
شروط الأسواق الناجحة
د. لويس حبيقة *
انحدرت شفافية الأسواق في السنوات القليلة الماضية، ما يفسر حصول أزمات مصرفية ومالية واقتصادية كبيرة في الولايات المتحدة وخارجها. حصل ذلك بسبب ضعف الرقابة على عمليات السوق والذين يقومون بها، ما سمح بحصول العديد من التجاوزات والخروقات لمختلف القوانين.
ارتفع جشع المشاركين في كل الأسواق على حساب الفعالية والشفافية، ما سبب حصول أسوأ النتائج لمصلحة الأقوياء والأغنياء وضد المواطن العادي، ما يدعو للعجب أن الذين يدعون للاصلاح، ولتقوية المنافسة في كل الأسواق هم عموماً الذين يستفيدون من الأوضاع الحالية ويرغبون باستمرارها.
هل هدف السياسيين والمشاركين الكبار في الأسواق، تحويل الأنظار عما يحصل أو هدفهم تغيير القواعد لتخفيف المنافسة أكثر، وتحقيق المزيد من الأرباح على حساب المواطن العادي؟
يقول الاقتصادي ستيغليتز: إن ما يجري بحثه من تطورات في الأسواق المالية، يبقى ضمنها، ولا يؤثر بتاتاً في الاقتصاد الحقيقي الذي يحتاج الى الاستثمارات في القطاعات الأساسية، أي الزراعة والصناعة والخدمات بينها المالية.
ما يحصل من تطورات في الأسواق المالية، يقول ستيغليتز، يهم المشاركين فيها وخاصة الميسورين المستفيدين، ولا يهم الاقتصاد ككل.
في أي سوق، ليس الأهم الحجم، بل نوعية التبادل عبر آليات وحواسب وتقنيات، فالعوامل التي ينظر اليها لتقييم الأسواق هي مثلاً هل هنالك وسائل واضحة وفاعلة، لحماية المستثمر من الغش والضبابية، وهل هنالك ما يضمن شفافية الأسواق، وعدم استطاعة أي جهة التلاعب بها وبنتائجها، وما هو العقاب الواقعي والعملي المعتمد، وما هي الضمانات للحفاظ على فعالية الأسواق ووصولها الى النتائج الفاضلة الصحيحة الحقيقية وغير المنحازة؟ دور الذي يربط البائع بالشاري مهم جداً، ويجب أن يقوم بعمله على أفضل أوجه حماية للسوق واستمراريتها.
ليس مهماً فقط تحقيق الشفافية والفعالية في أسواق المنطقة، بل يجب نشر الثقافة المالية في كل أرجائها، حتى يستطيع المواطن المشاركة في الأسواق أو أقله فهم ما يجري على الأرض. ما زلنا مقصرين فيما يخص الثقافة المالية الأساسية في معظم الدول العربية، مع فوارق واضحة طبعاً.
حتى لو كانت الأسواق مشرذمة اقليمياً، لا مانع من ربطها حاسوبياً، لجذب أكبر كمية ممكنة من الاستثمارات ولتحقيق أكبر حجم ممكن من التبادلين المالي والتجاري. لكن هذا لا يكفي، إذ نحتاج أيضاً الى تحقيق التجدد المالي داخلياً وليس استيراده فقط. تحقيق عوامل السرعة والكمية، يتطلب استعمال أجهزة تكنولوجية حديثة متخصصة، ربما يعجز معظم مواطني دول المنطقة ومؤسساتها عن شرائها.
إن أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالرغم من صوابية التمييز بين مجموعة دول الخليج وخارجها، ما زالت بعيدة عن التطورات العالمية في ايجابياتها وسلبياتها. أسواق المنطقة مشرذمة، والتبادل بطيء وقليل، وفي نفس الوقت المنطقة عموماً بعيدة عن القواعد والتقنيات المعتمدة دولياً.
