجال الاستدامة البيئية، وجهودها في تنمية الغطاء النباتي، وإعادة تأهيل الحياة الفطرية. وبدأت المساعي المبذولة في أنحاء المملكة، تؤتي ثمارها وفقاً للمبادرة، وجاء ذلك عبر نجاح زراعة أكثر من 100 مليون شجرة منذ عام 2021، إلى جانب وصول مساحة الأراضي التي تم استصلاحها منذ عام 2021 إلى 118 ألف هكتار، فضلاً عن أكثر من 1150 مسحاً ميدانياً تم تنفيذها في مختلف أنحاء البلاد كجزء من الدراسة الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة، ونتيجةً لتلك الجهود وتنمية الغطاء النباتي، وصل الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة بمراكز المدن إلى 2.2 درجة مئوية. وفي الفترة الأخيرة تسارعت وتيرة التشجير في المنطقة الشرقية من السعودية بقيادة «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر»، نحو بيئة أكثر استدامة، وتحقيق مستهدفات مبادرة «السعودية الخضراء»، في حين تتميز المنطقة بالتنوع الطبيعي والموقع الاستراتيجي، كما تعد أحد النماذج الرائدة في تنفيذ المشاريع النوعية لزراعة الأشجار وتعزيز الغطاء النباتي، وأسفرت جهود التشجير التي يقودها المركز عن زراعة أكثر من 31.2 مليون شجرة، بالتعاون مع 51 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية. مساهمة مجتمعية في زراعة 31 مليون شجرة بالمنطقة الشرقية في السعودية (واس) وعن جهوده في المنطقة الشرقية، أشار المركز إلى أنه يعمل على تنفيذ خطط طموحة لتنمية الغطاء النباتي عبر تنفيذ 40 مبادرة بحلول عام 2100، موزعة على 4 نطاقات رئيسة للتشجير، لتحقيق التنمية المستدامة، ما سيؤدي إلى زراعة نحو 1.5 مليار شجرة، وإعادة تأهيل أكثر من 7.9 مليون هكتار من الأراضي، إضافة إلى تخصيص ما يزيد على 121 ألف هكتار من الأراضي القابلة للتشجير، منها 75 ألف هكتار ضمن نطاق محطات المعالجة، و71 ألف هكتار ضمن نطاق برنامج الاستدامة. هذا إلى جانب ما أظهرته المؤشرات البيئية في المنطقة الشرقية من تحسن ملحوظ في الغطاء النباتي خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعكس أثر المشاريع الجارية وفاعلية النهج المتكامل الذي يتبناه المركز، المبني على دراسات علمية ومسوحات ميدانية شاملة لتطوير خطة رئيسة للتشجير، تتضمن تحليلاً دقيقاً لتحديد المواقع المناسبة، وتشمل النطاق البيئي، والزراعي، والحضري، والمواصلات، مما يسهم في زيادة الغطاء النباتي وتعزيز الاستدامة البيئية. إعادة توطين أكثر من 1100 حيوان تنتمي إلى 6 أنواع مختلفة ضمن محمية «نيوم» (واس) وفي جانب الاستدامة البيئية أيضاً، تشهد «نيوم» عودة أنواع متعددة من الحيوانات المحلية إلى مواطنها الأصلية، بعد غياب استمر لعشرات السنين، ففي إطار استراتيجيتها الطموحة لإعادة تأهيل الحياة البرية، نجحت نيوم، الشهر الماضي، في إعادة توطين أكثر من 1100 حيوان تنتمي إلى 6 أنواع مختلفة ضمن محميتها الطبيعية الواسعة، ويُعدُّ هذا الإنجاز خطوة بارزة نحو استعادة التوازن البيئي في المنطقة، حيث خصصت نيوم 95 في المائة من أراضيها للحفاظ على الطبيعة، مؤسِّسَة بذلك منظومة بيئية مستدامة، تقوم على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية، واستعادة التنوع الحيوي، وتوظيف أحدث تقنيات الرصد البيئي لحماية هذا التراث الطبيعي الثمين. وأسهمت جهود «نيوم» في زيادة أعداد «المها العربي» بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بعدما أعيد توطينه لأول مرة بالمحمية في ديسمبر (كانون الأول) 2022، حيث يعيش اليوم أكثر من 208 من المها العربي في نيوم. كما باتت المحمية تحتضن أكثر من 530 من غزلان الرمال العربية، و223 من غزلان الجبال العربية، كما تتكيف 27 من فراخ النعام ذات الرقبة الحمراء جيداً مع مناخ المنطقة، الأمر الذي يأتي بالتزامن مع الاستفادة من الغطاء النباتي الطبيعي الذي عاد إلى المنطقة بعد الحد من الرعي الجائر، واستمرار مبادرة نيوم لإعادة التشجير، التي تم خلالها زراعة 4.7 مليون شجرة وشجيرة وعشبة حتى الآن. وفي إطار جهود الاستدامة ذاتها، واصلت «محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية» تنفيذ برامج تأهيل واسعة النطاق على كامل مساحتها التي تتجاوز 91.500 كيلومتر مربع، وذلك من خلال زراعة مئات الآلاف من الأشجار، بما في ذلك أشجار الطلح، وأكّدت المحمية أن جهود التشجير من شأنها الحد من التصحر، وتعزيز التنوع البيولوجي والحياة الفطرية، وتحسين جودة التربة وإنتاج العسل بما يتماشى مع الأهداف الوطنية والمبادرات البيئية للسعودية. وتسعى «مبادرة السعودية الخضراء» عبر نهج استباقي لمعالجة تأثيرات التغير المناخي، وزيادة الغطاء النباتي والمساعدة في مكافحة التصحر من خلال مبادرات تشجير مدروسة بعناية في جميع أنحاء المملكة، تتضمّن زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يعادل إعادة تأهيل 74 مليون هكتار من الأراضي. وستسهم هذه المبادرة التي تشمل جميع فئات المجتمع في استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية، وغير ذلك وفقاً للمبادرة.