logo
DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل – DW – 2025/6/17

DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل – DW – 2025/6/17

DWمنذ 2 أيام

مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، جرى نشر صور وفيديوهات مضللة وأخرى لا تمت بصلة إلى الصراع الدائ، بل تعود لسنوات سابقة، DW قامت بتقصي الحقائق بشأن مصداقية هذه المنشورات.
امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالكثير من الصور والمقاطع المصورة المزيفة التي تزعم وقوع هجمات إسرائيلية على إيرانأو هجمات إيرانية على إسرائيل.
وانتشرت هذه المقاطع والصور منذ الساعات الأولى من بدء التصعيد صباح الثالث عشر من يونيو/حزيران الجاري، عندما بدأت إسرائيل هجمات على أهداف مختلفة في إيران، مستهدفة منشآت عسكرية و نووية، فضلا عن استهداف قيادات عسكرية وعلماء بارزين.
مواقع مزعومة لهجمات إسرائيلية
الادعاء: نُشر مقطع مصور على تيك توك حصد أكثر من 660 ألف مشاهدة، ويزعم أنه يُظهر مواقع إيرانية تعرضت للقصف والدمار جراء الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران.
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
تبيّن أن كافة المشاهد في هذا المقطع جرى إنتاجها عن طريق الذكاء الاصطناعي، ويمكن التحقق من ذلك من خلال التدقيق في بعض التفاصيل الغريبة في الفيديو.
انتشر هذا الفيديو بشكل كبير على منصة تيك توك، لكن تبين أنه جرى إنشاؤه عن طريق الذكاء الاصطناعي. صورة من: tik tok
فعلى سبيل المثال، تُظهر اللقطات الأولى (من الثانية الأولى وحتى الثامنة) سيارات محترقة، بالإضافة إلى وجود دمية على شكل دب، وهي من بين مشاهد مشوهة جرى "تنظيفها" بشكل غير طبيعي مقارنة بباقي اللقطات، مما يرجح بقوة استخدام الذكاء الاصطناعي في تركيب هذا المقطع.
ويُظهر مشهد احتراق المطار في الثانية 24 رجال الإطفاء على أحد جانبي الحفرة وهم ثابتون تماما، بينما اختفى رجال الإطفاء من الجانب الآخر، كما أن حطام الصاروخ داخل الحفرة تحتوى على سهمين، وهو أمر غير منطقي.
أما صاحب الحساب الذي نشر الفيديو، وهو "Malka.415"، فيُعرف بنشر مقاطع مصورة تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يتضح من محتوى الفيديوهات الإخبارية الأخرى على حسابه.
بعض اللقطات في الفيديو ليست حقيقة مثل لقطة دمية على هيئة دب. صورة من: tik tok
فيديو لهجوم إسرائيلي
الادعاء: تزعم العديد من المنشورات والتغريدات على منصة "إكس" أنها تُظهر صواريخ أطلقتها إسرائيل صوب إيران، بينما يقول آخرون إنها صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل.
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
لا يمت الفيديو بصلة إلى التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران؛ إذ أظهر البحث العكسي للصور أن اللقطات المصورة نُشرت قبل ثمانية أشهر.
صورة من: X
ويُرجح أن هذه اللقطات تعود لهجوم صاروخي شنّته إيران على إسرائيلفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ردًا على مقتل إسماعيل هنية و حسن نصر الله، كما تشير بعض التعليقات على المنشور.
ويسلط هذا الأمر الضوء على ظاهرة إعادة نشر صور ومقاطع قديمة لجذب الانتباه أو لنشر معلومات مضللة. وقد نُشر هذا الفيديو سابقا في سياق التصعيد بين الهند و باكستان.
فيديوهات مزيفة عن هجمات إيرانية
الادعاء: تُظهر صورة نُشرت على منصة "إكس" وحظيت بأكثر من 3.6 مليون مشاهدة، تعليقا كُتب عليه: "إيران شنت صواريخ على إسرائيل".
صورة من: X
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
ورغم أن إيران شنت هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ ومسيرات، إلا أنه لم تصدر أي بيانات رسمية بشأن إطلاق صواريخ عند نشر هذه الصورة.
ويعزز ذلك الشكوك حول مصداقية الصورة، إذ لم يتزامن توقيت نشرها مع صدور أي بيانات من الجيش الإسرائيلي. كما أظهر البحث العكسي أن الصورة ليست حديثة، بل تعود إلى مناورة عسكرية للجيش الإيراني نُظمت قبل سنوات.
وقد نُشرت هذه الصورة لأول مرة عام 2021، ويُرجح أنها تعود لمناورات الحرس الثوري التي جرت في ثلاث محافظات إيرانية أواخر عام 2021، وشملت اختبارات صاروخية وتدريبات للقوات البرية والبحرية على مدار خمسة أيام، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية آنذاك.
وبالنظر إلى التشابه بين هذه الصورة و صور مناورات الحرس الثوري التي التقطها المصورون، فمن المرجح أن الصورة ليست مزيفة، لكنها استُخدمت خارج سياقها، ولا تمت بأي صلة إلى الصراع الجاري بين إيران وإسرائيل.
أعده للعربية: محمد فرحان (تحرير. ع.ج.م)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين إسرائيل وإيران: ما هو على المحك بالنسبة لروسيا بوتين؟ – DW – 2025/6/18
بين إسرائيل وإيران: ما هو على المحك بالنسبة لروسيا بوتين؟ – DW – 2025/6/18

