logo
استقرار الشيكل الإسرائيلي مهدد مع تقلب محتمل بسوق الخيارات

استقرار الشيكل الإسرائيلي مهدد مع تقلب محتمل بسوق الخيارات

الاقتصاديةمنذ 5 ساعات

يتأهّب متداولو عقود الخيارات لتقلبات محتملة في الشيكل الإسرائيلي، أعنف من أي وقت منذ بدء حرب غزة في عام 2023، في تحوطٍ ضد أي انهيار محتمل بعد الصمود الذي أظهرته العملة حتى الآن في مواجهة الصراعات المتعددة المستمرة التي تخوضها البلاد.
قفز التقلب الضمني، وهو رهان على اضطرابات العملة ينعكس في عقود المشتقات لأجل شهر واحد، إلى أعلى مستوى الأسبوع الجاري منذ مارس 2023، متجاوزاً المستويات التي سُجلت عندما هاجمت حماس إسرائيل في أكتوبر من ذلك العام، مما أشعل صراعاً متعدد الجبهات. ووفقاً لتصنيفات "بلومبرغ"، أصبح الشيكل بذلك أكثر العملات تقلباً في العالم، باستثناء الروبل الروسي.
الشيكل يكسب في السوق الفورية
غير أن هذا التوتر الظاهر في تسعير المشتقات غير واضح في السوق الفورية، حيث يتجه الشيكل نحو تحقيق مكاسب للشهر الثالث ويُتداول بالقرب من أقوى مستوياته منذ فبراير 2023. كما عوضت العملة الإسرائيلية بالكامل الخسائر التي تكبدتها يوم الجمعة الماضي، والتي أثارتها الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، بحلول يوم الإثنين التالي.
قال رونين مناحيم، كبير خبراء الاقتصاد في الأسواق لدى بنك "ميزراحي طفحوت" (Mizrahi-Tefahot Bank): "سوق الخيارات تعكس بالفعل تزايد في حالة عدم اليقين في الوقت الراهن، ويمكن القول إن الانحرافات المعيارية تُعد من بين الأعلى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023".
ارتفع مقياس التقلب، يوم الأربعاء، إلى 12.4% على أساس سنوي، مقارنة بنسبة 7.2% بين العملات المناظرة في الأسواق الناشئة.
الشيكل يتحدى الحروب
وحتى يوم الأربعاء، كانت إسرائيل، التي خاضت معارك ضد حماس وحزب الله وجماعة الحوثي خلال الاثني عشر شهراً الماضية، تواصل هجماتها على إيران لليوم السادس من دون أي هدنة في الأفق. وانتشرت تكهنات على نطاق واسع بأن الولايات المتحدة تفكر في الانضمام إلى الهجمات، في تصعيد محتمل قد يُغرق الأسواق العالمية.
الشيكل حالياً أقوى بنحو 10% مما كان عليه قبل هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، متحدّياً تدهور الأوضاع الجيوسياسية، والضغوط على الأوضاع المالية لإسرائيل نتيجة زيادة الإنفاق الحربي. وقد تزامنت هذه المكاسب مع تراجع بنسبة 5% في المؤشر العام للدولار خلال تلك الفترة، ما جعل الشيكل يتفوق على 24 من أصل 31 عملة من العملات الأكثر تداولاً في الأسواق الناشئة.
ومنذ نوفمبر 2023 وحتى الشهر الماضي، جرى تداول الشيكل ضمن نطاق يتراوح بين 3.53 و3.85 للدولار، وكان يعاود الارتفاع بسرعة بعد أي موجة بيع تُثار بسبب أخبار جديدة عن الصراعات أو التصعيد.
دعم المركزي عزز استقرار العملة الإسرائيلية
استند استقرار العملة إلى دعم من البنك المركزي. ففي أعقاب هجوم حماس، كشف بنك إسرائيل عن صندوق طوارئ بقيمة 45 مليار دولار لحماية العملة، ولجأ إلى السحب من احتياطياته وقدم عقود مقايضة لهذا الغرض.
بحسب بيانات بنك إسرائيل، ضُخّ ما مجموعه 8.5 مليار دولار في أسواق العملات الأجنبية و400 مليون دولار في المقايضات خلال أكتوبر ونوفمبر 2023، إلا أنه لم تُسجّل أي تدخلات منذ ذلك الحين وحتى مايو 2025. ولا يزال الرصيد متاحاً للاستخدام، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت السلطات النقدية تتدخل حالياً للحفاظ على استقرار العملة.
لم يرد البنك المركزي على طلب للتعليق بشأن موقفه الحالي. تمت التدخلات السابقة فقط عندما تراجع الشيكل إلى ما ما يزيد عن 4 مقابل الدولار، ومن المقرر أن تُنشر البيانات الرسمية لشهر يونيو في السابع من يوليو.
وبحسب مناحيم، فإن التحركات في مقاييس التقلب قد تعكس وجود مخاطر مزدوجة، تشمل احتمال تسجيل ارتفاع كبير، وكذلك خسائر أعمق، "رغم أنه يمكن القول إن الخوف من تراجع الشيكل أكبر"، على حد قوله.
وأضاف: "الحرب بين إسرائيل وإيران غير مسبوقة، ولا يعرف بعد كيف ستتطور، ما يستدعي توخي الحذر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفلسطينيون يتكبدون «التغييب» ثمناً للحرب الإسرائيلية
الفلسطينيون يتكبدون «التغييب» ثمناً للحرب الإسرائيلية

