
نار الأسعار تلتهم موائد المغاربة: الدجاج يقفز إلى 22 درهما للكيلوغرام والارتفاع مستمر!
بلبريس - ياسمين التازي
تشهد أسعار الدجاج بالمغرب موجة ارتفاع غير مسبوقة، أثارت قلق المستهلكين وأربكت ميزانيات الأسر، خصوصاً ذات الدخل المحدود. فقد تجاوز سعر الكيلوغرام من الدجاج الأبيض عتبة 22 درهماً في بعض الأسواق، بعد أن كان مستقراً في حدود 17 درهماً قبل أيام قليلة فقط.
في جولة بأسواق الرباط وسلا والدار البيضاء ، رصدت "صوت المستهلك" أسعاراً تراوحت بين 21 و22 درهماً للكيلوغرام الواحد من الدجاج الأبيض، بينما ظل سعر الدجاج الأحمر مستقراً عند 16 درهماً. أما الدجاج البلدي ، فقد واصل تحليقه خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين، حيث تراوح سعره ما بين 75 و80 درهماً للكيلوغرام.
أسباب متعددة وراء الغلاء
يرجع المهنيون هذا الارتفاع المفاجئ إلى تداخل مجموعة من العوامل، في مقدمتها ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء ، نتيجة غلاء أسعار اللحوم الحمراء التي باتت تشكل عبئاً على الأسر المغربية. ويضاف إلى ذلك الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية الدواجن ، مثل الفيتامينات واللقاحات، التي تستورد بنسبة كبيرة من الخارج، مما يجعلها عرضة لتقلبات السوق الدولية وسعر صرف العملات.
كما لم تُخفِ المصادر المهنية تأثير الظروف المناخية القاسية التي عرفتها البلاد، من موجات حر وجفاف، والتي أثّرت سلباً على سلاسل إنتاج الدواجن، من تربية الكتاكيت إلى التوزيع.
توقعات بمزيد من الارتفاع
يؤكد عدد من الباعة أن الأسعار قد تواصل صعودها خلال الأسابيع المقبلة ، خاصةً مع اقتراب عودة الحجاج من الديار المقدسة، وهو ما يصاحبه عادة ارتفاع في الطلب على اللحوم، إلى جانب دخول موسم الأعراس الذي يشكل ذروة الاستهلاك السنوي.
وفي ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالِبة بتدخل السلطات المعنية لمراقبة السوق وضبط الأسعار، أو على الأقل دعم الفلاحين الصغار في مواجهة غلاء الأعلاف، حتى لا يتحمل المستهلك وحده كلفة هذه الأزمة المركبة.
أزمة متكررة أم خلل بنيوي؟
وبين من يعتبر الارتفاع ظرفياً، ومن يراه نتيجة خلل بنيوي في سلاسل الإنتاج والتوزيع ، تبقى الحقيقة الوحيدة أن المائدة المغربية تواجه ضغوطاً متزايدة ، تجعل من أبسط المأكولات اليومية رفاهية للكثيرين. فهل تتحرك الحكومة قبل أن يتحول الدجاج إلى "سلعة فاخرة" لا تطالها سوى الجيوب الممتلئة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
رؤية 2025: المغرب ضمن أقوى اقتصادات القارة الإفريقية
بلبريس - ليلى صبحي أصدر صندوق النقد الدولي تصنيفًا محدثًا لأكبر عشرة اقتصادات في القارة الإفريقية، بناءً على توقعات الناتج المحلي الإجمالي الجارية لعام 2025، كشف فيه عن تموقع المغرب ضمن نادي القوى الاقتصادية الخمسة الأولى على مستوى القارة. ووفقًا للبيانات التي توفر نظرة استشرافية حول المشهد الاقتصادي الإفريقي للعام المقبل، فقد احتلت جنوب إفريقيا المرتبة الأولى باقتصاد يُتوقع أن يبلغ حجمه 410.3 مليار دولار، محافظة بذلك على موقعها كأكبر اقتصاد في إفريقيا. وجاءت مصر في المرتبة الثانية بـ347.3 مليار دولار. أما المرتبة الثالثة، فكانت من نصيب الجزائر التي يُرتقب أن يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى 268.9 مليار دولار، متقدمة على نيجيريا، التي حلّت رابعة بـ188.3 مليار دولار، رغم كونها الدولة الأكثر سكاناً في القارة. من جهتها، حافظت المملكة المغربية على موقعها ضمن الخمسة الكبار، إذ تُقدّر توقعات صندوق النقد الدولي أن يصل الناتج المحلي الإجمالي المغربي إلى 165.8 مليار دولار سنة 2025، ما يعزز حضور المملكة كفاعل اقتصادي صاعد في المنطقة. وضمّت قائمة الاقتصادات العشرة الأكبر في إفريقيا كلاً من كينيا في المرتبة السادسة بـ131.7 مليار دولار، تلتها إثيوبيا سابعة بـ117.5 مليار دولار، ثم أنغولا ثامنة بـ113.3 مليار دولار. فيما جاءت كوت ديفوار في المرتبة التاسعة بـ94.5 مليار دولار، تليها غانا عاشرة بـ88.3 مليار دولار.