DW

timeمنذ 34 دقائق

  • DW

بين إسرائيل وإيران: ما هو على المحك بالنسبة لروسيا بوتين؟ – DW – 2025/6/18

2025/6/18 ١٨ يونيو ٢٠٢٥ لفت دور الكرملين في الصراع الإسرائيلي الإيراني الأخير الانتباه مجددًا، نظرًا لجهوده المتواصلة في تحقيق التوازن بين الجانبين. وتبحث DW فيما إذا كانت هذه العلاقات تُشكّل تحديًا أم فرصةً لموسكو.

بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها – DW – 2025/6/18
بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها – DW – 2025/6/18

DW

timeمنذ 15 ساعات

  • DW

بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها – DW – 2025/6/18

الهجوم الإسرائيلي على مواقع داخل إيران ورد إيران باستهداف مواقع إسرائيلية يضع الدول العربية، وخاصة دول الخليج، في موقف حرج، إذ تخشى من الانزلاق إلى أتون الصراع. وفي العراق أيضا تسود أجواء من القلق والاستنفار. جاء الرد بشكل سريع. فبعد ساعات قليلة فقط من الهجوم الإسرائيلي على أهداف عديدة في إيران، انتقدت وزارة الخارجية السعودية هذا الهجوم. وقالت في بيان نشرته على موقع إكس: "المملكة العربية السعودية تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة". وتابع البيان أنَّ هذه الاعتداءات انتهاك خطير يمس سيادة إيران وأمنها، ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية. والسعودية ترى نفسها في وضع صعب. حيث تسعى إسرائيل منذ سنين لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، وبشكل خاص دول شبه الجزيرة العربية. وقد انعكست هذه السياسة في ما يعرف باسم اتفاقات إبراهيم، التي أعادت تعريف العلاقة بين إسرائيل وبعض دول المنطقة. وكان الهدف من هذه الاتفاقات هو إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية وتوسيعها بين إسرائيل وهذه الدول العربية. وفي صيف عام 2020، وقّعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقية في هذا الاتجاه، بينما لم تعقد السعودية اتفاقية مع إسرائيل بعد. وعلى الرغم من الحديث حول وجود محادثات غير معلنة بين الدولتين منذ سنين، ولكن السعودية أرادت دائمًا حتى الآن تجنب الانطباع بأنَّ التقارب مع إسرائيل سيقوّض تضامنها التقليدي مع الفلسطينيين كونها "خادمة للحرمين الشريفين". تقارب في محيط صعب: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني خلال توقيعهم اتفاقيات إبراهيم بواشنطن في أيلول/ سبتمبر 2020 صورة من:تقارب مع إيران وهذا ينطبق أكثر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما أقدمت حركة حماس الإسلاموية المسلحة - المُصنّفة كمنظمة إرهابية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أخرى - بمهاجمة إسرائيل وقتل نحو 1170 شخصًا واختطاف 255 آخرين إلى غزة. وقد قامت السعودية، مثل معظم الدول العربية والإسلامية، بتقييم الرد العسكري الإسرائيلي اللاحق في بيانات رسمية بشكل أكثر انتقادًا من معظم الدول الغربية. وبحسب تقرير لقناة بي بي سي فقد اتهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة. ولكن السعودية تمنح إسرائيل منذ صيف عام 2020 حق التحليق فوق أراضيها للرحلات الجوية المتجهة إلى الإمارات. وفي الوقت نفسه تقاربت الرياض كثيرًا مع طهران خلال السنين الأخيرة. وبعد أن قطعت السعودية وإيران علاقاتهما الدبلوماسية في عام 2016، أعادتا هذه العلاقات في آذار/ مارس 2023 بوساطة صينية. وعلى الأرجح، فإن دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، كانت تفكر ضمن تقاربها مع إيران أيضًا في هذا السيناريو الذي ظهر الآن، كما يقول ماركوس شنايدر، مدير المشروع الإقليمي للسلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في بيروت: "الجميع يدركون في عواصم شبه الجزيرة العربية أنَّهم سيُقَدَّمون على طبق من ذهب عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران. وذلك لأنَّهم غير محميين مثل إسرائيل بنظام دفاعي فعال. ومنذ وقت طويل، يخشون من ذلك، ولهذا السبب فقد