الشرق الأوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق الأوسط

الفلسطينيون يتكبدون «التغييب» ثمناً للحرب الإسرائيلية

كانت حرب إسرائيل على غزة الغائب الأكبر عن مناقشات قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، خلال قمتهم، التي اختتمت الثلاثاء، واستضافت دورتها مقاطعة ألبرتا الكندية. وفي حين دعا القادة السبعة إلى «التهدئة» في الحرب الدائرة، منذ ليل الخميس - الجمعة الماضي، بين إسرائيل وإيران، فإنهم أكدوا، بالتوازي، على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وشددوا على أنه يجب ألا تمتلك طهران «أبداً» سلاحاً نووياً. والملاحظ أن «السبع» لم يدعوا إلى وقف إطلاق النار، ولا العودة إلى المفاوضات التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أجهضها الهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية. الصورة التذكارية لقادة مجموعة السبع الصناعية في ولاية ألبرتا الكندية يوم 16 يونيو (أ.ب) وإذا كان مفهوماً اهتمام «مجموعة السبع» بالحرب المستجدة بين تل أبيب وطهران لما لها من تداعيات جيواستراتيجية وتبعات اقتصادية ومخاطر من تمددها، فإنه من غير المفهوم أن يكون قادة «السبع» قد جانبوا تناول حرب غزة المتواصلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ حيث لم يصدر أي بيان بهذا الشأن، بل إن الملف لم يكن مطروحاً على طاولة المحادثات. ما حصل في أتلانتا يعكس أمراً أساسياً قوامه أن غزة كانت «الضحية الأولى للحرب التي أطلقتها إسرائيل في هجومها على إيران». يمكن القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصاب أهدافاً عدة برمية واحدة، وكان من تبعات عمليته العسكرية التشويش على انعقاد «مؤتمر حل الدولتين» الذي كان مُنتَظراً انعقاده ما بين 17 و20 يونيو الحالي، في نيويورك، بدعوة من الأمم المتحدة، وبرئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، لحشد مزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن إزاء هذا الوضع، كان من الطبيعي أن تقرع الرئاسة المشتركة للمؤتمر المؤجل ورؤساء مجموعات العمل الثمانية ناقوس الخطر، في بيان صدر الثلاثاء، للإعراب عن القلق «من التصعيد المستمر والتطورات الأخيرة التي استدعت تعليق المؤتمر». وبالنظر للمخاوف المحيقة بمصير المؤتمر؛ فإن الدول المعنية «حرصت على إعادة التأكيد على التزامها الكامل بأهداف المؤتمر وضمان استمرار أعماله وتحقيق أهدافه»، وعلى «استمرارية دعمها اللامتزعزع لكافة الجهود الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تطبيق حل الدولتين، وضمان الاستقرار والأمن لجميع الدول في المنطقة». ولأن أضواء نيويورك التي كانت مرتَقَبة، بفضل القمة الموعودة، قد حُجِبت عن غزة، فإن جرائم القتل العمد تواصلت يومياً. وآخر محصلة لها سقوط 47 قتيلاً، وفق وزارة الصحة، في الساعات الـ24 الأخيرة، بسبب النيران التي تُطلَق يومياً على الغزيين الذين يسعون للحصول على مقومات العيش عبر «مؤسسة غزة الإنسانية»، التي ابتدعتها إسرائيل بدعم أميركي لتهميش الوكالات الدولية العاملة في غزة. فلسطينيون مصدومون بمقتل شاب بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية في غزة (أ.ف.ب) ووفق الوزارة نفسها، فإن 397 فلسطينياً قُتلوا على أيدي الجيش الإسرائيلي منذ أن انطلق عمل هذه المؤسسة، فيما أُصيب ما لا يقل عن 3 آلاف شخص. وبأي حال، تراجع الاهتمام الدولي بحرب غزة إلى درجة أن تناول ما يجري فيها يُختصر بالإشارة السريعة لأعداد القتلى والجرحى الذين يتساقطون يومياً، بمعدل خمسين شخصاً. تقول مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس إن الحرب التي أطلقها نتنياهو «حرفت الأنظار عما يجري في غزة، ودفعت ملفها إلى الخلف، بحيث تركز اهتمام الداخل الإسرائيلي والعالم الخارجي على الحرب مع إيران». وتضيف هذه المصادر أن نتنياهو «كان يعاني من وضع سياسي هش: ففي الداخل، تزايدت الضغوط عليه. وتواصل الحرب في غزة إحداث انقسام عميق في المجتمع الإسرائيلي». أما في الخارج، فإن «إسرائيل أُصيبت بانتكاسة سياسية ودبلوماسية من