يجب تدريجياً الوصول الى حجم التبادل الأعلى والأسعار الأدنى للسلع والخدمات، والتفكير بصورة واضحة اتجاه المستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 42 دقائق
- صحيفة الخليج
مفاجآت ما قبل اللاعودة
في اللحظة التي طالب فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء العاصمة الإيرانية طهران قبيل مغادرته المفاجئة لقمة الدول السبع التي كانت منعقدة في كندا الاثنين الماضى، تخلقت قناعة لدى كثير من المراقبين أن الأزمة التي ولدها العدوان الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي قد دخلت إلى طريق اللاعودة. هذه القناعة تأكدت أكثر بالتصريحات المتلاحقة التى أدلى بها الرئيس الأمريكي وهو في طريقه من كندا إلى الولايات المتحدة، وعقب وصوله إلى واشنطن. ومجمل هذه التصريحات أن الولايات المتحدة قررت التحول من داعم ومساند لإسرائيل في الحرب ضد إيران إلى طرف مشارك فيها، ومن ثم فإن الولايات المتحدة، وليس إسرائيل وحدها، هي من سيقرر معالم «اليوم التالي» لنهاية هذه الحرب، وموقع إيران المستقبلي في نظام الشرق الأوسط الذي تجري هندسته بالحرب الخشنة، في حال نجاح تدمير إيران كما يأمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي كان قد أعلن قبل تصريحات ترامب «نحن في الطريق نحو النصر، وإيران تفهم ذلك، ونواصل تدمير الأهداف النووية بشكل منهجي». ترامب صرح وهو في طريق عودته من كندا إلى بلاده: «أتطلع لاستسلام إيران كاملاً ونهاية حقيقية للحرب»، وقال للصحفيين إن ما يريده هو «رضوخ كامل من إيران»، مضيفاً «لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار.. أتطلع إلى نهاية حقيقية للنزاع..». الاستسلام الإيراني غير المشروط الذي يريده ترامب لا يمكن أن يتحقق إلا عبر أحد طريقين، أولهما أن ينجح التهديد والترويع الأمريكي لإيران في تحقيق هدف «الردع» المطلوب لإيران، وأن يفرض عليها قبول كل ما سبق أن رفضته في جولات التفاوض، خاصة القبول الذي لا رجعة فيه عن «الحق» السيادي في تخصيب اليورانيوم داخل إيران. الطريق الثاني أن تتولى الولايات المتحدة بنفسها قيادة حرب تدمير القدرات النووية، وهي حرب يمكن أن تدفع إلى تدمير كل القدرات العسكرية وبالذات الصاروخية، وربما فرض «السيناريو العراقي» الذي حدث مع الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام 2003 تحت غطاء «القضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية». هناك من يرجحون أن هناك فرصة إسرائيلية مواتية للقضاء على ما يسمونه ب «الخطر الإيراني» الذي يتجاوز خطر القدرات النووية الإيرانية المحتملة، وهو خطر المشروع الإقليمي الإيراني الطامح إلى فرض إيران كقوة إقليمية كبرى مشاركة في قيادة النظام الإقليمي الشرق أوسطي. إسرائيل التي تريد إخراج إيران، نهائياً، من معادلة «التنافس الإقليمي» لفرض نفسها كقوة إقليمية أحادية مسيطرة من دون منافس ستسعى لفرض الطريق الثاني، أي طريق الدفع بالولايات المتحدة لقيادة الحرب لتدمير إيران. هذا الاستنتاج له ما يرجحه من قراءات تقول إن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال نائبه فانس ومبعوثه ويتكوف للتفاوض مع إيران ليس إلا محاولة لكسب الوقت، من ناحية حتى تكتمل الاستعدادات العسكرية الأمريكية من حاملات طائرات وقاذفات صواريخ ومدمرات تكفي لتحقيق «بنك الأهداف» الذي رسم بنوده مسبقاً بنيامين نتنياهو وصقور حكومته، كما أن هذا المقترح الأمريكي بإرسال وفد عالي المستوى للتفاوض مع إيران يهدف من ناحية أخرى إلى توفير «غطاء سياسي معنوي» لتبرير العدوان الأمريكي الواسع ضد إيران، انطلاقاً من قناعة تقول إن «إيران سترفض حتماً هذا التفاوض تحت أسنة الرماح» الأمر الذي سيجعل ترامب متحرراً من أي لوم من أي جهة على ما سيقوم به من تدمير لإيران. كل هذه التقديرات ليست إلا وجهاً واحداً للأزمة، وأن الأزمة حبلى بالكثير من المفاجآت التي يمكن أن تمنع ترامب من إصدار قراره بتدمير إيران. أولى هذه المفاجآت هي «لغز مثير» يتعلق بالصين، والتقديرات المحتملة للموقف الصيني الذي يمكن أن يحدث ويمنع سيناريو التدمير الأمريكي لإيران. فقد لوحظ أنه بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران من سكانها أن السفارة الصينية في تل أبيب طالبت الرعايا الصينيين في إسرائيل بالخروج فوراً، بدلاً من أن تطالب رعاياها في طهران بالخروج. ماذا يعني ذلك اللغز، هل تعرف الصين أن إيران ستقوم بعمل هائل ضد إسرائيل يسبق سيناريو تدميرها من جانب واشنطن؟ وهل لدى الصين تصور للتدخل دعماً لإيران بما يحول دون إتمام التهديد الأمريكي؟ هناك مفاجآت أخرى تخص إيران يمكن أن تقوم بها لإرباك المخطط الأمريكي- الإسرائيلي مثل إغلاق مضيق هرمز وخلق أزمة اقتصادية عالمية لا يقدر عليها ترامب، أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وإعلان نفسها قوة نووية «كأمر واقع» كما هو حال دول أخرى مثل إسرائيل. هناك أيضاً الدور العربي والإسلامي الذي يمكن أن تكون له كلمة للحؤول دون فرض سيناريو التدمير وإنجاح خيار الوساطة والتفاوض على هدي البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية. المفاجآت كثيرة قبل أن تصل الأزمة إلى اللاعودة، والقادم مفعم بالمفاجآت.


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
محمد بن راشد: واقعنا راسخ.. ومستقبلنا مبشر.. وتركيزنا على أهدافنا واضح
جاءت دولة الإمارات في المرتبة الـ10 عالمياً كأكبر وجهة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة في العالم، وسجلت الدولة مستوى غير مسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة بقيمة 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار) في عام 2024، بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2025 لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد». وكشف تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة 2025، الصادر عن وزارة الاستثمار، عن الأداء المتميز والنجاح غير المسبوق للدولة في جذب رؤوس الأموال عبر مختلف القطاعات الاستراتيجية لتعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للاستثمار، وذلك على الرغم من المشهد العالمي غير المستقر. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن وجود دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في المركز الـ10 عالمياً كأكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024، يثبت أن الإمارات هي أرض الفرص، والوجهة المثالية للشركات والأفكار الواعدة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات.. ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة في آخر عام 167 مليار درهم (45 مليار دولار)، بنمو 48% عن العام الذي سبقه». وأضاف سموه: «استحوذت دولة الإمارات على 37% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي على مستوى المنطقة (كل 100 دولار تأتي كاستثمارات أجنبية للمنطقة 37 دولاراً منها تتجه لدولة الإمارات).. كما جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بعد الولايات المتحدة.. هدفنا الجديد هو جذب تدفقات استثمار أجنبية مباشرة تبلغ 1.3 تريليون درهم خلال الستة أعوام القادمة بإذن الله». وتابع سموّه: «واقعنا راسخ.. ومستقبلنا مبشر.. وتركيزنا على أهدافنا واضح.. ورسالتنا: التنمية هي مفتاح الاستقرار.. والاقتصاد هو أهم سياسة». وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تدوينة على منصة «إكس»، أمس: «لدينا أجندة تنموية واضحة رسمها محمد بن زايد.. ولدينا فريق عمل واحد ملتزم بتعليماته.. ولدينا شعب ملتف حول قيادته.. هذا هو سر نجاحنا». تصدّر المشهد العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر وعلى الرغم من تباطؤ نمو مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي عالمياً إلى 0.8%، حققت الإمارات نمواً ملحوظاً بنسبة 2.8% لتعزز بذلك