سعوا دائمًا عبر الولايات المتحدة الأمريكية إلى منع إسرائيل من التصعيد". دمار في طهران بعد هجوم إسرائيلي صورة من: MEGHDAD MADADI/TASNIM NEWS/AFP/Getty Images عملية توازن سعودية والمملكة العربية السعودية تقوم بعملية توازن منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما يقول سيباستيان زونس، الخبير في شؤون دول الخليج في مركز كاربو للأبحاث في بون: "السعودية تركّز على عدم التصعيد مع جميع جيرانها. وبهذا المعنى فقد سعت إلى العمل كمنصة للحوار في مختلف النزاعات، واستضافت العديد من القمم الكبيرة حول قضايا منها حرب غزة، وشارك فيها بانتظام ممثلون إيرانيون أيضًا. وهذه النشاطات الدبلوماسية تعتبر إلى حد ما جزءًا من نموذج العمل السعودي، الذي يركّز على التقارب بدل النزاع". ولهذا السبب فإنَّ التصعيد بين إيران وإسرائيل يمثّل أسوأ سيناريو بالنسبة للسعودية، كما يقول زونس: "لأنَّ السعودية ستجد نفسها حينئذ نوعًا ما في عين العاصفة، وهي تخشى من احتمال وقوع هجمات على أراضيها بسبب وجود قوات أمريكية هناك أيضًا". وكذلك تخشى السعودية من إمكانية استئناف هجمات ميليشيا الحوثيين اليمنية الإسلاموية المتطرفة والتابعة لإيران، بحسب زونس. إذ إنَّ الرياض ما تزال تتذكّر هجوم هذه الميليشيا الإرهابية على منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية في أيلول/ سبتمبر 2019. ولهذا فقد زاد تصميم السعودية على تطوير علاقاتها مع إيران، كما يقول زونس: "الهدف من ذلك هو الانتقال من تقارب يعتبر على الأرح تكتيكيًا إلى تقارب استراتيجي، وتوسيع التعاون في عدة مجالات عدة، مثلًا في مجال الأمن. والسعودية ما تزال في الوقت نفسه لا تثق بإيران. ولديها تحفظات كبيرة تجاه جارتها. وهذا يزد من صعوبة تقييم الوضع الحالي باالنسبة للرياض". تشعر بالولاء لحكومة طهران أكثر من ولائها لحكومة بغداد: ميليشيا "كتائب حزب الله" في العراق صورة من: dpa/picture alliance ولذلك فقد جاءت الكلمات التي اختارتها وزارة الخارجية السعودية في انتقادها للهجوم الإسرائيلي مثيرة أكثر للانتباه، كما يقول شنايدر. ويضيف أنَّ "حقيقة حديث وزارة الخارجية السعودية على شبكة إكس حول هجوم على إيران 'الشقيقة' تظهر مدى خطورة الوضع. فمصطلح 'شقيق' يشير في العادة إلى الدول العربية فقط. واختيار هذه الكلمة يبيّن أنَّ السعودية لا تريد أن يُنظر إليها بأي حال من الأحوال على أنَّها شريكة إسرائيل". مخاوف في عُمان والعراق وكذلك ترى سلطنة عُمان الآن أنَّ احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع حول البرنامج النووي الإيراني بات مُهدّدًا. لقد قامت عُمان الواقعة في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية بدور الوساطة في المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب وكالات الأنباء فقد انتقدت عُمان الهجوم الإسرائيلي، ووصفته بأنَّه يُقوِّض أمن المنطقة واستقرارها. ومع ذلك يُقال إنَّ المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ما تزال مستمرة. بيد أنَّ المحادثات القادمة المقرر إجراؤها يوم الأحد القادم تم إلغاؤها. الضربات الإيرانية الأخيرة خلفت دمارًا كبيرًا في إسرائيل To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وعلى الأرجح، هناك مخاوف في العراق أيضًا. حيث توجد العديد من الميليشيات التابعة لإيران، مثل "كتائب حزب الله". وهذه الجماعات الشيعية تشعر بالولاء لحكومة طهران أكثر من ولائها لحكومة بغداد. ويمتد النفوذ الإيراني عبر الجناح السياسي لهذه الميليشيات إلى داخل البرلمان العراقي. ويقول شنايدر: "من الممكن جدًا أن يحملوا السلاح إذا أخبرتهم الآن الحكومة في طهران أنَّ كل شيء معرض للخطر. ومن الممكن أن يتجهوا ضد القوات الأمريكية المتمركزة في العراق أو أهداف أمريكية أخرى. ولهذا السبب فقد سحبت قبل أيام الولايات المتحدة الأمريكية موظفي سفارتها في العراق. وهذا يبيّن أيضًا أن العديد من الأمور ممكنة حاليًا في المنطقة". أعده للعربية: رائد الباش

هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟ – DW – 2025/6/17
هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟ – DW – 2025/6/17

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟ – DW – 2025/6/17

مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، تساؤلات حيال طبيعة البرنامج النووي الإيراني. تقول إيران إن برنامجها النووي مدني، لكن إسرائيل تشير إلى طابعه العسكري، فهل اقتربت إيران فعلا في الانضمام إلى النادي النووي؟ بررت إسرائيل هجماتها الأخيرة على إيران بقولها إن الأخيرة قطعت شوطا كبيرا في تطوير قنبلة نووية، وهو ما تراه إسرائيل تهديدا وجوديا في ضوء أن النظام الإيراني دأب على الإعلان عن نيته تدميرها. وفي الوقت الذي تصر فيه طهران على الطابع المدني لبرنامجها النووي، ترى بعض الدول أن هذا البرنامج يمتلك إمكانات عسكرية. وفي هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، مؤخرا بأن البرنامج النووي الإيراني يُمثل "تهديدا وجوديا" لكل من إسرائيل وأوروبا، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "أفضل سبيل لمنع هذا التهديد واحتوائه هو الدبلوماسية". وسبق هذا التصريح إعلان وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول ، عن استعداد برلين وباريس والمملكة المتحدة لإجراء محادثات مع طهران لتهدئة الوضع. ما مدى تقدم البرنامج النووي الإيراني؟ تجدر الإشارة إلى أن البرامج النووية تنقسم إلى مسارين: مدني وعسكري. تقتصر البرامج المدنية على محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، بينما تهدف البرامج العسكرية إلى بناء رؤوس حربية نووية، أو ما يُعرف بالقنابل الذرية. وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فقد ادّعى النظام الإيراني أنه ذو طابع مدني، بينما يتفق غالبية الخبراء وأجهزة الاستخبارات الغربية على أن إيران لا تُصنّع حاليًا سلاحا نوويا. ورغم ذلك، فإن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به إيران يثير القلق. ففي أواخر مايو/أيار الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. ويتجاوز هذا المستوى بكثير ما هو مطلوب للاستخدام المدني والسلمي للطاقة النووية، كما أنه يقترب من مستوى الاستخدام العسكري. ويُشار إلى أنه عند تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، فإن إنتاج 400 كيلوغرام منه يكون كافيا لصنع 10 رؤوس نووية. وفي مقابلة مع DW، قال هانز جاكوب شيندلر، الخبير البارز في القضايا الأمنية في "مشروع مكافحة التطرف" البحثي، إن إيران – كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية – قد "سارعت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، فضلا عن زيادة معدل تجارب الصواريخ". وأضاف: "يمكن القول إن هذا المسار يهدف إلى تعزيز موقف إيران التفاوضي مع الولايات المتحدة، لكنه قد يُنظر إليه باعتباره مؤشرا على أن (طهران) تقترب من صنع قنبلة نووية". وعقب التصعيد الأخير، أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إلغاء الجولة القادمة من المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية، التي كان من المقرر عقدها في مسقط يوم الأحد (15 يونيو/حزيران الجاري). وحتى الآن، لا يوجد دليل يؤكد أن نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران بلغت 90 بالمئة. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن طهران قد تصل إلى هذه النسبة بسرعة نسبية، نظرا لمخزونها وقدراتها التقنية. وردا على تقرير الوكالة الدولية، أعلنت طهران عن خطط لتشغيل منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم. تجدر الإشارة إلى أن اليورانيوم المخصب وحده لا يعني بالضرورة امتلاك قنبلة ذرية؛ إذ تحتاج إيران أيضا إلى تطوير رأس حربي فعال وصاروخ قادر على حمله. ردا على الضربات الإسرائيلية، حيث أصاب صاروخ باليستي مبنى سكنيا في مدينة بات يام الإسرائيلية. صورة من: DEBBIE HILL/UPI Photo/IMAGO فعالية الضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني؟ في هجماتها، لم تستهدف إسرائيل منشآت إيران النووية فحسب، بل استهدفت أيضا قادة عسكريين وعلماء نوويين. وتُظهر صور الأقمار الصناعية مستويات متفاوتة من الدمار الذي لحق بمحطة التخصيب النووي الرئيسية في نطنز ومنشأة نووية في أصفهان. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع أضرار في المنشأتين، لكن لم يتضح بعد حجم الدمار ومدى قدرة إيران على إصلاحه. وفي مقابلة معDW، قال والتر بوش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد فيينا لحفظ السلام وإدارة النزاعات، إن تأثير هذه الضربات على إيران "خطير إجمالا". وأضاف أن "خسارة العلماء النوويين أكبر من خسارة القادة العسكريين، لأن هؤلاء العلماء شاركوا في البرنامج النووي منذ بدايته تقريبًا، وكانوا يمتلكون كافة نواحي المعرفة المؤسسية". وأشار إلى أن هؤلاء العلماء "يلعبون دورا رئيسيا سواء على مستوى الخبرة الأكاديمية أو المعرفة العملية... وتُعتبر هذه ضربة موجعة". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استهدفت إسرائيل أيضا قواعد الصواريخ. تاريخ البرنامج النووي الإيراني يعود تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما بدأ نظام الشاه الموالي للغرب في تطوير برنامج نووي مدني بمساعدة الولايات المتحدة. وعقب الثورة الإسلامية عام 1979 وصعود حكومة معادية للغرب إلى السلطة في إيران، تزايدت المخاوف الدولية من أن يتحول البرنامج إلى طابع عسكري. ففي عام 2002، عثر مفتشون دوليون على يورانيوم عالي التخصيب في منشأة نطنز النووية، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية. وفي عام 2015، وبعد مفاوضات ماراثونية، أبرمت إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا (مجموعة خمسة زائد واحد) اتفاقا نوويا عُرف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". ويهدف الاتفاق إلى الحد من قدرة البرنامج النووي الإيراني وفرض ضوابط صارمة عليه، مقابل تخفيف العقوبات. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2018، قرر الانسحاب من الاتفاق، معتبرً إياه إجراء مؤقتا وفاشلا في التعامل مع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وتبع ذلك فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران. ولم تقف إيران مكتوفة الأيدي، بل قررت التراجع تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق، حيث زادت من معدل تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ، متجاوزة الحد المسموح به وهو 3.67 بالمئة. وعقب عودتهإلى البيت الأبيض، تجددت جهود إدارة ترامبللتوصل إلى اتفاق جديد بين واشنطن وطهران. أعده للعربية: محمد فرحان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store