دول كان دعمها لإسرائيل لا يخضع للتساؤل، مثل: كندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وهولندا». وجاء الإعلان عن «مؤتمر نيويورك» ليضاعف الضغوط لأنه أعاد حل الدولتين إلى الواجهة، وهو ما لا يريده نتنياهو إطلاقاً. يُضاف إلى ما سبق أن الأخير كان يتخوف من اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، وأهمية الخطوة الفرنسية «لو حدثت» أنها كان مقدراً لها أن تجر وراءها دولاً أخرى مثل بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وكندا، وربما أيضاً بريطانيا؛ ما كان سيشكل «هزيمة دبلوماسية وسياسية إضافية» لإسرائيل. مع إطلاق الهجمات ضد إيران، نجح نتنياهو في استعادة المبادرة: ثمة أكثرية إسرائيلية تدعم الحرب على إيران التي يصفها الأول بأنها «العدو الوجودي»، لا، بل إن المعارضة الإسرائيلية تناست انتقاداتها، وعبَّرت عن دعمها له. وفي الخارج، أعربت دول العالم الغربي عن دعمها لإسرائيل، بما في ذلك الدول الأوروبية؛ إذ سارع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا ورئيسة المفوضية الأوروبية للتواصل مع نتنياهو للتأكيد على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، رغم أنها الجهة التي هاجمت إيران، وليس العكس. ولعلَّ السبب الأول أوروبياً أن القارة القديمة تعتبر أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديداً وجودياً لأمن القارة، وأن الأسلحة النووية الإيرانية، في حال أصبحت واقعاً، ليست تهديداً لإسرائيل فقط، وإنما لأوروبا أيضاً. ولذا، فإعلان تأييدها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها يعني، عملياً، تأييد الحرب الإسرائيلية على إيران. ومع هذا الدعم، تراجع الاهتمام الغربي بملف غزة، وأصبح من الصعب على قادته أن يواصلوا انتقاد الأداء الإسرائيلي، بينما يقفون إلى جانب إسرائيل في حربها على إيران. وكان المستشار الألماني فريدريتش ميرتس الأكثر صراحة، عندما أعلن أن إسرائيل «تقوم بالعمل القذر مكان الأوروبيين»، في العمل على القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وعلى أنشطة طهران الصاروخية والباليستية. المستشار الألماني فريدريش ميرتس (أ.ف.ب) ولا شك أن القرار الذي صدر عن مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا، الأسبوع الماضي، الذي جاء فيه أن طهران «لم تحترم التزاماتها المنصوص عليها في معاهدة منع انتشار السلاح النووي»، قد وفَّر لإسرائيل الحجة التي كانت تبحث عنها لمهاجمة إيران، باعتبار أن قرار «الوكالة» يعني ضمناً أن إيران تسعى للحصول على السلاح النووي. فضلاً عن ذلك، فإن نتنياهو نجح في جر الرئيس الأميركي إلى الانخراط في الحرب بشكل أو بآخر. وباختصار، فإن نتنياهو «ربط» الأوروبيين «ومعهم الولايات المتحدة» بالعربة الإسرائيلية، وحصن نفسه من الانتقادات، بما في ذلك في الملف الفلسطيني. تقول كسينيا سفيتلوفا، الباحثة في «برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بالمعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، وفق ما نقلت عنها «الوكالة الألمانية»، إن «تغييب الحرب في غزة والتركيز على إيران يمثلان نجاحاً لإسرائيل؛ إذ تمكنت من فصل الملف النووي عن الرفض الأوروبي للحرب الإسرائيلية في القطاع». والنتيجة كانت تحصين إسرائيل ونتنياهو من الانتقادات في القارة الأوروبية، بحيث يدفع قطاع غزة وسكانه ثمن الحرب الجديدة. ناشطون مؤيدون للفلسطينيين خلال مظاهرة في باريس ضد الحرب في غزة - 28 مايو الماضي (أ.ف.ب) فهل يعني هذا الكلام أن غزة والملف الفلسطيني قد طُوِيا مجدداً؟ الجواب جاء على لسان الرئيس الفرنسي، مساء يوم الجمعة الماضي، إذ قال ما نصُّه: «إن تأجيل (المؤتمر) لا يمكن أن يغيّر من عزمنا على المضي قدماً نحو تنفيذ حل الدولتين، مهما كانت الظروف». كلام ماكرون يراد منه أن يعكس التزاماً فرنسياً قوياً. لكن ما بين الإعلان عنه من جهة والذهاب إلى التنفيذ من جهة أخرى، ثمة هوة شاسعة ومتغيرات لا يتحكم الرئيس الفرنسي بمسارها. ولقد عانى الفلسطينيون من خيبات كثيرة، ولا شيء يكفل حمايتهم من خيبات مقبلة.