مكانتها وجهة رئيسة للتدفقات الاستثمارية، وبلغ إجمالي رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي التي تم الإعلان عنها في عام 2024 نحو 53.3 مليار درهم (14.5 مليار دولار). وحلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي، حيث تم الإعلان عن 1369 مشروعاً جديداً في عام 2024. وتتصدر وزارة الاستثمار هذه الجهود عبر تمكين الاستثمار في القطاعات الرئيسة، وتوفير بيئة تنافسية مرنة لرأس المال العالمي، والعمل كشريك موثوق للمستثمرين العالميين. وتواصل الوزارة تعاونها الوثيق مع الهيئات الحكومية الاتحادية والمحلية وهيئات تشجيع الاستثمار وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليين لتطوير سياسات مبتكرة، وتعزيز القيمة الاستثمارية التي تقدمها الدولة، وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي طويل الأجل. وقد ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية من 31.6 مليار درهم (8.6 مليارات دولار) في عام 2015 إلى 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار) في عام 2024، فيما بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي 994.9 مليار درهم (270.6 مليار دولار)، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.5% خلال الفترة من 2015 إلى 2024. وقال وزير الاستثمار، محمد حسن السويدي: «تسجيل هذا المستوى غير المسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات، إنجاز يعكس الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها قيادتنا الرشيدة، ورؤيتها طويلة الأمد لترسيخ مكانة الإمارات وجهة رائدة للاستثمار العالمي، وتلتزم وزارة الاستثمار بتطوير إطار تنظيمي وتشريعي شامل يتماشى مع أولوياتنا الوطنية، ويلبي احتياجات المستثمرين، ويوفر بيئة أعمال تنافسية تجتذب رؤوس الأموال العالمية». وأضاف: «باتت منظومة الاستثمار في الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى، بفضل استقرارها وشفافيتها، والانفتاح التجاري للدولة، وسهولة مزاولة الأعمال فيها، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، نواصل وضع أهداف طموحة لترسيخ مكانة الإمارات وجهة عالمية رائدة للاستثمار الأجنبي المباشر، ونوفر مساراً واضحاً لدفع عجلة النمو المستدام، ومضاعفة فرص الاستثمار، وتنويع القطاعات ذات الأولوية، وفتح آفاق جديدة للشركات العالمية الساعية إلى الابتكار والتوسع في أسواق المستقبل». الزخم الاستراتيجي عبر القطاعات الرئيسة وقد أسهم الأداء القوي للقطاعات الاقتصادية الرئيسة في تعزيز المسار التصاعدي لعدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسية المعلن عنها في الدولة، حيث حلت خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات في المرتبة الأولى من حيث قيمة المشاريع (11.5%)، تلتها خدمات الأعمال (9.7%)، والطاقة المتجددة (9.3%)، والفحم والنفط والغاز (9%)، والعقارات (7.8%). فيما اجتذب قطاع الطاقة استثمارات أجنبية مباشرة تأسيسية بقيمة 4.8 مليارات درهم (1.3 مليار دولار)، ما عزز الهدف الوطني للدولة بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. وجهة رؤوس الأموال والمشاريع وأسهمت السياسات الداعمة للبيئة الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية القوية لدولة الإمارات في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة رئيسة لرؤوس الأموال الأجنبية في المنطقة، حيث استحوذت الإمارات على نحو 37% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى المنطقة في عام 2024. وتواصل دولة الإمارات استقطاب أفضل المواهب العالمية، مدفوعة بحزمة من السياسات الداعمة لسياستها الاستثمارية، ويشمل ذلك تمكين الأجانب من التملك الكامل للشركات في البرّ الرئيس، وتحديد معدل ضريبة شركات تنافسي بنسبة 9%، وتبسيط إجراءات الترخيص، وتعزيز الحماية القانونية. وقد أسهمت هذه السياسات في إرساء بيئة أعمال مواتية