بلبريس
منذ 3 ساعات
- بلبريس
قفزة قياسية لصادرات التوت المغربي إلى أمريكا: 525 طناً في ثلاثة أشهر فقط
بلبريس - ليلى صبحي سجلت صادرات التوت الأزرق المغربي إلى السوق الأمريكية، خلال الربع الأول من موسم 2024/2025، رقماً غير مسبوق بلغ 525 طناً، بقيمة تناهز 5 ملايين دولار، وفق بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي. هذا الرقم يفوق، للمرة الأولى، مجموع صادرات المغرب من هذه الفاكهة إلى الولايات المتحدة خلال المواسم الأربعة السابقة مجتمعة، في مؤشر واضح على التحول النوعي في تموقع المملكة ضمن خارطة التوريد العالمية. موقع 'إيست فروت' المتخصص في الشأن الزراعي والتجارة الدولية، أرجع هذه القفزة إلى انطلاقة مبكرة لعملية التصدير هذا الموسم، انطلقت فعلياً في يناير 2025، أي قبل شهرين من الموعد المعتاد الذي كان يتزامن عادة مع بداية مارس. وقد تم تسجيل الجزء الأكبر من الكميات المصدّرة خلال هذا الشهر الأخير، تزامناً مع تراجع الإمدادات القادمة من دول أمريكا الجنوبية. ويرى خبراء أن هذا التوقيت يمنح التوت المغربي ميزة تنافسية في السوق الأمريكية، في ظل تزايد الإقبال على استهلاك التوت الأزرق باعتباره غذاءً صحياً وخفيفاً، يدخل في تركيب عدد من الوجبات والمأكولات المنزلية. من جانب آخر، رفّع المغرب في سنة 2024 المساحات المخصصة لزراعة التوت الأزرق بحوالي 1500 هكتار إضافي، في خطوة تستهدف دعم الإنتاج وزيادة الصادرات خلال السنوات المقبلة، خصوصاً مع دخول المملكة ضمن قائمة أكبر ثلاث دول مصدّرة عالمياً، خلف بيرو وتشيلي، بحسب المعطيات ذاتها. رغم أن حجم صادرات المغرب إلى الولايات المتحدة لا يزال متواضعاً مقارنة بالمكسيك وكندا وبيرو، إلا أن التوت المغربي يُباع بسعر أعلى، يفوق نظيره القادم من بيرو والمكسيك بمعدل دولارين للكيلوغرام، ويتجاوز نظيره التشيلي بثلاثة دولارات، ما يعكس جودته وقدرته على التموقع في شريحة المنتجات الممتازة. وتبقى بيرو المورد الرئيسي للتوت الأزرق إلى الولايات المتحدة، بينما تظل المكسيك وتشيلي وكندا من أبرز الفاعلين في هذا السوق، فيما يُعد المغرب الدولة الوحيدة من خارج القارة الأمريكية الحاضرة في هذه السلسلة التصديرية، بمنتوج ذي تنافسية متنامية، من حيث الجودة والسعر والتوقيت.


بلبريس
منذ 21 ساعات
- بلبريس
نار الأسعار تلتهم موائد المغاربة: الدجاج يقفز إلى 22 درهما للكيلوغرام والارتفاع مستمر!
بلبريس - ياسمين التازي تشهد أسعار الدجاج بالمغرب موجة ارتفاع غير مسبوقة، أثارت قلق المستهلكين وأربكت ميزانيات الأسر، خصوصاً ذات الدخل المحدود. فقد تجاوز سعر الكيلوغرام من الدجاج الأبيض عتبة 22 درهماً في بعض الأسواق، بعد أن كان مستقراً في حدود 17 درهماً قبل أيام قليلة فقط. في جولة بأسواق الرباط وسلا والدار البيضاء ، رصدت "صوت المستهلك" أسعاراً تراوحت بين 21 و22 درهماً للكيلوغرام الواحد من الدجاج الأبيض، بينما ظل سعر الدجاج الأحمر مستقراً عند 16 درهماً. أما الدجاج البلدي ، فقد واصل تحليقه خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين، حيث تراوح سعره ما بين 75 و80 درهماً للكيلوغرام. أسباب متعددة وراء الغلاء يرجع المهنيون هذا الارتفاع المفاجئ إلى تداخل مجموعة من العوامل، في مقدمتها ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء ، نتيجة غلاء أسعار اللحوم الحمراء التي باتت تشكل عبئاً على الأسر المغربية. ويضاف إلى ذلك الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية الدواجن ، مثل الفيتامينات واللقاحات، التي تستورد بنسبة كبيرة من الخارج، مما يجعلها عرضة لتقلبات السوق الدولية وسعر صرف العملات. كما لم تُخفِ المصادر المهنية تأثير الظروف المناخية القاسية التي عرفتها البلاد، من موجات حر وجفاف، والتي أثّرت سلباً على سلاسل إنتاج الدواجن، من تربية الكتاكيت إلى التوزيع. توقعات بمزيد من الارتفاع يؤكد عدد من الباعة أن الأسعار قد تواصل صعودها خلال الأسابيع المقبلة ، خاصةً مع اقتراب عودة الحجاج من الديار المقدسة، وهو ما يصاحبه عادة ارتفاع في الطلب على اللحوم، إلى جانب دخول موسم الأعراس الذي يشكل ذروة الاستهلاك السنوي. وفي ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالِبة بتدخل السلطات المعنية لمراقبة السوق وضبط الأسعار، أو على الأقل دعم الفلاحين الصغار في مواجهة غلاء الأعلاف، حتى لا يتحمل المستهلك وحده كلفة هذه الأزمة المركبة. أزمة متكررة أم خلل بنيوي؟ وبين من يعتبر الارتفاع ظرفياً، ومن يراه نتيجة خلل بنيوي في سلاسل الإنتاج والتوزيع ، تبقى الحقيقة الوحيدة أن المائدة المغربية تواجه ضغوطاً متزايدة ، تجعل من أبسط المأكولات اليومية رفاهية للكثيرين. فهل تتحرك الحكومة قبل أن يتحول الدجاج إلى "سلعة فاخرة" لا تطالها سوى الجيوب الممتلئة؟