حرب شرسة في محيط متصدّع
حرب شرسة في محيط متصدّع

العربية

timeمنذ 22 دقائق

  • العربية

حرب شرسة في محيط متصدّع

تشرح الحرب الحاليّة بين إيران وإسرائيل مستوى التمايز في رؤى الإقليم. إسرائيل شهيّتها مفتوحة للحروب منذ الفرصة التي أعطيت لها من الحركات والأحزاب الآيديولوجية. تبيّن أن إسرائيل مستعدة، ولديها خطط حرب كاملة، وقامت باختراقات كبرى على مدى سنوات للقيادات الفلسطينية ولـ«حزب الله» وإيران. والمغامرة التي أعطيت لها جاءت على طبق من ذهب. إسرائيل مستعدة لشراء تلك المغامرة التي نزعت عنها الكلفة الإنسانية والحقوقية، بل أسدلت عليها رداء مشروعية الدفاع عن النفس كما تقول. كل ذلك يُعبّر عن قصور في التعامل مع المراحل والدول من قبل المغامرين. ومع بدء عمليّة «الأسد الصاعد» تأخذ المرحلة الحربيّة قمة أوجها، فالمسألة ليست مزحة، إنها ليست عمليّة تأديبية لحزب من هنا، أو حركة هناك، وإنما حرب شاملة مفتوحة على مصراعيها، بل هي الأعنف منذ حرب إيران والعراق. والفكرة الرئيسية أن إسرائيل استعملت مفهومين في هذه الحرب؛ الأول: أن الحرب دفاعٌ عن وجود، وبالتالي ليست المسألة سياسيّة بالمعنى التقليدي، وليست رحلة صيد، لها زمنها وطقسها، وبدايتها ونهايتها، وإنما هي حربٌ تتعلق بالوجود الإسرائيلي، وبالدفاع عن كيان الدولة، وعليه فإن هذا التسبيب لشنّ الحرب له جوانبه القوميّة والدينية والسياسية، بل إن الحرب بالنسبة لهم دفاع عن مستقبل وجودهم على المدى البعيد. الثاني: أن الحرب مسألة أمن قومي إسرائيلي مشروع وفق الأدبيات التي تطرحها، بمعنى أن إسرائيل لم تخض الحرب من أجل توبيخ أو تأديب إيران، وإنما لإزالة التهديد، وهذا المفهوم مركّزٌ عليه في المختصرات الصحافية للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وهم بذلك ينزعون العتب الأوروبي تحديداً بوصفه مثقلاً بالحديث عن الحريات وحقوق الإنسان، ومشبعاً بالحديث عن قواعد الاشتباك وأدبيات الحرب. استعمال إسرائيل مفهوم إزالة التهديد حشد معها حتى المعارضين لبعض سياساتها في الداخل والخارج. لقد علّمتنا التجارب أن إسرائيل عنيدة، ولا تُحسن لعبة الصدف، وإنما درَست هذه الحرب على مدى عقود، وأسست لها تقنياً وتكنولوجياً واستخباراتياً. التكلفة لن تكون سهلة على الطرفين بالتأكيد، ولكن بالنسبة لإسرائيل فإن إيران اليوم «لقمة سائغة» بسبب الهشاشة التي سببتها الأحداث الأخيرة، نعم لقد أسست مرحلة ما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لما يُسمّى المناطق الرخوة؛ حيث عانت بعض الدول المحيطة بالحدث من ضعف طاقتها وفقدان حيويّتها. رأت إسرائيل أن ترفع السلاح لإنهاء تهديدات وجودها دفعةً واحدة كما هي تصريحات المسؤولين، ولذلك فإن الدرس الحالي يتمثّل في ضرورة عدم الاستهتار بقوّة الآخر، بل في الانضباط