للاستثمار، بينما أسهمت الأطر القانونية القوية - مثل مراكز التحكيم الدولية كـ«مركز دبي للتحكيم الدولي» - في تعزيز ثقة المستثمرين وحماية مصالحهم، وتحتل دولة الإمارات المرتبة الخامسة عالمياً في اجتذاب المواهب عالية المهارات (وفق تصنيف المواهب العالمية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية)، والثالثة في اجتذاب مواهب الذكاء الاصطناعي (مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، الصادر عن جامعة ستانفورد)، ما يرسّخ مكانتها كوجهة رئيسة لاستقطاب المهنيين ورواد الأعمال والمبتكرين. كما تعد الشراكات العالمية محركاً رئيساً آخر لجذب الاستثمارات إلى الدولة، حيث أسهمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، البالغ عددها 21 اتفاقية، و120 معاهدة استثمار ثنائية، في دعم المشهد الاستثماري بشكل واضح. ويرتكز هذا الزخم على الاستثمارات الضخمة للدولة في مجال التحول الرقمي، الذي يتجلى واضحاً في المشروع المشترك بقيمة 5.5 مليارات درهم (1.5 مليار دولار) بين «مايكروسوفت» وشركة «جي 42» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في الدولة، ووضع معايير جديدة للابتكار. الرؤية المستقبلية: الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 وتهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 إلى مضاعفة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية بحلول عام 2031، لتصل إلى 1.3 تريليون درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي خلال الفترة بين عامي 2025-2031، والوصول بحجم مخزون الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 2.2 تريليون درهم. وتُركز الاستراتيجية على العديد من القطاعات ذات الأولوية، مثل الصناعات المتقدمة، والطاقة المتجددة، والخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على الاستدامة والابتكار، وتهدف المبادرات المنضوية تحت إطار هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجال التنوع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي. محمد بن راشد: • الإمارات أرض الفرص والوجهة المثالية للشركات والأفكار الواعدة. • رسالتنا «التنمية هي مفتاح الاستقرار.. والاقتصاد هو أهم سياسة». • هدفنا الجديد هو جذب تدفقات استثمار أجنبية مباشرة تبلغ 1.3 تريليون درهم خلال الستة أعوام القادمة بإذن الله.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
إيران وإسرائيل.. عمليات القصف تتصاعد بشدة وجهود دولية لوقف التصعيد
لليوم السابع على التوالي، تتواصل الحرب وتتصاعد بين إسرائيل وإيران، حيث هزت انفجارات ضخمة مناطق متعددة في إسرائيل، شمالاً ووسطاً وجنوباً، بعدما أطلقت إيران عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، فيما وصفت بأنها «أعنف ضربة» منذ بداية الحرب مستهدفة مقرات لقيادة الجيش والاستخبارات، مع تطور جديد تمثّل بإطلاق إيران صواريخ متعددة الرؤوس للمرة الأولى، واستهداف إسرائيل مفاعلات نووية في إيران. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن نحو 20 طائرة نفَّذت سلسلة غارات في غرب إيران، استهدفت مواقع صواريخ أرض-أرض، وقوات إيرانية. وأضاف الجيش أنه رصد أيضاً حركة لشاحنات تحمل صواريخ أرض-أرض، وضربها عند وصولها إلى منطقة كانت ستُطلَق منها. على صعيد متصل، تستعد الولايات المتحدة لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران «خلال أيام»، حيث أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبار مساعديه مساء موافقته على خطط الهجوم على طهران، لكن احتمال توجيه ضربة أمريكية ضد إيران كشف عن انقسامات بين صفوف مؤيدي ترامب بالحث على عدم زج امريكا في حروب جديدة . فيما وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، داعية إياها إلى عدم التدخل في التطورات الجارية. يأتي كل ذلك وسط جهود تبذلها العديد من الدول الكبرى لوقف التصعيد بين البلدين.