والاستعداد لردّة الفعل العنيفة والاعتبار من التجارب القديمة. الحيويّة السياسية في الإقليم سعت بشكل حثيث نحو إطفاء هذه الحرائق ببيانات رسميّة، لأن استمرار أمدها على «التأبيد»، كما يصرّح طرفا هذه الحرب، يعني أننا أمام حرب بشعة وغير متكافئة، ولا أفق لها. بمعنى آخر؛ الحرب صحيح أنها قادرة على تغيير الشكل والتبويب، وربما تغيير بعض الأعماق الأمنية والسياسية، غير أن الأفق المطلوب لا بد من رسمه حتى لا تكون هذه الحرب أبدية أو طويلة الأمد وبشكل عبثي. من الضروري استيعاب مواضيع التفاوض والنقاش الحيوي، نعم إسرائيل ضربت بضراوة وقوة وعن قصد وتخطيط، بينما إيران لم تستطع الخطوَ نحو الاتفاق الأساسي الذي يمنع عنها الخطر، وهذا يعني أن الانتقام سيكون هو المرجع. الخلاصة؛ أن كل حرب لها تكاليفها، والعبرة في وزن المخاطر الناتجة عنها. الحرب جزء من تاريخ البشرية، وستظلّ كذلك، فهي من حركة التاريخ أو حتميته. الحرب لا تؤذي الطرفين فقط وإنما تؤثر على المحيط كله. من الواضح أنها حرب مفتوحة على مصراعيها، ولن تنتهي قريباً، وإنما القصد ضرورة التذكير بدروس التاريخ من حروب إسبرطة ما قبل الميلاد وإلى اليوم، وأهم هذه الدروس للطرفين كيف ستكون كل دولة بعد هذه الحرب؟!

وزير الدفاع الإسرائيلي: سيعاد فتح الأنشطة الاقتصادية تدريجياً
وزير الدفاع الإسرائيلي: سيعاد فتح الأنشطة الاقتصادية تدريجياً

الشرق الأوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق الأوسط

وزير الدفاع الإسرائيلي: سيعاد فتح الأنشطة الاقتصادية تدريجياً

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، إن إسرائيل ستخفف تدريجياً القيود الأمنية في بعض أنحاء البلاد وستعيد فتح الأنشطة الاقتصادية، حتى مع استمرار الحملة العسكرية على إيران. وأعلن الجيش الإسرائيلي تخفيف إجراءات السلامة العامة، التي شملت قيوداً منها إغلاق المدارس، في بعض المناطق ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء. وسيتم تغيير حالة النشاط في أجزاء من هضبة الجولان والضفة الغربية المحتلتين، بالإضافة إلى التجمعات السكانية الإسرائيلية قرب غزة وفي إيلات جنوب إسرائيل، من «نشاط أساسي» إلى «نشاط جزئي». رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبجواره وزير الدفاع يسرائيل كاتس (كاتس عبر منصة «إكس») وسيجري تغيير الحالة في مناطق أخرى من «نشاط أساسي» إلى «نشاط محدود». وأضاف الجيش أن هذه التغييرات ستسري حتى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي يوم 20 يونيو (حزيران). ويشن الجيش الإسرائيلي ضربات غير مسبوقة على إيران، معلناً أن هدفه هو منعها من امتلاك السلاح النووي. رداً على ذلك، توعدت إيران بمواصلة قصف إسرائيل حتى توقف هجماتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store